26 نوفمبر 2017

لا للتكفير ، الصراع صراع سياسي وليس صراع ديني

·     هوامش وافكار في قضيه ( الارهاب )
·     والنداءات الملحه والغضب علي ( الازهر )
·     المطالبه ( بالتكفير ) !!!
·     لا ( للتكفير ) ..
·     ارفعوا ايديكم عن المجتمع والوطن ..
·     لا لخلق محاكم تفتيش في الضمائر والسرائر ..
·     ليست المعركه مع ( كفره ) بل المعركه ( مع ارهابيين قتله ) ..
·     اللهم اني بلغت ، اللهم فاشهد ....
------------------------------------------------------
·     مش من حق اي جهة في الكون ولا من حق اي انسان في الكون تكفير الاخر ، لا احد يملك شق القلوب ومعرفه مافيها ، والتكفير قضية "ايمانية" لا تخصنا فيما نواجهه من اجرام وارهاب وقتل ، واهتمامكم بهذة القضيه مع احترامي للجميع يدل من وجهة نظري المتواضعه انكم مش منتبهين بجد لحقيقة مانعيشه من صراع وحرب وقد ايه انتم متلخبطين وفاقدين البوصله والتوجه ...
-----------------------------------
·     انتبهوا ايها السيدات والسادة ..
·     ان منح اي جهه او هيئه او شيخ او جماعه ، حق تكفير الاخر ، هو منحه سلطه مروعه غاشمه جامحه ، فمن يكفر اي حد اليوم ، سيكفر اي حد غدا ، ووقتها لن تقووا تواجهوا "الوحش" الذي خلقتوه ، لانكم من دعوتكم لاطلاق سلطاته ومنحتوه قوته في تكفير (الاخر) وده وحش عقور مرعب لو اطلقتوه من عقاله لن يستطيع احد ان يوقف رعبه ولا اثاره المدمرة ..
·     التكفير والكفر ، قضيه ماتخصناش وليس لها علاقه بما نحن فيه ..
·     هل الارهابيين ( كفره ) ؟؟
·     وانا مالي ، باقصد انا مالي ( كمجتمع ووطن ودولة ) ، احنا لابنقبض عليهم ( علشان كفره ) ولا بنحاكمهم ( علشان كفرة ) ولا بنحاربهم ( علشان كفرة ) ولا بنحبسهم ( علشان كفرة ) ولا بنعدمهم ( علشان كفرة ) ، احنا بنعمل كل ده علشان هما (مجرمين) و ( قتله ) و ( ارهابيين ) و( عصابات تمارس عنف وترفع سلاح علي الشعب والدوله ) بصرف النظر عن رأي الدين فيهم ، وهل هما مؤمنين ، ولا كفرة ، هل بيقولوا يارب وفقنا واحنا بنقتل ، ولا مابيقولوش ، ولا افكارهم وقدر ايمانهم ، صحيح او خاطيء او منعدم له ، اي اثر في موقفنا منهم واصرارانا علي مواجهتهم ومحاربتهم ومنع شرهم وعقابهم ..
·     تحويل الصراع ل ( كفر ) و ( ايمان ) وقوع في ( كمين ) مالوش مخرج واثاره سوده الان وفي المستقبل ..
·     لانحاربهم لانهم ( كفرة ) حتي لو هم كذبوا وقالوا انهم يقتلونا لاننا من وجهه نظرهم ( كفره ) لاننا نعرف انهم كاذبين مزيفيين ويقتلونا لانهم ادوات استعمارية وفي خضم صراع سياسي ، وليس لاننا ( كفرة ) كما يزعمون ...
·     بالذات انهم النهارده ( واضحيين ) ان صراعهم ( سياسي ) بالحديث عن ( الشرعية ) و( مرسي ) و ( الانقلاب ) ، كل دي مصطلحات سياسيه في صراع سياسي وليست في صراع ( ايماني ) ندور فيه علي ( تكفيرهم ) لتيسيير ( هزيمتهم ) كما يتصور البعض ، وهو تصور ساذج من وجه نظري ....
·     هذا صراع سياسي ايها السيدات والساده ، يستخدم فيه ( الدين ) وليس علاجه ( التكفير ) بل علاجه ( الهزيمه السياسيه والقانونية والامنية ) ، فكل من يتبعوهم ويسيروا خلفهم ، ليست مشكلتهم عدم الفهم الصحيح للدين ، بل مشكلتهم رغم الفهم الصحيح للدين ، قبول التنازل عن الفهم الصحيح ثم اعتناق فهمهم وافكارهم المتطرفه التكفيريه ، اكرر ، معظم من يتبعوهم وتبعوهم ، كانوا في البدايه فاهمين الدين الصحيح ، ثم قرروا طواعيه وخضوعا لسيطره افكارهم وسطوتهم وقبول اهدافهم ، قرروا ( خلع ) تلك الافكار الصحيحه للدين و( اعتناق ) افكارهم التكفيريه الارهابيية ، ومن ثم ، ليس الحل من وجه نظري ( علي فكره دول كفره ) لانك كده بتلعب بنفس القوانين ، هما يقولوا علينا ( كفره ) واحنا نقول عليهم ( كفره ) ويضيع الصراع السياسي الحقيقي في "معركه وهميه" ، مين الكافر؟ ومين المؤمن ؟ وده هدفهم ومبتغاهم ، تضييع الصراع السياسي وحقيقه مستهدفاتهم في صراع وهمي غير حقيقي ..
------------------------------------------------
ونجيب الحكايه من الاول ..
------------------------------------
·     هذا صراع سياسي ، صراع مصالح ، بين دول كبيرة استعماريه ترغب في استعمار واستغلال بلادنا وسلب خيراتها واستعبادنا ، وفي سبيل تحقيق مصالحهم يلعبوا بكل الكروت والاوراق المشبوهه التي توصلهم لاغراضهم الحقيرة ، في البدايه كانوا يغزوننا بجيوشهم ، والتاريخ يشهد ، ثم الجيوش والجواسيس والخونه ، ثم استراتيجية ( فرق تسد ) ، وهي استراتيجيه تقوم علي استعداء المجتمع والشعب علي بعضه ، تاره بنزعات ( طبقيه ) ، فقرا واغنياء ، وتاره بنزعات ( دينيه ) ، اقباط ومسلمين ، تاره بنزعات ( طائفيه ) سنه وشيعه ، سنه وصوفيه ، وتاره بنزعات ( اقليمية ) وحقوق الاقليات ، وفي كل مره وكل وجه من اوجه النزاع والصراع ، يستخدموا مايروه مناسبا من ادوات للترويج للافكار التي يسعوا لنشرها وصولا لتحقيق النتيجه المرجوه التي يسعوا لها ، وهي استعداء الشعب علي بعضه علي نفسه ، تمهيدا لاضعافه وتكسير قوته ، تمهيدا لسهوله وسرعه السيطره عليه وهزيمته ، يستخدموا كل الادوات ( التاريخ والجغرافيا ) ، الدين والتفسيرات الدينيه والاراء الفقيه القديمه ، القصص والاساطير ، الشائعات والحرب النفسية ، كلها ادوات مختلفه لاتمام مسأله التمزيق والهزيمه وصولا للتمكين ووالسيطرة ...
·     **** الجماعات ( المتأسلمه ) والتي تستخدم الدين ، هي احد الادوات الاستعماريه التي خلقت في بلادنا من الاستعماريين لاستخدامها في السيطره علي الشعوب ، ارتكانا علي ادراك حقائق قاسيه متعلقه بانتشار الامية والجهل وسطوة الدين واثره علي النفوس ، وكان خلق جماعه الاخوان المسلمين وتمكينها كجماعه ارهابيه الفكر والسلوك و( تدجين ) اعضاءها بنظريه السمع والطاعه المطلقه للمرشد ومكتب الارشاد ، كان احد وسائل الاستعمار لتمزيق شعوبنا من جهه وللسيطره عليها من جهه اخري ...
·     الجماعات المتأسلمة وافكارها المتطرفه الجامحه البعيده عن كل الدين ، لا علاقه له من وجه نظري المتواضعه ، بالفهم الصحيح للدين ولا الفهم المغلوط للدين ، ولا الارتكان علي كتب البخاري ولا كتب السلف ، هذا كذب وادعاء وخداع متعمد للناس ، هم يعرفوا الدين الصحيح وقواعده الصحيحه ، ويمكن القول باطمئنان هما لايكترثوا بقواعد الدين الصحيحه ، لانهم لو ركنوا اليها ماوصلوا لاهدافهم في اشاعه الاجرام والعنف والسيطره علي الناس وتقسيم الشعب ..
·     واي صراع سياسي معهم في الحديث عن ( الدين الصحيح ) وقواعده الحقيقيه ، هو صراع وهمي يبدد الوقت والطاقات ، هما جماعه ارهابيه ، قررت تخط لنفسها ( اسلوب ) للتاثير في الناس ، اخترعت قواعد اسمتها ( قواعد دينيه او اسلامية ) وهي تعلم انها ليس لها علاقه بالدين ولا بالاسلام ، ومارست ( التقيه ) مع الناس ، بمعني اخفاء ( قناعاتها واهدافها الحقيقيه ) وطرحت شعارات ( بسيطه ) و( سهله ) ، الاسلام هو الحل ، المجتمع المسلم ... الي اخره ، وكانت تلك الجماعه الارهابيه تسعي من خلال تلك الشعارات البسيطه السهله ، التاثير علي وعي الناس ، الذي ترك ( مستباحا ) لها ، بسبب الاميه والجهل وبسبب رداءه التعليم وبسبب انحسار الثقافه والدور المدمر للاعلام ، ولم يكن ( تمكين ) الجماعه الارهابيه فقط معتمدا علي ( نشاطاتها ) ولا معتمدا فقط علي جهد اعضاءها ، بل دعم ( بتمويل ) ضخم لتقديم خدمات للناس للتأثير والسيطره عليهم ، ودعم ( بترويج صورة اعلامية ) و( استضعاف ) يروج له باعتبارهم الضحايا المستحقين للدعم والتضامن ، ودعم بأدوات مختلفه لخدمتهم ، مابين ( حقوق الانسان ) ومابين ( التمكين الاقتصادي ) .... الي اخره ..كلام كتير ..
·     هل معني هذا انهم ينتشروا فقط وسط الجهلاء والاميين والفقراء ، طبعا لا ، فيه ( كوادر ) فاهمه وواعيه وعارفه مستهدفاتها ودورها القذر ، وفيه ( جمهور ) عاطف ساذج بيتلعب بيه ( اللي كان في النهضه ورابعه وجمعه قندهار ) اللي بييصوت ويصرخ دفاعا ( عن الدين والاسلام ) زي مافهموه وهما جايبين من بلده ( بميت جنيه وكرت شحن ووجبه ) ، ( الكوادر ) فاهمه كل حاجه وفاهمه دورها وفاهمه حقيقه هدفها ، وعلاقتها بالسفيره الامريكيه والتنظيم الدولي وجهات التمويل ، كل ده مفهوم ومعروف ، وعارفين بيرفعوا ( شعارات ) ايه لخديعه ( الجمهور العاطف المستهدف ) كغطاء لاهدافهم القذره ودورهم الحقير كادوات مؤامرة استعماريه ضد الوطن ..
·     كل ده ايه علاقته ( بالتكفير )؟؟؟
·     الصراع الديني ( عن صحيح الدين والتكفير ) مع الجماعات الارهابية اصلا وهم ، وهم مهزوم ، لانهم بيلعبوا علي ( افكار مغلوطه ) وسط جمهور ( عاجز عن مناقشتهم ) و( مسلمهم راسه)..
·     طيب ، التنظيم الارهابي ده ، بقاله 80 سنه بيشتغل في مصر ، احيانا يتعرض ( لهجوم ) امني ، ومحاربه ( امنيه ) واحيانا ( يترك له مساحات للعمل ) اما بضغط خارجي ( ضغط الامريكان والاوربيين) واما بسبب ضعف الحاكم المصري الذي يخاف منهم ويعمل لارهابهم حساب ، او بسبب رغبته استخدامهم في الصراع السياسي لصالحه في مواجه مايتصوره اخرون في الصراع السياسي يسعي للتخلص منهم ، وهذه الجماعات الارهابيه تقبل التحالفات غير المبدئيه وتقبل استخدامها في صراعات لصالح اخرين ، وتقبل الاستضعاف وتمارس التقيه ، وصولا للتمكين وتحقيق اهدافها التدميريه لصالح الدول والجهات واجهزه المخابرات التي انشأتها وتساعدها وتروج لها باعتبارها ادواتها في تحقيق تدمير وطننا وتحقيق مصالح الاستعمار فيه وعنده ...
·     المخابرات الامريكيه ، خلقت ( المجاهدين الافغان ) في صراعها مع الاتحاد السوفيتي في افغانستان ، خلقتهم ودربتهم ومولتهم وسلحتهم وحمتهم واستخدمتهم دعائيا وعالميا ضد الاتحاد السوفيتي ( الكافر ) اللي بيضهد المسلمين ، ولم يكن هدف المخابرات الامريكيه وقتها ( حمايه الاسلام ) ولا ( المجاهدين ) كل ده اكاذيب وشعارات جوفاء كاذبه مزيفه ، انما كان بتستخدمهم لمحاربه خصمها او عدوها ( الاتحاد السوفتيي ) علي منطقه من مناطق الصراع الدولي ، افغانستان اتدمرت واحتلها الارهابيين وصارت بؤره لتصدير الارهاب ، ده مش مهم بالنسبه لامريكا اللي ذاكرتها ضعيفه وزعلانه النهارده من ( الارهاب ) اللي هي خلقته ، وتحول ( بن لادن ) من حليف امريكي يحقق اهداف المخابرات الامريكيه لعدو بيحاربوه ويضربوا دول العالم بسببه وفي الاخر يقولوا مات وجثته اترمت في البحر ..
·     المخابرات الامريكيه ، خلقت ( المجاهدين الافغان ) وسلحتهم ومولتهم واستخدمت حكامنا حلفاءها في الترويج لهم والدفاع عنهم وجمع التبرعات لهم ..
·     ورجعت امريكا والمخابرات ، واستخدمت ( كارت الارهاب ) وقت 11 سبتمبر مبررا وذريعه لضرب العراق وافغانستان ، وقناه الجزيره الصهيونيه الصنيعه الامريكيه في اماره قطر الصنيعه الامريكيه ، كانت تروج للارهابيين وبن لادن والقاعده وتدافع عنهم ، وبريطانيا منحت للارهابيين حق اللجوء السياسي والاقامه والجنسية ، ومنظمات حقوق الانسان الدوليه والعالميه اشتغلت  بالاساس كماكينه للدفاع عن ( الارهابيين ) وساعدت في حصار الدول الوطنيه بترويج الاشاعات عنها ( تعذيب المجاهدين ، حصار المجاهدين ، التضييق عليهم ) نشرا لفكرة ( الاستضعاف ) وجلب (التعاطف ( ...
·     القضيه ايها السيدات والساده ليست ( تكفير ) المجرمين الارهابيين القتله ، بل ( محاربتهم وعقابهم ) ليس بتصحيح ( افكارهم ) لان ( افكارهم ) لن تصحح ، لان المشكله بيننا وبينهم ليست مشكله ( افكار ) بل مشكله سلاح وادوات مؤامرة ومصالح استعمارية ..
·     القضيه ايها السيدات والساده ليست ( تكفير ) المجرمين الارهابيين القتله ومنح سلطه ( التكفير ) لهيئه الازهر ، فمنحهم تلك السلطه الدينيه التي لم يمنحها الله سبحانه وتعالي لاحد من البشر ، منح تلك السلطه ( التكفير ) اذا وافق اهوائكم وصراعكم اليوم ، غدا سينقلب الي سلاح خطير مروع ضد كل المختلفين مع تلك الهيئة او هذا الشيخ او ذاك ، وليس ردا علي انهم ( كفروا فرج فوده ، وكفروا نجيب محفوظ ، وكفروا نصر حامد ابو زيد ) هذا ليس رد ، فهذه خطيئه رفضناها وقتها وتصدينا لها وخضنا ضدها معركه قويه تحت شعار ( لا للتكفير ) ، عندما كفروا هؤلاء وغيرهم ، كان ( التكفير ) جريمه وخطيئه دنوية ودينيه يلزم التصدي لها ومحاربتها ، ولايجوز ان نقول ، ( ماانتم كفرتم دول ، وكأنه تصرف صحيح ، فليه مابتكفروش الدواعش والجماعات الارهابية ؟؟؟؟ ) لانه قول يذكرني بمن اراد ان يرعب عدوه فحرق وجهه !!!! ايضا لايمكن ان يرد علي بأن ( بعض الشيوخ يكفرون الاقباط ) فاذا كانوا يكفرون ( الاقباط ) فلماذا لاتكفرون ( الدواعش ) ، لان هذا القول عبث مطلق ، ليس من حق احد ( تكفير ) الاخر ، من نفس دينه او اي دين اخر ، هذا ليس حق احد ولا سلطه احد ان يكفر اخر ، وجريمه ( تكفير الاقباط ) جريمه يلزم مواجهتها ومحاربتها والتصدي لها ، وليس القياس عليها ومطالبه نفس الجهه التي ( تكفرهم ) ب ( تكفير ) الدواعش ، لان ذلك يقول وكأننا نعتبر ان من حقهم ( تكفير الاقباط ) ونطالبهم بتوسيع ذلك الحق ليشمل ( الدواعش ) وهو عبث مطلق وجريمه في حق المجتمع واهله والمواطنه والعقل البشري ...
·     العقل ايها الساده ، العقل ، العقل ومعرفه حقيقه الصراع وادواته ومستهدفاته ، نحن لا نحارب ( كفرة ) وهذا ليس شأننا ، نحن نحارب ( ارهابيين ) قتله مجرمين ، ونحاربهم لانهم ( يقتلونا ) وليس لانهم ( كفره ) !!!
·     الازهر لايملك ولا اي سلطه دنيوية ، لايملك ( التكفير ) واذا لجأ الازهر ( للتكفير ) سنحاربه ، حتي لو ( كفر الدواعش ) لانه يكون اغتصب سلطه لايملكها وهي سلطه مرعبه لها اثار مرعبه علي المجتمع الان وغدا ..
·     ونحن لا نحتاج ( التكفير ) في صراعنا السياسي مع الارهابيين القتلة ، لانحتاج ( تكفيرهم ) لان صراعنا معهم ليس ( صراع ديني ) ولان صراعنا معهم ( صراع سياسي ) و( قانوني ) لانهم قتله ومجرمين وارهابيين ويمارسوا عنف واجرام ضد المجتمع ..
·     انتبهوا ايها الساده
·     انتبهوا ايها الساده
·     المعركه مع الارهابيين ( ليس لانهم كفرة )
·     المعركه مع الارهابيين ( لانهم ادوات استعمارية تمارس اجرامها ضد مجتمعاتنا تحقيقا لمصالح الاستعماريين باستخدام غطاء زائف من الدين ، ولانهم يمارسوا ضدنا الاجرام والقتل والعنف والارهاب)
·     انتبهوا ايها الساده
·     انتبهوا ايها الساده
·     اللهم اني بلغت ، اللهم فاشهد ..
·     ارفعوا ايديكم عن المجتمع والوطن ..
·     لا لخلق محاكم تفتيش في الضمائر والسرائر ..
·     ليست المعركه مع ( كفره ) بل المعركه ( مع ارهابيين قتله ) ..
·     اللهم اني بلغت ، اللهم فاشهد ....



20 أكتوبر 2016

فيروس سي والرحله الشريرة !!!! امي وتحيا مصر !!!!






امتن شخصيا وبشكل خاص لمصر والرئيس السيسي وصندوق تحيا مصر لمجهودهم العظيم وسعيهم الدؤوب في القضاء علي فيروس سي وعلاج كل المرضي وخلو مصر منه 2020 ..
فمن اقترب من وحش "فيروس سي" وهو ينهش حياه احد احباءه ويلتهمها ويقصف عمره خطوه خطوه امام عينيه ، من اقترب من هذا الوحش ، يعرف جيدا معني ماتقوم به مصر وماتقدمه لشعبها ..
امي ماتت 62 عام ، بفيروس سي منذ اربعه عشر عام 2002، اكتشفنا قبل موتها بثلاث سنوات وبسبب تحليلات نمطيه لان رجليها ورمت ، اكتشفنا ان انزيمات الكبد متلخبطه في التحاليل ... 

مرحله التحاليل وفيتامين هه ..
روحنا لدكتور كبد بارع ومحترم وشاطر وجاد ، بص علي التحاليل وقال ، طيب ، تاخد فيتامين ( هه ) وتعمل التحاليل تاني بعد ست شهور ، لم اكن اعرف المرض ولا معناه ولامراحله ، سالته بسذاجه ، والعلاج ، ابتسم بشفقه وقال ، فيتامين هه وتعمل التحاليل بعد ست شهور ، ونبهني ، لو نزفت من فمها او من الشرج علي اجري بها علي المستشفي !! 
عشنا شهورا وكأنها سليمة ، وبعد مرور السته شهور ، عملنا التحاليل مره ثانيه ، طلعت تحاليل انزيمات الكبد اسوء واسوء ، وبعدين يادكتور ، تاخد فيتامين (هه) ولو تعبت اتصلوا بيا ، وتعمل تحاليل تاني بعد سته شهور!!!! 
في تلك الفتره ، السته شهور الاولي والسته شهور الثانية ، امي شكلها يتغير ، لونها يتغير وتزداد سمرة وبقع قاتمه علي جلدها ، جلدها يجف وتعلوه بودره بيضاء بسيطه تزداد ، شكل جسمها يتغير ومش عارفه اوصفه ازاي ، وهي راضيه صامته تاخد فيتامين (هه) وتنتظر الشفاء الذي كنا نظن انه سيأتي فاذا به لم يأتي ابدا .... اخبرها الطبيب ان عندها فيروس ( سي ) لكن من حسن حظنا انه ( كامن ) وعاشت امي ثلاث سنوات من العذاب والفيروس ينهش كبدها وهي تشكر ربها ان الفيروس ( كامن ) حتي ماتت وهي تظنه ( كامن )!!! 
مرحلة النزيف ...
في نهايه السته شهور الثانيه ، بصقت امي دماء ورديه من فمها ، دخلنا المستشفي نصرخ ، استقبلنا الممرضه بهدوء ، حقنه شرجيه ، منظار ، مسكن والدكتور جاي ، جه الدكتور ، خير ، قال عادي ، حقنه شرجيه منظار مسكن ، قضينا ليلتنا الاولي في المستشفي وتاني يوم عملنا المنظار وبعدين روحنا ، امي ماكنتش فاهمه احنا جينا المستشفي ليه وبتنا هناك ليه وتشرح لي ان نقطه الدم من اسنانها ولثتها ، وتشرح وهي لاتدرك خطوره ماتقوله ان اسنانها تنزف وده عادي واصمت ولااخبرها ، انه مش عادي وان ده معناه ان الفيروس اللعين ينتقل بالكبد لمرحله اسوء ، المهم عملنا المنظار وخدنا وجرينا علي الدكتور ، خير يادكتور ، تعالوا العياده ، ممكن ابص علي الصور ، ده منظار ايه ، منظار علي المريء ، افتح الصور واصرخ ، ايه ده ، قرح نازفه في صور المريء ، ايوه عادي !!! خدت النتيجه ورحت لدكتور واتنين وتلاته ، كلهم قالوا عادي ، لو نزفت تاني لازم نعمل ربط لدوالي المريء ... 

اسبوع في المستشفي ليلة رمضان 
وتدخل امي للمستشفي اسبوع كامل لاول مره ، محاليل تحاليل اشعات مقطعيه والدكتور مبتسم وهي مبتسمه وتزداد شحوبا ، وتاتي علينا ليله الرؤيه وابكي دموعا حارة واعرف انها اخر ليله رؤيه لامي واتسحر في المستشفي وقتما يأتي بعض المحامين العاملين معي بالفول والخس والزبادي ، وتدعي لهم امي ويقف الزبادي في زوري لااعرف ابلعه و...... انام باكيه واذني وقلبي معها انتظرها تناديني لاي سبب لاهب لخدمتها !! 
ونخرج من المستشفي وهي افضل قليلا واقل شحوبا ، لااعرف لماذا دخلنا ولا لماذا خرجنا ، كل مااعرفه ان الدكتور قرر يمنحها بعض الصحه التي لايمنحها لها جسدها ولا كبدها العليل ، واراقبها وانتظر النزيف العاتي ومرحله دوالي المريء !!! 

مرحله ربط دوالي المريء ..
لم تطيل امي انتظارنا ، انفجار الدماء من فمها ، يالا علي المستشفي جري ، حنعمل ربط دوالي المريء لوقف النزيف ، وبعدين ؟؟ مره كل شهر حنعمل الربط ده ، وبعدين ، ولاقبلين ، لو حصل اي حاجه تانيه قولوا لنا ، وتدخل امي غرفه العمليات بمخدر موضعي ، تتأوه وتصرخ ونحن نسمعها ونبكي انا واختي ، وتخرج تهلوس من المخدر وتحكي قصص غريبه ونضحك ونبكي ، وبعدين يادكتور ، ماتكلش ملح ، ماتكلش دهن ، ماتكلش ماتكلش ماتكلش ، قصدك تاكل ميه ، يضحك الدكتور بطيبه واشفاق علينا ، تاكل خفيف وبدون ملح واي حاجه بدون سمن ولا زيت ، وتكره امي الطعام ، طعمه وحش ، مقرف ، معلش علشان خاطرنا ، وتزداد شحوبا ونحولا واصفرارا ونتحايل عليها ، تقول نفسي في ملبن ، كنت اظنها ستشفي وان الملبين سيسيء حالتها فامنعها عنه ، لو كنت اعرف ان المرض لاشفاء منه ولاامل فيه ، كنت اعطيتها 10 كيلو ملبن تأكلهم بالطريقه التي تحبها ، وانتهي الشهر وعملنا ربط تاني لدوالي المريء وتتأوه امي ونبكي انا واختي وتخرج من غرفه العمليات تهلوس ونضحك ونبكي و.... ان شاءالله الشهر الجاي تيجوا تاني علشان نعمل ربط تالت لدوالي المريء ، ولو نزفت من اي حته تانيه اتصلوا بي و............ شهورا نربط دوالي المريء وامي شكلها يتغير وتزداد شحوبا وسمره واصفرار وتكره الاكل الماسخ ونفسها تاكل ملبن وانا للاسف امنعها عنه لانه حيضرها ويعطل شفاها ..

مرحله النزيف العنيف واسبوع في المستشفي 
وذات يوم تتصل بي تعبانه عندي مغص واجري لها اجد اختي تصرخ ، امك عندها نزيف !!! واكتشف انها تنزف نزيف رحمي رهيب غطي ارض الحمام بالدماء الحمراء القانية ، واتصل بطبيب امراض النسا ويخبرني ( اديها سيكوكربون ) وانقليها المستشفي ، وفي المستشفي يخبرني ، حنديها دم وادويه للسيطره علي النزيف ، طيب والعلاج ، يبتسم برقه ، حنديها دم وادويه للسيطره علي النزيف ، طيب والكبد !!! لما نسيطر علي النزيف يبقي دكتورها يشوفها ، والنزيف ليه ، يبتسم الطبيب ويقولي اسالي دكتور الكبد ، ونعلق لامي محاليل صوديم وبوتاسيوم واكياس دم الواحد تلو الاخر ، وترفض اوردتها ( الكانيولا ) والوريد يورم ، ونغير مكان (الكانيولا ) ونفلح يوما وفي اليوم التالي ، يورم الوريد ونغير المكان وتصرخ الما ونبكي هلعا ونطلب طبيب تخدير لغرس الكانيولا في ذراعها بعدما فشلت الممرضه مره واثنين لرقه الاورده ، و.....اسبوع في المستشفي نركب دم ونبكي ونضحك ونتظاهر امام امي انها ستشفي واسال اطباء اصدقاء ، ليه بتنزف ، اصل الكبد بايظ وبيغير الكيميا في الجسم ومرحله النزيف مرحله معروفه ايوه وبعدين ؟؟ يواسوني صامتين ، خير ان شاء الله واجهز نفسي لما لااعرفه ، وتسالني اختي هي ماما حتخف امتي ولااجد اجابه ولاتصدقني وتكرر سؤالها عشرات المرات في الساعه علي وعلي طبيب امراض النساء ثم طبيب الكبد ، هي ماما حتخف امتي ؟؟ ولااحد يجاوبها !!! وتغرق امي في غيبوبات قصيرة صغيرة وتفيق وهي تضحك لانها قربت تعمل مسابقه بين المستشفيات وانهي واحده اجمل !!! ونضحك وتنسال دموعنا وكأنه من شده الضحك وهي ثمره حزن دفين ، وتكمل علينا امي وتضحك تشكر ربنا ان الفيروس مازال كامن ، ونضحك ونبكي ونشكر ربنا علي كل نعمه ، لم تكن تخدع نفسها ولاتطمئننا ، هذا كان يقينها ان الفيروس كامن كان ومازال كامن !!! 
ونضيف دواء التجلط لادويتها الضغط والفيتامينات وتكبر علبه الادويه وتتداخل مواعيدها ونكتب جدول ، ونقدم لها اكل ماسخ بلا ملح وتعزف عنه وتكرهه ونتحايل عليها وتأكل معلقتين شربه وتضحك وتقول مين اللي شرب الشوربه وجاب لي الميه اللي غسلتم بيها الحله !!! ونبكي ونضحك وتسال اختي ماما حتخف امتي !!!! 

مرحله البوره السرطانية 
ويطالبني الدكتور باشعه مقطعيه ، ليه ، عادي نشوف الدنيا اخبارها ايه واتصل بالاطباء الاصدقاء واسال عن مركز اشعه مقطعيه مفتوح لان امي قررت انها ابدا لن تدخل القبر برجليها ولن تدخل انبوبه الاشعه ، واوافقها ، وفي غرفه الاشعه المثلجه البارده يغطوها ببطانيه واري جسدها الهش يرتعش من الصقيع ، ونقضي خارج الغرفه ساعه ونصف ننتظر انتهاء الماكينه البطيئه من تصوير امي ، ويخرج علينا الطبيب مبتسما وخير ان شاءالله ، لكن طبيبها وقتما يري صور الاشعه يصرح لي ، بؤره سرطانيه في الكبد ، وبعدين ؟؟ ولا قبلين !! لم افهم ، يشرح لي ، الكبد حالته سئيه لدرجه ان السرطان لن يجد وقتا ليؤذيها !!! واضحك فيسألني بتضحكي ليه ، اقول لان الحمد لله الفيروس كامن علي راي امي !!! واخفي عنها وعن اختي موضوع بؤره السرطان وانتظر الفيروس وماسيفعله في امي وكبدها !!! 

شهر كامل في المستشفي 
وتتصل بي اختي ، ماما عندها مغص شديد ، ويطالبني الطبيب بسرعه نقلها للمستشفي بعدما فشلت الحقن المسكنه في المنزل تقليص المها ، وفي المستشفي يخبرني انه لابد من نقل دم ونقل بلازما كل يوم لان تحاليها وحشه ، شهر في المستشفي ، نشتري دم وبلازما صباحا ومساءا من بنك الدم ، وتعاني امي واوردتها الامرين ، وتطلب ملبن فاشتري لها علبه ثلاثه كيلو واسلمها لها في حجرها لتأكل منها ماتشاء ، وعايزه كريز ، عيني ، وااتي لها بالكريز ، وباكره الشوربه من غير ملح ، واحط لها ملح علي الاكل ، وكل يوم كيس دم وكيس بلازما صباحا ومساءا وامي تزداد اعياء وشحوب وسمرة وتدخل في غيبوبات اطول ، وتفوح من فمها رائحه الاسيتون ، وابكي انا واختي ، ثم نطلي شفاءها بالروج الاحمر وننتظرها تفيق ، تفتح عينيها وتضحك ساخره وتقول هو انتم رايحين فرح ونضحك ونبكي ،ونعمل لها شعرها ضفاير ونطلب من الممرضات يحملوها للحمام ويحمموها لان جسدها الهش ثقيلا ولانقوي لاانا ولا اختي علي حمله ، وتحاليل كل اسبوع ، ثم تبدأ الكلي في الانهيار وتظهر نتائج تحاليلها سيئه وتتدهور ، ويأتي طبيب كلي ليفحصها وينصحها ببعض النصائح التي لااذكرها ويتشاجر الاستاذ عادل المحامي زميلي مع الطبيب لانه لايخبره متي ستشفي امي ، الكبد انهار تماما والكلي تسير علي طريق الانهيار والاسيتون يفوح من فمها والغيبوبه يطول وقتها و........ اللعنه علي فيروس سي الحقير التافه الشرير الذي يقصف عمر امي امامي وامام عيني لااملك لها شيئا الا امنحها السعاده بقطع الملبن الابيض وحبات الكريز وملح كثير علي الشوربه ...
ونقضي في المستشفي شهر كامل حتي يخبرنا الطبيب انها اصبحت افضل واصدقه انها صارت افضل ونخرج لانعرف انها الصحوة التي قبل الموت ..

مرحله الاستسقاء والبذل 
وتكبر بطن امي وتكبر ، وتسخر امي بخفه دمها لانها حامل ولاتعرف متي ستلد ، وتؤمرني اسال الدكتور متي ستلد ، ويضحك الطبيب ويمازحها ويخبرها انه سيولدها قريبا ، ويالا علي المستشفي ، وهناك ، بذل للمياه المتراكمه في بطنها ، وانبوب رفيع يخرج ماء اصفر من بطنها واراها متألمه تكتم المها وتنكره عني ، وتقرأ ان صالح سليم مات بداء الكبد ، فتشرح لي ان الفيروس عنده مش كامن زي الفيروس عندها واضحك حتي انفجر في البكاء و.... تنتشر رائحه الاسيتون في الحياة ونعود للمنزل ، واقرر بلا رجوع للطبيب انها ستأكل ماتحبه ملح علي الشوربه وبيض مقلي وملبن كتير وملبن بالقشطه واللي نفسها فيه كله ، وعايزه مانجه عيني ، عايزه كريز عيني و......مش حابقي انا والزمن عليها وكفايه الفيروس اللعين ....

اليوم الاخير 
يومين في المستشفي الاول بسبب النزيف الوردي ، واسبوع في المستشفي الثانيه للمحاليل واسبوع في المستشفي الثالث للنزيف الرحمي وعشره مرات مره كل شهر غرفه العمليات لربط دوالي المريء وشهر في المستشفي لمنحها الدم والبلازما ومنحها الصديوم والبوتاسيوم واربع مرات زياره يوميه ونعود للمنزل لبذل الماء في بطنها الكبير او لتلد كما كانت يحلو لها ان تقول ، وغيبوبه مرات متقطعه ، غيبوبه قصيره ثم طويله ورائحه الاسيتون تنتشر في المكان ...
وشحوب واعياء واصفرار وبقع قاتمه وبودره بيضاء فوق جلدها ولمعه عينيها انطفأت وتغيرت معالمها حتي كنت اخرج للصاله احدق في صورتها الجميله لاتذكر معالمها بعدما شوه الفيروس والكبد والبؤره السرطانيه وتدهور الكلي بعد ما شوهوا ملامحها وغيروها شكلها حتي كدت لااعرفها ..

ووصلنا لليوم الاخيره في الرحله 
الم ومغص وشحوب واعياء وهلوسه في الكلام ولازم نشتري جمبري و..... نقلناها للمستشفي بعربيه الاسعاف وهناك ادخلوها الرعايه المركزه وطردونا بعيدا عنها بعدما انهار ضغطها 70/40 وايه الاخبار يادكتور ، ادعوا لها و...... دعونا لها فرحلت بسلامه وهي مبتسمه وسعيده لان ربنا الكريم الرحيم اعتق روحها من الجسد المنهك المتهاوي المتداعي بفيروس سي ورحلته الموجعه !!!! 
اقول كما قلت في البداية ، امتن شخصيا وبشكل خاص لمصر والرئيس السيسي وصندوق تحيا مصر لمجهودهم العظيم وسعيهم الدؤوب في القضاء علي فيروس سي وعلاج كل المرضي وخلو مصر منه 2020 ..
فمن اقترب من وحش "فيروس سي" وهو ينهش حياه احد احباءه ويلتهمها ويقصف عمره خطوه خطوه امام عينيه ، من اقترب من هذا الوحش ، يعرف جيدا معني ماتقوم به مصر وماتقدمه لشعبها ..
هذه الرحله المخيفه عشتها مع امي وكثيرين غيرها !!!! 
وحينما ادرك ، ان مصر والسيسي وصندوق تحيا مصر ، بذلوا مجهودا ليقوا المصريين شر تلك الرحله اعرف واقدر واحترم وامتن لهم مافعلوه وانقاذهم للمصريين من تلك الرحله الشريرة وذلك الفيروس المتوحش !!! 
تحيا مصر والف تحيا 
تحيا مصر ياسيسي 
تحيا مصر يامصريين 
الصحه والسلامه يارب لكل المصريين ...

25 ديسمبر 2015

فرع اخضر علي الشباك ....




كنت كلما اراها ، تختلج روحي واحس دموعي تكاد تنهمر ، واتمالك نفسي بمشقة وارتباك ...
طيبه شفافه ، هذا ماكنت احسه منها ، شفافه كقطرة مطر شارده من سيل كبير ، شفافه تترقرق وتسطع مع نفسها كقطره المطر التي سكنت علي ورقه خضراء عريضه في شجره تحممها الامطار !!! 
ولانها شفافه رقراقة فلاتملك الاتحدق فيها تحاول تفهم سر ذلك السطوع الهاديء الساكن المتواري !!! 
اري الطيبه تتقافز علي اوتار روحها واراها من داخلها مثلما تري ملامحها ، تحتار وقتما تراها ولاتعرف سببا لحيرتك ، طاغية الحضور بمنتهي التواري ، عجبا لهذه المعادله ، نعم طاغيه الحضور بمنتهي التواري ، لاترغب ابدا تقول انا هنا ، لكنها هنا وهناك وفي كل مكان ، امامها لابد ترتبك ، وتسال نفسك الف مره لماذا ارتبكت ، ماما ، هذا ماترغب تقوله لها وتناديها بيه متجاهلا ان السنوات بينكما قليله وانها بمثابه الاخت الكبيرة لااكثر ، لكن امومتها الجارفه تتخذك ابنا وابنة ، هي تخطفك لحضن امومتها بلا استئذان فلاتملك الا انصياعا فرحا ...
طويلة وكأن رأسها في السماء يتراص بين النجوم الساطعة بوجود ملحوظ بل ويناطحها، عريضه وكأنها تحتل كل الكادر الذي تفلح حدقتيك لالتقاطه ، نعم تحتل كل الكادر ولاتترك للتفاصيل حولها اي وجود ، طويله عريضه لكنها تخبيء نفسها من كادرك ونظراتك ولاترغب فيك تحدق فيها وحين تضبطك تختلس لها النظرات تغلق عينيها وكأنها تقول لك ولنفسها لست هنا !!! 
كنت احسها قوية جذورها دفينه في الارض الطيبه راسخه واثقه من نفسها ، كنت احسها قوية وحنونه ويالها من تركيبه عظيمة نادره قوية بلا بطش وحنونه بلا تدليل ، تشع من روحها للمحيطين بها ثقه ويقين ، تشع حكمة بلا قصد ، وليس عليك في وجودها الا تفتح عينيك وقلبك جيدا لتفهم مالذي تقوله للحياه ولك طبعا حينما اسعدك الحظ بصدفة لقاءها ...
ملامحها مبتسمه بلا ابتسامه 
عينيها متقدتان بسطوع حاني كوهج القمر في غطيس الليل فوق حقول القصب ...
كلما رأيتها تمنيت ادخل حضنها وابكي ، كنت واثقه انها لن تلوم دموعي وستفهمها وتصلها كل رسائلي ، رائحه امي والخبيز والغله الخضراء وزهور البرتقال علي الشجر وبراعم الورد قبلما يتفتح ويفوح عبيره ...
رائحه امي وجدتي وايزيس ، نعم رائحه المرأة المصريه القويه الصابرة المثابرة الحنونة حمالة الاسية المبتهجة المعطاءه ، نعم لهذه المرأه رائحه عتيقه عريقة تفوح من خلاياها وتتسلل تحتلك فترغب في البكاء تطهرا من كل الوجع الراسخ علي قلبك وروحك ، نعم هذه رسالتها لك وللحياة ، نتحمل الوجع ولانغرق فيه ، نروضه ولانسمح له يكسرنا ، هذا هو الشموخ وهذه هي القوة والاصالة ، هذه الرائحه التي تقوي روحك بلا حصص ولادروس ...
قابلتها مرات قليلة ، لكنها غزتني !!! 
اكلت من يديها طعاما شهيا لانها تحب ماتفعله وتحب ضيوفها وكريمه بحق فيخرج الاكل من بين اصابعها بنفسها الطيب شهيا مختلفا ، وجلست بجوارها انصت لكلماتها القليله وابتسامه مرتبكه علي وجهها ابتسامه تختلج وكأنها لاترغب تقول وهي تملك الكثير لتقوله لكنها تثق ان ليست المشكله فيما يقال بل متي يقال ولمن يقال ، ليتك تكلمت كثيرا وليتي انصت لكي ، ليتني تركت لك الوقت لتحكي ومنحت نفسي فرصه سماعك ، لكنها الحياه اللعينه التي تسرقنا وكأننا مشغولين للابد ولانترك فرصه لبعض الانسانيه نعيشها ولو مع مثل تلك السيده الجميله ....
قابلتها مرات قليلة ، لكنها غزتني وغزت روحي ..
تاره واثنين شاهدتها تأتي من بعيد خلف احباءها ، تدعمهم ، خيالها امامها يفتح لها الطريق ويثبت خطواتها ..
عجبا لتلك السيده التي يسير خيالها امامها ، يفتح لها الطريق ويقول انتبهوا انها قادمه لكننا لم ننتبه للاسف .....
مالذي يخرجها من دارها لتجلس علي مقعد غير مريح تنصت لكلمات ربما لاتمس روحها لكنها مبتسمه باقيه صامده حتي انتهاء الامسية والندوة ، يخرجها من دارها طاقه دعم وسند قويه ، مجرد جلوسي صامته سند ودعم ، مجرد حضوري ولو صامته سند ودعم ، مجرد ابتسامتي المشعه لروح احبائي سند ودعم ، ويتقدمها خيالها عطرا يفتح لها الطرق الشائكه والابواب الموصده ويجلسها ويجلس بجوارها سند ودعم ..
قابلتها مرات قليلة وكنت اتمني فرصه للجلوس معها اكثر والحكي معها وارتشاف خبراتها وحواديتها ، لكني لم افعل للاسف ..
ورحلت ..
بمنتهي الهدوء رحلت عن حياتنا ...
رحلت ومذاق طعامها علي طرف شفتاي 
وابتسامتها الهادئه تصاحبني 
وتواريها العمدي القوي يعلمني معني الوجود الحقيقي بلا صخب 
ومعني دعمها وسندها لاحباءها درسا ومعني للامومه والانسانية ...
رحلت بهدوء وتركت خلفها جرحا في قلبي لاني لم اجالسها كما تستحق واسمع منها كما ارغب ..
لم ابكيها ، الحق لم ابكيها 
وجودها كان يؤرجح دموعي اما رحيلها فلم يستدعيها 
ربما اراها ابدا لاترحل ، فمثل هذه السيده الشامخه ابدا لايرحل 
يبقي حيا في ارواحنا ووجودنا ، يبقي حيا فينا ..
كم اغبطها لانها وقتما رحلت لم ترحل وبقيت حيه فينا وكأن كل حياتها تحولت فرع اخضر يزرعه كل منا علي شباكه !!! 
كنت احبك ايتها السيده الجميله 
واعتذر لك ومنك لاني لم امنحك ماتستحقيه من وقت 
كنت احبك ومازالت ...
وكنت موجودة وستظلي ، فرعا اخضر علي شباكي !!! 
كنت ومازالت احبك ايتها السيده الجميلة 
ويابختهم من عاشوكي وعاشروكي وسمعوا منك وتونسوا بك 
يابختهم وياقلة حظي منكي ....

23 أكتوبر 2015

اين ذهبت مصر ؟؟؟؟

انطباعات وتأمل في حالنا
" اين ذهبت مصر ؟؟؟"

كثيرون يقولوا بأسي ، مصر تغيرت ، ويتساءلوا بحسرة ، اين ذهبت مصر ؟؟؟
ويحمل تساؤلهم شجن وحنين وافتقاد موجع لجو حميم دافء كنا نعيشه في بيوتنا واسرنا وعائلاتنا منذ سنوات قريبة ، ويفتقده الكثير منا ويروجوا مع بعضهم والاخرين ، ان هذا الجو الحميم الدافء قد اختفي وانقشع وحل محل صقيع وبروده وفتور في العلاقات الاسرية والاجتماعية ...
اين ذهبت مصر ، اين العيد وشم النسيم وعيد عاشورا ، اين الغطاس والكريسماس ، اين الوصل الاسري والعائلي والدفء والحب والتواصل والانصهار ؟؟؟
ويضيف هؤلاء " الكثيرون " ان التوحش والوحشه احتلوا مدننا وشوارعنا وتباعد الجيران واغتربوا عن بعضهم البعض الي حد عدم المعرفة اساسا فاحتل البرود ابنيتنا وبيوتنا فلانعرف الجيران ولايعرفونا ولانتزاور ولا نتواد ويطغي الجليد اكثر واكثر....
والحق اني كنت من هؤلاء الذين يتسائلون دائما ، اين ذهبت مصر التي احبها ، اين ذهبت مصر التي اعتادت تأخذني في حضنها وتسعدني بدفئها وحميمتها ، اين هؤلاء المصريين الدافئين الحانيين الذين كانوا يفتحوا بيوتهم واحضانهم لبعضهم ومعارفهم واصدقائهم واحبائهم بل وللغرباء ويمدوا حبال الوصل والموده ويتجاملوا ويتشاركوا الحزن والفرح ...
كنت اتساءل دائما اين ذهبت مصر التي احبها واين ذهب المصريين الذين اعرفوا ، وربما اشعت - جهلا - ان مجتمعنا يتبدل وبتحول لمستنسخ مشوه من الدول التي يصفها الكثيرين بالمتقدمه والتي مزقت بقوانينها وقواعدها معني " الاسرة " فالاولاد يتركوا البيوت مع الثمانيه عشر او دخول الجامعه ويستقلوا وينفصلوا ويخوضوا تجاربهم بعيدا عن اهاليهم التي لايتبقي لها الاكروت المعايده في الاحتفالات والمناسبات الاجتماعيه ، وهؤلاء الاولاد هم انفسهم الذين يدخلوا اهاليهم بيوت المسنين ودار الرعايه وقتما يعجزوا عن رعايه انفسهم بلا غضاضه ولااحساس بالذنب ولاتأنيب ضمير بل باعتبارها امرا حتميا لامناص عنه ويمارسه المجتمع كله ببرود جماعي مقبول ، وهي القواعد والقوانين التي تمزق " الاسرة" بالمعني الشرقي الذي نعرفه ، اذا كانت الاسرة الصغيرة قد تمزقت بحكم " التقدم " فمبال بالعائلة الكبيرة التي تضم اعماما واخوال لايتشاركوا الا في الاسماء والجذور ...
كنت اتشارك مع هؤلاء الذين يشيعون ان المجتمع المصري يتحول مستنسخا من تلك المجتمعات البارده المفككه " المتقدمة " التي تمنح اولادها حريتهم وانفصالهم عن اسرهم وتمنح عجائزها بيوت المسنين والرعايه الطبية ، بالطبع كنت ادرك اننا لم نصل لهذه المرحله من التفكك والبرود ، لكني كنت اظن ان مصر في طريقها لهذا " التقدم " الكئيب كما اراه واحسه ، كنت اظن ان مصر في طريقها لهذا وكانت تصوري يوجعني ويؤلمني ربما لاني انتمي الي جيل قديم تعلم معني الاسرة والعائلة وان " الخال والد " وان مرات العم كمثل الام وان البيت الكبير بيتنا كلنا ، كان هذا التصور يوجعني واحسه كمثل اشياء كثيرة تأتينا رغم انوفنا وتنهمر كالامطار السوداء فوق رؤوسنا ، كنت اظنه امر سيحدث سيحدث لاريب فيه وانه لاقبيل لي لمقاومته ولا سبيل لمنعه ولا فرض سطوته وسيطرته علي قلوبنا جميعا وعلي وطننا رغم عن انوفنا جميعا بصرف النظر عن الوجع والحزن والحنين والغضب والرفض ...
كنت مثل هؤلاء " الكثيرين " لماذا ؟؟؟
لان عائلات كثيرة تفككت بموت الكبار الذين كان يسعون لجمع الصغار وتقويه روابطهم ببعضهم البعض باعتبارهم ابناء دم واحد ويحملوا اسم واحد وفروع لشجرة واحده ، نعم عائلات كثيرة تفككت بموت كبارها وانفراط عقد صغارها بالانشغال في العمل الطويل والساعات الكثيرة والجري وراء الرزق واكل العيش والنجاح المهني ، عائلات كثيرة تفككت ، وبالاخص في العاصمه وربما احياءها الراقية التي تسكن فيها مايتم توصيفه بالشرائح العليا من الطبقه المتوسطه المصرية ، تفكك العائلات وموت روؤسها فرط العائلات واغلق علي اسرها ابوابهم مع الوحدة والبرود ، وساعد علي التفكك السفر والهجرة فضلا عن الانشغال الشديد بالهم الشخصي ...
هذا من ناحيه ، من ناحيه اخري ، فان البنايات الاسمنتيه القمبيحه العالية التي حلت محل المباني الصغيرة والفلل في احياء كثيرة من العاصمه ، زادت البرود والبعد ، فلم يعد للجيرة معني مع كثرة الوحدات السكنيه والانشغال بالعمل والهم الشخصي للسكان ، فصار الجيران غرباء وتبدد وضاع مصدر اخر للدفء الاجتماعي والانساني ...
ايضا انتشار الطلاق وخلافاته المستعصيه علي الحل والتوافق في مجتمعنا تسببت في تمزق اسري واجتماعي رهيب ، فحتي الاولاد في كثير من الاسر المفككه صار غريبا عن احد والديه بل وغريبا عن اسرته ، وصار الصدفة العبثيه لابني عمومه لايعرفها بعضهما ويتشاركا مصادفة في دكه مدرسه واحده امر ممكن ووارد ، واحتدمت الخصومات الاسريه بين المطلقين انفسهم وبين اسرهم ايضا لحد دفع ثمنه الاطفال غربه واغتراب عن الاهالي والعائلات ....
وكثيرا مايروج بين المصريين ان " تنازل الرجال عن ممارسه ادوارهم الاجتماعيه ومسئولياتهم " تسبب في تفكك الاسر وانكسار القدوه والنموذج واثر كل هذا الترابط الاسري والعائلي ، ويروج ايضا في المقابل لاثر " انشغال النساء بالعمل والوظيفه وخروجهم من المنزل " علي التفكك الاسري والاجتماعي ... وهي افكار يتداولها المصريين دونما تدقيق او فهم عميق لمعناها ونتائجها وحقيقتها من عدمه ....
ويمكننا طبعا تصور اثر " السفر " و " الهجرة " علي الترابط العائلي والاسري وعلي غياب الدف والحميمية ليس علي المستوي الشخصي بل والاجتماعي ايضا...
ربما كل هذا واشياء اخري لم افكر فيها بعمق ولدي بعض الانطباعات السريعة عنها ، جعلتني من " الكثيرين " الذين يفتقدون مصر طيله الوقت ، مصر التي كانت حميمه طيبه دافئه باسرها وعائلاتها وترابط جيرانها وصداقات العمر وزماله المدرسه ، وكنت اظن انها تبدلت وتحولت وتغيرت وللابد ...
وفي محاوله لتفسير وفهم " اين ذهبت مصر " تأرجح تفكيري بين امور مختلفه ،
فاحيانا اعزيت لقله عدد الابناء اثرها ونتائحها علي حاله التفكك والبرود الاسري الاجتماعي ، فعندما تنجب طفلين ، احدهما ينشغل بحاله والاخر يسافر للعمل فلايبقي لك الا الوحده ، وهما معا ولو ترابطا لايكونا عائله بالمعني الذي عرفناه عن عائلاتنا ودفئها وصخبها ...
واحيانا اعزيت للتعليم الاجنبي وتناقل ثقافه وقيم الدول " المتقدمة " وترويجها علي حساب ثقافتنا وقيمنا الاجتماعيه اثره ونتائجه علي التفكك الاسري والعائلي فالقيم والمثل العليا التي يروج لها هذا التعليم الاجنبي وبالذات الانترناشيونال تختلف تماما عن قيمنا وربما تهزمها في عقول الابناء لمجرد انها قيم ومثل تنتمي لمجتمعات يعتبرها الاولاد " متقدمه " في مواجهه قيم ومثل تعبر عن مجتمعنا الذي يراه هؤلاء " متخلف " دونما تدقيق او فحص لمعني التقدم والتخلف بحق وببصيرة وعمق ....
وكثيرا مااعزيت للانانية الاسرية ان صح التعبير ، بمعني انشغال وانكفاء كل اسرة صغيره علي نفسها وهمومها ومحاول حل مشاكلها وبالتالي البحث عن سعادتها منفرده دون اكتراث بالاخرين ولو كانوا اقرب الاخرين من الاخوه وابناء العمومه وربما الوالدين انفسهم ، اثر هذا علي التفكك الاسري والاجتماعي وغياب مصر التي احبها واعرفها ....
ويظل علي توضيح لماذا اقول كل هذا ؟؟؟
اقوله ، لاقرر بوضوح وشجاعه ، ان انطباعاتي او قراءاتي للمشهد الاجتماعي المصري من هذه الزاويه غير صحيح ويخالف الواقع الحقيقي الذي تعيشه مصر ، والذي لاسباب - لااعرفها لكني ساعرفها - كنت اري الامر من الزوايه القاتمه السوداء وفقط ..
ولايفوتني هنا ، اشرح لكم ، ان سؤالي الدائم " اين ذهبت مصر " بالمعني الذي اقصده ، كان يصطدم دائما ب " مصر " التي يحكي عنها " المحامين و العاملين" في مكتبي سواء كانوا من اصول فلاحيه يفخروا بها او من احياء شعبيه عريقه يفخروا بالانتماء اليها ، هم دائما يتحدثوا عن الترابط الاسري والعائلي ويتحدثوا عن الجيران باعتبارهم في منزله الاقارب واكثر ، كانوا مايحكوه عن تفاصيل حياتهم يربكني ويلخبط تحليلي لما هذا ويحدث في مصر ، وكأن مصر صارت مصرين ، مصر التي اراها تستنسخ الدول المتقدمه وتفقد حميميتها ودفئها ، ومصر اخري مازالت دافئه حانيه مثلما هي ....
اعود واكرر ان محاولاتي لفهم وتفسير اين ذهبت مصر واختلفت ؟؟ كان يصطدم  بما يقصه علي " المحامين والعاملين " بمكتبي عن عائلاتهم واسرهم والدف الذي يربطهم ، كان يصطدم بما تحكيه " ابله لولو " عن عائلتها الكبيرة في قريتها التابعه لمحافظه الغربية ، حيث تجتمع واخوتها واولادهم واحفادهم في الاعياد والمناسبات ، وكل ابواب بيوتهم مفتوحه لاتغلق ، وكل الاطفال في كل البيوت وكل النسوة تطبخ والكل يأكل ، كانت ابله لولو تحكي لي عن خيرات البلدة التي يرسلها لها شقيقها الاكبر من زراعه الارض وكأنه نصيبها وهي تعيش في القاهره بعيدا عنهم ، وهي في نفس الوقت تحكي لي واري بعيني ماتحمله هي لهم جميعا وهي ذاهبه تحتفل معهم بالعيد فتشتري هدوم العيد للاطفال والعباءات للنسوة وجهاز البنات والاجهزه الكهربائيه للاولاد ، وهي محدوده الدخل لكنها تقتطع من قوتها لصالح عائلتها واسرتها وجميعا يفعلوا فبقي الترابط بينهم والدفء والحميمية تشع بهجه في حياتهم كلهم !!!
ومره ثانيه اسال نفسي ، هل مصر ، مصرين ؟؟؟ مصر الدافئه التي تعيشها ابله لولو والمحامين ، ومصر البارده التي اعيشها وكثيرا من سكان العاصمه واحياءها التي يطلق عليها الراقية الانيقة ؟؟؟
ويطاردني السؤال حائرا  لااعرف اجابته ..
لكني في الشهور الاخيرة ، تعرضت لثلاث مواقف ، اكدت لي ان مصر التي اعرفها موجوده وباقيه وراسخة وحقيقية ، مصر الدافئه الحميمة التي تمد الوصل والود بين عائلاتها واسرها ، وان مانتصوره برود وتغير ليس الا ظواهر قشرية علي قمه سطح المجتمع وربما يتعبر عنها في الفن والاعلام والدراما فيتصور البعض انها صارت الحقيقه والواقع ، والحقيقه والواقع ابعد مايكون عن تلك الصورة ....
في ابريل من هذا العام ، دعيت للاسماعيلية لزياره قناه السويس الجديده في ضيافه سيدة مهندسه تعمل في مركز مرموق في هيئه قناه السويس ، دعتني معها صديقه وقتما ادركت رغبتي العارمه في زياره القناه الجديده ، استقبلتنا المهندسه في بيتها الدافء المكتظ بافراد عائلتها واصدقاء زوجها واصدقاءها واسرهم واطفالهم ، البيت كان مزدحما مكتظا بالبشر ، لكنهم جميعا يعرفوا بعض وبعمق وتستشعر من التلصص علي احاديثهم الصاخبه انهم يتشاركوا معا كل اللحظات السعيده الشخصيه والعامه وانهم حضروا زواج ابنه احدهم وسبوع ابن الاخري وان النسوة تتزاور دائما والرجال ايضا ، وقدمت لنا المهندسه المرموقه العصائر الطازجه التي صنعتها في بيتها واكلنا مما احضرته النسوة من صنع ايديهن من مخبوزات وحلويات ، وكانت المهندسه المرموقه وضيوفها في منتهي الاناقة والتحضر والرقي ، ومعظمهن نساء عاملات في مراكز مرموقة ، ويمكنني باطمئنان اعتبرهن جميعا من الشرائح العليا والمتوسطه للطبقه المتوسطه المصرية لكنهم يختلفوا تماما عن تلك الشرائح التي تسكن العاصمه وتروج للبرود والجفاء ، قضيت اليوم في ضيافه المهندسه المرموقه وضيوفها وخرجنا في نزهه للقناه الجديده وصفقنا وهتفنا باسم مصر وزغرطت النسوه بفرح وصدق وعدنا تناولنا طعام العشاء البيتي الفاخر والحلويات المنزليه اللذيذة وسمعنا اغاني من فرقه موسيقيه يكونها بعض الازواج والابناء وسعدنا و..... عدت طيله الطريق من الاسماعيليه للقاهره فرحه سعيده لاني عثرت علي مصر التي كنت اظنها ذهبت ، فاذا بها هناك ، وبشكل متسرع قلت ، ربما مصر التي اعرفها واحبها هجرت العاصمه واستوطنت الاقاليم ومنحتهم دفئها وحنانها واصالتها ...
لكن ذلك الراي المتسرع سرعان ماتبدد وقتما دعتني ابنتي منذ شهرين تقريبا لزياره اسرة مهندسه كانت زميلتها في العمل ، كانت ابنتي تقص علي انها تذهب لبيت تلك المهندسه وتشعر سعاده وحميمه هي وابنها ، وتحكي لي تفاصيل يومها الذي تقضيه هناك فاتذكر تفاصيل ايامنا في بيت جدتي في البلد وبيت جدي في القاهرة ، والمهندسه صديقه ابنتي تسكن مع اسرتها في احد المنتجعات السكنيه الجديده علي اطراف القاهره ، حي جديد شققه غاليه لايسكنه الا القادرين ، ابنتي تحكي عن الاسرة الكبيرة الصعيديه التي تنتمي لها زميلتها ، تحكي عن الاخوه الرجال الصعايده الذين يعملون في شركات البترول الاجنبيه وشقيقاتهن ، وكيف ان التعليم والعمل والاستقلال المادي حتي للبنات الصغيرات لم يفسد الترابط الاسري ولا قوه العائله ولاهيبتها بين ابناءها وبناتها ، كانت ابنتي تحكي لي وانا انصت واحاول افهم ، حتي دعوني يوما لزيارتهم ، وكان يوما جميلا ، البيت صاخب ومزدحم واجيال كثيرة متلاحقه تعيش معا ، كلهم اقارب ، اخوات وبنات اخوات ، خالات وعمات ، جيران واصدقاء ، كلهن يقضين الوقت معا ، وفي المطبخ لاتعرف من الذي يطبخ ووقت الاكل لاتعرف من يحلف عليك لتأكل ومن يغرف لك رغم انفك ، ويلفني الدفء واحاول افهم ، هل الاصول الصعيديه والوصل الممتد مع القريه هو الذي حافظ علي الدفءوالحميمة ؟؟ هل الاندماج والانصهار العائلي بين الاجيال المختلفه هو المولد لتلك الحميمية ؟؟؟ لااعرف ، كل مااعرفه اني وجدت عندهم ووسطهم مصر التي كنت اظنها ذهبت ، وهم ذكور واناث متعلمين تعليم عالي وراقي و اجنبي ، ويعملوا في شركات دوليه ويحتكوا بقيم وثقافات اجنبيه للدول المتقدمه ، لكنهم في النهايه يعيشوا في حضن مصر الدافئه الحميمه دون غربه ولااغتراب ، والاجمل انهم فاتحين حضن منزلهم وعائلتهم لكل من يرغب الاقتراب منهم وسرعات ماذابت ابنتي معهن ووسطهن ، ولم تعد مجرد صديقه لصديقتها بل صارت واحده من العائله ووجد ابنها ضالته وسطهم فهن العمات والخالات والجدات والدفء والحنان والاكل المصري والصخب والضحك والفرحة ؟؟؟ وهل تختبي مصر التي اعرفها في الصعيد وتسكن ارواح ابناءه حتي ولو تغربوا وسكنوا الاحياء والمنتجعات الراقية الغاليه وعاشروا سكانها المختبئين خلف الابواب الحديديه والاسوار العاليه وحجب الصمت ؟؟؟؟؟
واليوم ، عشت موقفا ثالث ، اكد لي ، ان مصر التي احبها واعرفها ، مازالت حيه قويه عظيمه ، مصر الدافئه الحنون التي تشع دفئا في قلوب ابناءها فيشعوا دفئا وحبا ووصلا مع بعضهم البعض ، ولم اكن اليوم في الاسماعيلية ولم اقابل اسرة تحمل الصعيد في روحها ، بل قابلت عائله مصرية كبيرة ، تجتمع في منزل الاسرة في احد الاحياء الراقيه العريقة بالقاهرة لتحيي ذكري الام رأس العائله التي توفت لرحمه الله منذ عامين ، دعتني صديقة لاشاركها وعائلتها احياء ذكري غياب امها ، عائله قبطيه مصرية اصيلة ، تزوجت احد بناتها بمصري مسلم ، فجاء الابناء مسلمين والاعمام مسلمين والاخوال اقباط والخالات واولادهن اقباط والاصهار بعضهم قبطي وبعضهم مسلم ، والسلائف والنسائب بعضهن قبطي وبعضهن مسلم ، وتجاورت الاحجبه فوق الرؤوس مع الشعور المتناثرة وتجاورت العباءات مع البنطلونات والتي شيرتات بلا اكمام ، وعلي الجدران لوحه للعشاء الاخير للسيد المسيح مع بعض الايات القرأنية وكلهم كلهم متحابون يشع من عيونهم اللامعه حب وقرب ووصل ودفء وحميمية و... لم يكن الحاضرين فقط ابناء العائله ونسائبهم واصهارهم ، بل اصدقائهم ممن اعتبرتهم تلك العائله من ابناءها ومنحتهم حبها ووصلها عبر سنوات طويله فصاروا ابناء واعمام واخوال للعائله واولادها فعلا وواقعا ، عشت اليوم في ذلك البيت احساسا طالما اضناني البحث عنه ، وكأن مصر دعتني في حضنها لاقضي يوما عز علي العثور عليه ، فالترحاب المصري الاصيل والشاي والقهوة والفطار والغداء والزيتون المخلل والمحشي والحلويات الشرقيه والافرنجية وصنع البيت ومن المحلات ، والكل متجانس متوحد في نسيج حميم دافء ، نعم غابت رأس العائله بجسدها عن حياتهم لكنها روحها وقيمها ومثلها ودفئها ووجودها الحي افلحت في حياتها وبعد موتها تجمعهن وتقرب بينهن وتبقي بينهن قيم ومثل واخلاق توصل وتقرب وتدفيء وتونس مثلما عشت ورأيت اليوم ....
عثرت علي مصر التي كنت ابحث عنها ، عثرت عليها في ذلك البيت المصري الحميم بنسيجه المتوحد المتشابك القريب المتجانس بلوحاته علي الجدران باثاثه العتيق الاصيل بمائده الطعام الكبيرة والاصناف المصرية الاصيلة والنفس والروح الذي منحهم البيت والعائله للمأكولات والصخب والضحك والونس والاصالة ...
عثرت علي مصر التي ابحث عنها ..مصر الاصيلة الحميمة الدافئه القوية ، عثرت عليها في بيوت المحامين وقراهم والاحياء الشعبيه التي يعيشوا فيها وفي قريه ابله لولو وعائلتها الكبيرة وفي الاسماعيليه في ضيافه المهندسه الكبيرة وفي المنتجع الانيق الذي تسكنه العائله الصعيديه واليوم في الحي الراقي الانيق الذي تسكنه العائله المصرية الاصيلة ، عثرت علي مصر هنا وهناك ، تقول بقوة ودفء انا هنا مازلت موجوده ، اجيال متعاقبه تتواصل مع بعضها بعض وتنقل ثقافتها وتراثها وافكارها ودفئها وحميميتها !!!
واتيت طيله الطريق افكر ، اذا كانت مصر التي احبها واعرفها موجوده ، لماذا يشعر بعضنا ويشيع الاعلام والافلام والدراما والمسلسلات لغيابها واختفاءها وطغيان العصر الجليدي في المشاعر والعلاقات واندثار العائلات والاسر وتفشي الانانيه والقبح ؟؟؟
كنت مخطئه وقتما وقعت في القراءه الخاطئه لمصر وروحها وظننت انها رحلت او تغيرت او تبدلت ، كنت مخطئه ربما لم اري بدقه او جيدا ، ربما تأثرت بالاعلام بالافلام بالمسلسلات بالشائعات ، كنت مخطئه لكني اليوم وبمنتهي الثقه واليقين اقول بزهو وفخر ان مصر الجميله موجود وباقيه في روح الكثير من ابناءها وبناتها وعائلاتها واسرها واذا كان بعضهم فقد روحه او ضميره او قيمه او مثله او تبدل او تغير فهو مجرد " بعض قليل " لايمس الحقيقه الراسخه التي رايتها بعيني مرات ومرات في هذه السنة الاخيرة ..
اكتب لكم لتشاركوني مارأيته وفرحتي به ولاسمع منكم ماتروه وقراءتكم لما تعيشوه ومايحيط بكم ، علنا نفهم جميعا ، كيف نحافظ علي مصر الجميله التي تستحق نحافظ عليها ونحفظها في ارواحنا وقلوبنا ...
وايه رايكم بقي ؟؟؟؟