30 ديسمبر 2014

كشف حساب 2014 ..... من الفيس بوك



كشف حساب مصر في 2014 ....

  • اهم واعظم واجمل واسعد انجاز في مصر ولمصر في 2014 ان السيسي بقي رئيس جمهوريه مصر العربية ....
  • اهم انجاز مصري في 2014 البدء في حفر قناة السويس الجديدة بتمويل شعبي مصري...
  • اهم شخصيه مصرية في 2014 هو الجندي الضابط جيش شرطه الذي يقدم حياته ليحمي مصر ويحمينا ...
  • اهم فخر مصري في 2014 اجمل ابناء مصر شهداءها العظماء ....
  • اهم وسام في مصر 2014 للرجال الابطال المجهولين الذين لانعرفهم ولن نعرفهم ابطال مصر حماة مصر وشعبها ، حماة الحضارة وكنوزها ، حماة التاريخ وعظمته ، حماة الامن القومي ممن حموا ويحموا مصر وشعبها وارضها وعلمها وتاريخها وحضارتها ، ابطال مصر المجهولين الذين يقدموا حياتهم ووقتهم وجهدهم وعقولهم وفكرهم من اجل مصر ...
  • اكتر يوم اتأثرت في مصر 2014 ، يوم تنصيب السيسي رئيسا للجمهوريه لما شفت مصر الحضاره تتألق وتسطع بجمالها وعظمتها واصالتها وقوتها وهيبتها ، ويوم ماهتف السيسي في الامم المتحده تحيا مصر والجمعيه العامه للامم المتحده صقفت وردت عليه ...
  • اجمل خطبه في مصر 2014 خطبه الرئيس عدلي منصور وهو يودع المصريين في نهايه الرئاسه المؤقته ....
  • اسعد حاجه في مصر 2014 ان الاخوان الارهابيين المجرمين في السجن .....
  • اقوي حكم قضائي في مصر 2014 براءه مبارك والداخليه المصريه من تهمه قتل المصريين في يناير 2011 ....
  • اجمل حاجة في مصر 2014 هو شعب مصر الجميل ....
  • اجمل جمله في مصر 2014 ، تحيا مصر ...... 
  • اجمل معني في مصر 2014 ، ان المصريين بقي عندهم امل جميل في بكره وفي المستقبل ...
  • هديه العام في مصر 2014 ، حب المصريين للدوله العميقة وحورس ....
  • اجمل حلم بيتحقق في مصر 2014 ان مصر الحلوة راجعة وبترجع .....
  • اجمل اغنيه في مصر 2014 بشرة خير ....
  • اجمل برنامج في مصر 2014 صاحبه السعادة ..... 
  • اجمل قول سمعته في مصر 2014 ان العبيط فتح ( فيلم ساندرا نشأت ) ....

26 ديسمبر 2014

احنا الظهير الشعبي ..... من الفيس بوك



































احنا الظهير الشعبي ياريس 
احنا الظهير الشعبي ياسيسي 
احنا اللي نزلنا 30 يونيو 
ونزلنا يوم التفويض 3 يوليو 
ونزلنا قلنا اه علي الدستور رغم انه " مقرف " بسبب لجنه الخمسين لكن قلنا اه علشان خارطه الطريق تتحرك 
احنا اللي قلنا لك انزل ياسيسي وقلنا لك كمل جميلك ونزلنا انتخبناك 
احنا اللي اتبرعنا لصندوق تحيا مصر 
احنا اللي مولنا مشروع قناه السويس ب 64 مليار في 8 ايام 
احنا اللي مستعدين ندي مصر رقبتنا وحياتنا وقوتنا وقوت عيالنا علشان نبني مستقبلها ونحافظ علي حضارتها وتاريخها وهويتها وامنها القومي

احنا الظهير الشعبي ياريس
احنا الشعب الظهير لك ولمصر ياسيسي 
لا النخب السياسيه الفاشله ظهير شعبي 
ولا السياسين المعزولين عن المصريين ظهير شعبي 
ولا اللي بيسموا روحهم نشطاء ولا بلا ازرق ظهير شعبي 
ولا بتوع حقوق الانسان ظهير شعبي 
ولا بتوع الاعلام اللي ريقك نشف تقول لهم ادعموا مصر ومابيدعموهاش ظهير شعبي 
ولا رجال الاعمال اللي بيدور علي مصلحتهم وحيكسبوا كام ظهير شعبي 
احنا الظهير الشعبي ياسيسي 
ابله لولو وملايين المصريين زيها ومعاها هما الظهير الشعبي لمصر وليك 
هما اللي عيطوا بدموع عينيهم من اول يناير 2011 
هما اللي دافعوا عن مصر وامنها القومي وارضها وتاريخها وحضارتها بحياتهم وبفطرتهم الوطنيه من غير تنظير ولا تقعير ولاكلام كبير ...
هما اللي نزلوا الشوارع وقالوا مش طالعين الا لما العصابه الارهابيه ترحل ونحرر ارض مصر من الاحتلال الاخواني وهيمنه الجماعه والتنظيم الدولي 
هما اللي نزلوا الشوارع ومخافوش لما قنابل الارهاب انفجرت وهتفوا الشعب يريد اعدام الاخوان 
هما اللي رقصوا وزغرطوا وهتفوا بأسم مصر ورسموا علمهم علي وجوههم وقلوبهم في الاستفتاء علي الدستور والانتخابات الرئاسية 
هما اللي النخب والمثقفين شايفيهم " جمهور " ومتعاليين عليهم لانهم لامثقفين ولا متحفلطين ولا متزفلطين ..
هما اللي بيعيطوا لما بيسمعوا السلام الجمهوري وياحبيبتي يامصر 
هما اللي مستعدين يطلعوا اللقمه من بقهم ويدوها لمصر 
هما الجيش والشرطه والاعلام الوطني والقضاء الشامخ والكنيسه العظيمة والازهر الوسطي وكل مصري شايل مصر علي راسه وبيحبها ومستعد يموت فرحان علشانها...
احنا الظهير الشعبي ياريس ، احنا الظهير الشعبي ياسيسي ...
لاايدينا ملوثه بدم المصريين ولا ذمتنا الماليه ملوثه بالتمويل الاجنبي ولا لينا مصالح شخصيه ولاعايزين كراسي في البرلمان ولا بندور علي مصالحنا وعايزين نتعفي من الضرايب ولا بنتبع التنظيم الدولي ولا امريكا ولا ولاءنا للغرب الاستعماري ولا لتركيا العثمانيه ولاقطر المنحطه ...
احنا المصريين ياسيسي ، المصريين اللي بجد ، اللي حياتهم باظت لما مصر اتهددت واكل عيشهم انقطع لما اتسلطوا علي مصر ، احنا اللي قلنا مش ماشيين من مصر الا لما ترجع زي ماكانت وقلنا يابخته اللي يموت علشان مصر ودفنا شهداءنا واجمل اولادنا وقلنا يابختهم عايزين نموت زيهم ....
ماتشغلش بالك ياسيسي باللي بيهلفطوا ويتكلموا وينظروا ويقعروا واللي يقولك الغرب ورأي الغرب ، ولا امريكا حتقول ايه ولا اصل مواثيق حقوق الانسان بتقول ، ماتشغلش بالك بيهم ولاتديهم حجم اكبر من حجمهم ولا تعبرهم اساسا ....
احنا الظهير الشعبي لك ولمصر ياسيسي 
اللي حنعدل الدستور لما تقول لازم يتعدل 
واللي حنتبرع بفلوسنا تاني لامشروع وطني يحفظ مصر ويحافظ عليها 
احنا الظهير الشعبي لك ولمصر ياسيسي ، احنا اللي عينيا علي مصر وبوصلتنا مضبوطه علي مصر وروح مصر وقلب مصر ، لانعرف لنا بلد تانيه ولا شط نرسي عليه ولا مكان نتطمئن فيه ولا خريطه تسكنا ونسكنها ....
ورقبتنا وحياتنا وعيالنا ومالنا وكله فدا مصر ...
خليك معانا ياريس وسيبك منهم 
خليك معانا ياريس وسيبك منهم 
وتحيا مصر 
تحيا مصر 
تحيا مصر

25 نوفمبر 2014

اللجان الشعبية ....








عايزه اكتب في الموضوع ده من زمان قوي .... لكن كل مااقرر اكتب ، يحدث حدث اكثر اهميه ، فاترك ماارغب في الكتابه عنه للكتابه عن الحدث المعاصر اهم من التاريخ القريب ...
عايزه اكتب عن ايه ، عايزه اكتب عن اللجان الشعبية ، لان ده كان الجزء التالث من المؤامرة علي مصر وهدم الدوله المصرية ...
** الجزء الاول كان مظاهرات التحرير والاسم ملايين والجزيرة تعملهم ملايين الملايين ... وبقت ثوره وشباب الثورة وكلنا عارفين ايه اللي حصل ...
** الجزء الثاني كان اقتحام السجون ، مش بس علشان تهريب الارهابيين ، لا علشان اشاعه الفوضي في المجتمع ، اشاعه الخوف ، فجأ كل الناس بتصرخ المساجين هربوا من السجن ... وده يقودنا للجزء الثالث ..
*** الجزء الثالث كان الحقوا بيوتنا حتقتحم من الحراميه والعصابات والمساجين اللي هربوا ...
الثلاث اجزء دول مع بعض ، هما اللي عملوا يناير المجيدة ومكنوها من الوطن ولو لبرهة من الزمن ....
ازاي ؟؟؟
الجزء الاول ، ناس كتير او قليل نزلت الشارع نزلت التحرير ، وقالت عيش حريه عداله اجتماعيه وقالوا ارحل يعني ارحل ..الناس دول من وجه نظر مصريين كتير كان عددهم قليل قوي مهما تقول قناه الجزيره وافلامها المزيفة ..
فيه مصريين كتير نزلوا يردوا عليهم ويقولوا مش عاجبنا اللي انتم بتقولوه ولا موافقين عليه ، نزلوا يوم 2 فبراير في ميدان مصطفي محمود وكان عدد كبيرهم ويتمد  من اول بولاق لغايه ميدان سفنكس ، لكن طبعا مافيش كاميرات صورتهم ولا فضائيات استضافتهم لان وجودهم كان يدمر المخطط الكبير الذي يشارك فيه الاعلام بدور كبير ، في نفس اليوم حصلت موقعه الجمل ومات ناس وبقي الحقوا التحرير بيقتحم من الحزب الوطني ومبارك ، وكان لازم موقعه الجمل تحصل لسببين السبب الاول خطاب الرئيس اليوم السابق ، الخطاب المؤثر اللي خلي حتي " مني الشاذلي " تعيط علي الهواء وخلي ناس كتير من اللي كانوا في التحرير ومش ثوار ولانشطاء ولا ممولين ولاخونه ولااخوان ، ناس وطنيين قالك طيب نمشي وهو حيسلم السلطه بعد سته شهور ، كان لازم تحصل موقعه الجمل علشان الناس دي ماتمشيش وناس تانيه تنزل لان النظام المجرم بيموت الشعب في التحرير ، السبب التاني اللي كان لازم تحصل علشانه موقعه الجمل ، الناس اللي نزلت عند مصطفي محمود وملت شارع جامعه الدول العربيه من اول بولاق الدكرور لغايه ميدان سفنكس ، كان لازم حدث جلل يغطي علي وجودهم وصوتهم وهتافاتهم باعتبارهم هما كمان الشعب اللي بيريد ، كان لازم حدث جلل ودم يسيل علي الارض والحق النظام القاتل مش بس كده لا ويشاوروا عليهم ، يعني مرتضي منصور اتقدم للمحاكمه في موقعه الجمل لانه راح مصطفي محمود ، مش عارفه قال ساعتها ايه بالضبط ، لكنه كان كلام زي كل الكلام اللي بيتقال في الوقت ده ، لكن كلامه اعتبروه تحريض علي موقعه الجمل وهوب يالا اتحاكم ...
طيب ده الجزء الاول من الحدث ، مظاهرات التحرير ...
كان ممكن جدا بعد يوم مصطفي محمود ، ينزل ملايين مره تانيه وتالته وعاشره ، بلاش ملايين ، ينزل مئات الالوف ثم عددهم يزيد زي ماكده الثوار نزلوا الوف ثم عددهم زاد وازاد ( زي مابيقولوا ) ، طيب ايه اللي منع المصريين ينزلوا يقولوا الشعب يريد بدام هما مصممين ان التحرير لايعبر عنهم واللي بيقولوا عليه الشعب هو جزء من الشعب وانهم هما الجزء الثاني ... اللي منعهم ينزلوا ان الاعلام تجاهلهم تماما وكأنهم هوا مش موجود ، يعني الاعلام مركز علي البرادعي والنشطاء والشهداء ومتجاهلهم تماما ، الحاجه الاهم ان المصريين دول ، ملايين الملايين قضوا ال 18 يوم سهرانين طول الليل قدام بيوتهم فيما سمي اللجان الشعبيه وهو ده مربط الفرس اللي عايزه اتكلم عنه النهارده ....
قلنا ثلاث اجزاء ..
جزء اول ، مظاهرات التحرير 
جزء ثاني ، فتح السجون ، وقلنا حدث لسببين لايقلا اهميه عن بعض ، السبب الاول تهريب السجناء الارهابيين القتله من الاخوان والجهاديين وغيرهم ، السبب التاني ، اطلاق الوف المساجين علي المجتمع المصري بعد اجبارهم علي الهروب من السجن لاشاعه الفوضي من ناحيه واستخدام الامر في اطلاق شائعات ضد الداخليه اللي بتهرب المساجين علشان تعمل فوضي في المجتمع وتقتل الثوره ( وقالك في تونس كمان عملوا كده ، الداخليه التونسيه يعني ، وفي الحقيقه ان اللي عملوا كده في مصر وتونس هما حاجه واحده وهما الاخوان الارهابيين ) ايضا استخدام مسأله المساجين ومعهم العصابات المسلحه والحراميه اللي سرقوا المولات والمحلات لاشاعه الفزع في المجتمع المصري وتهديد البيوت بأنها سوف تقتحم ، وهنا بدأت اللجان الشعبيه ...
ونجيب الحكايه من الاول .... حكايه اللجان الشعبية ...
الجوامع في معظم الاحياء الشعبيه ، بدأت تقول في الميكروفونات وتدعوا الناس بعد الصلاه لحمايه بيوتهم لان عندهم معلومات ان البيوت حتقتحم من الحراميه والبطلجيه والصيع والمساجين الهاربين ، الناس طبعا صدقت امام الجامع وصدقت اللي بيتقال في الميكروفات ده غير استغاثات الناس المؤجره في الاعلام واللي كانوا بيجيبوهم يصوتوا ويقولوا الحقوا بيوتنا بتقتحم ، للتغطيه علي الجرائم التي كانت تتم في نفس الوقت باقتحام اقسام الشرطه وقتل رجالها وايضا لاشاعه الفزع والرعب في المجتعم ، الحقوا البيوت والاحياء حتقتحم ، وهنا قرر رجال كل حي او عماره انهم يعملوا لجنه شعبيه في الشارع قدام البيت تفتش الناس والعربيات واتفقوا علي كلمه سر في الظلام لتأمين المنطقه وصفافير ونزلوا كلهم قدام البيوت بالاسلحه والسكاكين والكلاب المتوحشه واللي عنده سلاح مش مترخص طلعه وياروح مابعدك روح ، وفضلت الرجاله طول الوقت صاحيه قدام بيوتها تحرس البيوت ، طبعا الفيلم كان حيتفهم بسرعه جدا لان مافيش اي هجوم من اي حته علي اي حته ، وكان المخطط حيبوظ وكانت الناس حترجع تركز وتقول هو ايه اللي بيحصل في التحرير ومين دول ، فكان لازم من تسخين دائم وفزع دائم ، وده كان دور الجوامع والاخوان اللي ماسكين الجوامع وخلايا نايمه فيها مخدش دريان بيهم ، فكانت الجوامع مابين كل حين ومين تقول الحقوا هجوووووووووم ، فالناس اللي كانت ابتدت تزهق وتنام علي روحها تفوق وتتربص باللي حيهجموا عليهم ، وانتشرت اشاعات في كل المناطق ، مابقاش بقي قصه حراميه وصيع ومساجين لا ، فجأ بقت احياء وقري بتهجم علي احياء وقري ، والناس تنفعل وتتوتر وتنزل تدافع ومحدش عاقل يسأل يقول ايه اللي بيحصل ده ، شبرا بتهجم علي الوايلي ، الوايلي بتهجم علي الزاويه ، بولاق بتهجم علي داير الناحيه ، داير الناحيه بتهجم علي العزبه ، قريه كذا حتجهم علي قريه كذا ، شارع كذا حيهجم علي شارع كذا ..... خلاص فجأ كل الناس بقت بتهجم علي كل الناس والناس فقدت احساسها باالامان وشالت سكاكين واسلحه وشوم ويفتشوا العربيات والعيال الصغيرين المراهقين اعتبروها لعبه ، اقف انت مين ، رايح فين ، افتح الشنطه ، انزل من العربيه وفجأ اللي مالوش سعر بقي بلطجي بيوقف العربيات ويفتشها ...
فجأ المصريين اللي مش في التحرير ، بقوا مشغولين بتأمين بيوتهم اللي حتتعرض للنهب والسلب ، صاحيين طول الليل ويرسموا خطط حربيه ويجهزوا اسلحه والبيوت تبعت لهم سندوتشات وشاي وبرتقال ، والاشاعات لاتكف ، عربيه اسعاف فيها بطلجيه ، عربيه شرطه فيها بطلجيه ، عربيه نص نقل فيها بلطجيه ، وفجأ انشغلوا واتلهوا علي عينهم عن الوطن واللي بيحصل فيه والتحرير وشعاراته والمظاهرات والشعب يريد ، اتلهوا وركزوا في بيوتهم وحمايتها ، وهو ده اللي كان مقصود تماما من قصه اللجان الشعبيه ، فاذا كان في التحرير 100 الف او مليون ، ففي البيوت بقيه التسعين مليون ، وهما بيقولوا التحرير مابيعبرش عنها ، طيب ايه ، مانزلوش في اي حته تانيه ليه يقولوا كده ، لانهم انشغلوا بالعمد في لعبه حقيره ادخلها فيها الاخوان وائمه الجوامع والشائعات لالهائهم عن كل مايحدث والتركيز في البيوت وحمايتها ، طول الليل سهران قدام البيت وطول النهار نايم ومش دريان بالدنيا وتصحي تجري تاني تقف في الشارع لان القري حتهجم علي بعض والشوارع حتهجم علي بعض والاحياء حتهجم علي بعض ...
واكم من تليفونات حصلت ، ناس بتتطمن علي ناس لان التلفزيون قال الحي اقتحم ، لان جارتي قال ، لان امام الجامع قال ، انا شخصيا ، الحي اللي ساكنه فيه اتقال في التلفزيون ميت مره انه اقتحم ، وبنتي لقت جارنا واقف في الجنينه ماسك سلاح الي ، الكلام ده يوم 29 يناير الصبح ، كلمتني تصرخ ، هو فيه ايه ، جارنا ماسك بندقيه ليه ، كنت في الشغل باقفله ، نزلت جري روحت ، لقيت رجاله الحي كله علي البوابات وبيسالوا انت مين رايح فين وكلهم معاهم اسلحه وادوات دفاع عن النفس بعضها كوميدي جدا ، الان اقول كوميدي لكن وقتها كان قلبي بيرجف من الرعب ، البيوت حتقتحم والعصابات حتهجم علينا ، كان واحد ماسك عصايه مقشه والتاني ماسك قالب طوب والتالي رابط عصايتين في بعض بفتله ، اللي هو بجد لو حد قرب ولا هجم كله حيجري ، لكن وقتها هما كانوا مصدقين ان دي ادوات حمايه وانا كمان .....
تليفونات تقول الحي اقتحم ، قول ماحصلش ، بعد شويه تليفون تاني ، ااقول ماحصلش ، اسمع انا في التلفزيون ان فيه حي كذا اقتحم او كومبوند كذا اقتحم ، اتصل باصدقائي يقولك محصلش ، لكن احنا مأمنين المداخل والبوابات وطالقين الكلاب المتوحشه في الشوارع وجاهزين ، محدش يسال نفسه مين يهاجم مين ، لا ، كلنا كنا في دوامه الالهاء العمديه علشان ننشغل عن الوطن ونسيب لبتوع التحرير الفرصه كامله يقولوا هما الشعب يريد ايه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ !!!!!...
في يوم وانا مروحه والعيال الصغيره بتوقف عربيتي وتفتشني ، قلت يانهار اسود ، العيال دي اللي خدت سلطه البوليس وبتفتش العربيات بمنتهي العجرفه والسفاله واللي شايله سكاكين واللي ماسكه مولوتوف ، العيال دي بعد 10 سنين حيبقي شكلها ازاي ونفسيتها ازاي ؟؟؟؟
المخطط لهدم الدوله المصريه كان منظم جدا وكله اجزاءه بتدعم بعضها ...
1- مظاهرات هزيله في التحرير مع هيصه اعلاميه وتزوير من الجزيره ودعم سياسي من بره وامريكا وايران وبلا ازرق 
2 - فتح السجون وتهريب السياسين الجهادين المجرمين واطلاق المساجين الجنائيين علي المجتمع لترويعه وتخويفه بيهم حتي لو المساجين دول ماكانوش ناويين علي اي حاجه خالص ولا تهديد ولاسرقه وكبيرهم يوصلوا لمنطقه عمار بعد الجري في الصحراء يطلبوا بق ميه وشندوتش ....
3 - اللجان الشعبيه ، لالهاء الملايين الموجوده في البيوت عن الاعتراض علي التحرير ومايحدث فيه بضروره حمايه بيوتهم ونساءهم والسهر طول الليل والنوم طول النهار لغايه مالتحرير وحلفاءه يخلصوا مأموريتهم ويسرقوا البلد ويمكنوا الاخوان والارهابيين منها ، او هكذا ظنوا .......
وكل واحد منكم كده يفتكر تجربته وازاي عرف ان البيوت مهدده ودور الجوامع وائمتها ايه وميكروفون الجامع كان بيقول ايه لجمهور الحي والامام بيقول ايه للمصلين ، الاخوان وقتها احتلوا الجوامع واستخدموها ضد المصريين كجزء من مخططهم لهدم مصر ...
لعنه الله عليهم 
لعنه الله عليهم 
لعنه الله عليهم بحق جرائمهم في حق مصر وحق المصريين ...

17 نوفمبر 2014

يوميات توسونامي الالم ...... الصفحة الثانية



( 4 )
 تحركنا صوب المستشفي ... 
طال الطريق وطال ، هكذا كنت اظنه بلا نهايه هو والالم الذي اعيشه ....
اصرخ واصرخ ... الحق ربما كنت اهذي ، ازفر انفاسا اتمناها بارده علها تصل لللحم المحترق تبرده ، لكن انفاسي اكثر سخونه تنبعث من جوف احرقه الصراخ ...
اصرخ واصرخ ... في السيارة معي عادل ، شقيقي وزميلي في المكتب منذ ثلاثين عاما ومعي جارتي الجميله وزوجها ، عادل يحلق بالسياره علي الطريق ، صراخي يوجعه ، ادعو فيرد لي الدعاء من اعماق قلبه ، اوصيه ببناتي وكأني سأموت الان فينزلق مقود السيارة من يده غاضبا مرتاعا لاني اهدده بما لايقوي في تلك اللحظه العصيبه علي التفكير فيه ، جارتي بصوت حنون تهدئني وتؤكد لي ان كل شيء سيكون علي مايرام ...
لااصدقها واصرخ ، اصرخ وادعو ، احدق في فخذي المحترق فاراها قطعه فحم مشتعله تحول ليل السيارة والكون لشهب منفجر ، واراه احمر قاني ساطع وكأن النيران مازالت مشتعله فيه ، احدق فيه اكثر ساخره لان نارا لم تمسسه ، اسخر اكثر مما اهذي به ، فالسائل الحارق الذي انسكب عليه اشعل فيه نارا لايراه الا انا ، اشمه يحترق ورائحته تكتم انفاسي ، اصرخ واصرخ ، اشعر ان الطريق طال ليعذبني ، يحلق عادل بالسيارة اكثر واسرع ، يخرج لسيارته جناحين ونطير فوق الطريق بسرعه للمستشفي ..
يقتحم المستشفي الكبير وبوابته الحديديه ، يصرخ ، طواريء طواريء ، اصرخ وادعو ربي يسكن الالم ، اتمني نهرا من الجنه ينسكب علي لحمي المتقد بجمرات الجحيم ، ادعوا ربي بردا وسلاما ، واثقه انه يقول كن فيكون ، لكن نهر الجنه عزيز وجمرات الجحيم تشتعل اكثر واكثر ، اتمتم ودموعي تجري مالحه ساخنه علي وجنتاي المتقدان بالالم ، اتمتم ادعو ربي ينقذني وانا واثقه انه سينقذني ، اؤكد لنفسي وسط الهذيان والالم اني من المصطفين الذي ابتلاهم ربي بوجع يطهرهم من ذنوبهم ويرفعه درجات ، ابتسم رغم الالم لان رحمته تلفني رغم الوجع ..
تقف السياره فانزل منها مسرعا ادفع الباب واجري لطبيب الطواريء ، شاب في مقتبل العمر ، يتحرك بين اسرة الطواريء بنشاط ، شكلي مرعب ، دموعي فوق وجهي وفستاني مرفوع عن لحمي المحترق ، لاانطق ، يراني يقفز من مكاني ، يدفعني برفق للفراش الخالي ، خلفه ممرضات يجرين لبدء الاجراءات التي يلزم عليهن القيام بها ، معي وخلفي جارتي وزوجها ، يلحق بهم عادل بما القي بسيارته في اول مكان عثر عليه في موقف المستشفي ، يشرح لي الطبيب حالتي ، سنعطيكي مسكن ، نعم هذا مااريده في البداية وبعد هذا فليأت الله امرا صارا مفعولا ، اتسائل وانا اهذي ودموعي تجري لاتكف عن الانهمار ، اتسائل وهل سيسكن المي ، لااساله لكني اساله نفسي ، القي ببدني علي الفراش وتأتي الممرضة لتركيب الكانيولا ، اخبرها بما اقوله دائما ، جدران شرايني رفيعه ، توخزني وهي تهز رأسها وتعدني الا توجعني ، ابتسم رغم الدموع ، وهل لديك مايوجعني اكثر مما اتوجع منه ، تنزل الابرة في شرايني وتسكن ، توخزني وخزه صغيره طالما ابكتني ، لكنها اليوم كنسمه الهواء البارده في يوم قائظ ، يأتي الطبيب ليأمرها بمسكن سريع ، احبه ، نعم اشعر حبا لهذا الشاب المكافح الذي يعمل في منتصف الليل ، بخيالي الدرامي اؤلف له قصه واقدر كفاحه في الحياة ، اساله عن اسمه وعمره ، اصغر من ابنتي الكبيرة بعامين ، انا زي ماما ، يبتسم ، هل لو قلت له امنحني حضنك سيفهمني ؟؟؟ هل سيفزع مني ؟؟ لكني احسسته ابني ومكافح ويعمل في منتصف الليل مع سيده لاتكف عن الصراخ والتوجع ، اشفقت عليه ، السائل ينسكب في شراييني يفترض يسكن وجعي ، لكن الوجع لايسكن ، تدخل صديقتي وزوجها مذعورين ، تحدق في وجهي سليما لم يحترق ، تشملني بنظره سريعه وتطمئن ، اشرح لها ان فخدي احترق ، تتمتم بكلمات ممضوغه اعرف مضمونا ، تشكر ربنا علي لطفه بي ، قفزت من فراش نومها وارتدت اول ماعثرت عليه من ملابسها وهرعت وزوجها للمستشفي ، تصورت ان مصيبتي اكبر ، علمت وبسرعه حجم الحرق ووجعه ، لكن هذا برد قلبها المنهوش بالقلق بعدما تصورت ان النار امسكت بي كلي ، وسط المسكن الذي لا يسكن الالم ووسط دموعي وبعض الضحكات ووسط صراخي ، اسال نفسي مالذي قلته لها ، مالذي اخبرتها به ، اجابتني قبلما اسالها ، ربما سألتها لااذكر ، فقد انتبهت في تلك اللحظه ان الاخري التي هي انا ايضا ، انسخلت من جسدي وجلست بجواري علي الفراش تراقب المشهد وتحتفظ بتفاصيله للذاكره ، كانت لاتكف عن الحديث في عقلي بصوت لايسمعه الا انا ، كانت ترصد المشهد وتفاصيله والشعر الاسود للطبيب والممرضه الصغيره التي تقف بجواري ، تراقب الاصوات البعيده وكأنها تحاول تنصت لما يقولوه ، نعم الثانيه التي هي انا ، تحاول تسليني وتخطف وعيي من الوجع وتشتت انتباهي لاشياء اخري علها تنقذني من بعض ماانا فيه ..
شرح لي الطبيب انه سيسكب سائل بارد علي قدمي لتطهيرها ، وعدني انه لن يوجعني ولن يحرقني ، كان فخذي المحترق يفح بخارا مشتعلا ، احس الحرارة تخنقني ، اتمناهم يلوحوا بورقه كبيرة او مروحه ليخلقوا تيار هواء فوق اللحم المشتعل ليبرده ، يسالني هل فهمت ماقاله ، نعم فهمت ، ستسكب سائل بارد علي اللحم المحترق ، ستحاول تطفيء الحريق المشتعل ، فهمت ماقاله لكنه لم يصدق ، فالسائل الذي سكبه كثيرا علي فخذي تحولت برودته في ثانيه لدفء مقيت ، الحراره المنبعثه من اللحم المحترق تفسد بروده السائل وتحول بينه وبين الاثر المنعش اللطيف الذي كنت اتمناه ، شرح لي هذا سائل بارد لغسل مكان الحرق ، اوكي ، صرخت فيه مش بارد ولا حاجه ، هدئتني الاخري مني وقالت ان لحمنا المحترق افسد برودته ، تمنيت لو احضر لوح ثلج وسطحه فوق فخذي المشتعل عله يبرد الحريق ، انا اهذي ، هذا مااعرفه وواثقه منه ، صرخت فيهم ، المسكن لايفعل شيئا ، لايسكن الالم ، وعدني الطبيب بمسكن اقوي ، اقترب مني وطلب اساعده ليقصقص الجلد الممزق فوق اللحم المحترق ، فتحت حدقتاي رعبا ، هل ماتقوله لي انك ستلمس اللحم المحترق وتنزع عنه الجلد ، شرحي لي انه لابد من ذلك ، لان الجلد المهتريء الممزق المحترق بيئه مناسبه للتلوث ، الاخري قالت لي ان اخطر شيئا علينا هو التلوث ، هل في تلك اللحظه رايت فخذي اخضر وسمعتهم يقولوا لي انه سيقطعوه لانه خطر علي حياتي ، ربما هذا ماشفته وماسمعته ، صرخت وصرخت ، الطبيب يراقبني بهدوء كأنه يعرف ان المسكن يتلاعب ببقايا وعي التي افلتت من الوجع الموحش ، يتلاعب بها ويفسدها ، هو يسكن الوجع ويسكن الروح ويهذي معي وبي ، لكن قدمي ليست خضراء واحد لم يقل انها سيقطعها ، انا اهذي ، نعم اهذي ، هذا ماانا واثقه مني ، لان الكلمات تنهمر من بين شفتاي كالسيل لست قادره علي اسكاتها ، احكي للطبيب عن الليله السوداء التي كسرت فيها ساقي ، احكي له عن طبيبه التخدير التي كرهتها ومازلت اكرهها ، احكي لصديقتي عن مشروعي المحبط للفستان المزركش الذي ارتديه ، احكي لها اني كنت اعد نفسي لزيارتها في الساحل وكنت سارتدي ذلك الفستان واضع ورده في شعري ، تضحك واضحك ونضحك جميعا ، اعتقد انها تدرك اني اهذي وتسايرني فيما افعله ، اناشدها تلوح بمروحه علي اللحم المحترق ، اخبرها اني ورثت من امي مروحه زرقاء اسبانيه الصنع بالدانتيلا الاسود ، اخبرها اني نسيت احضارها معي ، اؤكد عليها ان الوردات الزرقاء في الفستان نفس لون المروحه ، تبتسم صديقتي وكأنها تاخذني علي قدر عقلي ، تأتي بملف ابيض كارتون من المستشفي وتهوي علي لحمي المحترق ، احس نسيم منعش يبرد الحريق ، اوصيهم الاتصال ببعض الاصدقاء لاخبارهم بما حدث لي ، يدخل بعضهم بعض فتره فزعين ، يهمسوا لبعضهم البعض بروايه ماحدث ، اري في حدقاتهم نظرات غريبه واحساسيس غريبه ، احاول استشف منها خطوره يخبئوها علي ، لكن احد لايشعر بالخطر ، جميعهم توحد معي في المي ووجعي ، يسألني الطبيب عن المسكن ، اخبره انه مغشوش ، واضحك واضحك ، يؤكد لي انه سكن وجعي ولو كنت لاادري ، هل لو صرخت في وجهه لاؤكد له ان المسكن مغشوش سيخاف مني ، سيهرب ويتركني بلا علاج ، سيتحملني ، سيلقيني من فوق الفراش ارضا ويؤدبني لاني مريضه مزعجه لا تحترم طبيبها ، يسألني لماذا تبكي ، اصمت عجزا عن العثور علي اجابة مفهومه ، لماذا ابكي ، لااعرف ، ربما الحرق الموجع داس علي زر الدموع في السيستم الذي خلقه ربنا فتنهمر بلا اراده مني ، يطالبوني جميعا بالكف عن البكاء ، لكني احب البكاء واحب دموعي ، والا اخبروني بالله عليكم لماذا خلق الله لنا الدموع ، انه الفرج وقت القهره ، لن اصمت ولن اكف عن البكاء وكفاكم الحاحا ، اصرخ فيهم عاجزه عن خفض صوتي ، كل الاسرة المجاورة تسمعني ، يتمنوا لو خفضت صوتي لكني عاجزه عن خفضه ، ارغب في خفضه لكني عاجزه ، اعيش لحظه الهذيان بكل تفاصيلها ، اتصورني صامته ولطيفه ورقيقه ونسمه ، اضحك لاني لست اي واحده من هؤلاء ، اتصور مااعيشه كابوسا استيقظت منه ووجدتي علي كنبتي نائمه ولم احترق ولم اصنع القهوه ولم تطاردني الكنكه وتحرقني ، اضحك ساخره مما اراه في عقلي ، الوان تتداخل في بعضها البعض ، دوائر من الالوان تحط عليهم جميعا ، جارتي الجميله اراها ورديه اللون ، ابتسم باربي ، اري هاله ورديه تحيطها وتكسو ملامحها الفزعه وملابسها ، اري الطبيب ببقعه نور فوق رأسه وكأنه الملاك الذي كانوا يرسموا صورته في كتب الاطفال ، الممرضه الصغيره اراها برتقاليه كحبة المشمش ، يتحول العالم كله لالوان غريبه المستشفي كلون السماء والفراش الذي انام عليه ، احسن المخدر ازرق يتسلل لشرايني ويكسو رأسي بالمرحله الزرقاء لبيكاسوا ، اري صديقتي وزوجها بلون كقلب الفستق ، عادل وايمن اراهما بلون الخشب العتيق ، عادل قلق ويحاول يكتم قلقه ويخرج ويتركني في الفراش ، ايمن يقسم لي اني ساكون بخير ، لكن لونهما كالخشب العتيق يكشف لي حالتهما النفسيه ، يتحرك الطبيب وهاله النور فوق رأسه ، اضحك ، اضحك ودموعي مازالت تنزلق علي وجهي ، الاخري مني ميته علي روحها من الضحك ، تراني اهذي وتحاول تعيد الوعي لعقلي لكن المسكن يتحداها ويعبث بوعيي اكثر واكثر ، شفت الفستان يادكتور ، لايجيبني ، اتمني اقص عليه الحكايه واني اشتريت للتباهي به فاذا بي انام بي فوق فراش الطواريء ، الطبيب لاتعجبه حواديتي ، انت زهقت مني ، اساله ، يرتبك ، طبعا لا ، ساقص عليك حكايه الثوب ، هذا مااقوله له في عقلي ، ساترك الفراش واخرج للشاطيء ، سارتدي قبعه ملونه تناسب الثوب المزركش ، سادفن ورده برتقاليه وسط شعري، سيتلاعب نسيم البحر بشعري ، مريم فخر الدين في اغنيه بتلوموني ليه ، والشعر الحرير علي الجبين يهفف ويرجع يطير ، اضحك ، اري فزعا في عيونهم ، اري الالوان تتارجح ودوارها التي تكسوها تتبعثر وتعود بسرعه لتلونهم بالوان البهجه ، يارب ، يارب خليك معايا ، اسمعه وكأنه يهمس في روحي انا معاكي ، الحمد لله ، اطمح في قصر الحمد الذي سمعت المفتي يحكي قصته وقتما يصيب المؤمن مصيبه فيحمد ربه فيأمر ربي ببناء قصر له تساله الملائكه عنه فيخبرهم انه قصر الحمد للمؤمن الذي اصابته مصيبه فحمد ربه ، اطمح في القصر واحمد ربي واحمده ، لست انتهازيه ادعوه ليمنحني القصر ، اشرح لهم وهم ينصتوا لي بفزع ، ادعوه لاني خائفه وموجوعه ، لكني ايضا اطمح في قصر الحمد مكافأه ولما لا اذا كان ربي وعد بها عباده الحامدين ، يقترب مني الطبيب ويشرح لي ، استحملي ، ساقص الجلد ، اسمع صوته يأتيني من بعيد وكأني جالسه فوق موتور الطياره التي علي وشك الاقلاع ، خائفه هذا مااشعر به لكن صوتي حبيس صمت فلم اقل له اني خائفه ، مازلت افكر في شاطيء البحر وثوبي الذي ساتبختر به وقطرات من موجه المنعش تتبعثر علي وجهي ، ساقص الجلد ، اراي اصابعه تقترب من لحمي المحترق ، لست خائفه ، لست خائفه قوي ، خائفه بعض الخوف ، خائفه بعض الخوف الذي لايبرر صرخاتي وقفزي من فوق الفراش وقتما احسست اصابعه صارت قريبه من لحمي ، والله اسفه والله مش قصدي ، جميعه فزعوا لصرخاتي وفزعوا اكثر لقفزي من فوق الفراش ، لم اقفز بالضبط ، نطرت في الهواء وارتطمت فوق الفراش مره ثانيه ، امر الطبيب بزياده المسكن ، الحق امر بتغيير نوعه لاخر اكثر قوه ، تسللت قطراته البارده في شرايني واحسست ملايين النمل ينهش في روحي ، صرخت عمل لي حساسيه ، هل انا التي صرخت تلك الصرخه ، اما الاخري التي تختبيء في روحي للتعبير عني وقت الجنون ، تخرج بعقل وتقول مايتعين قوله وتختبيء ثانيه وتتركني اهذي وتترك ثالثنا تتفرج علي المشهد وترصد تفاصيله وتدونها ، انتفض الطبيب واوقف المسكن ، عاد للمسكن الاول ، طلب مني التحمل ، ساقص الجلد ، اعدك بالتحمل ، ساتحمل ساتحمل ساتحمل ، يقترب باصابعه من لحمي ، يسكب الماء البارد قبلما يمسك بالجلد المحترق ، اشعر بعض انتعاش ، صديقتي مازالت تلوح بالملف الكارتون فوق اللحم تبرده ، اعدك ساتحمل ، اغلق عيناي بقوه ، فتتداخل دوائر الالوان مع بعضها ، احس العالم غريب ،لااعرف مالذي اعيشه لكني اعيشه ، ساتذكره لاني ساكتبه يوما ، سأكتبه وقتما اشفي ، لو مت لن اكتب ولن اكتب شيئا ، لن اموت ، هذا مااعرفه ، ربما اموت ، هذا مايخفيني به الهذيان العابث الذي يلاطم عقلي ويفقده اتزانه ، لن اموت تصرخ العاقله التي تختبيء بعيدا ، تشرح لي انه مجرد حرق وسيشفي ، اتمني اصدقها ، تصمت ، احس اصابع الطبيب تمر علي اللحم المحترق والجلد المتطاير ، احساس غريب جدا ، كأن كل اعصابي تركت كل جسدي وسكنت تلك البقعه ، بتوجعني ، همست ، ربما صرخت ، لااعرف ، مازالت بقعه النور تلاحقه في حركته البطيئه بجوار الفراش ، احدق فيها واحس دوارا عنيفا والالوان تحت مقلتاي يتمزجا ويتبعثرا ، افعص في مقلتاي بالقصد ، اوجعهما لاسرق الاعصاب وانتباهها لمقلتاي علهما يتركا اللحم المحترق فيهدء الالم قليل ، تفلح حيلتي ، اضغط علي مقلتاي اكثر واكثر ، اتوجع في عيني اكثر واكثر ، احفز الاعصاب لترحل لعيني وتترك اللحم المحترق ، اترك للطبيب فرصه قصقصه الجلد وينسكب الماء البارد فوق قدمي والهواء المنبعث من الملف الكارتون يبرد اللحم المحترق اكثر واكثر ، هذا المسكن مغشوش ، انه لايسكن الالم ولكن يفسد عقلي ويستجلب هذيانا غريبا ، مازالت الممرضه برتقاليه كأنها برتقاله معلقه علي شجره لم تقطف بعد ، ومازال عادل وايمن بنيان كالخشب العتيق ، اسمع دعاء ارواحهما لي بالشفاء ، ابتسم لهما وكأني اشكرهما علي مايبهتلا به لله ليشفيني ، اؤكد لهم حاخف ، يؤكدا لي ان شاءالله ، جميعنا نكذب علي بعضنا البعض ، لااحد يملك اليقين الا الله سبحانه وتعالي ، لكنه اسر لي بيقينه فامنت برحمته وانه سيشفيني !!!!
انهي الطبيب قصقصه الجلد وتنفس الصعداء ، هل شكرته هل ابتسمت هل بكيت اكثر مما ابكي ، لااعرف ، كل مااعرفه ان مقلتاي تيبستا من كثره الضغط عليهما ، شاركاني المكيده لجهازي العصبي وسرقا احساسه من اللحم المحترق للعينين اللتي يتعرضها لضغط موجع من اصابعي المرتعشه وهي تحاول تهون الالم علي اللحم المحترق ....
اقتربت البرتقاليه وسكبت ماء بارد علي الحرق ، فرشت باطراف اصابعها كريم ، رصت شاش معقم بالفازلين فوق اللحم ، مازلت اهذي ، احكي للجميع عن الليله البعيده التي اصابتني فيها الحساسيه ، يوم اخذت الادويه المضاده للهستامين واخذت اهذي ورأيت البلدوزر يسير وسط الليل علي البحر يشاكني باضواءه الصفراء ، اضحك فيضحكوا ، انهم يحبوني جدا ، صديقتي وزوجها ، جارتي الجميله وزوجها ، عادل وايمن ، يحبوني جدا لانهم يضحكوا علي هذياني ويجاملوني وكأني لااهذي ، اضحك علي ضحكهم ، اراهم كتل من الالوان تضحك ، فاضحك ، الممرضه البرتقاليه تلف بكره شاش علي الحرق و......... يشرح لي الطبيب انه يتعين علي متابعه الامر مع طبيب تجميل ، اقول له ، دكتوري الدكتور كريم رفله ، الحق وبمنتهي الغباء تصورته سيقول لي من هو ، لكنه بادرني معجبا ، كويس قوي الدكتور كريم رفله كويس قوي ممتاز ، ساقول ماقاله للدكتور كريم وقتما اقابله ، لن انسي تلك العباره ، الدكتور الصغنن طلع عارفك ، سيخجل الدكتور كريم كعادته وقت الاطراء ، لايقبل اطراء ويرتبك منه ، يري انه لايستحق اطراء فهذا عمله الذي يقوم به وفقط ، لكني ساقول له ان الدكتور عمرو قال انه كويس قوي وممتاز وليرتبك كما يشاء ، يالا بينا .....................
وانزل من علي الفراش ونتحرك قافله صوب باب الطواريء ، اخرج من الباب ويسقط الرباط الذي احكمته البرتقاليه ويعود حرقي عاريا ، ادخل جري ، اجري علي الطبيب ، ارفع الفستان يفهم كل ماحدث ، لايؤنب البرتقاليه علي خطئها ، الحظ الارتباك والغضب علي وجه كل الاصدقاء وكأنهم يتمنوا يعنفوا البرتقاليه لان الرباط سقط وكشف الحرق ثانيه ، لكنهم يصمتوا ، اعذرها ، ارتبكت غالبا من كثره صراخي ، نسيت اقول لكم اني كنت اصرخ وهي تحاول تغطي الحرق بالشاش وتربطه ، لم اكن اصرخ جدا ، بل وكنت اتصور ان صراخي ينبعث في تلافيف عقلي المتبعثر بالهذيان ، لكن الارجح اني كنت اصرخ ، وكنت مازلت ابكي ، عاد الطبيب وسكب الماءالبارد علي الحرق وفرشه ثانيه بالشاش المغطي بالفازلين واحكم الرباط واعتذر لي والبرتقاليه ايضا ، لااحتاج اعتذار ، اعتذروا لاصدقائي الذين اصابهم الفزع وقتما وقع الرباط الاول ، وتحركنا ثانية صوب السيارات ..
جارتي الجميله تطمئني ان كل شيء سيكون تمام وان الالم مهما تصاعد لن يكون ابدا مثل اللحظات الاولي واصدقها لاني اتمني اصدقها واقرر لنفسي اطمئنها ان الالم قل وخف ، اتجاهل المسكنات التي ضخت في شرايني تسكن الالم المتوحش واقرر ان " خلاص " الالم قل !!! صديقتي تسألني ان كنت احتاج شيئا اؤكد لها اني تمام ، كنت مش تمام لكني قررت اني تمام ، كأني قررت ان الليله الكابوسية انتهت وغدا يوم جديد والالم مهما تصاعد لن يكون مثلما عشته ، اخذني عادل في سيارته واوصلني البيت و............... فتحت الباب ووجدت مارون في انتظاري خلف الباب والله العظيم كان قلقا متوترا ، وعينيه حزيتنين وكأني حزين من اجلي ، تقافز حولي بتحفظ وكأنه يعلم الم وحين جلست علي الكنبة جلس تحتها ساكنا بلا نباح ، اتت ابنتي بعدما ايقظوها من نومها ، كنت اوصيتهم الا يوقظوها وانا في المستشفي ، ستصاب بهلع مرعب لو اخبرها احدهم اني في المستشفي وهي لاتعرف لماذا ذهبت ، ايقظوها وقتما عدت للبيت ، اتت تحمل صغيرها نائما هلعه ، فتحت لها جارتي باب البيت ، حين شاهدتي اضحك وادخن سيجارتي وكأني لااعاني شيئا ، انفجرت في البكاء غاضبه لن تليفونها تحول لصامت فجأ دون سابق انذار فلم تسمع كل التليفونات التي كلمناها وقت الحادثه وقبل ذهابي للمستشفي ، انفجرت باكيه فهدأت روعها وشكرت ربي انها لم تعرف بالحادثه وقتها ، كانت ستأتي بصغيرها فيراني اصرخ واجري واعاني هستريا فيصاب برعب لااعلم مدي تاثيره عليه ، اخبرتها ان ربنا سبحانه وتعالي حول تليفونها لصامت حتي لاتسمع تليفوناتي ولا تأتي وقت الحادثه ولايراني حفيدي بالصوره المرعبه التي كنت عليها ، القت نفسها في حضني تبكي، وبكيت في تلك اللحظه بكاء مختلف المذاق ، احسستها امي وابنتي واحسست بالطمأنينه ، بكيت دموع مختلفه ، تصور الجميع ان الالم عاودني ، هي فقط فهمت معني دموعي ، انها دموع الطمأنينه في حضن امن وقت تعصف بك الاقدار في لحظه غريبه و.......... حكيت لها كل ماحدث ونمنا نوما غريبا والجميع يؤكد علي ضروره الاتصال بهم لو حدث اي شيء طاريء ، نمنا نوما غريبا لنستيقظ مبكرا وارتدي فستاني المزركش مره ثانيه وارفعه ذيله مره ثانيه ونتحرك جميعا صوب المستشفي مره ثانيه لنبدأ رحله العلاج مع الدكتور كريم ... والدكتور كريم له في الصفحات الاخري جميعا دور البطوله ، فهو الطبيب البارع الذي سخره الله لي بعلمه وصبره ومثابرته مع يد الله التي بسطت رحمتها علي ذلك الحرق المروع لتشفيها ...وبدأ يوم الجمعة و........................تحركنا صوب المستشفي ، لنبدأ الصفحه الثالثه من يوميات توسونامي الالم ..
اه ، نسيت اقول اني طيله الساعات التي قضيتها في الطواريء منذ لحظه وصولي وحتي عدت لمنزلي كنت اقبض علي تليفوني لااسمح لاحد يقترب منه ، كأني احسه الوصله الوحيده بيني وبين العالم ، ساتصل بمن سيأتي لينقذني لو تكالبوا علي واوجعوني اكثر واكثر ، نسيت اقول ايضا ، اني نظرت للدكتورعمرو منذ اللحظه الاولي وقلت له وسط البكاء والصراخ والوجع ، انا صاحبه القرار ، محدش ياخد اي قرار يخصني الا بموافقتي ، برقت له بعيون حمراء من كثرة الدموع وكأني اخفيه ، نظرت لكل من معي وهمست ، مع احترامي للجميع انا صاحبه القرار ، اوعي تعمل اي حاجه تخصني الا بموافقتي ، اغضبتهم جميعا ، لكني كنت واضحه تماما ، رجوته لاتفقدني الوعي ، اكد لي ستظلي واعيه ، اكرر لاتفقدني الوعي حتي اتمكن من التفكير واتخاذ مااراه مناسبا من قرارت لو خيرت في اي شيء ، مااصعب ان تشعر ان قليل الحيله مهدد تفقد وعيك لضرورات طبيه فتعجز عن اداره امورك واتخاذ اي قرارات تخصك وتصبح مشاعا يقرر الجميع لك .... 
اقبض علي التليفون لااتركه ، ووسط الهذيان والبكاء والدموع اكرر واكرر ، انا صاحبه القرار ومحدش له قرار غيري ..........
ولم افقد وعيي واتخذت كل القرارات الصغيره العبيطه التي كان يتعين علي اخذها ...
اعتذر لمن اغضبتهم بصفاقتي في تلك اللحظة ، لكني كنت ومازلت ادرك اني حيه لاني صاحبه القرار في حياتي في كل لحظه حتي تلك اللحظه المرعبه ، لحظه الالم الموحش واللحم المحترق ...................

يتبع بالصفحه الثالثة ....

16 نوفمبر 2014

يوميات توسونامي الالم ...... الصفحة الاولي


انه توسونامي الالم ...
تجربة صعبة ومررت بها ..
ربما حتي الان التجربه الاصعب وربنا يكفينا شر التجارب ...
ويلطف بنا في قضاءه وقدره ....
اقص عليكم اليوم بعض ماحدث .. وسأكمل القص فيما بعد ...
اليوم ساحكي عن الصفحة الاولي من يوميات توسونامي الالم ....
سأبدأ من نهايه ماكتبته في الفيس بوك واعود للوراء ليوم الحادث ..

يوم 29 اكتوبر 2014 .... كتبت علي الفيس بوك ..
انا الحمدلله برحمة ربنا وحبكم ودعواتكم وسؤالكم واهتمامكم وببراعة الطبيب المصري الشطور اللي ربنا جعله بعلمه وبراعته واخلاصه وخبرته وصبره عليا وتحمله ليا خير معين لي في الايام الموجعة الصعبة وبحنان ورعاية واحتواء وجهد وحب سمر بنتي اللي ربنا حباني بيها ام وابنة وصديقة و بالمحامين اخواتي واولادي واللي بيشتغلوا معايا واللي شالوني من علي الارض شيل بمنتهي الحب والاخلاص والوفاء والجدعنة .... وناس حبايب كتيرة اتمني اقول اسمهم واحكي عن حبهم واهتمامهم وسؤالهم وزياراتهم وتليفوناتهم والشات بتاعهم ووجودهم الدائم معايا بارواحهم ومشاعرهم وحبهم وورودهم :) 
وتظل الدنيا بكل الحبايب وبرحمة ربنا وكرمه اجمل مما نتصور رغم الوجع والمحنة وصعوبة الابتلاء والدموع والالم ... تظل الدنيا والحياة لها الف الف وجة كلها يسر وعسر في نفس اللحظة تكشف وتعلم وتقوي وتختبر وتدعم وتوجع وتطبطب ......
اللهم ربي سبحانك وتعالي لك الف الف حمد والف الف شكر اخذت بيدي وجففت دمعي وهونت المي وصبرتني وثبتني في اللحظات الصعبة وعبرت بي برحمتك وبحبايبي الصعب الشاق ولطفت بي في قضائك وقدرك .....
والحمدلله الف حمد والف شكر وفعلا لاتقنطوا من رحمة الله وفعلا لئن شكرتم لازيدنكم وفعلا انا اقرب اليكم من حبل الوريد اجيب دعوة الداعي ان دعاني وفعلا يارب العالمين شملتني برحمتك وحبك وكرمك وكنت معايا ايدك فوق ايدي وجنبي وسندي الف حمد والف شكر لك يااكرم الاكرمين .... 
انا قربت اخف يا حبايبي والحمد لله ..
ومتهيالي الصعب عدي وبيعدي واللي باقي من وجعي مقدور عليه برحمة ربنا وحيعدي باذنه ... 
فالله خير حافظ وهو ارحم الراحمين ....
وكدهون طبعا والنهاردة الخميس والحمد لله ...
اشكرك يارب واشكركم ياكل حبايبي ومايحرمنيش من مودتكم وحبكم ابدا ابدا يارب ....
ويوم 29 اكتوبر 2014 .... كتبت علي الفيس بوك 
لما تكون مسلم قلبك وروحك لله 
وقابل وحامد وشاكر ومتقبل وراضي 
شده الالم المحتمل برحمه ربنا ، تعمل لك دماااااااااغ رهيبه !!!! 
وتخلي روحك تصفو وتحلق في السماء خفيفا من كل الهم متقبلا نصيبك في الوجع وشاكر ربنا علي انه وعلي قد كده بس وربنا مقدرك عليه ....
الالم مع الرضا والشكر والحمد ، تجربه خاصه جدا 
اعتقد اني ساكتب عنها قريبا بعدما يمن الله عليه بفضله وكرمه وعدله بالشفاء ...
ويوم 25 اكتوبر 2014 ....كتبت علي الفيس بوك ..
يااااااااااااارب 
هون عليا يارب 
خد بايدي يارب 
قل كن فيكون 
بردا وسلاما 
ايدك فوق ايدي يارب 
ياااااااااااااااااااارب 
يااااااااااااااااااااااااااارب 
وفي يوم 23 اكتوبر 2014 كتبت علي الفيس بوك 
انه ليس مجرد حرق من " فنجان قهوه " 
انه اكثر كثيرا ....
نعم حرقت من فنجان قهوه ، لكن ماحدث اعمق واوجع كثيرا 
لن اقص عليكم تفاصيل مااعيشه ولن اضع لكم صور الحرق لتشاركوني لحظه الوجع 
الا بعدما يمن الله عليا بالشفاء الكامل بامره وكرمه ورحمته وبركه دعائكم ...
عندما تطوي الصفحه بوجعها ، يمكننا وقتها الحكي عنها باعتباره تجربه موجعه ومرت ....
اسالكم الدعاء دائما واشكر ربي علي محبتكم واحاطتكم لي بالحب والود والاهتمام والرعايه بكل الطرق ، واشكرك ياشده بينتي حبايبي ونورتي بصيرة قلبي ليهم .. اشكرك ياشده اكدتي لي ان ربي هو ملاذي وسندي واكدتي له انه يحبني ولطف ويلطف بي وقت قدري وانه بي رحيم كريم ....
انا الحمد لله وكل يوم عن يوم باكون باراده ربنا الحمد لله اكثر ... 
وفي يوم 14 اكتوبر 2014 .... كتبت علي الفيس بوك ..
ياما دقت علي الراس طبول 
لكني اظن انها التجربه الاوجع التي مررت بها في حياتي واتمني ربنا يلطف بي ولا يوجعني بما هو اشد منها ... ..
نعم وقريبا جدا ربنا حيكرمني نعم سيتم عليا شفاءه نعم ساتجاوز تلك التجربه وازمتها 
نعم وقريبا جدا ساتذكر مواقف كثيره ضاحكه وسط كل الدموع والوجع واضحك علي ايام الماضي الصعبه التي كنت اظنها ستبقي الدهر كله .....
نعم سيأتي يوما قريبا سأنظر لخلف ظهري واتذكر تلك التجربه واشكر ربي علي نجاتي وشفاءي وانقاذي منها ...
كل هذا واثقه فيه ، ثقتي في ربي ورحمته وكرمه يقينيه 
ثقتي في ربي وكرمه معي ورحمته بي ودعمه لي كبيره ومطلقه ...
لكني الان ، والحمد لله علي كل ابتلاءاته ، الان لااعرف مالذي احسه بالضبط من مخاوف ووجع ولخبطه ، لكني لست علي مايرام ...
سأكون كويسه وقريبا جدا باذن ربي وامره ..
ساتجاوز المحنة والوجع ..
ساعود لحياتي وربما لاجمل منها ...
لكني الان ، لست علي مايرام ، فاعذروني والنبي ....
ساعات مابقدرش ارد علي التليفونات ، وساعات معنديش خلق اتكلم واشرح ، وساعات عايزه محدش يقرب مني ولا بكلمه حتي ...
اعذروني ...
وقريبا جدا سأتجاوز كل مااعيشه هذه الايام واسترد نفسي واتجاوز التجربه الموجعة 
واشكر ربنا علي كل نعمه معي وكرمه ...
ادعوا لي ربنا يزيح ويهون علي ويكرمني بشفاءه .. 
في الثانيه والنصف صباح الجمعه 10 اكتوبر 2014 كتبت .....
قدر ولطف والحمد لله
لسه راجعه من المستشفي
القهوة طارت وهي مغليه ووقعت علي فخدي
حرق من الدرجة التانيه
الحمد لله الالم محتمل مع المسكنات
وحاغير علي الحرق كل يوم لمده 15 يوم مع مضاد حيوي ...
قدر ولطف والحمد لله
افتكاره رحمة ..


مالذي حدث ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟




صورتي الحرق بعد التنظيف الاول 
في مستشفي دار الفؤاد 
ليلة الحادث 



صورة الحرق بعد التنظيف الثاني 
علي يد الدكتور البارع كريم رفله 
صباح الجمعه النهار اللاحق للحادث 


( 1 )

لاتسألوني كيف ماحدث ؟؟؟
ساجيبكم الاجابه التي لاتقنع احد ولا ترضيه ، حلقت كنكه القهوه النحاسيه بسائلها المنصهر المغلي ممزوجا بذرات البن السائله في الماء المتقد ، حلقت والقت بسائلها فوق فخدي !!! نعم هذا ماحدث ، حلقت الكنكة وكأنها تقصدني ، ربما لو كنت تحركت يسارا او يمينا لسارت خلفت تجذبني من تلابيبي لتلقي بنارها السائله فوقي وكأنها كمثل صواريخ عابره القارات الموجهه الكترونيا من حاملات الطائرات الاستعماريه علي شطآننا ...
هذا ماحدث ، واقسم عليه ، لكن احد لايصدقني ..
والقصه بدأت وقتما قررت في امسيه حانية ليله خميس اخر ايام اسبوع اجازه العيد ، قررت استعيد مذاق فنجان القهوة التي كانت تصنعه جدتي ببراعتها وحبها علي السبرتاية النحاس ، قررت استعيد مذاق الحنين لزمن ولي وترك نسيمه يؤنسنا ، ورغم ان ماكينه " الاكسبرسو " بجواري وكبسولاتها فيها وضغطه زر واحده تملأ الفنجان بالقهوه الفرنسيه التي احبها ، الا انني قررت في مخبئي الملون الذي احتمي فيه من الوحشه ، غرفه معيشتي الصغيره المطله علي حديقه الجيران المعتني بها لتمتعني انا في الاساس حيث انا التي اطل عليها واستمتع بجمالها ، قررت في مخبئي الملون ومن فوق كنبتي الدافئه استحضر روح جدتي وسبرتاية القهوه النحاس واصنع لنفسي فنجان قهوه بمزاج مصري قديم في التاسعه مساءا ، اليوم وطيله الثلاث اسابيع الماضيه منذ لحظه الحرق ، اسال نفسي متي شربت في سنوات حياتي الاخيره القريبه ربما العشره الاخيره او اكثر ، متي شربت فنجان قهوه في التاسعه مساءا ، فلااجد اجابه ، ابدا لم يحدث ، فالفنجان الاخير الذي احتسيه عاده يكون في الرابعه ، لماذا ذلك اليوم في التاسعه مساءا ، لااعرف ، ربما هي ساعه القدر التي كان يتعين علي اتحرك صوبها لاعيش ماعشته ..
وملئت الكنكه النحاسيه بفنجان صغير من الماء البارد ، نعم مجرد فنجان صغير لااكثر ولااقل ، من رأي الحرق ومساحته والجرح واثره تصور خزان صلب منصهر انسكب فوقي وتمادي احد الاصدقاء وسألني عما اذا القي علي فخدي دفقه نابالم واقسمت ابله لولو انه حرق من حلة زيت مغلي ، مجرد فنجان صغير لااحد يصدق ابدا ، من هول ماشاهدوه وشكل الحرق وطبيعته ، اؤكد ،  انه مجرد فنجان صغير عايرته في الكنكه النحاسيه ، وكان يكفي ليرسم ملامح الحادث الموجع المأسوي بعصاره البن المنصهر الذي غلي فيه وفارت مراجله حتي صار صلبا منصهرا يلتهمني لحما وجلدا مثلما فعل وينهش روحي ويغتالتي الف مره في الثوان التي لامس فيها جسدي مثلما فعل ....
دعوني احكي لكم عن الكنكه النحاسيه ، احد ادوات القدر لصنع اللحظه الغريبه التي عشتها والتي صرت بعدها غير ماكنت قبلها ...
لا دعوي احكي لكم من البدايه ، عن السبرتايه النحاس ، اشتريتها وانا اجلس امام الجزار اذبح ماساتصدق به علي اهل لله ، مال الله لله ، اجلس امام محل الجزار في الشارع اسلي نفسي بالفرجه علي المحلات المحيطه به انتظر الجزار يفرغ من عمله حتي اجهز اللحم للتوزيع علي اصحاب النصيب ، شاهدت محل صغير لبيع الادوات المنزليه ، وكعادتي عبرت الشارع الصغير ودخلت اشاهد مايعرضه ، ادخله كل عام في يوم الذبح وفقه العيد الكبير ، اشتري منه بعض الاشياء التي بحق لاتلزمني ، لكني اخاف كسره نفسه بعدما اعتاد زيارتي السنويه ، في ذلك اليوم ، لمحت السبرتايه النحاس راقده فوق صينيه نحاس صغيره ، استدعت لذاكرتي جدتي العجوز فوق الكنبه الخشبيه في شرفه منزلنا الريفي ، تجلس متكئه علي ركبتيها وامامها منضده منخفضه والسبرتايه وتفوح رائحه البن والبهجه في الشرفه والعالم كله ، ابتسمت واحسست وكأن جدتي تحرضني علي شراء السبرتايه ، اشتريتها بمنتهي السعاده ، هي والصينيه الموشاه بمنممات نحاسيه بديعه ، اشتريت معهما كنكتين نحاستين صغيرتين ، لم يعجباني ، اشرب القهوه مغليه وتحتاج كنكه كبيره لتغلي براحتها ، اشترتيهما مؤقتا واضمرت النيه للبحث عن اخري كبيرة تمنحني فنجان القهوه الذي احلم به ....
في ذلك اليوم صنعت قهوتي الاولي علي السبرتاية ، لم تسعدني ، الكنكه صغيره ولم تترك مجالا للقهوه لتغلي وتفور ، تكاد تنسكب تطفيء السبرتايه ووهجها الحميم الصغير ، شربت الفنجان الاول وانا امضغ ذرات وجه القهوه السميك تحت اسناني ولاتعجبني ، ارغب في شراء كنكه كبيره ، اعاير فيها الفنجان واتركه يغلي ويغلي حتي يتلاشي وجه القهوه وتذوب الذرات الصغيره وسط القهوه المغليه لتصبح بالمذاق الذي ارغب فيه ، لكننا في اجازه العيد والمحلات اغلقت ووقتي مشغول بما هو اهم من البحث عن محل صغير فتحه صاحبه انتظارا لرزق مفاجيء نهار العيد ، وتأجلت رغبتي المحمومه في فنجان القهوه كما تصنعه جدتي .....
مرت ايام الاجازه وانا احدق في السبرتايه اعدها بكنكه كبيره لننفذ مشروع بهجتنا الصغير ، اتصلت بابله لولو لاسالها عن المحل الصغير اسفل بيتها وعما اذا كان لديه الكنكه الكبيره التي ابحث عنها ، ضحكت واكدت لي انها لم تجده عنده وانها ستبحث عنها في محلات اخري وانها لم تنساني ولن ، استعجلتها والنبي ياابله وعدتني تبذل قصار جهدها وظللت انتظر ...
قضيت ايام الاجازه اقابل اصدقاء قدامي باعدت بيننا الايام ، كنت اخرج سعيده واعود منزلي سعيده مغموره بدفءالاصدقاء وونس الحنين القديم ، واعيد ترتيب جدولي واقدم المواعيد واخرها والتقي بالاصدقاء الواحد تلو الاخر واعود بيتي سعيده لان تلك الاجازه سمحت لي بما كنت اتمناه منذ زمن ولم افعله ...
سافرت لمها عباسي بعدما اجرت عمليتها ، يومها كتبت علي الفيس بوك ربنا يكفينا شر المستخبي ، مها عملت عمليه مفاجئه وصدمت وصدمنا ، كتبت ايضا وانا ادعو لمها وليس لنفسي ، الهم اني لااسالك رد القضاء ولكني اسالك اللطف فيه ، كنت ادعو لي ولها وانا لااعرف ، احيانا بعض العبارات تتقافز لعقلك ورأسك وقلمك وهي تخصك وانت لاتعرف ، طبعا لاتعرف ، لانك لاتعرف مالذي ستعيشه بعد ثانيه واحده ، وهل عباراتك التي كتبتها منذ دقيقه هي التي تصف ماعشته بعد تلك الثانيه ، انها طلاسم الغيب واقداره المحجوبه عن وعينا وادراكنا لحكمه تستعصي علي الادراك ، المهم ، كنت ادعو لمها لكن ربنا استجاب الدعاء لي ولها ولطف بنا كما ادركت بعد ذلك ، المهم ، قررت اسافر لمها حيث تسكن خارج القاهره ، السائق بلطج في الاجازه فاجلت السفر يوما وسافرت وضحكنا وصبرتها علي المها ووعدتها بزيارات كثيرة ، للاسف لم اصدق وعدي ، فبعد يومين اصابني مااصابني وتبادلنا التليفونات نضحك ونبكي علي اصواتنا المكسوره بالوجع ونقوي بعضنا البعض بالامل الذي تتشبث به كل منا ...
اسبوع العيد واجازته اوشكت تنتهي ، ومازلت لم اشتري الكنكه التي ستمنحني فنجان القهوة الذي احلم به ، زرت صديقه يوم الاثنين ، تغذيت معها ، نمت علي كنبه الانتريه امام التلفزيون ، ايقظتني علي رائحه بن محوج جميل ، فتحت عيني علي صينيه منمقه فوقها كنكه قهوه انيقه كبيره واسعه ، ابتسمت ، اخيرا عثرت علي ضالتي المفقوده ، عايزه الكنكه ، عيني !!!!
عدت منزلي ومر يوم واثنين وثلاث وصرنا الخميس ولم ترسل الكنكة ، اتصلت بها الومها ، اكدت لي انه لديها طاقم جديد من الكنك وتبحث عنه لتمنحنه لي هديه بدلا من التي تستعملها ، نهرتها ضاحكه ، لا بقي ياستي هي دي اللي انا عايزاها ، وسأمر عليك لاخذها ...............
قضيت نهار الخميس سعيده مع اصدقاء نضحك ونتذكر الماضي ونحلم بالمستقبل القريب متفائلين وشربنا شاي وقهوه وحاجه ساقعه وحاجه سخنه والوقت مر سريعا وساعود منزلي بعدما اصروا علي دعوتي علي الغداء ، لكني مرهقه ارغب في التخفف من ملابس الخروج وارتداء ثوب بيتي مريح في اخر ايام الاجازه واسمع قائمه اغنياتي المفضلة ... اتصلت بصديقتي لاحضار الكنكه وافقتني ، صعدت منزلها لالتقطها واعود بيتي مسرعه ، صممت وامسكت في علي الغداء ، اغرتني بالنوم الرائع علي كنبه الليفنج المريحه ، رفضت بكل اصرار ، تغذيت بسرعه وانا احلم بالمخبأ الملون والملابس المريحه والنوم و............ نزلت من عندها احتضن ثلاث كنكات كبار للقهوه وعدت منزلي بسرعه وخلعت ملابسي وارتديت بنطال منزلي قطن مريح وتيشيرت واسعه و........... القيت جسدي علي الكنبه في مخبأي الملون ونمت احلم احلام ملونه سعيده ، استحلب لحظات السعاده طيله الاسبوع ولقاءات الاصدقاء والفرحه المؤجله و.................. استيقظت في التاسعه ، البيت صامت هاديء وقائمه الاغاني تنتهي وتبدأ ، اتصلت بابنتي لاطمئن عليها ، اخبرتني انها في طريقها للمنزل هي وابنها ، خمسه دقائق وتصل ، فتحت الفيس بوك وبسرعه خرجت منه ، قررت اصنع فنجان القهوه الذي حلمت به ، رتبت المنضده التي ساصنع عليها القهوه ، وسعت مكان للصينيه النحاس ، اتيت بفنجان ابيض منقوش عليه رسومات زرقاء ، صيني قديم ، نعم ، هو الذي سيمنحني الروح التي اتوق اليها ، و.......... عايرت الماء في الكنكه والبن المحوج وابتسامه سعيده و........ اقلب في القهوه وتدور المعلقه وتدور ، والقهوه تغلي وارفعها من علي السبرتايه حتي تهدأ واعود بها لتكمل غليانها و........... تركت الكنكه علي السبرتايه مستعده بكل وجداني للفنجان الموعود ...
اين كنت وقتها بالضبط ، كنت علي الكنبه جالسه والمنضده امامي عليها السبرتايه والكنكة و.......................................... حلقت الكنكه والقت سائلها المشتعل علي فخدي !!!!

( 2 )

يظن كل منا انه يعرف الالم ، بل يعرف الالم الشديد ، ربما اشد الم تعرفه واعرفه وقتما " ينقح " عليك ضرسك وتشعر ان ريقك والهواء البارد يرجفا اعصابك المكشوفه ، ربما اشد الم اعرفه وقتما تحمست لتقطيع رغيف خبز كبير بسكينه المطبخ ففلتت السكينه ونزلت فوق ظافر اصبعي الاكبر قسمته نصفين باللحم ، يومها احسست السكين يمزق عيني والدماء تتطاير فيها ، هذا ماكنت اظنه اشد واقسي انواع الالم ، ربما الالم الذي عصف بي وقتما كسرت ساقي ثلاث قطع واخترق عظمها لحمي المهتريء وانسكب النخاع الشوكي بجواري ملقاه لاحيله لي اصرخ لان الالم يحطم رأسي وجسدي بقطاره المسرع ، ربما اشد انواع الالم هو الذي احسسته و رحمي ينقبض يخرج ابنتاي للحياه ، يومها كنت اصرخ واعض في يد امي واتشال واتهبد فوق السرير اتمني اي شيء ينقذني من هذا الالم ، ربما الم عقله اصبعي المحشوره بين باب السياره وجسدها وانا حتي عاجزه عن الصراخ اشكو لان روحي مخنوقه الما في حلقي .....
هذا ماكنت اظنه الالم!!!!
لكن الثانيه التي حلقت فيها كنكه القهوه وطارت والقت سائلها المنصهر فوق فخذي ليمتصه بكل نقطه صغيره البنطال القطن الذي ارتديه ويطبعه بمنتهي التوحش فوق فخدي ، هذه الثانيه عرفت فيها شيء لااعرف كيف اصفه ، الحقيقه طوال الثلاث اسابيع التي مرت علي لحظة القدر ، فكرت كثيرا ابحث عن مفردات في اللغه تمنحني ثقه توصيل المعني للقاريء الذي ساكتب له الحكايه ، بحثت كثيرا وفشلت اكثر ، لاتعرف اللغه التي نتكلمها ونتواصل بها مفردات تصف مااحسست به ، هو احساس بحق لايوصف ، ربما احد مما مر عليهم هذا الاحساس لم يفكر يصفه بالكلمات ، ربما اكتفي بالكلمات البليده التي نعبر بما عما لايجوز التعبير بها عنه ، وجع الم نقح للتعبير عن ذلك الذي لايوصف ....
نعم ، في تلك الثانيه احسست بما لايوصف ، احسست ان شيء رطم اعصابي ومزقها ونهش لحمي بقسوه ومزقه ، احسست ان فجوه في روحي فتحت القي فيها شيء لااعرف وصفه ارتطم بقمه وعيي خدره ايقظه افسده كتم صوتي اطلقه ، كل مااعرفه انه كان الم احمر ، نعم احمر قاني نار ، تصورت مع الارتطام الاول لذلك السائل المنصهر علي فخذي ان روحي تتأرجح وكأنها لحظه الرحيل كأنها اوشكت تقفز من شفتاي ولاتعود ثم شهقت شهقه كبيره عميقه وعادت مكانها وليس بمكانها ، الم احمر نهش انيابه اللاهبه في لحمي ، كل مااحكيه ربما ثانيه او ثانتين ، لحظه انتباه الوعي ان القهوه المغليه سقطت فوق جسدي ، لم افكر طبعا ولم اكن املك قدره علي التفكير كيف حدث ماحدث ، ربما كنت مازلت مذهوله وحدقتاي مفتوحتان وكاني مازلت اتأمل الثانيه التي حلقت فيها الكنكه مصوبه نيرانها فوق فخذي ، نعم اؤكد لكم اني في تلك الثانيه او الربع ثانيه ، كنت احدق مدهوشه لااصدق مالذي سيحدث ، ربما فكرت اتحرك بعيدا من مصب لهبها ، لكن الوقت لم يسعفني ، بل ربما عقلي تجمد فلم يسعفني ايضا ، هي ثانيه طارت الكنكه وسقطت وانا ملتصقه مكاني لااصدق مايحدث وعيناي مفتوحه بلا بصر كأن اخر خارجي يري المشهد ويتمني يصرخ في لاجري لكن صوته خنق من كثره الفزع ، الم احمر هذا مااحسست به ، صار العالم كله احمر ، صرخت ، الارجح اني صرخت ، او ربما تصورت اني صرخت ، وربما صرخت اعلي مما اعرف صوتي فلم افهم انه صوتي ....
الم احمر نهش في لحمي ، ادركت في ثانيه لاحقه ان البنطال القطني تشارك مع الكنكه الطائره في نهشي ، احسست قطنه الناعم سكاكين مازالت تمزق في لحمي وتنهشه ، بسرعه خلعته ، بسرعه يعني بسرعه ، لم تكن يداي من يتحركا ولا ايقاعي الذي اعرفه ، كأن كل شيء في الكون تسارع مسرعا ليخلع البنطال القطن وبسرعه رهيبه من فوقي ، كأن كل شيء في الكون اشفق عليها من نصاله التي لاتكف عن التهامي فقذفه بعيدا عن جسدي ، في تلك الثانيه اتذكر ان جلد فخدي كان يتقشر مع ثنيات البنطال ويتحرك معه للاسفل وكأن بين جسدي والبنطال ورقه محشوره انزلقت معه لقدامي ، هل فزعت ؟؟؟
فزعت من منظر الجلد يتقشر بيسر من فوق لحمي ، الحق لم افزع ، لاني كنت فزعت وانتهي الامر ، ماعشته في تلك اللحظات يتجاوز كل الكلمات التي اعرفها ،لا الالم الم كما عرفته او اعرفه ولا الفزع كما عرفته او اعرفه ولا شيء كاي شيء ....
كم ثانيه مرت منذ حلقت الكنكه وسكبت صلبها فوق لحمي ، وكم ثانيه مرت منذ قذفت بالبنطال القطني من فوق جسدي اشده مسرعه لابعد نصاله عن لحمي ، لااعرف ، لكنها ثواني معدوده ، تحركت خطوتين صوب الحمام وعقلي في حاله تجلي غريب يتذكر وكأن احد يتلو عليه ضروره تبريد اللحم المحترق بالماء البارد ، تحركت خطوتين صوب الحمام وكأني واحده اخري اسحبها من يدها للحمام وهي تبكي وتصرخ وتدعو يارب ، لابرد لحمها المحترق بالماء البارد اتمناها تصمت بعض الشيء حتي لاتفسد عليا تفكيري في كيفيه انقاذها والتعامل مع تلك الكارثه ، عقلي تجلي وتذكر تعليمات السلامه وكدت اخرج من الغرفه مسرعه ، هذه ليست كلمه دقيقه ، لم اكن مسرعه ، كنت اسابق الزمن انهب الوقت احلق ، صوب الحمام والالم الاحمر يحاصرني وجلدي الذي ينسلخ من فوق اللحم مازال ينفجر فقاعات صغيره ثم تنفجر وبسرعه ليمتزق الجلد رقع كبيره وكأن قوي جباره تتجاذبه في كل الاتجاهات بعيدا عن لحمه ومكانه ، تحركت خطوتين صوب الحمام ، ثم وقفت مكاني ، في تلك اللحظه انتبهي وعي وتجلي عقلي ثانيه انه يتعين علي اطفاء السبرتايه ، في لحظه ثانيه ربع ثانيه ادركت اني في منزلي واجري ورجلي محترقه وربما اتصرف تصرفات حمقاء وربما يحدث لي مالااعرفه فتلتهم النيران منزلي بشعله السبرتايه الصغيره ، عدت الخطوتين قافزه صوب السبرتايه ، دفت لهبها تحت الغطاء النحاس الصغير واطمنيت لانطفاءها وحلقت مره اخري صوب الحمام
لابرد اللحم المحترق الذي ينهشه الالم الاحمر ....
سحبت التليفون المحمول في يدي ، ساتصل بابنتي التي ستكون وصلت منزلها من نصف ساعه حسبما قالت لي ، رننت عليها لم ترد ، هل فكرت فيها وقتها ومالذي اصابها ولماذا لم ترد علي التليفون واين هي وقلقت عليها ، نعم ، فكرت فيها ولم افكر ، لم اكن انا التي افكر ، كنت اثنين معا ، نتعاون علي انقاذ نفسي من تلك الحادثه المروعه ....
كنت اصرخ ، لا كنت ادعو ربنا يبقي معي ، هذا كان صراخي ، هذا مااذهلني وقتما ادركته ، كنت ادعو ربي لايتخلي عني ، كنت اساله اللطف في القضاء والقدر ، اذهلني اني تذكرته في تلك اللحظه واحتميت به ووثقت انه سيمد يد رحمته لينقذني ، كنت اصرخ وادعوه واحمده واجري في الشقه صوب الحمام ، فتحت الماء وصببت بالكوز علي فخذي المحترق ، كان جزء مني يتصرف بصرامه وينفذ تعليمات السلامه ولايترك لي فرصه لاهذي او اخرف او اعبث بمالايجوز العبث فيه في وقت صعب لايجوز اهداره ، جزء مني يتصرف بصرامه والجزء الاخر يدعو ربي ينقذني ويبقي معي ، اتصلت بابنتي مره ثانيه لم ترد ، قررت لاطمئن نفسي واترك مشاعري لوجعي ، عفوا علي تلك الكلمه التافهه التي لاتصف ماكنت احسه ، قررت ان ابنتي ادخلت صغيرها لينام ونامت بجواره كمثل كثير من الامهات المرهقه عملا وامومه ، مازال الماء البارد ينسكب فوق فخذي ويتسلل تحت الجلد المنخلع من مكانه يصنع فقاعات كوميديه غريبه ، هل هذه هي رجلي التي ينتفخ جلدها ويمتليء بالماء ، هذا الشكل لايعجبني ، الحق يخيفيني ، اضغط علي رجلي وادفع الماء خارج الجلد فوق اللحم العاري الا من وميض احتراقه ، واسكب الماء وافكر مالذي سافعله ، هل كنت هادئه ، طبعا لم اكن اي شيء اعرفه ، كنت اثنين يتشاركا الالم ، احدهما تفكر والثانيه تدعو وهما معا يعيشا الوجع الاحمر ينهش في روحيهما معا ، فكرت اني وحيده في البيت وربما افقد الوعي من شده الالم ، خرجت من الحمام اصرخ صوب باب الشقه فتحته ، لو فقدت الوعي او حتي رحلت عن الحياه لايضطر احدهم لكسر باب الشقه ، فلاترك الباب مفتوح حتي اساعد نفسي لو بقيت حياتها وتحتاج المساعده ، خرجت من الحمام مسرعه ابحث عن ثوب طويل واسع ارتديه مدركه واحده من نصفاي وقتها اني خلعت البنطال ويتعين علي ارتداء ثوب مناسب لقدوم الغرباء مهما كانوا اصدقاء وقريبين ، ارتديت ثوب جرسيه مزركش بالورد ، ابتسمت واحده من نصفي ساخره من المشهد ، انه ثوب مبهج ملون اشترتيه لارتديه علي البحر وقت الاجازه ولم ارتديه بعد ، وكأني ادخرته لتلك اللحظه ، هو حاني ناعم طويل لن يؤذي الحرق ولن يوجعني و....................اتصلت بجارتي الحبيبه وصديقتي التي تقطن اسفل شقتي صاحبه الحديقه الجميله التي تزينها لمتعتي ، صرخت فيها الحقيني اتحرقت ، صعدت من شقتها لشقتي في ثانيه ، مازلت اذكر وجهها المرعوب وهي تدفع الباب وتدخل علي ، حدقتيها المفزوعتين ، لم تفهم مالذي حدث ، الحقيني اتحرقت ، تصورت النيران امسكت في جسدي ، تصورت النيران امسكت في المنزل ، لم تفهم صراخي ، الحق عذرتها كنت اصرخ ادعو ربي واخبرها بما عاجزه عن فهمه او قوله ، اتحرقت ، هذا الذي احسسته وقتها ، لكني الان وبعد مرور ثلاث اسابيع ويزيد ، اؤكد ان ماقلته لها وصف غير مناسب ، واني افزعتها اكثر مما كانت تتحمل ، ولو اتصلت بي صديقتي واخبرتني الحقيني اتحرقت لن اظن ان فقط فخذها هو الذي احترق وهذا غير ذاك ، من قال ان هذا غير ذاك ، الارجح وربنا يكفينا الشر وشر التجربه ان هذا غير ذاك والان لاارغب في المعرفه ولا اليقين بوجود فارق من عدمه ، اتحرقت هي الكلمه السهله القصيره التي اخبرها بها بما امر فيه واعيشه لتنجدني وتلحقني ، لم يكن هناك وقت للشرح والاستفاضه فيه .......
 لم احكي لكم عن مارون ، كلبي الصغير ، عن الهلع الذي احس به مع صراخي ، عن الجري الذي كان يجريه خلفي وانا اتقافز من كل مكان لمكان ، عن اقترابه الفزع مني يتمني ينقذني عاجزا ، عن نباحه العالي وصراخه وكأن ينبه الدنيا كلها اني وحيده في المنزل والالم الاحمر ينهش لحمي ، والله العظيم كأنه كان يفهم مالذي يحدث بي وفي ، يصرخ نابحا وحين ابكي ينشاركي النحيب وحين اتصل بالتليفونات لاستدعي اصدقائي ليساعدوني يرفع صوته كانه يخبرهم بالقصه ، كان خائف علي من كل الاخرين ، حين فتحت جارتي الباب ودخلت مسرعه انقض عليها خائف عليها منها فلست انا التي يعرفها ومسكينه حسبما كنت اري حزن ورأفه في عينيه ، مسكينه يخاف عليها من الاخرين ولو كانت جاره صديقه تحاول نجدتي ، وسط الصراخ والبكاء والعويل والنحيب والدعاء ، كانت واحده من نصفي تهمس له ماتخافش يارورو فيكف عن النباح ويبقي تحت قدمي كأنه يحرسني وحين يرتفع صوت صراخي واجري في الشقه وجارتي خلفي ، يجري هو خلفنا كأنه يحرسني منها ويحاول ينجدني ويفعل اقصي مايقوي عليه هو يلاحق ظلي ويقترب مني بنظراته الحانيه الحزينه وكأنه يواسيني ....
تفاصيل كثيرة وتليفونات اكثر ....
يفتح زوج جارتي باب الشقه يمنحها مرهم حروق اشتراه من الصيدليه القريبه من البيت ، تدهن جارتي المرهم ، اشم رائحه غريبه واحس ملمسه اغرب علي لحمي ، الحق اني لم اجرب قبل تلك اللحظه ملمس اي شيء علي لحمي ، مانطلق عليه جميعا لحمنا هو طبقه جلد حاميه لللحم تحتها ، مانلمسه هو الجلد ، اما اللحم فلم يلمسه احدنا ابدا في نفسه ، وربنا مايحكمش علي حد ابدا ، يومها لحظتها احسست ملمس ذلك المرهم علي لحمي ، كأنه يخدش في نني عيني ، احسه رقيق ينزلق علي اللحم ، لكن رقة الانزلاق في تلك اللحظه كان ثقبا لحدقتي بشنيور غليظ يوجع بطريقه لم اعرفها من قبل ، تفلح جارتي تفرش الحرق الكبير بالمرهم وتحاول تطمئني ان كل شيء تمام ، التقط انفاسي ، اتصل بصديقه بعيده ، الو ، مالك ، اتحرقت ، تغلق السكه وتجري صوب المستشفي الكبيره التي قررنا جميعا اذهب اليها في تلك الليله السوده ،  اصدقائي توافدوا علي المنزل لحملي للمستشفي ، اتصلت بالدكتور ، دكتور تجميل اعرفه منذ عامين ، علاقتنا لطيفه وودودة ، لكنها في النهايه مريضه بطبيب احتاجت له ذات يوم لينزع كيس دهني من طرف عينيها وتحدثا بعض الوقت في السياسه وبعض الوقت في الادب ، اتصلت به اتصلت به فزعه اصرخ ، القهوه اتدلقت عليا ، استقبل كلامي بهدوء يطمنئني لااخاف وتاخذ جارتي التليفون يشرح لها في ضوء مافهمه مني ، القهوه اتدلقت عليا ، يشرح لها الاسعافات المنزليه التي يمكنها القيام بها حتي صباح الغد ، تنصت لها بمنتهي الدقه ، تحدق في وجهي وتهمس له اني لن اسمح لها تلمسني وان عندي هستريا ، كانت محقه ، غالبا مالااعرف اشرحه بالكلمات الان كان تلك الهستريا التي تصفها للطبيب ، اخذ منها السماعه احاول اشرح له القهوه ادلقت ، يحاول يطمئني في حدود العباره التافهه التي اشرح له بها الالم الاحمر الذي ينهش فيه ، طيب اروح المستشفي ، مالوش لزمه ، ماهي مجرد قهوه واتدلقت عليا ، ، في النهايه يوافقني روحي المستشفي الطواريء وبكره اشوفك ، بيني وبينه وقتها بالضبط مائه كيلو متر لانه خارج القاهره في احد اطرافها البعيده وانا في الطرف الاخر الابعد ....
يأتي الاصدقاء ويحملوني بسيارتهم للمستشفي ...
واحده من نصفي تأكدت اني اخرج من المنزل ومفتاحه معي لافتح الباب ثانيه وقت اعود ، حملت بطاقتي ونقودي ، قبضت علي التليفون وكأنه روحي استغيث به ومن خلال بكل من ارغب في الاستغاثه به ، لم اخبر اختي لانها تسكن بعيد وخشيت علي ضغطها العالي اثر الصدمه ، لم اتصل بابي طبعا وفكرت واحده من نصفي في السيناريو الذي ساقص عليه به ما حدث وقتما اعود من المستشفي ، لم اتصل بابنتي ثانيه وقررت انها نائمه مع صغيرها واني لن افزعها ، تذكرت ابنتي الصغيره التي تدرس خارج الوطن ، اشتقت لها وتمنيت لو كانت موجوده ، الحقيقه خفت وقتها اموت ولاارها قبل موتي ، نعم نصف من نصفي كان يتصور انه سيموت ومشفق علي البنات من صدمه موت امهم بتلك الطريقه وهم بعيدتين عني ، والنصف الاخر يدرك ان دي تخاريف الوجع واني حابقي كويسه وزي الفل وحتعدي زي كل حاجه ماحتعدي !!! ويتصارع النصفين والهستيريا تحملني وتصعد وتلقي بي وتهبط والالم الاحمر ينهش في روحي واتحرك صوب الباب وواحده من نصفي تبكي وتدعو ربها يارب خليك معايا خليك معايا والنصف الاخر يودع رورو ويؤكد عليه ماتخافش مش حأتاخر ...
واغلق الباب وانا مصممه اسير وحدي لايسندني احد ، ارفع طرف فستاني عاليا بعيدا عن فخذي المحترق وانا اسخر من فستاني المزركش اللي مالقيتش ليله اسود من كده البسه فيه !!!!
وتوجهنا للمستشفي ...............
وانتهت الصفحة الاولي و............ وبقية الصفحات تنتظر دورها لتحكي ...

يتبع .....