31 أكتوبر 2009

الفرار من الاسر ... !!!



انا....... اسيرة .. !!!
اسكن بين النار والجليد ....
اعيش بين الليل والنهار ......
اجوب بين الوعي والغيبوبه .....
اسير تاره علي راسي و كثيرا علي قدمي ...
احلق في السماء السابعه وادفن في باطن الارض وعميقها ...
اسيرة الحياة التي لاتمنحني سعادتها ولا ترحمني !!!




انا ......اسيرة العوالم المختلفه .....
اسيرة الاضداد ...
كل ضد يقودني لضد اخر
اضحك حتي ابكي
ابكي حتي اقهقه
كل ضد يسلمني لضد اخر
اصمت حتي انسي صوت صوتي
اتكلم حتي تبلي احبالي الصوتيه وتتآكل
كل ضد يبيعني لضد اخر
افكر بعقل ورزانه حتي اجن
واعيش جنوني للثماله فانطق بالحكمه
كل ضد يقذفني للضد الاخر
اعاف الحياه واكرهها واغضب منها
واحبها واعشقها واشيد بجمالها وحيويتها
كل ضد يعود بي للضد الاخر
ابقي علي الشط خائفه من الموج العالي
اقذف بنفسي في اليم الهائج واتمناه يبتلعني فلاابقي ولااعود
و جميع الاضداد تحالفوا علي وابقوني اسيرتهم...



انا ... اسيره المتناقضات !!!
وانت كل المتناقضات ، انت كل الاضداد ، انت كل العوالم المختلفه
انت العقل حين يلزمنا والجنون وقت نفتقده ..
انت البهجه لحظه الاحتفال والاسي الموجع اوقات الهم ..
انت الصخب المبهج حين يسود الصمت المميت ..
الهمس الحاني وقت يعلو الضجيج المزعج ..
الصمت البليغ عندما تتزايد المهاترات الفارغه ..
انت القلب الذي يتسع لينام فيه العالم كله مطمئنا ..
وانت القلب الموصد في وجه المفاتيح الخاطئه والبشر الغبيه ..
انت الحنان الدافىء ليالي البروده الموحشه ..
وسياط القسوه وقت الجموح تعيد للعقل المندفع اتزانه ..
انت الضحك والبكاء ، الفرحه والهم الحنين والشجن ، العطاء والصد ..
انت الحلم الرقيق نلوذ به من وحدتنا والكابوس المخيف نفر منه لليقظه الموحشه ،
انت دموع الحزن وقطرات الندي المفرحة ،
انت ساعه الحظ ووقت المراره
انت الامل الذي لم اكن انتظره لكني اتمناه
انت الياس الكامل الذي فررت منه اليه
انت كل المتناقضات التي اسرتني وافزعتني ، هدهدتني وخوفتني
انت كل المتناقضات التي احكمت قضبانها حول قلبي وزعزعت استقراري واماني وكلي
انت الحياة بكل جمالها بهجتها فرحتها .... انت الموت بكل وحشته وقسوته ووجعه

انا..... اسيره كل المتناقضات
اسيرتك ......
لكني ابغي الفرار .. ابغي الفرار ... ابغي الفرار
قلبي يوجعني لن يتحمل لاحبك ولاهجرك ... فكليهما موجع جدا
ابغي الفرار من الاسر ومنك ومن نفسي ...
قلبي يوجعني لن يتحمل فرحه لن يتحمل حزن .... فكليهما قاسي جدا
ابغي الفرار من الاسر ومن وجودك ومن نفسي ..
قلبي يوجعني لن يتحمل حلما جميل يتبدد لن يتحمل كابوس اخر قاسي ... فكليهما محزن جدا
ابغي الفرار من الاسر ....
قلبي يوجعني لن يتحمل امل يتلاشي لن يتحمل ياس يطغي .... يكفيني مامررت فيه ..


ابغي الفرار من الاسر ....
سابقي وحيده ..
سابقي صامته ..
سابقي علي حافه الحياه اتلامس معها ولااعيشها
لكني لن اوجع ثانيه .....

اسيره الحياة .. اسيرة المتناقضات .. اسيرتك ..
اسيرة اوجاع الماضي انا ولم افلح ابدا في الفرار منها .....

ابغي الفرار من الاسر ...
ابغي الفرار من الاسر ....




30 أكتوبر 2009

الدائرة !!!!!!!!


البدايات كالنهايات .....
النهايات في حقيقتها بدايات ...
والبدايات في حقيقتها نهايات ..
كآن كل لحظه تاخذك للثانيه ، كل لحظه تصحبك للاخري ...
كانك تدور في دائره تنقلك من بدايه لنهايه ومن نهايه لبدايه ...
دائره تجعل كل نهايه بدايه جديده وكل بدايه جديده نهايه متوقعه!!!!!

البدايات كالنهايات موجعة .. تطرح ملايين الاسئله تفرض البحث عن اجابتها ..
النهايات كالبدايات موجعه ... تقف في مفترق الطرق .. عليك تختار طريق ...
واه من الطريق واختياراته ..
البدايات مخيفه لانها تاخذك للمجهول حيث لاتعلم ..
النهايات مخيفه لانها تؤكد لك ان ما كان لم يعد موجود وتلقي بك للمجهول ثانيه ...

البدايات تجبرك تختار بين كل ماهو مطروح او توقع بك في شرك لم تتوقع وجوده فتظل تفكر تبقي في الشرك ام تفر !!!
النهايات تجبرك تفكر في كل ماكان موجود وتفكر في كل مايمكن ان يحدث او ياتي !!!

دائره ....... تدور بك وتدور .....
كالعاب السيرك .. قد تسير فوق الكره فتتدحرج وانت فوقها تتصور نفسك تسيرها وفي الحقيقه هي تسير بك تدحرجك لمساراتها هي ، كل ما تفعله انت انك تحافظ علي توازنك كي لاتسقط !!!
دائره ... تاسرك بداخلها ...
مثل الاطار الكبير الذي يدخل في منتصفه لاعب السيرك فاردا ذراعيه وقدميه راسه تاره فوق وتاره تحت ، جسده تاره لاعلي وتاره لاسفل .. هل هو الذي يجري بالاطار ام ان الاطار هو الذي ياخذه ويجري ، اللاعب يحاول طيله الوقت الا يهوي !!!
دائره ... تدور بك ولاتدور بها ...
مثل رقصه التنوره ، يدور الراقص التنوره وسرعان ماتتحكم فيه هي وتدور به وتدور ولايملك ايقافها وحين تقف هي بعد كثره الدوران تجد الراقص وكانه سيغشي عليه فاقد التوازن عليل فقد قبضت التنوره علي راسه وبعثرتها واستسلم هو لايقاعها وخضع ، من يتحكم في من ؟؟
دائره تصنع دائره ودائره تسرقك من دائره ودائره تلقي بك وسط دائره اخري !!!!!

يتصور بعض السذج ان النهايات تؤلم والبدايات تسعد !!!
من قال هذا او يقوله غير السذج !!!
احيانا تاتي البدايات تتعس ... واحيانا تاتي النهايات تسعد ..
الامر كله يتوقف علي موقعك لحظه القرار الذي سينقلك من هنا لهناك او من هناك لهنا !!
احيانا تؤلم البدايات لانها من رحم نهايه تعيسه ..
واحيانا تسعد النهايات لانها من بطن بدايه تعيسه !!!
كان التعاسه تلهو بنا ، تبعثرنا ، تسلمنا تاره للبدايه وتاره للنهايه !!!

الحقيقه ان البدايات والنهايات تؤلم توجع
البدايات تؤلم لانها تفرض علينا الاختيار والنهايات تؤلم لانها تاتي بلااختيار ...
والاختيار والا اختيار ..... موجعين موجعين !!!!!
نتوجع فنجري وحين نجري نتوجع فنعود وحين نعود نتوجع فنجري ...

البدايه تمنحنا امل والنهايه تمنحنا الم .....
فوق الالم نتسامي ونقاتل كي لانهزم وبالامل نقوي انفسنا ونستمر كي لا نفني !!
ومابين الالم والامل نتآرجح ....
ومابين البدايه والنهاية نذهب ونعود ونعود ونذهب !!!!

وتدور دائره الالم والامل متطابقه مع دائره البدايه والنهايه ونحن حائرون مبعثرون ...
نبحث عن قرار يسعدنا ينتشلنا من حلزونيات الرحله القدريه ...
ربما يكون قرار البدايه هو الذي سيسعدنا وربما قرار النهايه هو الذي سيسعدنا ..

واه من .... ربما .. اللعينه !!!
ربما ..... هي الامل والياس
هي البدايه هي النهايه
هي الالم والامل
هي السعاده والوجع
هي التعاسه والفرحه
هي بدايه الدائره ونهايتها واسرها اللعين !!!!!!

البدايات كالنهايات نقاط صغيره متراصه
لاتراها بالعين المجرده
ترسم الدائره التي تقف انت بداخلها
اسير محبوس لاتجد مخرج !!!

الم نقل ان البدايات في حقيقتها نهايات وان النهايات في حقيقتها بدايات !!!!!!

29 أكتوبر 2009

تيجي نلعب عصافير !!!!!!!!


تيجي نلعب ......
تيجي نلعب عصافير .....
انا عصفوره حلوه طبعا ، ريشي ملون ، منقاري احمر اصلي حاطه له روج ، هههههههه...

انت عصفور وحش .... ههههههه ... ريشك رمادي .... منقارك اسود لون شنبك !!!!!!
هههههه يالا نطير زي العصافير ..... استني بس ماتطيرش بسرعه قوي كده ، انا عصفوره صغنونه مابعرفش اطير بسرعه استناني .... ايوه كده تعالي طير جنبي ....
تيجي نقف فوق الشجره العاليه دي .... هههههه ... الللله حتديني الورده الحمرا دي احطها وسط ريشي الملون ... انت عصفور لطيف قوي .... هههههههه لاماتقربش مني كده لحسن بابايا العصفور الكبير يزعل منك وينقر لك راسك ويضربك بجناحه انت ماتعرفش جناحه قوي قد ايه !!!

هههههه انت بتغني ..... الللللله .... بتغني لي ...... انا كمان بعرف اغني ..... يالا نغني سوا ......... الللله حلوه الاغنيه دي ..... صوتك حلو قوي ... انت عصفور جميل وصوتك جميل ... اه ريشك رمادي ومنقارك اسود لكن جميل !!! ا
يه ده الريح قامت ... الشجره بتتهز ..... حنقع علي الارض والناس تدوسنا ..... ههههههه صحيح ده احنا عصافير ... حنطير ومش هتهمنا الريح ... قرب مني لاني خايفه ... اخش تحت جناحك وتحميني ؟؟؟؟؟ .... ايه ده حنغني واحنا خايفين .... طيب نغني ... حنبطل نخاف لما نغني ..... الللله صوتك جميل .... الللله صوتنا بقي اعلي من صوت الريح !!!! انا عصفوره صغننه لكن مابقيتش خايفه وانت معايا حتي وسط الريح !!! عارف تلاقي الريح هي اللي بقت خايفه منا واحنا سوا ..... يالا نغني بصوت اعلي واعلي ... !!!!
تيجي نطير سوا .... تعرف تضحك وانت بتطير !!! انا كمان باعرف !!!! تيجي نضحك واحنا بنطير !!! اصلي باحب اوي الطيران والضحك !!!

هههههههه نروح فين ..... نقف علي البحر !!!! الناس حتضحك علينا ... عصفوره جميله وعصفور وحش واقفين مع بعض علي شط البحر !!! مش مهم راي الناس !!! انت رايك كده !!! خلاص يالا نطير للبحر !!!! بس والنبي ممكن نضحك واحنا بنطير !!!!!
ها ها ها ها .... هي هي هي هي ... شايف النخله الحلوه دي ، تيجي نستريح عليها ، انا حاقعد علي الفرع الاخضر ، حاسب الشوك يعورك ، حتجيب لي فتفوته بلح ، اكلها ؟؟؟ لا كلها انت ؟؟؟؟ ناكلها سوا .... انا حته وانت حته !!! اللللله حلوه قوي لعبه العصافير دي !!!!! حتجيب لي حته كمان !!! ايوه عارفه طبعا انت العصفور الراجل وانا العصفوره الست ، انا العصفوره الحلوه اللي بيحبها العصفور الوحش !!! لكن انا بحب اطير معاك واضحك معاك واغني معاك واكل فتفوته البلح اللي بتجيبها !!! انا اللي بتطمن لما تفرد جناحك وتحميني من الريح !!!!!

زهقت من النخله ..... عايز نطير تاني ، بس اوعي تنسي تضحك واحنا بنطير .... يالا غني وانا حارد عليك .... هههههه صوتك وحش لكن بيضحكني !!! لا صوتك حلو وبيبسطني !!! لا انا صوتي وحش انا عارفه ، مش مهم انه وحش ، انت رايك كده ، انا بحبك لانه مش فارق معاك ان صوتي وحش !!! انا كمان مش فارق معايا ان ريشك رمادي !!! اصل كان فيه عصفور ازرق عامل فيها ابو علي ، فرحان بنفسه ، كل شويه يطير قدام العصفورات اصحابي يطبش في الهوا ال يعني بيعمل استعراض ، احنا قررنا نطنشه ، اصله عصفور بايخ ومش مهم لون ريشه ايه ، لكن انت عصفور طيب !!! وانا بحبك !!!!

عايزنا نقف علي البلكونه دي ، انا لسه ماتعبتش انت تعبت ؟؟؟ علشاني عايزني استريح !!! اللللله رجاله العصافير طيبين خالص !!!! نقف !!!! تيجي نغني واحنا واقفين !!!! يالا نغني !!! شايف البنوته الحلوه اللي قاعده في البلكونه ، يلا نغني ليها ، هههههههه شايف ضحكت ازاي !!! البنوته انبسطت منا ، شايف جابت لينا طبق فيه ميه ازاي ، هههههههه ، دي جابت لينا رز ... انا حاجيب لك رزايه ، انت حتجيب لي رزايه .... شيلها جوه منقارك تحت جناحك علشان رحلتها طويله لغايه البحر......
هي البنوته ليه بتتفرج علينا كده ، ياسم ، ايه البواخه دي ، عمرها ماشافت عصافير قبل كده ، يالا يالا نطير ونغني ونضحك ........ اللللللله ... جميله قوي السما وجميل قوي الشجر وجميل قوي الطيران معاك ، هي كل حاجه جميله فعلا والا هي بقت جميله لاننا بنطير سوا !!!!

خلاص قربنا من البحر .... البحر اهو .... نرقص !!! لا لا انت عصفور مجنون بجد !!! نرقص علي البحر !!!! الناس حيقولوا علينا مجانين ، عصافير بترقص علي البحر ، مش مهم الناس اه انت قلت كده ، طيب تعرف ترقص ، مش مهم ، خلاص مش مهم ، يالا نرقص ، انت تغني واحنا نرقص ، جناحي تحت جناحك .... كمان منقاري في منقارك !!! ده مش رقص بقي !!! ههههههههههه رقص... طيب !!!

انت بتقول ده رقصه جديده حتعلمها لي ، احط منقاري في منقارك ونرقص !!! طب حتغني ازاي !!! طيب حبه كده وحبه كده ، شويه نرقص عادي وانت تغني وشويه نرقص منقاري في منقارك !!!! تعالي نقرب من البحر شويه ، يااااااه شايف الموجه عملت في ايه ، طرفت عيني بنقطه ميه مالحه ، اي عيني حرقتني ، ههههههه ، ايه دي رقصه جديده كمان ، تنفخ في عيني ، مش رقصه ، انت عصفور طيب ، وانا بحبك علشان بتعلمني الرقص وبتنفخ في عيني !!!!!!!
بقولك ايه ، انا عجبتني رقصه منقاري في منقارك ، خلاص بقي بلاش تغني وخلي منقارك في منقاري !!!!! شايف الاطفال بعيد بيبصوا علينا ازاي ...... دول جايين جري علينا ...... ياماما ... ايه ده ماسكين معاهم ايه ؟؟؟؟؟ يالا نجري !!! يالا نطير!!!!!!

اي اي اي ....... الاطفال الشريرين ضربونا بالنبله !!!
اي ... وجعتك .... مابتردش ليه .... رحت فين ....
ياشريرين ياوحشين ..... عورتوا عصفوري الطيب ابو ريش رمادي !!!!
ياشريرين ياوحشين ..... انا طايره لوحدي وهو مرمي علي الارض وانا مش عارفه انزله لانكم حتضربوني !!!
قوم ياعصفوري قوم ..... ياشريرين ياوحشين ..... موتوا عصفوري الطيب !!!!!!!!

اهي اهي اهي ...............
كانا يجلسا في حديقه واسعه كبيره .......
يجلسا متقابلين ..... حولهما اشجار ضخمه !!!

كانت تبكي بحرقه رهيبه حزينه بحق كان عصفورها الطيب مات ... عجوز بيضاء الشعر مجدعه الوجه تبكي بحرقه !!!
كان الرجل الاشيب العجوز يجلس امامها يواسيها يطبطب عليها " احنا كنا بنلعب ومحدش جراله حاجه"!!!!
لم تتوقف عن البكاء وارتفع صوت نحيبها " اطفال شريره "!!!
ضحك فغضبت منه فهون عليها " خلاص نلعب بكره لعبه تانيه مافيهاش اطفال شريرين"!!!
هزت راسها توافقه " اه ... وحشه لعبه العصافير دي علشان الاطفال الشريرين موتوا عصفوري الطيب!!!"

وانفجرت في البكاء بصوت اعلي .....
كانا يجلسا في حديقه واسعه كبيره علي مقاعد متحركه ، عجوزين وحيدين عاجزين
محتجزين في دار المسنين وحيدين قليلي الحيله لايجدا مايفعلاه في وقتهما الطويل !!!

اقتربت منهم الممرضه ، كانت مازالت تبكي ، لامته الممرضه " تاني زعلتها !!!"
نهرت الممرضه " انت مالك بينا ، هو مازعلنيش ، ده عصفوري الطيب "
وابتسمت له " انا باحب اللعبه دي ، لعبه العصافير ... عايزه بكره نلعبها تاني " !!!
وافقها ابتسمت ابتسامه اوسع وعيونها مليئه بالدموع " وعد ؟؟؟؟؟؟!!!!!!" !!!!


28 أكتوبر 2009

منتصف الطريق ...!!!!!!!



اعد لحفله كبري .......
ازين المكان ، ارشق الزهور النضره في كل جوانبه ..
ارصعه بالشموع ، اطلق في سماءه الفراشات الملونه التي حطت علي كفي احتفالا باحتفالي ..
موسيقاه ا
لتصويريه هديل بلبل شارد هداه قلبه لنافذتي ، انين ناي عثرت عليه مصادفه امس في الطريق يئن ونفسه دون ان تلمسه ايدي ، تغريد عصفورين اخضرين فرا من باب المكان حين فتحته لاجدد الهواء وسكنا المنضده الجانبيه بجوار الشموع..
ازين الجدران بقص
اصات ملونه وشبك حريري مطرز بالمنمنمات الفضيه
ابخر المكان بعطور شرقيه برتقال علي نعناع علي مسك هندي .....
ارتدي اجمل ثيابي
واتعطر واطلي شفاهي بطلاء شفاف برائحه الفراوله واربط شعري بشريطه ستانيه الملمس حمراء اللون ..
اتفقد المكان معدا للحفله الكبيره التي اعددتها ..
احدق في عقارب الساعه ، مازالت بطيئه ، يتحرك مؤشر الثواني ببطء كانه لايرغب في بدايه الحفله ..
لكن الحفله ستبدآ ايها العقرب اللعين ، لن اتراجع عن قراري ، الحفله ستبدآ في ميعادها ..في
العاشره من مساء هذا اليوم ..

( اللقاء )

في مثل ذلك الوقت والتاريخ ، التقيته ، تلاقت عينانا صدفه وسط زحام وصخب لم نحبه ..
تحدثنا بالعيون حديثا طويلا وبحثت كل عين عن الاخري تكمل العبارات الناقصه ..
حللنا بعيوننا - وبيننا الف عين والف روح - لعبه الكلمات المتقاطعه ، كل واحد منا قص للاخر بنظراته كل ماكان يتمني يعرفه عن الاخر ، اكلمنا اللوحه معا ، انتبهنا لتوافقنا الفطري ، تاملته وقتها بنظره فاحصه اعجبني ، كان في نفس اللحظه يتآملني اعجبته ، قررنا نقترب ، تحركت من مكاني صوبه وتحرك من مكانه صوبي والتقينا في منتصف الطريق....
اه من منتصف الطريق ، تلك العلامه الفارقه التي وقفنا عندها طيله الوقت ، لم ننتبه للاشاره التي رسمت شكل تعارفنا وتواصلنا منذ اللحظه الاولي للقاءنا ، سنقف في منتصف الطريق ، لن نتقدم خطوه واحده مهما بذلنا من مجهود ..... سنقف في منتصف الطريق في منطقه لاتعجبني ولاتعجبه في مكان لايوافقني ولا يوافقه ، سنكتشف في اللحظه الاولي للقاءنا ان قدرنا منتصف الطريق ، لم ياتي عندي ولم اذهب لديه ، التقينا ، لقاء ناقص ، لم يبذل اي منا المجهود الكافي للانصهار ، قبلنا منذ اللحظه الاولي ارهاقا من محطات حياتنا السابقه قبلنا ان نلتقي في منتصف الطريق ، تصورنا في البدايه نصرا واكتشفنا طيله الرحله الطويله التي مشيناها معا انها الهزيمه الكبري التي ارتضيناها قانعين بما تمنحنه لنا الدنيا متصورين انها لن تمنحنا اكثر من هذا ، وبعد ان وقفا طويلا في منتصف الطريق بحث كل واحد منا عن نفسه واكتشفنا اكتشافا موجعا اننا ضيعنا العمر في محطات الوداع واننا بددنا الوقت في مفارق الرحيل واننا ارهقنا اكثر واكثر !!!
في مثل هذه الساعه وفي مثل هذا اليوم ، منذ وقت بعيد التقينا ، اثنين يعانيا من الوحده الشديده ، لايفهمها احد ، كانها مغتربان وسط الزحام ، اثنين يعانيا من الارهاق ، وقفت قطارات حياتهما في محطات كثيره ، ادمنا الاحساس بالترحال والغربه ، هما سفينتين لايرسيا علي شط ولايعرفا لهما مرفآ ، طائرين ارهقهما كثره التحليق لكن لاشجره ولا سطح ولا عش يعودا اليه ، اثنين قدرهما الترحال والرحيل ، يعرفا كل المسالك وكل الدروب التي تساعدهما علي الفرار ، يقرآ النجوم و
علاماتها الارشاديه ، يفهمها صوت الامواج قبل هبوب العاصفه ، يعلما صوت الريح قبل بدايات الاعاصير ، تعلما من الحياه كيف يفرا منها وينجيا بانفسهما ، يعانيا من الوحده الشديده لدرجه ادمانها ، لا يقتربا من احد لان احد لن يفهمها ولايتحملا مزيد من الاوجاع والالم والعذاب ، ادمنا الوحده فعاشوا في شرانقها تحميهما ربما تعزلهما اكثر ربما تخفيهما عن الشرور المحيطه ربما الامر المؤكد الوحيد انها لا تضايقهما ولا يشكو ا منها !!!
في مثل هذه الساعه في مثل هذا اليوم منذ وقت بعيد التقيا ..... كانت حفله صاخبه ، اعترف كل منهما للاخر في حوار عيونهما الصامت انه يكره وجوده وسط هؤلاء البشر ويكره وجوده في ذلك المكان ويتمني الرحيل لكن القيود الشفافه تقيد كل منهما في مقعده مبتسما كانه تمثال صنم لاينطق يتعين علي البقاء حتي نهايه الحفله الكريهه ...... التقيا ، تخاطبا حتي اطمآنت القلوب وانتظمت دقاتها وحتي هدآت الانفاس ودفئت بعد بروده مفاجآ انبعثت من صدريهما خوفا من اللقاء الذي فرض عليهما بعيونهما العنيده التي ابت الاستجابه لكل قراراتهما المعلنه بانعدام الوصل والتواصل ، خذلتهما عيونهما وتواصلت وتحدثت وحكت قصص كثيره فتحركت الاجساد صوب الاجساد لاستكمال التعارف بين الارواح المرهقه بحمولها الثقيله ......
ابتسمت له فابتسم لها ، وقفا امام بعضهما ، احست ارتباكا ثم لمحت قطره عرق تنسال علي جبهته من منابت شعره الابيض ، احس توترا ثم قبض علي ارتجافه عرق متوتر تحت طرف عينها ، ادركا ان م
اكان يخشيا حدوثه حدث بشكل لاارادي ..... فابتسما ، فموجاتهما مضبوطه علي تردد واحد ، مايوترها يوتره ومايوتره يوترها ، ابتسما ابتسامه اكبر ، لاداعي للتوتر ، انه لقاء عابر في منتصف الطريق وسرعان ماسينهي وسيعود كل منهما لشرنقته التي لايعرف لنفسه مكان غيرها وحيدا كما اعتاد مطمئنا امانا مع نفسه وفقط .....
لم تدعوه لمقعدها ولم يدعوها لمقعده ، قبلا منتصف الطريق ووقفا فيه وسكنا طويلا وصمتا اكثر وحين دوت الموسيقي الحالمه قبض علي اصابعها يدعوها للرقص فتركت له جسدها وروحها وهاما ....وانتهت الليله والف ليله بعدها والف ليله اخري .... قضوها واقفين مكانهما في منتصف الطريق ....


( الفراق )

هي خائفه من حياتها من قرارتها من اختياراتها من تقديم تنازلات تندم عليها فقد علمتها الحياه ان التنازلات بدايه طريق النهايه لانها في النهايه ستلوم نفسها لانها تنازلت وتقرر انهاء الشعور بقتله ، في هذه المره قررت الا تقدم تنازلات ، حرصا عليه لاتنازلات ، ستكشف له نفسها كما هي ، علي طبيعتها ، بعيوبها قبل ايجابياتها ، اعجبته او لم تعجبه ليس مهما ، المهم انها ستكشف له نفسها الحقيقيه .،.وقفت في منتصف الطريق وجله لاتقترب منه خطوه واحده ، وجله تتمني الوصل لكنها لن تقدم عليه ، وجله تحلم بالانصهار لكنها لن تسعي لتحقيقه ، فلتفعل بها الدنيا ما تفعله ، جروحها لم تطيب فكيف ستفتح جروحا جديده ، قيح اوجاعها لم يشفي فكيف ستتحمل وجع جديد ......
هو خائف من حياته مما سيحدث فيه وفيها ، يخفي كل انصاله تحت جلده لكنه يحس انيابه تطل من بين شفتيه التي نسيا مذاق القبلات وادمنا مذاق الدم ، خائف من حياته مشفق عليها من الاقتراب منه ، يتمناها قريبه وبعيده ، يتمناها تحت جلده ويهرب منها يخاف عليها ، يعلم حقيقته متوحش همجي ، علمته الحياه فن القتال دفاعا عن
النفس ، علمته الحياه ان خير وسيله للدفاع الهجوم ، علمته الحياه ان يهاجم اي انثي تقترب من غرائزه من عقله من قلبه المفتت ببقايا الامنيات السابقه التي فرت منه وتركت اثارها ندوبا تنزف ولاتكف عن النزيف ، هو يعلم نفسه التي لن يغيرها من اجلها ، فكم حاول يتغير لصالح اخريات ذبحوه في النهايه ففقد نفسه وفر من الاخر الذي صار هو وتمني العوده لنفسه فذبح نفسه مرات متتاليه يبحث عن نفسه التي يحبها تحت جلده في شرايينه وحين عثر عليها وصالحها وعدها ابدا لن يفرط فيها ولا في اي شيء تحبه ، هو هو وليحترق العالم .... وقف في منتصف الطريق مرتاعا لايقترب منها خطوه واحده احبها عشقها وقع في غرامها لدرجه اصراره علي عدم الاقتراب منها ، يتمني الوصل يحلم بالانصهار لكن قلبه مبعثر في كل المحطات السابقه ومازال يلملم اشلاءه فكيف سيدعوها تسكن فيه ، روحه متعبه من قسوته علي الجميع وقت قرر يدافع عن نفسه فكيف سيتوائم مع روحها البريئه !!!!
مرت الف ليله تتمناه ولا ياتي ..
مرت الف ليله يحلم بها ولا يقترب ..
مرت الف ليله تنتظره وتنام باكيه ..
مرت الف ليله يعشقها ويفر منها ..
واقفين في منتصف الطريق يريدا ولا يريدا ..
وجلين مرتبكين خائفين مما ستصنعه الدنيا في ارواحهما التي تلاقت وترفض الرحيل وترفض الفرار وترفض المناطق الرماديه!!!
مرت الف ليله وارواحهما ذائبه في بعضها البعض كل روح تسكن في الاخر
تحرضها علي التمرد علي الماضي واوجاعه والالتقاء في الحاضر والسفر معا للمستقبل !!!
لكن الاجساد والعقول والاوجاع والذكريات ومحطات الاغتراب وادمان الوحده افسدوا لقائهما !!!!
بكت حتي ارهقت من كثره البكاء فعجزت عن قراءه عينيه !!!
غضب واستنفر تماما من حاله نصف الوصل ونصف الانصهار ونصف القتل ونصف القرار حتي احس نفسه نصف عاشق نصف انسان !!!
لم يتشاجرا ..... فما بينهما لايستوجب المشاجره !!! لكن الدفء تبدد والحميميه تلاشت وسنون الوحده وهما في حضن بعضيهما نشبت في اجسادهم وارواحهم !!
ادركا بخبرات الترحال والاغتراب ان ساعه الرحيل اقتربت .... لكنهما فشلا في كتابه كلمه النهايه ... فشلا وتاخرا فقتلا الف مره بالبروده والبلاده والوجع !!!
في تلك الليله قررت هي ان تغلق الستار علي مشهدهما !!!
قررت صنع النهايه باناقه وبراعه وحب دفين ......
قررت ان يحتفلا معا بموت حبهما اللذين عجزا عن احياءه فمات بين ايديهما وابكاهما وادمي قلوبهما المتعبه وعذب ارواحهما....
قررت ان تتحرك في اللحظه بعد الاخيره من منطقه منتصف الطريق وتقترب منه تذوب فيه تنصهر معه تمنحه كل مشاعرها وحبها وغرامها وحميميتها وفي النهايه تودعه فيضع برحيله النقطه الاخيره الباقيه في السطر الاخير من صفحتهما .. قررت ان تسطر بقبلاتها مشهد النهايه !!!!
انها هي وهو هو ...... وحيدين وقفا في منتصف الطريق احتجزا في كمينه خافا يتقدما خطوه واحد للشهد فشربا الملح ولم يرتويا ابدا !!!!

( الحفلة )

اعددت الحفله وزينت المكان وتجملت وانتظرت الحبيب الذي لن يصبح بعد اليوم حبيب !!!
فاليوم ستخرج قطاراتنا من محطه منتصف الطريق لرحله الرحيل الاخيره لمحطه الوداع !!!
وبعد اليوم ... ان بكينا فمعذورين لاننا فقدنا حب العمر وان تالمنا معذوين لاننا
ضيعنا الفرصه الممكنه وان توجعنا فقلوبنا عذبت بلقاءنا وفراقنا ومعها كل الحق في التوجع والشكوي ........
اسرع عقرب الثواني واقتربت الساعه من العاشره .
اشعلت الشموع وصدحت الموسيقي في المكان وتمايلت الخيالات علي الجدران المزركشه بالدفء.
دقت الساعه العاشره فابتسمت وفتحت الباب وجدته امامه كما توقعت بالضبط .

ياتي دائما في ميعاده بلا ثانيه تاخير ولا ثانيه قبل الميعاد ، لااحتاج جرس لاعرف انه علي الباب ، فوقت اللقاء هو دائما علي الباب ..
يحمل باقه زهور بيضاء تفوح رائحتها الجميله تصنع هاله تحيطه بالحنان مبتسما
متآنق كعادته
في عينيه نظره اعرفها ، حب مشوب بالقلق وقلق مختلط بالخوف وخوف يتمني العتق من قيوده واستسلام للقيد وعدوانيه تحمي كل ضعفه الظاهر ..

حملني باقه الزهور واحتضني والقيت باقه الزهور علي الارض واحتضنته ..
دقات قلبي في حضنه قالت له ماكنت اخشي قوله ، فهمني دون حديث ، امسك اطراف انامي واجلسني امامه ، لااعرف هذه النظره لم اراها في عينه قبل اليوم
دار ببصره علي الحفله وابدي اعجابه بكل تجهيزاتي ، مالها كلماته التي اعرفها لم اعد اعرفها ، صارت اقرب اكثر حنانا اقل ترددا اوضح اوجع !!
في تلك اللحظ بالذات اعترف لي بما لم يقله واحس مني بما لم اقله ، نحن نقول ماخشينا قوله لانه لن يعد هناك وقت للقول والبوح والاعتراف ، فالدقائق المتبقيه لنا معا مهما كثرت قليله ......
نحن علي اعتاب الرحيل ..... تحركنا من منتصف الطريق انا صوبه احبه هو صوبي يحبني ، نتصارح بالحب لحظه الوداع فجعلناها اجمل لحظه في لقاءنا كله ..
دعاني للرقص فرقصنا ، خطواته ليست كما اعرفها ، اقترب مني اكثر واكثر ، دخلت في احضانه اكثر واكثر ، شممت انفاسه متوتره ، شم رائحه جسدي مرتبكه ، احسست ارتجافه تحت قلبه سمع صوت ارتجافتي ..... ادرك اننا سنضعف ، رغم قرارنا بالرحيل بالفرار بالوداع كدنا نضعف !!! كدنا نتجاوز المسافات ونقترب وننصهر وننسي اوجاعنا ، لكن خاف عليها من عدوانيته التي صارت سلاحا لايعرف اغماده ، هي خافت عليه من ترددها من تنازلاتها التي ستقدمها ثم تذبحه عقابا لانه قبل تلك التنازلات بل ربما لانه دفعها اليه .... عادا كل منهما خطوتين للخلف ، عادا بعيدا حتي عن منتصف الطريق ، لم يكن ينفعها اساسا تعرف من اللحظه الاولي انه سيفارقها ويرحل ، لم تكن تنفعه اساسا يعرف من اللحظه الاولي انها ستفارقه وترحل .....
قبلها بحميميه وصدق ، احتضنته بحنان ...... ولم ينطقا وقالت عيونهما كل شيء ، وانطلق قطارهما لمحطه الرحيل الاخيره ....
خرج من باب منزلها لم ينظر خلفه وبكي ... بقيت في مقعدها لم تلاحقه بنظراتها وبكت ..
وظلت ليلة الحفله بكل الصدق بكل الحنان بكل الحسم بكل الاصرار بكل الحب الذي ذاقاه واعترفا به لبعضها ثم اغلقت الستاره ، ظلت ليله الحفله اجمل ذكريات لقاءهما الجميل اللذين قررا من بعده الا تقف قطاراتهما ابدا في منتصف الطريق !!!!!

27 أكتوبر 2009

الهروب ........... قدرنا الموحش .. طريقنا الحتمي !!!!


الهروب ..... قدرنا الموحش ؟؟ طريقنا الحتمي ؟؟

قرر يعيش شريف فهزم بالضربه القاضيه من اللحظه الاولي وحوصر مطارد شقيا يبحثوا عنه لعقابه لكن الحضن الدافء للبشر الطيبين احتضنوه وفي النهايه مات صريع حسابات معقده قتل بالعمد و..... انتهت رحله الهروب !!!!


فيلم
شاهدته مليون مره ، حفظته ، ادمنت حواره ، احببت لقطاته ، احببت بشره الطيبين ، كرهت الاشرار ، بكيت اشفاقا علي البطل الذي يحمل فوق كتفيه قدره الموجع يجري به يفر منه اليه ، احببته ، احسسته فارسي الذي يحقق لي احلامي المجهضه وكدت اصرخ عليه وهو لايسمعني انتبه يحاصرك الكاذبون يستخدموك طعما لمؤامراتهم الشريره لحساباتهم الوضيعه الدنيئه ، هو فارسي فعلا رجل الاحلام البسيطه والاستقامه ، حنون لدرجه البكاء يحلق في السماء يبحث لنفسه كفرخ صغير عن مكان يحلق فيه ويطير ويبعد ، لكن السماء مليئه بالكواسر تطرد من رحابتها الواسعه اي فرخ صغير السن او المقام ، لامكان بيننا الا للانذال المتوحشين اكله لحوم انفسهم ، السماء مليئه بالانذال المتوحشين يشربوا دمهم وياكلوا لحمهم ولاشرف عندهم وليس لشرفك او انسانيته او مشاعرك اي حساب ، انهم نخاسون يبيعوا اجسادهم هم فمبال جسدك وقايضوا الف مره علي شرفهم الذي كان فمبال شرفك الذي تتصوره اغلي ماتملك ، انهم نخاسون وماذا تنتظر منهم !!

فيلم شاهدته مليون مره ، تمنيت اقفز من مقعدي المقيده فيه مشلوله للشاشه اعيش مع اناسه الطيبين احداث مآساتهم ، انه منتصر المكتوب عليه الهزيمه النكراء والانتصار الساطع ، هو مثلما ستراه وحسب الزاويه التي ستنظر اليه منها ....

بمعايير الانذال ومن زاويتهم ، منتصر مجرم شرير مطارد يلزم اعتقاله جسد وقيمه ومعني يلزم انهاءه كفكره وظاهره ، يطارده العساكر وهو مجرد شخص قاتل وسيقاتل حتي الرمق الاخير دفاعا عن حقه في الوجود بشرف واحترام ، سيقاتل ويموت ، هذا ليس مهما ، فالجميع سيموت ، لكن الجثث والارواح لاتتساوي ، فشرف الروح والجثه يرفعها للسماء السابعه وتبقي جثث الحقراء في الطين .... منتصر المكتوب عليه الوجع فحرق قلوبنا وهو يفر من الانذال الاشرار المتحالفين عليه ، يستخدموه لاغرا
ضهم الدنيئه يجعلوه بطلا مزيفا يشد انتباه الناس التي لاتعرف مالذي عليه تفعله ، يشد انتباهم يحرف ابصارهم وعقولهم عن قضاياهم الحقيقه التي يعبث فيها المزيف والسمسار والنخاس والعاهره والشرطي ، يستخدموه لحرف انتباه البشر عن الكوارث التي يرتكبوها في حقهم ...

لكن البشر تحب منتصر ، تشعر به بطلهم المقهور مثلهم المتمرد وهم عجزه لايقدرون علي مجرد "البربشه " برموشهم يخافوا لكنه كسر حلقات خوفهم تحدي خوفهم وتحداهم ، لم يكن بطلا كان انسان عادي يحلم بحياه عادله ، لكنه قهر لدرجه نفضت عنه احلامه المتواضعه وتحول لبطل شعبي يتابعه الناس يشجعوه علي هروبه كانهم يتمنوا يسيروا في دربه ، انه القهر الذي يحول انسان بسيط لبطل شهيد تحلق روحه وجثته بكل شرفها للسماء وسط عرس شعبي ...

من زاويه البشر المتعبين الطيبين ، منتصر هو ابنهم ابن احلامهم المجهضه ابن امنياتهم المذبوحه ابن لحظات سعادتهم وطيبتهم ، ابنهم الذي دفع مقهورا ورغم انفه للانتقام ، ومادمنا سننتقم فلا اقل من الانتقام الموجع ، فلحمنا ليس جيفه تلهوا فيها كما تشاؤن وحين تملون تذبحونا مره ومليون ، حين سننتقم سننتقم لانملك مانخاف عليه حتي ارواحنا تحاولوا تقييدها انفاسنا تحاولوا كتمها مالذي نملكه لنخاف عليه غير شرفنا وكرامتنا ومادتمت اقتربت من المناطق المحظوره وعبثتم فيها باستخفاف وق
سوه ، الانتقام سبيلنا الوحيد للموت الشريف !!!

انه ابن الناس الطيبين الذي تصور واهما انه سيجد لنفسه مكانا في الحياه فلعب مع الانذال فذبحوه فتحمل سنوات السجن والقهر رسم حلم انتقامه موحشا وخرج من بين تلال الوحشه لايفكر في حياته التي انتهت يوم سجنوه ، انتهت لان بقيه ايامها خصصت للانتقام للانتحار للموت الشريف ، ويقتل منتصر لكنه مازال طيب ويقتل ثانيه ومازال طيب ويقتل للمره الثالثه والطيبه لم تبرح قلبه ودماء الانذال الكواسر النخاسون لم تلوث يده ولم تعلم عليه علامات الشر بالعكس احسه الناس ينتقم لهم من كل من اذلوهم واستباحوهم وباعوهم الف مره في الثانيه ......


فيلم يحتلك .... يستولي علي قلبك .... يسرق وجدانك .... يعيد صياغه مشاعرك ..... لايتركك ابدا ، فيرس
يسبح تحت جلدك بين انفاسك وسط دموعك ، فيلم يغير نظرتك للحياه .... مالها قبيحه مالها موحشه مالها مخيفه .....
فيلم يؤكد لك ان الهروب قدر منتصر وقدرك ، وانك تهرب دون تدري وتفر بغير انتباه ، الهروب اسلوب حياه وسيله دفاع قدر موحش ، الهروب من الكواسر في السماء والنخاسين في الارض من العاهرات يندسن وسط السيدات المحترمات لاتكشفهن الا ريحتهن النجسه لمن يملك انفا حساسه تميز رائحه الشرف عن رائحه العهر ... الهروب ممن تحالفوا ويتحالفوا طيله الوقت علي منتصر وعليك وعلي غيركم الكثيرين ، الهروب طريق طويل ربما هو الحياه ذاتها تولد لتهرب وحين تنتهي رحله هروبك تنتهي الحياه ذاتها !!!

انه فيلم يخطفك لعالم واقعي ، للحارات للاسطح المكدسه للبيوت الفقيره ، يخطفلك بين الفقراء بين البشر العاديين تراهم في الشوارع والاتوبيسات وعلي بوابات المدارس وقت خروج تلاميذها ، يخطفك بين الناس يشبهوك يرتدوا مثل ملابسك يضحكوا علي نفس النكته التي تضحك ، يخطفك بين الناس يتكلموا لغتك تفهم ملامح وجوهمم تسمع نبض قلوبهم ، ليقول لك انتبه نحن نتحدث عن حياتنا وحياتك ... الفيلم يحكي قصتك التي لم تحدث او قصه اخيك التي كانت ... الفيلم يحكي عنا عن اوجاعنا عن همنا عن حصارنا عن هروبنا ......

فيلم ياتي لك بالحياه في حضنك ... من هذه السيده الحنونه المهمومه التي كانت تحكي لمنتصر قصتها فوق السطح ليله القبض عليه ، ماهذه الدموع الي سفحتها واطفالها مذعورين ومنتصر يحاول الحفاظ علي ادميته وقت القبض عليه من اين احضرت تلك الدموع من قلبي غالبا ، من هؤلاء البشر الطيبين الجالسين في القطار يلحقون في العوالم الرحيبه مع قصص منتصر عن حياته عن تمرده ، هؤلاء الرجال شديدي الباس الطيبين يحيوه يتواصلوا معه يسمعوا له يفهموا بعقولهم المبصره وقلوبهم الطيبه صدقه وحصاره وقدره يتضامنوا معه ، جميعنا في قطار واحد يامنتصر ، وكل منا سينزل في محطته ، من هذه الراقصه التي احبته قدرها اللعين وطاردته لاتعرفه وانتظرته لاتثق الا في حدسها انه سياتيها ملاذا من الحياه الموحشه القبيحه ، من هذه الراقصه الانسانه البسيطه المتعبه باحلامها المجهضه التي مثلنا جميعنا تنتظر فارسها ينتشلها من الحياه الكئيبه الصاخبه المزيفه التي تعيش فيها راقصه يتصورها الاخرون مباحه بلا قلب وهي انسانه طيبه قهرتها الحياه فعاشتها كانها بلا قلب حتي انبت منتصر في نفسها الاحلام والامنيات ثم قهرها ومات علي عتبه بابها تسيل دماءه امام عينها لتهزمها للابد فلامكان في حياتنا للاحلام ولا للامنيات !!! من هؤلاء الرجال اقارب منتصر ، كيف فاض حنانهم وحميميتهم علي الشاشه حتي كدت وانا في مقعد المتفرج اقبل يد الجد وادخل في كتف عمران ابكي وانام في حضن الام ابثها همها والمي ونوحي واثقه انها ستاخذني بجوار منتصر وبقيه المهزومين تواسينا وتقوينا وتصبرنا !!!!!!

انه فيلم سياسي خطير بلا سياسه بلا كلمات كبيره بلا صخب يقول ان السياسه ليست شآن الاخرين بل هي حياتنا ، لا يجدينا ندفن عقولنا في الرمل لايجدينا فقء الاعين لايجدينا تجاهل مايحدث ، فمايحدث يؤثر في حياتنا يغيرها يسودها يضيعنا يمكن الانذال من رقابنا ، مايحدث حولنا من قضايا كبري هو حياتنا اليوميه ...

منتصر هو انا وانت وابن الجيران ، الطيب المتسامح الذي لم يسعي للتحدي للصراع لقتال الديناصورات وهو الصقر المحلق ، لكان يحلم يحلق في السماء الواسعه ، اليس حلما بسيطا لايحتاج ولا يستحق صراع ولا قتال ولا معارك ، لكن الديناصورات طاردته بغلظه بوحشيه فالسماء التي كنا نتصورها ملكنا جميعا هي ملكهم ينفخوا فيها انفاسهم اللاهبه فتآتي السحابه السوداء و يطغي تلوث المدينه الذي يقتلنا كل ثانيه والخنقه التي تقبض علي ارواحنا لانفهم سببها ... فيلم يقول لك ان السياسه التي يتصورها الكثيرين بسذاجه لعبه الكبار ويبعدوا عنها هي حياتهم شخصيا لايملكوا منها فرار ولا هروب !!! ......


الهروب ............... طريق طويل نعرف جميعنا كل خطواته ، نسير قوافل خلف قوافل ، نهرب مما لانعرفه لمالا نعرفه ، نهرب من القدر للقدر ، نهرب من الكواسر التي تتسلي بنهش لحمنا لقوارض ووحوش لانعرفها تنتظرنا جائعه شرسه ، طريق طويل بدايته هزيمه ونهايته هزيمه ونحن المسيرون في الطريق فارين من الهزيمه فاتحين احضانا للهزيمه الاخيره ، طريق طويل نسير فيه معا اناس طيبيون كانوا يملكوا احلام بسيطه سعيده ، اناس متعبون يتبادلون طيله الطريق الطويل قصصهم وحواديتهم ، نسمع ونبكي ، نسمع ونغضب ، نسمع ونضحك ، نسمع ونقترب اكثر واكثر والقدر يلاحقنا بسياطه لاتتوقفوا لانتوقف لاتتراجعوا لانتراجع و.......... في نهايه الطريق هزم منتصر وقتل وتدفقت دماءه ودماءنا علي قارعه الطريق ومات ........ هذا ليس مهما ، فالجميع سيموت ، لكن الارواح والجثث لاتتساوي ، فشرف الروح والجثه يرفعها للسماء السابعه وتبقي جثث الحقراء في الطين .........
اني اتحدث عن فيلم !!! ربما اتحدث عن حياه !!!!!! ربما اتحدث عن احلامي المجهضه !!!!! ربما اتحدث عنكم وطيبتكم وقسوه الحياه معكم ...... ربما اتحدث عن احلامكم المجهضه المذبوحه عمدا .......!!! اتحدث عن الهروب من القدر للقدر !!!! اتحدث عن حالنا !!!! لااتحدث عن حالنا فنحن سعداء هانئين قانعين راضين لانهرب ولن نهرب !!!

بعيدا عن الهروب ..... اقول .....!
اه ياعاطف ياطيب ...... سلام عليك مكان ترقد ..... يااخي وابني وعمي وخالي وجاري .. ايها المصري الاصيل الشريف المحترم ..... الشهب الذي اضاء حياتنا واحترق ، لقد فعلت في حياتي انا شخصيا اكثر مما كنت تتصور وتحلم ورحلت عن العالم وبقيت في قلبي شمعه بصيره تنير لي وسط الظلام الدامس الحالك الذي نعيش فيه !!! سلام عليك مكان ترقد سلام عليك ايها الرجل الشريف !!!

بعيدا عن عاطف الطيب ....... اقول ....!!!
ياميت خساره علي السينما عندما تفقد رسالتها وتتحول لباكته بانجو تذهب بالعقول وتضيعها وتدمر النفوس وتخرب الحياه !!! ياميت خساره علي السينما وعلي حالنا !!!!!

26 أكتوبر 2009

اشباح الليل !!!!!



مثل كل ليله يغيب القمر عن سماءها وتخفت نجومها ويركد هواءها وتصمت بلابلها يداهمني الليل بوحشته ، يخلع سكينة نفسي من استقرارها ، يبعثرني في الظلام ابكي وحيده مرتاعه من كل الجنيات الشريره التي تطاردني كانها خرجت من كهوفها تنتظرني تتربص بي تنهش نفسي القانعه بحالها وتمزقها وتذكرها بكل الاوجاع التي فررت منها تذكرها بالهم الذي انتشر في الهواء حولي سما اتنفسته قدرا شريرا لامناص منه سممني واحتلني ورسخ علي قلبي وكتم دقاته بطبقات متراصه ثقيله من الدموع والتوجع والشكوي والقهر فتمر الثانيه في الليل الموحش دهرا اعيش فيها ومضات الالم الصارخ حقبا وازمان لااعرف بدايتها ولاشكل نهايتنا فالوم نفسي لاني لم احمي نفسي من كل العواصف التي شممت رائحتها ولم افر من الاعاصير الموجعه وقررت البقاء اقاتل حتي انتصر علي الالم فسحقني وهزمني و رسم بدمائي علي وجهي ابتسامه مذبوحه تصورها الحمقي ابتسامه لعوب مخضبه بطلاء الشفاه الزاهي واسر روحي في شرنقته تتابع العالم البعيد لكنها لا تشارك في احداثه مشلوله داخل جسدي المتحرك الراكد كالطحالب الملقاه فوق الصخور في لحظات المد لاتتنفس ولاتموت ولا تعني شيئا لاحد ......


يداهمني الليل بوحشته ، بانين صمته ، بحشرجه ناياته الحزينه تتوجع في الظلمة ، بوحده ارواحه الشارده تبحث عن حضن دافء وونس طيب واحلاما ورديه ، بنجومه الساطعه التي لاتجد من يتآملها ويغازلها ويشعر بقيمه وجودها ، بشعراءه الباكين يتلون ابيات شعرهم الحقيقي علي الاصماء يسيرون في ساعات الليل المتآخره في الشوارع الخاليه تعساء يفكرون في الانتحار الف مره فوجودهم لاقيمه له ولا قيمه فيه ، يتوجع طيله ساعاته الموحشه قلوب محنطه القاها اصحابها من النوافذ يآسا لايحتاجوها بعد اضناهم الامل الكاذب والانتظار القاتل والامنيات المسحوقه بالواقع الغليظ واناسه القساة يقتاتون قلوب الاخرين يمضغوها يلفظوها ويشربون انخاب دماءها يغيبون عن الانسانيه ويعيشون متوحشين بلداء في اماكن بعيده لاتعترف بلغه العشق ولاتفهمها ولاتصفح عن مذنبيها .....


يداهمني الليل ..... يوجعني يذكرني بكل الذكريات الزرقاء التي فررت منها ودفنتها يوقظ اشباحها تعوي في اذني تذكرني بضعفي وقله حيلتي ووحدتي ، تجدد احزاني وتحيي همومي واوجاعي ، تطاردني الاشباح تتسلل تحت ملابسي تحتلني توغزني في قلبي تتسلل تحت جلدي تزرع الاشواك دموع مبعثره تلملمها من الماضي الموجع الذي تصورته مات تقتل كرواني وتطفيء بقايا سطوع نجومي وتراكم السحب الثقيله فوق قلبي ونفسي ونافذتي وشباكي فاختنق الف مره واتمني الحياه نهارات متعاقبه بلا ليل قاسي، فاصادق الارق لااغفل وافر من الوحشه للوحشه ومن الوحده للوحده وحين تشرق شمس النهار عليله بهمي ابكي فتبكي سياط لهب تحرق ماتبقي في نفسي من امل فر من وحشه الليل وانتظرها وتحمل وحشه الليل يحلم بلقاءها تنصفه وتنتقم لها من الليل الموجع فخذلته الشمس العليله وخذلتني !!!

ياايها الليل الموحش ارحل عني كفاني !!
ابحث عن اخري اقل بؤسا اقل الما اقل وجعا اقل وحده اقل هما وتسلي عليها وشاكسها حتي تمل !!!
ارحل عني كفاني مالاقيته منك !!!!


حتي ياتي الغد !!!!!!!!!


العالم فارغ جدا
هل ساعيش يوما ياتي حبيب شريك قريب حميم يبدد الوحشه
ام ان الوحشه قدري الموجع اتعايش معه واروضه واروض نفسي معه

العالم فارغ جدا
هل انتظر وهما ام انتظر حقيقه ستشق ظلمه الليل وتسطع
ام ان الوحده مصيري الاخير الذي لافكاك منه رغم كل الصخب المزعج

العالم فارغ جدا
في تلك اللحظه التي احس الخواء يحاصرني
لااملك قدره الكذب علي النفس والابتسام المزيف والادعاء بالسعاده
اليس حقي في لحظه ما ان ابكي واتوجع ..

ياايها العالم الفارغ جدا
يؤسفني اخبرك اني ابكي
واني مللت وحدتي ويآست من حالي
واني حزينه لكل مااصابني في الحياه

ياايها العالم الفارغ جدا
يؤسفني اخبرك اني فقدت الامل في فرسانك
وفقدت الامل فيك ويحتلني الشجن
ربما غدا ساستيقظ مبتسمه كاذبه
اخلق حولي عوالم وهميه سعيده
لكني وحتي يآتي الغد ..... انا حزينه جدا !!!!!!

24 أكتوبر 2009

لاتستسلم !!!!!!



حياتنا اياما نعيشها .. لحظات تمر علينا ..ساعات تآسرنا
يقظه ونوم ..... وعي وغيبوبه ...... صراع وهدوء ...... انتصارات وهزائم
حياتنا اياما نعيشها .. صراعات نخوضها .. معارك نخسرها .. حروبا نهرب منها
اوجاع تبكينا .. هموما تشجينا ..حنينا يوجعنا ..حنانا ينقصنا
احضانا نسعي اليها .. انفاس نفر منها .. خطوات نلحق بها ... دموع نحبها ونفهمها
كلمات نكرهها ..احلام نرسمها .. سكينه نبحث عنها ..قهر نتمرد عليه
انتظار طويل لما قد يحدث وقد لايحدث ....
ايام نعيشها ..... لا نختارها مهما كان ذكاءنا ، لانصنعها مهما كانت براعتنا ، لانغيرها ونغير فيها مهما كانت موهبتنا ..
ايام نعيشها ...... ما نرغب فيه ناقص وما نتمناه لايحدث كله ومانسعي اليه يفر منا وما نصل اليه لانحبه ولا نكتفي به ...
ايام وبنعيشها ...... صعبه .. صعبه ... صعبه
تكسرنا توجعنا تحاصرنا تهزمنا تمنحنا اقل ما نستحق تعطينا مالايليق بنا
تدفعنا بقوه واصرار وجنون للاستسلام ...
قليل من الاكتئاب
بعض المرارة
كثيرا من الغضب
يآس ويآس ويآس
وحين نتكتئب ونيآس ونغضب ونحنق ونحزن ..... تعطيك ظهرها وتلومك وتلعنك لانك ضعيف لم تتحمل طبيعتها الطاحنه !!!
لذا .... صديقي لاتستسلم .....
ادرك ان الاشباح الشريره تحاصرك ..
ادرك ان الكوابيس المظلمه تسطو علي ساعات غفوتك ..
ادرك ان احلامك محاصره بالوحشه فاره من بين جفنيك المتعبين ...
ادرك انك تعبت من كثره الخيانه ووحشه الغدر ..
ان قصاصات شعرك سرقها النخاسون وقرآوها لم يفهموا معانيها لكن حرموك منها ..
ان زهورك قصف حياتها القساه وجففوها في صوبات بلاستيكيه فبكت وانت معها ..
ان ابتسامتك يطاردها سماسره الاحزان يقايضوا عليها وعليك كل الاحزان يبيعوها بثمن بخس فيقتلوها ويحرقوك ..
ان شغفك بالحياه يحاصره غربان الاكتئاب يسرقوا روحك المتمرده ويخمدوا جذوتها يسخفوا لحظاتك المعاشه بسوداويات مريره فتشعر ان وجودك وحياتك ومعناها قضايا خاسره لاتستحق الصراع من اجلها ..
رغم كل هذا واكثر منه ... لاتستسلم ...
من قال ان الحياه التي نعيشها بكل غلظتها ووحشتها وبلادتها تستحق وجودنا فيها ...
من قال ان البشر يحاصرونا بقسوتهم بغباءهم بشرهم بمكائدهم بخبثهم يقدروا قيمه حياتنا بينهم ...
من قال ان المصاعب التي لاتنتقي الا الاقوياء لتصارعهم تسعي لهزيمتهم وانتصارها المدوي ستتركنا وترحل ..
من قال ان المشاكل التي لا تحاصر الا قاهريها اقوياء الشكيمه اقوياء العزيمه اقوياء النفس والروح ستحل عنا وتفرد شباك كمائنها بعيدا عنا ....
من قال ان الهم الذي لاينتقي الا الارواح الطليقه الحره ليكسرها سيرآف بحالنا ويبحث عن ضحاياه في مكان اخر ..
لااحد قال هذا ولن يقوله ...... لذا لا تستسلم !!!
فكل ماتحسه نحسه جميعا ، كل ماتعاني منه نعاني منه جميعا ، كلنا انت ... وانت مثلنا جميعا ....
اناس طيبين محاصرين بالشر طيله الوقت
اناس محترمين محاصرين بالابتذال والفجاجه طيله الوقت
اناس نبذل مجهود في الحياه ونستحقها جميله فاذ بها تعطينا وجهها القبيح وتكشر عن انيابها في وجوههنا
وتعطي كل دلالها وثمارها للنخاسون السماسره كانها تكافئهم علي فحشهم وانعدام ضميرهم ...
كل ماتحسه نحسه جميعا ، جميعنا نقاتل في ميادين مختلفه باسلحه مختلفه ، جميعنا مرهقون النفوس ، نتمني البكاء . نرغب في الفرار ياسا ، لكن الحياه بدوننا تفقد اجمل مافيها ، لذا ليس حبا فينا ولا حبا في نفسك بل حبا في الحياه لاتستسلم !!!
لاتستسلم ....
فحياتنا ايام شقاء ممتده تتخلها ومضات سعاده وومضات رضا وومضات نجاح اما يقتلنا الشقاء ام تقوينا الومضات لانملك اختيار ثالث
حياتنا حروب لا قيمه لها ولا فيها لكنها تفرض علينا فاما نهزم باستسلام بغيض واما ننتصر اقوياء الارادة ممزقين البدن والروح لانملك اختيارا ثالث ...
حياتنا كمائن نتلافها فتستنزفنا تسرق وقتنا وطاقتنا واحلامنا واما نآسر ونضيع واما نحلق ونطير لانملك اختيارا ثالث
حياتنا اوجاع تكسر بدننا ارواحنا تنهكنا تصارعنا تختبر قوتنا وهي تقسو علينا وتكاد تقتلنا اما نتحمل ونقاتل اما نتوجع ونهزم ونموت لانملك اختيارا ثالث ...
فلاننا لانملك اختيارا ثالث ... لاتستسلم !!!!
قاوم وصمم وحارب وعش لحظه السعاده الوقتيه كانها دهر من الفرح لاتنضب شلالاته ابدا ...
لاتستسلم ....... فاكم من ابطال هزمتهم ارادتهم وخسرتهم الدنيا كلها .... !!!!

" الي البشر الاجمل ممن ترهقهم الحياه وتكاد بسفالتها تنتصر عليهم ... الينا جميعا "

كادت تبعث للحياه ثانيه !!!!





يحكي ان لؤلؤة ثمينه نادرة ... قبضت عليها محاره قويه ... احتجزتها داخلها ... اعتقلتها ... منعتها من الخروج ...
بكت اللؤلؤه الثمينه ، لؤلؤات صغيره ، احتجزت معها داخلت المحاره ، كرهتها اللؤلؤة الثمينه ، لم تقتنع انها تحميها ، لم تقتنع انها ترعاها ، حاولت اللؤلؤة الثمنيه الفرار لكن المحاره احكمت اغلاقها صدفتيها وابتسمت لها وهددتها ..... لو خرجتي ستموتي لن تجدي غذائك ستدهسك الاقدام الغليظة ستستحقك الكائنات المتوحشه .....
اصرت اللؤلؤه الثمينه علي الفرار ، تشتهي الموت والحريه علي الحياه والاعتقال .... حاولت وحاولت لكن جدران المحاره قويه حديديه ، حاولت وحاولت ، خدشت بجسدها الصغير علي جدران الاعتقال ، تركت بصمتها علي كهف الاحتجاز ، وشمته بدموعها ووقعت تحت بصمتها "" هنا عاشت محاره ثمينه حياه بلا قيمه لانها احتجزت طيله العمر حتي تبدد العمر ، هنا عاشت محاره ثمينه حياه بلا معني لم تشعر بقيمتها لان احد لم يراها ولم يقدر وجودها ، هنا عاشت محاره ثمينه حياه تافهه لم تنفع احد ولم يستنفع بها احد """ و....... قررت الموت سكونا تتمني يقرآ اشارتها من سيفهم معناه !!!
شحبت اللؤلؤة الثمينه هزلت فقدت رونقها خمد بريقها انطفي سطوعها وماتت .....
نظرت اللؤلؤات الصغيره لجسد المحاره الثمينه الملقي باهمال داخل المحاره وارتعبن المصير الموحش الذي ينتظرهن ، خفن مما ينتظرهن ، خفن علي حياتهن ، تكاتفن وانهلن علي جدران المحاره تكسيرا وتحطيما ، انفجرن في بدن المحاره يدمروها .....
وبعد صراع طويل تحررت اللؤلؤات الصغيره وخرجن من داخل المحاره للحياه الواسعه ....
ابتسمت جثه اللؤلؤة الثمينه وتآكدت ان موتها منح وجودها وحياتها القيمه التي كانت تتمناها ، ابتسمت جثه اللؤلؤة الثمينه واكملت موتها سعيده حتي كادت تبعث للحياه ثانيه !!!!!!!

23 أكتوبر 2009

اصل الحكايه وفصلها !!!!!



لااعرف ماذا دهاني ..... اكتب اكتب وحين لااكتب افكر في الكتابه ماذا ساكتب .. تتراقص امام عيني طيله الوقت الاحرف والكلمات اسمع عبارات تدوي في اذني ، اجري ، اسجلها كي لاتضيع ، فجآ تحول العمر لكلمات واحرف وعبارات وجمل ، فجآ صار كل شيء حواديت وقصص ، فجآ جرت كل الاشرطه امام عيني ، طفولتي ايامي الحاليه مراهقتي زواجي طلاقي ميلاد ابنتي متي بكيت متي ترافعت ماذا قلت ، فجآ حدث شيء في ارشيفي ، كل الاشرطه دارت في ان واحد ، لو طاوعت رغبتي في الكتابه مافعلت شيئا سواها ، لحبست نفسي مع الكومبيوتر في اي مكان و" هاتك ياكتابه " ....
لقد جننت .... كل شيء يطفو في لحظه واحده وان واحد علي سطح القلم علي سطح الكي بورد كاني ساكتب الف مليون قصه في ان واحد ، اكتب عن افراحي عن احزاني عن امنياتي عن احلامي ، اكتب عن عواطفي المحبطه عن امنياتي المبهجه عن احلامي ، فجآ ... انفجر بركان الكتابه في راسي ، حمم وحروف نار منصهره وكلمات انفجارات مدويه وعبارات وجمل ، الاخطر ان اري كل مااعيشه ليس الا مجموعه احرف وكلمات ، اسمع كلمه يبني عليها اهرام خمس من الكلمات ، اري مشهد اراي بعد ثانيه لا اقل من الثانيه اراي جمله في عباره في نوت ، كآني تحولت لكائن يكتب ليعيش ، وبالطبع لااجد وقتا ، يستحيل علي كتابه كل ماارغب في كتابته ، يستحيل ، كل مااكتبه علي غزارته ليس الا قطره في محيط هادر صاخب عاصف يستعد لاغراقي وسط موجات احرفه وكلماته وعباراته !!!

لااعرف ماذا دهاني .... منذ سنوات طويله وانا اقرا واكتب ، اقر كل ماتقع علي عيني واكتب مااحسه ، وفترات طويله من حياتي توقفت عن الكتابه لان وقتي انذاك لم يكن يكفي لاقوم بما يتعين علي القيام به ، ادوار مختلفه في الحياه طغي كل منها فتره علي حساب بقيه الادوار ، تاره انشغل بامومتي وابنتاي وافكر في الفساتين والفيونكات والاحذيه الحمراء افكر في تفاصيل حياتهم اليوميه واغرق واستغرق فيها واحبهن وادللهن وارسم عامده بصماتي في ذاكرتهم اسلحهن بتفاصيل وجودي فاذا رحلت - والرحيل حتمي - يجدوا مخزون كبير في صناديق ذكرياتهم لامهم التي كانت تحبهم والتي اسعدتهم قدر ما استطاعت ، نلهو نرسم نغني نقيم حفلات لاصدقائهم ننزل حفلات صاخبه للتسوق ، اشتري لهم ما يحبوه ومااقوي علي ثمنه ، اترك لهم بصماتي علي ذاكرتهم يوم العيد رمضان عيد الام ملابس المصيف وانشغل بالامومه انشغل وانشغل وانسي كل شيء بما فيها الكتابه !!!
تاره انشغلي بحالي كمحاميه اؤسس مهنتي ومكتبي ، ابحث عن استقلال اقتصادي يقيني شر الزمن ، اقرآ في القانون واقرآ اسلح نفسي بما احتاجه لتلك المهنه الشاقه المزدحمه ، ابني مؤسسه مهنيه اختار لها رجالا صالحين اكفاء يقون علي مباشره العمل اعلمهم واحاضرهم وابذل معهم مجهود ليفهموا مايمكنهم من السباحه وانقاذ الاخرين في محيط القانون ، اعلمهم نظري وعملي ، اضرب لهم قدوه ، اقسو علي نفسي لصالح تعليمهم ، لااتهاون معهم لاني لااتهاون مع نفسي ، وتسرق مهنتي من حياتي وعمري سنوات كثيره لكنها تمنحني بكل الحب شهدها وثمارها والاستقلال الاقتصادي الذي كنت اطمح اليه وتمنحني اسما مرموقا وتجعلني ملاذا للاخرين يهرعوا اليه حين تعذبهم الحياه وتسرق حقوقهم وانشغل بالقانون والمواد والقضايا والمحاكم والموكلين والمؤسسه المهنيه وانسي كل شيء حتي الكتابه !!!!
تاره انشغل بكوني زوجه وامنح ذلك الدور وقتا وجهدا كبير .. لكني لااحب الخوض فيه ولا تذكر تفاصيله لان هذا الدور انتهي من حياتي لغير رجعه وبصرف النظر عن رايي في ادائي ومجهودي فيه فالارجح اني قد فشلت في ممارسته وبصرف النظر عن النجاح او الفشل لكنه استغرق مني مجهود وصراع واخذ وقتي اهتمامي علي حساب اشياء كثيره اخري اهمها الكتابه !!!
تاره انشغل باعتباري ناشطه حقوقيه ، لاافكر الا في اشكال التمييز ضد النساء ، ابحث في القوانين ، اعيد قراءه الواقع ، اجمع تفاصيل الاشياء واعيد قراءه مدلولاتها ، اكتب ابحاث ، احضر مؤتمرات ، اسافر لاخر الكره الارضيه واولها ، اتناقش اتشاجر اتفاعل اتواصل ، احاضر في الناس اشرح قضيتي ، اكتب في المجلات والجرائد ، انتقي قضايا مهنيه مرتبطه ارتباط وثيق باهتمامي وقضيتي في مقاومه التمييز واتطوع للدفاع عنها ، اظهر في التلفزيون اقول واقول منفعله غاضبه ربما كلمه من التي اقولها ستلصق في عقل او ذهن او روح احدهم او احداهن تفيدها فتنضم لكتيبتي في مقاومه التمييز الظالم واستغرق في هذا العالم والياته وبشره واحبهم واندمج معهم واقاتل في صفهم ولصالحهم وانسي كل شيء حتي الكتابه !!!!
تاره انشغل باعتباري ابنه ابي وامي وابنه عائلتي فابحث عن شجره العائله واوصل الود بين فروعها واوراقها ، ابحث عن القصص العائليه والضحك والفرحه والدموع ، امد يدي لكل من اقوي علي الوصول اليه ، اشبك العلاقات العائليه المبعثره في بعضها سند ورحمه وود ومحبه ، اقتحم بيوتهم وعزلتهم واجبرهم علي التواصل واعاده ضح الحب الذي نسيناه في غمره حياتنا ومعاركها اليوميه الصغيره ، ابذل مجهودا للوصل العائلي لانه احبه واستمتع به واعتبر من لا يفهمه معذب بهجر الاحباء دون يدري ، وازور عمتي واشاكس عمي والتقي وبنات عمومتي نستعيد الماضي القديم ونضحك ونعرف اولادنا علي بعضهم ، اعيد نسج الرباط العائلي البالي وارصعه بكل افراد عائلتي جميعنا ابناء تلك العائله جميعنا شركاء فيها محبين لها نتاجها لاتهربوا من وصلها وانسي كل شيء حتي الكتابه !!!!
تاره انشغل بنفسي بمشاعري بامنياتي باحلامي بشكل مستقبلي بحقيقه واقعي ماذا فعلت لنفسي مالذي كنت اتمناه ولم افعله ولما لم افعله ، الوم نفسي علي تجاهل نفسي لصالح الاخرين ولحسابهم ، انشغل بنفسي واحبها ، اسمع شكواها اسعي لتحقيق فرحها واحدق في وجهي واري ملامح وتجاعيد الزمن والادوار المختلفه موشوما علي شكله واري الخمسين عاما بكل افراحها واحزانها ونجاحاتها واخفاقاتها وضحكاتها ودموعها فوق قلبي فوق كتفي كاني كنت اجري في طريق لااعرف من وضعني اوله ولااعرف شكل اخره لكني لم اكف عن الجري واثناء الجري والهروله والتعب والسعاده نسيت نفسي التي اختبآت داخلي ابنه العشرين التي مازالت تطل براسها بين كل حين واخر تذكرني انها موجوده وان لها حقوق واحتياجات واحلام وامنيات تناشدني الا اقهرها مثل الباقين الا اتجاهلها مثل الباقين واطبطب علي نفسي واحتويها واعدها بتذكرها وبذل الجهد بعض الوقت لصالحها وانا ارمم نفسي واصالحها واطمئنها انسي كل شيء حتي الكتابه !!!

تذكرت كل شيء الا الكتابه ، ذلك الداء العضال الذي يحتلني ولااعالجه ولا اعترف به ولا اداويه ولا اشكو من وجعه كانه وهما وسيتلاشي ، لكن الكتابه قررت اقتحام كل حصوني وهد كل معاقلي ومقاومه كل عقلي واحتلال كل وقتي ، قررت الا تتركني هانئه بتجاهلها ، قررت الا تتركني اتعامي عن احتياجاتها والحاحها وغضبها العاصف ، قررت تقتحمني ، كانها تتحداني ، عيشي لكني اكتبي وان لن تكتبي سيصعب عليك العيش لاني ساحول حياتك لاحرف ملحه تضغط عليك لكتابتها ، كآن الكتابه قررت تحاربي وتفرض نفسي علي ، هدنه حربها هي العيش والكتابه ، اما اذا حاولت العيش بلا كتابه فلن تعيشي لانك ستكتبي علي روحك طيله الوقت . اضحكي لكن تذكريني واكتبي لماذا ضحكت ، ابكي لكن انتبهي لوجودي فكري لماذا تبكي واكتبيه ، هذه تشكو لك همها وماله اكتبي ، هذا يهمس لك بغزله وماله اكتبي ، هذه هي الهدنه التي قررت الكتابه بمنتهي العسف منحها لي ، انت في هدنه عيشي واكتبي والا لاعيش ولا حياه ولا سلام داخلي ولا هدوء !!!

وهكذا احتلني الكتابه واحتلني الحروف واحتلني العبارات .. وكل ماكنت اظنه احداثا ومرت عادت وبقوه تتشاجر تذكرني بما يتعين علي تذكره وكتابته ، طفولتي ، ماما ، جدي ، جدتي ، مدرستي في الكويت ، انتصار ٦ اكتوبر ، هزيمه ٦٧ ، ليله فرحي ، يوم ولاده ابنتي ، كيف دخلت الكليه ، اول مره دخلت المحكمه ، طلاقي ، موت امي ، رمضان ، يوم راس السنه ، يوم كسبت قضيه القتل ، يوم نتيجه الثانويه العامه ، فجآ عادت حياتي بكل احداثها وشخوصها اشرطه سينمائيه متحركه تتنظر دورها في الكتابه ، طوابير تنتظر تكتب فتتلاشي وتبقي ابدا علي بردياتي ذكري لاتخصني بل جزء من تراث البشريه مكتوب باحرف خارجي وخارج عقلي ، الحقيقه تمردت جدا ، لماذا اكتب مالايخص البشر ويخصني وحدي ، لماذا افرح امامهم واتالم امامهم واكشف نقاط ضعفي وفرحي واتعري ، كل ماحدث يخصني انا ولا يخصكم ، لكن هذا التمرد لم يسفر اي نتيجه ، فالكتابه تعسفت وقهرتني ، لاشيء يخصك ، كل مايجري يخص الجميع ، اكتبيه والا لن تنامي لن تهدئي لن تعيشي الا في قلق متوتر ، وقد جربت اتجاهلها فاذ بها صادقه صارمه حازمه سخيفه ، عندما اقرر اتجاهل اي حدث قفز لمقدمه راسي مكتوبا بعباراته ، عندما اقرر اتجاهل ذلك الحدث ، يحتلني ويصادر علي بقيه التفاصيل ، اكاد اتحدث فيه مع الموكلين ، اتشاجر بشآنه مع الخادمه ، احكيه لعسكري المرور الذي لايفهم سبب اقترابي منه وابتسامتي !!!
واخير ....... رضخت !!! ساكتب كل مايقفز لراسي من احداث ... ساحكي واحكي واحكي !!!!
ساتعري سابكي ساضحك ساقص عليكم شكل جدتي وزوجه ابي وجثه امي لحظه الغسل !!!
ساكتب مشاعري لحظه ولاده ابنتي الكبيره وكيف كنت اصرخ !!! ساكتب لكم احساسي حين دخلت شقتي الجديده وحين غادر شقتي القديمه وحين امسكت ورقه الطلاق وقرات عباراتها وتاملت اصبعي بلا دبله تخنقه بعد ٢٨ سنه ارتديها كانت تنغرس في جلدي !!! هل سيغضب البعض !!! هل سيهاجمني البعض ويقولوا السيده العاقله فقدت عقلها وجنت !!!
هل سيسخر البعض مني ويقولوا لماذا تكتبي التفاهات التي لاتخص غيرك !!!! ربما ....... لكني ساكتب لان الاحرف والكلمات والعبارات والجمل والفقرات احالت يقظتي ووعيي لكوابيس مستمره واحالت نومي لكوابيس اشد وطئاه ... فانا اري حروف واشم حروف واتنفس حروف واضحك حروف وابكي حروف واتحرك داخل الحروف واسافر واعود داخل الحروف وانام فوق الحروف واستيقظ علي الحروف !!! ولابد لي انقاذ نفسي من ذلك الجنون !!!

ساكتب وسامحوني ولاتتعجبوا من جنوني ولاتملوا من كتاباتي وتلعنوني ... فقد حكيت لكم المآزق الذي اعيشه والصراع الذي يحاصرني ... وحكايه الكتابه واصلها وفصلها !!!!

22 أكتوبر 2009

رباعيه الحنين ، البكاء ، القهر ، التمرد !!!!

الن نموت من كثرة البكاء حزنا ؟؟؟؟؟؟



( * )
الحنين

هل سنتبعثر ؟؟؟




هل ببساطه ستتفرق بنا السبل ، وتفرقنا الطرق ، ونتبعثر في الحياه غرباء موجوعين بلا قلوب ؟؟؟؟ ...
هل هكذا بسهوله سيسلك كل منا طريق مختلف ، ويعطي ظهره للاخر ، وكان شيء لم يحدث ، كاننا لم نلتقي لم نتحاب لم نقترب لم نتعارف؟؟؟؟ الن نموت من كثره البكاء حزنا ؟؟؟
هل ببساطه سنفترق ؟؟؟ كان الايام التي عشناها لم تاتي والاحلام التي تشاركنا فيها لم تولد والسعاده التي اغترفنا منا كانت وهما جميلا وتبدد !!!!هل سنستسلم بخنوع وهدوء لقهرهم لغباءهم لقسوتهم ويلملم كل منا اوجاعه واحزانه ونرحل ؟؟؟؟
الن تتعثر خطانا في طرق الفراق ونكاد ننكفئ علي وجوهنا حزنا علي التمزق الذي فرض علينا وسنعيشه لزمن لانعرف لوجعه نهاية ؟؟...
الن نتمرد علي نهايات قصصهم التقليديه السخيفه التي تتنهي بفراق سمج ودموع غزيره وجروج لا يعالجها الزمن ؟؟؟
الن نفر من ذلك المصير السمج الذي اعدوه لنا عقابا علي طفولتنا المنطلقه السعيده التي قضينا معظم ايامها نلعب ونضحك ولانكترث بتكشيرات الجديه التي حاولوا يخوفونا بنا لكنا لم نخاف !!
الن نحلق بارواحنا بعيده عن سياج قهرهن ونختفي بين السحابات الطيبه فرارا من قسوتهم ؟؟
الن نناورهم نكذب عليهم نظهر طاعتهم ونختبيء منهم بين اسراب النوارس نحلق معهم لقمم الجبال البعيده نعيش طفولتنا وشقاوتنا واحلامنا ؟؟؟
الن نكذب عليهم ونختبيء داخل محارات اللولوء وسط سطوع النجوم بين دفاتر كتب الاشعار ونظهر لهم موتا يكذبه قلوبنا النابضه !!
الن ندافع عن حنين قلوبنا ونهربه من كل الكمائن ونخفيه عن كل الاعين ونتبعثر ولا نتبعثر ننقذ انفسنا من سطوتهم ؟؟؟


( * * )
البكاء

كنا ابرياء !!!


كنا اطفالا لانخاف الا من الكوابيس المرعبه وفراق الاحباء وفقط ، لم ندري انهم متربصين بنا ينتظرونا يعدون لنا حفلات الوداع الموجعه؟؟؟؟
كنا اطفالا ابرياء بقرار عمدي اتخذناه لن نسمح ابدا ان تخطفنا اشباح الكبر ان تحتجزنا مرده النضج ان تحتلنا مراره الايام ..
اطفالا ابرياء يعيشا في مساحات الحريه الملونه والبراح الواسع للطفوله ونزقها ..
اطفالا ابرياء نبعثر خصلات شعورنا المجعدة في الفضاء وننام متجاورين فوق العشب ونضحك لا نحمل هما ..
نفرد صفحات بيضاء وجدران المنازل ورمال الطريق ونرسم قلوبا واسهم وعصافير ونجوم ساطعه واقواس قزح واحباء امنين وشجر موز علي الشطئان البعيده التي لم يطئها الاخيالنا ، نرسم ونلون عالمنا بالوان مشاعرنا المتفجره ونضحك سعداء ..
نقف تحت النوافير الدفاقه نرقص تحت المطر نغترف من ماءها العذب ونشرب ونتحمم بملابسنا ونلقي احذيتنا في الماء ونسير في الشوارع مبتلي الشعر ملتصقي الملابس حافيين علي الارض الساخنه نضحك لا نفهم مبرر لحزن الاخرين ...
اطفال ابرياء نقتسم الحلم ..
اطفال ابرياء باجساد الكبار وبراءه الزهور النديه واندفاع الشلالات المنعشه وجنون الفراشات نعيش ايامنا مبتهجين نتشارك في الفكره والحلم واللهو والجنون ونصف العقل الذي يكفي لنعيش طفولتنا وبراءتنا ونضجنا !!!
اطفال ابرياء باجساد الكبار نسير في الطرقات الطويله نعد النجوم الساطعه في السماء نغني بصوت اجش متحشرج فرح نحلم بالايام الجميله التي لم نعشها فنعشها !!
لكن الواقع الكريه لم يرحمنا ، لم يتركنا وحالنا ، لم يرآف بمشاعرنا !!!
الواقع الكريه دس انفه في مشاعرنا اهدرها ، دس برودته في احضاننا فبددها ، دس حكمته بين طيات جنونا فافقنا حزاني وسعد هو بنجاح سطوته البغيضه علي حياتنا ، سعد هو لانه فرقنا مزقنا ضمنا لطوابير ضحاياه الحزينه تبكي كل يوم علي شط البحر تتمني خلاصا لا يمنحه لها ولايعتقها من عبوديته الكريهه !!!
الواقع الكريه واشباحه وعقلاءه وموميات حكمائه وكل اغلاله وقيوده وبروده واوجاعه الطاحنه تكاتف علينا ، ايقظنا من طفولتنا ، روع اماننا ، صرخ في اذاننا يلعننا ، سعداء انتم ؟؟؟؟ هانئين ؟؟؟ لاكوابيس تؤرقكم ؟؟؟ لا اوجاع تزعجكم ؟؟؟ سعداء انتم ؟؟؟؟ هانئين ؟؟؟ لاتشعروا ندما ؟؟ لا تعانوا من الوحشه ؟؟؟ لاتخافوا من الظلام ولا تفروا من صوت الريح ولا تختبئوا من العاصفه القادمه ؟؟؟؟
صرخ في اذاننا يروعنا ، يقاوم سعادتنا ، اخرج ثعابينه من الجراب واطلقها تلتف علي اقدامنا ، اخرج عفاريته من صناديقها الموصده تحاصرنا بمخاوفها ، ذكرنا بالحكمه البغيضه التي انكرناها بالعقل اليبس الذي حطمنا جموده بالاطر التقليديه التي تجاهلناها ، ذكرنا بكل هذا واكثر...


( * * *)
القهر

التهديد !!!

هددنا افترقا والا ...... افترقنا والا .......
وارتعدنا اطفالا نبحث عن احضان امهاتنا وقت اوصد الواقع الكريه احضاننا التي كانت مفتوحه دائما !!!
ارتعدنا في الظلمه نتخبط نبحث عن انفاسنا لمعان عيوننا ابتساماتنا وخفنا وخفنا بعد ماكنا لانعرف للخوف معني !!!
وصمتنا ... خرسنا ... سالنا انفسنا ماذا سيحدث فينا والواقع الكريه وجلاديه بسياطهم ينتظرونا يحاصرونا يتربصوا بنا ؟؟؟
هل سنسير خطوتين في طريقنا الطويل اطفالا بلا هم وقبل الخطوه الثالثه سنكبر فيحاصرونا باوامرهم ونواهيهم وكلماتهم الباتره ويصادروا علي طفولتنا التي هربناها من الزمن والايام وواريناها تحت الشجره العجوز التي كبرت بدمع اعيننا نتصور فراقنا حقيقه فنبكي فتثمر الشجره ثمارا مقفوله تسقط علي الارض فتتفح ورودا حمراء شبه اندفاعنا للبقاء معا ..
هل سنكبر ... نعقل نفقد نصف جنوننا او كله ، نحرج من اندفاعنا ، نخجل من جموحنا ، ننزل من فوق الاشجار التي تسلقناها نتسابق ننزل ونعود للارض نضبط ملابسنا ونبتسم للمصورين الوهميين الذين يطاردونا طيله الوقف فنخبيء حقائقنا ونظهر لهم زيفا يعجبهم ويحبوه !!!
هل سنكبر .. فيحرموا علينا نفكر في بعضنا ويضربونا عقابا لاننا سرحنا يتصورونا نفكر في بعضنا البعض لايفهمون اننا نفكر في بعضنا البعض طيله الوقت وحين نسرح نفكر وقتها في شيء اخر تاف لا يشغلنا الاثواني نعود بعضها لبعضنا البعض...
هل سنكبر ..... فننسي الاغاني التي قضينا الليالي الطويله نغنيها معا بصوت نشاز ونضحك ، ننسي ظلمه ليالينا وحيدين كل منا بعيدا عن الاخر نتنفس في صدور بعضنا انفاس رقيقه دافئه تؤنسنا وتبدد ظلمه الوحشه ، ننسي قالب الشوكولاته الذي اعتدنا شراءه معا واقتسامه والاستمتاع بحلاوته ومرارته وصحبتنا ...
هل سنكبر .. فيمزقوا طيارتنا المزركشه تحلق في السماء ، يقتلوا عصافيرنا التي اطعمناها حب وحب وعلمناها تغرد نغماتنا المفضله ، يكسروا عرائسي ويمزقوا صفحات رسوماتي ويحطموا صنارتك وجيتارك و اوراق اشعارك ، ويقصوا جدائلي الطويله ويجبروك تنبت شاربك ودقنك ، ويحذرونا بعين حمراء لم تعدوا اطفالا ، ويسحبوني من ذراعي بعيد عنك يعلموني الحياء والتيه وصمت المشاعر ويلطموك علي وجهك يعلموك الرجوله والخشونه وقهر المشاعر !!!!
هل سنطاوعهم ونكبر !!! هل سنخضع لهم ونفترق !!! هل سنقبل تعسفهم ونبتعد !!!! الن نموت من كثره البكاء حزنا ؟؟؟


( * * * *)
التمرد

الن نتمرد ؟؟؟؟ الن ترآف بحالنا ؟؟؟؟

صمتنا ... خرسنا ... سالنا انفسنا حزاني مهمومين ..الن نتمرد علي افتراقنا ، الن نتمسك باحلامنا ، الن نقاوم هزيمتنا ؟؟؟؟
الن نتذكر الطريق الطويل الظليل الذي بدآناه معها وسرنا فيه معا متكاتفين علي الهم ، اطفال سعداء بلا ذاكره شريره بلانظرات هم نلهو و، نآرجح اذرعتنا ، نغني نصفق ، نصفر ، نتسابق ، نختبيء خلف الاشجار داخل براعم الزهور فوق اعشاش العصافير ، نرسم قلوبنا علي رمل الطريق ونمحوها ونرسمها من جديد ....
الن نتذكر الطريق الطويل الذي حفظنا معالمه ، شجره ضحكه زهره كوخ عجوز طيب يلوح لنا طفل صغير يقذف كرتنا بعيدا يشاركنا لهونا شجره دمعتين بقايا حزن الامس حوض زهور شجره كبيره قمر ساطع ينتظرنا عازف ناي يزغرد فرحا بمرورنا امامه ...
هل سننسي حوارتنا العميقه التي سرقت الايام والليالي نتشاجر نتفق نتوافق نلعن ابو الحياه التي جمعتنا وفي النهايه تتعانق اكفنا ونصمت ، خطوات اقدامنا في الخرائط حين فررنا من الصندوق الذي نعيشه وفتحنا الاطلس واخترنا بلدا بعيدا سافرنا له جبنا شوراعه اكلنا في الشوارع العتيقه الضيقه فطائره دخلنا مسرحه نضحك لانفهم حرفا من حوار ممثليه اعتلينا المراجيح المزركشه نصرخ من الفرحه نعلو نبحث عن بعض نهبط تتلامس اصابعنا وتفر اللحظه من قبضتنا فنعلو ونهبط !!!
هل سننسي كل هذا وننسي كل فرحتنا دفئنا صخبنا لهونا دمعنا نحيبنا اندفاعنا انطلاقنا صرخاتنا حمقنا وننسي انفسنا واسماءنا ونضيع ؟؟ هكذا ببساطه سنضيع ؟؟؟ نستسلم ونضيع ، نقهر ونضيع ، نكبر ونضيع ......... الن نموت من كثره البكاء حزنا ؟؟؟؟؟
هل سنسير خطوتين معا في الطريق الطويل الذي حلمنا نكمله سويا ثم تقسو علينا الحياه وتطالبنا بافتراق قسري تهددنا فيه باعتقالنا في زنازين الغربه باحتجازنا في ساحات البروده بنفينا في الخرائط التي لم نحبها ، فننسي اسماءنا وننسانا ونتوه بعيدا حزانا لانملك من امرنا شيئا كان احدنا اختطفته الاشباح الشريره والثاني جرفه الفيضان امامه وسحبه بعيدا معه و وتمحو اعاصير الرمال طرقنا التي كتبنا اسماءنا علي كل اشجارها ورسمنا قلوبنا فوق زهيراتها الرقيقه فنعود غريبين في طريق واحد يسيرا بلا هدف بلا صحبه بلا امان؟؟؟
الن نتمرد علي افتراقنا ، الن نتمسك باحلامنا ، الن نقاوم هزيمتنا ؟؟؟؟ الن نموت من كثره البكاء حزنا؟؟؟
ياايها الواقع الكريه ويا ايامه الموحشه لاتاتي مسرعة وكفانا رعب فدبيب خطواتك يخلع قلوبنا المتعبه باوامرهم!!!
ياايها الواقع الكريه ويازمنه الكئيب لا تقسو علينا وتفرقنا وتبعثرنا وتبدد صحبتنا وتطوي ذكرياتنا وترسم ملامح الشيخوخه في قلوبنا وتمزقنا ...
ياايها الواقع الكريه الا ترآف بحالنا ؟؟؟ لو عصفت بنا سنموت من كثره البكاء حزنا !!! الا ترآف بحالنا!!!!

21 أكتوبر 2009

وما توفيقي الا بالله



لست الابرع ولا الاشطر ولاالاميز ولا الاكثر ذكاءا
لكنه الناجحه ببذل الجهد والاصرار والدآب واساسا بتوفيق من عند ربنا
والتوفيق الرباني يكلل المجهود بالنجاح لكنه لا يمنح المتكاسل المتواكل مالايستحقه
دائما افكر نفسي بهذه المقوله حتي لااتغر ولا اتباهي بمالااملكه
ولا افرط فيما اجيده فاتكاسل فاضيع

التوفيق من عند الله نعمه كبيره تمنح الانسان ثمار جهده التي يستحقها
فلولا التوفيق الرباني ما جنينا ولا حصدنا ولا كان لوجودنا اثر او قيمه
هذه قناعتي الدائمه التي ارددها علي نفسي واذكر روحي بها طيله الوقت

اشكر ربنا علي كل نعمه التي منحها ومازال يمنحها لي واهمها توفيقه
فكم من اناس طحنت وطحنت وعاشت في الحياه لسوء طالعها واعمالها
بغير توفيق من عند الله فقبضت الريح

20 أكتوبر 2009

المعادلة الواقعية




انا باختصار كده
اللي الدنيا ادتني كتير قوي ولسه بتديني
لكن وجعتني وجعتني ولسه بتوجعني
معادله صعبه لكن واقعيه

19 أكتوبر 2009

شظايا بعثرتها العاصفه .. !!!!!



( * )
( التناقضات )

انا كل المتناقضات ..
كل المشاعر والاحاسيس ..
كل الاوجاع والحزن والهم ، كل الفرحه والبهجه والسعاده ...
كل الاحلام الممكنه والمستحيله ، كل اليآس العطن الازرق ..
كل الصخب المدوي والضجيج المزعج ، كل الوحده الخرساء الصامته الممله القاتله ....
كل المقاومه والتمرد وتحطيم الاسوار والفرار من القيود والانطلاق ..
كل الاستسلام المهين والهزيمه النكراء والخضوع والكمون والفرار ....
كل التفاءل الملون الساطع ..
كل التشاؤم القاتم الداكن الموحش ..
كل البلادة الغبيه الراكده في مستنقعات الهم
كل الحيويه احلق اطير اصرخ افرح ارقص ابكي اضحك احب واحب
كل الجنون الاندفاع الجنوح الجموح ...
انا الحنان الفياض والجمود الموجع
انا الاقتراب الحميم والابتعاد المشحوذ بانصال التجاهل البارد
انا الفهم والتفهم والرحابه وسعه الافق ودفء الحضن والاحتواء
انا الغباء الاعمي والصمم والنفور الكريه والفرار الاناني والكراهيه
انا كل المتناقضات ...!!!!ا
قل لي علي اي وتر ستعزف !!!
اقل لك اي نغمات ستسمع !!!
وفي جميع الاحوال لقد اوضحت لك نفسي منذ البدايه
لكنك يبدو لم تصغ لي جيدا !!!!




( ** )
( الاحتياج )


لاتقلق فانا اتفهم اسباب غيابك وروضت نفسي الاعتياد علي عدم وجودك ..
انا لااحتاجك بشده و حياتي تسير وكل شيء فيها علي مايرام ..
لماذا لاتصدقني !!! نعم اتفهم اسباب غيابك والتمس لك جميع الاعذار ..
لماذا اسمع ضحكاتك الساخره !! هل لاني قلت لك انا لااحتاجك بشده !!!
لاتضحك وصدقني فانا حقا لااحتاجك بشده الا في بعض الاوقات القليله النادره ...
تلك اللحظات التي تمر عليي كنصل مشحوذ توجعني تذكرني افتقادك وغيابك وشوقي اليك !!
احتاجك بشده حين تتسلل البروده لعظامي تطحنها وانا ارتعد من البرد وحيده ،
وقتها افتقدك افتقد حضنك اتمناك دفا حميم يحتويني ويحتللني!!!
احتاجك بشده حين تقبض علي روحي همومها وهموم الايام الثقيله ،
وقتها افتقدك اتمني اشكو لك واتمناك تسمعني تطمئني وتبدد مخاوفي !!!
احتاجك بشده حين تغمرني السعاده واحلق باجنحتها في السماء ,
وقتها افتقدك اتمني وجود تشاركني بهجتي وتكتشف اسرارها ونقتسم رحيقها معا !!
احتاجك بشده حين تحاصرني المصاعب وتكاد تصرعني الوحشه ,
وقتها اتمناك تنتشلني من حصارها تحاربها تنتصر عليها وتحررني من اسرها !!
احتاجك بشده وانا احدق في فنجان قهوتي لااستطعمه
انتظرك تجلس امامي تحتسي قهوتك فنتبادل الفناجين المعطره بانفاسنا بمذاق شفاهنا ونستمتع !!!
احتاجك بشده جالسه امام البحر احدق في شطه البعيد
اتمني لو تخطفني في مركب شراعي ونبتعد عن الارض ونتوه ولانصل ابدا للشاطيءالاخر !!!
لااحتاجك بشده الا وانا ملتحفه باشعه القمر وضوءه الحاني
اتمناك ترقص معي وتسافر بي للقرص الفضي نسكنه ونهرب من وحشه الايام هنا !!
لااحتاجك بشده الا جوعي انظر لطبق الطعام امامي
احسه ماسخا لامذاق له ولا نكهه فوجودك يمنح طعامي توابله ويفتح شهيتي للطعام والحياه !!
لااحتاجك بشده الا حين استيقظ من النوم هرعه فزعه لان كوابيس الليل اقتحمت مخدعي
اتمناك حارسا عليه تحميني من مخاوفي ووحدتي واشباح الليل !!!
لااحتاجك بشده الا حين تلثم اشعه الشمس وجنتاي
وقتها افتقدك واضيق من الشمس التي سرقت قبلاتي النهاريه المخصصه لك !!!
لااحتاجك بشده الا حين تنساب الموسيقي في منتصف الليل وانا جالسه علي مقعدي لااجد من يراقصني
وقتها اناديك واقبل دعوتك للرقص وانام علي كتفك اسمع همساتك التي طالما اشتقت اليها !!!!
لااحتاجك بشده الا حين تتساقط دموعي قهرا ، فغير اناملك ومشاعرك لايصلح شيئا في الدنيا ليهون حزني!!!
الم اقل لك اني لااحتاجك بشده الا في بعض الاوقات القليله النادره !!!
صدقتني ؟؟؟؟؟؟





( *** )
( القدر )


اعرف انك مرتبك فلن اكلمك ولن انتظر زيارتك ولن الح عليك لاراك !!
اعرف انك خائف من حبي فقررت تشرنقه داخلك وتفقد ذاكرتك عمدا حتي لا يؤرقك غيابي !!
اعرف انك تهرب مني فاحتياجك لي يزعجك يقلقك فقد عودت نفسك الا تحتاج احد !!!
اعرف كل هذا واكثر .....
اطمئن لن اخترق عوالمك لن اهتك اسرارك لن اقتحم حدودك لن افرض نفسي عليك !!
اطمئن لن اناديك لن اطاردك في احلامك لن يخطر خيالي ببالك ..
لن اذكرك بكل الحب الذي قررت تهرب منه ساتركك تهرب !!!
ووقت تتعب من الهروب ومن الانكار ومن المكابره تعالي ستجدني مازلت انتظرك !!!
سانتظرك حتي تعود لرشدك ويعود قلبك لنبضاته !!
سانتظرك حتي لو تاخرت ، حتي لو تدللت ، حتي لو انكرتني وابتعدت !!
فهذا قدري اللعين ... ساعيشه ... قدري اللعين .... انتظرك انت فقط دون كل البشر وتهرب ..




( **** )
( التفهم )

لست غاضبه منك ...
من حقك تتركني ترحل عني تقطع الوصل بينا وتمحو ذاكرتك وتنساني ...
كل هذا من حقك واكثر ...
من حقك تضيق بوجودي وتزهق من الحاحي وتصم اذنيك عن نداءاتي ..
كل هذا من حقك واكثر...
من حقك لاتفهم اشاراتي ولا تشعر باشواقي ولا تفهم مفردات حنيني والمي وعذاباتي ..
من حقك تغلق نافذتي وتحرمني من نسمه الصباح ..
من حقك تلغي الفجر يبزغ في كل ايامي وتقتل كرواني وتمسح قطرات الندي وتترك قطرات دموعي..
وتحرم حياتي من جميع الفصول الا الخريف تتساقط اوراقه واوراقي ..
وتلغي من اسبوعي ايام الفرحه وتجعله سبعه ايام احد بارده سخيفه ..
من حقك كل هذا واكثر ..
لست غاضبه منك فانا افهمك جيدا رغم كل شيء ..
افهمك لدرجه اني التمس لك كل الاعذار ...
وساتفهم كل ما ستفعله .. ساتفهم غضبك حمقك جنونك اندفاعك فرارك هروبك
لكن حين تعود من نوبات غضبك وتندم
وقتها لن تجدني ، ستجد رساله كتبتها لك فعلا اتمني لك فيها كل الخير في حياتك المديدة
وحيدا وسط الصخب والضجه المفزعه !!!







( ***** )
( الهروب )


لن ابحث عنك ....... وساتركك وشأنك !! ولتعش كما تريد هارب من العشق
فانا لااعرف مخبأك السري الذي تختفي فيه فرارا من حبي ولن احاول الوصول اليه ...
لن اناديك فانت تسمع كلماتي وهمساتي وبوحي لنفسي تسمعني لكنك ابدا لن ترد ....
لن استجديك تأتي فان تكره الاستجداء ولا تستجيب له ابدا .........
لن ارسل لك رساله كتبتها بدمع عيوني
فرسائلي فوق بعضها في الاظرف المغلقه فوق مكتبك لاتفتحها ولن تفتحها ..........
لن اكلمك في التليفون
فصوتك البارد يضعف عزيمتي ويحطمني ويكرهني فيك وهذا ماتسعي اليه ...
يؤسفني اقولك لك لن اكرهك ابدا ...
مهما فعلت
لن اكرهك ولو صاحبت الفتيات الجميلات ومشيت معهن علي شاطيء البحر
تمطرهن بالقبلات والحنان ويغمرنك بالميوعه والدلال
لن اكرهك ولو رفضت تقابلني ولو ادعيت كذبا انك لاتحبني
ولو قطبت جبينك في وجهي وتجاهلت وجودي وشربت قهوتك لوحدك
لن اكرهك لو نسيت عيد ميلادي
وارسلت لي اغنيه تعرف جيدا اني اكرهها ولم ترد علي مكالماتي الصباحيه
لن اكرهك لو ادعيت انك لاتعرفني ولا تذكر اسمي
ولا تحمل لي في قلبك ذكري خاصه ووشم حميم
لن اكرهك لاني لااصدق كل محاولاتك في الفرار والهروب والاختفاء مني
لااصدقك فكل تصرفاتك في الفرار مزيفه وكل كلماتك البارده مزيف وكل ملامحك الجامده مزيفه
لااصدقك وانت تتناساني وتنكرني وتتجاهلني
لااصدقك لاني اشم رائحه حبي تنبعث من مسام جلدك
لاني اري فرحه غرامي تحنن ملامح وجهك
لاني اشعر بشوقك واشتياقك اشعر بالمك ابتعادك عني والم فراقك ،
لااصدقك لان الخجله الصغيره التي ترتعش تحت شفتيك
وقت تقابلني تكذب كل البرود الذي تطلي به نبرات صوتك ،
لا اصدقك لان لمعه عيناك تفضح مشاعرك
لان نبضات اصابعك في كفي حين تلمسني تفضحك
لان قلبك الذي يكاد يقفز من تحت ملابسك في حضني يفضحك ........
لااصدقك لانك ممثل فاشل لاتجيد الكذب !!!
لاافهم لماذا قررت تحرم نفسك من حبي ،
لاافهم لماذا قررت تفر من احضاني للصقيع ، لاافهم لماذا قررت تقتل نفسك حيا !!
لاتقل لي انك لم تعد تحبني ، فلو انك لم تعد تحبني مااكترثت بالهروب مني !!!
الم اقل لك انك ممثل فاشل لايجيد الكذب !!!!!!





( ****** )
( الوشم )

عفوا ... الم انبهك في البدايه
الم اقل لك لاتقترب مني
لاتجتاحني
لاتحطم حصوني واسواري
لا تغازلني
الم اقل لك اني متعبه مرهقه
جراحي القديمه مازالت تنزف تحت ملابسي
الم اقل لك لاتعبث معي لاني لن اسمح لاحد - اي احد - يمزق نفسي و يبعثرني شظايا ضائعه
الم اقل لك كل هذا واكثر ....
لكنك للاسف لم تسمعني !!
وتصرفت معي كاني فراشه ملونه جميله ستصطادها وتصبرها بين دفات كتبك
كاني سحابه فاره من العواصف الاستوائيه حاولت اعتقالها فوق شباكك
كاني زهره بريه قطفتها من حقولها ودسستها في عروه جاكتك
كاني مجرد ابتسامه يحتاجها وجهك الحزين لتلون ملامحه بفرحه زائفه
لم تسمعني ... لم تعي تحذيراتي ... لم تفطن لمعني كلماتي
وبمنتهي البرود والحمق والتهور والانانيه ذبحتني في لحظه موجعه بكلمه سخيفه
جددت كل احزاني واوجاعي والمي
احييت كل تخوفاتي وفزعي ورعبي
بمنتهي البرود والبراعة ذكرتني بكل الدفين من الوجع والحزن والشرذمه
وايقظت اشباح الماضي تلطم وجهي ونفسي بفحيح انفاسها الكريهه
الم اقل لك ابتعد عني ....
اهنئك .... لقد وصلنا لنفس النتيجه وابتعدنا ...
ابتعدنا وقت ظللت ايامي بخريف دائم قتل الربيع وكل الفصول الفرحه ..
بعد ان وشمت فوق صفحتي جرح جديد ونزف جديد والم جديد ..
الم انبهك في البداية ؟؟؟...



( ******* )
( الفسيفساء )


شظايا .. كتبت في اوقات متفرقه ... كنت اظنها عبثا ...

فاذ بها قطع فسيفساء صغيره رسمت صورة ماكنت اظنها موجوده .. !!!
شظايا لمشاعر واحاسيس بعثرتها العاصفه
واكم من عواصف مرت علينا وانهكتنا وبقينا رغم كل شيء احياء !!!

18 أكتوبر 2009

اطول ليله في حياتي !!! صفحه من كتاب الايام الصعبه !!!!





كان يوما بديعا .....
كنت عائده من احتفال كبير في نقابه المحامين يكرم فيه الفنانين المحامين اللذين تطوعوا لتبني قضيتهم وقت ازمتهم مع القانون الذي كانت تحاول الحكومه وقتها اصداره لالغاء قيد المده بالنسبه للترشح لمنصب النقيب !!!
وقتها احس السينمائيين والفنانين ان القانون يطبخ بشكل خاص لصالح نقيبهم الحالي - وقت ذاك - وتملكهم الاستفزاز والغضب وقرروا التمرد والاحتجاج دفاعا عن الديمقراطيه وتداول مقاعد السلطه ورئاسه النقابه ، فكان الاعتصام في نقابه السينمائين والاضراب عن الطعام ...
و...... تطوع عدد من المحامين المهتمين بالشآن العام للدفاع عن قضيتهم من زاويتها القانونيه وكنت المحاميه الوحيده التي تطوعت بين فريق المحامين لهذا العمل ..... وكانت معركه عظيمه خضناها جميعا بمنتهي الاصرار والدآب ونجحنا في كسر اراده الحكومه وتغيير نص القانون .....
بعد فض الاعتصام والاضراب ...... اقيم احتفال كبير في نقابه المحامين لتكريم المحامين المتطوعين ، وامتلئت قاعه المؤتمرات بالنقابه بالفنانين والنجوم والممثلين والمخرجين ومن جميع المشتغلين بالفن والسينما والتمثيل ، كانت سعاد حسني تجلس في الصف الاول بجوارها جميل راتب وحين سمعت اسمي وكنت جالسه بالقاعه ضمن المحامين المكرمين ، كدت اموت خجلا وتدفق الدم لوجهي حتي تصورتني كوره حمراء وارتبكت ، فنادوا اسمي ثانيه فخرجت امام الجميع اقف احيهم وسمعت صرخات الاعجاب والتحيه والتشجيع وحلقت في السماء فرحه فهاهو اليوم اعيشه تصفق لي وتحييني سعاد حسني ويسرا وحسين فهمي ويوسف شاهين وصلاح ذو الفقار وتحيه كاريوكا ومحمد فاضل وفردوس عبد الحميد واثار الحكيم ومعالي زايد وعاطف الطيب وبشير الديك ومئات غيرهم من النجوم الساطعين في سماء الفن .... عدت لمنزلي احلق في السماء ... كان يوم بديع لكن ............!!!
واه من لكن هذه !!!!!!!! لكن اليوم لم ينتهي كما بدآ بل لم ينتهي اساسا وتحول بمحض صدفه لاطول يوم وليله في حياتي .. عدت بعد انتهاء حفل التكريم لبيت امي اصطحبت ابنتي الصغيره واخذنا ابيها - زوجي السابق طبعا - في السياره للمنزل .... كنا نسكن في احد الشوارع الجانبيه المتفرعه من شارع فيصل ، ابنتي نامت في السياره وكان عمرها وقتها ٤ سنوات ، حملها ابيها علي كتفه وصعد السلم قبلي ، كنا نسكن في الدور الاول فوق الارضي ، سبقني وصعد ، صعدت سلمتين اتنين فقط وفجآ انقطع النور ، وقفت مكاني ، كانت جارتي ام البنات التي تسكن في الدور الارض فاتحه باب شقتها ، كنا يوم ٨ اغسطس ١٩٨٧ ، كانت شقتها صغيره والجو حر نار ، كانت فاتحه باب شقتها علشان يهوي الشقه ، المهم ، انقطع النور واصحبت الدنيا كحل اسود ، ناديت جارتي ام البنات لتحضر لي كبريت ، كان ابو بنتي يصرخ يناديني اصعد للشقه لكني لم اتحرك انتظر الكبريت ، فجآ احسست انه من حسن الادب اني انزل السلمتين اخد الكبريت من جارتي ولا اتركها تخرج من باب شقتها في الظلام لاعطائي الكبريت .........ونزلت ال...... لا مالحقتش انزل ....... معرفش ايه اللي حصل ....... فجآ ضرب صاروخ نار في راسي ، احسست كانهم اوصلوا كهرباء المجره الشمسيه كلها في راسي ، الم لم اعرف قوته من قبل ، الم رهيب رهيب رهيب ، لااعرف ماذا حدث ، كل مااتذكره ، اني كنت انزل السلمتين ، وبدلا من النزول ، تعثرت ، شبط كعبي في الدرجه الاولي للسلم وانا نازله ، كانت سلالم رديئه مصنوعه بلا مراعاه للمقايس الفنيه ، يعني ماركه "ايدو في رجلوا "، تعثرت ولااعرف ماذا حدث ، كل مااتذكره اني صرخت صرخت صرخت صرخت ...
صراخ مدوي ، مرعب ، ايقظ كل سكان الشارع ، اخرج الجيران من شققهم ، الجميع مرتبك لايعرف ماذا يفعل ، الدنيا ظلمه كحل وانا ملقاه علي الارض في مساحه صغيره جدا بين الحيطه والسلم ، اصرخ اصرخ اصرخ اصرخ ، كل الجيران تصرخ مثلي ، كلهم يناشدوني الوقوف الصعود ، كلهم يسآلوني فيه ايه ، وانا اسمع كلماتهم طلقات رصاص في عيني ، اتمني يصمتوا ، اتمني اموت اذا كان الموت سيريحني من صنف هذا الالم ، لااعرف بماذا اجيبهم ، سمعت صوت ياتيني من اعلي ، فيه ايه ماتطلعي ، لاارد عليه ، اصرخ اصرخ اصرخ اصرخ ، ياتي احد الجيران بكشاف ، يصرخوا جميعهم باصوات متداخله ، دي وقعت دي اتكسرت ، يقتربوا مني تحاول بعض النسوه لمسي اصرخ اصرخ ، كان اصابعهم التي تقترب مني السنه لهب تحرقني ، اصرخ فيفزعوا لايقتربوا مني ، ينزل زوجي - وقتها - بكشاف يقربه من جسدي الملقي علي الارض وهو ينصحني باستخفاف ، اسندي علي ونقوم نطلع فوق ، لاارد عليه ، اصرخ وفقط ، والجيران يصرخوا ، جارتي ام البنات تخبط علي صدرها وتصرخ ماانا كنت جايه ، تقصد انها كانت ستناولني الكبريت ، لكنها ساعه قدري ، تصرخ احد السيدات الجالسه بجواري علي الارض ، ده فيه زيت نازل منها ، مسحت الارض بكفها وقربتها من عيني ، كفها يلمع بسائل غريب يسقط مني ، من اين يسقط ، لااعرف ، يقترب بكشاف من جسدي ثم يرتسم الرعب علي وجهه ويصرخ في الجميع ، محدش يقرب منها .....
يحمل ابنته للسياره يلقيها فيها ويصرخ يطالب الجيران بمله سرير ، لوح خشب ، اصرخ اصرخ فالهواء الذي يمر علي جسدي يوجعني ، لم افهم لماذا مله السرير ثم فهمت انه سيحملني للسياره ، ويريد ربط ساقي التي كسرت بمله السرير لوقايتي من الالم حتي نصل للمستشفي ، لكن من سيسمح له بلمسي ، حين يقترب مجرد يقترب مني اصرخ صرخات ناريه يصرخ خلفها كل الجيران ، حرام عليك ، سيبوها في حالي ، انادي امي واصرخ ، اصرخ اطلب من ربنا الموت والرحمه ، يحاول ثانيه الاقتراب مني ، اصرخ والطم علي وجهي واكاد اقتله ، لااقوي علي الحركه ملقاه علي الارض في مساحه ٥٠ سم مابين الحائط واول سلمه ، لااعرف ماذا حدث ، ربما قيدوني ، ربما مت وعدت للحياه ثانيه ، ربما فقدت الوعي واستعدته ، كل مااتذكره اني اصرخ اصرخ اصرخ وعدد من الرجال يحملوني للسياره ساقي المكسره يسيل منها الدم والزيت علي حسب تعبير احد الجارات مربوطه بمله السرير ....
انام علي كنبه السياره الخلفيه وتركب احدي جارتي بجواري تاخذ جسدي فوق جسدها وتقبض علي ساقي المكسوره ومله السرير ، ابنتي تجلس بجوار ابيها وتصرخ فزعا وجارتي تهدئها لاتخافي ، الشارع الذي كنا نسكن فيه كان شارع غير ممهد ، مع اول خطوه بالسياره بدات المطبات تكهربني ، كل مطب صغير صغير يحرك قدمي ملي واحد اصرخ اصرخ ، كل مطب كبير يرفعني لاعلي الكنبه سنتميتر واحد ويعيدني اصرخ ، يقود السياره بسرعه يرآف بحالي وانا اموت مليون مره في الثانيه واصرخ يبحث عن مستشفي لانقاذي ، لكن المستشفيات بعيده وتفكيره انشل وانا تفكيري انعدم كل ماافكر فيه امي ، سرنا شارع فيصل كله لنصل اول شارع السودان ، مستشفي خاصه باول الشارع امام منزل امي ، وقف وصرخ في الرجال الواقفه باستقبال المستشفي يشرح لهم حالتي يناشدهم ليحملوني للداخل !!!!!

وبدآت الحلقه الثانيه من مسلسل العذاب !!!!
حضر عده رجال اشداء اقوياء ... حملوني كشوال البطاطس او زكيبه الدره وهووووووب علي نقاله حديد حقيره ، هل اقول اني صرخت وصرخت وصرخت !!! لااعتقد ان كلمه صراخ تجدي لوصف الاصوات الغريبه التي كنت اصدرها ، ربما صوتي كان مثل الانفجار النووي ايقظ عشرات بل مئات البشر بالشارع ، كنت اصرخ لااكف عن الصراخ ، حملوني علي النقاله وهوووووب بدآوا في زق النقاله التي تسير علي عجل حديد صغير ، زقوها في ممر خاص معد لدخول المرضي ، طبعا لم يكتشف احد ولا مدير المستشفي ولاالمهندس اللي صممها ولا المقاول اللي نفذها ان ذلك الممر به فواصل حديديه غالبا ارتفاعها ٢ مل عن الارض ، لكن تلك الفواصل قتلتني مليون مره ، هي فواصل متقاربه ربما بينها وبين كل فاصل متر او اقل او اكثر لااعرف ، كل مااعرفه اني سكنت فوق النقاله المي ثابت يوجعني لدرجه الجنون لكنه ثابت لايتصاعد ، تتحرك النقاله ، ترتفع عجلتيها الاماميتن فوق الفاصل اصرخ اصرخ ثم ترفع عجلتيها الخلفتين فوق الفاصل اصرخ اصرخ وقبل ان اهدء نعاود الكره مره واثنين وعشره ومليون ، لااتذكر ، كل مااتذكره ان ذلك الممر قتلني بفواصله الحديديه المتلاحقه واحسسته انه طويل طويل لاينتهي كانه يلف الكره الارضيه او اكثر ، وانتهي الممر اللعين ودخلت المستشفي !!!!
وبدآت الحلقه الثالثه من مسلسل العذاب ...

اقتربت مني ممرضه مايصه تبتسم " فيه ايه " رفعت الغطاء عن ساقي وظهر الرعب علي ملامحها واسود وجهها وجريت بعيدا وعادت بسرعه معها طبيب صغير استيقظ من نومه لحظتها لم يفق بعد ، اقترب مني كشف ساقي وكاد يمد اصبعه يلمسني ، صرخت وصرخت وصرخت ، خاف وقفز للخلف ، اصرخ لايلمسني احد ، نظر لساقي من بعيد ، والدماء والزيت يسيل منها وسالني " مين كسر لك رجلك " كنت اصرخ ولم اقوي للرد عليه ، نظر لابو ابنتي بريبه وشك واقترب من اذني سالني " هو اللي عمل فيكي كده " زجره الرجل وقال " وقعت من السلم " لم يفهم الطبيب وسالني بصوت خفيض " هو اللي زقك من فوق السلم " كنت لااكترث مالذي احدث بي ماحدث ، كنت عايزه انام اموت اي حاجه توقف دفقات الكهرباء المتلاحقه المتتابعه ذات المليون وات التي تسري في جسدي ، ارتبك الطبيب وسالني " ابلغ البوليس " صرخت فيه وصرخت وصرخت ، جري مسرعا وعاد معه مجموعه ممرضات ، متصورا انهم سينقلوني من فوق النقاله لسرير اخر حقير انتظر عليه حتي ياتي الطبيب الاخصائي الذي ايقظوه منه نومه ، كادت الممرضات تقترب مني ورايت اذرعتهم تقترب من جسدي وتصورت مالذي سيحدث في ، سيكهربوني سيقتلوني مليون مره وهم ينقلوني ، صرخت فيه محدش يقرب مني ، صرخت بصوت اعلي وهيستريا رهيبه انا حاموت بالصدمه العصبيه ، ولسوء حظي كنت قبل يومين ثلاث من ذلك الحادث قرآت عن الصدمه العصبيه التي تصيب المرضي من شده الالم في بعض الحوادث والامراض وانهم تميتهم من شده الالم وليس لاي شيء اخر !!! اخذت اصرخ فيهم حتموتوني من الصدمه العصبيه وكان ابو بنتي صامتا كانه موافق علي نقلهم لي علي السرير الحقير ، ادركت انه علي ادافع عن نفسي حتي النفس الاخير ، لن ينقلوني مهما كان الثمن ، بدات اصرخ بلا توقف ، صراخ يصاحبه تهديدات للجميع بالبوليس وحاجيب البوليس لانكم حتموتوني ، لاافهم لماذا لا يخدروني وبعد ذلك يفعلوا بي مايشاؤا ، لكن راحه المريض ابعد ماتكون عن تفكيرهم ، الكتاب قال ننقل المريض من النقاله للسرير يبقي لازم ولابد تنفيد تعليمات الكتاب ، طيب والم المريض وراحته ، محدش قال لنا عليها في الكتاب ، اذن اصرخ اصرخ اصرخ وانادي البوليس وترتبك المستشف كلها ، الممرضات والاطباء الصغار ....
وفجآ تدخل امي مفزوعه علي وجهها الرعب ، كان ابو بنتي ذهب اليها وترك الصغيره معها واخبرها بما حدث لي ، ايقظت امي جاراتها وتركت الصغيره مع واحده منهم واصطحبت الباقيات ودخلوا المستشفي كلهن بيعيطوا ويصرخوا ، امي شافتني هاتك ياعياط وانا شفتها هاتك ياستين عياط والحقيني ياماما حيموتوني ، صرخت امي محدش يقرب لها تؤيدها جاراتها يصرخن في وجه الممرضات والدكاتره محدش يقرب لها ، وانتهت الجوله الثالثه من مسلسل العذاب !!!!!!
دفعتني الممرضات لغرفه درجه اولي في انتظار الطبيب ، دفعوني تتابعهم امي وجارتها بالصراخ والشخيط حاسبوا علي البنت بالراحه ومشيوا بي علي قشر بيض وببطء شديد ودخلت الغرفه انتظر الطبيب الجراح ... فجآ دخل ابن عمي وزوجته ، طبيبين بانجلترا يقضيا اجازتهما الصيفيه في مصر ، دخلوا الحجره مرعوبين ، وبدا الامن يستتب اكثر واكثر ، ابن عمي يخاطب الاطباء الصغار بالانجليزيه ويشخط فيهم فهو اخصائي كبير وهم تلاميذ امتياز ، زوجه ابن عمي طبيبه كشفت علي ساقي ورسم الحياد علي وجهها وابتسمت تحاول تطمئني لكن الالم الذي احسه لم يترك لي اي مساحه للطمآنينه ، كدت انام ، ربما تضاءل الالم لدرجه يمكن تحملها فهدات وكدت افقد الوعي او انام لااعرف لكنه كان احساس مريح ، وفجآ دخلت مجموعه الممرضات يطالبوني بخلع ملابسي استعدادا للعمليه ، خلع ملابسي !!!
يانهار اسود ، اصرخ اصرخ اصرخ ، اخلع ملابسي يعني ساتحرك ، ساتحرك يعني ساتآلم ، رفضت ورجوتهم مش عايزه ااقلع هدومي ، لا لازم تقلعي ، طيب لما اتبنج قلعوني ، لااااااا ماينفعش تخشي اوضه العمليات كده ، يبتسموا ابتسامه بلهاء ، ارفعي نصك التحتاني واحنا حنعدي الجيبه ، اصرخ ، ارفع جسدي يعني ساقي ستتحرك وكهرباء السد العالي المختزنه داخلي اعصابي ستضرب في جسدي وراسي اعصارا ناريا ، لاااااااااا اصرخ واصرخ اصرخ واصرخ ، تصرخ فيهم امي حرام عليكم وهي تبكي وجاراتها يبكوا ، اناشدهم طيب قصوا الهدوم من غير مااتحرك ، تبتسم ممرضه بلهاء ، نقصهم ايه خساره والله دي هدوم شكلها غاليه ، اصرخ وامي تصرخ وجارتها يصرخوا ، انا اللي غاليه مش الهدوم ، انا حاموت من الصدمه العصبيه ، ياماما هاتي البوليس ، تتدخل زوجه ابن عمي وبحزم تآمرهم ، لا حنقص الهدوم ، والله والله يقصوا الهدوم وانا اموت واحيا واموت واحيا ، مجرد الاقتراب من جسدي من ساقي يفزعني قلبي تتسارع ضرباته انفاسي تتسارع و....... اموت وانا البس رداء العمليات الغبي ، ابكي حتي يتحول بكائي عويل لايتوقف ، اصرخ حتي يكادوا يكتموا انفاسي زهقا ويبتعدوا عني ،تقترب مني امي ، تسالني بصوت هامس ، امسك ايدك ، اهز راسي ، تقترب مني تمسك يدي ، يتسلل حنانها لجسدي ، اتوقف عن البكاء والعويل والصراخ وننتظر الطبيب الجراح و....... اصمت وانا اتحمل الالم الرهيب !!!!
يآتي الطبيب ويتحدث مع امي وابو ابنتي وابن عمي وزوجته ويستقروا .... ده كسر مضاعف ، رجلها اتكسرت ٣ حتت ، العضم خرق اللحم وطلع ، الزيت ده النخاع العظمي سال من العضمه المكسوره ، لابد من الجبس وخياطه الجروح و......... لايعنيني شيئا الا يبنجوني ويعملوا اللي عايزينه !!! ودخلت غرفه العمليات وحيده مرعوبه موجوعه اكتم صرخاتي ولاافلت اصابع امي الا في الثانيه الاخيره حين يكادوا يغلقوا علي اصابعها الباب !!!! هنا تبدآ الحلقه الرابعه او الخامسه او العاشره من مسلسل العذاب!!!!
تدخل علي طبيبه محجبه لابسه حجاب شكله غريب وحلق ذهب مدلل ، هذه طبيبه التخدير يعرفوني بها ، لااحبها ، شكلها شرير وغبي في نفس الوقت ، تقترب مني مبتسمه باصطناع وزيف مقزز ، خير ، لا مافيش خير ، لا عيب ماتقوليش كده حرام استغفري ربك ، انظر لها لاارد ، تقترب من ساقي تكشفها تكاد تمد اصابعها ، اصرخ رعبا الما ، تنظر لي كناظره المدرسه الحمقاء وكاني تلميده بليده في فصلها وتكاد تنهرني ، لا لا لا عيب كده ، انا وحيده في غرفه العمليات محاطه بالاعداء قساه القلوب الاغبياء ، يارب كن معي ، تنسال دموعي متتاليه ، لاارد عليها ، تشير لمعاونيها ، انقلوها علي السرير علشان ابنجها !!!!
يانهار اسود تاني حتنقلوني ، تاني حتوجعوني ، تاني حتبهدلوني ، اصرخ رافضه ، لكني وحيده لاعون لي الا الله سبحانه وتعالي و يارب ارحمني ، ارجوك يادكتوره بنجيني هنا ، بنظره بارده ونبرات ابرد ، لا لا ما ينفعش ، ابوس ايدك ، لا ما ينفعش ، ليه ماينفعش حضرتك - منتهي الادب - حضرتك بنجيني هنا وبعدين ارميني علي الارض او اعملي اللي انت عايزاه في ، لا ماينفعش ، يارب قويني ، اصرخ اصرخ اصرخ اصرخ اصرخ اصرخ اكاد اقوم بالمي المميت افتك بها ، ساقتلها هذه السيده الغبيه غليظه القلب ، يتربك الجميع داخل غرفه العمليات ، يدخل الجراح ومعاونيه علي صوتي ، فيه ايه ، تشرح له بقلب بارد ، رافضه ننقلها علشان تتبنج ، ثم تنظر لي ، بس عيب بقي ، لكن لا ابس ولا اصمت ولا اتوقف عن الصراخ ، حتي يشفق لحالي الطبيب الجراح ، يقولي لها بالانجليزي مامعناه مافيش مشكله ، اوافقه ، ارجوها ، اهو قالك مافيش مشكله ، من فضلك ، وتقترب من ذراعي تقبض عليه ونظراتها زجاجيه بارده تفحص ذراعي عروقي ثم تدس ابرتها في ذراعي و.............................!!!
افتح عيني تتداخل فيها الالوان ، تتداخل فيها الاشكال دوائر مربعات ، اسمع اصوات لااميزها ، اسمع صوت بكائي كاني ابكي لااعرف لماذا ابكي ، افتح عيني اري وجوها ممسوحه ، لااميز ملامحهم ، فجآ يتسلل الوعي لعقلي ، احس الما ، لااعرف مصدره ، كاني فقدت الذاكره والالوان مازالت تسطع في عيني والاشكال تدور وتدور ، الاصوات اعلي ، كانهم يتكلموا ، اين انا ، من انا ، افتح عيني اري وجه مآلوف ، اجزم اني شاهدت ابتسامه ، اخطف وعيي من وسط الالوان واركز ، هذا وجه امي ، امي ، لماذا اري امي ، اين انا ، اين فراشي ، من انا ، نعم تذكرت ، انا اميره ، هل كنت اولد ، ماذا انجبت ، لماذا اشعر كل هذا الالم ، هناك شيء يضايقني ، اغمض عيني واذني وانام ، لكن الفراش الذي انام عليه يطير في الهواء يلف في الغرفه ، احسه ينقلب بي ، كان راسي تحت وساقي لاعلي ، احس دوار شديد ، اقبض علي جابني السرير اقبض علي عقلي انقذه من دواره ، احس عطشا شديدا ، اهمس بصوت عالي رهيب ، عايزه اشرب لكن احد لايسمعني ، كاني اتكلم داخل راسي فقط ، افتح عيني ، احاول افتحها ، لكن الالوان تحاصر مقلتي ، لااري الا احمر ساطع اصفر اخضر بارد بقع بيضاء ساطعه افتح عيني جدران الغرفه خضراء امي تقف بجواري اصرخ تسمع كلماتي همسا ، ايه ، عايزه اشرب ، ترفض ، الدكتور قال ممنوع علشان ماترجعيش ، يتحرك الفراش ثانيه يطير في الغرفه يتشقلب ، ارفع راسي بصعوبه واصرخ عايزه ارجع ، لايسمعني احد كان الصمم اصابهم ، اصرخ بصوت اعلي ، عايزه ارجع ، لايسمعوني ، ارفع راسي وارجع ، مذاق مر رهيب يندفع من جوفي لفمي ، تقفز امي من مكانها مذعوره ، اقذف مافي جوفي مره والثانيه ، كان دموعي التي سالت سكنت في جوفي ، كان دمائي التي نزفت سكنت في جوفي ، كان الزيت الذي سال علي الارض سكن في جوفي ، اقذفه بقوه واقبض علي كف امي ، اطالبها تنقذني ، ياليتها توقف السرير عن اللف والطيران في الغرفه ، لكنه تبكي وتنهار والسرير مازال يطير !!!
تنادي الممرضات ، تدخل واحده منهم تصرخ بصوت عالي يخترق اذني ، حمد الله علي السلامه ، لاافهم من هذه السيده ، وحمد الله علي السلامه ليه ، هو كنت مسافره ورجعت ، احاول اتذكر اين كنت ومتي عدت ، تهرب الالوان من عيني ، وتتلاشي الدوائر والمربعات والاشكال ، يتوقف السرير عن الطيران في الغرفه والشقلبه حول نفسه...
افتح عيني ، ادرك بعد ثوان اني في مستشفي ، وبعدها بثوان اخري اتذكر ماحدث لي ، احدق في الموجودين ، امي ابو بنتي الجارات ابن عمي زوجته ، ارفع الغطاء واتحسس ساقي ، لاتوجد ساق ، بل توجده عماره كبيره ٢٠ دور من الجبس ، من اخمص اصبعي حتي اخر ساقي ، تبتسم امي وسط دموعها ، حمد الله علي السلامه اتذكر العمليه والطبيبه البارده والبنج والالم ، اهمس بكلمات ممضوغه ، تدخل عماتي الواحده تلو الاخري ، مرتبكات ، احنا الساعه كام ، احنا الساعه ٧ ، يانهار اسود عندي جلسه ، تضحك امي ، احنا في ايه ولا في ايه ، لا بجد عندي جلسه ، افكر في زملائي ، احاول تذكر نمره تليفون ، احاول تذكر اسم الموكل الذي ساحضر جلسته او كنت ساحضر جلسته ، ذاكرتي خضراء بيضاء ممسوحه ، بحزم تتصرف امي ، خلاص مالكيش دعوه انتي انا حاتصرف ، وبعدها بايام طويله اعرف انها ايقظت سكريترتي من النوم واخذت اسم الموكل وارسلتها المحكمه و.... ربنا ستر ..... وعايزه اروح!!!!
وطبعا ساذهب لمنزل امي ، من سيخدمني وانا علي هذه الحاله ، من سيخدم ابنتي وانا مكسوره ، احدق في عماره الجبس ملطخه بدماء تنبثق من العظام المكسوره داخله ، كيف ساخرج من المستشفي ، كيف ساتعامل مع هذه العماره ، ويحضر رجلين عملاقين وكرسي بعجل يحملاني يجلساني علي الكرسي لكن عماره الجبس تسحب جسدي وتخل بتوازني وتكاد تسقطني منكفآه علي الارض ، تصرخ عمتي ، عايزين مله سرير ، تاني ، تاني مله سرير ، وتهرع احد الجارات وتعود مسرعه ومعها مله سرير خشب ، واجلس فوق المله فوق الكرسي المتحرك وامد ساقي عليها ويبتسم الجميع للحل العبقري الذي توصلوا اليه ، لكن مع اول خطوه تكاد المله تسقط ورجلي وراها وجسدي كله ، ويلزم ان يتحرك احدهم لصيقا بي يرفع المله عن الارض ومعها رجلي..
و...... اتحرك كمثل العربيه النقل بالمقطوره ، انا فوق المله فوق الكرسي وساقي ممدوه عليه وابو ابنتي يحمل المله وساقي وعماره الجبس ، والعملاقين يدفعا الكرسي وهوووووووووووب بقينا بره المستشفي ومنزل امي علي الرصيف المقابل ، كيف سنعبر الشارع ، ابكي وتبكي امي وجميع الجارات وعماتي وزوجه ابن عمي ، جميعنا نبكي ، مرتبكات ، انا صعبان علي نفسي وطبعا صعبانه علي امي والجارات والعمات يبكوا لاني ابكي وجميعنا في الشارع مرتبكات كيف سنعبر الشارع ابو حارتين متسعتين يجري فيهما اتوبيسات النقل العام واحد خلف الاخر !!!
وفجآ يخرج عمال الجراج المجاور للمستشفي والذين تركن امي سيارتها عندهم ، يخرجوا يغلقوا الشارع من ناحيتهم وفي نفس اللحظه يهرع الميكانيكيه وصبيانهم جيران امي في ذات العقار يهرعوا ويغلقوا الشارع من ناحيتهم وتبدآ القافله في الحركه ، انا ومله السرير وساقي وعماره الجبس والعملاقين امي والجارات والعمات وابو بنتي طبعا يحمل المله وساقي ، كلنا نعبر الطريق في نفس الثانيه نتحرك حركه بطيئه ، طبعا عندما اغلق عمال الجراج والميكانيكيه الشارع من ناحتيه ، اخذ السائقين يطلقوا صفارات الاحتجاج وسرعان ماوصل لمكاننا عده امناء شرطه ، وفي ثانيه واحده ادرك الجميع مايحدث ، فاذ بسائقي الاتوبيسات يتركوا الاتوبيسات وينزلوا ووراهم بعض الركاب وتبقي مظاهره الهدف منها اني اعبر الشارع بناحيته ، بل سائقي الاتوبيس حاولوا يشيلوني انا ومله السرير وعماره الجبس والكرسي المتحرك وطبعا انا اعيط وامي تعيط والجارات يعيطوا والستات في الشارع ياعيني يابنتي الف سلامه ياحول الله افتكاره رحمه ربنا يشفي ويزيح وكل الناس تعيط ..
و........ عدينا الشارع وبقيت علي باب عماره امي وامي ساكنه في اول دور والسلم صغير ولازم ناس تشيليني انا والحمل بتاعي لغايه فوق ..... والله يرحمه رمضان الميكانيكي " مات من سنتين بفيروس سي اكل شبابه وصحته " ورجاله كتير تانين من الشارع والبقاله والجراج والاتوبيسات الواقفه ويالا ياجدعان هيلا هوب واتشال زي الملكه انا وعماره الجبس واحس اني حاقع يمين اصرخ يعدلوني حاقع شمال اصرخ يعدولني ورجلي وعماره الجبس اللي لابساها تتمطوح واحسها حتتقطع من جسمي واصرخ وكلنا نعيط نعيط والفاتحه للنبي وهيلا هوب .........
وبقيت في الصاله عند امي ومتشكرين ياجماعه كتر خيركم ، لايمكن ، لازم ننيمها في فرشتها ، وهيلا هوب ......... بقيت علي السرير ترقد امامي عماره الجبس ملطخه ببقع الدماء و................. انتهت اطول ليله في حياتي !!!!!!!


حقائق ...
  • كل ماذكرته هنا حدث بالضبط دون اي تفاصيل دراميه او خيال ، كل كلمه كتبتها قيلت ، كل حوار ذكرته دار فعلا ، فهذه الليله الطويله لم تمحي من ذاكرتي بكل تفاصيلها بكل وجعها بكل دموعها ، كل ماذكرته حدث فعلا للاسف !!!
  • منذ تلك الليله اكره الطب والاطباء والممرضين والممرضات ومصمي المستشفيات واكره بالاخص دكتوره التخدير اللعينه واكره الحلقان المدلله مثل التي كانت ترتديه احسه دليل علي البلاده وانعدام الحس والذوق !!!!ولاافهم ابدا ماذا يتعلم اطباءنا في كلياتهم ، اين الرحمه بالمريض وراحته ، وادرك جيدا ان الطب في بلادنا غير انساني شآن اشياء كثيره !!!
  • منذ تلك الليله وانا احب المصريين اكثر واكتر واكتر واكتر ... جيراني واهل الشارع في فيصل ، جارات امي ، عمال الجراج ، الميكانيكيه ، سائقي الاتوبيس ، صبيان البقال ، الناس اللي معرفهاش ، احب المصريين شعب جدع واصيل وصاحب صاحبه ويخدم بعينه ومش مستني كلمه شكر !!!
  • منذ تلك الليله اصبحت اخاف من الظلام وانقطاع الكهرباء واذا كنت علي السلم والنور اتقطع لااتحرك خطوه لو استمر النور مقطوع عشرين سنه !!!

معلومات واقعيه
  • غيرت وضع الجبس ٤ مرات خلال ٦ شهور قضيتها حبيسه الفراش في بيت امي ، كل شهر اغير الجبس ووضع رجلي واتبنج بنج كلي وافوق وانام واعيط وامي تعيط والجارات والعمات !!!!
  • قضيت السته شهور الاولي في الفراش ، استيقظ كل يوم اتصور ماحدث كان كابوس فاكتشف انه حقيقه فابكي لمده ساعه ، حتي اسمتها امي بخفه ظلها " ساعه العياط " فتقولي لي " اجيب لك الشاي قبل ولا بعد ساعه العياط " ، " حتشربي القهوه اثناء ساعه العياط ده كده تبقي قهوه مافيهاش مزاج خالص "...
  • خلال السته شهور التي بقيت فيها في الجبس ، كنت اعيش في الفراش بكل معني العيشه بدون تفاصيل ، سته شهور لم انزل من الفراش الا للمستشفي لتغيير الجبس فقط !!!وقتها ادركت بمعني واقعي حقيقي قيمه نعم ربنا وقيمه الصحه التي يمنحها لنا الله العلي القدير هبه عظيمه ادامها الله عليكم جميعا !!!
  • خلال السته شهور التي بقيت فيها في الجبس ، شاهدت كل افلام عاطف الطيب وقتها وكل افلام محمد خان وكل افلام جيمس بوند !!!وزارتني مصر كلها وتكدس دولاب امي بعلب الشوكولاته الفاخره التي ظللنا ناكل فيها عام كامل بعد الحادثه!!!
  • خلال السته شهور التي بقيت فيها في الجبس دخلت ابنتي المدرسه فلم اذهب معها للمدرسه في يومها الاول مثل جميع الاطفال وحين عادت من المدرسه تبكي لاني لم اذهب معها امثل بقيه الامهات متدت ساعه العياط لاسبوع عياط شاركتني فيه امي وجارتها والعمات !!!!!
  • بعد ٦ شهور فكيت الجبس ومشيت ٦ شهور علي عكازين تحت الباط ، وكنت باروح المكتب والمحكمه بيهم ورجعت بيتي مع بنتي والحياه استمرت .بعد سنه من الحادث مشيت علي عكاز لمده سنه كامله لغايه ماعرفت امشي عادي ..
  • رجلي المسكوره قصرت عن رجلي التانيه ٣ سم ، لكن احد لايلاحظ ذلك ولو لاحظ احدهم في مشيتي بعض الاعوجاج ، يفهم فورا ولانه ناصح بان هذه ست " مايصه " ماشيه تتدلع !!!!!
  • قضيت ثلاث سنوات من حياتي البس " زحافي " وانا احب لبس الكعب العالي ، وعندما سمح لي الطبيب بلبس الكعب العالي وقتها فقط اعتبرت اني خفيت !!!
رغم كل شيء خرجت من هذه التجربه اؤمن ان الله سبحانه وتعالي كان معي ونجاني وانقذني والحمد لله ربنا كريم وربنا يديم علي وعليكم وعلي الجميع نعمه الصحة .......
يبقي سؤال اخير .... لماذا كتبت ماكتبته ؟؟؟؟؟
سالت نفسي هذا السؤال .. وكدت اكتب اجابته ثم صمتت !!!
فالافضل ان يجيبني القراء هل هناك اي فائده او معني لما كتبت ؟؟ ام انها محض تجربه شخصيه ليس هناك اي فائده في تدوينها؟؟