30 سبتمبر 2009

القرار الاخير ..... !!!






نحن ...........
نتصارع
نقترب ونبعد ..
نقول ونصمت ..
نتوجع بالشوق ونحترق بالبرود ..
نتجاهل وجودنا كاننا لم نخلق بعد ونصرخ شوقا نفتقد وجودنا ونبكي ..
نخاف الاقتراب وحين نقترب نرتاح وننام كالاطفال ........
محتارين !!! مرتبكين !!! معذبين !!!!!

انت ........... 
تبتسم فتغدو الدنيا بلا ليل 
وتنهمر الامطار قزحيه ملونه بالبهجه 
ويضحك الاطفال ببراءه 
ويرحم الالم ساكنيه فيرحل عنهم 
ويصدح النسيم العليل في الافق الرحيب ترانيم دفء وامل 
تعبس فترحل العصافير عن شباكي 
وينكسر الناي 
وتحتل السحب الرماديه كل النجوم فيخفت سطوعها وتبرد 
وتعطي عباده الشمس ظهرها للقرص الذهبي وتذبل 
تقترب فيدق نبض قلبك في قلبي .. 
تحمر وجنتاي ارتباكا وتلمع حدقتي بوهج خيالك .. 
تبتعد فيجف حلقي كالعطشي في تيه الصحراء .. 
وتتآرجح راسي كاني خدره ثمله بالهم والكآبه .. 
تقبل كالامواج في ليله قمريه ... 
كالاشواق في محطات الوداع .. 
كالدموع الدافئه في اهات الفرح .. 
كاسراب الطيور الراحله في اواخر الخريف .. 
كرذاذ الشلالات لحظه التلاقي .. 
كنسيم البحر الطازج وقت الفجر .. 
كققطرات الندي فوق كف السهاري .. 
تاتي فتعطي الحياه معناها وقيمتها وتآلقها 
تفر كاخر لحظات الليل والشمس تلح لتشرق .. 
ترحل فتعطي الشجن والهم والحزن مساحاتهم اللانهائيه .. 
انت ..... تاتي وترحل تحضر وتغيب .. 
انت شخصيا لاتعرف ... ولم تعرفني قرارك الاخير !!!!!

انا ........ 
لاالعب معك .. ولن العب ...... !!! 
فمشاعري ليست للهو ووجودك ليس تسليه !!! 
اتمناك لكني لن اشحذك ولن ادفعك صوبي 
ولن اقهر حريتك في الاختيار ..
سابقي صامته 
انتظر ماستفعله بايامي وبالحياه 
انتظر قرارك الاخير 
هل ستآتي فتمنح انفاسي شهقيها .. 
ام ستبعد فتحرمني الراحه ..... 
صامته انا انتظرك 
لن اغريك 
لن اغويك 
لن اضغط عليك 
لن احاصرك بحبي 
لن احوطك بحضني 
لن اعشقك حتي الوجع 
فالاشارات التي انتظرها مازالت تائهه في الاثير لم تصلني ؟؟؟ 
فهل ارسلتها ؟؟؟
صامته انا انتظرك
لن اناديك
لن اسير في طريقك كانها صدفه وانا لااقصد
لن ابتسم في وجهك فتسقط صريع اسري وتنسي اسمك وتضيع
لن اقترب منك فتحتل رائحتي انفك وتنسي الدنيا وتدمنها
انا ..... احلم بك لكني اعرف قراري الاخير !!!

نحن ...... 
محتارين !!! مرتبكين !!! معذبين !!!!! 
انت لم تاخذ قرارك الاخير بحبي !! 
انا لم اخذ قراري الاخير بنسيانك !!! 
نحن ........ 
مترددين حياري لم ناخذ قرارنا الاخير !!!

27 سبتمبر 2009

كلي دموع !!!!!!!!



كلي دموع ....
بلورات رقراقه لامعه شفافه معلقه تحت جفوني
فوق رموشي بجوار حدقتي
بلورات موجعه تؤلم كالدبابيس تثقب كالحفار
تجرح كالامواس تقطع كالسيوف
بلورات مشحوذه جاهزه للقتال والعراك معي ومعي فقط

دموع اسيره مكبله بقيودي محتجزه خلف بواباتي معتقله في كهوف نفسي متناثره في رمالي المتحركه شريده فوق الموجات العملاقه مسيطر عليها لااترك لها العنان ابدا !!!
تنتظر العتق والسماح لها بفياضات جديده ترسم خرائط جديده لوجهي وللحياه ومعني الوجود ....
كلي دموع ...

حبيسه لا تياس من حربها معي والسعي للفرار من قضباني والانهمار امطار قطراتها كالانصال المشحوذه تفتح الجروح القديمه وتطرد قيحها والمها ومراراتها وتوجعني ... لكني لااتحمل وجعا ولن اسمح بالسيول تجرفني امامها تعريني وتفضح المي !!!
كلي دموع ....
تنتظر بلهفه ودآب اي فرصه لمراوغتي وفرض وجودها الطاغي علي نفسي
ربما اغنيه عاطفيه قديمه تحرك في قلبي شجونا كنت اظنها ذابت مع الزمن لكن الاغنيه احيت القديم وذكرتني فتقفز دموعي لمقلتي لتشارك قلبي اوجاعه لكني اقهرها بالتجاهل واقهر قلبي بالنسيان واصمت ....
ربما اصابع بضه لطفله صغي
ره تقبض علي كف امها يعبرا الطريق فاتذكر امي وحنانها الفياض الذي رحل مع روحها وتركاني مرتاعه ابحث عن دفء امي مشتاقه لحبها ، وقتها تطرق دموعي كل الابواب وتعوي تنادي امي علي اضعف فافتح لها البوابات الموصده واسمح لها بالركض فوق قلبي تحرقه بقطراتها ، لكن اتذكر ابتسامه امي فاقهرها واضحك علي نكته قديمه قالتها لي امي قبل موتها فتهرب الدموع وانتصر عليها..
ربما قرص الشمس يخبو مثل ايام كثيره كنت احبها وكانت جميله وكنت اتمني الا تذهب فذهبت وبقي قرص الشمس الافل مثلها يذكرني بكل ماجري ، تلمع مقلتاي وتكاد الدموع تقفز منهما تنادي الايام البعيده عودي ، لكني اجففها بمنديل ورقي القيه علي الارض مثلما القيت كل الايام القديمه خلف ظهري واتناسي دموعي المهانه بالمنديل الورقي فتغضب وتتواري ....
ربما عصفور صامت حبيس قفص يكرهه فلا يغرد احتجاجا علي الاسر ، ربما وقتها اشفق عليه واتذكر نفسي التي احتجزتها عامده في قفصها اجبرها علي السعاده في ظروف لاتجلب الا كل التعاسه فتصمت وانا معها وتجدب وانا مثلها واحلم بالحريه ولا انالها ، هنا تتسلل دمعه صغيره من طرف عيني احسها تهرول للعصفور قطره ماء عذب تروي عطشه للحنان وتكاد الملايين بعدها تفر من اسري فافرك عيني وابتسم كاني لم اري العصفور ولم استعيد الايام الموجعه واشكر الله علي حريتي واغيظ دموعي وافتح باب القفص للعصفور واطير معه للعالم الواسع نلوح للدموع الحبيسه نودعها ونفر ....
كلي دموع
حين افرح تنهمر تشاركني سعادتي لكن طعمها المرير فوق شفتاي يذكرني ان معظم الايام التي مرت كانت ايام تعيسه اشتهيت فيها الفرح وحين فرحت لم افرح بحق لان ذاكرتي ملوثه بمرارات الماضي تفسد علي حلاوه الفرح الانيه ..
حين اضحك تنهال فوق قهقهاتي تقاطعها كانها تلومها علي انطلاقها وهي الحبيسه المح
تجزه داخل اسر السيطره والانضباط ، تنهال فوق قهقهاتي تفسدها كانها تخاف الضحك الذي لم يطرق بابي انا ودموعي الا بعد ما فقدنا الامل في تذوقه او الاستمتاع به..
حين احزن تشاركني همي وغمي وتستجلب لي كل الذكريات الموجعه يوم حزنت ويوم يآست ويوم قهرت ويوم هزمت ويوم منحتي الدنيا ظهرها وكنت لااستحق ويوم عوقبت ظلم ويوم هجرت من حبيب لم يكترث حتي بوداعي ويوم غدر باماني من نذل استكان حتي قتلني بسمه ويوم خفت من الايام التي خدعتني بالاقنعه المزيفه وحين اطمآنيت لها خلعت اوجه الطيبه وكشفت عن انيابها وعقرتني ...
حين احزن تنتشي دموعي وتزداد ملوحه وتكبر قطراتها كانها موجات هادره وتنهال ملايين خلف ملايين وحين تتصور اني ساكف عن البكاء تذكرني بوجع كنت اتناساه او جرح كنت اظنني برآت منه او غدر كنت اظني تعاليت عليه ونسيته ، تذكرني وتنهمر وتنهمر لكني انهرهها واقهرهها واتذكر فرحتي بابنتي حين ولدتها وكانت اجمل المواليد واتذكر قرنفله حمراء اهدتها لي جدتي يوم نجاحي واتذكر طعم بومبونايه جميله كنت استعذب استحلابها واتذكر نهار صحو بلا سحب تشوهه سماءه واتذكر ليل حنون احتضني وعالجني من كل اوجاعي واتذكر وجه طيب التقيت به مصادفه فاحتوي تمردي وغضبي وشفط السم من دمي وصالحني علي الدنيا واتذكر فيلم سينمائي صادق احببته لدرجه الادمان وبكيت في نهايه احداثه حتي ظنت دموعي انها عتقت من احتجازي للابد واتذكر تصرفات اصيله من بعض اصدقائى واتذكر لحظات اللهو والفرح التي رقصت فيها حافيه فوق الرمال الرطبه لااكترث باراء الاخرين في سلوكي المشين من وجه نظرهم ، اتذكر كل هذا واكثر واتشاجر مع دموعي وانهرها بقسوه فتجف وتموت واتصور اني رحمت من عذاب الالم الدائم والالحاح السخيف
!!!
كلي دموع ......
تشتاق للحريه والانطلاق
تشتاق للانهمار تروي نفسي المتآلمه بصدق المشاعر
تشتاق للفرار !!!
كلي دموع ....
كان كل ايامي كانت موجعه ..
كان كل لحظاتي كانت قاسيه ..
كان كل ذكرياتي محزنه ...
كآن المي ووجعي وحزني مازال حيا ناضبا بالوحشه ....
كآني عدت طفله صغيره اشتاق للبكاء في ح
ضن امي
لكن مدرستي اللعينه ضربتني امام جميع الاطفال
واهانتني فحبست دموعي يوم كامل حتي عدت لامي وبكيت في حضنها ...
لكن امي ماتت

وحضنها موصد
ودموعي لاتجد منفذا لسيولها
وكيف اجده وامي ماتت؟؟؟
امي ماتت يادموعي

ولن اجد بعد الان من يحتويني
وستعيشي قدرك معي
وستظلي حبيسه معتقله الي الابد .........
كلي دموع قدري وقدرها ان نتعذب دائما !!!

26 سبتمبر 2009

عروس البحر .....!!!!






هل تعرف عروس ال
بحر ؟ هكذا سال العجوز حفيده الشاب ، لم ينتظر اجابته ، عروس البحر هي الحلم الذي لايتحقق ، هي موجوده لكنها لاتمنح احد حق الاقتراب منها ، هي موجوده لكنها صاحبه اراده وقرار تنتقي احباءها ومريديها وعشاقها المعذبين ، اذا اقتربت منك لاتخاف ولاتجري واترك لها نفسك ريشه في مهب الريح واذا لم تراها ابدا اعرف انها لم ترض عنك وان اعمالك الطيبه لم تبهرها وانها لاتصدقك !!!

كان الجد
والحفيد يجلسا علي شط المحيط يحدقا في القمر وكل منهما ينتظر خروج العروس تشق عنان الموج لاجله ، كل منهما يحلم بابتسامتها يتمني ان تفتح احضانها لاحتواءه ، سنوات عمر الجد عدت لكنه لم يمل الانتظار منذ طفولته وهو يحدق في الظلمه ينتظر رؤيتها والحفيد مازال يلون صفحات مستقبله بالوان الامل لكنه يزين كتابه بصورتها كان احلامه المؤجله لن تتحقق الا بها .....
كانت الليله قم
ريه ووجه البدر يسطع ضاحكا ، مضت ساعات الليل وكادت تنفذ وشرع الليل في الرحيل يلملم نجومه الساطعه ويبكي قطرات ندي تؤكد حقيقه رحيله ، المحيط ساكن وموجه يتثائب يستعد ليقظه الفجر وضجيج نهاره ، الجد وحفيده جالسين ، يحكي الجد للحفيد ان الاشباح الشريره معتقله منذ فجر يومهما السابق عقابا لها علي ايذاء البشر بالكوابيس والارق والافكار الموحشه ثم يراه مبتسما يلوح للجنيات الطيبه التي تلهو فوق وجه البدر تغرس الورود الساطعه وسط ماسات تاجه عائده من رحلتها الليليه الطيبه حين مرت علي الاطفال النائمين قبلت وجناتهم ودعمتهم بالامل والحنان وتركت لهم باقات الزهور النضره فوق مخداتهم الناعمه ذكري الاحلام السعيده ، يتفاءل الجد ويشرح لحفيده ، في عمر الزمان ستاتي ليله بلا اشباح شريره تفوح من جنابات الكون فيها روائح الياسمين ، انها الليله الموعوده ، التي يعرف الجميع انها اتيه لكن احدا لم يراها ولايصدق ان عمره سيمتد ليشهد بعينيه فرار عروس البحر من اسر وحشها الشرير !! .
يعلم الجد ولايعلم الحفيد ان عروس البحر محتجزه قبل ميلادها قدرا مروعا في جعبه الوحش الشرير ، الذي احبها فكرة وبحث عنها جسدا واعتقلها روحا وكتم همهاماتها وقص ذيلها الراقص ، يعلم الجد ان الجسد المسجي في الاطار الذهبي فوق فراش الوحش الشرير ليس الا روحها المعتقله غصبا علي يد الوحش العاشق الذي لم يكف عن مغازلتها لكنها ابدا لم تستجيب لها رفضت عيش حياته الرغده وفضلت التيبس فوق الحائط عن اشواك احضانه ، فهي ابدا لن تكون له حتي لو مر الف دهر وبقيت معتقله ، يعلم الجد ان عقود اللؤلؤ التي تزين جيدها ليست الا حبات دموعها التي نسجتها طوقا وانشوطه خنقت بها انفاس
ها مع كل قيود وحشها الشرير وظلمه واحمال قهره المتعسف !!!
تعاقبت الدقائق الاخيره في الليل ، مل الحفيد وياس من خروجها ، يعلم انها تغادر في الليل وتعود في الليل وهاهو الليل سيرحل - وهو ايضا سيرحل - وهي لن تاتي استوقفه الجد وطالبه بالانتظار يشرح له ان رحلتها الاخيره بلا عوده ، وانها قد تخرج في الليل وتبقي شعاع في شمس النهار وان الليل لم ينتهي ودقائقه لم تنفذ ..... لكن الحفيد لم يصدقه ومشي و...... ذهب لفراشه حزينا ونام .... وبقي الجد يحدق في الماء كانه يناديها يتوسل اليها تاتيه بكل فرحه العمر المؤجله !!!
انتشرت رائحه الياسمين كان اشجارها كست الكون ، ابتسم الجد ، امتد به العمر ليشهد ليلتها الموعوده ، وحلم بفرارها لا يعلم انها في تلك اللحظه بالذات كانت حره بعد ان فرت من سجنها وقفزت بين الامواج العاتيه سعيده بتحررها وحريتها التي لم
تيآس يومها من استردادها .. غفا الجد ينتظر لحظه العمر التي لم تاتيه وهو في عنفوان شبابه واتته حين قضي الكبر والوهن علي قدرته في عيشها ، تحررت عروس البحر وفرت من اسر سجانها ، ابتسم البدر محبا وولدت ملايين النجمات الحره وتبددت الظلمه وعاش النهار نهارين لايرحل ..
قصت النجوم لبعضها حكايه فرارها ، حين صرعت سجانها وحاربته بذكاءها واسلحه عقلها المشحوذه بالحكمه فانتصرت عليه ، كان سجانها نام ارهاقا بعد ان قتلته بالغناء وحرمت جفونه من النوم شهورا ، رسمت منذ دهورا خطه قتله ، ستغني حتي ينتحر ستتحداه بالغناء تقاومه بالغناء تقتله بالغناء ، يستيقظ منزعجا علي صوت غنائها يظنها سعيده فيتغاضي عن ازعاجها وتستيقظ منزعجه علي وحشه كوابيسها فتغني تدس السم في عروقه بطيئا لكن نافذا ، ويمر اليوم بعد الشهر والشهر بعد الدهر وهي تقتله بغنائها مبتسمه في وجهه فيخجل من تعنيفها ويصمت متآلما ينصت لصوتها ، تغني كل الاغنيات التي تعرفها ، تغني كل الكلمات التي تحفظها ، كل الكتب التي قرآتها ، وهي تتابعه يترنح فتغني بصوت اعلي واعلي حتي قبض علي راسه وصرخ الما فادركت ان حريتها باتت وشيكة واستعدت للرحيل ووقت سقط علي ظهره صريع غناءها ابتسمت و لملمت كتبها ووورودها المصبره وخطابات الحب القديم وصندوق الايام التي تحبها وفرت من بين قضبانه تغني لاول مره في حياتها فرحة لكنه كان صريعا فلم يسمعها !!!!!
يقص الجد لحفيده في الحلم الذي يؤنس ليلته ان عروس البحر حلما لم تمنحه الحياة للعاشقين علي كثرتهم ولااحد
يعرف من هي .. انسيه جنيه كائن خرافي فكره مبتكره حلم ملون مرسوم فوق صفحه مصقوله بيضاء ...ليس مهما طبيعتها وماهيتها .. هي اسيره الاسر السرمدي الذي لاتعرف سببه او تاريخ بدايته او ميعاد نهايته فنسيته واعتبرت نفسها اسيره بالفطره بالضروره الي الابد ولم تفكر في تحررها ولم يؤلمها تراخيه ولم تشتاق لايامه وبقت اسيره تقرآ وتعرف وتتعلم وتطيع الاوامر لا تقهر سجانها لكنها وبلا اي استعدادات خاصه الا طقوس حياتها العاديه تستعد جيدا لانهاء الاسر بالغناء بالفناء لاتكترث واثقه انها في لحظه ما ستتحرر ، قد تاتي اللحظه في حياتها وقد تتحرر بموتها لكنها في النهايه ومهما طال الزمن ستكون حره جداجدا ، ابتسم الحفيد لجده في الحلم واحبها وتمني لو يلقاها ، لكنه نائم في فراشه ضيع ملله فرصته مثلما ضيع الكبر والوهن وشيخوخه اخر العمر مثابره الجد وحلمه في لقاءها !!!
خرجت عروس البحر حره من المحيط وجدت الجد نائما مغشيا عليه لاينتظرها فلوحت له وودعته واطلقت جدائله
ا الحريريه بساطا علي ضفاف بحيره النرجس واتكآت علي خصلات شعرها الطويله و قصت علي عاشق ذاته النرجسي كيف وقع سجانها صريعا مخدرا بوحشه غناءها وحين لمحت وجهها علي سطح البحيره ساطعا ابتسمت فتفتحت ازهار البرتقال فوق اغصانها وانبلج الفجر فقويت ، كانت نرجسيه اكثر من نرجس شخصيا لكنها لم تضايقه ولم تزعجه ولم تخبره بسرها الصغير انها اجمل منه مهما تجمل ومهما نظر لمرآه الماء وتصورها تسطع ببهائه ،لم تخبره انها خرجت من خلف قضبانها صوب البحيره موقنه انها اجمل منه ومن كل ازهاره لكنها لاتنافسه ولن تفعل فالنتيجه محسومه بالضروره لصالحها فاشفقت عليه من عذاب كراهيتها وهو لايحب الا ذاته ، اشفقت عليه فلم تخبره بيقينها من انها وهي عابسه الوجه متناثره الجدائل حزينه يتراقص علي ملامحها شحوب مصباح الزنزانه تظل اجمل منه ، هي تعرف حقيقتها وحقيقه العالم لايزعزع ايمانها بنفسها الف مليون نرجس فهي الاجمل والاجمل كانت وستظل !!!
تركت عروس البحر النرجسي امام بحيرته يبكي ادراكه بجمالها الخفي وغيرته منها وحلقت للبدر تجدف وسط
اطياف السحاب بذيلها الراقص تحيطها الجنيات الطيبه والقت بقلبها في قلب القمر تبكي تشكره لانه منحها في كل لحظات الاسر الطويله ضوءه الحاني رسائل طمآنينه تفك اسرها وتدعم حريتها رسائل طمآنينه تقسم لها ان الف سجانا فوق سجان لن يقوي اسرها ، والف نفق عميق والف حاجز مائي والف فدان شوك والف الف فدان نار كل هذا لن يعوقها وقت الحريه عن الحريه ، قبلت القمر تشكره لانه ساندها فبكي القمر وهطلت الامطار الاستوائيه فوق المحيط وارعدت السماء وطال الليل ولم يسمح للفجر بمشاكسته وازاحته وقتها عن مملكه الكون وبقي الجد نائما علي الشط ينتظرها وانتفض الحفيد في فراشه فزعا من صوت الرعد ثم عاد سريعا للنوم يستضيف جده في احلامه الحانيه يساله عن عروس البحر اسرار غموضها اصل حكايتها سبب حب الناس لها وتعلقهم بها وانتظارهم لها ، لماذا يحبها الناس ياجدي وانا مثلهم ريحني ياجدي ، اشار الجد لالسنه اللهب المتراقص في مدفآه الحلم وقال وكيف لا نحبها وروحها نار متقده تعيش اسيره الجسد الضعيف في قاع المحيط المظلم المتجمد لكن الصقيع المحيط بها لم يطفيءنيرانها فقط حمي محبيها من حريقها ، لم يفهم الحفيد ، كرر الجد هي انسيه جنيه كائن خرافي اسيره حره شابه عجوزه كل هذا لا يهم فروحها لهب لاسع يرقص فوق الصقيع ومن هذه السخونه والحيويه وتلك البروده والتروي حافظت علي انطلاق روحها وتدفق حيويتها التي اعتادت الفرار من الاسر تخرج من جسدها تلهو وترقص وتلعب وتعود له في النهايه سعيده حره لان الاسر قرار لم تاخذه ابدا والاسر وحشه لم تستلم لها ابدا والاسر قسوه فرت دائما من نصالها ولكن كل هذا لم يهزمها نعم لم تتحرر بعد لكنها ستتحرر ستتحرر فينام الجسد كالاطفال راضيا عن مصيره الاخير حرا ولاشك ، يلح الحفيد لماذا يحبها الناس ياجدي يشرح له هي القويه الحنونه الاسيره الحره التي فرت من الاسر ولم تمكنه ابدا من روحها خرجت من كهف اسرها تعرف كيف تطير كمثل الصقور التي طالما حلمت انها ضمن سربها ، تعرف كيف ترقص كمثل البجعات الرشيقات التي طالما تدربت علي خطوات سعادتهن ، تعرف كيف تسير كمثل انسان حر يعرف طريقه جيدا ، هي الاسيره الحره ياحفيدي الطيب مثلك طيبه وقت تحررت لم تحطم الدنيا تنتقم من اسرها بل نامت بمنتهي الحنان في حضنها صامته هادئه تعلم ان الحريه عظيمه لكنها تعاش بلا صخب وبلا ضجيج وبلا زيف كريه ، هي مثلك طيبه وقت فكت اسرها القت بنصل سكينها في البحر لاتحتاجه لان الاسري مسلوبي الروح هم من يحتاجون لاسلحه تطمئنهم وهي عاشت اسيره البدن حره الروح واثقه من مصيرها الاخير ، القت السكين في البحر ومعه بقايا دموعها فايام الحريه لا تحتاج دموع معهم النصائح والاوامر والتوجيهات والقواعد الظالمه والعادات الغبيه والتقاليد المتعسفه وكل قواعد ايام الاسر وصنعت لعالم حريتها قواميس جديده تضم ملايين الكلمات اللائقه بوقت الحريه وعالمها الرحيب ، هي طيبه مثلك ياحفيدي اسرت في قاع البحر عمرها كله لكنها لم تكره البحر بل كرهت السجن واشفقت علي السجان اسير معها مهزوم بلا روح ، لم تنقم عليه لكنها التمست له الاعذار لانه قيدها جبرا وقيد نفسه معها فانطلقت روحها حره وبقي هو الاسير وهي المحلقه دوما في السماء .
و......... مازالت عروس البحر تنام في حضن القمر تبكي ومازالت السماء ترعد ومازال القم
ر يبكي دموعها مطر استوائي غزير يروي الحياه بكل ماتحتاجه من خصوبه ونماء ... ومازال الليل ينتظرها علها تعود معه ، لكن الياسمين يفوح في الكون يؤكد تحررها الاخير ، لكنها اشتاقت للسجان واشفقت عليه وقت يفيق يكتشف فرارها ، اشفقت عليه لانه وقتها سيكره الغناء ويكره الحياه ويكرهها وهي لا تتحمل ابدا الكراهيه حتي لو كانت من سجانها ، مازال الياسمين يفوح في الكون يحرضها علي الفرار الاخير لكنها اعتقلته تحت جلدها وفي مسامها وقبضت عليه تاخذه معها لزنزانتها تجملها بنسائم الحريه لكنها ستعود للسجان بارادتها الحره لن تكسر ارادته وتقهره ، فهي الاقوي من كل قيوده تعيش عالما ارحب من زنزانته التي يقف علي بابها اسيرا يحرسها ..
و..... اوشك الليل علي الرحيل فلمت عروس البحر جدائلها قصت ذيلها وعادت طواعيه للاسر سعيده واثقه من قدرتها علي انتزاع حريتها وقتما تشاء ، سعيده انها صاحبه القرار الاخير في شآن اسرها لكنها تحب الاسر ولاتريد حريتها الان ... وحين تريدها ستطلق عواصف الياسمين في الكون وتحلق فوق نسائمها لعالم الحريه !!! وامتطت عربه الليل وعادت !!! وحين سطعت الشمس فوق الكون كانت تنام هي في فراشها تغني بصوت عذب خفيض سعيده راضيه فكل حياتها ملك يديها تفعل بها ماتشاء وقت تشاء .... وفرت وعادت وفرت وعادت حتي ادمنت اللعبه وسعادتها ومازالت روحها طليقه ومازال سجانها ينام اسيرا علي بابها لايعلم انها فرت وستفر ملايين المرات !!!!! ومازال الجد يحلم بها ومازال الحفيد يحلم بها ومازال الكون ينتظر فرارها الاخير لكنها لم تحدد موعده بعد !!!!

"الي الروح الحره جدا جدا .. اهدي رؤيتي "




الزمرد الاخضر !!!!!!






هل ستقبع في الك
هف طويلا تبكي كنزك الذي جرفته امواج العاصفه من بين يديك وانت فوق الصاري فرحا بشراع انتصاراتك وقتها قفزت من السفينه وكدت تهلك تبحث عن حبات الزمرد وسط الانواء تنبش قاع المحيط باظافرك كانك ستجد ثروتك مصونه بين اذرعه الاخطبوط لكن الاخطبوط اعتصرك بين اذرعته وكدت تهلك ونسيت موتك وتذكرت الكنز الذي سرق سنوات راحتك التي تصورتك انك اشتريتها فعلا وسجلت صكوك ملكيتها فاذ بك تقبض علي عشب البحر والريح العاتيه ودموعك!!!
هل ستقبع في الكهف
طويلا تتذكر كيف ضاع الكنز كيف جرفته الامواج الخضراءلا الزرقاء لا الرماديه الشريره وانك كنت فوق الصاري ترقص لا تغني بل تدعك عينيك لان الملح دفنهما تحت ذراته الكاويه فحين اتت الامواج لم تراها وحين ضربت العاصفه العاتيه صاريك وكادت تدفنك تحت زبدها لم تحتاط لقوتها واخذت علي حين غره وبمنتهي الغدر ، هل ستلوم نفسك وتلوم نفسك انك لم تقبض علي الكنز باصابعك بقوه وانك لم تخبئه خلف حبات عيونك وانك لم تبتلعه في معدتك تخفيه من الاشباح الشريره التي تربصت بك وانتظرك ساعه راحتك بعد سنين الجهد وسرقتك وانت في اوج انتصارك وافسدك كتاب افراحك وسكبت الحبر الاسود فوق سطوره البراقه فبهتت !!
هل ستضيع كل تلك السنوات في انتقاء الالفاظ الرقيقه الانيقه تغزل بها ابيات شعر المرثيات السوداء التي تجهزها منذ سنوات وسنوات حزنا علي سنوات ابعد ضاعت منك في غمره الاحتفالات ، هل ستضيع بقيه ايام العمر تتامل شعيراتك البيضاء تزركش راسك وذقنك وتبكي لانك شعرك الاسود رحل مع كنزك مع ايام العمر التي كنت تقوي فيها علي اقتلاع الشجره من جذورها ونقل الجبل من مكانه وتثبيت السحاب في السماء مرتعدا
منك لايتحرك الا بنظره عينيك ، هل ستضيع بقيه ايام العمر تعد التجاعيد التي وشمت وجهك بحزن ضياع المجهود فتنام من شده الحزن وتظل اسيره لا تقوي فكاكا ووجهك يزداد تجاعيد ويهرم !!!
الا يذكرك كنزك الضاع بكنزك الذي بين يديك لا تشعر بقدر قيمته ولا معناه ، الا تذكرك الايام الماضيه بالايام القادمه التي لا تحبها ولا تنتظرها ولا ترسم لها خططا ولا تاخذ فيها مواعيد ، الا تحن لصاري المركب يشق عنان الماء وعنان السماء ويطير بك نسر شامخ فوق وجه الماء ووجه الايام ووجه التاريخ ترسم لنفسك تقويما جديدا وتحتفل مع نفسك بمناسباته واعياده السعيده !!!!
الا تذكرك عزيمتك بعزيمتك فتتمرد علي كهفك واسرك وحزنك وماضيك وذكرياتك المفرحه الموجعه التي تغلغلت داخل نفسك سرطانا ينهش ارادتك وقوه ساعدك وتنتفض تكسر اغلالك وتطلق سراح نفسك وتهدم جدران الكهف فوق الزواحف الرابضه بين شقوقه وتخرج لنهار جميل تبتسم شمسه الحانيه في وجهك ويلاطف نسيمه العطر وجنتيك فتشد قامتك التي انحنت تحت سقف الكهف المسكون بالاشباح وتبتسم للهزيمه تهزمها ببقاءك بوجودك بحياتك بحبك للحياه ..... الن تعطي نفسك ماتستحقه ، فاذا كانت الايام الماضيه ولت بهزائمها الا تحن لتقويم جديد ومستقبل جميل ووجود لا تقوي الريح ثانيه علي بعثرته !!! ا
لن تعطي نفسك ما تستحقه وتحرر روحك من تقاليد الثآر وتحرق الكفن الذي تجهزه للهزيمه الجديده وتنطلق تصارع الريح العاصفه وتمتطي الامواج الهادره وترفع علمك في السماء !!!
هل حبات الزمد التي ضاعت منك تساوي عمرك كله الذي يضيع الان من بيد اصابعك كالرمال المبلله بدموع القهر !!!
هل حبات الزمد
التي تناثرت في قاع المحيط اثمن لديك من من كل الانتصارات الساحقه التي ستحققها حتما لو حللت قيودك !!! هل حبات الزمرد التي فقدتها اغلي عندك من نفسك !!! ياربان السفينه الغارقه ، فقط السفينه غرقت وانت مازلت حيا ، ومازلت ربانا بارعا ماهرا ، ومازال المحيط ينتظر اسطولك بعشق وينتظر مواويلك الليليه بشغف وينتظر ابتسامات نجاحك فنارا يهدي الحائرين للطريق الصحيح !!!
كفاك بكاء وكفاك حزن وكفاك ندم وكفاك اسف وتقدم خطوه واحده للامام واخرج من كهفك الذي اسرت روحك فيه حتي زهدت حياتها وحياتك !!! فلو ضاعت الايام القادمه ونفذ رصيدك ستموت في الكهف مع الزواحف !!! هل هذا هو المصير الذي تتمناه لنفسك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

كدت انسي الم يكن زمردك الاخضر مجرد احجار صماء بارده نفخت فيها من روحك وحماسك فتحولت كنزا؟
المؤكد انك نسيت او تناسيت وها انا اذكرك .. اذكرك .. كنزك الذي ضيعت عمرك تبكي ضياعه كان احجار رخيصه ملقاه علي الارصفه حتي نفخت فيها من روحك !!
وروحك مازالت تنتفض ومازالت قويه ومازالت حيه !!!
والاحجار الرخيصه مبعثره تحت قدميك لكنك لاتراها لانك حبيس الكهف !!!
اخرج ايها الربان واستعد ايام وجودك !!!!!!
وكفاك حزن !!!!!!


اهداء ..... الي الزاهدون في الحياه حزاني علي هزائم الماضي..... تمردوا !!!!!!!!!


25 سبتمبر 2009

محطه مصر !!!!!!!



انتبهت ل
وجودها لمكانها لمشاعرها

خايفه وتايهه
ومحتاسه
سمعت الوصاي
ا العشر وحفظتها وسمعتها الف مره
ماتصدقيش حد ماتثقيش في حد ماتآمنيش لحد

فتحي عينيك ك
ويس خلي بالك صحصحي واوعي تغفي
قلبها بيدق ... خايفه جايز .. متوتره احتمال ...

واقفه وحيده في الزحمه ...


بتتفرج .. بتتفرج ..


الناس بتجري ورا
يحه جايه
طالعه نازله ...

تضحك وتعيط ...

اجراس وصفير ووش ورغي ودوشه تخوف

ومن كتر الخوف هي واقفه ثابته مكانها

واقفه وحيده تتفرج علي اللي بيحصل حواليها

قطر وصل متاخر ... دايما بيوصل متآخر

قطر مشي بدري مالحقتوش ... مش مهم اكيد فيه غيره جاي وحيستناها

وحيده وخايفه ... تتفرج علي الناس

ده بينشل ده وعملت انها ماشفتش حاجه

دي بتعيط وهو حاضنها لكن بيبص قوي علي رجلين البنت التانيه اللي قدامه

جري وراها علي القطر ونط في العربيه بتاعها والبت اللي بتحبه لسه واقفه بتعيط تودعه

طفل بيصرخ لان الجو حر وهو عايز حاجه ساقعه

امه بتجر من دراعه يمكن كمان حتسحله تحت القطر اللي حيمشي ويسيبها
وهي مش تضيع الرحله بسبب زن يخلص بقلمين


قعدت علي الدكه الخشبيه ، صوت دقات قلبها اعلي من صوت القطر

خايفه من المكان اللي كلهم حذروها منه لان هناك كل حاجه بتتسرق وتضيع

قعدت خايفه.. خايفه .. تتحرك .. خايفه علي فلوسها وفستانها وقلبها وروحها

كل الناس بتجري وتركب ، تضحك وتعيط ، تودع وتستقبل ،


وهي خايفه مرعوبه ثابته مكانها مابتعملش حاجه بتتفرج
والوقت بيجري .. وهي قاعده مكانها
والقطارات بتمشي ... وهي قاعده مكانها

والناس بتحب وتفرح وتهجر وتزعل ... وهي قاعده مكانها

والفلوس في الكيس مابتفتحوش ومابتشتريش بيها حاجه
وماعداش ليها قيمه عندها لانها خايفه عليها تتسرق
فمابتعملش بيها حاجه


كل حاجه حواليها بتتحرك وهي قاعده مكانها ... خايفه بتسمع الوصايا العشر

نفسها تقوم وتجري ... ترمي الوقت تحت عجلات القطر وتتخلص من حمل تقيل علي اكتافها

تشتري بالفلوس حمام ابيض وتطيره في السماء وتضحك وطظ في الفلوس

نفسها تشتري زماره ورق وتطبل وتهيص وتضحك وتعيش
نفسها تقوم تودع ناس ماتعرفهومش علشان تعيط

نفسها تبتسم تستقبل ناس مايعرفوهاش علشان تحضنهم وتضحك

نفسها تعيش جوه المحطه وتنطلق ويلعن ابو الوصايا العشر

لكنها خايفه والوقت بيعدي

خايفه والعمر بيعدي

خايفه !!!


اقتربت منها عجوز بجلباب اسود كالح

جلست بجوارها

فتحت حقيبتها واخرجت نحله ملونه ورمتها علي الارض وقالت لها اجري امسكيها

ضحكت بخجل وامسكت بحقيبتها بقوه .. زقتها العجوز وقالت لها اجري امسكيها

تابعت النحله تجري تجري تلف تلف وهي مربوطه في الدكه الخشبيه

قامت العجوز تجري وتضحك وهي تتابعها باعجاب وحقد وحب لكنها مربوطه في الدكه الخشبيه

رجعت العجوز سعيده ممسكه بالنحله .. فتحت حقيبتها واخرجت لها شوكولاتايه وعزمت عليها

ارتبكت .. فاهم الوصايا العشر لا تاخذي شيئا من الغرباء ... !!!


اصرت العجوز وقطمت منها حته وضحكت وقالت لها
...
طول ماانت خايفه من كل حاجه وخايفه علي كل حاجه عمرك ماحتنبسطي

قومي ... سلمي علي الناس اللي مابتعرفيهومش احضنيهم

العبي مع العيال علي مالقطر يجي

اركبي قطر غلط محطتين وانزلي تاني

اشربي ميه مش نضيفه حيجيلك شويه مغص

كلي حته شوكولاته من ايدي استطعميها وعيشي

عيشي يابنتي عيشي وبطلي خوف

لا تخافي علي الوقت لان الوقت طويل

لاتخافي علي الفلوس لان الفلوس لتتصرف لتتسرق

لاتخافي من الناس لان فيهم الوحش قوي قوي لكن فيهم الحلو اللي يسعدك لو ابتسم في وشك

قومي يابنتي عيشي و.......... القت النحله ثانيه من الحقيبه وضحكت وصرخت فيها ... قومي هاتيها وكفاياك خوف


و................


في محطه مصر ... حراميه ونشالين

يسرقوا الكحل من العين

وفيها بشر وحيدين

وفيها مودعين ومستقبلين

وفيها ساعات بتجري وساعات ثابتين

وفيها شباب فرحانين وفيها عواجيز متمردين

وفيها اطفال بتتضرب وفيها امهات حنينين

وفيها بنات نفسها في كلمه حب

وفيها لقاء وحنان ودموع وطيبه

وفيها قصصت حب انتهت وقصص حب خالدين

وفيها الوصايا العشر اللي بتموت البني ادمين

وفيها بنت طيبه قوي وقلبها اخضر قوي ونفسها تعيش وتفرح وتودع وتستقبل وتحب وتتحب

فيها بنت طيبه قوي حتقوم من مكانها وتنسي الخوف وتجري ورا النحله وتلعب بيها وتضحك ...


................... وبحثت عن العجوز لم تجدها

لكنها وجدت النحله والشوكولاته علي الدكه الخشبيه ومعهما قلب نابض بالحب ينتظر من يفتح ابوابه الموصده!!!!

رمت النحله علي الارض وقامت تجري خلفها وهي تضحك تتناثر فتافيت الشوكولاته من فمها من كثر الضحك والابواب الموصده للقلب الطيب تفتح ببطء .....
فالحياه في محطه مصر مليئه بالتناقضات لكن مليئه بالدفء ...
واه من مكان جليدي نتصور انه امن فنموت من كثره الصقيع و..........
يامحطه مصر احبك وحيويتك وصخبك .....

ومازالت تجري ورا النحله وتضحك !!!!!

ونسيت الوصايا العشر والفلوس والوقت والرعب !!!!!


" الي حبيبتي الطيبه !!! "

20 سبتمبر 2009

ياليلة العيد .... انستينا !!!!!


غدا العيد .......
لم اشتري ملابس جديده ... كاني نسيت انه العيد ...
عادي جدا .. اقضي ليله العيد وحيده .. بناتي كل في عالمها ... ومهما خرجت مع الاصدقاء لابد اعود للمنزل فليس معقولا قضاء الليل في الشوارع ... اذن ساعود .. اذن ساكون وحيده ... سالهو بعض الوقت علي الفيس بوك وامازح الاصدقاء واكتب بعض التعليقات ثم اعود وحيده ... لن اشاهد التلفزيون ، فهو ممل ويثير اعصابي .... هكذا عدت وحيده للمره المليون .... يبدو ان الوحده قدري في هذه الايام .. لا يبدو انها قدري الدائم ....... لن اكتئب .. سافكر في شيء مبهج ... غدا العيد وهذا في ذاته شيء مبهج .... ابدا ... العيد المبهج مع الوحده لا يبهج .. العيد المبهج مع الوحده يوجع جدا ... لانك لاتجد من تشاركه رغبتك في البهجه ، لاتجد من تقص عليه موضوع تافه لاتجد من تحكي له ذكرياتك وقت كانت تلك الليله سعيده ووقت كان العيد مبهج ......
علي التفكير بطريقه بناءه مبهجه .... ساحادث بعض الاصدقاء علي الشات .. بعضهم اغلق الشات فالليله ليله العيد وهناك اشياء اخري اهم كثيرا من الشات ، بعضهم يئن مثلي وروحه خامله ، ففي هذه اللحظه مثلي اكيد لم يكن يتمني ان يقضي ليله العيد يشات علي الكومبيوتر ، لكنه لم يجد شيئا اجمل فعاد للشات بلا روح ويخيل لي انه لو اطلق كل منا العنان لنفسه لبكينا وافسدنا العيد وانتهي الامر ....
غاضبه من مشاعري واحاسيسي ، غاضبه لانها لا تطاوعني وتخدعني وتعلن سعادتها بكل شيء حتي لو كانت الوحده ليله العيد ، غاضبه منها فهي توخزني بلا منطق وتؤلمني بلا شفقه ... غاضبه لكني لم استسلم .. لن اقضي هذه الليله وحيده .. ساستدعي كل الاصدقاء لمنزلي .. في خيالي طبعا .. وسارتدي فستان انيق واتعطر واستقبلهم ارحب بهم واشكرهم لزيارتي كسرا للوحده وتبديدا للملل .. ربما نتكلم كلنا بصوت عالي ونضحك حتي يضج الجيران ، ربما نتحمس فنفتح الموسيقا ونرقص .. نعم سنرقص .. احب الرقص .. فهو يطلق للروح عنانها ويفكها من اسرها ويسعد ... نعم سنرقص وسنصفق ولن يهمني الجيران فهي مجرد ليله في السنه سيعلوا فيها صوت الموسيقي ثم انها ليله بلا ليل لااحد ينامها اذن لن تزعج موسيقاي احد وسيسامحوني ان ازعجتهم فهم جميعا يعرفون اني جاره لطيفه طيبه في حالي ولا ازعجهم ابدا ، لذا حتي لو وصل صوت الموسيقي لمسامعهم سيتسامحوا ويطنشوا ويلتمسوا لي العذر باعتباره ازعاج لليله واحده فقط ....
لم تعجبني اللعبه ، فاصدقائي نائمون في منازلهم او بيتفسحوا ليله العيد ولن ياتوا للرقص عندي .. ولاامل في كسر الوحده الليله.......
اظنني سافتح صندوق ذكرياتي واستخرج منه قصص السعاده وحواديتها.. اظني ساستدعي امي تاخذني في حضنها .. سانادي جدتي تآتي بسبحتها الكهرمانيه وطرحه الصلاه ستنيمني فوق رجلها وتدعو لي وترقيني ... ساستدعي عمتي زينب تعلمني صناعه الكحك والبسكويت وتلكمني في ذراعي لاني خايبه ومافيش فايده مني احبها ولااغضب منها ابدا ... ساستدعي خالتي هدي تفتح دولاب كنوزها وتخرج لي علبه شوكولاته كور ملونه وتمنحي كبشه ملبس لوز وتقبلني في وجنتاي ... ساخذي ابنتي وقت كانت صغيره واذهب لاشتري لها ملابس العيد سانتقي لها جزمه حمرا لامعه وشريطه شعر ستان واشتري لها فستان بكرانيش ... ساعود لايام الجامعه والتقي باصدقائي عن ماسبيرو موقف المراكب وساصعد معهم للمركب الذاهبه للقناطر واندس وسط الغرباء اصفق وهم يطبلون واكاد ارقص فرحا ويشدني اصدقائي ويتشاجروا معي لاني سافضحهم واضحك وافضحهم ....
سافتح صندوق ذكرياتي واستخرج منه الضحكات المدخره للايام الموجعه ... ساذهب لمشتول بيتنا الريفي وانام في حضن جدتي واستيقظ فجرا علي صوت تكبيرات العيد " الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا " وساجري ارتدي فستاني الجديد واخرج للبلكونه ابحث عن جدتي وانا منكوشه ستضحك عندما تراني فاضحك واسالها عن العيديه .... ساتسلل لحجره جدي العمده واوقظه بقبلاتي وانتظر العيديه ،ساصطحب ابنتاي ونذهب لمحل الالعاب ساشتري للاولي عروسه كبيره وللثانيه دبدوبه حمراء واشتري لهن طراطير لامعه ملونه وبالونات كبيره ملونه ونذهب لبيت امي ساطرق الباب بنغمات راقصه فلا تفتح امي بل تبقي داخل الباب تصفق وتضحك ونضحك وحين تفتح ندخل جميعنا انا وبناتي في حضنها وهاتك يابوس ... اتمني الذهاب لحديقه الحيوان المزركشه بجمهورها الفرح سارقص معهم علي دقات الطبول وساجلس معهم علي الارض لن اخاف علي فستاني الجديد ..... ساذهب لعمتي عنايات واشرب شاي معها واقبل احفادها وادعو لها بالصحه واتذكر معها ذكريات طفولتها حين كانت شقيه ومتمرده ولاتكف عن المشاجره مع جدتي امها ستضحك وهي تحكي لي عن مغامراتها حتي تتساقط دموعها وساضحك معها وعندما يتعين علي الرحيل اقبلها بقوه عشرات القبلات وارحل حزينه ..... ساركب السياره مع ابي وامي واختي وسياخذنا ابي في نزهه بالسياره ، سنسير في شارع الهرم الخالي الا من بضعه فيلات متناثره سنسير وسط المزارع والحقول حتي نصل للهرم ، سادخل مع ابي مينا هاوس واشرب عصير مانجه واكل ايس كريم ونضحك جميعنا .....
سافتح صندوق ذكرياتي وابحث عن السعاده الفاره مني في تلك اللحظه الموجعه .... سنلعب انا وابناء عمومتي في مشتول بالبومب وحرب ايطاليا وشمس وقمر ولن نكترث بتوبيخات امهاتنا وسنجري في الممر الترابي تحت التكعيبه وسنلعب حبه ملح تحت الجاره وسنتجمع جميعنا في حجره واحده نصرخ ونضرب بعض بالمخدات وحين ينادونا للاكل سندخل جري نتشاجر علي الاماكن ونضحك ونضحك ..... ساخرج الطبق الكريستال الفاخر وارص الكعك فيه اقدمه للضيوف القادمين ليهنئوني بالزوجيه السعيده ... ساذهب مع بنات خالتي للسينما وسناكل فشار وشيبسي وسندوتشات روز بيف وعندما نعود للبيت سنرقص مثل البطله الهنديه التي لم تكف عن الرقص وسنزين جباهنا بعلامه حمراء مثلها وسنرتدي ملابس امهاتنا واحذيتهم ونرقص هندي وهالالالا شيجوالالال ونضحك ... ساخذ الحذاء الجديد في حضني وساخرج فستاني من الدولاب واضعه فوق الشماعه امام عيني ولن اسمح لامي تتسلل لفراشي تسرق مني حذائى الجديد وفرحته ، ساجلس فوق سريري متربعه اعد العيديه التي منحتها لي الاسره ساجدهم جنيهات كثيره احلم بشراء قصر وسياره فارهه و٢٠ مجلد ميكي وسادخر الباقي لادخل الفيلم الهندي القادم الذي سينزل للسينمات ويكسر الدنيا ..... ساعود لمشتول ... اجلس مع جدتي وعماتي فوق الطبليه ، سيمنحوني فنجان لتقريص القراقيش ستفرد لي جدتي العجينه وتعلمني كيف اقسمها اقراص متساويه بالفنجان ساسمع احاديث عماتي وزوجات عمي وامي وجدتي وهن يعجن الكحك ساضحك عندما تنهر جدتي زكيه خادمتها العجوزه لانها بوظت الغريبه اضحك لان جدتي تنهرها بحب وزكيه تتقبل انتقادتها بحب اكتر ...... ساقف امام الفرن انتظر صاجات الكحك المستوي لارش السكر ومحدش غيري حيرش السكر واتشاجر مع بنات عمومتي وجدتي تشتمنا كلنا ونضحك ونضحك ...
وخمسين عاما من السعاده محتجزه داخل صندوقي الثمين ... واكم من ايام ولحظات سعيده عشتها واستمتعت بحلاوتها مثل البوبونايه اللي اعتادت جدتي تمنحها لكل منا بعد ما تبوسه يوم العيد .........
هاهو صندوق ذكرياتي ببهجته يبتلع احزاني ووحدتي ، هاهو صندوق ذكرياتي بافراحه يبدد وحشه الليله التي اقضيها طويله ....
ومازلت ابكي عندما اسمع " ياليله العيد انستينا وجددتي الفرح فينا " وكانت جدتي تغنيها سعيده كل ليله عيد لكن جدتي ماتت وبقيت الاغنيه تذكرني بكل البهجه التي سرقتها الوحده والايام الموحشه من حياتنا !!!
وياليله العيد ... انستينا !!!!!!

" بعض الشجن موجع لكنه انساني جدا وجميل ... فاعذروني !!!"

18 سبتمبر 2009

لو تعرفي .....!!!




لو تعرفي انا قد ايه موجود تملي في سكتك
وحلم داف لسه تحت مخدتك
انا قوتك حريتك حنيتك
وتهورك وحكمتك والفتك وغربتك
ورغبتك في الحياه

وهل افترقنا مش صحيح الحلم غير كل شيء
الروح تبوح باسرار اللقا لحظه ميلادنا كل يوم

ليه ترسمي الكون الوسيع صندوق ورق
استسلمي واحلمي بكون جديد ومختلف
واللي نلاقيه هو المهم
واي شيء بنخسره ماهوش مهم
ومستحيل الحلم ممكن يتبدي من غير وصال بين البشر
ونجوم كتير بتتولد حين نلتقي ونجوم تموت لو نفترق

لو تعرفي انا قد ايه موجود تملي في سكتك
وحلم داف لسه تحت مخدتك
انا قوتك حريتك حنيتك
وتهورك وحكمتك والفتك وغربتك
ورغبتك في الحياه

"علي الحجار .. لو تعرفي "

فنجان القهوة ... !!!



اغار من فنجان القهوة

اغار من اهتمامك به

سعيك اليه


معاملته برقه وحنان


اغار من فنجان القهوة


تحتفي به في طقوس بديعه


ترتدي بذلتك الانيقة الكاملة


تتعطر


تلقي الجريدة جانبا لاتسرق اهتمامك منه


تجلس معتدلا مبتسما


تتذوقه بطرف شفتيك

وبمنتهي الحب ترتشفه قطرة قطرة


اغار من فنجان القهوة


فغيره لا يضبط مزاجك !!!!


صفحه من كتاب الايام الصعبه .. غربه ٢٠٠٧ !!!


كنت في دوامه رهيبه ...
مغتربه في بلاد لااحبها .. اعيش ظروفا معقده ..
وحيده - وابنتاي - الا من بعض الاقار
ب المحببين لقلبي لكنهم منشغلين بحياتهم وعملهم وعاجزين عن احتوائي رغم كل مجهودهم المضني ...
ابنتي الصغيره تنام مشقوقه الظهر بعد عمليه معقده في عمودها الفقري .. ابنتي الكبيره في اجازه من عملها لمرافقه شقيقتها وقت العمليه لكنها هي الاخري محاصره بالوحده والاغتراب .. الاتصالات لاتنقطع من القاهره وانا اجيب كل المتصلين بعبارات واحده " الحمد لله ، ربنا كريم ، الدكتور طمئننا " مللت من المكالمات لكنها الحبل السري الواهي مع الوطن ، لو صمت التليفون لضعت لكن كثره رنينه لم تحل مشكلاتي ....

ارغب في البكاء واقهر نفسي واصمت لان قوتي كما ينبغي ان تكون يحتاجها الجميع ، ياتيني صوت ابي يفتعل حيادا لا تنطلي خدعه علي ، فانا اعرف ابي جيدا وهو متوتر قلق علي حفيدته الصغيره ، تحدثني عمتي في التليفون وحين تسمع صوتي تنفجر باكيه تعتذر عن
البكاء لكنها خائفه علي ولاتقوي علي كبح دموعها ، اتنهد طويلا واؤكد لها اني بخير وان ابنتي بخير فتصرخ بمنتهي الحميميه " بركه الف بركه " وتنهي حديثها وابقي وحيده !!!
احب غرفتي وبيتي واحب فراشي وكتبي اسيره طقوسي النهاريه الشاي في فنجان انيق والقهوه بدون وش والجرائد النهاريه واذاعه الاغاني وبث طاقات التفاءل داخل نفسي ، لكني الان مغتربه بلا طقوس اعيش شهرين من حياتي في ضيافه اقارب اصدقاء ودوين بذلوا اقصي مجهودهم للتهوين علي وتخفيف وطآه التجربه عن قلبي ، لكني جاحده لم استطع الانصهار في كرم مودتهم والاستمتاع به ، بل بقيت غربتي توجعني كالدبابيس في القلب ...
عشت شهرين من حياتي غرفه غريبه اكره لون ملايه السرير واحس ملمسها خشنا واحسها لاتحبني لكني انام عليها كل اليوم لااملك حلا ، اشرب الشاي في مج لااحبه لكن اسعد نفسي به واجلس مبكرا والجميع نيام اجلس وحيده في غرفه بالدور الارضي جدرانها زجاجيه تلقي بي وسط حديقه مهمله من اصحابها غرفه كالصوبه الزجاجيه مليئه بالزرع والاوراق الخضراء المتدلاه فوق راسي وبعض
الزهور الصغيره بعيدا قرب السقف ، اجلس علي كنبه تخص اصحابها لم يالفها جسدي ولم تمنحه الراحه ، اتصفح الجرائد ، اقبض علي التليفون المحمول اراقبه كانه سينطق لكنه لاينطق ففارق التوقيت يؤكد لي ان الناس في وطني نيام كانهم هانئين البال وانا الوحيده التي تعيش غربتها بالتوقيت المحلي انا ، اكره الكلمات من الشمال لليمين ولاامنح اذني ابدا لمن يرطن كاني اقول له لست تشبهني ومهما ترسل لي لن استقبل فاجهزه استقبالي مضبوطه علي موجات القاهره ...
اكره المدن التي تشبه لوحات القصور تلك المدن المتآنقه ببشرها المتعالين واشتاق للقاهره وعربيه الفول التي احلم بالاكل فيها ، اشتاق للقاهره ولابي وعمتي واصدقائي وقبر امي والحنين المذاب في الهواء في المدينه المتعبه ببشرها المنهكون لكنها تنبض بالحيويه والصدق ، وحيده في دوامه لااملك حق الشكوي ولا حق التذمر ، فقوتي التي يجب ان تتبدي في ابهي صورها لازمه للجميع لابي في القاهره ليطمئن ويعرف ينام لابنتي التي اخاف عليها لكني انهرها حين اراها خائفه ، انه قدرنا ، واشكر الله طيله الوقت بدموع معلقه في مقلتي لانه منح ابنتي المرض الذي يشفي فابتلانا ثم لطف بنا والحمد لله رب العالمين ...
انظر في ساعتي اجد الوقت ثابتا لا يتحرك وانا التي رحلت عن بلاد الغربه وعدت للوطن وزرت ابي وشربت معه الشاي ثم نزلت مشيت في وسط البلد واتفرجت علي المحلات ثم اتصلت بامي لاخبرها اني سازورها في مكتبها ثم اشتريت كتابا كنت ابحث عنه وشممت رائحه الطعميه السخنه وتمنيت لو اكلتها وحدها حاف مع قطعتين صغيرتين من المخلل ورغيت مع امي وضحكنا كثيرا وقبلتني في خ
دي قبله طويله واحتضني فبقت في انفي رائحه امومتها الحنونه كل هذا ولم يمر من الوقت الا ربع ساعه ، اه يازمن الغربه دقائقك انصال حاده تقتلني الف مره كل دقيقه ....
كرهت الوقت والنهارات الممله وانتظرت الليالي تجري حتي تنتهي العزله الاجباريه واعود لحياتي لاصدقائي لعملي لاهلي لبيتي وبيتي ليس مجرد جدران واثاث ومقتنياتي الخاصه ، انه مكاني الذي حططت فيه بعد طول اغتراب بعد رحله تيه طالت وطالت ، فبيت ابي وبيت امي وبيوت الاقارب لم تكن بيتي حتي لو كذب الجميع وادعوا هذا ، والبيت الذي عشت فيه سنوات طويله من حياتي ثم رحلت منه فجآ " لان الفيلم خلص " لم يكن بيتي هذا مااكتشفته بعدما رحلت فبيتي هو المكان الذي لايملك اخر مهما كانت سطوته او قوته او مبرراته ان يجمع ملابسي واشيائي الخاصه في حقيبه وصندوقين ويتركهم ويتركني خلف الابواب الموصده وحينما اقتربت من الخمسين اكتشفت ان كل الجدران التي عشت بداخلها لم تكن بيوتا وانما كان محطات رحيل وغربه وان بيتي - هذا الذي اعيش فيه منذ قرابه ثلاثه سنوات - هو بيتي الوحيد جدرانه من لحمي ولوحاته من احلامي والوانه من جنوني بيتي الذي لايملك احدا فتح بابه واخراجي ولا يملك احد ا
لدخول فيه عنوه رغما عن ارادتي ، بيتي ... افتقد حياتي ونفسي وبيتي ....
نظرت في الساعه مره ثانيه كانت العقارب بليده ساكنه فكل التحليق الذي ابعدني عن الغربه استغرق بتوقيتهم خمسه دقائق . ساموت هنا اذن ، فالشهرين الذي يتعين علي قضائها سيمرا دهورا لن اتحمل وساموت هنا بعيده وحيده وسيعود جثماني مسجي للوطن .. لكني ساخدعهم جميعا وحين يحط التابوت فوق ارض الوطن ساكسره واجري ساعود للحياه ثانيه حين يتدفق في رئتاي نسيم الوطن الممزوج بالحب والحنان والصدق والراحه فلا راحه لانسان خارج وطنه - هكذا اظن - ربما الجمله ليست دقيقه ، فلا راحه لي خارج وطني هكذا الجمله دقيقه وتخصني وليس لي شآن بالاخرين ممن ادمنوا الاغتراب عن الوطن حتي داخل حدوده الجغرافيه فالانتماء قرار وليس جغرافيا والاغتراب ايضا !!!
استمرت التليفونات لا تكف عن الرنين واتعمد اتكلم طويلا مع من كلف نفسه ليسال عني ، لااكترث بقيمه المكالمه وفقا لنظام "الجوال " ولااطاوعه حين يتكلم بسرعه ليغلق الخط بسرعه وكفايه تكاليف اقبض علي هاتفي ورقمي المصري وادفع كثيرا لكنه ثمن الحنين الذي يكويني فلا اهتم ولن اتناصح الان بالذات فلست مدبره ولن اكون فمبال في الغربه !! كنت انفق كثيرا والنقود الاجنبيه التي
ادخرتها للعمليه والقابعه في الجيب السري للحقيبه تتطاير بسرعه الفيمتو ثانيه وتحويل قيمه اي شي بعملتنا المصريه تعذيب لانه يذكرك انك تنفق حصاد شهور طويله في ثوان معدوده وسجايري قربت تخلص وعلبه السجاير بحوالي خمسين جنيه مصري والتدخين مضر بالصحه لكني احب السجائر ولن اغلق قضبان السجن حول نفسي اكثر ماهي مغلقه وساشتري السجاير وطظ في الفلوس المصري والاسترليني وكله ....
اصابني الملل في قلبي وياويلي حين يمل قلبي تضيق الحياه مثل خرم الابره ولااجد لنفسي مخرجا منفذا ، كل شيء بقي دمه تقيل ، الشاي النهاري لا يعجبني طعمه هكذا صرحت لنفسي فحكمت علي روحي بانعدام المزاج المستمر وياليتني كذبت علي نفسي وخدعتها وقلت مااجمل هذا الشاي لكني لم اجيد الكذب اكثر من هذا ، والغرفه الزجاجيه التي اجلس فيها طبقت علي نفسي وحين تمطر الدنيا سيولا في البلاد الغريبه لااجد رغبه في الوقوف تحت المطر وانسي بقيه الاغنيه " يامطره روخي روخي .. روخي روخي " فمطرهم لا يبهجني ودخل البرد علينا وانا مازلت ارتعد من الوحده والوحشه فلم يجد لبرودته مكان داخل نفسي وفي البلاد الغريبه عم خليل مابيقطفش ورد لانه بيقطفه فقط في برد بلادي " الدنيا برد الدنيا برد عم خليل بيقطف ورد" ه
كذا كنا نغني في مشتول ، بلدتنا الريفيه ، نجري في حديقه المنزل الواسعه انا وبنات عمومتي مطردوين من المنزل وقت التنضيف والجو برد وجدتي العجوز تقف بجلبابها القطيفه وشالها الصوف وسط البلكونه تصرخ فيها " اللي حترجع قبل مانخلص تنضيف وقعتها سوده " فنهرول مصطنعين الخوف نجري في الحديقه مرحين فرحين بالحريه نجري لنتدفي فبرد البلده قارص في الشتاء والجو مفتوح وغيمه الصباح برطوبه الحقول المحيطه بالبيت تمنحك احساسا اكثر بالبرد فنغني " عم خليل بيقطف ورد " لكن برد مشتول غير برد الغربه ، برد مشتول حميم مثل الوطن والمنقد وقوالح الذره التي نشعلها في وسطه تدفئنا وتسعدنا اما برد الغربه فلاسع يجتاح النفس اولا ويحتجزك اسير الجدران كان كل الاعداء ينتظروك في الخارج سيقطعوا انفك ويجمدوا اطرافك ويمنحوك شايا باردا سخيف الطعم واين انت ياجدتي ببراد الشاي الصاج الابيض علي الكنبه في البلكونه و" عودين نعناع ياوله " فتنتشر رائحه الالفه في حياتنا ، هل تقوي اعواد النعناع في حديقتك علي ابتلاع الغربه وقتل رؤوسها الكثيره واشاعه الالفه في كتب الخرائط والامبراطوريه التي لا تغيب عنه الشمس ؟؟؟ ....
وابتسم في وجه ابنتي اقويها علي المها لكني احيانا ومن شده فزعي عليها اصرخ فيها تتحمل وانا اعلم اني قاسيه وسخيفه وانها تتحمل الالم
وانها صغيره وقويه لكني خائفه عليها وكانها لو صرخت " اي" سانهار تحت تآوهاتها وحين سانهار ستنهار الدنيا ، هكذا كنت ابرر لنفسي قسوتي معها واجبارها علي التمارين الموجعه اللعينه ومطالبتها بالخروج من فراشها الدافىء والتمشيه الاجباريه في الحديقه زي ماقال الدكتور ، وكانت تقوم وتتمشي وكنت اخاف عليها لكني لااملك شيئ الا احتساء الشاي الرديء في المج وافتقاد حياتي وهانت كلها يومين ونروح ... وحيده وبردانه وكاذبه لان اليومين بتوع الغربه خمسميت سنه لا مليون سنه كل ثانيه بعمر قاسي ووجع مستمر و" عايزه اروح بلدي " لكن بلدي بعيده حتي علي الخرائط التي لم توهمني ابدا اني ساعود بسرعه ، بلدي بعيده رغم احتلالها وجداني ...
وامسك التليفون واطلب كل الناس ، ابثهم حبي واتمني لو ابكي لكن دموعي اللعينه مجمده لاتسقط ، اطلب كل الناس الا امي ، عاجزه عن التواصل معها ، التمس من روحها ان تاتيني في الحلم ، وانام مبكره كاني علي موعد مع امي ، واثقه انني سابكي بقوه حين تدخلني حضنها ، لكن البكاء ضعف لانقوي علي تحمله في تلك الايام العصيبه ، فتتجاهل روح امي ندائاتي والحاحي ولا تاتي تزورني ابدا في الغربه وتبقي الاحلام بارده مثل البلاد التي تاسرني ، كنت اضحك كثيرا بصخب وصوت عالي لكن ضحكي فارغ كصوت الريح بين العمارات العاليه لايقول شيئا ولا يبهج ....
طمئني الدكتور علي حاله ابتني وقال لي انها " اوكي وستيبل وفيري جود " وصلي صلي علي النبي صلي وطلبت مصر والحمد لله والناس في بل
ادي صائمين لايستيقظوا مبكرا لكني بمنتهي الازعاج والانانيه اوقظهم وابنتي "فيري جود" لكنها تتالم فاصم اذني وقلبي عن المها وانت "فيري جود" وطبيعي تتالمي ، وانا كاذبه واكره المها اللي مش طبيعي لكني لااملك شيئا اقول لها الا تلك العبارات الفارغه ، ابنتي قويه وصلبه وتعاملت مع العمليه والجرح والالم باعتبارهم ضروره لاستكمال حياتها بشكل لائق وجميل فقررت بمنتهي المصالحه مع نفسها التحمل والتحمل حتي تصل لبر الامان ..والف شكر والف حمد لك يارب لانها والحمد لله وصلت لبر الامان ..
ومازلت وحيده اسير في الشوارع المحيطه بالمنزل استمتع لاغاني علي الحجار وعبد الحليم ومحمد قنديل واشحذ البكاء لكني لم ابكي كان دموعي نضبت ولن اراها ثانيه واحسستها توحشني ، اسير في الشوارع افكر في امي واطمئنها علي حفيدتها واتمني ابكي لكن البكاء عزيز ، احدق في الوجوه غريبه لاتمنحني اي احساس ابحث عنه ، اقف امام فتارين المحلات متواطئه علي بقيه النقود التي ذهبت بها كاني اقسمت العوده بدونها ، لكن نفسي المسدوده تنقذ نقودي وتحرمني البهجه الوهميه التي كنت ساشتريها فاعود خاويه الوفاض ....
كنا في رم
ضان ومصر تسمع الشيخ محمد رفعت والنقشبندي وتتابع المسلسلات وتحل الفوازير وتاكل القطايف ونحن في رمضان اخر مصطنع كانك شيدت خيمه واسميتها خان الخليلي واعتقلتها في احد الفنادق الفارهه ، لن تكون ابدا خان الخليلي ، كيف ستنبعث في جوانبها رائحه الاصاله والبخور والطيبه التي تظلل خان الخليلي الحقيقي الاصلي ، عشت في بلاد الغربه رمضان مصطنع ، خيمه رمضانيه سميت باسم الوطن لكنها تتحدث بلكنه اجنبيه وعربيها مكسر ، فعشنا كل الطقوس والعبادات بلا بهجه ، اذان الشيخ محمد رفعت لايخلع القلب وابتهالات النقشبندي لاتبكي والقطايف اللي بناكلها مش قطايف ليه معرفش ....
ومازالت ابنتي تتاوه ومازلت اصرخ فيها وانظر للايام الثابته لا تتحرك اتوسل اليها ان تذهب وتنتهي لاعود لنفسي ، ونذهب للطبيب فيبتسم في وجوهنا ويؤكد لي بكل ثقه " فيري جود فيري جود " وبسرعه سالته نقدر نسافر فابتسم " اوف كورس " وكدت اعانقه اشكره ليس فقط لان ابنتي "فيري جود" بل لانه منحني تصريح العوده لنفسي !!
بسرعه لملمت
الحقائب واتصلت بالقاهره اصرخ في كل الناس " خلاص احنا جايين " وصرت احب الشاي في المج وخرجت تمشيت في الحديقه احسستني ظلمتها فهي ليست مهمله كما وصفتها تعسفا واشرقت الشمس بجد وبحق وحقيقي كانها تصالحني وحين انهمر المطر صممت اقف تحته واترك شعرا حرا وكدت اخلع الجاكته واكتفي ببلوفر خفيف وادور تحت المطر وكدت انادي ابنتاي يرقصا معي لكني تراجعت فابنتي الصغيره مازالت تعاني وتتاوه واخاف عليها وربنا يستر ونوصل بالسلامه ..
وفي ليلتي الاخيره لم انم لحظه ، اتصل بمنزلي اوصي الطابخه تعد لي كل الاكل المصري فتسالني " هو برضه حضرتك مش بتاكلي اكل مصري " اوافقها واصمت لن اشرح لها لن تفهم ، الاكل المصري في مصر مصري بجد ، ربما الخضروات ملوثه ربما الفاكهه مرشوشه ربما الفراخ واخده هرمونات ربما اللحمه مجمد بالتلاجات وانتهت مده صلاحيتها لكن كل هذا يمنحني مذاقا مصريا خالصا احبه وافتقده واشتاق اليه ، اما الاكل في بلاد الغربه تلك البلاد التي تحافظ علي صحه مواطنيها وتخاف عليهم وكله " اورجانيك في اورجانيك " فمذاقه غريبه ليس بمصري مثل خيمه خان الخليلي في فنادق الخمسه نجوم ، افتقد الاكل المصري بتاعنا بكل اللي فيه واللي عليه لكنه يشبهنا واحبه حتي لو كان حيموت !!!
عملت ابنتي العمليه اول يوم رمضان منذ عامين بالضبط ١٣ سبتمبر ٢٠٠٧ وقال لي الطبيب انها تحتاج لمتابعه لمده عامين ، اشعه علي ظهرها وعمودها الفقري كل شهر ثم كل ثلاثه ثم كل سته شهور وبعد السنتين مايعدوا " فورجتت " يعني انسوا العمليه خلاص !
! والسنتين عدوا واحنا النهارده ١٨ سبتمبر ٢٠٠٩ !!! وعملنا الاشعه مره واتنين وخمسه ، ارسلها للطبيب الانجليزي الذي اخبرني بعدم جدوي زيارته فالاشعات تكفي وشكرته مرتين ، ارسلها له فيطمئني انه كل شي " فيري جود " ولا اتجرع كآس الغربه ثانيه حتي الثماله وكفاني ماشربت ...
ومرت السنتين وابنتي بفضل الله وتوفيقه " فيري جود " لكني لم انسي ولن انسي !!! ا
تصلت بالقاهره وانا في المطار اخبرهم خلاص حنركب الطياره وحين ارتفعت الطائره عن الارض نظرت لابنتاي وشكرت ربي علي كل نعمه ونمت طيله الرحله لم استيقظ حتي وصلنا وكيف استيقظ وامي حبيبتي صاحبتني طيله الرحله ترغي وتحكي وتاخذني في حضنها وتهمس في اذني " الحمد لله يااموره " فعلا الحمد لله الف حمد وشكر ليك يارب .....
ووجدت ابي في المطار وجمهور من المستقبلين احبائي واصدقائي يهجمون علينا بالقبلات والاحضان واصرخ فيهم " حاسبوا ضهرها " لكني فرحه بعودتي وبوجودهم وبنتي الحمد لله زي الفل .......
وحي
ن نمت ليلي الاولي في بيتي بعد العوده بكيت كما لم ابكي في حياتي ، فالبكاء المخزن طيله ايام العمر بسبب العمليه والغربه او لاسباب اخري هجم علي يومها وانهمرت سيولي وفيضاناتي اخرج الهم من فوق قلبي .....
وفي الصباح شربت الشاي في فنجاني الانيق وحاولت اتذكر الغربه وهمها والعمليه والخوف منها لكني فقدت الذاكره ومرت كل الاحداث امام عيني كالاطياف الملونه لا توجعني و........ حمدالله علي السلامه ... ادركت وتيقنت اني عدت بيتي بابنتي سالمه غانمه بفضل الله وتوفيقه وحولي احبائي والعيد بعد يومين ...........
والان بعد سنتين ورمضانين وبنتي الحمد لله مازالت "فيري جود" ولان العيد بعد يومين زي بالضبط يوم مارجعت وقتها قررت احكي عن تلك الايام الصعبه !!!! والف شكر والف حمد ليك يارب !!!!

صفحة من كتاب الايام الصعبة، اللي بني مصر كان في الاصل حلواني




كنت البس بالطو كاروهات ...
واقف في وسط المحل ارص صاجات الجاتو فجآ سمعت صرخه وصوت ضربه علي الصدر " يانهار اسود " انزعجت جدا والتفت خلفي وسرعان ما ضحكت !!!
كانت صديقه لامي دخلت المحل تشتري جاتو وعندما شاهدتني واقفه
وسط المحل ارتدي زي البائعات " اتسرعت " شرحت لي فيما بعد انها تصورت ان ابي وامي ماتوا وهي لم تعلم واننا " افتقرنا " ولهذا السبب فقط نزلت ابيع جاتوه كيف اصرف علي نفسي وعلي اختي الصغيره ..
اخذتها في حضني وهدآت روعها واخبرتها ان ابي وامي بصحتهما واني نزلت
للمحل تحديا لابي بعد مشاجره عنيفه معه طالبني فيها بالانصياع التام لاوامره ونواهيه مقابل انفاقه علي وان طاعته واجبي والانفاق علي واجبه ، شرحت لصديقه امي اني غضبت من كلامه واحسسته تهديدا لم يعجبني وقررت تحديه واعلنتها صريحه في وجهه اني لن اخذ منه نقود مره ثانيه وسابحث عن عمل لاصرف علي نفسي وكان ماكان ........
كنت في اجازه السنه الاولي للجامعه في طريقي للسنه الثاني
ه ، وكنت متمرده ومليئه بالتحفز ، واحسني كبرت علي الاوامر المستمره التي يحاصرني ابي بها ، وكنت غاضبه من رفضه لاصدقائي في الجامعه واعتبار صداقتنا " قله ادب " لا تليق ببنات العائلات المحترمه مثل عائلتنا ، حاولت اقناعه بان الدنيا اتغيرت وان كل من في سني في الجامعه يقبل الصداقه بين البنات والشباب وان اصدقائي محترمين وان وان ... لكن ولا حياه لمن تنادي .....
قرر ابي ايمانا بنظريه " اك
سر للبنت ضلع يطلع لها ٩٥ " قرر ان يكسر ارادتي وعظامي ويطحني بمشاجرات مستمره وغضب وخصام وتهديدات عنيفه منتظرا الاعتراف بخطئى وقطع علاقتي باصدقائي باعتبار ان الامر لايساوي اغضاب بابا حبيبي !! لكني وقت ذاك - لم اعتبر الامر بهذه السهوله - بل اعتبرته قهرا لارادتي وتحجيم لوجودي وسيطره عنيفه علي شخصيتني وقررت دخول المواجهه بكل صعوبتها وتحمست جدا باعتباري باعمل ثوري رهيب - تحدي بابا - !!!!!
وامسكت الجرائد وقررت البحث عن ع
مل لايحتاج مؤهل خاص ...... وطبعا انحصر بحثي بين بائعه وبائعه !!!! بائعه ملابس !! بائعه في محل جزم !!! بائعه جاتوه !! وقررت اخوض التجربه وانزل ااقابل اصحاب المحلات بمنتهي الشجاعه - المزيفه طبعا - واشرح لكل منهم اني ابحث عن عمل في اجازه الصيف ، محل الملابس كان محل صغير مريب صاحبه بشنب لزج ونظرات قبيحه وعليه قررت من الاول اختصار التجربه والسلام عليكم !!! محل الجزم بصراحه مارحتوش لاني باقرف اوي من رائحه الرجلين ولان الناس للاسف مابتغسلش رجليها دايما قلت خلاص دي حتبقي وقعه سودا الناس حتقلع جزمها القديمه اللي عايزه تترمي طبعا وتقيس الجزم الجديده وكله في وشي يانهار اسود و... اجري ياجدع !!!
بائعه جاتو الموضوع اغراني جدا .... اسم المحل معروف وكبير ... وفي شارع شهير وقريب من بيتنا يادوب
ك ٤ محطات - ماهو ايامها كنا بنركب الاتوبيسات طبعا - والقصه سهله .... لبست واتشيكت ودخلت المحل ..... البياعات جريوا علي " ايوه يافندم اؤمرينا " فتحت الاعلان وشرحت لهم مقصدي .. بسرعه تغيرت معاملتهم ونظرتهم واكاد اجزم اني سمعت حوارهم الداخلي " ومالك عامله في نفسك كده ليه ماانتي زينا حتته بياعه " و.... قابلت مالك المحل رجل وقور محترم وشرحت له ...... وفورا رحب بي ومنحني الوظيفه و٢٠ جنيه مرتب !!!!! يانهار ابيض وليله فللي !!! ٢٠ جنيه في الشهر وانا كنت باخد مصروف ٥ جنيه في الشهر من بابا وعامله فيها بنت قنصل الوز !! وفجآ حسيت اني مليونيره !! وها ها ها ياسي بابا ولا الحوجه لفلوسك ده انا حاقبض ٢٠ جنيه كل شهر !!!!! ها ها ها !!!
وشرح لي الرجل عملي بسرعه ومواعيدي اما فتره صباحيه تنتهي في الرابعه او فتره مسائيه تنتهي في العاشره وطبعا وبدون تفكير اخترت الفتره الصباحيه فمواعيدي في المنزل كانت حتي الساعه الثامنه مساءا ولا اصبحت " بنت قليله الادب بارجع الساعه ١٠ بليل في انصاص الليالي " ونادي اخته سيده محترمه وعهد لي بها وقال لها " دي اختك " و
شرح لي " انت غير كل البنات خدي بالك " ولم افهم سر اهتمامه بي ، لكن نظرات الحقد والغل التي حاصرتني بها البائعات الاخريات اكدت لي ان فيه " حاجه انا مش فاهماها " لكن مش مهم !!! تاني يوم نزلت من البيت قبل ميعاد الشغل بساعه وركبت الاتوبيس درجه اولي واديته قرشين " بحالهم " وشويه وكرسي فضي وقعدت !! وطبعا ماسكه شنطتي تحت باطي بقوه رهيبه لان الاتوبيس اكيد مليان " نشالين " ورميت راسي بره الاتوبيس اتفرج علي الشارع كاني سايحه وفي منتهي السعاده وطريق المليون جنيه يبدآ ب ال ٢٠ جنيه المرتب بتاعي !!!!!
ولبست البالطو الكاروهات واتعلمت ارص الجاتو وعرفت انواعه واساميه وعرفت ان " الميل في " غير " الاكلير " غير " الباركيت " وده تارت فاكهه
وده تارت فراوله وده " باباه بالكريمه" وده " باباه بالفاكهه " ودي " تشيز كيك " وده " تشيز كيك بالتوت " وكانت علاقتي قبل كده بالجاتوه اني بحبه واحب اكله واللي معرفش اسمه اشاور عليه وماما تديه لي وخلاص!!!

ويوما بعد يوم - وابي صامت لايتشاجر كانه يتحداني ويراقبني وانا عائده الساعه ٥ ميته من التعب واقفه علي رج
لي من الساعه ٨ صباحا للساعه ٤ واتوبيسات وهيصه - طبعا في الاول احتست وبقيت تايهه زي العيال مش عارفه اتصرف لكن يوم في يوم بدات افهم هذا العالم الذي دخلته .... محل حلواني يبيع جاتوهات وتورت واخواتهم وده في القسم الغربي ايضا يبيع حلويات شرقيه في القسم الشرقي ويبيع شوكولاته وملبس ويبيع نواشف بسكويت ومنين واخواتهم ويبيع كرواسان وباتيه "ماكانش لسه الدانش دخل مصر ولا حد يعرفه " !!!!
كل قسم له بائعيه ، وكل قسم له الشيف ب
تاعه اللي بيشتغل تحت ايده اسطوات صغيرين ومرمطونات وكل قسم له بياعينه وبياعاته ، والشيف يفنن والاسطوات الصغيرين ينفذوا تعليماته والمرمطونات تقوم بالاعمل الاقل شآنا يعني الشيف يضبط المقادير ويحدد الطريقه والاسطوات تنفذ وتضرب وتقلب وترص وتساوي وتقطع والمرمطونات تسمح وتنضف وتشيل وتحط وفي الاخر .... تطلع البضاعه في صاجات شكلها جميله وبتلعلط ، هنا يبتدي دورنا احنا البياعات ، نقف جنب التلاجات نبيع ونرص في العلب ونحطها علي البنك عند الاسطي اللي بيلف ، وبعدها نساوي التلاجه ونرتب الصاجات نحط ده علي ده ونشيل الصاجات الفاضيه ونخش نجيب صاجات مليانه من جوه .....
وجوه ده موضوع لوحده ، جوه ده المطبخ ، اللي بيتعمل فيه اي حاجه وكل حاجه ، فريق بيشتغل في الجاتو وهاتك يافن ، اضرب الكريمه البيضا ، وراها الكريمه البمبه ، ابشر بندق ، فين الشوكولاته المبشوره علشان وش الجاتو
ه والمربي تيجي في اذانات كبيره وبالمعلقه الخشب واديها ارمي قنطار مربي علي وش الملفي ، وشويه مربي تقع علي الارض عادي ندوس فوقها والدنيا تلزق عادي برضه ووطي النار علي الكيك ليتحرق والشوكلاته السايحه شيلها من علي النار خلاص حتلسع ، ورش سكر البورده فوق السابليه ، ومن جاتوه لجاتوه المطبخ يتقلب ، فيه جاتو يتعمل من الكيك والكيك يتخبز في صاجات الكحك وبعدين يتشق وشيك عدل ياروح امك وارمي الكريمه اردمها بالوش التاني من الكيكه وبعدين سكاكين طول السيوف تقطع - طبعا الشيف اللي يقطع - قالب الكيك الكبير يتقطع حتت جاتوه قد بعض بالضبط ومافيش هدر ولا فتفوته ، فيه جاتوه يتعمل قوالب ، عجينه تترص في قوالب والقوالب تخش الفرن وبعدين اقلب القالب واحشيه مره شوكولاته ومره كاستر ومره الزق قالبين في بعض يطلع سابليه و..... خليه نحل ما بتهداش .... نبطشيه من ورا نبطشيه ... والجاتو يتعمل ويترص في التلاجه والتلاجه تفضي والجاتو يتباع ......
بنات بتلف شوكول
اته قاعده علي الارض واخده الشوكولاته في حجرها وتلحس صباعها وتسحب الورقه المدهب وتلف الشوكولاته ، يفضلوا قاعدين علي الارض والشوكولاته حواليهم جبال وكل ماجبل يخلص يترمي عليهم جبل تاني ، وطبعا مافيش حاجه تمنع ان طباخ السم يدوق السم وبنات الشوكولاته زي ماكنا بنسميهم يلهطوا كل شويه كبشه شوكولاته وعادي ومحدش واخد باله ...... ناس بتعجن الكرواسان والباتيه ، وقطع مره طويل ومره مكبب ومره مثلث و....... تشم ريحه الباتيه ريقك يجري ولاني ساذجه وعبيطه - وقتها - قررت اخدت باتيه وادفع تمنها وكان يوم اسود ، المحل فضل يومين يضحك علي وهاتك ياتريقه علي التلميذه اللي بتدفع من مصروف ماما ، وكل مايشوفوني يضحكوا ، اتاري النظام اللي نفسه في حاجه ياخدها وعلي قد بطنك ما تستحمل لكن محدش ياخد فتفوته معاه بره المحل ولا تبقي نصيبه سودا والشيف يرقعه قلم علي صرصور ودنه لانه حرامي وطفس وكل وشبع لكن مد ايده برضه !!!!
والقسم الشرقي شغا
ل نار ... صواني بسبوسه وصواني كنافه ، صواني يعني صينيه كبيره تتقطع حتت وقت البيع ، لكن فيه برضه طباق والطبق ده هو الصينيه الصغيره اللي تشتريها علي بعضها ، والكنافه انواع مبروم ومعدول وفزدق ولوز وساده وكريمه ، والبقلاوه سوري ومصري وكريمه وقشطه وبيضه وصفرا ، والبسبوسه لوز وبندق ساده وبجوز هند ، صواني صواني صواني اطباق اطباق اطباق .... !!!
وانا واقفه علي رجلي في المعرض - المعرض ده اللي بيتباع فيه الجاتوه - مستنيه الزبون وفيه اتفاق عرفي ، محدش ينط علي زبون حد ، لو الزبون جايلك يبقي خلاص كله يبعد ، لو وقف محتار ااقرب واحده تروح له ، وابتسامه لطيفه وعيني وحاضر واؤمر ، وتر
ص بنظام وذوق وكده كويس يافندم وده لسه طازه ده لا ماتخدش منه مش كويس جرب دي علي ضمانتي لو بتحب الشوكولاته يبقي دي وابتسامه تانيه ولو لزم الامر والزبون او الزبونه دمها خفيف يبقي ضحكه لطيفه علي اي حاجه تقولها و...... اي خدمه يافندم وطبعا ايديها في جيبي ومرسي يافندم وعيني علي صوابعها ماسكه بقشيش كام !!!!!
والبقشيش ده طلع موضوع لو
حده ، ٢٠ جنيه مرتب و٣٠ جنيه بقشيش تتجمع من قرش وقرشين وخمسه صاغ وعشره صاغ والزبون المتريش يبان عليه ويبقي سعدك لو جه ناحيتك كل البنات تثبت مكانها متغاظه والزبون المقلحف باين من شكله وجزمته الوسخه وياقه قميصه المعفنه وحيطلع عينك وفي الاخر مرسي يامزمازيل وباي باي ومافيش مليم بقشيش .. ما قلنا زبون مقلحف ... وفي العيد نبيع كحك وبتي فور وغريبه وبسكوت والبقشيش يتضاعف فلوس جديده وحتي الزبون المقلحف القيحه يجي يوم العيد مستحمي وتمام ويدفع بقشيش ونزغرط ونحيه ماهو زبون المحل بقي وواجب نخلي بالنا منه !!!
النبطاشيه ٨ ساعات وساعات ٩ واقف علي رجلك لما ضهرك يزن وكعابك تنمل وبعدين ماتحسش بيها وممنوع حد يقعد في المعرض ، كل ساعتين نخش جوه نريح رجلينا - طبعا لو ماف
يش زحمه - نقعد جنب بنات الشوكولاته ، اللي مابيبطلوش رغي ولت وعجن وتريقه واذا مالقوش حاجه يتريقوا عليها يتريقوا علي نفسهم ، ودي تحكي خناقتها مع امها ودي تحكي غيره خطيبها اللي خنقها والتالته تحكي عن الوليه حماتها ام لسان موس وقارشه ملحتها كده لله في لله وطبعا تبص لها زميله من زمايلها وتلعب حواجبها لا يعجبها الحديث وتقلدها لله في لله ، تحدفها بشوكولاته غاضبه ايوه لله في لله ماقلت لكم قبل كده وليه عقربه !!!
وحواديت من حواديت وت
ريقه علي شيف البسبوسه وشفتم شنبه ملزقه بتفافه ، واعجاب بالاسطي الجديد بتاع الجاتوه ، واد قمر عايز الواحده تقطعه ،،، ضحك وسخريه وسفاله وبساطه وجدعنه و..... كلهم يداروا علي بعض لو واحده زوغت تبقي في الحمام ولامؤاخده ولو واحده عايزه تتكلم في التليفون تكلم الواد بتاعها يبقي ابله ياابله ، ابله دي اخت صاحب المحل ، ابله اكلم امي اتطمن عليها اصلها بعافيه شويه وابله تاكلها بمزاجها وتديها التليفون وهي تؤكد عليها " بقولك ايه ماتطوليش ياروح ابلتك فاهمه " تهز الفتاه راسها وتخطف التليفون والو ايه فينك ولا معبرني وهمس ضحك ثم وحياه النبي ماعدش بيخيل علي الكلام ده وضحك وبقيه البنات بتابع المكالمه وهاتك ياضحك وتريقه و..... خلاص ياحلوه ، تخطف الابله السماعه وتصرخ البنت سلام بقي ، ثم تضحك للابله مصطنعه البراءه الحمد لله ماما كويسه ، تصدر لها الابله صوت غريب لم افهم معناه وتقول لها علي ابله ياروح ابله امشي يابت لاسفخك قلمين وبالنباهه الفطريه افهم ان اسفخك دي يعني اضربك !!!!!
وتمضي الايام افطر كرواسان وباتيه ومافيش مانع احلي بجاتوه والم بقشيش واجمد الصاغات برايز والبرايز جنيه واقبض اول مرتب عشرييييييييين جنيه !!! ومعايا عشره من البقشيش اصلي مصرفه وباركب تاكسيات ماهي فرجت بقي !!! وياواد يا
مليونير !!! وابي يتابعني غاضب لايكلمني وامي تبذل كل مجهودها لاثنائي عن الجنان ده " واقفه تبيعي لمين للجرابيع " ولاارد عليها " مالهم الجرابيع " وتصورتني انتصرت علي ابي وهزمت قوته وتحديته وخلاص بقي اسمع كلامه براحتي مااسمعش كلامه برضه براحتي انا ومزاجي ... وابي صامت يراقبني ولا يتكلم !!! وفي المحل صاحب المحل يعاملني بادب ورقه رغم ان لسانه طويل وطول النهار يشتم في البنات والاسطوات بالاب والام واشياء اخري الا انه فانا اتفضلي ياانسه براحتك ياانسه .... والشغل عاجبني وصاحبت بنات الشوكولاته وعرفت كل قصصهم بنات غلابه معاهم دبلون مالقوش شغل غير القعده السوده دي !!!!
وتقترب الدراسه ... واخطر امي برغبتي في استئناف
العمل مع الدراسه وانا حره حانظم وقتي . لا توافقني وتتشاجر معي وتهددني بابي " حاسيبه يتصرف معاكي " لكني قويه ومستقله ماديا وقادره علي الصراع واذهب للعمل غاضبه مكشره يستوقفني صاحب المحل ، مالك ياانسه ، احكي له ، اصل ماما واصل بابا ، يبتسم بذوق ، طيب ماهي ماما عندها حق ، انت طالبه في حقوق وحقوق عايزه مذاكره كتيره ياانسه ، لما الجامعه تفتح شوفي مذاكرتك وفي الصيف ابقي تعالي ، قال لي كلامته الاخيره بطريقه حاسمه كانه يآمرني ، ازددت تكشير وغضب وقررت ااقعد في البيت ويلعن ابو الدنيا .....
ودخلت جوه يومها لم اخرج ، وتشاجر اتنين اسطوات مع بعض وكان يوم اسود
ومنيل البنات تصوت وتشتم مع كل طرف شويه والاسطوات شايلين عيون نار بيتخانقوا بيها وعين النار دي زي الكاسروله موصوله مباشره بخرطوم طويل علي انبوبه بوتجاز عملاقه ، لا منظم ولا كلام فاضي منه ، وعيون النار مولعه والاسطوات بتتخانق تضرب بعض بيها ببراعه النار تطير في وش كل واحد منهم شويه لكن لاتمسك في هدوم حد ولا حد يتحرق والبنات تصوت وانا اترعب ، النار ، الانابيب حتفرقع ، عيب كده ، تضحك البنات علي كلامي ويقلدوني ياي ياي ياي ساخرات من كلامي واخاف فعلا واصوت ....
ولا تنتهي المعركه الا لما يخش الشيفات الكبار فيها ، كل واحد يضرب الاسطي بتاعه قلمين وشلوطين والنار تتطفي والبنات تبطل صويت وكله يرجع شغله ولا كان فيه حاجه !!!!
وخلاص الجامعه حتفتح !!! وصاحب المحل يزن علي روحي الكليه وفي الصيف تعالي ، وامي تتخانق معايا لازم تبطلي الهبل ده وترجعي الجامعه لحسن وقعتك سودا وبابا صامت كانه ينتظر ماذا سافعل !!!

وفي اليوم الاخير اسلم علي بنات الشوكولاته واعيط واسلم علي الشيفات واعيط واسلم علي الاسطوات واعيط واحضن الابله وانزل فيها بوس واشكر صاحب المحل وانا قاعده بانهنه وباي باي ياانسه ......
واقف امام المحل لاانتظر شيئا لكني لاامشي ... تقف سياره فارهه امام المحل اعرف هذه السياره ، ينزل منها شخص اعرف هذا الشخص ، انكل طه وانط في حضنه وهاتك يابوس ، انكل طه صاحب بابا الروح بالروح وصدفه سعيده ، يضحك انكل طه ، ويسحبني من يدي ويخش المحل وتنتفض الابله من مكانها ترحب بانكل طه ، تعرفها منين ياانكل لايرد علي ، وجري يجيي صاحب المحل واهلا ياباشا ، اسال انكل طه تعرفه منين ياانكل ؟؟؟ وسرعان ماافهم مالذي كان يحدث من خلف ظهري واعود البيت غاضبه اغلق باب حجرتي واخاصم امي واخاصم بابا اللي اساسا لا يكلمني !!!
وافهم كل القصه ، هذا المحل ملك انكل طه ، وعندما عرف بخناقتي مع بابا قرر ان يساعد بابا في حل مشكلتي ،واتفقوا اني اروح اشتغل واتبهدل علشان اتربي واتعلم ان الله حق ، وعلي طول المحل عمل اعلان عايزين بياعات وانا روحت قابلت صاحب المحل اللي هو مدير المحل اللي بيتشغل عند انكل طه وخدت الوظيفه وتعالي ياانسه وارجعي ياانسه واتاريني بشتغل في محل انكل طه وبابا مطمن علي لان الابله اخت المدير ليس لها عمل الا رعايتي واخد بالها مني وبابا بيعرف اخباري في المحل قبل مااروح و.......... وناداني بابا واحتضني وانا ابكي متغاظه لانه ضحك علي وهو يضحك لاني اتبهدلت وانا سيبتك تجربي وتعاني وتتبهدلي وتكسبي مش ده اللي كنت عايزاه ....
و... اقاطعه متغاظه بس انا اتعلمت حاجات كتيره ، يضحك بابا طيب تعرفي بقي تعملي لينا جاتوه زي اللي شفتيه بيتعمل قدامك !!! وخرجت من الاوضه حرنانه غضبانه من بابا وماما وانكل طه وقبل اصل اوضتي ناداني بابا وقالي لي وهو يضحك ساخرا فين المرتب والبقشيش دي كلها فلوسي !!!!!!
وينفجر ضاحكا ويخذني في حضنه !!!!
وانتهت رحله التحدي !!!
لكني تعلمت ، تعلمت صناعه الجاتوه وتعلمت معامله الناس وتعملت ان البيع فن وان الزبون علي حق وان الرزق ده من عند ربنا !! وتعملت ان الاستقلال الاقتصادي شيء اساسي للحريه والتمرد ..... وعرفت اني باحب بابا جداجدا !!!!!

وصحيح اللي بني مصر كان في الاصل حلواني .......
اهدي هذا النوت لروح انكل طه ولبنات الشوكولاته والشيفات والاسطوات وجميع زملائي ممن عشت معاهم جزء من ايامي الصعبه !!!

" نصحني احد الاصدقاء الا انشر هذه النوت باعتبار انه لا يليق بالاستاذه الكبيره ان تكون قد باعت جاتو !!! لكني اختلفت معه في الراي لاني احب هذه التجربه وافتخر بها ولانها علمتني اشياء كثيره واضافت لي .. وماالانسان الا مجموعه تجارب يعيشها تجعل لحياته قيمه!!"

في الحلم انتظرك !!!!!!


في الحلم انتظرك !!!!!!

عندما يسكن الليل
ويتواري القمر خلف السحب وينام الكروان
وتغلق عبادة الشمس وريقاتها وتنام

وقت تصمت الريح وتفوح رائحه الياسمين سانتظرك ....
ساتحمم بضي القمر
اتعطر بنسيم البحر

ارتدي ثوبا فضفاضا ازرق

ادس هلال ساطع بين خصلات شعري الغجريه
ازين جيدي بعقد احجاره نجوم السماء الساطعه
والون شفتي بطلاء لامع بطعم الكريز وانتظرك!!!!!
ساجلس علي الارجوحه ..
امام كوخ الازهار التي لملمتها من فوق سفح الجبل ساعه الغروب.
اغني وانتظرك
انصت لموسيقي الوجود
حالمه ناعمه صوت العصفور وغناء الكروان وهديل الحمام
وسابتسم .......
سآتآرجح تاره لاعلي لاخطف نجما اكمل به عقدي ...
وتاره اعود لمكاني احدق في بدايه الطريق البعيد عله لمح خيالك اتيا ..
في الحلم انتظرك ......

ستاتي في ميعادك بالضبط مبتسما ...
معك كتاب طلبته منك وزهره قرنفل حمراء وسمكه ذهبيه في ماء رقراق..
تخرج لي من جيبك قطعه شوكولاته سوداء وتهديني عقد من المرجان
ستمنحني كف دافء ونظره عين حانيه ولحظه جنون متقده

واعتراف بالاشتياق ...
ستجلس بجواري ونتآرجح ....

وتقص علي احداث يومك واحكي لك تفاهاتي الصغيره ..
وستدعوني للرقص فنرقص
ستتشابك ايدينا وتتوافق خطواتنا وسندور ونطير ونتمايل وسنبقي معا ..
وفي الحلم ستضحك واضحك

وفي الحلم لن تتاخر علي وتميتني مللا وانتظارا ..
في الحلم لن اراك عابسا منهكا تشكو من حياتي المرهقه
ستترك اكتئابك وهمك خارج الحلم وتآتيني سعيدا ...
في الحلم ستاتيني سعيدا ....
فارجوك لا تتاخر وتفسد لحظه السعاده التي انام كثيرا وانتظرها !!!!!!!

16 سبتمبر 2009

صانع البهجه !!!!!!!


انه صانع البهجه والالم ......
انسان عادي لايميزه شيء .. قد تصادفه في محطه المترو او وانت تعبر اشاره المرور لن تنتبه له لن تلحظه وحتي
اذا منحته نظره عابره ستجده يشبه كل البشر وعلي الارجح ستنساه سريعا ...!!!
لكنه انسان خاص جدا ان تواصلت معه واقتربت منه ستحس ومنذ الوهله الاولي انك تعرفه تفهمه انك قابلته الف مره كانك تحدثت معه كانه اصغي اليك كانك قضيت الليل معه
علي شط البحر تتحدثا حتي نمتا فوق الرمال من شده التعب , سيمنحك بسلاسه وبساطه شعور حميم يخترقك يغزوك ....
و........ حين تفيق من اندهاشك الاول ستكون قد احببته وافتقدته وستبحث عنه وتسعي اليه وتنتظره وتغضب حين لاياتي رغم انه لم يعطك ميعاد ولم يعدك بالحضور , وحين تعرفه اكثر ستحبه اكثر وتخاف منه اكثر واكثر ستفهمه بسهوله وتكتشف مواطن قوته ومواطن ضعفك بسرعه وستدرك انه كالضوء المتوهج الص
اعق وستري ابدان الفراشات الصرعي تحت قدميه لم يقتلها لكنها انتحرت عامده بالاقتراب منه والالتصاق فيه وتفكر في مصيرك وتخاف علي نفسك وتقرر الا تقترب منه ابدا لا تدرك انه قد احتلك فعلا وانك تتنفسه وادمنته وانتهي الامر !!
انسان بسيط واضح مثل علبه الالوان البارده والساخنه العاقله والمجنونه الساطعه والداكنه ، يحمل كل تناقضاته بسهوله يعترف بها لايخجل منها لايقدم نفسه بصوره مغايره عن حقيقته يعيش منتهي العقل ومنتهي الجنون في ان واحد يتارجح مع السعاده والبؤس في ذات اللحظه يضحك حتي تفر الدموع من عينيه ويبكي حتي يتحول عويله لهستيريا ضاحكه ويرقص فرحا ويرقص مذبوحا من الالم سيواجهك بعيوبك حبا ويوجعك اشفاقا عليك ويبكي بجوارك حين يؤلمك ويشفق عليك من ضعفك ويستلهم روح القوه من داخلك وحين تفر منه لن يطاردك كان الحياه علمته ان براح الفرار ضرورة لاستجماع القوه والتقاط الانفاس وسيتلمس لك الاعذار ويدافع عنك ويحميك وحين تعود لن يعاتبك يحتضنك بحنان وقبل نهايه اليوم سيوجعك ثانيه بصراحته ويعبر لك عن حبه بطريقه ايجابيه مؤلمه !!!
انه انسان خاص جدا .....يحب الحياة ويعيشها بحماس بصدق باندفاع ينقب عن كنوزها يكتشف خباياها يحل الغازها لايقنع بما تمنحه له طواعية ولا يقبل مايحصل عليه بلا عناء يحبها يعيش كل لحظه فيها بتفاني كانها لحظته الاخيره ينهل منها مالا يجعله يندم ابدا علي اهدار اي ثانيه من وقتها الثمين فكل ثانيه عنده عمر كامل يعيشه بوعي وادراك لقيمته لاثره لجدواه لكنه وبنفس الحماس والقوه والاندفاع يعزف عن الحياة حين تغضبه ، حين تعطيه ظهرها وهو لايستحق ، حين لاتفهمه وهو الواضح كسماء الايام الصح
و ، وقتها يفر منها ويختبيء من نفسه ومن الوجود كانه لم يخلق بعد يتجمد كانه دفن في اعماق القطب الشمالي يصمت كان لسانه انتزع من داخل حلقه يتقوقع كحبه رمل دفعتها التيارات العاتيه داخل محاره خاليه ويعيش ايامه صامتا بلا حيويه بلا فاعليه يلعق جراحه كالقطه الجريحه ويتوجع بالشعر والنثر والصراخ المجنون كانه يتعجل الانتصار ويكره الهزيمه التي تحاصره وحين يتعافي بترياق سمومه ويغرز بيده المرتعشه سيخ النار الموجع الشافي في نفسه قلبه بدنه روحه ويخرج رصاصات الالم ويتالم كي لايتالم ويتوجع كي يشفي ويبكي بصوت عالي في الغرفه الموصده عليه وحيدا و...... حين تتحول حبه الرمل الصغيره بمعادلات الاحتجاز والقسوه للؤلؤة ثمنيه يخرج من كهفه مقبلا علي الحياه التي احبها وصدته وفر منها وعاد اليها مقبلا علي الحياه وعلي بشرها احباءه ممن فقدهم وافتقدوه يعود اليهم بالبالونات الملونه واكياس الحلوي وموسيقي زوربا وقصص الجده الطيبه وحل اللوغاريتمات الصعبه وعقود الياسمين ويمنحهم التفاءل ويعلمهم الصبر والقدره علي التحمل ومواجهه الصعاب ويكشف له جراج جسده وروحه يطمئنهم ان الروح المحبه للحياه لاتموت من كثره الطعنات ويضمد جراحهم المتقيحه بفعل الزمن والاهمال والتجاهل المهين ويصالحهم علي دنياهم وحين يناموا مطمئنين يلملم ابيات شعره ونايه وطيارته الورقيه ويرحل لاينتظر شكرا ولا يتوقع امتنانا فهو روح الحياة التي تدب في اجسادهم تحييهم وفي حياتهم ووجودهم الفاعل المؤثر اكبر قيمه لوجوده !!!!!!!
انه صانع البهجه والالم !!! الذي يحب بصدق ويعشق باندفاع فيعطي حبيبته السعاده التي لم تكن تنظرها ولاتعرفها ولم تسمع عنها , كأن كل الدنيا وقعت في غرامها يرضيها يهدهدها يغازلها باحن الكلمات وينطق اسمها بارق النبرات بصدق وتلقائيه بلا تصنع بلا زيف وحين يمنحها نفسه وروحه ويمارس معها الحب عاشقا حقيقيا يختطفها ياسرها يحتجزها بين شراينه وتحت جلده وداخل بطين قلبه يسعدها حتي الثماله ويمنحها قوس قزح وهاج يلون لحظاتها معه .. لكنه صادق وحقيقي يعيش معها اجمل مشاعره وحين تنضب مشاعره او تتحول لا ينافق ولايكذب ولا يتجمل وبمنتهي القسوه والوجع يرحل لا يقصد ايلامها لكنه يذبحها من الوريد للوريد بانصال صراحته وانفضاضه عنها ويبكي لالمها ويكاد يقتل نفسه لحزنها ويتمني لو نضبت دموعها و صمت نحيبها لانه ابدا لا يقصد صدا ولا يقصد وجعا لكنه بمثل اندفاعه اليها بقوه انفضاضه عنها ولو حاول البقاء معها اشفاقا عليها لن تشرب من احضانه الا ملحا ولن تري في عينيه الا موات سيقتلها مليون مره بمنتهي الوحشيه !!! انه صانع البهجه شعاع النار الحارق والنور الحاني معا الذي يمنح الحياه كل اطيابه ويمنحها - للاسف - كل شروره في نفس الوقت !!! هو الذي حين يكره لايكره لانه لن يعرف الانسان الذي استخرج منه قبح ووحشه الكراهيه سينساه وينسي معه الكراهيه سيبكي موته وسيفتقده لكن لن يكرهه وحين يلتقيه مصادفه لن يتجاهله لانه لن يعرفه وحين يذكره بنفسه لن يتذكره لان ذاكرته الشريره تموت مع ابطالها وهو لايسامح ولا يصفح ولا يعتذر ولا يعاتب , هو ياخذ بالبشر بعيوبهم بضعفهم يحبهم علي طبيعتهم ويتمني منهم ان يحبوه علي سجيته بكل طاقات البهجه المنيره في روحه وكل دوامات الالم الموحشه التي تحتل نفسه !!!
هو انسان خاص جدا ... يشبه الاعشاب البريه في انطلاقها , النجوم الساطعه في وهجها , قطرات الندي في طزاجتها , اسراب الطيور المهاجره في تحملها , وريقات الياسمين في رقتها , الانصال المشحوذه في حدتها , رائحه البرتقال في عذوبتها , رائحه الدماء الساخنه في عنفها , يشبه الاعاصير الهادره في قوتها , يشبه نفسه !!! لااحد يقوي علي تقبل الحياه وفهمها والتفاعل معه مثله تصعد به امواج المحيط الهادره للسماء السابعة ملكا متوجا لممالك السعاده والنجاح والتالق والرضا ثم تنزل به اعتي الزلازل لتحت الارض صعلوكا رث الثياب ينام تحت الكباري ويلتحف صفحات الجرائد القديمه لكنها ايام حياته في الحالتين يعيشها ويحبها ويعتز بها لا يفتقد السماء السابعه ولا ينقم علي باطن الارض لا يتباهي بحاله وقت تمنحه الحياه اجمل ابتساماتها ولا يكرهها حين تكشر انيابها الحاده في قلبه هي ايام حياته يعيشها يفهمها يبحث عن تفسير للارجوحه التي تلقيه لاعلي ثم تتركه يسقط مهشم العظام يحاول يفهم لانقاذ احباءه - ولا اقول نفسه - من مصير التأرجح الموجع وعذاباته المحيره يحاول يفهم وحتي يفهم يعيش الحياه بكل الاندفاع والجنون والحماس والحيويه ويضحك ويغني بصوت عالي ويرقص بسعاده ويطبطب علي الاخرين ويمنحهم روحه ويحبهم , لااحد يقوي علي العيش مثله لان احدا لايملك صندوق ذكرياته ولا قصص ماضيه ولا صلابه تجاربه الموجعه ولا قدرته علي البكاء بلاخجل ولا قوه الاعتراف بالهزيمه ولا امكانيه التعلم منها , لااحد يقوي علي العيش مثله صعلوك فنان مجنون جاد مفلس محب معطاء فليست كل الاشجار مثل شجرته تطرح ثمار كل المواسم في أن واحد !!!!
انسان عادي بلا ملامح خاصه لكنه فنان مجنون متنكر في ثوب عاقل وعاقل رزين يرتدي قناع المهرج مفلس يتعامل مع الحياه برفاهيه الاثرياء , قد تراه مستغرقا مع الاطفال يقص عليهم حدوته قبل النوم , قد تراه واقفا ببذلته الرسميه الانيقه وسط ماء البحر يلهو برماله واصدافه اللامعه , قد تراه يرقص تحت المطر باستمتاع حافيا , قد تراه يصلي علي كورنيش النيل وقت الفجر , قد تراه نائما فوق الرمال في صحراء موحشه لايكترث بثعابينها ولا عقاربها , قد تراه يغوص في اعماق البحار يبحث عن رساله غرام لم تصل لصاحبتها , قد تراه يقبض علي كف فتاه صغيره تائهه يبحث عن اهلها , قد تراه يزور شيخا هرما يمسح دموع شيخوخته ووحدته ويحلق له شعر ذقنه الطويل الابيض , قد تراه يلكم شابا ازعج فتاه بغزله الذي لايعجبها , وقد تراه في المولد يتمايل بجسده خلف اصوات المداحين ونغماتهم الشعبيه الاخاذه وقد تراه جالسا في الصف الاول في الاوبرا يرتدي بذله فاخره مأخوذا بموسيقي تشايكوفسكي وبجعاته الرشيقات , قد تراه يطارد الفتيات الحسنوات اعجابا وغزلا بطفوله وبراءه , وقد تراه اخرس عاجز عن النطق حين ينبض قلبه بالعشق وقدد تراه انانيا لايحب الا نفسه يذبح ببساطه ويؤلم بسهوله ويحطم كل الجدران التي تحاول اسره واحتجازه ولو كانت جدران قلب حبيبته وثنايا احشاءها , قد تراه يبكي وحيدا لان احزانه الدفينه لايعرفها احد وقد تراه يغني بصوته النشاز مبتهجا لان افراح عمره لم يشاركه احد فيها حتي الان ...
صانع البهجه والالم .........
هو انسان خاص جدا ...... ينشر السعاده اينما حل يضحك بصخب ويغني بصوت عالي ويوزع قبلاته ومحبته وحنان قلبه علي احباءه والغرباء وحين تكسره الايام القاسيه و تهزم حماسه و توهن حيويته يعود لرحم امه يبكي وحيدا يبحث عن حبلها السري ويتكور علي نفسه خائفا من وحشه الغرباء القساة ووقت يتعافي بمجهوده الذاتي يخرج بمخاضه الموجع للحياه كعاصفه ربيعيه منعشه معه الفراشات الملونه والعصافير المغرده وابتسامات الصبايا ونغمات السلم الموسيقي ودقات الصاجات وقهقهات الضحك الرائق الصافي والاذن المصغيه وينصب ولائم الفرحه للمشتاقين للموحودين لضحايا الايام الثقيله الموجعه يدعوهم لوجبات من السعاده والبهجه يزين ايامهم بالوان الطيف ويبدد وحشه لياليهم بحنانه ودفئه ويعالجهم بالموسيقي والصدق من توحدهم توحشهم صمتهم الاخرس ويصغي لاوجاعهم وشكواهم وانينهم المكتوم ويهدهدهم علي صدره ويخبئهم في حضنه من القسوة ويخفيهم من انياب الهم الكاسره ويمازحهم ويمسح دموعهم في مناديل مزركشه يخرج منها الحمام الابيض والاعلام الملونه وفي نهايه الحفل يرحل صعلوكا مفلسا وحيدا يسير لبيته البعيد بخطوات راقصه مبتهجا لانه منح الحياه واحباءه فيها ماكان يتمني ان تمنحه له ولو للحظه واحده !!!!
انه انسان خاص جدا ....... هذا قدره وقدر محبيه , يمنح البهجه والالم في نفس اللحظه يروي احباءه العسل والمر من نفس البئر , المتعه والعذاب من ذات القبس , لايملك احدا حريه الاختيار ولايملك احد رفاهيه الانتقاء فاما تاخذه كله بسعادته بالمه بحنانه بقسوته واما تفر مرتعدا من وجوده الطاغي وتحرم نفسك من كل البهجه التي يفيض عليك بها وبمنتهي التلقائيه ...
لم يساله احد من اين جاء ولايعرف احد لاين سيرحل .....
لايعرف احد متي سياتي ومتي سيذهب ....
لكن الجميع ينتظروه ويحتاجوه في حياتهم طمأنينه وونس !!
انه يمنحك الكثير والكثير لكن ابدا لا يمنحك كل نفسه !! انه انسان خاص جدا .... تتمني الا تقابله ابدا!!!!