30 نوفمبر 2010

رحلة الخمسه عشر يوما .... ( 4 )


رحله الخمس عشر يوما
( 4 )

السماء تمطر اسئلة
المصريين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


طلعت الحج مع شركه سياحيه عن طريق احد الهيئات ، دفعت حوالي اربعين الف جنيه ، وعلي نفس الطائرة كان مع مجموعتنا مجموعات اخري تابعه لنفس الشركه السياحيه او شركات اخري متحالفه معها ، عرفت في نهايه الرحله من حوارات متفرقه مع الحجاج شركائنا في نفس الفندق ونفس العنبر ونفس الاتوبيسات ، ان اسعار رحلتهم ، تراوحت مابين اربعين الف جنيه للفرد ( كمثل رحلتنا ) ووصلت لخمسه وستين الف جنيه للفرد ( في بعض الرحلات الاخري ) .... اذن اعضاء رحلتي والرحلات التي شاركتنا الصحبه والاقامه والعنبر والفندق ، جميعهم من ابناء الطبقه المتوسطه المصرية ، فليس من بيننا الفقير والمحتاج والمستور ممن يعجز عن سداد مبلغ اربعين الف جنيه ، وليس من بيننا الثري الغني المترفه الذي سدد في بعض الرحلات الاخري مقابل حجه مبالغ تصل لمائه ومائه وعشرين ومائه وخمسين الف جنيه مصري !!!!
اذن ... كنت اشارك الطبقه المتوسطه المصرية رحلة الحج !!!
لماذا هذه المقدمه ، لاني كنت اري الكثير من الاشياء والتصرفات والسلوكيات ، التي عجزت عن فهمها وفهم مبررها ودوافعها ، ولم تكن سلوكيات فرديه يرجع معناها لاصحابها فقط ، بل كانت سلوكيات جماعيه افرزت اسئله كثيرة في عقلي ، لم اجنح بسهوله للتعميم ولم اسهل علي نفسي واخصص السلوك وانسبه لصاحبه فقط ، لكن تلك الرحله افرزت اسئله كثيرة وبقيت الاسئله في معظمها بلا اجابات ، مازالت اسئله ربما استنكاريه ربما استفاهميه ، لكنها اسئله افرزتها رحله الحج برفقه بعض ابناء الطبقه المتوسطه القادرين علي دفع قرابه مائه الف جنيه دفعه واحده لرجل وزوجته ، او ام وابنها ليؤدوا فريضه الحج بخلاف مصروفات الشراء والتسوق والتبضع التي انفقوها بسهوله ويسر وراحه بال ، نحن امام حج الطبقه المتوسطه وبالذات شرائحها العليا وابناءها القادرين .... تقبل الله منا ومنهم جميعا !!!!

( 1 )
خلف الخط الاحمر !!!!

في مطار جده ، رفض معظم المصريين - رجالا ونساء - الانصياع لاوامر السلطات السعوديه والوقوف طوابير امام شبابيك ختم الجوازات !!! المصريين يكرهوا الطابور ، كل واحد او واحده يفكر طيله الوقت كيف يخرج من الطابور وينفرد بالخدمه قبل الجميع ، ليس فقط يكرهوا الطابور لكن ايضا يكرهوا القواعد المنظمه ، بح صوت الرجل السعودي يدعو الله يهدينا جميعا للوقوف خلف الخط الاحمر ، لكن المصريين لايحبوا الخط الاحمر ، وماان ينتظموا امام الرجل حتي يتجاوزوا الخط الاحمر فورما يغفل عنهم ، بعضهم يستجدي الرجل ليجلس بعضهم يتشاجر مع الرجل حول جدوي الخط الاحمر المطلوب الوقوف خلفه ، بعضهم يتحايل علي الطابور ويبحث عن فرصه ليقتنص مكان غيره الذي بالطبع يحاول اقتناص مكان متقدم لغيره وبسرعه يتفركش الطابور !!!!! ساخطين علي القيود رافضين للطابور متمردين علي الخط الاحمر ، كل واحد يفكر في نفسه ، في الفرصه الضائعه التي اخدها المعلون الواقف امامه ، يتمني يزيحه يقتله ربما ليحظي هو بالفرصه المتقدمه ، رغم ان الجميع في النهايه سيتساون في الانتظار والاتوبيس والفندق ، ومهما تقدم احدهم في الطابور او تاخر لن يحظي فرصه احسن !!! هذا صوت العقل الذي لايرغب احد في سماعه !!!
يتزاحموا متمردين علي اي قواعد واي قانون ..... هذا هو المهم ، سلوك فطري بلا مبرر ، ووقتما ينفعل احدهم ويصرخ ، ياجماعه بتعملوا كده ليه ، لااحد يكترث بالبحث عن الاجابه ، بنعمل كده علشان كده ، لايوجد مبرر ، لماذا تزاحم من امامك وتتمني تاخد مكانه ، لماذا تتمرد علي الخط الاحمر الذي رسم علي الارض ليبعد الطوابير عن وجه ضابط الجوازات حتي يستطيع يتنفس ويؤدي عمله بسرعه وكفاءه ، لماذا تتمني التزاحم ثم ازاحه الغير من امامك ثم التميز عليهم واقتناص فرصهم !!!! اسئله بلااجابات !!!!
لكن المصريين - وعذرا للتعميم - لايحبوا الانضباط ويكرهوا القانون ويبحثوا عن الثغرات التي تقتل احكامه وتميزهم عن الاخرين وتمنحهم الريشه التي يتصوروها علي روؤسهم !!!!
اسئله كثيره سألتها لنفسي وانا واقفه في الطابور ، اراقب سلوك الحجاج المصريين من ابناء الطبقه المتوسطه الذاهبين للحج لاداء الفريضه والبحث عن المغفره والتوبه ، لماذا هذا التكالب علي التمييز علي حساب الاخرين ورفض الانصياع للقواعد باي نوع وتحت اي مبرر !!! اسئله كثيره سالتها لنفسي وانا اراقب الحجاج المصريين حولي يتشاجروا ، ده مكاني ، مايصحش كده ، تعال ياابني وقولي ليه ااقف ورا كده ، طيب قعدني ، طيب اشتغلوا بسرعه ، طيب اشمعني دول مش واقفين علي الخط الاحمر ، مفروض تخلصونا بسرعه ، ارجع ورا ليه ماانا خلاص قربت من الشباك ، تفرق ايه ورا الخط ولا قدامه ..... اتابع سلوكهم واتعجب من المجهود المضني الذي يبذلوه في العبث ولو صمتوا ووقفوا طابور منتظم خلف الخط الاحمر ، لهانت الدنيا وقضيت مصالح الجميع بدلا من الوقت الضائع الذي ذبحنا جميعا في انتظار انضباطهم الذي اصر عليه رجال البوليس السعوديين يتوسلون للحجاج المصريين ، ربنا يهديهم ليقفوا في الطابور خلف الخط الاحمر!!!!

(2 )
احنا اللي دهنا الهوا دكو !!!!

في الخيمه الحاره المغروسه في صحراء مطار جده تحت الشمس اللاهبة ، وبداخلها مئات وربما الوف الحجاج واثنين موظفين وظيفتهم يختموا جوازات سفر الحجاج بخاتم يفيد دفع ثمن تذكره الاتوبيس البري ، لم يقرر المصريين فقط عدم الانتظام في الطابور ، ولم يقرر من يقف منهم امام الموظف الا يكتفي بختم جواز سفره بل وايضا لملمه جوازات سفر اخري من اخرين بعيدين كل البعد عن عذاب الطابور المفركش والحر ، بل قرر بعض المصريين النبهاء من اصحاب نظريه احنا اللي دهنا الهوا دكو ، قرروا يتركوا ابواب الخيمه وعذابات الزحام ومعاناه الطابور المفركش ويدخلوا للموظف من خلف ظهره ، لااعرف بالضبط مالذي عملوه ، لكننا فجأ وجدنا بضعه مصريين يقفوا خلف الموظف تسللا من ظهر الخيمه ، مالذي فعلوه ، هل زحفوا علي الارض تحت الخيمه حتي عبروها ووقفوا خلف الموظف ، هل لبسوا طاقيه الاخفاء وحين اطمئنوا ان قفا الموظف بين ايديهم خلعوها ، لااعرف وربما لم اري من شده الزحام والحر والعرق والبكاء ، لكن هؤلاء البارعين ، تسللوا خلف الموظف وناولوه جوازات سفرهم وسفر اصدقائهم وطظ في الطابور وطظ في الناس الهبله اللي واقفه طابور ، هل قبل الموظف الجوازات منهم ، لم يقبل ، رفض يستلم الجوازات لانهم تسللوا من الخلف ، الح عليهم ليقفوا الطابور مع البائسين غيرهم ، لكنهم رفضوا وبلغت الجراءه باحدهم ليتشاجر مع الموظف اللي بيعطل المراكب الماشيه ورافض يختم الجوازات الملقاه امامه فعلا علي المنضده ، هل احتج المصريين البؤساء اللي واقفين في الطابور ، بعضهم احتج سرا وبعضهم تهورا وصاح غاضبا مايصحش ، نعم مايصحش نبقي واقفين بنموت في الخيمه من الحر وانتم علي راسكم ريشه وداخلين من ورا ، سخروا منا ومن خيبتنا ، بعضهم سخر من حقدنا علي ذكائهم وبراعتهم ، واصروا بالحاح ان يختم الموظف جوازات السفر ، لكن الموظف السعودي الغلبان رفض وتعنت وقرر يدافع عن الطابور ومعناه وقيمته واعلن امتناعه عن العمل حتي يخرجوا من وقفوا خلف قفاه من خلفه ويعودوا للطابور ، لايعنيني الموظف السعودي ، لكني افكر في المصريين ، بعضهم تسلل من ظهر الخيمه معتديا علي حقوق الاخرين ، بعضهم صمت امام الاعتداء علي حقه وقرر عادي، بعضهم احتج هامسا لانه مش عايز مشاكل ، بعضهم صاح غاضبا وفي النهايه صمت لانه قليل الحيله امام الدم البارد والاصرار علي تجاهل الاخرين للقانون .... عجبا لحال المصريين والله !!!!


( 3 )
عيونهم اوسع من بطونهم !!!!

رغم ان الفندق الذي كنا نعيش فيه في مكه في غرفا رباعيه فندق متوسط الفخامه ، الا ان وجبتي الفطار والعشا التي كان يقدمهما للحجاج كانت وجبات متميزه ، تقدم للحجاج بنظام ( الاوبن بوفيه ) كل يوم بوفيه الافطار لايخلو من صنف يصلح للافطار الا وقدمه ، عيش كرواسان باتيه دانش ، كورن فليكس ، فاكهه طازجه ، كمبوت فروت سلاط ، كيك تورته ، بخلاف كل انواع الجبن والبيض والفول والعجه والسوسيس ، بخلاف العصائر الطازجه والمعلبه والشاي والنسكافيه ، اما بوفيه العشا فكان يقدم كل يوم جميع انواع السلطات المعروفه والمخللات والخضروات الطازجه وايضا المحاشي البارده واللحمه البارده والسيمون فيميه ونوعين من الشوربة كل يوم ويضم في الوجبات الساخنه رز ومكرونه او لازنيا ومشويات بجميع انواعها وجمبري مشوي جامبو كبير الحجم وسمك فيليه مقلي وفراخ بانيه وكفته بخلاف بوفيه الحلو من فاكهه وحلويات شرقيه وغربيه بجميع انواعها ........ وكانت وقت الفطار ممتدا من السادسه للتاسعه صباحا ووقت العشار ممتدا من السادسه للعاشرة مساءا ... لماذا اصف مااصفه واقول مااقوله ، اصف مااصفه لاوضح لكم نوعيه المأكولات الفاخره التي يقدمها الفندق صباحا ومساءا وقدر تنوعها ، فضلا عن وفرتها طبعا ، لان البوفيه ممتد ثلاث ساعات ويزيد !!!
ارجوكم ، تذكروا ، نحن نتحدث عن حجاج الطبقه المتوسطه ممن استطاعوا يدفعوا مالا يقل عن ثمانين الف جنيه للرجل وزوجته او الابن وامه او الام وابنتها !!! نتحدث عن حجاج الطبقه المتوسطه في شرائحها العليا ، لااتحدث عن موظف محدود الدخل ولا تاجر صغير عنده كشك سجاير ، بل عن الشرائح العليا في الطبقه المتوسطه !!!
لاحظت ولاحظ الكثيرين معي ان سلوك المصريين امام الاوبن بوفيه سلوك غريب جدا ، يتكالبوا علي الاكل كانهم محرومين من الاكل ، يحاولوا التسلل من الطابور واقتناص الطعام خارج الدور ، يتكالبوا علي الاكل ويعبأوا اطباقهم بطريقه مقززة جبال من الاكل تتناثر من حواف الاطباق بطريقه معيبه توسخ المكان والترابيزة ، واللحم فوق السلطه والسلطه فوق المكرونه ، لايكترثوا بالمزاج او بالتذوق المهم الاستحواذ السريع علي كميات كبيره من الاكل ، عيش كتير كل نوع فينو وبلدي وكيرز وتوست ، طبق للرز بجوار المكرونه ، لحم وسمك وفراخ وجمبري ، يملأوا الاطباق بسرعه كان احدا سيطردهم من البوفيه ، يملأ الاطباق بكميات كبيره جدا كانهم محرومون من الاكل دهرا ، ببساطه يمكن لاي مراقب التأكد من انهم لن يأكلوا كل تلك الكميات ، لكن عيونهم اوسع من بطونهم ، يملأوا الاطباق ثم يشبعوا ويتركوا لترمي في القمامه ، بضمير ميت بقلب بارد ، لماذا يتكالبوا علي الاكل وجميعهم قادرون علي شراءه ، لماذا يتكالبوا علي الاكل ويملأوا الاطباق باكثر مما يستطيعوا اكله ، لماذا لايشعروا بقيمه ومعني ومذاق ماياكلوه ، فيضعوا المأكولات الغريبه فوق بعضها ويأكلوها بنهم غريب كانهم قادمين من مجاعه !!!! اسئله كثيره سالتها لنفسها ولم اجد اجابتها ، ثم لاحظت امتعاضا في عيون البعض من سلوك الجماعه ، ثم تجرأنا وتبادلنا الاراء فيما نراه ، علي الستنا سؤال واحد لانعرف اجابته ، ليه مسروعين كده ، ليه مفجوعين كده!!!
وتلاحظ لي سلوك غريب اخر لاحظه بعض الناس الاخري ، ان كل واحد يقف امام البوفيه ، يحوط بدراعيه علي الاكل كانه يخشي يقترب من الاكل اي شخص اخر قبلما يفرغ من الحصول علي الكميات التي يريدها ، لاحظ البعض منا ان بعضهم عندما لايقف امام صينيه المكرونه ويجد المعلقه المخصصه للغرف في يد اخر لاينتظره حتي يفرغ ، بل ربما ياتي بمعلقه سلطه الزبادي او معلقه السمك ويغرف بها المكرونه بسرعه ، ويرمي المعلقه في النهايه ، لايهمه من سيستخدمها ، هو لايقوي علي الانتظار ولايكترث بما سيحدث للاخرين بعده ، هو الاهم وفقط !!!! بل وبالنسبه للمشويات كثيرا ما مدت بعض السيدات اصابعها في الطبق تكبش ما تريده ، واحيانا تمسك قطعه لحمه ثم تتركها وتمسك قطعه فراخ ثم تتركها وعندما عاتبها احد الواقفين في الطابور لانها تمد اصابعها ويديها في الطبق وتمسك اكلا لاتاخذه ، ابتسمت ببرود وشرحت له انها مسكت الفراخ لقيتها جامده وبالتالي مش عايزاها ، هل فكرت للحظه في اثر امساك الاكل بيدها ثم تركه ، هل فكرت في احساسي انا او غيري بهذا السلوك ، ولماذا تفكر فينا ، هي تفكر في نفسها وفقط !!!!
اما الجمبري الجامبو عليه اللعنه فهو موضوع لوحده ، الفندق كان يقدم تلالا من الجمبري ، لكن تلك التلال لم تطمئن المصريين ، فحين يقف اي منهم امام صينيه الجمبري ، يغرف منها جبلا صغيرا في طبقه ، ربما لو وزنت الجمبري في طبقه لوجدته كيلو ونصف او اتنين كيلو ، ليه ؟؟؟ ليه كل الاطباق مليئه بالجمبري علي كل الموائد ، لماذا ياكل الحجاج الجمبري بنهم المحرومين وليس اليوم فقط بل كل يوم ، كل يوم يتكالبوا علي الجمبري وكل يوم ياخذوا منه كميات كبيره جدااااااااااا وكل يوم ياكلوه بنهم ولعاب يسيل وطريقه مقززه !!! هل يعجز الحاج الذي دفع اربعين الف جنيه علي شراء اتنين كيلو جمبري في بلده ، هل يستخسر الشراء وابو بلاش كتر منه !!!! لااعرف ، لكن الطريقه التي يتكالبوا بها علي الاكل والكميات التي يحملوها في اطباقهم خليط من المأكولات المتنافرة وغرف الحلو والحادق مع بعض في نفس الوقت كانهم يخافوا لو اكلوا طعامهم وعادوا لبوفيه الحلو لم يجدوه ، غريبه منضده اكل الحجاج المصريين ، امام كل منهم عده اطباق ، سلطه ولحمه وجمبري وعيش وتورته وفاكهه ، الاكل تتناثر فتافيته وبقاياه علي المنضده والارض ، الحجاج ياكلوا بسرعه وبنهم المحرومين !! لااحد يكترث بالاخر ومالذي سيحصل عليه ، معظمهم عيونهم اوسع من بطونهم !!!!!!!!!!!!
ليه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ليسوا فقراء !!! ليسوا محرومين !!!! الاكل كثير وكمياتة كبيرة والفندق لايتواني عن استبدال الاطباق الفارغه باخري مليئه وبسرعه ووقت الطعام طويل يصل لثلاث ساعات ، ولا مبرر للنهم المقزز ولا الاستعجال في الاكل والشرب !!!! ليه بيعملوا كده !!!!!!!!!!

( 4 )
ليش بيتزاحموا هيك ؟؟؟؟؟؟؟؟

انه اليوم الاخير في الرحله قبل العودة ، وصلنا المدينه المنورة ، وقفنا علي باب الروضه الشريفه السابعه صباحا ، نتمني لقاء الحبيب المصطفي ، اداره الجامع حدد للنساء موعدا نهاريا من السابعه للتاسعه صباحا ، كثيريات وصلن للباب يلتمسن الزياره ، اداره الجامع خصصت نسوة كثيرات لتنظيم الزائرات ، نحن سنزور الحبيب المصطفي ، اهمس لروحي ، يلزم منتهي الادب والخشوع ، هكذا كنت اظن ، نعم اتوق للزياره لكن الادب في حضره الحبيب يفترض منتهي التحضر والرقي واحترام القواعد التي وضعتها اداره الجامع للزياره والتي تنفذها النسوة بدأب والتزام ، لكن بعض المصرييات لايقنع بالقواعد ، انتظرن هنا ، لايرغبن في الانتظار ، يتوقن للدخول وبسرعه علي حساب القواعد المنظمه ، انتظرن هنا وربنا يهديكي ياحاجه ، لكن الحاجه لاتسمع مايقولوه ، يتزاحمن دون مبرر للتزاحم ، كلنا سنزور الروضه الشريفه ونصلي فيها وندعو في حضره النبي صلي الله عليه وسلم ونقرأه السلام والتحيه ، لكن التزاحم سلوك همجي مقيت ، لكنهن مازلت يتزاحمن ، اجلسن هنا ، لايجلسن ، عايزه اقف انا حره ، ردود صفيقه مستفزه ، لكن النسوه السعوديات يرددن بادب وهدوء من يعرف المقام الذي يخدمه ، اجلسي ياحاجه ربنا يهديكي ، لاتجلس الحاجه ، نجلس في المكان المخصص ننتظر التعليمات ، بعضنا لايجلس ، معظم النسوه منشغلات بالدعاء لكن بعضهن اعتبر نفسه في السوق واخذ يتسلي بالرغي مع جارتها وسؤالها عن ثمن العبايه وارخص مكان لشراء السبح وسجاجيد الصلاة ، وننتظر وننتظر ويزداد الشوق ، ويسمح لنا بالدخول ، المكان سيتسع للجميع لو اردن ، لامبرر للتزاحم والاصرار علي القفز امام الاخريات ، نعم هناك اصرار علي اقتناص مكان الاخريات ، اصرارا علي مسابقه الاخريات وكسب السباق ، ومايمنعش تخبط اللي جنبها ومايمنعش تزقها او تدوس عليها وهي بتصلي !!! ليه ، اهو الشوق للحبيب المصطفي ، لكن الشوق في حضره الحبيب يستوجب حسن الادب ومنتهي الذوق ، لما التزاحم اذنا !!!! وتسالني فتاه سوريه صغيره السن ، ليش بيتزاحموا هيك !!! ولااجد اي اجابه مقنعه ارد عليها بها !!! لايعجبني سلوكهن ولا تزاحمهن ولا تدافعهن ولا ااقبل الشوق مبررا لقله الذوق ولا اللهفه للقاء الحبيب مفسرا للعدوانيه والانانيه ومحاوله الاعتداء علي وجود الاخريات وحقوقهن ........... صحيح ليه بيتزاحموا هيك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


( 5 )
عقدة الخواجة !!!

اكيد والله احنا عندنا عقده الخواجه من ناحيه والتعالي علي العرب من ناحيه تانيه !!!
فكثيرا ما وقفت في طوابير في مطارات اوربا اخضع مثل بقيه راكبي الطائره من اجانب ومصريين وعرب لاجراءات التفيتش القميئه الممله التي قد تصل للتفتيش الذاتي وخلع الحذاء والحزام واخراج الكومبيوتر من حقيبته ووضع الموبيل والعملات الفضيه في بطن الجهاز الكاشف للصور ، كثيرا ما وقفت في تلك الطوابير ولاوقات طويله ، لم اسمع تذمرا من احد حتي المصريين !!! الجميع يخضع للقواعد المنظمه واللي مش عاجبه يشرب من البحر او مايركبش الطيارة او يتقبض عليه لو بلضم شويه !!!!
في مطار جده في رحله العوده ، وقفت مع حاجه ننتظر ابنها المعطل في طابور التفتيش ، هي نفس الاجراءات التي شاهدتها في مطارات اوربا ، تفتيش بالجهاز اليدوي لو زمر الجهاز الكبير وانت تعبر تحته ، تخلع الحذاء والحزام ، تخرج مافي جيبك من عملات فضيه وموبيلات ، لكن الفارق بين جده وبين مطارات اوربا كبير ، في مطارات اوربا ، يقوم بتلك الاجراءات رجالا ونساء خواجات عابسين لايبتسموا يتعاملوا مع الركاب بمنتهي الحزم والحسم ، انت لاتملك تعترض علي مايطلب منك القيام به ، في جده يقوم بنفس الاجراءات رجالا سعودين لاترتسم علي وجوههم نفس الحده والصرامه المرسومه علي وجوه الخواجات !!! من ناحيه اخري في مطارات اوربا لم اسمع ابدا من مصري او عربي الاعتراض علي تلك الاجراءات ، بل يخضعوا لها تماما دون اي اعتراض ، لكن في جده ، لم يكف المصريين عن الاعتراض والتذمر ، ترتسم علي وجوههم علامات الضيق والتأفف ، لو زمر الجهاز لايعجبهم ، لو طلب منهم خلع الحذاء او الحزام لايعجبهم ولاينصاعوا له بسهوله ويتذمروا علي كل الاوامر التي يوجهها لهم الرجال المسئولين !!!
علي وجوه الكثيرين التعالي علي السلطات السعوديه ورجالها ، كانهم يقولوا من انتم لتأمرونا ، من انتم لتخلعونا احذيتنا واحزمتنا ، من انتم ، هل نسيتم التاريخ والجغرافيا والتربيه القوميه ، نعم عندنا عقده الخواجه ، اي خواجه لو زنجي او اصفر الجنس او اسمر اللون ، لايجروء احد منا علي التمرد عليه وعلي اوامره ، اما اولاد العرب فنحن لا نحترمهم في قراره انفسنا ولاننا لانحترمهم لانحترم قواعدهم واوامرهم ونخضعم لها متذمرين غاضبين متأففين !!!!
هل لهذا التذمر والتأفف علاقه بنظرتنا للقوانين في بلادنا واي بلاد تنطق بلساننا ، المفترض اننا لن نحترم القانون ولن نخضع له وحين يطالبنا احدهم ممن ينطق بلغتنا احترام القانون نسخر منه ومن قوانينه نفس سخريتنا من قوانينا !!! ام ان الامر مجرد تعالي تاريخي علي العرب الذين علمناهم ونجرناهم وجايين النهارده يتطنطنوا علينا !!! ام هي عقده الخواجه بوجهه الاحمر او الاصفر ولسانه المعووج التي تستدعي من اعماقنا عقده الخضوع لهم والخوف منهم !!!!!!!!
ليه .............. كل اللي بيحصل ليه ..... لماذا لانقف في الطابور بادب وتفهم ونخلع الحذاء والحزام ونخرج العملات المعدنيه والموبيل ونشكر رجل التفيش لانه يبذل جهد جدي ليحمينا ونحن في الجو معلقين في الطائرات بلا حول ولا قوة !!!!!!! ليه متذمرين غاضبين متأففين متعالين لهذه الدرجه الواضحه !!!!!!!!!!!!

27 نوفمبر 2010

رحلة الخمسه عشر يوما .... ( 3 )


رحله الخمسه عشر يوما
( 3 )

السماء تمطر تعذيبا
معسكر "جوانتينامو" وفيلم "انا وخالتي"



بعدما مررنا بالمزدلفه وسط زحام شديد من الحجيج السائر علي قدميه ومن اتوبيسات الحج السياحي بكل جنسياتها ، وبعد صلاة المغرب والعشاء جمع وقصر بجوار الاتوبيس وبعد التزامنا الدقيق بالتعليمات الصارمه للمرشد السياحي بجمع الحصوات وبسرعه قبل اشتداد الزحام من التراب الملاصق للاتوبيس و....اجمعوا علي قد ماتقدروا وعدوا بعدين !!! بعد هذا كله ، عدنا للاتوبيس في طريقنا لمني ...

لن اتحدث عن الزحام المروع ، فالحجيج ينتشرون في الشوارع وامام الباصات ، سائرون علي اقدامهم نائمون علي الارض جالسون علي جانبي الطريق وبعضهم يفترش الارض ويلتحف بالسماء ويغط في نوم عميق بعد يوم طويل مجهد ، لماذا وقتها تذكرت نشرات الاخبار التي اقاطعها وقت تعرض ضحايا المذابح الجماعيه جثثا مسجاه في اكفانها ملقاه علي الارض ، هكذا كان الحجيج ، كثيرا منهم ينام علي الارض عاري البدن الا من ملابس الاحرام وكاننا نعيش موتا جماعيا فالابدان المسجاه حولنا علي الارض وفوق الارصفه وعلي الجبال وتحت الخيام وبجوار السيارات كثيرة وكاننا في مشهد الموت نعيشه ولانخاف منه ... ولله في ذلك الف حكمه !!!

وصلنا مني .... ووقف الاتوبيس خارج اسوارا عاليا وطلب منا نحمل اشيائنا وننزل ، سنسير للمعسكر علي الاقدام ، يبدو اننا وصلنا مبكرا ، تعجلنا الصلاة في المزدلفة واخترنا الحصوات بسرعه وسار قائد اتوبيسنا برعونه بين بقيه الاتوبيسات يسابق الزمن فوصلنا معسكر مني قبل الجميع ، المعسكر الكبير او المكان الذي يحيطه السور العالي خاليا الا من بعض الاشباح ، هي مدينه الاشباح اذن ، نسير بمشقه فالبدن مرهق والاحمال ثقيله ولم ننام منذ الفجر وعيوننا منهكه محمره من كثره البكاء في عرفات والصداع يقسم الجمجمه لفتافيت صغيره متناثره لاتفكر والمخ هلامي ضائع بين الشذرات المفتته ...و خطوه اثنين عشره عشرين ، اين مقر اقامتنا ، لسه شويه ، خطوه عشرين اربعين ، وصلنا ، لسه ، ابتسم رغم ارهاقي ، تطاردني الطفوله الكثيره وتذكره لعبه الاستغمايه وقررت اكرر سؤالي ، وصلنا ، لسه ، اضحك فتضحك رفيقاتي ، نهون علي انفسنا الطريق الطويل والاثقال وعضلات الكتف المشدوده المتوتره والاذرع الخدله ، وصلنا ، لسه ، لم اضحك هذه المره وانما جلست كالاطفال ابكي في منتصف الشارع ، مش ماشيه ، ضحكت رفيقات الطريق علي الحاجه الطفله التي جلست علي الارض ترفض السير ، لاحلول امامي الا استئناف السير ، فين المعسكر بتاعنا ، سبقني المرشد السياحي بخطوات كثيره لم يعد يسمع صوتي ولم يجيب علي سؤالي ، اجابت اكبرنا تصبرني ، حنمشي لغايه مانوصل ، اجابه مختصره واضحه سلسه سهله لم ترضيني ، مازالت اجلس علي الارض حرنانه مثل الاطفال ، مش ماشيه ، تقف النساء بجواري ، يعرضن علي يحملن حقائبي واحمالي ، ارفض بالطبع ، كل منهن اساسا تترنح تحت احمالها ، يالا بس شدي حيلك وقربنا نوصل ، واشد حيلي لكننا لا نصل للمكان ، مشينا قد ايه ، تنظر واحده خلفنا تبحث عن البوابه التي وقف الاتوبيس عندها لاتراها ، شكلنا مشينا كتير ، وبعد نصف ساعه من السير بخطوات ثقيله بطيئه وجسد ينتفض من الارهاق وعضلات تأن من ثقل الحقائب ، نصل لمكان يشبه الكبائن الخشبيه التي كانت علي كورنيش اسكندريه قديما ، او مثل كبائن راس البر في الافلام العربي الابيض والاسود ، والرصيف عالي ولايوجد سلم ، وهاتي ايديك ياحاجه و.... نقفز واحده تلو الاخري وننفجر في الضحك ، البدايه لاتطمئن !!!

سرنا في ممر ضيق ، لااعرفه عرضه ، فانا لاافهم في السنتيميرتات ، ربما ستين سنتي او خمسه وسبعين ، ممر ضيق تحيط به الابواب المغلقه يسارا ويمينا ، واتفضلوا ياحاجه ، ونتفضل ، عنبر طويل مستطيل ، فارغ الا من مقاعد اسفنجيه زرقاء ، تبدو متعبه قبلما نقترب منها ، يشرح لنا المرشد السياحي ، كل واحده تختار سرير ، لم نجد اسرة ، ايوه الكراسي الكحلي دي لما بتتفرد تبقي سراير ، وبسرعه نحدق في تلك المقاعد وعددها في العنبر ، خمسين مقعد ، خمسه وعشرين يسارا وخمسه وعشرين يمينا ، يانهار اسود ، نعم ، يانهار اسود ، سينام في هذا العنبر خمسين امرأه ، سنقضي معا ثلاث ليالي في مني !!!! لكن مجموعتنا السياحيه ثمانيه نساء فقط ، اذن سينام معنا اثنين واربعين امرأه اخري لانعرفها ، سنقضي جميعا ثلاث ايام ولياليهم في مني داخل هذا العنبر !!!! ونقرأ المستقبل ونرتبك ونصمت !!! وتضحك واحده وتقول ، ال وماكنش عاجبنا شرم الشيخ !!!

نختار المقاعد البعيده في عمق العنبر ، نتلاصق نحن النساء الثمانيه ، وننتظر بقيه النسوة اللاتي لم يصلن بعد لان الاتوبيسات التي تقلهن من عرفات لم تصل بعد بسبب الزحام الشديد !!! اين سنضع حقائبنا ، لااحد يرد ، هناك رف حديدي اعلي من رؤوسنا قليلا ، لابد انه مخصص للحقائب ، ننظر اليه بريبه سننام تحته محملا بالحقائب الثقيله ، لو سقط فوق رؤوسنا سيقتلنا !!! تقترح واحده نترك للرف الحديدي سيقاننا ليكسرها بدلا من رؤوسنا فيقتلنا ونضحك بصوت عالي لايتفق ووقار الحج !!! غريب هذا الضحك فعلا ، نضحك حيث لايوجد مبرر للضحك ، لكن الضحك وقتها يهون الصعوبات ويقتل الوقت ويبدد المخاوف !!! ونضحك اكثر واكثر !!!! نلقي حقائبنا الثقيله علي الرف الخشبي ونفرد المقاعد الزرقاء فاذا هي مراتب سميكه صلبه صنعت خصيصا لتكسير العمود الفقري واذا لم يتكسر عمودك الفقري بسبب صلابه المرتبه فالفواصل العرضيه الفارغه بين اجزاء المرتبه كفيله بكسر عمودك الفقري انت واللي يتشدد لك والامر لله في الاول وفي الاخر ....

نبحث عن الحمام ، تذهب اولنا وتعود مسرعه مكفهره ، ده مستحيل !!! ونضحك ،مستحيل ازاي ، ماينفعش يكون مستحيل ، لازم يكون مامستحيلش !!! ونذهب جماعه للحمام ، نسير طابور في الممر الضيق بين الابواب الاكرديونيه المغلقه ، نسير علي موكيت احمر من نسيج صناعي تحسه يكاد يشتعل تحت قدميك من الاحتكاك ، نصل للحمام ، نصعد السلمتين ، نفتح الستاره ، نقف مذهولين ، فعلا مستحيل !!! وننفجر في الضحك فتنظر لنا بعض النسوه العابسات بغضب ، لايجدوا لضحكنا مبرر ، لماذا تذكرت امي ، الضحك من غير سبب قله ادب ، استسمحها ، دي مش قله ادب والله ، احنا بنضحك علشان الدنيا تهون ، المح ابتسامه امي التي اطمنئت ان ابنتها الحاجه ليست قليله الادب !! والمستحيل من امامكم والعنبر من خلفكم ولله الامر من بعد ومن قبل !!!

المياه تجري علي بلاط الحمام ، فنرفع جلبياتنا عاليا ، لانعرف مصدر تلك المياه ، بعض الحمامات عباره عن كبائن مغلقه كمثل اكشاك الحراسه امام السفارات ، كبائن مثبته في الفضاء خلف الستاره ، بلا نور ، حين تغلق الباب عليك وانت بداخلها ، تشعر وكان داخل تابوت راسي ، ولاتري شيئا ، ربما هذه هي النعمه الوحيده ، انك لاتري شيئا ، تدخل وتنتهي من مأموريتك وتخرج لاتري شيئا .... ونلتقي ثانيه في بهو الحمام ونضحك ، نبحث عن الادشاش لنتحمم ، الدش داخل الكابينه المظلمه فوق السلطانيه ، والاستحمام من الوضع جالسا ، لو رفعت ذراعك ستكسر الكابينه ولو ابتعدت عن السلطانيه لن تجد مكان للحركه و.........الجيش بيقول اتصرف و"مني" ايضا !!!!

ونعود للعنبر الخالي الا منا وكل منا ترفع جلبابها عن الارض وتمسك بملابسها القذره في يدها واثر الحمام البارد علي وجوههنا لمعه ونظافه ومازلنا نضحك !!! وحتي تاتي بقيه النسوه سنسرق حلالا بضعه مراتب اخري لننام عليها ونلقي بدننا فوق المراتب الصلبه ونشعر الما كانها تضربنا و... بكره العيد ... وتغيب كل منا مع ذكرياتها ، البيت البنات الاهل الزوج الاخوه ، وتتوالي الذكريات ، اول مره اعيد بعيد عن جوزي ، اول مره اسيب عيالي لوحدهم ، اختي حتعزم عيالي علي الفته ، جوزي حياخد العيال وياكلوا بره ، نعم النسوه هن العمود الفقري للبيوت ، هن اللاتي يجهزن الفته وصواني الرقاق ويطشوا التقليه ويشوا اللحمه ويشتروا للابناء الهدوم الجديده وغشت علي ملامحنا جميعا سحابه حزن سريعه ، كلنا بعيد عن احبائنا يوم العيد و......... ماهو ياجماعه ماينفعش نحج في شم النسيم ، بصوت عالي تصيح احدانا تفوقنا ، كانها ترسل رسالتنا للعالم كله وبناتنا واولادنا واسرنا واحبائنا ، نحن نحج ولم نترككم عبثا او استهتارا وندرك ادراككم بغيابنا وغيابكم عنا يوجعنا اكثر لكن الحج مايفعش في شم النسيم و......... تزول سحابه الحزن ونضحك ، وتمسك كل منا تليفونها وتكلم احبائها وتتلون الوجوه بالشوق ونسمع عبارات التدليل للاطفال والافتقاد للازواج والحب للاباء والامهات ..

و......... كل سنه وكلنا طيبين ونتبادل المعايده وتتحلل اجسادنا المتعبه فوق المراتب الصلبه ونحاول ننام لكن كشافات النور الساطعه كمثل كشافات استاد ناصر وقت المباريات الليلة تسطع تحت جفوننا في عيوننا المغلقه تطرد النوم منها ، افتح عيني اري جارتي في المرتبه المجاورة لي ارقه لاتنام ، ابتسم لها تبتسم لي وتنصحني ، حاولي تنامي ، احاول وهي تحاول لكن النوم لايأتي و........ افتح عيني علي صوت اكبرنا ، قوموا نتوضوا علشان الفجر وادرك اني نمت فعلا لكنه النوم الذي لم يمنح جسدي الراحه !!!

افتح عيني فاري اجساد ملقاه فوق المراتب واسمع شخيرا لم اسمعه وانا نائمه واراي وجوها مرهقه علي الاجساد المتعبه ، لقد وصلت بعض النسوه للعنبر اثناء نومنا ، وقبلما نتحرك للوضوء ، يفتح باب العنبر عنوه ونحن عاريات الرأس وتدخل نسوه اخري واحده عشره ثمانيه عشر ، غاضبات ، خرجن من عرفات في التاسعه مساءا ووصلن مني قبل الفجر ، يبحثن عن فراشا مريح يعوض اجسادهم ضيق كراسي الاتوبيس ، لكن المراتب الزرقاء الصلبه تنتظرهن ، يلقين بحقائبهن ويسبقونا للحمام فنفاجيء كلنا بالمياه تجري علي الارض وعشرات النسوه يحتللن الحمام والطوابير علي التوابيت الرأسيه وعلي الحمامات العاديه وكل الاحواض محتله بمن تتوضأ ومن تغسل ملابسها ونسير علي اطراف اصابعنا نخاف التزحلق فوق السراميك اللامع ونخشي علي جلاليبنا البلل بالماء مجهول المصدر ونتوضا بسرعة ونخرج للصلاه ، لايوجد في العنبر مكان للصلاه ، كل واحده تصلي فوق مرتبتها ، وصارت المرتبه الزرقاء فراشا ودولابا ومكان الصلاة ، لايوجد زر لغلق الكهرباء ، لايوجد فيشه لشحن الموبيل ، لايوجد براد لنعمل شاي ، والعدد يزداد بالعنبر ونصلي ونستغفر ربنا عن تذمرنا ويفتح الباب عنوه وتدخل بضعه نساء اخري خلفهم رجل مجنون يتشاجر مع ذباب وجهه ومعنا ، يعد المراتب والنساء ويتهمنا جميعا بسرقه اماكن الاخريات وتترك سيده تخينه جدا المرتبه الثانيه التي كانت تمدد جسدها عليها وتتقوقع علي جنبها فوق المرتبه التي لاتكفي طفلا لينام عليه ، نطالبها بشفط بطنها وكتم انفاسها والانضباط العسكري فتضحك ونضحك وتقرر واحده تقيس عرض المرتبه ، شبرين وثلاث قراريط ، خسمين سنتي ، نعم كل واحده منا لها في " مني " خمسين سنتي بالتمام والكمال !!!!

ويحاول المطوف وشركه السياحه تعويضنا عن الخمسين سنتي بالاكل الكثير بسكويت حادق حلو ، منين ، فاكهه ، عصير ، برتقال ، ميه ، بيبسي ، كريم كراميل ، ايس كريم كونو ، سمك فيله ورز ، فراخ بانيه وبطاطس محمرة ، واشعر احساس البطه التي كانت ستي تقبض عليها وتزغطها بين ركبتيها ، مكاني علي المرتبه التي تكسر الضهر ، متربعه وركبتي فوق ركبه جارتي في الفراش وهي تضع ركبتها في بطن السيده التخينه التي تلقي ذراعها الكبير علي جارتها التي لانعرفها ، جميعنا اسري المراتب عليها ننام وناكل ونصلي ونضع ملابسنا وبجوارها سله قمامتنا الصغيره التي تمتلأ بسرعه بالزجاجات الفارغه وقشر الموز وقشر البرتقال يسقط منها علي الارض وفوق مراتبنا و........ الامر لله في الاول وفي الاخر ، منهم لله شركات السياحه والمطوف !!!

ومع لحظات النهار الاولي واليوم الاول للعيد وبعد رمي الجمره الاولي ، تدخل بقيه النساء والرجل المجنون الذي يتشاجر علي نفسه ويعد المراتب والنساء وبسرعه يكتمل عدد النساء في العنبر ، النساء القادمات بعد الفجر من عرفات يحلمن بالراحه والنوم ويحتجن الحمام للوضوء والصلاة ، لكن العنبر مكدس بالنساء لامكان للصلاة ، والحمام تسيل علي ارضه المياه وتقف النساء امام ابوابه بالطوابير و..... كل سنه وانتم طيبين .....

ننام قليلا ونستيقظ لنجدها التاسعه صباحا ، التليفونات من مصر لم توقظني ، افتح عيني واتمني اكون في بيتي فوق فراشي ، لكني مازلت فوق المرتبه الكحلي ورقبتي تؤلمني كان فيل وقف بقدمه المفلطحه علي فقراتها ، ارد علي ابنتي وزوجها بصوت سخيف ، تسالني ابنتي عن حالي يوم العيد ، يتحشرج صوتي بالبكاء رغم انفي ، كويسه قوي ، صوتي كاذب بدرجه فاضحه ، انهي المكالمه بسرعه واعدها اكلمها ثانيه بعدما استيقظ تماما من النوم ، هل الكذب عليها واخبارها اني كويسه يفسد الحج والاحرام ؟؟؟؟ لااظن هذا ، انتبه ان كل الامهات تكذب علي ابنائهن وازواجهن ، احنا كويسين قوي ، اضحك فتضحك جارتي فتضحك النسوه جميعا ، نلقي الموبيلات بعيدا ونضحك لاننا مش كويسين ولا حاجه !!!! ويارب هون !!!!

لماذا يغدق علينا المطوف بكل تلك المأكولات اذا كانت الحمامات بتلك الدرجه من السوء ، نقرر التوقف عن الاكل ، تذهب احدانا للحمام وتعود تبشرنا بان الحمامات اتسدت والعمال بيسلكوا في الماسورة والارض قذره وعليها .......... و .......... ولاتشرح لكننا نفهم وتلمع الدموع في عيوننا ، وبعدين ، ولا قبلين !!!! ونذهب للوضوء قبل صلاه الضهر ، الحمام كمثل زنقه الستات ، نساء من كل الاصناف والاشكال والاعمار ، الاحواض قذره والمياه تسيل علي الارض لاانظر اليها ، لااحدق في تفاصيل الاشياء التي تعوم وسط مائها ، اقف في الطابور امام التابوت الرأٍسي ، الشمس في منتصف النهار حارقه تثقب رأسي باشعتها اللاهبه ، ادخل التابوت واخرج لااعرف مالذي فعلته بالضبط ، لااري شيئا بتوفيق ربي ، اقف امام حوض تنشر عليه واحده من النسوه ملابسها الداخليه ، تحذرني ، ماتطرطيش ميه علشان الهدوم ما تتبلش ، راسي خدره من الشمس وضغطي ينخفض بسرعه ، لااسمع صوتها جيدا ولا ارد عليها ، استعمل اقل كميه من المياه واتوضء واخرج بحرص شديد ، تقع احد النساء التخينات فوق الارض ، يانهار اسود ، يتسخ جلبابها الابيض ، السلمه تخبطها في ظهرها تؤلمها ، احاول رفعها من علي الارض بحرص الا تقترب ملابسي النظيفه من جلبابها ، افشل ، تحتاج عشره نسوه لرفعها من الارض ، اتركها حزينه افكر في المطوف وشركات السياحه ومافعلوه فينا !!!

اعود للعنبر ، افتح الباب ، المح شابوره فوق رؤوس النسوه ، انفاسهم وسخونه اجسادهن وسخونه الكشاف والتكييف البايظ ، كل هذا افرز شبوره فوق الرؤوس ، ادخل لمرتبتي علي اطراف اصابعي ، اترنح بين اجساد النسوه والحقائب وسلال القمامه ، اكاد اسقط اكثر من مره ، اتوازن واكاد اسقط ثانيه ، اصل لمرتبتي ، اصلي ، وسبحان ربي الاعلي سبحان ربي الاعلي سبحان ربي الاعلي ، ولاارفع راسي من الارض ، وكان الارض قبضت علي راسي لاتتركني ارفعها ، واسمع اصوات بعيده وماء بارد ينسكب علي راسي ودموعي تنهمر فوق وجهي ، لقد فقدت الوعي لبرهه ، افيق وابكي واكمل الصلاة واتمني الرجوع للفندق وحمامه الصغير وغرفتنا الرابعيه واكره المطوف وشركه السياحه ولاارد علي التليفونات القادمه من مصر ، فقدرتي علي الكذب انهارت مع ضغطي الواطي ولن ازعجهم بحالي ولن اقول لهم اني كويسه قوي لان نبراتي الكاذبه ستفضحني !!!

تدخل احدي النسوه العنبر صارخه ، اكتشفت عنبر مجاور تنام فيه اربعه نساء ولهن حمام خاص !!!!!
ينادي زوج علي زوجته المعتقله معنا ويخبرها ان احدهم قال له ان شركه السياحه خصصت له غرفه مستقله مع زوجته ولهم حمام خاص واخبرها انهم سيتخانق مع شركه السياحه وقت يعود للقاهره !!!
وادركنا ان شركه السياحه التي نظمت رحلتنا سرقتنا ، اخذت نقودنا وكدستنا كالسجينات في عنبر كبير وحاولت تصالحنا بالموز والبرتقال واهانت انسانيتنا بتلك الاقامه المستحيله والحمامات المسدوده !!!
وفكرت واحده تتمشي خارج العنبر وسرعان ماعادت بوجه محتقن من اثر الشمس اللاهبه التي ترسل اشعتها الحارقه علي الموكيت الاحمر تكاد تشعل حريقا يسبب كارثه ، نعم فالممرات التي تتوسط العنابر بلا سقف والشمس تحرق الرؤوس وليس امامنا الا المراتب الزرقاء !!!
ووزعوا علينا وجبه الغذاء يوم العيد فراخ بانيه ، شممناها وتحسرنا علي الفته والريش وصواني الرقاق التي كنا نصنعها في بيوتنا وعافتها الانفس المسدوده من كتر اكل البرتقال والموز وبسبب الحمامات المسدوده والمجاري الطافحه !!!

واكتشفت واحده منا ان اي منا لم تمسك مصحفها وتقرأ حرف منذ لحظه وصلنا لعنبر جونتينامو الذي نعيش فيه خمسين سيده معا علي المراتب الزرقاء !!! نعم نصلي بالعافيه ونتوضا بصعوبه وناكل بلا نفس ونشرب الشاي بارد وموبيلاتنا فصلت لعدم وجود فيش كهربائيه لشحن بطارياتها وننام طيله اليوم نهارا وليلا تحت الكشافات الساطعه وناكل حيث ننام وننام حيث نصلي ونرمي الزائد من اجسادنا علي اجساد الجارات التي ترمي بقيه اجسادها علي اجساد الجارات حتي تلقي الاخيره بجسدها تحت الديب فريزر !!!

وفجأ ، انفجرت في الضحك ، وشاركتني الصديقات دون تسالني عن السبب ، فالاعصاب الملتهبه والحر والرطوبه والروائح الادميه المختلفه التي تملأ الحجره فكت الاعصاب فاخذنا نضحك ونضحك دون سبب وتذكرنا رحله الاقصر واسوان وعنابر النوم التي كنا نتكدس فيها ونرقص كل ليله قبل ننام ، وتذكرنا فيلم انا وخالتي وانتظرنا محمد هنيدي يدخل علينا من باب العنبر يغني " ياي ياي ياي ياي " وضاعت الرحله الروحانيه والاحاسيس الايمانيه الجميلة التي ملئت نفوسنا وارواحنا وقلوبنا وقت غادرنا جبل عرفه مستشعرين غفران ذنوبنا وعودتنا كالصفحات البيضاء وقت ولدتنا امهاتنا !!! وصرخت واحده من الغاضبات ، ياحاجه انتي وهي اذكروا الله !! ونصرخ وكاننا نستغيث بالله جل شأنه ، لااله الا الله و............. منه لله المطوف وشركه السياحه افقدونا ادميتنا فنسينا ماجئنا من اجله وتحورنا لكائنات تحاول الحياه بصرف النظر عن المشاعر والاحاسيس والايمان !!!!

نعم ..... " مني " التي كنا نعيش فيها وعنبر المسجونات وتعذيب جوانتينامو والحمامات المسدوده والشمس اللاهبه والتكييف المعطل والكشاف الساطع في حدقات عيوننا ليل نهار والاكل مكان النوم والنوم علي السنتيمترات الخمسين والصلاة بجوار سلال القمامه والسير علي السيراميك اللامع علي اطراف الاصابع والتوابيت الرأٍسيه التي ندخلها لنرتاح فلانري شيئا ونخرج منها معذبات من الحر والرطوبه والروائح العطنه الرابضه علي جدرانها ، كل هذا افقدنا الحاله الايمانيه الروحانيه التي كانت تسكننا .... وياايها المطوف وياشركه السياحه لانطلب مراجيح وشازلونجات ونخل احمر ساطع وخادمه ماليزيه مستفزه ، لكن في نفس الوقت لن نقبل اهانه ادميتنا وكرامتنا وانسانيتنا بالحمامات المسدوده والمراتب الزرقاء و.............. وساغادر "مني" .... لن ابيت هناك ليلة ثانيه ، اشتاق للنضافه ولمصحفي وللصلاه بتقوي ، ووكلت احد الاصدقاء ليرمي لي الجمرات وقررت نهائيا ساغادر "مني" واعود للفندق اتحمم وانام علي فراش ادمي عرضه تسعين سنتي واعود في اليوم التالي وهكذا ........... وخرجت احمل حقائبي في الواحده صباحا برفقه بعض الرجال ابحث عن وسيله مواصلات اركبها لمكه .......... وهذه قصه اخري !!!! وتودعني بقيه السجينات اللاتي لايملكن قرارا فرديا للرحيل فهذه تنتظر اذن زوجها وهذه ابنها يرفض بهدلتها بين مني ومكه و....... افكر ، هل ابحث عن الرفاهيه لذا استعصت علي الاقامه في "مني" ، وبسرعه نفيت ذلك الهاجس ، فاحترام الادميه وتوفير الاحتياجات الانسانيه الضروريه بطريقه لائقه كريمه ليس رفاهيه !!!
وغادرت " مني " !!!!!!


26 نوفمبر 2010

رحلة الخمسه عشر يوما .... ( 2 )



رحله الخمسه عشر يوما
( 2 )

الدنيا تمطر استغرابا
هل المطوف وشركات السياحة سيدخلوا الجنه !!!!!



ماهذه الرحله الغريبة ، التي ماان تذكر نفسك بما جئت من اجله ، حتي تحاصرك الاحداث الغريبة فتفيق من الروحانيات وتعود للواقع الغريب ، الروحانيات تملأ قلبك والرغبه في المغفره والرحمة والامل في كرم ربنا ومعك المصحف وسجاده الصلاة والاسدال الذي عطرته بالتقوي ، هذا زادك وزوادك في الرحلة ، لكن شركات السياحه والمطوفين لايتركوك في حالك ، يحاصروك بواقع غريب ، كانهم يستكتروا عليك ماتبغي تعيشه وماتطمح فيه وتتمناه ... هل شركات السياحه والمطوفين سيدخلون الجنه ؟؟؟؟؟؟؟؟

غدا ، يوم عرفه ، اليوم العظيم ، والحج عرفه ، تنبه علينا وقت الافطار ، بعد صلاه المغرب تستعدوا للذهاب لعرفات ، سؤال ساذج سالته هامسه ، الن نبيت في مني ، بصوت اجش ومليء بالحكمه والمعرفه والحسم ، المبيت في مني سنه ولن نتبعها فالاهم كرامه المسلم والطرق ستزدحم فجرا والحج عرفة !!! وصليت المغرب وغيرت ملابسي واستعديت للذهاب لعرفات ، هناك سنبيت وفي الفجر نصلي جماعه ونعيش اليوم المنتظر، الحج عرفه !!!! ...

سار الاتوبيس ببطء وسط قافله من الاتوبيسات ، الحجاج يملئون الشوارع امام الفنادق ينتظروا الباصات والجميع يتجه لعرفات ولبيك اللهم لبيك ، لبيك لاشريك لك لبيك ، ان الحمد والنعمة لك والملك ، لاشريك لك لبيك ، بصوت اجش في ميكروفون الاتوبيس يلبي احدهم فنرد عليه التلبية بعيون دامعه وقلوب وجله راجفه ، هذه هي الساعه المشهوده واليوم المنتظر و..... لبيك اللهم لبيك ....

وصلنا المعسكر ، سور عالي وبوابه حديد وحراسه ، لاندخل الا بالكارينهات المعلقه في صدرونا عليها اسمائنا واسم المطوف ، المعسكر مظلم ، انوار خافته تسطع هنا وهناك ، لكن النخله الحمراء التي تلمع انوارها الساطعه تسرقكك من التقوي ومن عرفات وتلقي بك في مدينه الملاهي التي كنت تلعب فيها صغيرا علي المرجيحه الكبيرة ، تبعد الشيطان والافكار الشريرة وذكريات الطفوله عن خيالك وتزج بنفسك عنوه وبقوه في مناسك الحج التي غادرت بيتك لتؤديها لله عز وجل ، لكن النخله الحمراء تستفزني فاسال نفسي الم يجد المطوف الذي اعد المكان لاستقبالنا في عرفات ماهو اكثر روحانيه من تلك النخله الحمراء القميئه البلاستيكيه الساطعه ، لكنها ليست نخله واحده بل هذه هي الصفراء مثلها ثم الخضراء واحس وكاني اقف في الطابور لاركب المرجيحه واغضب من المطوف ورجاله الذين بذوقهم الرديء والوانهم الساطعه وكانهم سيفسدوا الحج علينا ، واغمض عيني واسير خلف النساء للغرفه التي سنقضي بها الليل ، يتردد في اذني كلمات المرشد الذي يصاحبنا ، هنا عرفه وهناك عرفه ، من سيخرج من المعسكر سيتوه ومن سيتوه لن نبحث عنه ، لاداعي للخروج من الغرفه فالله يسمع الدعاء ويقبله هنا وهناك ، لايعجبني الكلام لكني غريبه لاافهم شيئا في جغرافيا المكان ، هنا عرفه ياحاج ، نعم هنا عرفه ياحاجه !!! هنا ، المعسكر ده عرفه ياحاج ؟؟؟ بملل وزهق يجيبني ايوه ياحاجه هنا عرفه !!!! طيب !!!

وادخل الغرفه بصحبه النساء ، ديب فريز كبير مليء بالماء البارد والعصائر والمياه الغازيه وسبت خوص كبير مليء بالفاكهه موز وعنب وتفاح ويوسفي و..... سبت اكبر مليء بالبسكويت الحادق والحلو والشوكولاته واناء كبير لغلي الماء وعلبه بها شاي ونسكافيه وسكر ومبيض للقهوه وكوبيات ورقيه ومعالق بلاستيكيه و........ هنا سنقضي الليل ونستيقظ فجرا للصلاه والدعاء واستقبال شمس عرفه ويومه العظيم !!!

لعنه الله علي المطوف واسبته الفاكهه والبسكويت المملح والشاي الاخضر ، يتسلل لروحي رغبه في البكاء لاني ادفن عنوه في اجواء بعيده عن الحاله الروحيه التي غاردت بيتي لاعيشها ، ثم انتبه لنظرات التعجب علي كل الوجوه ، نعم جميعنا مصدومين ، فأخر ماكنا نتوقعه في عرفه الديب فريز والبسكويت المملح ، وتدخل علينا شابه تابعه للمطوف ، تحضر لنا خادمه ماليزيه صغيره ، مخصصه لخدمه خيمتنا ، تنهرها بمنتهي القسوه الا تغادر الباب وتلبي طلباتنا بكل طاعه وسرعه ، وترتجتف الصغيره توافقها وتخرج تقف بجوار الباب وانا مذهوله من تلك الطبقيه الغريبه التي تفرض علينا فرضا ونحن امام الله سواسيه لافرق بيننا الا التقوي !!!!

نخرج ملابسنا البيضاء ونفرش سجاجيد الصلاه ، نصلي لله ركعتين شكر الذي اذن لنا الوقوف بعرفه ، واقرر الا احكي شيئا لاقاربي حين اعود ، ساقول لهم قضيت اليوم في عرفه بلا تفاصيل ، لو قلت لهم عن النخله الحمراء والخادمه الماليزيه سيسخرون من حجي وساغضب من سخريتهم ، وتمنيت لو تفقأ عيني فلا اري تلك التفاصيل اللعينه ، لكن المطوف كان لنا بالمرصاد والرفاهيه التافهه السخيفه التي قررت شركه السياحه توفيرها لنا بنقودنا مستفزه وبايخه و......... طرقت الخادمه الماليزيه الباب تدعونا للعشاء ، وكان الاوبن بوفيه ينتظرنا ، تصورت في البدايه اننا سنأكل اكل خفيف ، بل تصورت حين طالعت تفاصيل البوفيه ومايربض فوق مناضدده ان الحجاج المليئين بالتقوي والروحانيات سيعزفوا عن تناول تلك المأكولات من جمبري جامبو لاطنان اللحوم لبوفيه سلطات بالبنجر والسيمون فيميه ، تصورتهم سيعزوفوا عن تلك الاغذيه ، فهذا يوم الرحمه والرجاء في المغفره وليس يوم السيمون فيميه ، لكني كنت واهمه فهذه نقره وتلك نقره اخري ويبدو اني غريبه وشاذه ومتعجرفه لاني عزفت عن الاكل وكاني التقيه الوحيده وسط حشد الحجاج التابعين لشركه السياحه التي سافرت معها وعشرات الشركات الاخري ، واكلوا بنهم وكانهم في فرح بلا اصحاب ، الاكل بلا حساب والاطباق تملأ بجبال المأكولات وتبعثر محتوياتها علي المناضده البلاسيتكيه الانيقه التي فرشها المطوف للحجاج وكاننا علي شاطيء البحر !!! لعنه الله علي عيني وعلي التفاصيل التي انشغل برؤيتها وسابعد بعيدا وسادخل الغرفه وافتح المصحف واحتمي بكلمات الله من سخف البشر ويارب ترحمنا ، لكن المطوف اللعين مصمم علي افساد اللحظه ، فاذا بعربه ترمس امامي يتكالب عليها الحجاج وبجوارها عربه بطاطا مشويه وستاندين شاورمه لحمه وفراخ وعربه تقدم للحجاج مبار وكرشه وفشه ولحمه راس و............. لم اعد قادره علي التحمل ، هل هذا هو الحج وهل هذه هو عرفات ويومه العظيم !!!

وعدت للغرفه ومعي النساء ، تحمل احداهن طبق ترمس والثانيه تمنت لو احضرت لها احدانا قطعه بطاطا مشويه بس تكون محروقه و... رحمتك يارب ، افيقوا ايتها النسوه ، نحن بضاعه لهؤلاء المطوفين وشركات السياحه ، لايكترثوا بالحاله الروحيه التي نتمني نكون فيها ، بالنسبه لهم لايفرق معسكر بعرفه عن معسكر بشرم الشيخ ، المهم راحه الزبون اللي همه علي بطنه و...... افيقوا وانسوا الترمس والبطاطا ولحمه الرأس ولنقرأ الادعيه معا و....... لنصلي ركعتين لله ، ثم ركعتين كمان و.......... نهرب من صخب المعسكر وننغمس في الصلاه والدعاء ونستعيد انفسنا وندخل في الحاله الروحيه ونتذكر الادعيه وامانات الدعاء و........وحين نفرش المنامات البلاسكتيكه التي سلموها لنا ونتغطي بالبطاطين الحمراء والصفراء التي سلموها لنا ، وقبلما نطفيء النور ، تهمس احدانا ، انا حاسه اني في شرم الشيخ ونضحك رغم انفنا ، نضحك حتي تسيل الدموع وننام ساعتين ننتظر فجر عرفه ورحمه ربنا !!!!

واستيقظنا فجرا وتبادلنا التهنئه ااننا نشهد فجر عرفه وخرجنا للصلاة واذا بكل رواد المعسكر يقفوا صفوفا بلا امام ، الرجال في المقدمه والنساء في الخلف ، وتقرر كل مجموعه تصلي وحدها وفجأ ننقسم مجموعات ، هذا يكبر ويبدأ الصلاه وهذا يسجد وهذا يركع ، ويصرخ احد الرجال ، اتقوا الله وصلوا كلكم مع بعض ، لكن احدا لم يسمع ، فيتمرد البعض وينتظر فروغ كل المجموعات المتناثره من صلواتها ويبدوا وحدهم بعدما ينتهي الجميع ، لااعرف لماذا وقتها تذكرت المصريين وحالهم ، مجموعات متناثره بلا امام يقودهم حتي في صلاة الفجر !!! وابتعدت عن الجميع وجلست ادعي ربي ، اتملص من رفاهيه المعسكر والنخل الاحمر والخادمه الماليزيه وانا مغلوبه علي امري لاناقه لي ولاجمل وارحمني يارب ماليش غيرك !!!!
وعدت للغرفه وخلفي اطباق جديده من الفاكهه ومشروبات بدل تلك التي شربت وبسكويت ومنين ومعمول والخادمه الماليزيه تطرق الباب وتدخل الاطباق وتعود تنتظر الاوامر خلف الباب و......... هي دي عرفه ياجماعه ؟؟؟ سؤال بريء سألناه جميعا لانفسنا ، هل سندعو الله نرجوه الرحمه والكرم وغفران الذنوب ونحن في التكييف نشرب عصير البرتقال البارد وناكل المنين ، وقررت اخرج من المعسكر لاعرف مالذي يحدث في الخارج و............. ورأيت ملايين الحجيج ، من كل فج عميق ، يزحفون علي اقدامهم صوب جبل عرفات ، بعضهم يسيروا في مجموعات وبعضهم يعتلي اسقف الاتوبيسات والجميع يلبي ويهتف ، لبيك اللهم لبيك ، لبيك لاشريك لك لبيك ، ان الحمد والنعمه لك والملك ، لاشريك لك ، نعم هذه الملايين هي الحجاج التي اعرفها واتمني اسير وسطها ، نعم تلك النظرات المتوسله والوجوه المتعبه والملامح المتوسله والاقدام المتورمه من كثره السير هي التي اعرفها ، اما معسكر شرم الشيخ والترمس ولحمه الراس فلاتصلح ابدا ليوم الحج العظيم و......... عدت للنساء احثهم علي الخروج من المعسكر وتعالوا نقف مع الناس ، نلبي معاهم وندعي معاهم ونقول يارب ، وتحمست النسوه وتمردت علي المطوف ورفاهيته المقيته وخرجنا من المعسكر ، نلبي ونبكي وندعو ونأمن ، ساعه اثنين واكلت الشمس رؤوسنا ، قررنا نعود للخيمه المكيفه قليلا حتي صلاه الظهر ، قابلنا المسئول السياحي عن فوجنا لمح وجوهنا الحمراء وقطرات العرق علي جباهنا فسخر منا ، ماهو هنا عرفه وهناك عرفه ولاهو وجع قلب وبس ، ولم نرد عليه وعدنا للخيمه نقرأ القرأن وندعو !!!!

خرجت احدي السيدات للحمام وعادت منزعجه ، تصوروا عند شركه ------- حاطين مراجيح قش وشازلونجات ، الناس بتتمرج وتدعي ومتمدده علي الشالزونجات تدعي ، وانفجرنا في الضحك ، وسالتهم بمنتهي الجديه ، هو الدعا علي المرجيحه يجوز ، ضحكنا حتي بكينا وكرهت المطوف وشركه السياحه وقبلما نستريح من اكل الموز والتفاح وشرب البرتقال والبيبسي ، دعونا للافطار ، اوبن بوفيه فول وطعميه وعجه ولانشون وسويسيس وكورن فليكس !!!!!!! وضحكت واحده معنا وسالت ، هو اكل الكورن فيليكس يجوز يوم عرفه وضحكنا غاضبين من المطوف الذي سرق وقت الحجاج في معسكره بالاكل والترمس والكورن فيليكس وقررنا نتمرد عليه ولانخضع لنظامه ولاناكل مما يقدمه ، وفجأ صرخت اكبرنا ، لماذا لانحمل الاكل للحجاج السائرين في الشارع ، نحمل الاكل والموز والمياه البارده وكانت فكره بديعه ، تسللنا من الغرفه صوب بوابه المعسكر ، نحمل المأكولات والمشروبات نوزعها علي الحجاج القادمين من مني علي اقدامهم مرهقين تعبين ، نوزعها عليهم ومعها ابتسامه كاننا نطالبهم يصفحوا عنا لاننا في معسكر شرم الشيخ المرفهه وهم يتكبدوا المشقه والجهد للوصول علي اقدامهم المتعبه وباجسادهم المتسربله باكفانها لجبل عرفات للدعاء والترجي !!!

وصلينا الظهر جماعه وفوجئت بكاميرات تصوير وميكروفونات ومقاعد ترص في صفوف متقاربه والقنوات الدينيه ستصور اجواء المعسكر للحجاج يوم عرفه ، وتورايت خجلا ، ماذا لو شاهدني احد اصدقائي وانا جالسه ادعو ربي تحت النخله الحمراء وماذا لو شاهدوا الحاج الذي يتأرجح علي المرجيحه القش يقرأ من كتاب الادعيه وماذا لو شاهدوا عربه الترمس وعربه البطاطا ، تواريت خجلا لكن معظم المتواجدين للاسف اعتبروها فرصه للظهور في التلفزيون ، ربي هم احسن مني وانا اسوء منهم ، لااخطئهم ربما انا المخطئه المتعجرفه ، لكني اتعجب مما يفعلوا ، ويطلب المخرج من حاجه مسنه تجلس علي الكرسي وتفتح المصحف وكأنها تقرأ فيه ويتمني دموعها وافر بعيدا للشارع لااري كيف اسقطت دموعها وهل بكت بحق ام احتاج المخرج لبعض قطرات الجلسرين ليمنح وجهها التقوي المطلوبه للتأُثير علي المشاهد ، عدت للشارع اقف تحت الشمس اللاهبه استغفر ربي عما تقدم من ذنب وماتأخر واخذت احدق في السماء واستغفر ربي لاتؤاخذني بما فعل السفهاء فينا ، اكاد اجري وراء الحجيج السائر منهكا صوب جبل عرفات ، انا منكم ومعكم ، خذوني حيث رحمه ربنا ومغفرته واردد خلفهم بقلب مرتجف ، لبيك اللهم لبيك و........... لا العن المطوف حتي لاافسد احرامي وحجي لكن اتعجب من كل ما فعله فينا واسال نفسي ، هل انا الغريبه الوحيده التي لايعجبني مااراه ، لكن الكثيرين مثلي تسللوا من اسوار المعسكر للشارع والكثيرين مثلي حملوا الاطعمه وزعوها علي الحجاج في الشارع ، كثيرين مثلي تمردوا علي رفاهيه المطوف وترمس شركات السياحه !!!

وبعد صلاه الظهر انزويت بعيدا عن الشاورمه والترمس وبعيدا عن كاميرات التليفزيون ودموع الجلسرين واخذت ادعو لربي بكل ما يموج في روحي من امنيات والهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخره حسنه وقنا عذاب النار ومر وقت الدعاء والابتهال والترجي والتوسل سريعا جميلا وظللت السحب الرقيقه فوق رؤوسنا تحميها من الشمس الحارقه وطافت نسمه بديعه فوق رؤوسنا وعلي وجوهننا رحمه من الله سبحانه وتعالي لعباده المتقين ونسيت شرم الشيخ والنخل والمطوف وغرقت فيما جئت من اجله يبتهل قلبي ولساني لله تعالي ارحمني واغفر لي يارب العالمين ...............

وقبيل اذان المغرب بنصف ساعه ، امسك احدهم الميكروفون ، شيخا قدم مع احدي الشركات السياحيه قرر يجمع حوله وخلفه كل الحجيج القادمين من كل فج عميق مبعثرون محتارون في المعسكر ، قرر يجمعهم حوله واخذ بصوت ورع صادق يدعو لله يسترحمه ويرجوه يغفر لنا ويرحمنا ، ولمح البصر ، اهندي الحجاج لضالتهم والتفتوا حوله نساء ورجال ، نسوا البطاطا والترمس وكاميرات التليفزيون ، نسوا المشروبات البارده والمراجيح القش والشازلونجات المريحه ، وقفوا علي اقدامهم في الخلاء ، بعيدا عن النخل الاحمر والاوبن بوفيه ، الشيخ يدعو وجميعنا نبكي ونـدعو معه ، يدعو فنؤمن علي دعاءه ، وانقذنا الله سبحانه وتعالي علي لسان هذا الشيخ وبادعيته من المطوف وشركات السياحه واندمجنا جميعا في الدعاء والبكاء والاستغفار والترجي ويارب ترحمنا وتغفر لنا وتوب علينا دنيا واخره و............... حلقت الملائكه فوق رؤوسنا او هكذا احسسنا ونرفع صوتنا بالدعاء تخنقه العبرات والدموع الساخنه وحلقنا بعيدا عن المعسكر ، وقفت ارواحنا علي جبل عرفات وسط ملايين الحجيج ندعو ونبكي ونصلي ونترجي ونتوسل ونصلي و........... عدنا بادعيه الشيخ لليوم العظيم وحلقنا معه للسماء ودعونا ودعونا وبكينا وبكينا و..................... غابت الشمس ونحن ندعو يقبل الله حجتنا ويغفر لنا ذنوبنا ..

و.........حين عدنا للحجره المكيفه ونحن نبكي ، عاجزين عن التوقف عن البكاء والدعاء والامل والرجاء ، اعتقنا الماليزيه وطلبنا منها تغادر بابنا ولا تعود ونهرنا تابعي المطوف الذين طرقوا الباب ليوزعونا عليه تفاح وموز ، واظلمنا الحجره وانفردنا كل منا في حضن روحه يتوسل لله ان يكون قبل دعائنا وبكائنا ومذلتنا وخشوعنا وتقوانا ................ واحسست الامتنان للشيخ الذي جمع الشتيت بادعيته وبالامتنان لله جل جلاله وهو ينتشلنا برحمته من الاجواء المزيفه البارده التي صنعها المطوف وشركات السياحه ويرسل لنا الشيخ يقول فنقول ويبكي فنبكي ويدعو فنتوسل ويرجو فنؤمن !!!!
كنت قررت الا احكي ماعشته ، ثم عدت وقررت الا افسد حجتي بالكذب ولو في هذا الامر الصغير وقررت احكي لكم ماشاهدته في معسكر المصريين سياحه في اليوم العظيم يوم عرفة !!! هل ستسخروا مني !!! ارجوكم لاتفعلوا ، فقد بذلت انا ومعظم الحجيج معي كل مااستطعناه من جهد لنعش يوم عرفه كما يجب ان نعيشه ولم ناكل ترمس ولا بطاطا مشويه ولم نتأرجح فوق المراجيح القش ولم نتمدد علي الشازلونجات البلاستيك ودعونا ربنا من قلوبنا واعماقها بالمغفره والرحمه !!!! وربنا يتقبل !!!! ومازلت اسال نفسي ، هل سيدخل المطوفين وشركات السياحه الجنه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


رحلة الخمسه عشر يوما .... ( 1 )

رحله الخمسه عشر يوما
اول الغيث قطرة

( 1 )
الوحدة



كنت وحدي .... بين الملايين وحيدة تماما ...
وحدي ... اتعرف علي الغرباء وامنح بعضهم الابتسامات واتقرب من البعض الاخر احاول كسر جدران العزلة التي اعيش فيها واصطحبها اينما اذهب ، نعم اذابت الابتسامات بعض الجليد ورققت الملامح الخائفه من الغرباء ، نعم تبادلنا بعض الكلمات وتعارفنا من فوق السطح فما جمعنا لا يسمح لنا بالتواصل الحقيقي ، واي منا لم يذهب لهناك ليتواصل مع الاخرين ، بل ذهب باغيا رحمه ربه وكرمه والمغفرة !!!
وسط الملايين كنت وحيدة ، لااحد يكترث بامساك ساعدي ولا احد يهتم يعاونني وانا اتعثر بخطوات وجله وسط الزحام ، كانت هذه اهم الرسائل التي استقبلتها وفهمتها ، لن يحمل احد عبئك الا نفسك ، ستعيشين ترتكنين علي ساعدك وحدك ، تساعدين نفسك بنفسك ، تحادثين نفسك وتسمعيها وتجادليها ، ستعيشين وحدك ، حولك صخب لايخصك ولا تنتمي اليه ، حولك زحام لن يبدد وحدتك ولن تصبحين ابدا جزء من وجوده ، كنت وحيده وستظلين وحيدة !!!!

دخلت المطار بملابس الاحرام وحيده ، ابتسم في وجوه الغرباء فيبادلوني الابتسامات لكن جبال الصقيع تحيطني ، وفي الطائره تعرفت علي الجالس بجواري فبادلني التعارف بتعارف واغمض عينيه ونام طيله الرحله ، وفي مطار جده وسط الزحام المروع والحقائب الثقيله التي تقذف علي الارض والفوضي العارمة وضرورة عثوري علي حقائبي وحملها او دفعها امامي للخروج من المطار كنت بذراعين وثلاث حقائب ثقيله والمطار يخلو من الشيالين وحاملات الحقائب وعلي اخرج حقائبي الثقيله بنفسي من المطار وحملت واحده ودفعت اثنتين وسرت النيران في اعصابي وعضلات كتفي وتأوهت عظام عمودي الفقري فردت عليها مفاصلي ، اتعثر في جلبابي الطويل ويسيل العرق تحت الطرحه ولااحد سيسمع شكاوي فالكل منشغل بنفسه وتدبير امور صحبته ، هذا الزوج يحمل الحقائب لزوجته ويبقيها تحرس بقيه الحقائب حتي يعود ، هذا الابن يصرخ في امه العجوزه ينهرها لانها تحاول التخفيف عنه ومساعدته في حمل الحقائب ، مجموعه النسوة هناك يحرسن الحقائب وسط الزحمه وتخرج كل منهن تحمل حقائبها وتبقي بجوارهم وتلحقها الاخري ، فقط انا وحيده اتعثر في وحدتي وحقائبي وجلبابي الطويل الذي كان ابيض قبلما يرسم غبار المطار وقطرات العرق اشكالا عبثيه علي نسيجه وتضيع زهوته وبهجته ....

في الخيمه المزدحمه بالوف البشر تحت لهيب الشمس بلا تكييف - خارج صالات المطار وقبل ركوب الاتوبيس - وقفت وحيده ، تلاطمني الاجساد الملحه للوصول للموظف البارد المفروض عليه ختم جوازات السفر بورقه صفرا تفيد ان كل منا سدد ثمن تذكره الاتوبيس البري الذي سينقلنا من جده لمكه ، في تلك الخيمه تلاصقت الاجساد وصار العرق انهارا وتوهجت كل الوجوه احمرارا من الشمس والحر والزحام ، تدافعت الاجساد صوب الموظف فقرر يعاقبنا جميعا ويتوقف عن العمل حتي ننضبط في طوابير لاتسمح بها الخيمه الضيقه ، هل هذه دموع ، التي تسيل من عيني ، تختلط بالعرق المتساقط من جبهتي ، هل هذا نحيب مكتوم يعلو فوق صوت انفاسي ، احس حيره وقله حيله وانا واقفه وسط المئات مكاني ، لااحد يختطف جوازي ويسلمه للموظف ولااحد يطلب مني اخرج بعيدا وسينهي الاجراءات بدلا مني ، نعم هذه دموع ، مالحه مثل قطرات العرق ، لاسعه مثل الحر المحيط بي ، واحسني اغرق في كيس نايلون يمتليء بجسدي ودموعي وعرقي وقله حيلتي ووحدتي ، تناولني فتاه صغيره منديل مبلل لامسح دموعي ، اترنح وسط الاجساد المتلاصقة لكني لااتقدم خطوه صوب الموظف البارد ، مازلت ابكي حائرة ومازال وجهي قرمزيا والعرق يلسع سطحه والدموع ترسم فوق ذرات التراب الملتصقه بوجنتي خطوطا غريبه و..... يخطف احدهم لااعرف جواز سفري ويختمه من الموظف ويلقيه لي في لمحه بصر ويختفي لايترك لي فرصه لاشكره ، نعم ختم الجواز وانهي المأموريه السخيفه التي عجزت ساعه محتجزه في الخيمه عن القيام به ، لكنه رحل بسرعه واختفي ، لم يمسح دموعي ولم يربت علي ظهري ولم يسحبني من ذراعي وسط الزحام ويلقيني خارج الخيمه ، نعم ساعدني لكني بقيت وحيدة !!!

خرجت خارج الخيمه ومعي حقائبي الثقيله وافترشت الارض بجلبابي الذي كان ابيض ، افترشت الارض وحدي وبنيت بحقائبي جدرانا تؤكد عزلتي وجلست انتظر الاتوبيس الذي سيقلنا خارج هذا العذاب ، وتاخر الاتوبيس اربعه ساعات لاسباب لااعلمها ، فتحت حقيبتي واخرجت طعاما حملته من مصر مثل حجاج القوافل في الازمنه البعيده ، يتساقط العرق علي وجهي فامسحه بالطرحه التي كانت انيقه وكانت بيضاء ، ااكل وحدي ، مثلما اعتدت من سنوات بعيده ، الجميع منشغلين بصحبتهم ، هؤلاء يأكلون معا ، هؤلاء ينتظرون احدهم ذهب ليحضر لهم شاي ، هذا اشتري بضعه زجاجات مياه للاخرين ، انا ااكل وحدي واحس عطشا فاترك حقائبي بكل استهتار لااكترث بما قد يحدث لها واشتري ماء واعود افترش الارض واشرب واتأمل الاخرين ، هذا العالم الصاخب حولي ، اتأمله ولااتواصل معه وابقي وحيده ..

وفي الاتوبيس يمنحوني مقعدا بجوار رجل وحيد مثلي ، رجل مغمض العنينين يقول للحياه لاابغي في اي تواصل ، اغمض عيني مثله واغرق داخلي ، اشفق عليه مثلما اشفق علي نفسي ، غرباء وحيدين وسط ملايين صاخبه، اشفق عليه وعلي نفسي لكني لااخبره بمشاعري التي لاتلزمه ولن تغير حاله و....... يصل الاتوبيس للفندق بعد ثلاثه عشر ساعه من وصول الطائره لمطار جده واتذكر فيلم عريس من جهه امنيه وقت وصلت العروس لفندق شهر العسل بفستانها الابيض ممزقا وشعرها اشعث ومتعبه مرهقه واضحك ضحكات متتاليه فلايفهم الاخرين سر جنوني ، في المصعد انظر لوجهي وجلبابي الوسخ وطرحتي المبلله بالعرق وحذائي الذي كان جديدا ، انظر لكل هذا واضحك ، لقد بدأت رحلتي !!!!

في الغرفه التي سكنت فيها في الفندق ، تعرفت علي نساء ثلاث يعرفن بعضهن ، ينظرن لي باستغراب لاني غريبه عنهن ودسست وسطهن بمعرفه شركه السياحه والمنظمين لامور الاعاشه والسكن ، ابتسمت لهن وتحممت وغيرت ملابسي وخرجت لاحد الغرفه خاليه بعدما غادروها وتركوني ، سخرت من نفسي ، هن لم يتركوني ، انا لااخصهن وهن لايخصوني ، هكذا الامر ببساطه وخرجت وحدي من الغرفه لاعمل العمره وهناك وفي بيت الله وامام الكعبه ودموعي تنهمر انفعالا وحبا وارتبكا ادركت معني تكون وحيدا وسط الملايين ، اطوف وحدي وادعي لنفسي وبناتي وكل من اوصاني بالدعاء واؤمن علي دعائي بنفسي واسعي وحدي واخاف اتلخبط في عدد المرات التي سعيتها فاذكر نفسي بنفسي ويتسلل الارهاق لقدمي المرهقه وينهمر العرق انهارا فلااكترث بالطرحه النظيفه التي ارتديتها وامسح وجهي بها وحين انهيت العمرة ، وقفت امام مبردات المياه انتظر دوري لاشرب زمزم وادعي و.... عدت للفندق وحيده ، تسللت لغرفتي وفراشي وحيده والقيت بجسدي اتمني النوم وقبلما اغرق فيه ارسلت التحيه لبناتي واصدقائي واحبائي في البلاد البعيدة وتمنيت لو زاروني في الحلم ، لكني الارهاق حرمني من الحلم ومنهم فنمت قتيله !!!

خمسه عشر يوما ، انا وحيده تماما ، وسط ملايين وزحمه وصخب ، اصلي وحدي ، فاحدا لايكترث يصاحبني ولن افرض نفسي علي احد ، وشيئا في شيئا ذابت الثلوج بيني وبين رفيقاتي في الغرفه فصرنا نقتسم الشاي وبعض الضحكات ، لكنهن وقت الصلاه لايتذكروني فينزلن معا ووقت الذهاب للمطعم لايدعوني لان ازواجهن وابنائهن ينتظرهن خارج الغرفه ، واجلس وحيده ااكل وحدي ، واشرب القهوه والسيجاره في بهو الفندق وحدي لااكترث بالنظرات المستنكره واقضي الوقت الطويل اتلصص علي حوارات الاخرين والكلام في التليفون مع احبائي في مصر ، لااكترث بفاتوره التليفون التي ستأتي متخمه بالمكالمات البعيده ، ليس عدلا ابقي نفسي وحيده محرومه من كلمات التواصل الانساني مع الاحباء ، وتمر الايام ، اوزع الابتسامات علي الاخرين فاخجلهم فيبادلوني الابتسامات ويوم العيد اعيد علي الجميع من اعرفهم ومن لااعرفهم ، المهم احس اني مازلت انسانه حيه وسط اخرين احياء يجمعنا عيد واحد وهذا اضعف الايمان !!!

ويوم عرفات وفي المعسكر الذي كنت فيه ، اندس وسط اي جماعه اصلي معها صلاه الجماعه ، ليس فقط املا في الثواب لكن بحثا عن الدفء والتشارك في الانسانية ، واجد مجموعه تدعي اقف معهم واؤمن علي دعائهم واجد اخري تسمع لحديث من شيخهم الذي احضروه معهم فاجلس وسطهم انصت للشيخ ولااكترث بالاسئله المكتومه التي تقفز من عيونهم لاني لست من مجموعتهم السياحيه و... اصلي العصر وانفرد بنفسي واجلس بعيداااااااااااا اكلم ربي وارجوه يرحمني ويعفوا عني ويغفر لي وادعوا للاصدقاء والاحباء والمعارف ممن حملوني امانه الدعاء وتنفجر دموعي شلالا وانا اشكو لربي وحدتي واني حضرت وحدي وطفت وحدي وسعيت وحدي وادعي وحدي واني ( ماليش غيرك يارب ) و........ نعم هذه هي الرساله التي تلقيتها في الخمسه عشر يوما واضحه صريحه ، انا وحدي وماليش غير رب العالمين سند ونصير وسبحانه جل جلاله عظم شأنه ....

وقبلما تنتهي الخمسه عشر يوم ، اقتحمت قلوب رفيقات الغرفه عنوة بالحاح مستمر علي ثقب شرنقتهن والدخول فيها معهن ولو بعض الوقت القصير واقتربت منهن جبرا وضاحكتهن وقصصت عليهن قصص لطيفه وضحكنا معا بصخب وفرحه وصلينا جماعه ونزلنا نتسوق معا وايقظوني وقت الفجر لاصاحبهن للصلاه في المسجد النبوي وايقظتهن يوم الرحيل ليجهزوا حقائبهن و............. تواصلنا واقتربنا وكدت اصدق ان وحدتي ستتلاشي واني سانصهر معهن لكن المقعد البعيد الذي منحته لي شركه الطيران بعيدا عن عنهن وكل منهن تجلس بجوار زوجها او ابنها او صديقتها التي سافرت معها ، كل هذا اكد لي ان الوحده كانت وستظل قدري و............ اتممت المناسك واديت الفريضه وزرت سيدنا النبي في روضته الشريفه وحين جلست اجهز حقائبي للعودة اجتاحني الشوق لحياتي في مصر واصدقائي وبناتي واسرتي واحبائي ممن يذيبون بوهج مشاعرهم ثلوج الوحده والعزله !!!
وهاانا اكتب الان وانا في غرفتي وحيده بعدما تدافع الاحباء يرحبوا بعودتي ثم عاد كل منهم لحياته وعدت انا الاخري لحياتي و.... ماليش غيرك يارب سند ونصير وسبحانه جل جلاله عظم شأنه والحمد لله كثيرا ...............


09 نوفمبر 2010

احبكم وساظل احبكم !!!!





اليوم اكرمني ربي واذن لي بالسفر لبيته وزياره الحبيب المصطفي اداءا لفريضه الحج وكلها ساعات قليله وساغادر الوطن لرحلة الحج ، آمل واتمني يتقبل مني الله جل شأنه ويغفر لي ويرحمني ويعفو عني ويكرمني ...فاعود لحياتي افضل مما سافرت صفحتي بيضاء ناصعه برحمه ربي وكرمه !!!

الان ... وانا اعطي حياتي كلها ظهري واولي وجهي ناحيه بيت الله وفي رحابه ، افكر في بناتي واتمني اكون اما افلحت في تربيتهم واعطيتهم مايستحقوا ياخذوه ، افكر في امي رحمه الله عليها وتجتاحتي الفرحه لانها رحلت عن دنيانا وهي راضيه عني وبرضاها عشت ونجحت وفلحت ومازلت اجني ثمار رضائها عني ، افكر في ابي واتمني اكون حملت اسمه كما احب وانجزت في حياتي ما يرضيه ويجعله يفخر انه انجب تلك الفتاه التي كانت صغيره وكبرت ، افكر في اختي واتمني اكون افلحت في اخوتي معها ، افكر في زملائي في العمل وتلاميذي واسال نفسي هل قمت معهم بما كان ينبغي اقوم به ، هل علمتهم كما يجب هل احتويتهم كما يلزم ، افكر في صديقاتي واصدقائي وعلاقتي بهم وحبي لهم ودفئي بهم ... افكر في كل الناس وانا اتركهم شطر المسجد الحرام ضيفه من ضيوف الرحمن بعدما اذن لي بالزياره وقبل ندائي والحاحي لزيارته ، افكر في حياتي وماانجزته فيها استعيد الافراح قبل الاحزان والنجاحات قبل الفشل وحب الناس قبل غضبهم واشعر رضا عن نفسي وعن حياتي وعن انجازاتي - بتوفيق من الله وفضل - واشعر اني حاولت قدر ماحاولت تكون حياتي ذات معني وقيمه لي وللاخرين واتمني اكون افلحت !!!!

الان وانا استعد للسفر ... وجوه الاحباء وقلوبهم وحبهم وارواحهم وذكرياتنا كل هذا يدور في راسي يسعدني فاحبهم اكثر مما احبهم ، فهم الذي اعطوا حياتي مذاقا جميلا ومعني عميق ودف حاني وقيمه عظيمه ، لكل هؤلاء الاحباء لااقول وداعا ...بل اقول الي اللقاء ...اراكم بخير وانتم بخير ...

ان كتب الله لي عمرا بعد ادائي فريضه الحج سنلتقي علي خير بعدما يغسلني ربي من ذنوبي وخطاياي ويعيدني للحياه مره اخري كما ولدتني امي ، وقتها ، لو كان لي عمر ، سانتبه جيدا لكل تصرفاتي وافعالي وساسعي اكثر لاتقاء ربي ورضاءه ، فحين تولد وانت كبير صفحتك بيضاء لاعذر لك مثل الصغار علي الخطأ والهفوات ، لاعذر لك لتراكم ذنوبا اخري لاتعرف ان سيسمح لك ربك بالتوبه عنها ام لا ... حين تعود صفحتك بيضاء وانت كبيرة لن تمسك قلما وترسم عليها الا قلوبا محبه واحضان حانيه وابتسامات راضيه ، فانت اسعدك الحظ - وياليتني اكون - وغفر لك ربك مره ومنحك فرصه التوبه وعفا عنك ورحمك فلا تتصور ان تلك الابواب ستظل مفتوحه في وجهك الا ان حافظت علي بيضاء صفحتك بكل التقوي والحب للبشر وللخير ....

لكل هؤلاء الاحباء .. لااقول وداعا ..
بل اقول الي اللقاء ...
اراكم بخير وانتم بخير ...
اتمني اراكم وانا احسن مما انا واطيب مما انا وانقي مما انا ... اتمني اراكم كما احب اكون وكما تحبوا تروني ....
اتمني لو منحني الله عمرا اعود لاحضانكم الدافئه كما هي وقلوبكم الطيبه كما هي .. فانتم اهلي واصدقائي واحبائي واخوتي الاعزاء ، ممن اكرمني ربي بحبهم ، انتم اهلي واصدقائي واحبائي واخوتي الاعزاء مما حاولت اكون دائما جديره بحبكم وثقتكم وطيبتكم ، ان كنت افلحت فهذا من فضل ربي وان كنت لم افلح فعذري اني قليله الحيله مثل كل البشر لكني ساسعي لو كتب لي الله عمرا ساسعي اكون جديره بكل ماتستحقوه !!!
لااودعكم لكني اؤكد لكم بكلمات قاصره ركيكه ان حياتي كانت بكم ومعكم وكنتم انتم اجمل مافيها ومعناها ....
اتمني اكون استحق حبكم !!!!
وساشتاق اليكم جميعا وحتي يكتب لنا اللقاء مره اخري ، احبكم وساظل احبكم !!!!

03 نوفمبر 2010

مازلت خائفة


مازالت كلماتك تدوي في قلبي
دفء يتسلل لروحي
بهجه تغير لون الايام
حنان ينساب في دروب حياتي
ومازلت انتظرك ومازلت احلم
ومازلت خائفة


اخلع خوفي علي عتباتك
لكن الخوف يسكنني ويغلق مسامي ويعذبني
افر من الاشباح وعوائها
لكن الماضي يحتلني ولايرحل
تفح في دروبه الموحشه الريح وتتراكم خلف جدرانه الدموع
وتتراقص علي دقات طبوله المخيفه خيالات الوجع
ومازلت خائفه
من المغامرة والتجربه والطمأنينة

مازالت كلماتك تدوي في قلبي
ترسم بفرشاتها بهجه وزهور
لكن الخلفيات السوداء مازالت تطغي علي كل الصورة
تلتهم كل الالوان
ومازالت براعم الفرحه في حقول روحي
ضعيفة لاتقوي علي مناطحه اعاصير الهم
العاتيه العنيفه
ومازل عصفوري صغير تتعثر خطواته في الجو فيسقط
ومازال يحاول التحليق

مازلت اسمعك واصدقك واخاف
مازلت خائفة
ومازلت احاول الانتصار علي خوفي
وهزيمه وحشته
مازلت احاول لكني لم افلح ولم اشفي تماما
و مازلت خائفه

02 نوفمبر 2010

مصر حتفضل غالية علي !!!!


منذ سنوات بعيده وهم يحاولون حرق الوطن بالنفخ في نار الطائفية ... كلما هدأت النيران سكبوا فوقها الوقود الحارق ، احداث طائفيه هنا وهناك ، مشاجرات ، مظاهرات ، هتافات معاديه يرد عليها بهتافات اكثر عداء ...
في الفتره الاخيرة ، تراشق البعض بحجارة من سجيل وكادت السنه النار تصل للسماء بتصريحات الانبا بيشوي والدكتور العوا ، لكن العقلاء في الوطن صرخوا يستنهضوا روح الامه وتسامح الاديان دفاعا عن الوطن ووحدته ومواطنه ابناءه بصرف عن خانات الدين في بطاقات الرقم القومي ....

لكن اعداء الوطن ، وهم كثر ، لاسباب مختلفه ، لم ييأسوا ولم تهدأ نار حقدهم المقدس ، فاذ بتنظيم القاعده يحتجز رهائن في كنيسه بالعراق ويرسل من خلالها تهديدا للكنيسه المصرية يتوعدها باعمال ارهابية ... ولان الفتنه التي حاولوا اشعالها من داخل الوطن لم تحرق الاخضر واليابس بعد وهم متعجلين هزيمه الوطن وتمزيق اوصاله ،فاذا بغرباء لاناقه لهم ولا جمل في ارضنا ، اذ بهم يرسلوا تهديدا للكنيسه المصرية متصورين بحمق وجهاله ان المصريين جميعا مسلمين ومسيحين لن يتصدوا لذلك الهجوم يرفضوه وينددوا به ، يتصوروا بحمق وجهاله ان المصريين المسلمين سيتجاهلوا ذلك التهديد للكنيسه المصرية باعتباره شأن لايخصهم !!!! وحمقا ما تصوروا ووهما ما تمنوا ...

فالمصريين ، بصرف النظر عن دياناتهم ، لا يقبلوا ولن يقبلوا ، ان يتدخل الغرباء - عن حق او باطل - في شئون وطنا ، وشأن الكنيسه المصرية والاقباط في مصر شأنا مصريا يهمنا جميعا مثلما يهم امر الازهر والمسلمين في مصر جميع المصريين !!!!
عجزوا عن اشعال نيران الفتنه رغم كل المكائد والتصريحات المعاديه واستغلال جهل البسطاء بسماحه الاديان ، عجزوا عن اشعال نيران الفتنه فلجأوا للاستعانه بصديق خارجي ليحرق وطننا نيابه عنهم ولصالحهم !!!!

الاسلام بريء من تلك الجرائم ...
ومصر بكل مواطنيها لن تصمت عن تلك التهديدات ولن تقبلها !!!!
ورب ضاره نافعه ، ربما ذلك التهديد الاجرامي للكنيسه المصرية ،يفتح عيون الكثيرين ان كل مانعيشه في من احتدام طائفي ليس شأنا داخليا وانما هو نتيجه لايدي قذره ملوثه تعبث في امان الوطن وامان مواطنيه باشعال نيران الطائفيه ، كل مايهمهم حرق الوطن حتي لو في سبيل ذلك حرقوا المسلمين والاقباط معا وساروا فوق جثثهم لاقواس نصرهم!!!!

لا تقولوا لي من هم ؟؟؟ لااعرف اسمائهم ، لكني اعرف حقيقه اهدافهم ، فمصر مازالت وطنا عظيما يقف في زور الكثيرين ، رغم كل السلبيات التي نعيشها والانتقادات التي نوجهها لها املا في تبؤها المكانه التي تليق بها وبحضاراتها العظيمه ، مصر مازال وطنا عظيما يقف في زور الكثيرين مما يرون ان مجدهم لن يبني الا علي جثثنا!!!
مصر كانت ومازالت وطن يقف في زور الكثيرين ، ولن يتمكنوا من ابتلاعه ولو شربوا كل دمائنا مسلمين واقباط!!!!
لعنه الله علي الفتنه ومن ايقظها !!!!

ومصر حتفضل غالية وحتفضل قويه متوحدة ، مهما تصور اعدائها انها صارت قاب قوسين او ادني من التشرذم والانقسام والضياع !!!
وفي النهايه ، وان طال الزمن وسقط الضحايا ، سيرتد الاجرام علي اصحابه وتبقي مصر هي مصر التي هزمت كل الغزاه ...