اليوم 17 مارس ....
بعد الغد هو موعد الاستفتاء علي التعديلات الدستورية 19 مارس ..
انه اليوم المشهود ، بصرف النظر عن التعديلات الدستورية ذاتها والموافقه عليها او رفضها ..
انه اليوم المشهود ، لان الحشد للاستفتاء والاستنفار السياسي الحاصل يفصح عن حجم الكتل التصويتيه التي وعلي اساس رايها سيتغير وجه الحياه في مصر السنوات القادمة ....
واضح جدا لاي متابع ، ان تيار الاسلام السياسي بجميع فصائله واطيافه يوافق علي التعديلات الدستورية ويحشد انصاره للموافقه عليها بكافه طرق الدعايه والتحريض ، الاخوان ، الجهاد ، السلفيين ، الوسط ، العمل ، الجمعية الشرعية ، النهضه تحت التاسيس ، جميعهم يوافقوا علي التعديلات الدستورية ، طبعا المستشار طارق البشري ، الدكتور سليم العوا ، عبود الزمر ، ناجح ابراهيم ، كرم زهدي ، وغيرهم من الرموز يوافقوا علي التعديلات الدستورية ، بيانات منشورات دعوه في الجوامع فتاوي شرعيه كل هذا يدعو الشعب وبالاخص المسلمين لتأييد التعديلات الدستورية !!
وواضح جدا لاي متابع ، ان معظم الثورة ، شبابها ، ائتلافها ، احزابها تحت التأسيس ، احزاب المعارضه التقليديه الوفد التجمع الناصري الكرامة الغد ، البرادعي عمرو موسي هشام البسطويسي وغيرهم من الرموز لايوافقوا علي التعديلات الدستورية ومعهم الاقباط والكنيسه!!!
اذن الاستقطاب واضح بين فريقين ، انقسم بينهما المجتمع والنخب السياسية !!!
نعم البعض يقول ان انصار الحزب الوطني يؤيدوا التعديلات الدستورية !!!
والبعض يقول ان جزء قليل من جمهور الثورة من ناحيه ، وجزء قليل من المصريين مسلمين واقباط بصرف النظر عن موقف اليوخ والائمه وعن موقف الكنيسه ، سيؤيدوا التعديلات الدستورية ، لسبب وحيد ، عوده الجيش للثكنات وعوده الحياه الطبيعيه للمجتمع بعدما ارهقهم انسانيا وحياتيا الغياب الامني والمظاهرات الفئوية وعبء المرحله الانتقاليه ، هؤلاء يرغبوا في استرداد المجتمع لحياته الطبيعيه بصرف النظر عن معني هذا ، لذا سيؤيدوا التعديلات الدستورية ، لتحدث انتخابات تشريعيه ثم رئاسيه ثم ينسحب المجلس العسكري لثكناته وتعود الحياه الطبيعيه ... لااعرف عدد هؤلاء بالطبع ولا نسبتهم بالنسبه لكل الناخبين !!!
لكني اظنهم لن يفقدوا الاستقطاب السياسي تفاصيله وملامحه ، لن يكونوا نسبه كبيرة من ضمن نسبة المؤيدين للتعديلات تلخبط المعادلة!!....
ان نتائج الاستفتاء ونسبه المؤيدين للتعديلات ونسبه الرافضين لها من اجمالي المصوتين من اجمالي الناخبين ، هي نسبه هامه جدا وكاشفه عن الانتماءات السياسيه في هذا المجتمع ، تلك الانتماءات التي لايعرفها احد ، الكل عنده تصورات ربما قريبه من الحقيقه ربما بعيده عنها ، لكن لااحد يعرف بالضبط كيف يفكر ويشعر وينتمي المجتمع المصري وطبقاته الاجتماعيه المختلفه ...
ففي مجتمع عشنا فيه يحكمنا التضييق علي الاحزاب ومحاصره الحياه الحزبية وحظر نشاط جماعه الاخوان والاحزاب الدينيه ، في مجتمع باع فيه الفقراء اصواتهم للمرشحين الاثرياء بصرف النظر عن انتمائاتهم السياسيه وتحكمت العصبيات القبيله والعائلية في اصوات ابناء القبيله والعائله والقرية وزورت نتائج الانتخابات تزويرا فجا ، في مجتمع انتفض شبابه خارج الاحزاب السياسيه علي النظام الحاكم وقام بثورة اطاحت بالنظام ، في هذا المجتمع لايملك احد القدره ليقول ويعرف بدقه طبيعه الانتماءات السياسيه لهذا الشعب ومالذي سيختاره ممثلا له في اي انتخابات حرة قادمة !!!!
التجربه السياسيه خلال الثلاثين عاما الماضية بكل مالها وماعليها ، ضللت الجميع ، فلا احد يعرف من قوي ومن ضعيف !!! من له انصار ومن يعاني من العزلة وانفضاض الناس عنه ، لا احد يعرف من يظن نفسه قوي ، هو فعلا قوي ؟؟ ومن يظنه الاخرون ضعيف ، هل هو فعلا ضعيف ؟؟
نتائج الاستفتاء ستفصح عن وتكشف بدرجه قريبه من الحقيقه ، انتماءات المجتمع المصري السياسية ، وهذا لايعني ان كل من سيقول نعم هم اعضاء منظمين في تيارات واحزاب الاسلام السياسي وكل من يقول لا هم اعضاء احزاب المعارضه التقليديه وشباب الثورة وجمهور الاحزاب الجديده تحت التأسيس ، لا ، لن تقول النتائج هذا ، لكنها ستقول كم في % من الشعب يفلح تيار الاسلام السياسي بكامل فصائله واطيافه في التأثير عليه واقناعه او التلاعب بمشاعره وضمه لصفوفهم ولو فقط في صناديق الانتخاب ، وستقول كم في % من الشعب هو جمهور احزاب الثورة ومنظماتها وجمهور احزاب المعارضه التقليديه ومن سيفلحوا في التأثير عليهم واقناعهم بافكارهم والموافقه عليها ولو فقط في صناديق الانتخابات ومعهم جمهور الاقباط ، نتائج الاستفتاء ستكشف عن حجم الفريقين المتنافسين علي عقل مصر وحكمها وصناعه مستقبلها !!!
نعم وسط فريق المؤيدين والموافقين علي التعديلات الدستورية ستكون هناك نسبه - اظنها قليلة - من مؤيدي الحزب الوطني ، ورغم ان هؤلاء ليسوا من انصار الاسلام السياسي الا انهم بالقطع ليسوا من جمهور الثورة ولا العاطفين مع احزابها ومؤسساتها السياسية ولن ينحازوا لها في اي انتخابات قادمة ، نعم وسط فريق المؤيدين والموافقين علي التعديلات الدستورية ستكون هناك نسبه - اظنها قليلة جدا - من اجمالي عدد اصوات هذا الفريق من الجمهور الذي لاينتمي لتيار الاسلام السياسي ولا ينتمي للحزب الوطني لكنه من مؤيدي الثورة او المعجبين بها ومن من اسميه الجمهور العادي وهما من يرغبا في انهاء المرحله الانتقاليه بسرعه وعوده الجيش للثكنات ....
ورغم هذا فان النسبه الاكبر والاعظم من الاصوات الانتخابيه المؤيده للتعديلات الدستورية ستكون جمهور تيار الاسلام السياسي بكل فصائله وتنظيماته واحزابه !!!! كما ستكون النسبه الاكبر والاعظم من الاصوات الانتخابيه الرافضه للتعديلات الدستورية ستكون جمهور الاحزاب والقوي السياسيه المؤيده والداعمه للثورة واستمرارها سواء الاحزاب الجديدة تحت التأسيس او الاحزاب والقوي السياسيه المعارضه القديمة .........
نتائج الاستفتاء ... ستوضح مالذي سنراه في المستقبل القريب حينما يتجاوز جمهور الفريقين صناديق الاستفتاء لصناديق الانتخابات التشريعيه وصناديق انتخاب رئيس الجمهورية .... نتائج الاستفتاء ستقول الكثير !!!
ربما يفتح بعض الناس وقتها عيونهم لايصدقوا مايروه !!!
ربما يلعن البعض الديمقراطيه التي ستصنع وطنا لن يجد له فيه مكان !!!
ربما سيصفق الجميع احتفالا بقوته وضعف خصومه السياسين !!!
ربما ستعم الاحتفالات والليالي الملاح وقتما يكتشف كل فصيل سياسي قوته وحجمها وقوه خصومه وحجمها !!!
ربما سيلعن البعض الثلاثين سنه السابقه التي افقدته قوته ونفرت منه الخصوم والعاطفين !!!
ربما سيصمت البعض اكتئابا !!!
لااعرف بالضبط مالذي سيحدث لنا ، لكني واثق ان ماسيحدث سيكون مفاجأه للجميع !!!
وها انا انتظر المفاجأة .... هل ستأتي بما لم اتوقعه !!! والله اتمني لكني لااظن !!!!
هناك تعليقان (2):
صح يا أميرة .. انا دا رايي انا كمان .... و حاسس ان الجيش عاوز يعرف بس حجم القوة الاسلامية في الشارع ....
mahmoud elsaeed
atmana bas tekoun elmofa2ga fi saf Masr ya Amira
abir matar
إرسال تعليق