16 سبتمبر 2012

تفاصيل الذاكرة





انت ترسم معها تفاصيل الذاكرة
بريشه يمامة طيبة
عثرت عليها وانت تتمشي معها في الحديقة
تعلمها اسماء الزهور وتطارد الفراشات
وتضحكا ..

ترسم معها علي الجدران الدافئة معاني الفرحة
اطفالا صغار بشعر منكوش وطيبة
وشمس لاتغيب وهي تنام علي ذراعك
في الغابه تلهو ببراءة مع السناجب الطيبة
وتعلق فيونكات في ذيلها الطويل
تكتب اسمك بجوار اسمها علي الحائط
فوق مخدتها بجوار الحواديت والملائكه الطيبة
الذين يطعموها في الاحلام رز بلبن محلي بالعسل
وصدي صوتك الطيب وانت تغني لها حتي تغرق
في النوم والعسل ..

تكتب اسمك علي الحائط فوق فراشها الملون
وكأنك صديقها الجديد
الذي تتمناها لاتنساه ابدا مهما كثرت الاسماء
في دفتر مواعيدها وقت يزدحم يومها
لان ساعات عملها طويلة ..

تكدس في صناديقها العتيقة العابك
وبعض روحك وصفحات كتبك الملونة
واحرف التشكيل وصورك القديمة
حتي لاتنسي ملامحك بعدما تكبر وينشغل قلبها
بملامح اخري تسرق منك الاحلام والقلب ..

تترك بصماتك الملونه علي روحها
طيارات ورق وعصافير الجنة
وفوانيس رمضان
وكل المعاني وبعض الاغاني
تنقش علي وجدانها معني الحنان والدفء
رسومات توضيحيه لاتحتاج شرح ولا كلمات
قمر ملون وفراشات
وامطار من البومبوني والشوكولاته
وشمس من وجه ماما وطيبة تيتة وحنانك

تعلمها ببساطه كيف تحبك
كيف تحب الدنيا والحياة والمعاني
والنغمات والايس كريم
وتحب تيته وماما وابلة الفصل
وبياع الدوم وصديقاتها بضفائرهن الطويلة

تعلمها كيف تعيش ببساطه وعمق
ومنتهي الشقاوة والانطلاق
فتحب وقتما تطمئن
وتبوح وقتما تحب
وترسم قلوبا علي جذوع الاشجار العجوز
وتاخذها في حضنها الطيب هي والعالم كله
تعلمها ان الحياة رحلة طويلة
وتزودها بالصبر لمحطات السفر
وتزودها بالحكمه لموانيء الرحيل
وتزودها بالطيبه لمشاجرات الاسواق
وتعلمها تبكي ولاتخجل
وتضحك ولاتداري
وتحب وتقول للعالم كله عن سرها الصغير ..

انت تصاحبها في رحلة معرفتها الاولي
تمنحها بعض معارفك ببساطة
وتسرق منها اندهاشة التعرف الاولي
علي كل الاشياء
تتلبس روحها البريئة وكأنها لاتقصد
وتشاركها الضحك والبكاء
وترسم وجهها الصبوح علي اسطرك
وتعلق ضحكاتها المغرده علي شباكك
وتردد اغانيها اللطيفة وانت تتحمم
وتضحك كلما تذكرتها
لانك خدعتها فتصورتك كبير
وانت تشاركها الطفولة بمنتهي الاصرار

ترافقها في رحلة التعرف علي الحياة
وتشرح لها كل ماتعرفه
وتناقشها بصبر طويل
وتفرح بوميض روحها  يبدد ظلمة  ايامك
وتنهل من دفء وجودها احضان متلاحقة
وكأنك تطمئنها وانت تطمئن بوجودها
تتعلم منها الطزاجة والبراءة ومكر الاطفال
تسرق عينيها وتري عالمك مزركشا بالاندهاش
وتتكلم بلسانها كلاما بسيطا بريئا عميقا
وانت تضحك لانها تفهمك قبلما تكتب
وتشاركك الاسرار الصغيرة
وتقص عليها الحواديت
وتمحو امنا الغوله من الحدوته خوفا عليها
فتسخر منك بطيبة وتقص عليك بقيه الحدوته
وتضحك لان امنا الغولة لا تخيفها وهي في حضنك
وتلومك لانك تكذب عليها لتحميها من الخوف
متصورها صغيرة
وهي كبيرة يا " خالو" لاتحتاج اكاذيبك البيضاء لتطمئن
بل تحتاج صراحتك لتفهم وتطمئن اكثر واكثر ..

ستظل تذكرك ماحييت
ستحكي عنك لاطفالها
وتضحك حين يرتد صوت ضحكك لقلبها
وحين تغيب ، ابدا لن تغيب عنها
ستبقي روحك تؤنسها
فمن ينقش علي صخر الطفولة صورا بالالوان الطبيعيه
يبقي حيا مبهجا وقت يشيخ الاطفال
ويكبرون مثله واكبر ..

انت فريدا في حياتها وهي تعلم
وهي الفريدة في حياتك وانت تعلم
وبينكما تاريخ تصنعه انت بمنتهي الدأب
وكأنك تنسج  بابرة رفيعه لوحة ملونة
من حبك وصبرك ومن جمال وجودها ..
تاريخا تصنعه انت وتعيشه هي
وتعيشه انت معها بمنتهي الخلود
الحق انت تستحق
وهي ايضا ...

06 سبتمبر 2012

اليقين ...




االيقين ... قبس الضوء الذي يبدد الظلمة والوحشة والتوهة في الدروب المتشابكه المحيرة ، هو بوصلة الروح التي تحدد الاتجاهات وتفتح لك الابواب او تغلقها وتريح بالك وقلبك او تشقيك دون مبرر مفهوم  في ذلك الوقت الذي تتملكك الحيرة والتوهان بين الدروب والسبل المتشابكه المتشابهه ، هو نطفة الحقيقة المدفونة عميقا تشير لك وتدلك وقتما ترتوي بمعاناتك علي اتجاه الدرب الذي لاتملك الا سبره لتصل للطمأنينة الدفينة في اعماق الروح لتسكن اليها وفيها ...
حين تتملكك الحيرة بين القضايا والمواقف والمشاعر والدروب التي تظنها واضحه وتلتبس عليك ماتظنه حقائق معروفة ومفهومه  ومنطقية وتحتلك الغربة وسط من تظنهم احباء وقريبين للروح وحين تعجز عن تبرير وتفسير ماكنت تتصوره مشروح ومفسر وله معني مستقر .......... 
في تلك اللحظة بالذات ابحث عن اليقين داخل روحك ، ابحث عنه يدلك ويقودك للمستقر الذي لن يطمئنك غيرك ... ابحث عنه داخلك بمعزل عن العالم كله ، انت وروحك وكل مايعتمل داخلك ومايتصارع وماتتصوره يسعدك وماتظنه يشقيك ونمنمات النفس والوجدان ، ابحث عن اليقين ، اخلع كل ماتسكن اليه وكل مايحيرك وكل تظنه الطمأنينة وكل ماتظنه الوحشة ، وفي اللحظة التي يتأرجح مؤشر البوصلة يسارا ويمينا وصوب كل الاتجاهات وكأنه حائرا ، انتبه لمعني ودلالات التأرجح والمتناقضات التي ينتقي بينها ويميل ويعدل ويقترب ويبتعد ، وحيث يستقر مؤشر البوصلة بعد طول معاناة ولما يشير اليه وصوبه ، حط رحالك واختيارك واسكن واطمئن ... 
انه اليقين الذي حين تحط رحالك المتعب علي ارضه الراسخة .. ستبصر !!!!