12 مايو 2015

راي صادم في قضية الساعة



عفوا هذا الحديث للطبقه المتوسطه المصرية فقط !!!
من حق الطبقات الاجتماعيه الاخري والادني ان تغضب من تصريح وزير العدل ربما لانه يحرم ابناءها من تولي المناصب والوظائف العامه ...
لكني هنا ، اتحدث وفقط للطبقه المتوسطه المصرية ليس الا !!!
مافيناش من زعل .....
ولاكلامي موجه شخصيا لحد ولا با القح كلام علي حد ولا بأرد علي حد ....
ويمكنني القول بأني احترم كل من تحدث وادلي بدلوه في الموضوع ، احترمه شخصيا ، ربما ارفض رأيه ولااوافق عليه ، لكني احترمه شخصيا ، واؤكد علي هذا حتي لااخرج من هذا الرأي بالكثير من " البلوكات " و" الانفريند " ....
اعود واكرر ، كلامي ليس موجها لشخص بعينه ولا عن راي شخص بعينه ...
ولااتحدث عن السيد وزير العدل ، ولا عن السيد عامل النظافة ....
اتحدث عنا ، نحن المتناقضون ذوي المعايير المزدوجه ، الذين احيانا نسقط في دوامات السفسفطه دون انتباه للمعني الحقيقي لما نقوله ، لا اقل انتم ، بل اقول نحن ، نعم نحن جميعا ، نتناقض كثيرا ، ونحاول بمنتهي الاناقة التنصل من تناقضاتنا ، فنقع في تبريرات اكثر تناقضا  ، وننسي ونتناسي مانعيشه ومايحيطنا ومانتعرض له وما نعاني منه في هذا الوطن العزيز علينا جميعا
دعونا نبدأ من البداية ....
لم اسمع تصريح وزير العدل ولااعرف سياق ماقاله ولايهمني اساسا ، لان المهم ماوصلكم ، او ماافلح الاعلامي الذي نصب الكمين لسعاده الوزير في توصيله لكم ، يانهار اسود ، وزير العدل بيقول انه لايجوز تعيين ابن عامل النضافه في القضاء ....يانهار اسود ، ده ضد العداله الاجتماعيه ، وضد مبدا المواطنه ، بل وضد مبدأ تكافوء الفرص ، الحق ياسيسي ، الحق انت مع الشعب ولا ضد الشعب ....وكأن الشعب كله عمال نضافه مع احترامنا ليهم ، فاذا كنت مع الشعب اقل وزير العدل ، واذا كنت عايز بقي تبقي ضد الشعب خليه ياسيسي ... وانت حر بقي !!!! ادي زاويه اتناقش المصريين فيها وبيها ...
زاويه تانيه ، القضاه طبقيين مش عايزين الشعب يخش معاهم وبيعينوا اولادهم وبس ، واهي فرصه نشتم القضاه ، وكأن كل من يعين في الهيئات القضائيه هم اولاد القضاه وفقط ، وبصرف النظر عن كفاءتهم وتقديراتهم ، اهي فرصه نشتم القضاه واللي مش مستعد يقبل ان ابن عامل النضافه يخش الهيئه القضائيه يبقي عنصري وطبقي ومعادي للدستور والسلام الاجتماعي ....يعني المساله مجرد دماء زرقاء تجري في عروق القضاه خايفيين عليها !!!!!! عظيم ، ادي زاويه تانيه ..
زاويه تالته ، هل تقبل تزوج ابنتك لابن عامل النضافه ، اللي يرفض يرد علي السؤال ، واللي يقول مالكش دعوه ببنتي ، واللي يقول نحن نتحدث عن قضيه عامه فلاتدخلونا في القضايا الخاصه ، واللي يقول اه اقبل .......... وفجأ خبط اولاد عمال النضافه علي البيوت يطلبوا البنات ومطلوب من كل واحد منا يرد ، ويبرر ....وناس تقول ايه علاقه ده بده ، من ان علاقه ده بده علاقه واضحه قوي ، لكن اللي عايز مايردش يقول الموضوعين مالهمش علاقه ببعض ، اوكي !!!!!
طبعا ، فيه ناس بتكره السيسي فقالت لك فرصه نشتمه ماهو اللي جاب رئيس الوزرا اللي جاب الوزير ، وناس بتحب السيسي لكن بتكره محلب فقالت فرصه نشتم محلب علي مجايبه السوده في الوزاره ، وناس عايزه الثوره مستمرة واثبتت بتصريحات وزير العدل ان الثوره مش مستمرة وكأن ثوره لم تقم والعداله الاجتماعيه لم تتحقق و........... وبعض المؤيدين للسيسي حسوا ان تصريح وزير العدل ممكن يخسر السيسي فاذا بهم يقرروا يقولك وزير العدل يمشي باعتبار ان ( تصريحه ) يتحسب عليه مش علي السيسي ..
وطبعا الناس وهي " بتتناقش وتحتد " علي بعض بمنتهي الديمقراطيه ، جابت سيره ابو عبد الناصر وابو السادات وابو مبارك وابو السيسي وابو وزير العدل ، وابو ابونا كلنا ....
وتحدث الناس عن الثراء وعن الفقر وعن ( ابن الناس ) و ( ابن الاصول ) واتطرح يجيي عشر مليون مفهوم ( كل واحد عايز دكتوراه لشرحه ) بين الناس وهي تحاجي بعضها البعض .....
بخلاف طبعا ، دعم الكثيرين لوجه نظرهم لصالح ( ابن عامل النضافه ) بالاحتكام للدستور واحكام الدستور ، وعلاقه الدستور بابن عامل النضافه بالطبقية والعنصرية والحفاظ علي الدماء الزرقاء ؟؟؟؟؟؟
وقضي المصريين علي شبكات التواصل الاجتماعي يوم 11 مايو 2015 في ( هري ونكت ) تصريحات وزير العدل وابن عامل النضافه ....
للاسف الصبح ، النور كان مقطوع ، مالحقتش اقول اللي نفسي اقوله ، وطول النهار باتابع اللي بيتكتب واقرا التعليقات ، ومش عارفه اخش اقول وجهه نظري لاني من الموبيل وباكره الكتابه ( حرف حرف ) ماعلينا ...
حاولت ، اضع بعض التعليقات القصيره علي الامر ، لكنها لم توضح بدقه وجهه نظري.........
واسمحوا لي في البدايه اذكر نفسي بالعباره الاجمل التي احبها ( مالذي تكسبه اذا كسبت العالم كله وخسرت نفسك ) نعم ، ياايها الاصدقاء ، انا " الشريك المخالف " اللي " بامشي عكس التيار " ومابخافش ، انا اللي بحاول " اكشف " تناقضاتي واعالجها ، انا اللي مابعرفش "اريح روحي" ولااريح حد ، ولاادفن راسي في الرمل ولا اقول اللي الناس تحب تسمعه ، ليه باقول كده ، لاني حاقول كل الكلام البايخ اللي الناس ماتحبش تسمعه ، لكن لازم اقوله ، ليه ، لاننا لازم نعرف نواجه نفسنا بجد ونعرف مشاكلنا بجد ، ونحاول نحلها بجد ، والتشخيص الصحيح نصف العلاج ، اما " الاستهبال علي النفس وعلي الاخرين " فمضر للنفس وللاخرين ، جايز يخلي الناس تحبك اكتر ولو مؤقتا  ، لكن مش مفيد خالص علي المدي البعيد  ، كمان فكره استخدام  تعبيرات " تخينه " من اجل تخويف الناس من التعبير عن اراءهم ، فكره مابتفرقش معايا ، مابخافش لا من التعبيرات " التخينه " ولا بخاف من اللي بيقولها ....
عظيم ....
( 1 - المواطنة )
اقر ان الدستور المصري يتحدث عن مبدأ المواطنه ، واعرف ان المواطنه وحقوقها وواجباتها حق دستوري لكل المصريين ، لكني اعرف ايضا ان المواطنه مازال مفهوم نظري لم يتحقق فعلا علي ارض الواقع ويحتاج عشرات السنوات في اكثر التقديرات تفاؤلا لتتحول من مجرد مفهوم نظري لواقع عملي معاش ، لان المواطنه كفكرة نظريه تحتاج لتغيير العقول والثقافه والوعي والعادات والتقاليد والفهم المغلوط للدين لتتحول لحقيقة وواقع ، لان المواطنه تفترض ، المساواه في الواجبات والحقوق بين الفقراء والاغنياء من ناحيه ، وبين المسلمين والاقباط واللادينيين من ناحيه ثانيه ، وبين الرجال والنساء وربما المثليين " الشواذ كما يصفهم البعض " من ناحيه ثالثة ، واعرف ان كثير من المصريين دايما ( ياخد ) حته من المواطنه ويسيب الباقي ، ياخد الحته اللي علي مزاجه ويسيب الباقي ويعمل نفسه مش شايفه ، وده نوع من الاستهبال علي النفس وعلي الاخرين ، لان اللي شاف ان ( ابن عامل النضافه ) لازم يخش القضاء ، لم يفتح فمه وقتما ناضلنا من اجل دخول النساء الهيئات القضائيه ، الناس اللي اتحمقت النهارده علي المساس بحق المواطنه لابن عامل النضافه ، لم تتحمق علي المساس بحق المواطنه للمرأه المصرية ، رغم ان القضتين يخرقا بنفس القوة مبدأ المواطنة الدستورية ، ايضا القضيه الاعظم المسكوت عنها ( قضيه الاقباط ) هي ايضا قضيه كبيره تمس المواطنه وتخرق عينيها ، لكن اللي زعلوا علشان ( ابن عامل النضافه ) لا يدخل الهيئات القضائيه ، ولا اتهز في راسهم شعره قدام قضيه كبيره زي قضيه ( الاقباط ) وحقوقهم القانونيه والدستوريه وحق المواطنه !!! اي معايير مزدوجه تتحدثوا بها واي نفاق تنطقوا به ، لو " المواطنه واجعاكم قوي " كنا سمعنا صوتكم من زمان في مليون قضيه مسكوت عنها تمس حق المواطنه والدستور، اذن القضيه مش قضيه مواطنة ، انتم لاتأمنون بحق بالمواطنه وحق كل المواطنين دستوريا وقانونيا في المساواة النصوصيه والواقعيه في الحقوق والواجبات بما فيها تولي الوظائف العامه من اول رئيس الجمهورية ولغايه اصغر مفتش تموين في اصغر قرية ، الواقع ايها الساده يقول انتم لاتكترثوا بحق بالمواطنه ، وانكم النهارده ، خدتم منها حته " تتكلموا عنها " وانتم بقالكم سنين ساكتين عن بقيه انتهاكها ، ساكتين وعاملين انكم مش هنا ولا من هناك !!!! ايها المحتمين بالدستور والمواطنه دفاعا عن حق ابن عامل النضافه في تولي منصب القضاء ، اخبروني عن مواقفكم من حقوق النساء وحقوق المثليين وحقوق الاقباط وحقوق اللادينيين وعلاقتها بحق المواطنه والدستور !!!!! اه ، احب اضيف حاجه مهمه هنا كمان ، مش بس اخبروني عن موافقكم من القضايا التي ذكرتها ، بل اخبروني عن رأيكم فيمن يري حق المرأه في تولي منصب رئيس الجمهوريه ووزير الدفاع ووزير الداخليه وغيره من مناصب الدوله ووظائفها العامه ، واخبروني عن رأيكم فيمن يدافع عن المثليين وحقوقهم بما فيها تولي المناصب والوظائف العامه وتأديه الخدمه العسكريه ، واخبروني عن رأيكم وممارساتكم الواقعيه في قضايا الاقباط ليس فقط " بالتعييد " عليهم في العيد ، بل بالدفاع عنهم بمنتهي الشراسه التي هاجمتهم بها السيد وزير العدل النهارده !!!! هل سيقول احدكم ان هذه قضايا شائكه وليس وقتها الحديث فيها وعنها و" مش ناقصين " !!! اوافقكم ، ولكن الاتخرقون حضراتكم بهذا القول مبدأ المواطنه الذين تدافعوا عنه طيله اليوم !!! اليس هذا تناقض لدي حضراتكم جميعا ؟؟؟؟
( 2 )
 ( الطبقية )
نحن للاسف مجتمع طبقي شديد الطبقيه ، للاسف كل طبقه من طبقات المجتمع ، تنظر بترفع للطبقات الادني منها ، بل الشرائح المختلفه داخل الطبقه الاجتماعيه الواحده ، كل شريحه اعلي تنتظر بتكبر وترفع وتعالي للشرائح الادني ....
هذه الطبقيه لا تتناقض من وجه نظر الكثيرين ، مع الرحمه والعطف ، لاتتناقض مع الحنان والرأفة ، لاتتناقض والاحترام الشكلي وحسن المعامله والادب ....
وهذه الطبقيه متأًصله في مجتمعنا بشكل شديد ، لم يتخلص منها " نسبيا " الا اليسارين والاشتراكيين وان كان اعداءهم السياسين لايرون هذا حتي ، ويروا معظمهم طبقيين ويدعون عكس هذا من باب الترويج السياسي لافكارهم ليس الا ، ويري معظم المصريين ان الطبقيه التي ينظروا بها لبعضهم البعض ، شيء عادي وطبيعي وفطري ، وان اي كلام عن كسر الطبقيه وتجاهلها ، كلام مش واقعي ومش حقيقي ، اه ربما يتشدق به البعض في حواراته الخاصه او تصريحاته السياسيه ، لكن الجميع يري ان الطبقيه هي طبيعه الاشياء ، بل ويعامل المصريين بعضهم البعض بقسوه وقتما يقرر ( احدهم ) الخروج من طبقته الادني للطبقات الاعلي ، سواء بتراكم الثروة فيقولوا عنه ( محدث نعمه ) بل ويحذروه من سلوكه باعتباره ( لازم يعيش عيشه اهله ) وان ( العين ماتعلاش عن الحاجب ) وان ( الطينه غير العجينه ) وان ( اللي يبص لفوق يتعب ) ولاتشفع الدرجات العلميه والتفوق الدراسي لدي المصريين لحل مشكله الطبقيه وانسجام الطبقات الادني والاعلي ، فيلجأوا للتعبير الشائع (مش ابن ناس ) او ( بلدي ، بيئة ) ويحاصروه بالمثل الشعبي ( القوالب نامت والانصاص قامت ) وهي كلها تعبيرات وامثال شعبيه شديده الطبقيه ، ترسخ الفجوات الطبقيه بين المصريين ، ويعيشها المصريين ويمارسوها ( باريحيه وبراءة ويسر ) دون تأنيب ضمير او التفكير في اختراق وخرق مبدأ المواطنه ، بل يعتبروا طبقيتهم سلوك طبيعي عادي علي الجميع تقبله ...
وحل مشكله الطبقيه ، ليست في تعيين ابن عامل النضافه في منصب القضاء ، لانه حتي لو حدث هذا ، سيظل في وجه نظر المجتمع الطبقي ( قاضي ابن عامل النضافة ) وهو وصف سيحاصره في كل تصرفاته وسلوكه المهني والوظيفي ، اخطأ او اصاب ....
لماذا اتحدث عن الطبقيه ، لاني لم افهم ابدا ، انبراء البعض من شديدي الطبقيه من الطبقه المتوسطه المصرية ( التي نراها حولنا وفي شبكات التواصل الاجتماعي ) اللي بيتكلموا علي الفقراء وهما ماسكين مناخيرهم تأففا ، ويقرفوا يقعدوا جنبهم لان ريحه عرقهم بتضايقهم ، ويسلموا عليهم من طرف صوابعهم ، وطبعا ينزعجوا من صداقتهم لاولادهم ولايقبلوا اساسا فكره تقدمهم لخطبه بناتهم بل يعتبروا الامر اهانه وتطاول ، لم افهم ابدا من مثل هؤلاء ، دفاعهم العظيم عن حق ابن عامل النضافه في  تولي منصب القضاء ...
مشكله الطبقيه ، اذا اعتبرناها مشكله ، متأصله ومتجذره في نسيج المجتمع المصري ، ولو صارحتم انفسكم بما تروه حولكم ، لرأيتم الشرائح الدنيا من الطبقه المتوسطه المصريه اللي يادوبك عايشه علي الكفاف وهي تتحدث بتعالي عن طبقه الفلاحين وعن شرائح الصنايعيه ، مهما كانوا اثرياء ، يتحدثوا عنهم بتعالي وتكبر ، ويروا انفسهم - رغم ثراء الاخرين لو صح - افضل منهم طبقيا واعلي مرتبه ودرجه ، واكم من موظف صغير في احد الوزارات بحذاء مثقوب رفض تزويج ابنته لابنه فلاح بجلابيه لانه يراها تستحق افندي مثله ولو كان رقيق الحال لكن موظف مش فلاح !!!!
بالمناسبه ، محدش يقولي القضايا العامه غير القضايا الخاصه ، مش صحيح ، القضايا الخاصه تؤثر في القضايا العامه ، القناعات الشخصيه للحياه تتدخل القضايا العامه وتعيد صياغتها حسبما يري كل شخص ووفقا لقناعاته ....
ودعوني اذكركم بالفريق شفيق وقتما ترشح للانتخابات الرئاسيه ، كثيرين ، رجال ونساء بالمناسبه ايدوه لانه من وجه نظرهم ( برنس ) و( ابن ناس ) و( شيك ) ، لم يكترثوا بما يقولوه سياسيا ومالذي يطرحه ، بل ايدوه لانهم احسوا انه يعبر عنهم وعن مثل طبقاتهم الاجتماعيه ، هنا الرؤي الخاصه والقناعات الخاصه تصدرت المشهد السياسي واثرت عليه وفيه ....
ايضا ، كيف ستقبل ، انت ، ياشديد الطبقيه ، يامن ترفض ان يستضيف ابنك خريج المدرسه الاجنبيه او الخاصه ، يستضيف ابن عامل النضافه في بيتك باعتباره صديقه وزميله في الجامعه او الحي والجيرة ، ولااقل تزوجه ابنتك ، فهذا موضوع اخر ، كيف ستقبل ممن لاترحب به صديقا لابنك وزائرا لك في منزلك ، كيف ستقبل منه حكما يؤثر في حياتك لصالحك او ضدك كقاضي ، ان نظرتك الطبقيه لهذا الشاب ( رغم خلوه مما يعيبه ) ستحاصر هذا الشاب لو جلس علي منصه القضاء ، وتحرمه من صلاحيته لممارسه عمله ، فمع اول خطأ صغير من وجه نظرك ، ستقول ولو همسا ، ماهو ابن عامل النضافة ولن ترضخ لحكمه - ولو نفسيا -  مهما كان عادلا لو ليس لصالحك لانه من وجه نظرك ابن عامل النضافة بما تعنيه تلك العباره والوصف من خصائص وشيم وسلوك وتصرفات وعادات وتقاليد تشينه امامك وتنتقص من حياده وتجرده وعدله !!!!
النظره الطبقيه هي التي ستحاصر ابن عامل النضافه وغيره من تولي المناصب العامه لان الخاضعين لاحكامه سيتكبرون عليه وعلي اصله وعائلته ووسطه الاجتماعي ، وهؤلاء الطبقيين ، جاهزون دائما لانتقاده والنيل منه لانه ( ابن عامل النضافه ) ولو كان اكثر القضاه عدلا وانصافا وحكمه ....
ولايفوتني هنا اوضح ، ان ثوره يوليو التي انحازت للعمال والفلاحين وللطبقه المتوسطه علي حساب الطبقات الثريه وممن وصفتهم بالاقطاع والرأسماليه ، لم تفلح الثورة في الغاء الطبقيه او تخفيفها في نفوس وسلوك المصريين ، نعم تعاطفوا مع ( علي ابن الجنايني ) لما حب ( انجي بنت افندينا ) ، تعاطفوا وربما بكوا تأُثرا بالفيلم ، لكنهم في الواقع لم يزوجوا ( انجي ) بتاعتهم ، لابن الجنايني الذي ظل في نظرهم ابن الريس عبد الواحد وبس ،يحبوه يعطفوا عليه لكن مايجوزوهوش بناتهم ولا يفتحوا له بيوتهم بجد !!!!
واذا كنت لا تقبل تزوج ابنتك لابن الجنايني ولا ابن عامل النضافه ، لاتطئمن اليه علي ابنتك ، فكيف ستطمئن اليه وانت تحكمه في رقاب المجتمع وحقوقه وواجباته وتعطيه قلم رصاص يحكم به بالحبس والسجن والاعدام ان لزم الامر ، ان كنت تطمن لابن الجنايني زوجه ابنتك وعينيه قاضي ، وان كنت لاتطمئن اليه ، تحترمه ولاتطمئن اليه ، لاتزوجه ابنتك ولا تعينه قاضي ، الامرين يتشابها في الخطوره الشخصيه والاجتماعية ...
ثوره يوليو ، فتحت الباب امام طبقات اجتماعيه الحق في التعلم والتوظف والترقي ، لكنها لم تفلح مع الطبقات الاعلي والشرائح الاعلي في نفس الطبقه في ازاله الحواجز الطبقيه وردم الفجوات الطبقيه والاحتفاء الحقيقي بزواج ابنه افندينا لابن الجنايني في الواقع مش في افلام السينما .....
هل يمكن الغاء الطبقيه من المجتمع المصري ؟؟ومتي وكيف ؟؟؟؟اسئله مهمه يلزم الاجابه عليها ، فاذا ماانتهينا من هذا الواجب ووصلنا الي الغاء الطبقيه بحق من المجتمع المصري - وان كنت اظن ذلك مجرد قول نظري لاعلاقه له بالواقع -  وقتها سيشغل ابن عامل النضافه اي وظيفه او منصب في الدوله بصرف النظر عن بيئته الاجتماعيه وعمل ابيه !!!  
 وهنا انا اتحدث عن مصر ولااتحدث عن اي بلد اخر ، استطاع ابن عامل النضافه فيه ان يشغل منصب كبير في الدوله بل وصار رئيسا للجمهوريه ، لاني لااعرف كيف يفكر اهل هذا البلد ولا قدر الطبقيه في مجتمعهم ، انا اتحدث عن مصر التي اعرفها بلا زيف  ....
 ( 3 )
معايير الالتحاق بالوظيفة
هل ترون من حق اي جهه عمل ، ان تحدد المعايير التي تقبل علي اساسها المتقدمين للوظيفه او ترفضهم ؟؟ والامر لايقف عند التفوق الدراسي والدرجات ، والا ماكان هناك حاجه لوضع معايير ، كان مجرد التخرج من الجامعه والتفوق الدراسي يترتب عليه بشكل تلقائي الالتحاق بالوظيفه اي ماكانت بصرف النظر عن اي شيء اخر ...
هل ترون انه ليس انصافا ، ان تدخل المعايير الاسرية والاجتماعيه مؤثرا في الالتحاق بالوظيفه او المنصب ، وترون انه ( لاتزر وازرة وزر اخري ) وان ( كل واحد بيتعلق من عرقوبه ) وانه لاعلاقه للمتقدم للوظيفه باهله واسرته ووسطه الاجتماعي ، وان استيفاءه للشروط الدراسيه والتفوق هو المعيار الوحيد ....
اظن كثيرين ممن هاجموا وزير العدل اليوم سيقولوا نعم ، نري هذا ، وغير هذا تمييز مرفوض انسانيا ودستوريا ، نعم نري هذا ، وغير هذا اقصاء مرفوض وغير مقبول بل ومخالف ايضا للدستور والمواثيق الدوليه لحقوق الانسان ومبدأ المساواة ومبدأ المواطنه ، عظيم جدااااااااااااا
في البدايه اسجل احترامي لكل انسان وكل وظيفه وكل مصري اي ماكان اصله او فصله او حسبه او نسبه او انتماءه الاسري والعائلي او طبقته الاجتماعيه ...
وفي نفس الوقت اسمحوا لي اطرح بعض الاسئله الصعبه ....
1 - هل لو تقدم ابن تاجر مخدرات للالتحاق بالقضاء وهو متفوق دراسيا وحاصل علي الدرجات المطلوبة للتقدم ، هل ستقبلوه قاضيا ؟؟ بصرف النظر عن والده والوسط الاجتماعي الذي تربي فيه ؟؟؟؟ هل اذا رفض تعيينه ، ستروا رفضه امر صحيح ام خاطيء ، هل لو علمتم ان احد القضاه الذي يجلس علي منصه الحكم اليوم ، ابيه او عمه تاجر مخدرات في السجن ، هل ستحترموا حكمه ، هل ستخضعوا لحكمه برضاء ، هل ستلوموا من عينه ، هل ستطالبوا بعزله من منصه القضاء لانه فقد من وجه نظركم الصلاحيه للاستمرار في هذه الوظيفة ؟؟؟؟
لكن الشاب ابن تاجر المخدرات لاعلاقه له بوالده ، وليس مسئولا عن جريمته !!!
لكن القاضي الذي ابيه في السجن كتاجر مخدرات ، لاعلاقه له بوالده وليس مسئولا عن جريمته !!!
هل هذا الكلام مقبول بالنسبه لكم ...
لو اعتبرنا فقط النجاح والتفوق الدراسي معيار للالتحاق بالوظيفه اي كانت ، لقلنا بحق ابن تاجر المخدرات بالعمل كقاضي ، وقلنا بأن رفض تعيينه اعتداء عليه وعلي المواطنة !!
2- منذ عده شهور ، هلل الجميع وبالاخص شبكات التواصل الاجتماعي لرفد مجموعه شباب ابناء ( اعضاء في الجماعه الارهابيه المحظورة ) من الكليه الحربية او كليه الشرطه ، واعتبروا ان دخولهم لمثل تلك الكليات خطأ جسيم وردفهم من تلك الكليه تصويب للخطأ ....
وماذنب الشباب الذي لاينتمي شخصيا للجماعه الارهابيه وهو مواطن مستقل لايسأل عن انتماء ابيه السياسي !!! ماذنبه ليرفد من الكليه ( حربيه او شرطه ) ، الستم تعتبروا ان معايير الكفاءه الشخصيه والتفوق الدراسي وحدها كافيه !!!! لماذا وافقتم وهللتم وفرحتم ، الستم تتناقضوا هنا مع مبدأ الكفاءه الشخصيه والتفوق الدراسي ، وتوسعوا المعايير لتشمل الاسره والانتماء السياسي والوسط الذي تربي فيه الشاب وافكار اهله !!!
هل معني كلامي هذا ، اني اساوي بين ( ابن عامل النضافه ) وبين ( ابن تاجر المخدرات ) وبين ( ابن عضو الجماعه الارهابيه ) ، بالطبع لا ، لااساوي بينهم ، لكني فقط اقول لكم ، ان المعايير الاسريه والعائليه والانتماء السياسي والعقائدي واشياء كثيرة اخري تؤثر في صلاحيه شغل اي وظيفه والحق في توليها  ....
اذا كان من حق اي جهه عمل وبالذات الجهات السياديه ان تضع معاييرها لمن يتولي العمل فيها ومن ضمن تلك المعايير ، المعيار الاسري والاجتماعي والانتماء السياسي والعقائدي ، ويكون نصب عينيها المصلحه العامه دون محاباة ولا فساد ، فلماذا غضبتم من تصريح السيد وزير العدل ؟؟؟؟؟ غضبتم لانه افصح في وجوهكم بما تعرفوه وتقبلوه وصامتين عنه ، لكنكم لاتتحملوا مواجهتكم به واذا قيل علانيه في وجوهكم لاتتحملوه ولاتقبلوه فتقعوا في تناقضات كبيرة مثلما وقعتم اليوم .....
عندما قال السيد عمر سليمان في اعقاب يناير 2011  ، ان المصريين لايتحملوا الديمقراطيه او تصريح بهذا المعني ، اثير صخب وجدل ودوشه وضجيج فقد كان تصريح صادم فج استخدمه الكثيرين ضد عمر سليمان شخصيا باعتباره لايفهم في المصريين اللي بيعرفوا في الديمقراطيه وصالحين لها ، وحين باع المصريين اصواتهم بالزيت والسكر وانتخبوا المرشح بتاع سواقين التوك توك  ، قلتم جميعا ، فعلا ، المصريين لايتحملوا الديمقراطيه والله يرحمه عمر سليمان ، وحتي اللي رفض يقول الله يرحمه علانيه خوفا من اتهامه بأنه فلول النظام السابق ، قالها في سره وجلساته الخاصه وتكبرتم علي الشعب " الجاهل " اللي باع صوته وانتخب " الاخوان " وودي البلد في داهية !!!                                                                     
ان كشف الهيئة ، احد الاختبارات المعترف بها في كثير من الوظائف ، كشف الهيئه ليس فقط شكل وملابس ، بل سلوك وثقافه وتحضر وتربيه وقيم ومفاهيم ، قد يكون احدهم اكثر تفوقا من الناحيه الدراسيه من الاخر لكنه يرسب في كشف الهيئه ، لانه لايصلح رغم تفوقه الدراسي لتولي المنصب المتقدم له ، لان المنصب ليس فقط تفوق دراسي بل حضور وهيبه وثقافه ومعرفه وقيم وطريقه حديث وكلام ونبره صوت واشياء كثيرة لاتقف عن التفوق الدراسي ....
هل نتمني ان نحلق في المدينه الفاضله ، فيصبح ابن عامل النضافه مثله في التربيه والتعليم والثقافه والتحضر والقيم والمفاهيم والسلوكيات الشخصيه مثل ابن وزير الخارجيه ، نتمني ، نتمني ان يقدم التعليم والاعلام والثقافه لكل المصريين اي ماكانت طبقتهم الاجتماعيه كل مايلزمهم لتولي اي منصب او وظيفه دون نقص او حصار اجتماعي ، نتمني ان يتساوي المصريين في السلوك الشخصي والاجتماعي والنسق القيمي والثقافه والمعرفه والهيئه الحسنه والتعفف فلايميز بينهم بعد ذلك امام اي وظيفه الا التفوق الدراسي والنجاح العلمي ، لكن هذا لايحدث فعلا علي ارض الواقع الذي نعيشه ، فكيف نتجاوز الواقع ونتجاهله ونتجاهل الاسره واثرها علي التربيه والسلوك الشخصي والقيم والمفاهيم والاخلاق والعادات والتقاليد ، كيف نتجاهل الوسط الاجتماعي واثره علي النشأه الاجتماعيه والتركيبه النفسيه ونعمم الاحكام وكأننا نعيش في كوكب المريخ ؟؟؟ هل نسعي للافضل طبعا ، هل نتمني تحول المواطنه لواقع اجتماعي وسياسي معاش ، طبعا ، لكن وحتي نصل الي هذا الافضل ، لايمكن فقأ عيوننا وتجاهل الواقع وقبحه وامراضه وعلله ونتحدث حديث نظري عام وكأننا لانعيش معا في نفس الوطن ونعرفه بنفس الدرجه او درجه قريبة !!!
ان القصه امام الهيئات القضائيه ولا الشرطه ولا الكليات الحربية ولا الوظائف السياديه الحساسه ليست ابدا دماء زرقاء يلزم الحفاظ علي نقاءها لشاغلي وظائفها ، بل هي معايير موضوعيه للحفاظ علي الوظيفه وتمكين القائم بها من اداءها علي افضل وضع ممكن ومقبول اجتماعيا في مجتمع طبقي شديد الطبقية كما سبق وشرحت ..... 
اقول انكم متناقضين ، كيف تقبلوا في بعض الحالات تحكيم معيار الاسرة والعائله والوسط الاجتماعي ، وفي بعض الحالات الاخري لاتقبلوه بزعم خرق مبدا المواطنة ؟؟؟؟
3- هل تحديد معايير اسريه واجتماعيه في بعض المناصب والوظائف يعد ظلم اجتماعي لمن لاتتوافر فيه تلك المعايير ، البعض يري ذلك ظلما ، والبعض يراه ظلم مبرر لصالح المجتمع كاكل ، والبعض يراه ليس ظلما من الاساس ، لان ليس كل الناس يصلحوا لكل الوظائف ، بعض الافلام والمسلسلات تري ذلك ظلم يحول الواقع عليهم لارهابيين ، وكثير منكم شاهد تلك الافلام ولم يوافق عليها وعلي ماشاهده فيها ، بالمناسبه ، بعض النساء يرين خلقتهن كنساء نوع من الظلم لانهن لايتمتعن بكل الحقوق والواجبات والمساحه الاجتماعيه والحريه التي يتمتع بها الذكور ، فهل هذا ظلم ؟؟؟؟
( 4 )
شويه سياسة
علي من يعمل بالسياسه ، بما فيها منصب الوزير ، ان يراعي الملائمه السياسيه في كل تصرفاته وتصريحاته ، واظن ان الكمين الذي نصب للسيد وزير العدل من الاعلام المصري المتربص بنا ، انما اسفر عن كثير من اللغط والضجيج غير المرغوب فيه في وقت صعب يعيشه المصريين ويعيشه الوطن كله ، وهذه خطيئه السيد الوزير من وجه نظري ، خطيئته انه لم يدرك مقتضيات الملائمه السياسيه وقتما تحدث ولم يدرك حجم التربص بالوطن من اعداءه بالداخل والخارج  ...
من ناحيه اخري ، طبعا تربص الكثيرين بالوزير والوزاره كلها بل والرئيس السيسي بمناسبه تلك التصريحات فماكان من بعض مؤيدي الرئيس السيسي الا التمادي في الهجوم علي الوزير بالادانه لتصريحاته ، بصرف النظر عن ارائهم الشخصيه ، دفاعا عن الرئيس السيسي وعن الوطن الذي لايتحمل فيما يعيشه مزيد من الصخب والضجيج والمشاكل الاجتماعيه وفك عري الاندماج الاجتماعي حول الرئيس السيسي في هذا الوقت الصعب الذي يتربص فيه ( اهل الشر ) بالمصريين كما قال الرئيس ...
وهاهو الوزير استقال ، ولم ينتظر اقالته وانهي وبسرعه " الحفلات " التي اقيمت بسبب تصريحه واوقف بسرعه " حملات الهري والنكت " التي استغرقت يوم كامل من حياه المصريين علي شبكات التواصل الاجتماعي وفي الاعلام ....
اخطر ماشاهدته بسبب ونتيجه لتصريحات الوزير ، حال المصريين وقدر تناقضهم في افكارهم واراءهم ، وهذه المشكله الاكبر التي تعاني منها مصر فعلا ... حال المصريين !!!
كلمه اخيرة ، انا مثلكم جميعا طبقية ، لكني لاادفن رأسي في الرمال مثل بعضكم .....

دعونا معا نواجه مشاكل مجتمعنا ووطنا ونعرفها ونسعي لحلها بالتكاتف والجهد والاخلاص الحقيقي وليس بالهري والنكت وبس ....

05 مايو 2015

قراءة في دلالات فيلم هابط .....




انا بقالي 4 ايام باتفرج علي " فيلم سيدة المطار "
وباتفرج علي ردود الافعال المختلفة للجمهور والمشاهدين  ....
وفي هذا النص ، احاول تشريح وفهم ماحدث في ذلك الفيلم ومعناه ودلالاته الاجتماعية التي تمسنا كلنا وتمس الوطن ، بصرف النظرعن الحاله الفرديه وماحدث وماسيحدث فيها ...
فيلم سيدة المطار له عدة ابطال ، السيدة والضابط والمصور واخرين لم نراهم  (الشرطه النسائيه التي فتشتها وقبضت عليها ) وهناك ايضا بطولة للجمهور (اللي هو احنا بكل تناقضاتنا بكل اختلافاتنا ) وليه الجمهور بطل من ابطال الفيلم ، لانه هو المرسل اليه للرساله التي تضمنها الفيلم والتي صور من اجلها ....
اذن للفيلم ابطال ، كل منهم تصرف بطريقته مع احداث الفيلم .. وكل منهم يستحق نعلق عليه ونقيمه سلوكه وتصرفاته في تلك الدقائق القليلة التي شاهدناها ...
مع ملاحظة ، ان تقييم السلوك لكل بطل من الابطال يختلف تماما حسب طبيعه الجمهور المتلقي ، لذا تراوحت وتغايرت ردود الافعال تجاه ماشاهدناه ، وتناقض ردود الافعال حسبما عرفنا كلنا ، يأتي من اختلاف كل شخص من  المتلقين شخصيا في ثقافته وتربيته ونظرته للحياه من ناحيه ، ويأتي ايضا من اختلاف نظره كل شخص من المتلقين لمصر وعلاقته بها وماذا يرغب لها ، ولايمكن فصل كل هذا طبعا عن يناير 2011 ، وربما بشكل ادق عن سنوات ابعد من يناير 2011 التي كان يجهز فيها المجتمع المصري ليناير 2011 وبالاساس عن طريق الاعلام ودوره .....

اولا / سيدة المطار
 
شاهدنا جميعنا جزء من فيلم مصور عبارة عن بضعه دقائق متفرقه في عده اجزاء ، تظهر ( توحش وتجبر وتكبر ) البطله في مواجهه الدوله التي احتجزت في مطارها لسبب لم نعرفه وقت مشاهدتنا للفيديوهات  ، كل مافهمناه ، ان هذا السبب الذي منعت البطله بسببه من اللحاق بطائرتها لم يعجب البطله ولم تقبله ، فاذا بها تخرج انيابها ومخالبها في مواجهه بعض الاشخاص ( الممثلين للدوله ) ممن ساقهم حظهم العثر لتلقي موجات غضبها وانفلاتها البالغين ...
وقيل تفسيرا لما شاهدناه في الفيديوهات ( والعهده علي الراوي ) انها اي البطلة " وصلت المطار متأخرة " عن الميعاد المناسب للالتحاق بالطائرة التي كانت حاجزه عليها ، وان موظف شركه الطيران " بصرف النظر عن اسمها "  اخبرها بأنها لن تستطيع تسافر للتأخر عن المواعيد  المقررة للتفتيش واجراءات السفر ( البوردنج والتشيك ان ) وان هذا الكلام لم يعجب البطله  وانها اعتدت " قوليا " علي موظف شركة الطيران الذي احالها بدوره لضابط الشرطه الذي حاولت البطله بكل الطرق استفزازه قولا وفعلا وحاولت ايضا ان تعمل " فضيحه " في المطار ليس في مواجهه الضابط شخصيا فقط ، بل " الفضيحه " في مواجهه الدوله (التي يمثلها موظف شركه الطيران ويمثلها الضابط ) اجبارا لها علي الانصياع لرغبتها في اللحاق بالطائرة التالية ، واستخدمت في سيناريو تلك الفضيحه تصرفات جسديه والفاظ وتهديدات ووعيد ( ليس في مواجهه الضابط او موظف الشركة ) بل في مواجهه الدوله ، متصورة ان ذلك سيسفر عن " لي ذراع الدولة" وربما " كسر رقبتها " للانصياع لها والخضوع لرغباتها  .....
دعونا نحلل سلوك البطله وردود افعالها حسبما شاهدنا في الفيديوهات وحسبما قص علينا سلوكها  ...
1 - تأخرت عن الميعاد المقرر من شرطه الطيران للانتهاء من اجراءات السفر ، علي اهميه ذلك الميعاد بالنسبه لكل المسافرين الذي في العاده يصلوا قبله بساعات للمطار خوفا ورهبه من توفيت ميعاد الطائرة ..... السلوك الطبيعي للشخص المعتاد بلغه القانون هو الالتزام بذلك الميعاد المقرر من شركه الطيران بل الوصول قبله ببعض الوقت للمطار ، علما من الكافه ان الطائرة لايمكن تنتظر احد ولا يمكن يسمح لاحد بالالتحاق بها دونما المرور باجراءات التفتيش والسلامه ولايمكن تودع حقائبه في بطن الطائره دون فحصها امنيا حرصا علي سلامه كل الركاب ، من المعلوم للكافه انه لايمكن كسر تلك الاجراءات او التجاوز عنها لصالح اي شخص لانها اجراءات ضروريه ولازمه وهامه ومستحيل تجاوزها ، اذن الاصل في الشخص المعتاد ان يلتزم بذلك الميعاد ، مع اضافه عنصر هام لايمكن الاستهانه به ان اجراءات السلامه والتفتيش والسفر تتزايد عاده وتحتاج وقت اطول في كل مطارات الدنيا في الاوقات التي تكون في تلك المطارات والدوله مهدده باعمال ارهابيه قد يستخدموا اي من الركاب بشكل انتحاري للقيام بعمل ارهابي ، هنا يصبح الوقت المطلوب للاجراءات اطول والاجراءات نفسها اكثر دقه وتعقيد وهذا الامر طبعا مطروح بشده علي مطاراتنا كلها لما تعانيه مصر من ظروف نعلمها ونعيشها جميعا ...
نعود ونقول الشخص المعتاد بالمعني القانون يلتزم بتلك القواعد ويحرص علي احترامها والانصياع لها بدقه ، هذا هو الشخص المعتاد ، اذن من هو " الشخص عير المعتاد " بلغه القانون الذي يستهين بتلك القواعد ويستخف بها ، هو الشخص اللي علي راسه ريشه او في بقه معلقه دهب اللي اتعود مايصحاش علي ميعاد المدرسه ورغم كده باب المدرسه يتفتح له واللي اتعود يروح متأخر محاضره الجامعه ورغم كده الدكتور اللي بيدي له درس تكون عينه مكسوره قدامه فيسمح له يخش المحاضرة ، هو الشخص المدلل الفاسد المستقوي بهيلمان او قوه او نفوذ او ثروة ومال او جميعهم والذي يمنحوه احساسا نفسيا انه فوق القواعد وانه لا ولم يخضع لها مثل " الناس العاديين " كما يصف الاخرين باستخفاف واستهانه .... الشخص اللي علي راسه ريشه هو اللي يستخف بالقواعد والاجراءات ويعتبر نفسه اعلي منها بسلطته وقوته ونفوذه ( هو شخصيا او اهله او معارفه اوعلاقاته ) وحين يصطدم بهيبه تلك الاجراءات والقواعد وصرامتها ونفاذها عليه مثله مثل الاخرين ، يفقد صوابه ، يفقد صوابه لانه يفيق علي حقيقه بسيطه ومستفزه له جدا انه احيانا يكون مثله مثل الاخرين وان الدوله احيانا تخلع عن رأسه الريشه التي يتباهي بها وتوقفه في الصف مثله مثل الاخرين الذي اعتاد النظر له باحتقار وتعالي ، هنا في تلك اللحظه ، الشخص المدلل الفاسد المستقوي المتجبر بالنفوذ والسلطه والمال والعلاقات ، في تلك اللحظه التي يفقد صواب ويطيش سلوكه ، ليس فقط رفضا للقواعد والاجراءات بل رفضا لمساواته بالاخرين الذين تعلم الاستهانه بهم والسخريه منهم لانهم " مكسورين الجناح " مش زيه " علي راسهم ريشه " ، وعندما يفقد صوابه ويطيش سلوكه نتيجه " قهره " من وجه نظره باجباره علي الانصياع للقواعد والاجراءات مثله مثل الاخرين ، في تلك اللحظه ينتفض متعنتا يصرخ " ماتعرفش انا مين " وهي جمله يقولها " ابن اللي بارم ديله او ابن قنصل الوز " تنبيها وتهديدا للاخرين وقتما يشعر انهم لم ينتبهوا بل وينصاعوا ويخضعوا بل ويخافوا ويرتعدوا للمكانه التي يشغلها وللريشه التي تتأرجح علي رأسه ، هنا في تلك اللخظه يصرخ فيهم " ماتعرفش انا مين " جمله تهديد لمن يتجاسر ويقف في طريقه ويحاول اجباره علي الوقوف في الصف مع الاخرين بالتجاهل للمكانه التي يتصور قائل تلك العباره انه يحظي بها وان تلك المكانه ستحميه وتمنعه من الخضوع للاجراءات والقواعد والقانون بل للدوله نفسها ....
نعود لفيلم سيده المطار ، سيدة المطار عندما ادركت ان القواعد والاجراءات التي تطبق علي جميع المسافرين ستطبق عليها ، وان الدوله ارسلت لها رساله علي لسان ممثيلها ( موظف شركه الطيران وضابط الشرطه ) ان زيك زي غيرك واللي حيسري علي غيرك حيسري عليك حضرتك ( بمنتهي الاحترام ) فقدت صوابها وطاشت واظهرت كل التعالي والتجبر والتكبر وحاولت صنع فضيحه للدوله في مطارها التي هددت  ( بهده فوق بعضه ) وابتذلت نفسها بحركات نسويه فاضحه مع خلع بعض ثيابها والتعري قاصده مستهدفه ( هت الدوله وممثليها ) لاجبارهم علي الانصياع لها خوفا من فضائح اكثر سترتكبها لو لم يخضعوا لها ، بل وصاحبت ذلك بالفاظ رثه قبيحه فجه بصوت عالي وحركات تمثيليه ، كل هذا بقصد عمل فضيحه بجلاجل للدوله في مطارها الدولي متصوره ان الدوله سترتعد فرائصها مثل " الارمله كسيره الجناح " فتخضع لها ولصوتها العالي ولفضائحها وهو بالطبع مالم يحدث ....
هذا مارأيته من سلوك بطله فيلم سيدة المطار ، تكبر وتجبر علي القواعد والاجراءات المفروضه علي الجميع ، لانها ليست مثل الجميع وعلي راسها ريشه ، ثم فقدان اعصاب وطيش وانفلات لفظي وقولي مع التهديد والوعيد لاجبار الدوله علي الخضوع لها تحت ابتزاز الانفلات والشتائم ثم التهديد بالفضيحه وممارسه الفضيحه فعلا " هتا " للدوله ورجالها ، وصولا - حسب تصورها الساذج - لاجبار الدوله علي الخضوع لرغباتها ، وكأنها طفل صغير فاسد قليل التربيه " يدبدب بقدميه " علي الارض ويسب امه " انه مش بيحبها " و" يتمرمرغ في الارض " وصولا لاجبار امه علي تحقيق رغباته التافهه وكف يد تربيتها عنه ....
هذا مارايته من سلوك بطله فيلم سيدة المطار .....
وقد انتهي الفيلم ، بتفتيش السيدة والعثور معها علي مخدر الحشيش وعرضها علي النيابه وحسبها ....
بمعني اخر ، انتهي الفيلم باصرار الدولة علي سريان اجراءاتها وقواعدها وقوانينها علي السيده المدلله وتصرفت بشكل مسئول وعاقل يفصح عن حرصها علي هيبتها وسطوتها علي كل مواطنيها اي ماكانوا من هم فلم تخضع الدولة للسيده رغم كل سلوكها المنفلت وتهديدها والفضائح التي ارتكبتها والتي هددت بيها ، بل وايضا تمادت الدوله في تطبيق القانون عليها وتفتيشها واحتجازها .... الي اخر المعروف لدينا جميعا ..
2- تفاوت رد فعل المشاهدين والجمهور لمسأله " العثورعلي مخدر الحشيش مع تلك السيدة في المطار " وسأؤجل مناقشه ردود الافعال المختلفه بعض الوقت ، لكني ساقف امام السؤال الاستنكاري الساخر الذي يسوقه البعض دليلا علي تلفيق الداخليه لوجود مخدر الحشيش مع تلك السيده في المطار حين قالوا ( وهو معقول واحده تقول يالا نروح القسم ، يكون معاها حشيش ؟؟ ) وحين قالوا ( وهو معقول واحده راحه المطار عارفه انها حتتفتش ، يكون معاها حشيش ؟؟) ... يقول بعض المشاهدين هذين السؤالين استنكارا ورفضا لما قالته سلطات التحقيق من ضبط السيده وبحوزتها مخدر الحشيش ، ودعما لوجه نظرهم المعاديه لوزاره الداخليه ورجالها بما فيهم طبعا الشرطه النسائيه التي عثرت علي مخدر الحشيش بحوزتها ، وليسمح لي من طرح هذين السؤالين الاستنكاريين بكل معانيهما ان اجيب عليهما بالاتي ...
""من علي رأسه ريشه "" يتصور نفسه اعلي من القانون وسلطته وسطوته وهيبته وقواعده الصارمه ورجاله ، فهو يملك من السطوه والهيبه والنفوذ والقوه والمال ، من يجعله يخضع القانون ورجاله حسب تصوره لنفوذه وقوته اما بذهب المعز اما بسيفه ، لذا ، فان بطله فيلم سيده المطار حين قالت للضابط " يالا نروح القسم " كانت واثقه من انها اذا دخلت قسم الشرطه ستكون محميه بنفوذها وهيبتها ولن تخضع طبعا لاي اجراءات تمس تلك النفوذ والهيبه ، وبالتالي حتي لو كانت تعلم ان في حقيبتها او وسط ملابسها مخدرات ، فهي واثقه ان احد لن يجرؤ يفتشها ولو جرؤ احدهم وفتشها فان النفوذ والقوه والهيبه التي تحتمي بهم سيفسدوا اثر ذلك التفتيش اما بتجاهل ماعثروا عليه او شراء الذمم لانكاره ..... وقتما قالت " يالا نروح القسم " كانت تري نفسها اعلي من القسم ومن القانون ومن رجاله وكان يحركها الغضب وفقدان الصواب لمنعها من السفر ويحركها الاستهتار والاستقواء علي الدوله الي حد انها لاتكترث بالذهاب للقسم ولو كان معها مخدرات لانها اقوي من القانون والقسم ... هذا من ناحيه ..
من ناحيه اخري ، فان من قال " معقوله تروح المطار وهي معاها مخدرات " يسأل السؤال الاستنكاري ببراءه ويطبق عليها معيار الرجل المعتاد بالمعني القانوني ويطابق بينه وبينها ويري انه يستحيل عليه ان يذهب للمطار " لحنك السبع " وفي حوزته مخدرات اذن هي مثله لن تفعل ذلك ، وهو وقع سائل هذا السؤال في خطأ منهجي مهم ، الا وهو ان تلك السيده لم تعامل نفسها ابدا باعتبارها مثل الرجل المعتاد بالمعني القانون ، وانها لاتفكر ولاتتصرف بطريقه الاخرين وان الاخرين ايضا لايفكروا ولايتصرفوا بطريقتها ، فاذا اخرجناها من حسابات وتصرفات وطريقه تفكير الرجل المعتاد بالمعني القانوني ولم نطابق بيننا وبينها ولم نعتبر ان مالا نقبله هي ايضا لن تقبله وان مالم نقوي عليه هي ايضا لم تقوي عليه ، لو فكرنا فيها وفي سلوكها باعتبارها وليد القوه والسلطه والنفوذ والتجبر والثروة ، لوجدنا ان اي شيء تفعله ممكن ومعقول ، ايوه معقول تروح المطار ومعاها مخدرات ، لانها واثقه انها ستعامل معامله مختلفه عن الاخرين ولن تخضع للقواعد التي يخضع لها الاخرين سواء كان تفتيش او اجبارها علي احترام القانون او غيره ، بل ان ذهابها المطار ومعها مخدرات هو في ذاته فعل يتشابه مع كل مااتته من سلوك في المطار وقتما تصورت انها ستخضع للقانون مثلها مثل الاخرين ، هي ذهبت للمطار ومعها مخدرات لانها تري نفسها محميه وفوق القانون مثلما وقفت في المطار تتحدي هيبه الدوله ورجالها بالالفاظ الخارجه والتصرفات الوضيعه وخلع الملابس وغيره والتهديد والوعيد لانها ايضا تري نفسها محميه وفوق القانون ... السلوكين يتشابها في المضمون والمعني ، انا علي راسي ريشه وفوق القانون ومحدش يقدر يقرب مني !!!! وعندما اكتشفت انها مش فوق القانون ولا حاجه فقدت صوابها واتت مارأيناه جميعا من سلوك وتصرفات .... واكم من مخالفين للقانون ، تصرفوا بطريقه فجه غير معقوله صعبه التصديق وهم يخالفوا القانون ، مراهنين علي ان الجمهور الذي سيسمع قصتهم لن يصدقها لانه سيعتبر نفسه في مكانه وابدا لن يتصرف مثلهم بذلك الفجور والعنفوان ومن ثم يمنحهم حكم البراءه لعدم التصديق دون الانتباه انه ليس مثلهم ولايجوز قياس سلوكهم المنحرف المتجبر علي سلوكه الطبيعي الخاضع بالفطره وبالضرورة للقانون والقواعد والمنطق والعقل ....
اذن ، وجود السيده في المطار في حد ذاته ، او قولها للضابط يالا نروح القسم ، لايعني علي الاطلاق ولايمنع ان يكون موجود معها مخدرات ، سيما انها تعلم انها ستسافر علي الخطوط الداخليه التي قد تكون اجراءات تأمينها اقل حده من الخطوط الدولية  وربما يكون الفساد فيها والسماح بالتجاوز بسيف المعز وذهبه اكثر امكانية ....
ومن ثم التقول بتلفيق الضابطات لوجود المخدر مع السيده علي سند من تلك الاسئله الاستنكاريه ، انما تقول فارغ يعتمد علي ان ان المتلقي والقاريء والمستمع لن يفكر في معني الكلام بل سيسايرهم في تلك الاسئله الساذجه ومعناها ببراءه او انه قد يصادف هوي وميل عند المستمع والقاريء للتقول علي الداخليه واعاده انتاج فيلم " التلفيق " استعداء للناس عليها ...

ثانيا
ضابط الشرطه

شاهدنا جميعا رد فعل ضابط الشرطه مع السيدة المنفلته المتجبرة في الفيديوهات التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي وفضائيات الاعلام ..
وقد اختلف رد فعل الجمهور علي سلوك الضابط لاشكال مختلفه .......
1 - من رأي انه " جبان " قبل ان تهنيه امرأه ساقطه كما وصفوها ولم يأخذ حقه بيده وقبل الاهانة .. وانقسم اصحاب ذلك الرأي لفريقين ، اولهم يري انه لايليق بضابط شرطه ان يقبل مثل تلك الاهانه وكان عليه يأخد حقه بيده ولو خلع البدله الميري ، والفريق الثاني فكر بطريقه ذكوريه محضه ، انه لايليق ولايقبل من رجل ان يقبل اهانات من امرأه ساقطه تحت اي مبرر او ذريعه وكان يتعين عليه باعتباره رجل وذكر ان "يعلمها الادب " ويوريها ان الله حق ....
2 - ومن رأي انه " جبان " خاف من سطوتها وقوتها وان رد فعله كان سيتغير تماما لو كان مكان تلك السيده ، رجل او امراه فقير قليل الحيله وان الضابط كان سيتغير رد فعله وقتها عن رد فعله مع تلك السيده المتجبره وكأنهم يقولوا انه خضع لتهديدها ووعيدها ( هاهد المطار ) و ( ماتعرفش انا مين ) ...
 3- من رأي انه #ضابط_المطار_محترم واعتبروا ان سلوكه المنضبط رغم جموح سيده المطار وانفلاتها ، احترام يلزم احترامه وتقديره ...
والحق اني اتفق مع الرأي الثالث واضيف عليه وجهي نظري الاتية ...
1 - ان ضابط المطار ، لم يتصرف مع السيده المنفلته باعتبارهما مجرد رجل وسيده يتشاجرا في الشارع وانه عليه ان يعلمها الادب ويرد علي تطاولها وانحطاطها بما يحافظ علي ذكورته وكرامته ، رغم ان السلوك الاجتماعي العادي في الشارع ( وفي معظم الاحوال ) يمنع الرجال الحق عن الرد علي امرأه او التطاول عليها باليد او القول ، باعتبار ان الرجوله الحقه تمنع من التطاول علي امرأه ولو كانت منفلته او ساقطه ومرات عديده سمعنا رجال محترمين يقولوا لنساء منفلتتات او ساقطات او قليلات الادب ( لولا ان ست كنت عرفتك مقامك ) اذن يري المجتمع ان الرجل الحق المحترم لايرد علي " قله ادب " النساء بقله ادب ولا تطاولهن بتطاول ، بالعكس الرجل الحق المحترم يضبط نفسه وسلوكه ولاينزلق لهاويه الاعتداء علي امرأه ولو كانت منفلته او ساقطه ...
2 - اعود واكرر ، ان ضابط المطار ، لم يتصرف مع السيده المنفلته باعتبارهما مجرد رجل وامرأه يتعاركا في الشارع او خماره ، بل تصرف باعتباره رجل مسئول ممثل للدوله وهيبتها في تلك اللحظه والدوله لاتتعارك مع المواطنين ولا تبادلهم السب بالسب ، بل تطبق عليهم القانون وتقتص منهم علي الاعتداء عليها وعلي رجالها بتطبيق القانون ، ضابط المطار تعامل مع الواقعه باعتباره ممثل للدوله عليه يتصرف بطريقه مسئوله مهما كان انعدام مسئوليه الطرف الاخر امامه ، وكان كالقابض علي الجمر يمنع نفسه عن الانفلات ونسيان وضعه والدوله التي يمثلها والانفلات مثلها ومجاراتها والرد عليها بالطريقه الانسانيه اللائقه ، ضابط المطار تصرف باعتباره ممثل للدوله وفي مطارها الدولي ، واضعها نصب عينيه اعتبارات كثيرة تخص الدوله وصوره ممثليها ورجالها ومصمما علي تطبيق القانون علي المتهمه التي تطاولت علي الدوله ممثله في شخصه قصاصا للدوله من قله ادبها وانفلاتها ، وهو هنا كان يتحمل بشكل شخصي ماتوجهه له السيده المنفلته متجاوزا عن شخصه لصالح الدوله التي يمثلها ، هذا من ناحيه ...
3- من ناحيه اخري ، راعي ضابط المطار عدم الانزلاق للكمين المنصوب له من قبل السيده المنفلته التي وقتما فقدت اعصابها وجمحت في سلوكها قررت تنال من الدوله ممثله في شخصه ، وحاولت استفزازه وافقاده اعصابه وهي تعلم ان هناك من يصور كل مايحدث ، ليتحول الامر - لو فقد اعصابه لاعتداء من الشرطه علي مواطنة ، سينسي وقتها كل مااقترفته من اعتداءات علي الدوله وعليه وتتحول من جانيه منفلته لمجني عليها ضحيه ، وهو كمين مفهوم ومقصود ومطلوب في وقت تستعدي فيه اطراف كثيره المواطنين ضد الدوله وضد الداخليه ، تستعديهم بحوادث مفتعله بقصد مراكمه الغضب والانفجار ، ضابط المطار المحترم  لم يراعي فقط الدوله التي يمثلها بل وراعي ايضا وزاره الداخليه التي هو احد رجالها ، راعي عدم الانزلاق في الكمين المنصوب وعدم انفلات مشاعره والتصرف بطريقه تورط الوزاره ورجالها في فيديوهات تستعدي الشعب عليهم او تحاول ذلك ، ضابط المطار ، تصرف بطريقه محترمه ومن موقع المسئولية ، حفاظا علي هيبه الدوله التي يمثلها وعلي وزاره الداخليه التي ينتمي لها وعلي زملاءه وعلي عدم الوقوع في الكمين المفتعل الذي نصبته له سيدة المطار ، والحق انه - رغم غضب البعض - والافتئات عليه ووصفه بما لايليق وليس فيه ، الحق انه قدم نموذجا عمليا لكيف يكون تصرف رجل القانون في مواجهه الخارجين علي القانون سواء بمحاوله الاعتداء عليه شخصيا او علي الدوله التي يمثلها او الوظيفه التي يشغلها ، فواجب رجل الداخليه تطبيق القانون وليس القصاص الشخصي لنفسه مما قد يعتبره البعض اعتداء شخصي عليه ...
4- ان ضابط المطار ، لم ينصاع لتهديدات السيده المنفلته ولم يخضع لها ويمكنها من مخالفه القانون في نفس الوقت طبق عليها القانون بصرامه وقتما استدعي الشرطه النسائيه لتفتيشها و...... ان ضبط النفس والتصرف بما يليق بكرامه الوظيفه التي يشغلها وهيبه الدوله التي يمثلها ، انما تصرف محمود يلزم احترامه ، فهو لم يخضع للتهديد و " يفوت " لها ، ولم يتجاوز عن الاعتداء عليه ولم يصمت ، بل سعي لتطبيق القانون عليها وهو ماحدث فعلا ؟؟؟ كيف تصفوه بالجبن او تنالوا منه او تسيئوا اليه ؟؟؟؟؟؟
5- اما ما يقوله البعض ، بشأن ان ضابط المطار قد صمت للسيده ولم يرد علي اهاناتها لانها " من علية القوم " ولو كانت فقيره مهيضه الجناح لرد اليها الاهانات ، فهو قول تافه مثل قائليه ويتجاهل ماحدث فعلا ، فالضابط لم يصمت للسيدة بل طبق عليها القانون وهذا واجبه ووظيفته وسلطته ، ولم يكن سلوكه يختلف لانها من علية القوم او مهيضه الجناح ، من يقول هذا القول ، انما يتصور ان واجب الضابط ان يعتدي مباشره علي من يعتدي عليه وليس يطبق القانون ، ويتصور انه لم يقم بواجبه خوفا من نفوذ سيده المطار وانه كان سيقوم بواجبه - حسب تصورهم - لو كانت المعتديه مهيضه الجناح بلا نفوذ ، وهذا قوله قول غث تافه ، لان ليس من واجب ضابط المطار ولاغيره من الضباط وليس من وظيفته ان يرد الاعتداء عليه باعتداء علي الجاني بنفسه وبيده ، بل وظيفته ان يطبق القانون باجراءاته وقواعده وهو مافعله ولم يكن سلوكه ليختلف سواء كانت الجانيه من عليه القوم او مهيضه الجناح فقيره لاحول لها ولا قوة ..
6 - ان من وصف ضابط المطار باوصاف غير لائقه تمس شجاعته واحترامه ، انما يطالب بتحول الوطن لغابه ياخذ فيها كل شخص مايتصوره حقه بدراعه وقوته الشخصيه دون الاحتكام للقانون ، ناسين ومتجاهلين ان تحول المجتمع لغابه يعني في النهايه تمكين اصحاب النفوذ اكثر واكثر علي ملح الارض وبقيه الشعب ، تمكينهم من الاجتراء عليه والافتئات علي حقوقهم بصرخه " ماتعرفش انا مين " ولانه يعرف ، يعمل حسابه ويخاف ويخضع وينكسر !!! ضابط المطار تصرف بطريقه مسئوله بالسعي لتطبيق القانون وحمايه المجتمع من الانفلات والفوضي واخد الحق بالدراع وهو مسلك محترم جدير بالثناء والتحية ....

ثالثا
الجمهور

تفاوت رد فعل الجمهور ، حسب طبيعه الجمهور نفسه وافكاره وثقافته واختلط رد فعل الجمهور مع رد فعل الاعلام علي نفس الواقعه ...
1 - من يكره الشرطه ويكره الدوله ويسعي للفوضي ، قرروا يكدبوا الشرطه وواقعه العثور علي مخدرات مع سيده المطار ، لاعاده انتاج فكره التلفيق من الشرطه والتحريض عليها من الجمهور ، وفي سبيل ذلك التكديب نشروا اقوال تافهه واسئله ساذجه باعتبارها دليل علي براءه سيده المطار وكذب الشرطه ، بل ووصل الامر مداه ، عندما نشر احد المواقع تصريح لشقيق سيده المطار يقول ان اخته لم تكن تحمل مخدرات ، وهو التصريح الذي حاول كارهي الشرطه والدوله الارتكان عليه دليلا لتلفيق الشرطه لمسأله المخدرات ضد سيده المطار وكأنه كان المفترض من شقيقها انه يعرف مالذي تحمله شقيقته في حقائبها وكأنه من المفترض انه سيقول انها تحمل مخدرات ويمنح سلطات الاتهام دليل ضدها !!! ووصل الامر بهؤلاء لاصدار مجموعات هاتشتاجات تطالب الحريه لسيده المطار وكأن اعتداءها علي ضابط الشرطه حق وعلي الدوله واجب يلزم مكافأتها عليه باهدار احكام القانون واطلاق حريتها ...
2 - بعض الاعلاميين وبعض الناس ، قرروا ينفوا عن سيده المطار ماشاهدناه باعيننا باعتبارها انها " بنت ناس " .... الي اخر ماساقوه في هذا الموضوع ، وشرحوا انها ابنه عائله ثريه واعتبروا ان انتماءها للعائله الثريه يعني انها بنت ناس ويعني انه لايصدر عنها ماشاهدناه بعيوننا ، مروجين لفكره انه تم استفزازها لحد قالت ماقالته رغم انها بنت ناس ... والحق ان فكره " ابن الناس " فكره يلزم تصويبها مجتمعيا ، فابن الناس ليس هو ابن العائلات الثريه ، ابن الناس او ابن الاصول كما يقول المجتمع هو الذي يحترم المجتمع ويحترم نسقه القيمه ويلتزم بمكارم الاخلاق وضوابطها ويعرف العيب والصح والغلط ، وهو سلوك يلتزم به معظم المصريين ، سواء كانوا من ابناء العائلات الثريه او العائلات المعدمه الفقيرة ، فابن الناس هو المحترم بصرف النظر عن وضع اهله وقدر ثرائهم ولايعتبر الانتماء للعائلات الثريه شرط او صفه ضروريه لكون الشخص او الشخصه اولاد ناس بالمعني الاجتماعي ، لذا اقول لهؤلاء ، يامن تحاولوا تكذيب ماشاهدناه بعيوننا من سيده المطار نفيا عنها الانفلات والجموح ومخالفه القانون بزعم انها ابنه ناس وابنه عائله ثريه ومتعلمه في احد الجامعات الكبيرة ، اسمحوا لي اقول لكم كل ماقلتوه لايلزمنا ، فكونها ابنه عائله ثريه ومتعلمه في احد الجامعات الاجنبيه الكبيرة لم يعصمها من الانفلات والجموح وانحطاط الاخلاق التي رأيناها جميعا بعيوننا في الفيديوهات المتداولة .... وهل ابناء الناس ( اثرياء كانوا او فقراء ) يتفوهوا بمثل الالفاظ التي صرخت بها مره واثنين سيدة المطار ، وهل يتصرفوا مثلها ويتعروا مثلها ويأتوا من السلوك المعيب مثلها؟؟؟
لاتخيفونا باهلها واسرتها ونفوذها ، فهم لم يعرفوا للاسف يحسنوا اخلاقها واساءت لهم قبلما تسيء لاي شخص اخر ....
يبقي في النهايه مايشير اليه فيلم " سيدة المطار" من دلالات اجتماعيه خطيره تستوجب الدراسه والعلاج ، فالثراء لدي البعض تحول لمبرر للتكبر والتجبر والاعتداء علي القانون والدوله ، ووصل ببعض المواقع الاعلاميه لنشر تهديدات لااعلم قدر صحتها علي لسان والد سيدة المطار يقول انه سيغلق مصانعه ويسرح العمال لو لم يفرج عن ابنته ، والحق اني لااظن عاقل او نصف عاقل يصدر عنه مثل ذلك التصريح ، فضلا عن انه كرٍأٍسمالي سيحقق خسائر عظيمه لو اغلق مصانعه وسرح العالم وحرم من المكاسب العظيمه التي يجنيها من وراء صناعته ولايتصور انه سيحول العمال لديه لقوه ضاغطه علي الدوله لتخضع لنفوذه وتمنع تطبيق القانون علي ابنته المنفلته ، الثراء لدي البعض تحول لوسيله للانفلات الاخلاقي والاجتماعي ولقوه للاعتداء علي الدوله ورجالها والقانون ، وهو امر يستحق منتهي الحسم من الدوله وعلي الاثرياء الذي اعتبرهم معظمهم مصريين وطنيين ان يحسنوا تربيه اولادهم ويشرحوا لهم فضل الوطن عليهم فلا يقفوا ذات يوم ويصرخوا بعنجهيه فارغه ( انتم ماتعرفش انا مين ) ، ( لا ياسيدي مانعرفش ومايفرقش معانا ) .... ايضا تحول الخلاف السياسي مع الدوله المصريه الي كراهيه للدوله وللشعب والتعالي عليهما ، وهي الكراهيه التي تبحث عن اي مخالف للقانون او معتدي علي الدوله لتحوله لبطل تمجد في سلوكه المنفلت واخلاقه المنحطه وتمنحه بطوله وضيعه باعتباره اعتدي علي الدوله ويشارك في تفجير الفوضي ضدها بسلوكه المنحط ولو كان لايعلم ، علينا الانتباه دائما للفارق بين الخصومه السياسيه وبين تفجير الفوضي واصحابها وعلينا عدم الوقوع في شرك وكمين منح البطولات الزائفه لاعداء الدوله ولو كانوا قتله ومجرمين وسفاحين وشمامين وناس وضيعه حقيره لمجرد انهم اعداء الدوله التي يعاديها الفوضويين الارهابيين ويسعوا لتقويضها فوق رؤوسنا جميعا ، ان الانحراف السياسي والنفسي لدي هؤلاء يستحق الدراسه والفهم لتحديد امكانيه التعامل معه وتصويبه ومنع الاخرين من الانجراف له وبالذات الشباب صغير السن الذي تستهويه المغامرات والتجارب مهما كان شكلها واثرها وحقيقتها .....
الامر الاخير الذي احب اوضحه واسلط الضوء عليه ، الغضب الكامن داخل نفوس بعض رجال الشرطه واحساسهم بالهزيمه المتمكنه من ارواحهم بعد مؤامره يناير ومحاولتها كسر رجال الشرطه والجهاز نفسه ، بعض رجال الشرطه ورغم ثوره 30 يونيو والصلح الحقيقي بين المصريين والشرطه ، مازال في نفوسهم غضب ومرارة شخصيه لاتليق بهم ولا تتناسب مع تضحياتهم وجهدهم وعطائهم لصالح مصر ، وهذا الغضب يدفعهم في بعض الاحيان للجموح ولوم زملائهم علي ضبط النفس وتطبيق القانون وكأنه يتمنوا منهم ثأر لهم جميعا لم يستطيعوا من وجه نظرهم القيام به ، وفي الحقيقه اني اشعر حزنا جارفا لهؤلاء الرجال الابطال لاني اعرف قد تضحياتهم وعطائهم لصالح الوطن وقدر المؤامره الحقيره التي احكمت حولهم والاهانات التي حاصرتهم ولحقت بهم ، اشعر حزنا جارفا لان هؤلاء الابطال رغم كل عطائهم لصالح الوطن الا في قلوبهم غصه وحزن باعتبارهم تعرضوا لما ماكانوا يستحقوا يتعرضوا له ، اشعر حزنا لان كل التقدير والحب والاحترام الذي يحمله المصريين لجهاز الشرطه ورجالها والذين عبروا عنه منذ 30 يونيو وحتي اليوم ، لم يبرأ وجعهم ولم يشفي جراحهم ولم يطيب خاطرهم بشكل شخصي ، وهو اجمل واحسن من كل هذا ، وبعض هؤلاء ، لاموا ضابط المطار وقتما لم يرد الاعتداء علي السيده المنفلته بشكل شخصي ووصفوه بما لايليق به ، وكأن اعتداء تلك السيده المنفلته علي زميلهم ذكرهم بكل ماتعرضوا له جميعا من الخونه والجواسيس والعملاء اثناء وبعد مؤامره يناير 2011 ، وكأنه تمنوا من ضابط المطار ان يثأر لهم جميعا ويرد عنهم جميعا الاعتداء الذي وقع عليهم من يناير وحتي ماقبل 30 يونيو ، لهؤلاء الضباط ورجال الشرطه اقول ، رغم فهمي لغصتكم الانسانيه وبعض الحزن الدفين في قلوبكم جزاء وجراء كل ماتعرضتم له من مؤامره يناير 2011 وماصاحبها من سفاله وانحطاط وسوء اخلاق من المأجورين العملاء الخونه الجواسيس الذي اعتبروا اسقاط الشرطه المصريه مهمه لازمه وضروريه لاسقاط مصر ، فانقضوا عليكم بكل مالايليق ولا يقبل ، الا ان المصريين جميعا قبلوا رؤوسكم وقتما تشاركتم انتم وهم ثوره 30 يونيو ووقتما دافعوا عنكم وعن تضحياتكم وعطائكم للوطن ولهم ، الا اني حبا واحتراما وتقديرا لكم ، لااقبل منكم ابدا ان تنزلقوا للكمائن والمصائد التي يعدها لكم اعداء الوطن باسم الرجوله والدفاع عن النفس ، انتم رجال القانون ، عليكم تسعوا دائما لتطبيقه فوق الجميع بصرامه وقوه متجاوزين علي المكم الشخصي الذي هو جزء من تضحياتكم العظيمه لصالح هذا الوطن وشعبه ....
كلمه اخيرة ....
ان هذا الوطن يحتاج منا جميعا لجهد كبير لاصلاح حاله وشعبه وشحذ روح الوطنيه المصريه واحترام الدوله ومؤسساتها ، وعلينا جميعا الانتباه لكل مايحدث مع الانتباه للكمائن التي يسعوا اعداء الوطن لايقاعنا فيها ، في نفس الوقت علينا نتعامل مع مايحدث من شذوذ وانفلات باعتبارها مجرد حوادث فرديه لايجوز تعميمها والتعامل معها في مقاسها الصحيح ...
كلمه بعد الاخيرة ....
اناقش " الفيلم " حبا في مصر وفهما لما يحدث فيها ومايلزم علاجه والتصدي له والتعامل معه من اجل مصر اجمل واحسن وقد الدنيا ... لايعنيني الاشخاص ولا التفاصيل ، يعنيني فقط مصر ومستقبل مصر ....