30 ديسمبر 2010

ايام العمر طويلة !!!! ا



بأسم كل من حلموا باشياء جميله لم تتحقق اكتب اليوم ... من حلموا وتمسكوا باحلامهم وفروا بها من العسف وحموها من الوحشه واخبئوها في اعماق قلوبهم تقويهم وتدفئهم وتشحذ ارواحهم للمقاوحه طيله الوقت .... لهؤلاء ممن استخسرت الدنيا فيهم تحقق الاحلام ومزقت نفوسهم بانصالها البارده الموجعه ، لكل هؤلاء .... اكتب لهم وعنهم وعنهم وعن نفسي !!!!

بأسم كل من رفض الانكسار للحياه التي حاصرته بكل قوتها لتكسره فاستعصي عليها وفر من بين مخالبها وانيابها وحلق في البراح .. كل من تمرد علي الهزيمه التي سعت اليه وقصصت اجنحته وارادته وكادت ترديه في جب اليأس فنحت في الصخر وقاوم واستجلب من ذاته كل القوة التي لولاها لمات قهرا وخرج من اسر الظلام للسماء الملونة .... بأسم هؤلاء اكتب ولهم اكتب !!!! معهم احتفل بالسنه الجديده التي ستأتي ومعهم اغلق اخر صفحه في صفحات السنه التي لملمت اوراقها وتوشك تنتهي !!!

مع هؤلاء .... ساجلس في الظلام ، قبل الثانيه عشر من الليله الاخيره في السنه الحاليه ، ساجلس في الظلام ، اعد معهم من عشره حتي واحد وحين تدق الثانيه عشر ، ساستقبل السنه الجديده في احضانهم ، نضحك ونقبل بعضنا البعض ونمسح الدموع التي تسللت في الظلام تكوينا ، ساستقبل السنه الجديده في احضانهم ، فهم من يفهموني ومن افهمهم ومن نتشارك ونتقاسم الوجع والفرحه !!!! بأسمهم جميعا اكتب ولهم جميعا اكتب !!!

مع هؤلاء ، ونحن نتقاسم هذه اللحظه الخاصه جدا ، علينا نعترف ونحن جالسين في الظلام ننتظر رحيل هذه السنه من اعمارنا وقدوم السنه الجديدة من حياتنا ، علينا نعترف باوجاعنا واحزاننا واحباطاتنا ، نعترف بها لنتخفف منها ونخف من وجعها ، نعترف لنبرأ ونشفي .... كفانا كل السنوات التي مرت ونحن نتعثر في الاوجاع والهم ، العام والخاص ، ننكر مانحسه ونخفي ما نشعر به وكان انسانيتنا نقيصة ومشاعرنا المرهفة وصمة نخفيهم ونتنكر منهم وندعي القوة ونكذب علي انفسنا وعلي الحياة !!!

كفانا كل السنوات التي مرت ونحن نخفي دموعنا ونرسم علي وجوهننا ابتسامات كاذبه كمثل ابتسامات المهرجين المرسومه بالطلاء المزيف ، علينا هذه اللحظه ونحن جالسين في الظلام معا ، ونحن نتنفس نفس الهواء الدافء الخارج من صدورنا الداخل لصدورنا مشبع بالثقه والامل ، علينا نمد الايدي والكفوف في الظلام ، نتشبث بوجودنا معا، نفصح عن مشاعرنا لبعضنا، نطبطب علي انفسنا ونتمرد علي اوجاعنا ، نقوي ارواحنا بارواحنا ، علينا نعترف باننا ضعفاء حائرين تائهين متألمين من الحياه التي احبناها فاعطتنا ظهرها ونحن اجمل ابناءها ، علينا نناشدها تمنحنا الفرحه التي نستحقها وننسج من وجودنا معا قوة وامان ، ننسج سحب ورديه تحمينا من الاشعه اللاهبه وتمطر فوق قلوبنا امطارا حانيه تغسل الهم والوجع وتزيح في طريقها الذكريات المؤلمه والسموم وتنزع من عيوننا الشوك ومن قلوبنا الوجع وتطلق لارواحنا الحرية ....

علينا نعترف في هذه اللحظات بالذات اننا كنا نتوق لحياه افضل نستحقها ، لكن الافضل لم تأتي وتركت لنا الاوجع يمزقنا !!! علينا نعترف اننا نتمني من الحياة قليل من الرأفة وقليل من الرقة وقليل من الانصاف ... ولتترك علينا بعد ذاك بقيه المعارك الطاحنه نخوضها مسلحين بقوتنا ورأفتها والانصاف واصرارنا علي الوجود !!!! علينا نعترف اننا ارهقنا من الاقنعه التي لانخلعها تخفي وهننا ودموعنا وطموحنا وتمردنا ، واننا نتمني نظهر للحياه بوجوهنا وارواحنا الحقيقيه ، لسنا ابطالا لكنا لسنا مهزومين ، نحن بشر محبين للحياه نبحث عن مكان لنا تحت شمسها الدافئه العادلة !!!

حين نودع هذا العام ، لن نحكي عن اوجاعه التي ادمتنا ، لن نحك عن الليالي التي قهرتنا ، ولا عن الساعات التي فرت منا ، ولا عن الدموع التي احرقت قلوبنا وارواحنا ... سنتذكر فقط ومضات الفرحه التي شقت الليل الكحيل واشرقت بشميس صغيره دفئتنا واسعدتنا وفرت ، سنتذكر صخب الضحك الذي تجلجل في اللحظات المسروقة التي افلحنا في خداع الحياة والاحساس بالسعاده فيها ، سنتذكر شذرات الدفء الانساني التي تسللت اليها وسط صقيع الغرباء واشعلت جذوة ارواحنا بالاصرار العنيد للتغلب علي قهرنا والانتصار علي ضعفنا والبقاء احياء متمردين مقاوحين !!!!

من نحن ...نحن ممن سرقت منهم الاحلام وضاعت في الحياه الزحمه الصاخبه ، سرقت منهم الايام والسنين فعاشوها يقاوموا الانكسار والهزيمه ويتشبثوا بالامل والعزيمه ، سرقت منهم الطمأنينه والامان فارتدوا لطفولتهم واحضان امهاتهن وحواديت الجدات الطيبات نتونس بالدفء ، نحن ممن حاصرنا الاحباط والاكتئاب وفررنا منه وصارعناه ومازلنا نصارعه ، نحن ممن ادمنوا الوحده واحبوها وسط الناس كانوا ام بين جدران الصمت ....

نحن البشر الطيبين ممن لن نستعد لحضور حفل رأس سنه غدا ... لن تشتري النساء منا فساتين جديدة ولن يذهبن للكوافير ، لن يستعد الرجال بكرافتاتهم الجديدة لمراقصه الجميلات في الحفله الصاخبه التي لن نحضرها نودع عام انتهي ونستقبل عام جديد !!! لكن من قال ان السعاده في الحفلات والفساتين الجديدة والصخب !!! نحن من نبحث عن سعاده اخري اعمق وادفء واكثر حنانا ورقه ....

نحن من نتمني تحقق الاحلام لنسعد ، نعم مازالت لم تتحقق لكنا ننتظر ونسعي ونسعي وننتظر !!!! بأسم كل من حلموا باشياء جميله صغيرة لم تتحقق اكتب اليوم ...
من حلم منا بحياه بسيطه لكنها هانئة ، حلم بحياه عاطفيه حميمة ، احلم بشريك ، يقاسمني الفرحه ويشاركني الامان ويمنحني السكينه ، شريك يسعده وجودي ويسعدني وجوده ، شريك يمنحني حضن دافء ، اهتمام متبادل ، فهم واعي ، مشاركه في التفاصيل الجميلة ، لم نحلم بالنقود والسيارات والثراء والبهرجه الاجتماعيه الفارغه ، فقط مااحلم به حبيب ورقصه دافئه وبيتين شعر وشاطيء بحر وقت الغروب واغنيه ام كلثوم علي وهج القمر .... لكن ماحلمنا به لم يتحقق ، خدعنا ربما ، تهنا في دروب الحياة ربما ، صادفنا الاشخاص الغلط في الوقت الغلط ربما ، المهم ، ان اي منا لم يتحقق حلمه البسيط الصغير و.... مازلنا احياء نحلم ونتمني !!! من حلم يسافر فاغلقت في وجهه كل ابواب الرحيل والرزق ، حلم بغد اجمل فحاصرته الكوابيس تجره للماضي اللعين السحيق ، منا حلم بنجاح في عمله فحاصره اعداء النجاح من الفاشلين والكاذبين واصحاب الثقه فسرقوا حلمه وبراعته ووأدوه في وظيفه نمطيه كريه او علي مقعد البطاله الموجع !!!من حلم منا بحياه هادئه بلا صراعات ، لا انافس احد ولا اتمني احد ينافسني ، الحياه واسعه تتحملني وملايين غيري ، كل منا يستطيع يعيش حياته البسيطه ، اطفال صغار بلا مشاجرات ، حياه معقوله بلا ترف ، وظيفه بلا مكائد ، شريك حياه يقتسمها معك يحترمك ويقدرك ، حياه هادئه بلا صراعات ، هذا كل مااطمح فيه ، لكن الحياه لم تمنحنا ابسط ماحلمنا به ، حاصرتنا بالضجيج والخداع والمنافسه الطاحنه والمكائد والغدر والخسه والخيانه والنفاق ، الحياه لم تمنحنا ابسط ماحلمنا به ، زجت بنا في معاركه جبرية ومزقت ملابسنا ووجوهنا واماننا ، ارعبتنا خوفتنا فدخلنا الخنادق ولبسنا الخوذات واختبئنا خلف الدروع وصارت الحياه معارك مستمرة لا تنتهي وضاعت الطمانينة وتبعثر الامان وضعنا وسط المشاكل وفقدنا اعصابنا وبكينا وغضبنا وتبددت ايام العمر في معارك قميئه لافائده منها ولاطائل ... المهم ، ان اي منا لم يتحقق حلمه البسيط الصغير و.... مازلنا احياء نحلم ونتمني !!!!

الي هؤلاء ، شركائي في لحظه الاظلام في الليلة الاخيرة من هذا العالم ، نعد بصوت واحد من عشره لواحد ننتظر رحيل هذه السنه وقدوم السنه الجديدة ... اليهم اقول كل سنه ونحن طيبين ، ونحن اقرب لاحلامنا واقل وجعا واشد قوة واكثر اصرارا علي الامساك بالاحلام والسعي الدؤوب لتحقيقها !!! وما لن يتحقق هذا العام سيتحقق العام القادم وايام العمر طويلة !!!!
كل سنه وجميعنا سعداء وقابضين علي احلامنا مصدر قوة ودفء وصلابة !!!!
كل سنه وجميعنا سعدا واقرب لاحلامنا واقوي علي تحمل الحياه واعباءها ووجعها واكثر عند ومشاكسه ومقاوحه وتفائل !!! كل سنه وجميعنا اكثر تفائل وفرحه !!!!

27 ديسمبر 2010

سنه سعيده 2011

كل سنه وكل الاصدقاء بخير وسعاده
سنه سعيده علينا كلنا يارب
2011

16 ديسمبر 2010

دافنشي كود ولعبة الارقام !!!!!ا



كنت باتفرج علي فيلم دافنشي كود !!!
غموض واحجيات وذكاء وفراسه وطريق لازم تمشي فيه يقودك للحقيقه ياتستحملها ياتهرب منها ..
لكن الحقيقه - من وجه نظر صناع الفيلم - هي كده !!
مشدوده جدا وانا باتفرج ، للطريق اللي الانسان يترمي عليه ومايختاروش ، يلاقي روحه لازم يمشيه شايل قدره علي كتفه وماشي ومحدش بيهرب من المكتوب ، مشدوده وانا باتفرج ، علي رعب لحظه الاكتشاف وادراك الحقيقه ، ازاي حاتعامل معاها ومع نفسي !!!

وسط ده كله .... لقيت الفيس بوك فجأ بقي كله ارقام ... بدل الستيتس العاديه اللي احنا عارفينها ، تحولت الوول بتاعت الناس لارقام وكلمات ، مش فاهمه ، انا مش فاهمه ، ايه اللي بيحصل ، وحسيت بشكل عبثي جدا ، ان الفيلم خرج من الشاشه ودخل الفيس بوك ، ايه الارقام دي ، علامات علشان نمشي عليها ولا نهرب منها ، اصل انا لما تكون دماغي رايقه تشطح وتروح بعيد ، وتخلق عوالم وهميه وتعيش فيها وتصدقها وعادي مافيش مشكله ، اهو الواحد بيصبر نفسه علي الحياه بكل الطرق بما فيها الفرار للوهم !!!

ياجماعه ايه اللي بيحصل ، ايه الارقام دي ، وفهمت اللعبه ، الانسان يتحول لرقم ، رقم مجرد بلا اي تفاصيل ، ابعت الرقم لحد والحد يفك شفره الرقم ويكتب عن الانسان ، يعني حضرتك تبعت لي رقمك ، رقم انت تختاره بلا ملامح بلا دلالات ، وانا افك شفره الرقم وشفرتك وارجع الرقم تاني لانسان بكلمات يتوصف فيها وراي يتقال فيه .........
وانبسطت قوي واتحمست اكتر ... ونطيت من الواقع للفيلم للفيس بوك وعشت عالم الاوهام وفك الشفرة !!!!

اصل انا بحب الارقام جدا ، باحبها وباحب ااقراها ، ارقام سهلة ارقام معقدة ، ارقام ليها معني اكبر من مجرد الارقام ، ارقام تقبل القسمه وارقام ماتقبلش ، ارقام تفك النحس وارقام تمنع الحسد وارقام معقده صعب تحفظها وارقام سهله تفرض نفسها علي راسك !!! وكل رقم له دلاله ومعني ، بصرف النظر عن القيمة !!!
بحب الارقام .... وبحب البشر اكتر ...

وقررت العب اللعبة ، اختبر معرفتي بالبشر ودقه رؤيتي ، اختبر انتباهي للتفاصيل وادراكي لحقيقه المستخبي اللي مابيقولوهوش !!! اصل الناس بتسكت اكتر ما بتتكلم ، وساعات لما بتتكلم بتتكلم علشان ماتقولش حاجه وتخبي اللي مش عايزاه يبان ، الناس اسرار ، اساعات تقول انها بتقول وساعات ماتقولش ، في نفس الوقت الناس نفسها تتشاف وتتعرف ، نفسها تبقي متفرده لدرجه ان الناس تشوفها وهي في الاوضه الضلمه ، لو الانسان حس ان الناس مش شايفاه يعيط من الحزن علي نفسه ولما يحس ان الناس شايفاه يعيط اكتر لانه له قيمه والناس حاسه بيه ، الناس نفسها تتشاف وتتعرف ، حتي وجعها وهمها اللي مابتقولوش نفسها يتشاف ويتعرف ، لكن بكرامه وبرقي ، مش حاشحت اهتمامك لكن من فضلك ومن نفسك كده خد بالك مني ، ولو مخدتش بالك مني تبقي بتتجاهلني وبتوجعني!!!!

قررت العب اللعبه ، اختبر معرفتي بالبشر ، بقرايه لغتهم الخاصه اللي بيعبروا بيها عن نفسهم من غير كلام صريح ، طبعا ، ماهي البشر بتعبر عن نفسها طول الوقت ، اتكلمت او سكتت ، مين قال ان الكلام بس طريقه التعبير عن النفس والروح ، الناس بتعبر عن نفسها طول الوقت ، تتواصل مع الحياه والدنيا ، بكلمه بصورة باغنيه برسمه بنكته بدمعه ، تتواصل مع الحياه والدنيا ومع الاخرين ، تثبت وجودها وتسيب اثارها علي وش التاريخ ، كل انسان عايز يعيش قد مايعيش ولما يموت مايموتش !!! نفسه يفضل خالد لان الخلود حياه تقهر الموت والنسيان ، كل انسان همه الخلود حتي لو ماقالش ولو مافكرش في الموضوع ، لكن مش معقول حيعيش قد مايعيش ولما يموت محدش يحس بيه كانه كلب وراح !!!! طيب يادنيا ، احنا عايشين ، وعايزين نفضل عايشين ، حنسيب ذكريات في ذاكره الناس وكتب التاريخ ، حنسيب حواديت ، حنسيب محبة في قلوب الناس وحزن علينا لما نمشي يفضلوا يفتكرونا بيه ، حنسيب نكته تضحك عليها الناس بعد ما نموت مليون سنه ويترحموا علينا لان كان دمنا خفيف !!!!

قررت العب اللعبة ، اشحذ راسي وافتكر كل التفاصيل ، تفاصيل الكلام وتفاصيل الصمت ، افتكر كل العلامات والرموز والاشارات ، افتكر تعبيرات الحزن والفرح ، الغضب والسعاده ، ماهي التفاصيل هي اللي بترسم الصورة المتكامله ، تفاصيل هنا وهناك ، وانا بطبيعتي ست باخد بالي من التفاصيل ، باخد بالي من التفاصيل اللي الناس مابتنتبهش لها ومابتدركش انها بتشرحها وتفضحها ، التفاصيل هي اساس الصورة الكليه وهي اللي بتكونها ، وتخليها ياوحشه ياحلوه ، ياصادقه ياكذابه ، وانا باخد بالي من التفاصيل ، من الهمسه والايماءه ، من الصورة اللي بحبها واللي بكرهها ، وبحبها ليه وبكرها ليه ، باخد بالي من المزاج العام والالوان ، ماهي كل دي تفاصيل ، تفاصيل بيعيش فيها الانسان وبتعبر عنه من غير ماياخد باله ، علشان كده فيه ناس ماصدقهاش رغم ان كل الناس بتشوفها صادقه ، لانها كذابه من جوه بجد ، التفاصيل بتقول كده ، متناقضه ، متنافره ، مع كل اللي بتبينه وتقوله .... وفيه ناس احب اقرب منها ، انا اللي اقرب واقتحمها ، بتناديني ، تفاصيلها بتقولي اني حاحبها ، تفاصيلها بتقولي اني حاتوافق معاها ، ومش شرط التماثل ولا شرط التقارب لكن شرط التفاهم !!!! قررت العب اللعبه وابتدي من التفاصيل ، واطلع منها علي صوت الانسان اللي بيخرج من قلبه ، ماهي القلوب بتتكلم ، بقسوه ساعات بحنان ساعات ، بحب ساعات بكره ساعات ، وصوت القلوب بيخرج في الفيس بوك من اطراف الصوابع علي الكي بورد وهي بتدق الحروف ، لما باقرا كلمات الناس باسمعها ، باسمع صوت قلوبها وهي بتكتب ، لما بقرا ستيتس او تعليق باسمع صوت صاحبه ، تعبان فرحان مرهق مبسوط يائس متفائل جد بيهزر محترم سافل فيه ناس تكتب كلام مؤدب جدا واكرهها لانها سافله وقليله الادب ومش محترمه ومابتحترمنيش حتي لوقالت قصايد شعر ، وفيه ناس ابيحه ودمها خفيف لكن مؤدبه ومحترمه وتعرف الاصول ، ماهو مش بالكلام الانسان بيبان ، الانسان بيتعرف ويبان من مليون حاجه ، تفاصيله ، صوت حروفه ، ضحكاته وتكشيرته ، كل ده بيبان في الكتابه والاغاني والصور والنوتس اللي بحبها واللي مابحبهاش ، في تعليق عصبي في نكته دمها خفيف ، حد منسحب لانه فرحان واناني مش عايز حد حتي يشاركه فرحته ، حد عامل هيصه ومش حقيقي لابيشارك الناس بجد ولا يسمح لحد يقرب منه ، حد بيقول كلام كبير وهو نصاب كذاب مابيقصدوش وعايز يتبروز والناس تشاور عليه وتقول المهم اهو ، حد بيعمل نقطتين وقوس ويجري لكن مهتم بكل اللي بيحصل حواليه بيراقب ويسمع ويشوف كويس بس ماتعودش يعبر عن نفسه ويقول .... كل حاجه بيعملها الانسان بتسيب وراه اثر يكشف عن شخصيته وروحه وحاله ، علشان كده لما قررت العب لعبه الارقام مع الناس اصحابي قررت استرجع جميع الاصوات والابتسامات والاقواس والنقط ... ماهو كل ده علامات علي الطريق تقودك للمعرفه ، لمعرفه الانسان بجد من جوه لحقيقته لماهيته ، ماهي الرموز والعلامات دي زي لغه الجسد ، طول الوقت بتتكلم لما يحتمي الانسان بالصمت والكذب من شرور الدنيا ، ........... وبدأت اللعبة !!!

لما بدأت اللعبة ، اكتشفت حاجه غريبه كمان ، ان الارقام اللي بيختارها الانسان بتعبر هي برضه عنه وعن روحه!!!
فيه رقم سهل ، رقم صعب ، رقم فيه تفوق ، رقم فيه تراجع ، رقم فيه اتساق ، رقم فيه خناقه ، وبدأت تاني العب ، احاول اكتشف علاقه الارقام باصحابها ، ليه اختار الرقم ده ، ليه الانسان ده بالذات بكل تفاصيله اللي عارفاها اختار الرقم ده ، الرقم نفسه سهم بيشاور علي اللي بين القوسين ، الرقم له دلاله وعلاقه بصاحبه باختياراه بشخصيته ............
الغريب اللي ماكنتش واخده بالي منه قبل اللعبه ، ان كمان الاسماء سايبه اثر علي اصحابها ، بعض الناس شبه اساميها ، كانها بتوصفها ، كان الناس خدت من اسمها ونسجت حياتها وتفاصيل حياتها وشخصيتها .........
وجت كلماتي قريبه من الواقع !!!
بس بجد ، لاانا مخاويه ولا حابس حابس !!!
لانا عفريت ولا بسمع صوت العفاريت !!!
انا بقرا كويس ... بقرا كويس التفاصيل والعلامات والاشارات والدلالات والارقام !!!
واي حد يعرف يقرا كويس يفهم الموضوع اللي بيقراه !!!
انا باشوف التفاصيل بانتبه ليها وباعرف افهم معناها ودلالاتها .. وده بيخليني باعرف اقرا كويس !!!
ايوه انا بقرا كويس في كتب البشر المفتوحه مهما حاولوا يقفلوها لان العلامات والاشارات بتكشف المستور !!!
باعرف احس بالبشر كويس واحبهم علي حالهم واعرف اشوفهم .... وهي دي كانت لعبتي ولعبتهم !!!!
بس .... هو ده الموضوع واصله وفصله !!!!

12 ديسمبر 2010

حفلة التوقيع بالمنصورة


دعوة لحفلة توقيع بالمنصورة



الاحد القادم 19 ديسمبر 2010

المنصورة
مكتبه بوكس اند بينز

حفله توقيع كتب مدونات اميرة بهي الدين

انتظركم هناك
يسعدني وجودكم

09 ديسمبر 2010

رحلة الخمسه عشر يوما .... ( 5)



رحلة الخمسه عشر يوما ( 5 )
عندما تمطر السماء حنانا ودفئا

- 1 -
امطار الحنان

لن احكي لكم عن اصدقائي في القاهرة ممن تابعوني في رحلة الخمسه عشر يوما لحظه بلحظه !!!
ممن كانوا يطلبوني عشره مرات في اليوم ليطمئنوا علي ويسالوني عن مشاعري واحاسيسي واخباري ايه !!!!
ولما اكلمكم عنهم ؟؟ فهم اصدقاء العمر ، وبيننا الف الف مشترك وخبره حياتيه صعبه وذكريات ، واعتدنا نطمئن علي بعضنا ونتابع بعضنا في اي رحلة وكل رحله!!!!
لن اكلكم عن سمر ، ابنتي ، التي كانت تكلمني كل يوم بصوت دافء تسالني عن اخباري ، وقتما تحولت انا لابنتها المسافرة وحيده في رحله صعبة ، فكانت تتابعني لحظه بلحظه ، بصوت دافء حميم ، كانها تقولي لي انا معاكي ياماما !!! لن اكلمكم عن ملك ، التي كانت تكلمني نادرا ، لكن كل كلمه من قلبها لقلبي تقول الكثير ، انت كويسه ياماما !!! لن اكلمكم عن مشيرة اختي ، التي تركت حياتها خمسه عشر يوما وانتقلت لبيتي ، نسيت نفسها وتذكرتني ، راعت ابنتي وبيتي وحفظتهما في غيابي ، لن اكلمكم عن حنانها ودموعها المخنوقه كلما كلمتني خائفه علي من الزحام ومن المجهول ومن الوحدة ، لن اكلمكم عنها فمهما قلت لن اوفيها حقها ، يكفيني انها تحبني واني احبها ... لن احدثكم عن المحامين اصدقائي العاملين معي بمكتبي ، كيف اوصلوني المطار واستقبلوني عند وصولي ، لن احدثكم عن مكالماتهم المتلاحقه كل يوم ، يطمئنون علي ويسالوني عن اخباري ويتمنوا لو ركبوا السحب والريح ووقفوا حولي بجانبي مثلما هي حياتنا معا منذ سنوات طويلة ... لن اكلمكم عن كل هؤلاء ، فهذه حياتي واصدقائي واحبائي ممن غزلنا معا طيله سنوات طويله نسيج الحب نلتحف به يدفئنا طيله الوقت في الايام الصعبه والايام الحلوة ....

لكن اسمحوا لي اكلمكم عن الفيس بوك واصدقائه !!!
في البدايه اوضح ان الفيس بوك واصدقائه تصرفوا في تلك الرحله بالضبط بالطريقه التي كنت اتوقعها !!!
كنت اتوقع دفء وحميميه وتواصل .... لكن الواقع والحقيقه يظلوا اجمل مليون مليون مرة من التوقع النظري!!!!
اسمحوا لي اكلمكم عن كل الاصدقاء الذين التفوا حولي منذ اللحظه الاولي لمعرفتهم بقراري السفر للحج!!!
التفوا حولي بمنتهي الدفء والصدق والجمال فرحين صاخبين ، فكل مايحدث يخصهم ويفرحهم ويسعدهم !!!
التفوا حولي بمنتهي الحميميه ، يطلبون الدعاء ويدعون لي ربنا يتقبل حجتي ، الاقباط قبل المسلمين ، والمسلمين قبل الاقباط ..في البدايه فرحوا لسفري وهنئوني ، وقبل السفر ودعوني صاخبين فرحين ، وطوال الرحله يكتبوا لي يفتقدوني ويطمئنوا علي ، وبعدما عدت اقاموا الافراح والليالي الملاح لعودتي سالمه ، بالضبط بالضبط مثلما كنت اتوقع منهم !!!
اسمحوا لي اكلمكم عن كل الاصدقاء علي الفيس بوك وكيف تواصلوا معي وتفاعلوا معي في تلك الرحلة وطيله وقتها .. ودعوني اخطركم اني كنت اتواصل مع الفيس بوك واصدقائي هناك طوال رحله الخمسه عشر يوما ، لم انقطع عنهم الا ايام المناسك ، واعتقد انها المرة الاولي التي يشهد فيها الفيس بوك تواصلا من احد اعضاء شبكته مع بقيه الاصدقاء وقت الحج !!! هل لي السبق في هذا ؟؟؟

لماذا صممت علي فتح البروفيل وكتب السيتيس وتحميل الصور طوال رحله الخمسه عشر يوما ، صممت لاني كنت ومازلت اعتبر ان هذا الفيس بوك هو اهم دوائري الاجتماعيه التي تنبض بالصدق من قلوب كل الاصدقاء ، هم الناس الذين اقضي معهم بضع ساعات في نهاري وكثير من ساعات ليلي كل يوم ، هي دائرة التواصل الاجتماعي الصادق الجميل فكيف انقطع عنها طوال خمسه عشر يوما ، انا لااعبث معهم ولا اهزر ولا الهو والعب ، انا اقضي وقتا طويلا مع تلك الدائرة لانهم اصدقائي بحق واحبائي بجد ، فاذا كانوا اصدقائي بحق واحبهم بحق ويحبوني بحق فكيف انقطع عنهم طوال تلك الفتره الطويله !!!

لن افعل ، ببساطه قررت اني لن انقطع عنهم طيله تلك الرحله ، سابقي متواصله معهم ، احكي لهم واسمع منهم ، سابقي متواصله معهم مثلهم مثل كل احبائي ، ليس معني اني اتواصل معهم عبر الفيس بوك انهم علاقات يمكن الاستغناء عنها بسهوله وقت الحج !!!! لا سابقي معكم وسطكم مثلما انا معكم ووسطكم طيله الوقت !!!

الي الاصدقاء الاحباء الاحضان المفتوحه والدفء الدائم والسند القوي ، اصدقاء الفيس بوك ، هذه كلماتي اهديها لكم ردا لبعض الدين الذي طوق عنقي في رحلتي وقتما امطرت الدنيا بوجودكم حنانا ودفئا !!!!


- 2 -
قطرات الدفء


منذ اللحظه الاولي لاعلاني انتوائي القيام برحله الحج ، مد الكثير من الاصدقاء علي شبكه الفيس بوك ايديهم حبا وفتحوا احضانهم دفئا واعلنوني بصراحه ووضوح انهم موجودين هناك ، موجودين للمسانده والدعم والدفء والحب والاطمئنان ... الي كل هؤلاء الاصدقاء حب من قلبي لقلوبهم ، فوجودهم هون الرحله وصعوباتها وكسر الوحدة وبرودها ، وجفف دموعي وقتما كانت تنهمر كالسيول ، كنت افكر في الاصدقاء وحبهم ودفئهم واحضانهم المفتوحه فابتسم امتنانا وتتلاشي الدموع وبسرعه !!!!


القطرة الاولي
امال كمال
كيف ساقت الاقدار تلك السيده لطريقي ، كاني كنت ابحث عنها وقبلما اياس من العثور عليها ، وجدتها امامي مبتسمه دافئه صادقه محبة للحياة ، انها المثقفه الحانيه ، التي تحتويك ببساطه وتحبك بسهوله وتفهمك بيسر وتقرر تفتح حضنها لك وقت الصعوبات وتتركك في حالك وقتما تنشغل بامورك ، لن تفرض وجودها عليك لكنها موجودة وقتما تحتاجها ... في تلك الرحله تتبناني امال ، كاني كنت طفلتها الصغيرة اللي طالعه رحله مع المدرسه ، وسط مشاغلها ورعايه بناتها ووجع افتراق قسري من شريك حياتها لضرورات الحياه الصعبه التي يعيشاها ، هي في السعوديه وهو في مصر ، وسط كل هذا واعباءه ووجعه ، تبنتي امال في رحلة الخمسه عشر يوما ، منذ لحظه وصولي جده وحتي غادرت مطارها بعد خمسه عشر يوما ، تطمئن علي كل يوم ، تسالني عن احوالي ، تتابعني ، تنصحني النصائح الضرورية التي راكمت خبراتها من تجاربها الصعبه ، تتابعني خطوه بخطوه في رحلتي ، تسالني عن صحتي واكلي وارهاقي ، تسالني بحياء يخجلها عماذا كنت احتاج اي شيء ، تمد لي يد العون من بعيد ، انا لي اصدقاء عندك يقدروا يوصلوا لك بسهوله ، اكشف ستر حياءها واوضح لها ، انا معايا فلوس ياامال ، ترتبك ، تصوروا هي التي تعرض علي برقه وحياء مساعدتي ، ترتبك وقتما افصح لها اني افهمها واشكرها .... حين تحسني مرهقه تقويني وحين تحسني خائفه تطمئني وحين تحسني فرحه تقاسمني فرحتي !!! ولم اقوي علي حبها اكثر مما احبها .... لكن وجودها المكثف الواعي طيله تلك الايام كان قطره دفء كبيرة غمرتني بحنانها !!! هل اشكرها ، وهل بين الاصدقاء يجدي الشكر ؟؟؟ لااكتب لاشكرها ، لكني اكتب لاقول لها اني ممتنه للحياه التي ساقتها في طريقي صديقه بحق !!!
وهل يجوز اتكلم عن امال دون اشير لرفيق دربها وصديقي محمود عيد ، محمود ترك لامال مهمه الاطمئنان علي ، لكني كنت موقنه انه يتابعني عن طريقها خطوه بخطوه ويشاركها الطمأنينه والقلق .......... انا ممتنه بحق لوجودهما امال ومحمود كاصدقاء في حياتي !!


القطرة الثانية
خالد سامي
خالد سامي ، يغضب وقتما اقول له انه صديق ، لا .. هو لايرضي بالصداقه ، هو اخ وانا اخته !!!
هذا هو قانون المعرفه بيننا ، وحينما عرف بسفري للحج ، تصرف تصرف الاخ المسئول تجاه اخته الصغيرة ، لست اخته الصغيرة لكنه قرر اني هي وانه الاخ الاكبر .... ينصحني ويسالني عن احوالي ، ينبهني للاخطاء الشائعه في السلوكيات والتصرفات ، يتصل بي يوميا وهو مستعد دائما للتحليق فوق كل اموره والوصول عندي لمد يد العون لي ان اردت !!! خالد اخ اكبر مسئول حاضر دائما و... يامرمر قولي ماتتكسفيش مش عايزه حاجه !!!!

القطرة الثالثة 
عاطف
كنت اؤمن ان للاسماء اثر علي اصحابها ، لكن عاطف اكد لي ايماني ومعرفتي ، نعم انه العاطف ، صديق طيب ، هذا اول احساس يصلك منه ، لو انك تفهم في ارواح البشر وتحسهم ، يمكنه سبر اغواره وفهمه قدر عمقه شخصيته وتنوع معرفته ، لكنه ابدا لايتباهي بنفسه ، التواضع الجم منتهي النجاح والتحقق ، عاطف ... فجأ تحبه ، فجأ تثق فيه ، يقدم لك طيله الوقت كل مايمكنه تقديمه ، لاينتظر مقابل ولا حتي شكر ، اي شيء تطلبه منه هو مستعد لتحقيقه ، صغير كبير تافه مهم ، كل هذا لايفرق معه ولا عنده ، هو يتمني اسعاد الاخرين ، وكل مايسعدهم يسعدهم ولو شيء صغير جدا يقوي علي تقديمه .... عاطف دأب علي زياره بروفيلي وقت سفري يذكر الناس بوجودي ويطالبهم بالدعوة لي ، يطالبهم بمنح الروح للبروفيل الذي غابت صاحبته كانه يقول لاتسمحوا لها بالغياب وافتحوا ابواب بروفيلها وشبابيكه للشمس والنور حتي تعود ، كانه الحارس الامين علي البروفيل ، يتصل بي يودعني قبل السفر وحين انزل في المطار اجده ينتظرني مع بقيه اصدقائي واختي بالمزمار البلدي والطبل !!!! ويكاد يغشي علي من الخجل ، لكن عاطف سمع مني ذات مره اني احب المزمار البلدي وقرر يتصرف بجدعنه اولاد البلد بتوع اسكندريه التي ينتمي اليها قلبا وقالبا ، يحضر المزمار والطبل البلدي وينتظرني في المطار واري علي وجهه ادفء ابتسامه كنت انتظرها في يوم غائم لم تشق شمسه النهار بعد !!!! وسالوني تعرفيه من امتي ، قلت من الفيس بوك !!!! ومازال الفيس بوك يحير الجميع !!!!

القطرة الرابعة 
اصدقائي الاقباط

ودعني يسي واكسترا واميرة جورج وعماد صبري ، بكل الحب والاحاسيس الجميلة ، لم يفكروا اني مسلمه وهم اقباط واني ذاهبه في اهم رحله دينيه لاداء الفريضه ، لم يفكروا ان هذا لا يخصهم ، بل احسوا الامر ببساطه ، انا ذاهبه لاؤدي فريضه الحج وفقا لتعاليم ديني الذي يحترموه بقدر مااحترم دينهم ... وطلبوا مني ادعوا لهم بالتوفيق وادعو ربي يحقق امنياتهم ، ووعدتهم سادعو لهم ووفيت بوعدي ، لم يستشعروا حرجا وقتما طلبوا منه ماطلبوه ولم انافقهم وقتما وعدتهم احقق طلبهم ، فاختلاف دياناتنا لم يكن له اي اثر لا علي ولا عليهم ، نحن مجموعه اصدقاء نحب بعضنا يجمعنا الصدق والاخلاص والمحبه وفقط !!!! انهم تصرفوا بطريقه تلقائيه فطريه تقول اننا في هذا الوطن وفي الانسانيه نسيج واحد لانشعر باي فوارق بيننا الا وقتما يتدخل المجرمين بسكاكينهم الحاده ليمزقوا وحدتنا وقلوبنا!!!! ... اليهم ... ليسي ، اكسترا ، اميرة جورج ، عماد صبري وغيرهم من احبائي واصدقائي المصريين الاقباط امتنان ومحبه من القلب للقلب ....

- 3 -
قطرات ندي
كلمتني خلود ، مها عباسي ، نها عصمت ، رباب ، نسرين ، بثينه محمود ليودعوني او يهنئوني بسلامه الوصول .. اعتذر مقدما عن اي اسم تاه عن ذهني اتصل بي ولم اذكره ، فعندما يكون الحب مظاهره لايتذكر الانسان احيانا بعض الاسماء من كثره الزحام لكن الجميع في قلبي بلا منازع ....
اعطاني عماد قطري وياسر السيد واحمد القاضي ارقام تليفوناتهم لاتصل بهم وقتما اريد فهم دائما مستعدين لمساعدتي ...
لمده شهر تقريبا ، تحول بروفيلي لاحتفالات صاخبه بسفري وعودتي ، اغاني ورسائل وامنيات بقبول الحج وفرحه بسلامه عودتي...
وشكرت ربي علي كل نعمه !!!
فمن يحبه ربه يحبب فيه خلقه .... وكل مااسعدني ويسعدني من حب الناس ومودتهم من فضل ربي سبحانه وتعالي !!!
والف شكر والف حمد لك يارب علي كل نعمك !!!!





03 ديسمبر 2010

لاتنتظروا معجزة !!!!!



في الايام الصعبه نستيقظ بصعوبه ونتنفس بصعوبه ونفكر بصعوبه !!!
في الايام الصعبة يحاصرنا الهم وتتفكك اوصالنا ونفقد الرغبه في البقاء في الحياة في الوجود!!!
في الايام الصعبة نسقط في ابيار الفقد والوجع والالم والحزن !!!
ونتصور ان الحياة سخيفه ولاجدوي من عيشها ولامعني للاستمرار فيها ولا امل !!!
وقتها ... تخبأ جذوة ارواحنا وتجدب اشجارنا وتجف انهارنا وتكاد كل الزهور تموت والعصافير تخرس وتكاد كرتنا الارضيه تكف عن الدوران ....
في تلك اللحظه لاتنتظر انقاذا من الاخر ولا مساعدة من الغير !!!
في تلك اللحظه يكون العالم فارغا وكل الوجوه اشباح وكل الاصوات ممضوغه وعلاقتك بالحياه الحقيقيه علي المحك !!!

في تلك اللحظه ، تذكر قول العجوز التي صرخت في البشر تستنهض هممهم ، ساعد نفسك!!!
نعم في تلك اللحظه قانون البقاء هو مساعده النفس وانتشالها من حالتها المترديه !!!
خلق عالم مبهج ، تخلقه بصعوبه ومشقه ، مخاضه وجع فوق الوجع وارهاق فوق الارهاق !!!
في تلك اللحظه قانون البقاء هو مساعده النفس والتغلب علي الهزائم الداخليه الموجعه ونسيان المرارات وتجاوز الحصار وكسر القيود والفرار من الوجع ، قانون البقاء هو الاصرار علي الانتصار لانسانيتك التي يحاصرك الف شيء لقتلها ووأدها ودحرها والانتصار عليها ...

في تلك اللحظه الفارقه من الايام الصعبة تذكروا حكمه العجوز ، التي كتبتها علي اوراق البردي وطلسمتها بالسحر وخبئتها في السحيق واحكمت اغلاق المخبأ تتحتدي الاصرار وتشحد الهمم وتتمني دأبا يكشف الحكمه ويعالج الوهن !!! في تلك الايام تذكروا حكمة العجوز .... واسمعوا صوتها الواهن مرتعشا قويا حاسما .....

لو خبأت جذوة ارواحكم ، اشحذوها بما يقويكم ويجعل لحياتنا معني وقيمه ..
لاتنتظروا الامطار تسقط علي رؤوسكم فلن تسقط ..
لاتنتظروا قوسا قزحيا يلون السماء ويسعدكم فالعاصفه لم تاتي والرمادي لم يكسو السماء لتتلون بعد العذاب ..
لاتنتظروا ابيات غزل تحملها لكم النسائم فالشعراء اسري العجز والخرس والنسائم تحاربها النوافذ المغلقه والخوف ..
لاتنتظروا معجزه من خارجكم ، ففي الايام الصعبه ، لن تسعي المعجزات اليكم ولن تنقذكم !!

في الايام الصعبه وحين تحاصركم القسوه والجفاء والعبث واللاجدوي ..
وفي تلك اللحظه التي تشعروا ان الحياه مجرد الحياة والبقاء فيها يشق عليكم ...
وقتها ساعدوا انفسكم وتأكدوا ان المعجزه التي ستشحذ همتكم وتنقذكم ستنبثق من ارواحكم..ستأتي من رصيدها السابق الذي راكمته الحياه بداخلكم ترياقا للايام الصعبة ..
ستأتي من اصراراكم علي حب الحياة والتمسك بيها ..

ففي اللحظه التي تشعروا بعدم الجدوي وعبثيه الحياه هي ذاتها اللحظه التي تحتاج منكم الحياه منتهي الجهد لتنقذوا انفسكم وتنقذوها !!!
قووا انفسكم بانفسكم واشحذوا هممكم وقاموا المشقة والرخاوة والاستسلام البغيض للعجز
قووا انفسكم بانفكسم وحافظوا علي انفسكم وعلي حياتكم من البعثره والضياع والاكتئاب !!!

30 نوفمبر 2010

رحلة الخمسه عشر يوما .... ( 4 )


رحله الخمس عشر يوما
( 4 )

السماء تمطر اسئلة
المصريين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


طلعت الحج مع شركه سياحيه عن طريق احد الهيئات ، دفعت حوالي اربعين الف جنيه ، وعلي نفس الطائرة كان مع مجموعتنا مجموعات اخري تابعه لنفس الشركه السياحيه او شركات اخري متحالفه معها ، عرفت في نهايه الرحله من حوارات متفرقه مع الحجاج شركائنا في نفس الفندق ونفس العنبر ونفس الاتوبيسات ، ان اسعار رحلتهم ، تراوحت مابين اربعين الف جنيه للفرد ( كمثل رحلتنا ) ووصلت لخمسه وستين الف جنيه للفرد ( في بعض الرحلات الاخري ) .... اذن اعضاء رحلتي والرحلات التي شاركتنا الصحبه والاقامه والعنبر والفندق ، جميعهم من ابناء الطبقه المتوسطه المصرية ، فليس من بيننا الفقير والمحتاج والمستور ممن يعجز عن سداد مبلغ اربعين الف جنيه ، وليس من بيننا الثري الغني المترفه الذي سدد في بعض الرحلات الاخري مقابل حجه مبالغ تصل لمائه ومائه وعشرين ومائه وخمسين الف جنيه مصري !!!!
اذن ... كنت اشارك الطبقه المتوسطه المصرية رحلة الحج !!!
لماذا هذه المقدمه ، لاني كنت اري الكثير من الاشياء والتصرفات والسلوكيات ، التي عجزت عن فهمها وفهم مبررها ودوافعها ، ولم تكن سلوكيات فرديه يرجع معناها لاصحابها فقط ، بل كانت سلوكيات جماعيه افرزت اسئله كثيرة في عقلي ، لم اجنح بسهوله للتعميم ولم اسهل علي نفسي واخصص السلوك وانسبه لصاحبه فقط ، لكن تلك الرحله افرزت اسئله كثيرة وبقيت الاسئله في معظمها بلا اجابات ، مازالت اسئله ربما استنكاريه ربما استفاهميه ، لكنها اسئله افرزتها رحله الحج برفقه بعض ابناء الطبقه المتوسطه القادرين علي دفع قرابه مائه الف جنيه دفعه واحده لرجل وزوجته ، او ام وابنها ليؤدوا فريضه الحج بخلاف مصروفات الشراء والتسوق والتبضع التي انفقوها بسهوله ويسر وراحه بال ، نحن امام حج الطبقه المتوسطه وبالذات شرائحها العليا وابناءها القادرين .... تقبل الله منا ومنهم جميعا !!!!

( 1 )
خلف الخط الاحمر !!!!

في مطار جده ، رفض معظم المصريين - رجالا ونساء - الانصياع لاوامر السلطات السعوديه والوقوف طوابير امام شبابيك ختم الجوازات !!! المصريين يكرهوا الطابور ، كل واحد او واحده يفكر طيله الوقت كيف يخرج من الطابور وينفرد بالخدمه قبل الجميع ، ليس فقط يكرهوا الطابور لكن ايضا يكرهوا القواعد المنظمه ، بح صوت الرجل السعودي يدعو الله يهدينا جميعا للوقوف خلف الخط الاحمر ، لكن المصريين لايحبوا الخط الاحمر ، وماان ينتظموا امام الرجل حتي يتجاوزوا الخط الاحمر فورما يغفل عنهم ، بعضهم يستجدي الرجل ليجلس بعضهم يتشاجر مع الرجل حول جدوي الخط الاحمر المطلوب الوقوف خلفه ، بعضهم يتحايل علي الطابور ويبحث عن فرصه ليقتنص مكان غيره الذي بالطبع يحاول اقتناص مكان متقدم لغيره وبسرعه يتفركش الطابور !!!!! ساخطين علي القيود رافضين للطابور متمردين علي الخط الاحمر ، كل واحد يفكر في نفسه ، في الفرصه الضائعه التي اخدها المعلون الواقف امامه ، يتمني يزيحه يقتله ربما ليحظي هو بالفرصه المتقدمه ، رغم ان الجميع في النهايه سيتساون في الانتظار والاتوبيس والفندق ، ومهما تقدم احدهم في الطابور او تاخر لن يحظي فرصه احسن !!! هذا صوت العقل الذي لايرغب احد في سماعه !!!
يتزاحموا متمردين علي اي قواعد واي قانون ..... هذا هو المهم ، سلوك فطري بلا مبرر ، ووقتما ينفعل احدهم ويصرخ ، ياجماعه بتعملوا كده ليه ، لااحد يكترث بالبحث عن الاجابه ، بنعمل كده علشان كده ، لايوجد مبرر ، لماذا تزاحم من امامك وتتمني تاخد مكانه ، لماذا تتمرد علي الخط الاحمر الذي رسم علي الارض ليبعد الطوابير عن وجه ضابط الجوازات حتي يستطيع يتنفس ويؤدي عمله بسرعه وكفاءه ، لماذا تتمني التزاحم ثم ازاحه الغير من امامك ثم التميز عليهم واقتناص فرصهم !!!! اسئله بلااجابات !!!!
لكن المصريين - وعذرا للتعميم - لايحبوا الانضباط ويكرهوا القانون ويبحثوا عن الثغرات التي تقتل احكامه وتميزهم عن الاخرين وتمنحهم الريشه التي يتصوروها علي روؤسهم !!!!
اسئله كثيره سألتها لنفسي وانا واقفه في الطابور ، اراقب سلوك الحجاج المصريين من ابناء الطبقه المتوسطه الذاهبين للحج لاداء الفريضه والبحث عن المغفره والتوبه ، لماذا هذا التكالب علي التمييز علي حساب الاخرين ورفض الانصياع للقواعد باي نوع وتحت اي مبرر !!! اسئله كثيره سالتها لنفسي وانا اراقب الحجاج المصريين حولي يتشاجروا ، ده مكاني ، مايصحش كده ، تعال ياابني وقولي ليه ااقف ورا كده ، طيب قعدني ، طيب اشتغلوا بسرعه ، طيب اشمعني دول مش واقفين علي الخط الاحمر ، مفروض تخلصونا بسرعه ، ارجع ورا ليه ماانا خلاص قربت من الشباك ، تفرق ايه ورا الخط ولا قدامه ..... اتابع سلوكهم واتعجب من المجهود المضني الذي يبذلوه في العبث ولو صمتوا ووقفوا طابور منتظم خلف الخط الاحمر ، لهانت الدنيا وقضيت مصالح الجميع بدلا من الوقت الضائع الذي ذبحنا جميعا في انتظار انضباطهم الذي اصر عليه رجال البوليس السعوديين يتوسلون للحجاج المصريين ، ربنا يهديهم ليقفوا في الطابور خلف الخط الاحمر!!!!

(2 )
احنا اللي دهنا الهوا دكو !!!!

في الخيمه الحاره المغروسه في صحراء مطار جده تحت الشمس اللاهبة ، وبداخلها مئات وربما الوف الحجاج واثنين موظفين وظيفتهم يختموا جوازات سفر الحجاج بخاتم يفيد دفع ثمن تذكره الاتوبيس البري ، لم يقرر المصريين فقط عدم الانتظام في الطابور ، ولم يقرر من يقف منهم امام الموظف الا يكتفي بختم جواز سفره بل وايضا لملمه جوازات سفر اخري من اخرين بعيدين كل البعد عن عذاب الطابور المفركش والحر ، بل قرر بعض المصريين النبهاء من اصحاب نظريه احنا اللي دهنا الهوا دكو ، قرروا يتركوا ابواب الخيمه وعذابات الزحام ومعاناه الطابور المفركش ويدخلوا للموظف من خلف ظهره ، لااعرف بالضبط مالذي عملوه ، لكننا فجأ وجدنا بضعه مصريين يقفوا خلف الموظف تسللا من ظهر الخيمه ، مالذي فعلوه ، هل زحفوا علي الارض تحت الخيمه حتي عبروها ووقفوا خلف الموظف ، هل لبسوا طاقيه الاخفاء وحين اطمئنوا ان قفا الموظف بين ايديهم خلعوها ، لااعرف وربما لم اري من شده الزحام والحر والعرق والبكاء ، لكن هؤلاء البارعين ، تسللوا خلف الموظف وناولوه جوازات سفرهم وسفر اصدقائهم وطظ في الطابور وطظ في الناس الهبله اللي واقفه طابور ، هل قبل الموظف الجوازات منهم ، لم يقبل ، رفض يستلم الجوازات لانهم تسللوا من الخلف ، الح عليهم ليقفوا الطابور مع البائسين غيرهم ، لكنهم رفضوا وبلغت الجراءه باحدهم ليتشاجر مع الموظف اللي بيعطل المراكب الماشيه ورافض يختم الجوازات الملقاه امامه فعلا علي المنضده ، هل احتج المصريين البؤساء اللي واقفين في الطابور ، بعضهم احتج سرا وبعضهم تهورا وصاح غاضبا مايصحش ، نعم مايصحش نبقي واقفين بنموت في الخيمه من الحر وانتم علي راسكم ريشه وداخلين من ورا ، سخروا منا ومن خيبتنا ، بعضهم سخر من حقدنا علي ذكائهم وبراعتهم ، واصروا بالحاح ان يختم الموظف جوازات السفر ، لكن الموظف السعودي الغلبان رفض وتعنت وقرر يدافع عن الطابور ومعناه وقيمته واعلن امتناعه عن العمل حتي يخرجوا من وقفوا خلف قفاه من خلفه ويعودوا للطابور ، لايعنيني الموظف السعودي ، لكني افكر في المصريين ، بعضهم تسلل من ظهر الخيمه معتديا علي حقوق الاخرين ، بعضهم صمت امام الاعتداء علي حقه وقرر عادي، بعضهم احتج هامسا لانه مش عايز مشاكل ، بعضهم صاح غاضبا وفي النهايه صمت لانه قليل الحيله امام الدم البارد والاصرار علي تجاهل الاخرين للقانون .... عجبا لحال المصريين والله !!!!


( 3 )
عيونهم اوسع من بطونهم !!!!

رغم ان الفندق الذي كنا نعيش فيه في مكه في غرفا رباعيه فندق متوسط الفخامه ، الا ان وجبتي الفطار والعشا التي كان يقدمهما للحجاج كانت وجبات متميزه ، تقدم للحجاج بنظام ( الاوبن بوفيه ) كل يوم بوفيه الافطار لايخلو من صنف يصلح للافطار الا وقدمه ، عيش كرواسان باتيه دانش ، كورن فليكس ، فاكهه طازجه ، كمبوت فروت سلاط ، كيك تورته ، بخلاف كل انواع الجبن والبيض والفول والعجه والسوسيس ، بخلاف العصائر الطازجه والمعلبه والشاي والنسكافيه ، اما بوفيه العشا فكان يقدم كل يوم جميع انواع السلطات المعروفه والمخللات والخضروات الطازجه وايضا المحاشي البارده واللحمه البارده والسيمون فيميه ونوعين من الشوربة كل يوم ويضم في الوجبات الساخنه رز ومكرونه او لازنيا ومشويات بجميع انواعها وجمبري مشوي جامبو كبير الحجم وسمك فيليه مقلي وفراخ بانيه وكفته بخلاف بوفيه الحلو من فاكهه وحلويات شرقيه وغربيه بجميع انواعها ........ وكانت وقت الفطار ممتدا من السادسه للتاسعه صباحا ووقت العشار ممتدا من السادسه للعاشرة مساءا ... لماذا اصف مااصفه واقول مااقوله ، اصف مااصفه لاوضح لكم نوعيه المأكولات الفاخره التي يقدمها الفندق صباحا ومساءا وقدر تنوعها ، فضلا عن وفرتها طبعا ، لان البوفيه ممتد ثلاث ساعات ويزيد !!!
ارجوكم ، تذكروا ، نحن نتحدث عن حجاج الطبقه المتوسطه ممن استطاعوا يدفعوا مالا يقل عن ثمانين الف جنيه للرجل وزوجته او الابن وامه او الام وابنتها !!! نتحدث عن حجاج الطبقه المتوسطه في شرائحها العليا ، لااتحدث عن موظف محدود الدخل ولا تاجر صغير عنده كشك سجاير ، بل عن الشرائح العليا في الطبقه المتوسطه !!!
لاحظت ولاحظ الكثيرين معي ان سلوك المصريين امام الاوبن بوفيه سلوك غريب جدا ، يتكالبوا علي الاكل كانهم محرومين من الاكل ، يحاولوا التسلل من الطابور واقتناص الطعام خارج الدور ، يتكالبوا علي الاكل ويعبأوا اطباقهم بطريقه مقززة جبال من الاكل تتناثر من حواف الاطباق بطريقه معيبه توسخ المكان والترابيزة ، واللحم فوق السلطه والسلطه فوق المكرونه ، لايكترثوا بالمزاج او بالتذوق المهم الاستحواذ السريع علي كميات كبيره من الاكل ، عيش كتير كل نوع فينو وبلدي وكيرز وتوست ، طبق للرز بجوار المكرونه ، لحم وسمك وفراخ وجمبري ، يملأوا الاطباق بسرعه كان احدا سيطردهم من البوفيه ، يملأ الاطباق بكميات كبيره جدا كانهم محرومون من الاكل دهرا ، ببساطه يمكن لاي مراقب التأكد من انهم لن يأكلوا كل تلك الكميات ، لكن عيونهم اوسع من بطونهم ، يملأوا الاطباق ثم يشبعوا ويتركوا لترمي في القمامه ، بضمير ميت بقلب بارد ، لماذا يتكالبوا علي الاكل وجميعهم قادرون علي شراءه ، لماذا يتكالبوا علي الاكل ويملأوا الاطباق باكثر مما يستطيعوا اكله ، لماذا لايشعروا بقيمه ومعني ومذاق ماياكلوه ، فيضعوا المأكولات الغريبه فوق بعضها ويأكلوها بنهم غريب كانهم قادمين من مجاعه !!!! اسئله كثيره سالتها لنفسها ولم اجد اجابتها ، ثم لاحظت امتعاضا في عيون البعض من سلوك الجماعه ، ثم تجرأنا وتبادلنا الاراء فيما نراه ، علي الستنا سؤال واحد لانعرف اجابته ، ليه مسروعين كده ، ليه مفجوعين كده!!!
وتلاحظ لي سلوك غريب اخر لاحظه بعض الناس الاخري ، ان كل واحد يقف امام البوفيه ، يحوط بدراعيه علي الاكل كانه يخشي يقترب من الاكل اي شخص اخر قبلما يفرغ من الحصول علي الكميات التي يريدها ، لاحظ البعض منا ان بعضهم عندما لايقف امام صينيه المكرونه ويجد المعلقه المخصصه للغرف في يد اخر لاينتظره حتي يفرغ ، بل ربما ياتي بمعلقه سلطه الزبادي او معلقه السمك ويغرف بها المكرونه بسرعه ، ويرمي المعلقه في النهايه ، لايهمه من سيستخدمها ، هو لايقوي علي الانتظار ولايكترث بما سيحدث للاخرين بعده ، هو الاهم وفقط !!!! بل وبالنسبه للمشويات كثيرا ما مدت بعض السيدات اصابعها في الطبق تكبش ما تريده ، واحيانا تمسك قطعه لحمه ثم تتركها وتمسك قطعه فراخ ثم تتركها وعندما عاتبها احد الواقفين في الطابور لانها تمد اصابعها ويديها في الطبق وتمسك اكلا لاتاخذه ، ابتسمت ببرود وشرحت له انها مسكت الفراخ لقيتها جامده وبالتالي مش عايزاها ، هل فكرت للحظه في اثر امساك الاكل بيدها ثم تركه ، هل فكرت في احساسي انا او غيري بهذا السلوك ، ولماذا تفكر فينا ، هي تفكر في نفسها وفقط !!!!
اما الجمبري الجامبو عليه اللعنه فهو موضوع لوحده ، الفندق كان يقدم تلالا من الجمبري ، لكن تلك التلال لم تطمئن المصريين ، فحين يقف اي منهم امام صينيه الجمبري ، يغرف منها جبلا صغيرا في طبقه ، ربما لو وزنت الجمبري في طبقه لوجدته كيلو ونصف او اتنين كيلو ، ليه ؟؟؟ ليه كل الاطباق مليئه بالجمبري علي كل الموائد ، لماذا ياكل الحجاج الجمبري بنهم المحرومين وليس اليوم فقط بل كل يوم ، كل يوم يتكالبوا علي الجمبري وكل يوم ياخذوا منه كميات كبيره جدااااااااااا وكل يوم ياكلوه بنهم ولعاب يسيل وطريقه مقززه !!! هل يعجز الحاج الذي دفع اربعين الف جنيه علي شراء اتنين كيلو جمبري في بلده ، هل يستخسر الشراء وابو بلاش كتر منه !!!! لااعرف ، لكن الطريقه التي يتكالبوا بها علي الاكل والكميات التي يحملوها في اطباقهم خليط من المأكولات المتنافرة وغرف الحلو والحادق مع بعض في نفس الوقت كانهم يخافوا لو اكلوا طعامهم وعادوا لبوفيه الحلو لم يجدوه ، غريبه منضده اكل الحجاج المصريين ، امام كل منهم عده اطباق ، سلطه ولحمه وجمبري وعيش وتورته وفاكهه ، الاكل تتناثر فتافيته وبقاياه علي المنضده والارض ، الحجاج ياكلوا بسرعه وبنهم المحرومين !! لااحد يكترث بالاخر ومالذي سيحصل عليه ، معظمهم عيونهم اوسع من بطونهم !!!!!!!!!!!!
ليه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ليسوا فقراء !!! ليسوا محرومين !!!! الاكل كثير وكمياتة كبيرة والفندق لايتواني عن استبدال الاطباق الفارغه باخري مليئه وبسرعه ووقت الطعام طويل يصل لثلاث ساعات ، ولا مبرر للنهم المقزز ولا الاستعجال في الاكل والشرب !!!! ليه بيعملوا كده !!!!!!!!!!

( 4 )
ليش بيتزاحموا هيك ؟؟؟؟؟؟؟؟

انه اليوم الاخير في الرحله قبل العودة ، وصلنا المدينه المنورة ، وقفنا علي باب الروضه الشريفه السابعه صباحا ، نتمني لقاء الحبيب المصطفي ، اداره الجامع حدد للنساء موعدا نهاريا من السابعه للتاسعه صباحا ، كثيريات وصلن للباب يلتمسن الزياره ، اداره الجامع خصصت نسوة كثيرات لتنظيم الزائرات ، نحن سنزور الحبيب المصطفي ، اهمس لروحي ، يلزم منتهي الادب والخشوع ، هكذا كنت اظن ، نعم اتوق للزياره لكن الادب في حضره الحبيب يفترض منتهي التحضر والرقي واحترام القواعد التي وضعتها اداره الجامع للزياره والتي تنفذها النسوة بدأب والتزام ، لكن بعض المصرييات لايقنع بالقواعد ، انتظرن هنا ، لايرغبن في الانتظار ، يتوقن للدخول وبسرعه علي حساب القواعد المنظمه ، انتظرن هنا وربنا يهديكي ياحاجه ، لكن الحاجه لاتسمع مايقولوه ، يتزاحمن دون مبرر للتزاحم ، كلنا سنزور الروضه الشريفه ونصلي فيها وندعو في حضره النبي صلي الله عليه وسلم ونقرأه السلام والتحيه ، لكن التزاحم سلوك همجي مقيت ، لكنهن مازلت يتزاحمن ، اجلسن هنا ، لايجلسن ، عايزه اقف انا حره ، ردود صفيقه مستفزه ، لكن النسوه السعوديات يرددن بادب وهدوء من يعرف المقام الذي يخدمه ، اجلسي ياحاجه ربنا يهديكي ، لاتجلس الحاجه ، نجلس في المكان المخصص ننتظر التعليمات ، بعضنا لايجلس ، معظم النسوه منشغلات بالدعاء لكن بعضهن اعتبر نفسه في السوق واخذ يتسلي بالرغي مع جارتها وسؤالها عن ثمن العبايه وارخص مكان لشراء السبح وسجاجيد الصلاة ، وننتظر وننتظر ويزداد الشوق ، ويسمح لنا بالدخول ، المكان سيتسع للجميع لو اردن ، لامبرر للتزاحم والاصرار علي القفز امام الاخريات ، نعم هناك اصرار علي اقتناص مكان الاخريات ، اصرارا علي مسابقه الاخريات وكسب السباق ، ومايمنعش تخبط اللي جنبها ومايمنعش تزقها او تدوس عليها وهي بتصلي !!! ليه ، اهو الشوق للحبيب المصطفي ، لكن الشوق في حضره الحبيب يستوجب حسن الادب ومنتهي الذوق ، لما التزاحم اذنا !!!! وتسالني فتاه سوريه صغيره السن ، ليش بيتزاحموا هيك !!! ولااجد اي اجابه مقنعه ارد عليها بها !!! لايعجبني سلوكهن ولا تزاحمهن ولا تدافعهن ولا ااقبل الشوق مبررا لقله الذوق ولا اللهفه للقاء الحبيب مفسرا للعدوانيه والانانيه ومحاوله الاعتداء علي وجود الاخريات وحقوقهن ........... صحيح ليه بيتزاحموا هيك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


( 5 )
عقدة الخواجة !!!

اكيد والله احنا عندنا عقده الخواجه من ناحيه والتعالي علي العرب من ناحيه تانيه !!!
فكثيرا ما وقفت في طوابير في مطارات اوربا اخضع مثل بقيه راكبي الطائره من اجانب ومصريين وعرب لاجراءات التفيتش القميئه الممله التي قد تصل للتفتيش الذاتي وخلع الحذاء والحزام واخراج الكومبيوتر من حقيبته ووضع الموبيل والعملات الفضيه في بطن الجهاز الكاشف للصور ، كثيرا ما وقفت في تلك الطوابير ولاوقات طويله ، لم اسمع تذمرا من احد حتي المصريين !!! الجميع يخضع للقواعد المنظمه واللي مش عاجبه يشرب من البحر او مايركبش الطيارة او يتقبض عليه لو بلضم شويه !!!!
في مطار جده في رحله العوده ، وقفت مع حاجه ننتظر ابنها المعطل في طابور التفتيش ، هي نفس الاجراءات التي شاهدتها في مطارات اوربا ، تفتيش بالجهاز اليدوي لو زمر الجهاز الكبير وانت تعبر تحته ، تخلع الحذاء والحزام ، تخرج مافي جيبك من عملات فضيه وموبيلات ، لكن الفارق بين جده وبين مطارات اوربا كبير ، في مطارات اوربا ، يقوم بتلك الاجراءات رجالا ونساء خواجات عابسين لايبتسموا يتعاملوا مع الركاب بمنتهي الحزم والحسم ، انت لاتملك تعترض علي مايطلب منك القيام به ، في جده يقوم بنفس الاجراءات رجالا سعودين لاترتسم علي وجوههم نفس الحده والصرامه المرسومه علي وجوه الخواجات !!! من ناحيه اخري في مطارات اوربا لم اسمع ابدا من مصري او عربي الاعتراض علي تلك الاجراءات ، بل يخضعوا لها تماما دون اي اعتراض ، لكن في جده ، لم يكف المصريين عن الاعتراض والتذمر ، ترتسم علي وجوههم علامات الضيق والتأفف ، لو زمر الجهاز لايعجبهم ، لو طلب منهم خلع الحذاء او الحزام لايعجبهم ولاينصاعوا له بسهوله ويتذمروا علي كل الاوامر التي يوجهها لهم الرجال المسئولين !!!
علي وجوه الكثيرين التعالي علي السلطات السعوديه ورجالها ، كانهم يقولوا من انتم لتأمرونا ، من انتم لتخلعونا احذيتنا واحزمتنا ، من انتم ، هل نسيتم التاريخ والجغرافيا والتربيه القوميه ، نعم عندنا عقده الخواجه ، اي خواجه لو زنجي او اصفر الجنس او اسمر اللون ، لايجروء احد منا علي التمرد عليه وعلي اوامره ، اما اولاد العرب فنحن لا نحترمهم في قراره انفسنا ولاننا لانحترمهم لانحترم قواعدهم واوامرهم ونخضعم لها متذمرين غاضبين متأففين !!!!
هل لهذا التذمر والتأفف علاقه بنظرتنا للقوانين في بلادنا واي بلاد تنطق بلساننا ، المفترض اننا لن نحترم القانون ولن نخضع له وحين يطالبنا احدهم ممن ينطق بلغتنا احترام القانون نسخر منه ومن قوانينه نفس سخريتنا من قوانينا !!! ام ان الامر مجرد تعالي تاريخي علي العرب الذين علمناهم ونجرناهم وجايين النهارده يتطنطنوا علينا !!! ام هي عقده الخواجه بوجهه الاحمر او الاصفر ولسانه المعووج التي تستدعي من اعماقنا عقده الخضوع لهم والخوف منهم !!!!!!!!
ليه .............. كل اللي بيحصل ليه ..... لماذا لانقف في الطابور بادب وتفهم ونخلع الحذاء والحزام ونخرج العملات المعدنيه والموبيل ونشكر رجل التفيش لانه يبذل جهد جدي ليحمينا ونحن في الجو معلقين في الطائرات بلا حول ولا قوة !!!!!!! ليه متذمرين غاضبين متأففين متعالين لهذه الدرجه الواضحه !!!!!!!!!!!!

27 نوفمبر 2010

رحلة الخمسه عشر يوما .... ( 3 )


رحله الخمسه عشر يوما
( 3 )

السماء تمطر تعذيبا
معسكر "جوانتينامو" وفيلم "انا وخالتي"



بعدما مررنا بالمزدلفه وسط زحام شديد من الحجيج السائر علي قدميه ومن اتوبيسات الحج السياحي بكل جنسياتها ، وبعد صلاة المغرب والعشاء جمع وقصر بجوار الاتوبيس وبعد التزامنا الدقيق بالتعليمات الصارمه للمرشد السياحي بجمع الحصوات وبسرعه قبل اشتداد الزحام من التراب الملاصق للاتوبيس و....اجمعوا علي قد ماتقدروا وعدوا بعدين !!! بعد هذا كله ، عدنا للاتوبيس في طريقنا لمني ...

لن اتحدث عن الزحام المروع ، فالحجيج ينتشرون في الشوارع وامام الباصات ، سائرون علي اقدامهم نائمون علي الارض جالسون علي جانبي الطريق وبعضهم يفترش الارض ويلتحف بالسماء ويغط في نوم عميق بعد يوم طويل مجهد ، لماذا وقتها تذكرت نشرات الاخبار التي اقاطعها وقت تعرض ضحايا المذابح الجماعيه جثثا مسجاه في اكفانها ملقاه علي الارض ، هكذا كان الحجيج ، كثيرا منهم ينام علي الارض عاري البدن الا من ملابس الاحرام وكاننا نعيش موتا جماعيا فالابدان المسجاه حولنا علي الارض وفوق الارصفه وعلي الجبال وتحت الخيام وبجوار السيارات كثيرة وكاننا في مشهد الموت نعيشه ولانخاف منه ... ولله في ذلك الف حكمه !!!

وصلنا مني .... ووقف الاتوبيس خارج اسوارا عاليا وطلب منا نحمل اشيائنا وننزل ، سنسير للمعسكر علي الاقدام ، يبدو اننا وصلنا مبكرا ، تعجلنا الصلاة في المزدلفة واخترنا الحصوات بسرعه وسار قائد اتوبيسنا برعونه بين بقيه الاتوبيسات يسابق الزمن فوصلنا معسكر مني قبل الجميع ، المعسكر الكبير او المكان الذي يحيطه السور العالي خاليا الا من بعض الاشباح ، هي مدينه الاشباح اذن ، نسير بمشقه فالبدن مرهق والاحمال ثقيله ولم ننام منذ الفجر وعيوننا منهكه محمره من كثره البكاء في عرفات والصداع يقسم الجمجمه لفتافيت صغيره متناثره لاتفكر والمخ هلامي ضائع بين الشذرات المفتته ...و خطوه اثنين عشره عشرين ، اين مقر اقامتنا ، لسه شويه ، خطوه عشرين اربعين ، وصلنا ، لسه ، ابتسم رغم ارهاقي ، تطاردني الطفوله الكثيره وتذكره لعبه الاستغمايه وقررت اكرر سؤالي ، وصلنا ، لسه ، اضحك فتضحك رفيقاتي ، نهون علي انفسنا الطريق الطويل والاثقال وعضلات الكتف المشدوده المتوتره والاذرع الخدله ، وصلنا ، لسه ، لم اضحك هذه المره وانما جلست كالاطفال ابكي في منتصف الشارع ، مش ماشيه ، ضحكت رفيقات الطريق علي الحاجه الطفله التي جلست علي الارض ترفض السير ، لاحلول امامي الا استئناف السير ، فين المعسكر بتاعنا ، سبقني المرشد السياحي بخطوات كثيره لم يعد يسمع صوتي ولم يجيب علي سؤالي ، اجابت اكبرنا تصبرني ، حنمشي لغايه مانوصل ، اجابه مختصره واضحه سلسه سهله لم ترضيني ، مازالت اجلس علي الارض حرنانه مثل الاطفال ، مش ماشيه ، تقف النساء بجواري ، يعرضن علي يحملن حقائبي واحمالي ، ارفض بالطبع ، كل منهن اساسا تترنح تحت احمالها ، يالا بس شدي حيلك وقربنا نوصل ، واشد حيلي لكننا لا نصل للمكان ، مشينا قد ايه ، تنظر واحده خلفنا تبحث عن البوابه التي وقف الاتوبيس عندها لاتراها ، شكلنا مشينا كتير ، وبعد نصف ساعه من السير بخطوات ثقيله بطيئه وجسد ينتفض من الارهاق وعضلات تأن من ثقل الحقائب ، نصل لمكان يشبه الكبائن الخشبيه التي كانت علي كورنيش اسكندريه قديما ، او مثل كبائن راس البر في الافلام العربي الابيض والاسود ، والرصيف عالي ولايوجد سلم ، وهاتي ايديك ياحاجه و.... نقفز واحده تلو الاخري وننفجر في الضحك ، البدايه لاتطمئن !!!

سرنا في ممر ضيق ، لااعرفه عرضه ، فانا لاافهم في السنتيميرتات ، ربما ستين سنتي او خمسه وسبعين ، ممر ضيق تحيط به الابواب المغلقه يسارا ويمينا ، واتفضلوا ياحاجه ، ونتفضل ، عنبر طويل مستطيل ، فارغ الا من مقاعد اسفنجيه زرقاء ، تبدو متعبه قبلما نقترب منها ، يشرح لنا المرشد السياحي ، كل واحده تختار سرير ، لم نجد اسرة ، ايوه الكراسي الكحلي دي لما بتتفرد تبقي سراير ، وبسرعه نحدق في تلك المقاعد وعددها في العنبر ، خمسين مقعد ، خمسه وعشرين يسارا وخمسه وعشرين يمينا ، يانهار اسود ، نعم ، يانهار اسود ، سينام في هذا العنبر خمسين امرأه ، سنقضي معا ثلاث ليالي في مني !!!! لكن مجموعتنا السياحيه ثمانيه نساء فقط ، اذن سينام معنا اثنين واربعين امرأه اخري لانعرفها ، سنقضي جميعا ثلاث ايام ولياليهم في مني داخل هذا العنبر !!!! ونقرأ المستقبل ونرتبك ونصمت !!! وتضحك واحده وتقول ، ال وماكنش عاجبنا شرم الشيخ !!!

نختار المقاعد البعيده في عمق العنبر ، نتلاصق نحن النساء الثمانيه ، وننتظر بقيه النسوة اللاتي لم يصلن بعد لان الاتوبيسات التي تقلهن من عرفات لم تصل بعد بسبب الزحام الشديد !!! اين سنضع حقائبنا ، لااحد يرد ، هناك رف حديدي اعلي من رؤوسنا قليلا ، لابد انه مخصص للحقائب ، ننظر اليه بريبه سننام تحته محملا بالحقائب الثقيله ، لو سقط فوق رؤوسنا سيقتلنا !!! تقترح واحده نترك للرف الحديدي سيقاننا ليكسرها بدلا من رؤوسنا فيقتلنا ونضحك بصوت عالي لايتفق ووقار الحج !!! غريب هذا الضحك فعلا ، نضحك حيث لايوجد مبرر للضحك ، لكن الضحك وقتها يهون الصعوبات ويقتل الوقت ويبدد المخاوف !!! ونضحك اكثر واكثر !!!! نلقي حقائبنا الثقيله علي الرف الخشبي ونفرد المقاعد الزرقاء فاذا هي مراتب سميكه صلبه صنعت خصيصا لتكسير العمود الفقري واذا لم يتكسر عمودك الفقري بسبب صلابه المرتبه فالفواصل العرضيه الفارغه بين اجزاء المرتبه كفيله بكسر عمودك الفقري انت واللي يتشدد لك والامر لله في الاول وفي الاخر ....

نبحث عن الحمام ، تذهب اولنا وتعود مسرعه مكفهره ، ده مستحيل !!! ونضحك ،مستحيل ازاي ، ماينفعش يكون مستحيل ، لازم يكون مامستحيلش !!! ونذهب جماعه للحمام ، نسير طابور في الممر الضيق بين الابواب الاكرديونيه المغلقه ، نسير علي موكيت احمر من نسيج صناعي تحسه يكاد يشتعل تحت قدميك من الاحتكاك ، نصل للحمام ، نصعد السلمتين ، نفتح الستاره ، نقف مذهولين ، فعلا مستحيل !!! وننفجر في الضحك فتنظر لنا بعض النسوه العابسات بغضب ، لايجدوا لضحكنا مبرر ، لماذا تذكرت امي ، الضحك من غير سبب قله ادب ، استسمحها ، دي مش قله ادب والله ، احنا بنضحك علشان الدنيا تهون ، المح ابتسامه امي التي اطمنئت ان ابنتها الحاجه ليست قليله الادب !! والمستحيل من امامكم والعنبر من خلفكم ولله الامر من بعد ومن قبل !!!

المياه تجري علي بلاط الحمام ، فنرفع جلبياتنا عاليا ، لانعرف مصدر تلك المياه ، بعض الحمامات عباره عن كبائن مغلقه كمثل اكشاك الحراسه امام السفارات ، كبائن مثبته في الفضاء خلف الستاره ، بلا نور ، حين تغلق الباب عليك وانت بداخلها ، تشعر وكان داخل تابوت راسي ، ولاتري شيئا ، ربما هذه هي النعمه الوحيده ، انك لاتري شيئا ، تدخل وتنتهي من مأموريتك وتخرج لاتري شيئا .... ونلتقي ثانيه في بهو الحمام ونضحك ، نبحث عن الادشاش لنتحمم ، الدش داخل الكابينه المظلمه فوق السلطانيه ، والاستحمام من الوضع جالسا ، لو رفعت ذراعك ستكسر الكابينه ولو ابتعدت عن السلطانيه لن تجد مكان للحركه و.........الجيش بيقول اتصرف و"مني" ايضا !!!!

ونعود للعنبر الخالي الا منا وكل منا ترفع جلبابها عن الارض وتمسك بملابسها القذره في يدها واثر الحمام البارد علي وجوههنا لمعه ونظافه ومازلنا نضحك !!! وحتي تاتي بقيه النسوه سنسرق حلالا بضعه مراتب اخري لننام عليها ونلقي بدننا فوق المراتب الصلبه ونشعر الما كانها تضربنا و... بكره العيد ... وتغيب كل منا مع ذكرياتها ، البيت البنات الاهل الزوج الاخوه ، وتتوالي الذكريات ، اول مره اعيد بعيد عن جوزي ، اول مره اسيب عيالي لوحدهم ، اختي حتعزم عيالي علي الفته ، جوزي حياخد العيال وياكلوا بره ، نعم النسوه هن العمود الفقري للبيوت ، هن اللاتي يجهزن الفته وصواني الرقاق ويطشوا التقليه ويشوا اللحمه ويشتروا للابناء الهدوم الجديده وغشت علي ملامحنا جميعا سحابه حزن سريعه ، كلنا بعيد عن احبائنا يوم العيد و......... ماهو ياجماعه ماينفعش نحج في شم النسيم ، بصوت عالي تصيح احدانا تفوقنا ، كانها ترسل رسالتنا للعالم كله وبناتنا واولادنا واسرنا واحبائنا ، نحن نحج ولم نترككم عبثا او استهتارا وندرك ادراككم بغيابنا وغيابكم عنا يوجعنا اكثر لكن الحج مايفعش في شم النسيم و......... تزول سحابه الحزن ونضحك ، وتمسك كل منا تليفونها وتكلم احبائها وتتلون الوجوه بالشوق ونسمع عبارات التدليل للاطفال والافتقاد للازواج والحب للاباء والامهات ..

و......... كل سنه وكلنا طيبين ونتبادل المعايده وتتحلل اجسادنا المتعبه فوق المراتب الصلبه ونحاول ننام لكن كشافات النور الساطعه كمثل كشافات استاد ناصر وقت المباريات الليلة تسطع تحت جفوننا في عيوننا المغلقه تطرد النوم منها ، افتح عيني اري جارتي في المرتبه المجاورة لي ارقه لاتنام ، ابتسم لها تبتسم لي وتنصحني ، حاولي تنامي ، احاول وهي تحاول لكن النوم لايأتي و........ افتح عيني علي صوت اكبرنا ، قوموا نتوضوا علشان الفجر وادرك اني نمت فعلا لكنه النوم الذي لم يمنح جسدي الراحه !!!

افتح عيني فاري اجساد ملقاه فوق المراتب واسمع شخيرا لم اسمعه وانا نائمه واراي وجوها مرهقه علي الاجساد المتعبه ، لقد وصلت بعض النسوه للعنبر اثناء نومنا ، وقبلما نتحرك للوضوء ، يفتح باب العنبر عنوه ونحن عاريات الرأس وتدخل نسوه اخري واحده عشره ثمانيه عشر ، غاضبات ، خرجن من عرفات في التاسعه مساءا ووصلن مني قبل الفجر ، يبحثن عن فراشا مريح يعوض اجسادهم ضيق كراسي الاتوبيس ، لكن المراتب الزرقاء الصلبه تنتظرهن ، يلقين بحقائبهن ويسبقونا للحمام فنفاجيء كلنا بالمياه تجري علي الارض وعشرات النسوه يحتللن الحمام والطوابير علي التوابيت الرأسيه وعلي الحمامات العاديه وكل الاحواض محتله بمن تتوضأ ومن تغسل ملابسها ونسير علي اطراف اصابعنا نخاف التزحلق فوق السراميك اللامع ونخشي علي جلاليبنا البلل بالماء مجهول المصدر ونتوضا بسرعة ونخرج للصلاه ، لايوجد في العنبر مكان للصلاه ، كل واحده تصلي فوق مرتبتها ، وصارت المرتبه الزرقاء فراشا ودولابا ومكان الصلاة ، لايوجد زر لغلق الكهرباء ، لايوجد فيشه لشحن الموبيل ، لايوجد براد لنعمل شاي ، والعدد يزداد بالعنبر ونصلي ونستغفر ربنا عن تذمرنا ويفتح الباب عنوه وتدخل بضعه نساء اخري خلفهم رجل مجنون يتشاجر مع ذباب وجهه ومعنا ، يعد المراتب والنساء ويتهمنا جميعا بسرقه اماكن الاخريات وتترك سيده تخينه جدا المرتبه الثانيه التي كانت تمدد جسدها عليها وتتقوقع علي جنبها فوق المرتبه التي لاتكفي طفلا لينام عليه ، نطالبها بشفط بطنها وكتم انفاسها والانضباط العسكري فتضحك ونضحك وتقرر واحده تقيس عرض المرتبه ، شبرين وثلاث قراريط ، خسمين سنتي ، نعم كل واحده منا لها في " مني " خمسين سنتي بالتمام والكمال !!!!

ويحاول المطوف وشركه السياحه تعويضنا عن الخمسين سنتي بالاكل الكثير بسكويت حادق حلو ، منين ، فاكهه ، عصير ، برتقال ، ميه ، بيبسي ، كريم كراميل ، ايس كريم كونو ، سمك فيله ورز ، فراخ بانيه وبطاطس محمرة ، واشعر احساس البطه التي كانت ستي تقبض عليها وتزغطها بين ركبتيها ، مكاني علي المرتبه التي تكسر الضهر ، متربعه وركبتي فوق ركبه جارتي في الفراش وهي تضع ركبتها في بطن السيده التخينه التي تلقي ذراعها الكبير علي جارتها التي لانعرفها ، جميعنا اسري المراتب عليها ننام وناكل ونصلي ونضع ملابسنا وبجوارها سله قمامتنا الصغيره التي تمتلأ بسرعه بالزجاجات الفارغه وقشر الموز وقشر البرتقال يسقط منها علي الارض وفوق مراتبنا و........ الامر لله في الاول وفي الاخر ، منهم لله شركات السياحه والمطوف !!!

ومع لحظات النهار الاولي واليوم الاول للعيد وبعد رمي الجمره الاولي ، تدخل بقيه النساء والرجل المجنون الذي يتشاجر علي نفسه ويعد المراتب والنساء وبسرعه يكتمل عدد النساء في العنبر ، النساء القادمات بعد الفجر من عرفات يحلمن بالراحه والنوم ويحتجن الحمام للوضوء والصلاة ، لكن العنبر مكدس بالنساء لامكان للصلاة ، والحمام تسيل علي ارضه المياه وتقف النساء امام ابوابه بالطوابير و..... كل سنه وانتم طيبين .....

ننام قليلا ونستيقظ لنجدها التاسعه صباحا ، التليفونات من مصر لم توقظني ، افتح عيني واتمني اكون في بيتي فوق فراشي ، لكني مازلت فوق المرتبه الكحلي ورقبتي تؤلمني كان فيل وقف بقدمه المفلطحه علي فقراتها ، ارد علي ابنتي وزوجها بصوت سخيف ، تسالني ابنتي عن حالي يوم العيد ، يتحشرج صوتي بالبكاء رغم انفي ، كويسه قوي ، صوتي كاذب بدرجه فاضحه ، انهي المكالمه بسرعه واعدها اكلمها ثانيه بعدما استيقظ تماما من النوم ، هل الكذب عليها واخبارها اني كويسه يفسد الحج والاحرام ؟؟؟؟ لااظن هذا ، انتبه ان كل الامهات تكذب علي ابنائهن وازواجهن ، احنا كويسين قوي ، اضحك فتضحك جارتي فتضحك النسوه جميعا ، نلقي الموبيلات بعيدا ونضحك لاننا مش كويسين ولا حاجه !!!! ويارب هون !!!!

لماذا يغدق علينا المطوف بكل تلك المأكولات اذا كانت الحمامات بتلك الدرجه من السوء ، نقرر التوقف عن الاكل ، تذهب احدانا للحمام وتعود تبشرنا بان الحمامات اتسدت والعمال بيسلكوا في الماسورة والارض قذره وعليها .......... و .......... ولاتشرح لكننا نفهم وتلمع الدموع في عيوننا ، وبعدين ، ولا قبلين !!!! ونذهب للوضوء قبل صلاه الضهر ، الحمام كمثل زنقه الستات ، نساء من كل الاصناف والاشكال والاعمار ، الاحواض قذره والمياه تسيل علي الارض لاانظر اليها ، لااحدق في تفاصيل الاشياء التي تعوم وسط مائها ، اقف في الطابور امام التابوت الرأٍسي ، الشمس في منتصف النهار حارقه تثقب رأسي باشعتها اللاهبه ، ادخل التابوت واخرج لااعرف مالذي فعلته بالضبط ، لااري شيئا بتوفيق ربي ، اقف امام حوض تنشر عليه واحده من النسوه ملابسها الداخليه ، تحذرني ، ماتطرطيش ميه علشان الهدوم ما تتبلش ، راسي خدره من الشمس وضغطي ينخفض بسرعه ، لااسمع صوتها جيدا ولا ارد عليها ، استعمل اقل كميه من المياه واتوضء واخرج بحرص شديد ، تقع احد النساء التخينات فوق الارض ، يانهار اسود ، يتسخ جلبابها الابيض ، السلمه تخبطها في ظهرها تؤلمها ، احاول رفعها من علي الارض بحرص الا تقترب ملابسي النظيفه من جلبابها ، افشل ، تحتاج عشره نسوه لرفعها من الارض ، اتركها حزينه افكر في المطوف وشركات السياحه ومافعلوه فينا !!!

اعود للعنبر ، افتح الباب ، المح شابوره فوق رؤوس النسوه ، انفاسهم وسخونه اجسادهن وسخونه الكشاف والتكييف البايظ ، كل هذا افرز شبوره فوق الرؤوس ، ادخل لمرتبتي علي اطراف اصابعي ، اترنح بين اجساد النسوه والحقائب وسلال القمامه ، اكاد اسقط اكثر من مره ، اتوازن واكاد اسقط ثانيه ، اصل لمرتبتي ، اصلي ، وسبحان ربي الاعلي سبحان ربي الاعلي سبحان ربي الاعلي ، ولاارفع راسي من الارض ، وكان الارض قبضت علي راسي لاتتركني ارفعها ، واسمع اصوات بعيده وماء بارد ينسكب علي راسي ودموعي تنهمر فوق وجهي ، لقد فقدت الوعي لبرهه ، افيق وابكي واكمل الصلاة واتمني الرجوع للفندق وحمامه الصغير وغرفتنا الرابعيه واكره المطوف وشركه السياحه ولاارد علي التليفونات القادمه من مصر ، فقدرتي علي الكذب انهارت مع ضغطي الواطي ولن ازعجهم بحالي ولن اقول لهم اني كويسه قوي لان نبراتي الكاذبه ستفضحني !!!

تدخل احدي النسوه العنبر صارخه ، اكتشفت عنبر مجاور تنام فيه اربعه نساء ولهن حمام خاص !!!!!
ينادي زوج علي زوجته المعتقله معنا ويخبرها ان احدهم قال له ان شركه السياحه خصصت له غرفه مستقله مع زوجته ولهم حمام خاص واخبرها انهم سيتخانق مع شركه السياحه وقت يعود للقاهره !!!
وادركنا ان شركه السياحه التي نظمت رحلتنا سرقتنا ، اخذت نقودنا وكدستنا كالسجينات في عنبر كبير وحاولت تصالحنا بالموز والبرتقال واهانت انسانيتنا بتلك الاقامه المستحيله والحمامات المسدوده !!!
وفكرت واحده تتمشي خارج العنبر وسرعان ماعادت بوجه محتقن من اثر الشمس اللاهبه التي ترسل اشعتها الحارقه علي الموكيت الاحمر تكاد تشعل حريقا يسبب كارثه ، نعم فالممرات التي تتوسط العنابر بلا سقف والشمس تحرق الرؤوس وليس امامنا الا المراتب الزرقاء !!!
ووزعوا علينا وجبه الغذاء يوم العيد فراخ بانيه ، شممناها وتحسرنا علي الفته والريش وصواني الرقاق التي كنا نصنعها في بيوتنا وعافتها الانفس المسدوده من كتر اكل البرتقال والموز وبسبب الحمامات المسدوده والمجاري الطافحه !!!

واكتشفت واحده منا ان اي منا لم تمسك مصحفها وتقرأ حرف منذ لحظه وصلنا لعنبر جونتينامو الذي نعيش فيه خمسين سيده معا علي المراتب الزرقاء !!! نعم نصلي بالعافيه ونتوضا بصعوبه وناكل بلا نفس ونشرب الشاي بارد وموبيلاتنا فصلت لعدم وجود فيش كهربائيه لشحن بطارياتها وننام طيله اليوم نهارا وليلا تحت الكشافات الساطعه وناكل حيث ننام وننام حيث نصلي ونرمي الزائد من اجسادنا علي اجساد الجارات التي ترمي بقيه اجسادها علي اجساد الجارات حتي تلقي الاخيره بجسدها تحت الديب فريزر !!!

وفجأ ، انفجرت في الضحك ، وشاركتني الصديقات دون تسالني عن السبب ، فالاعصاب الملتهبه والحر والرطوبه والروائح الادميه المختلفه التي تملأ الحجره فكت الاعصاب فاخذنا نضحك ونضحك دون سبب وتذكرنا رحله الاقصر واسوان وعنابر النوم التي كنا نتكدس فيها ونرقص كل ليله قبل ننام ، وتذكرنا فيلم انا وخالتي وانتظرنا محمد هنيدي يدخل علينا من باب العنبر يغني " ياي ياي ياي ياي " وضاعت الرحله الروحانيه والاحاسيس الايمانيه الجميلة التي ملئت نفوسنا وارواحنا وقلوبنا وقت غادرنا جبل عرفه مستشعرين غفران ذنوبنا وعودتنا كالصفحات البيضاء وقت ولدتنا امهاتنا !!! وصرخت واحده من الغاضبات ، ياحاجه انتي وهي اذكروا الله !! ونصرخ وكاننا نستغيث بالله جل شأنه ، لااله الا الله و............. منه لله المطوف وشركه السياحه افقدونا ادميتنا فنسينا ماجئنا من اجله وتحورنا لكائنات تحاول الحياه بصرف النظر عن المشاعر والاحاسيس والايمان !!!!

نعم ..... " مني " التي كنا نعيش فيها وعنبر المسجونات وتعذيب جوانتينامو والحمامات المسدوده والشمس اللاهبه والتكييف المعطل والكشاف الساطع في حدقات عيوننا ليل نهار والاكل مكان النوم والنوم علي السنتيمترات الخمسين والصلاة بجوار سلال القمامه والسير علي السيراميك اللامع علي اطراف الاصابع والتوابيت الرأٍسيه التي ندخلها لنرتاح فلانري شيئا ونخرج منها معذبات من الحر والرطوبه والروائح العطنه الرابضه علي جدرانها ، كل هذا افقدنا الحاله الايمانيه الروحانيه التي كانت تسكننا .... وياايها المطوف وياشركه السياحه لانطلب مراجيح وشازلونجات ونخل احمر ساطع وخادمه ماليزيه مستفزه ، لكن في نفس الوقت لن نقبل اهانه ادميتنا وكرامتنا وانسانيتنا بالحمامات المسدوده والمراتب الزرقاء و.............. وساغادر "مني" .... لن ابيت هناك ليلة ثانيه ، اشتاق للنضافه ولمصحفي وللصلاه بتقوي ، ووكلت احد الاصدقاء ليرمي لي الجمرات وقررت نهائيا ساغادر "مني" واعود للفندق اتحمم وانام علي فراش ادمي عرضه تسعين سنتي واعود في اليوم التالي وهكذا ........... وخرجت احمل حقائبي في الواحده صباحا برفقه بعض الرجال ابحث عن وسيله مواصلات اركبها لمكه .......... وهذه قصه اخري !!!! وتودعني بقيه السجينات اللاتي لايملكن قرارا فرديا للرحيل فهذه تنتظر اذن زوجها وهذه ابنها يرفض بهدلتها بين مني ومكه و....... افكر ، هل ابحث عن الرفاهيه لذا استعصت علي الاقامه في "مني" ، وبسرعه نفيت ذلك الهاجس ، فاحترام الادميه وتوفير الاحتياجات الانسانيه الضروريه بطريقه لائقه كريمه ليس رفاهيه !!!
وغادرت " مني " !!!!!!


26 نوفمبر 2010

رحلة الخمسه عشر يوما .... ( 2 )



رحله الخمسه عشر يوما
( 2 )

الدنيا تمطر استغرابا
هل المطوف وشركات السياحة سيدخلوا الجنه !!!!!



ماهذه الرحله الغريبة ، التي ماان تذكر نفسك بما جئت من اجله ، حتي تحاصرك الاحداث الغريبة فتفيق من الروحانيات وتعود للواقع الغريب ، الروحانيات تملأ قلبك والرغبه في المغفره والرحمة والامل في كرم ربنا ومعك المصحف وسجاده الصلاة والاسدال الذي عطرته بالتقوي ، هذا زادك وزوادك في الرحلة ، لكن شركات السياحه والمطوفين لايتركوك في حالك ، يحاصروك بواقع غريب ، كانهم يستكتروا عليك ماتبغي تعيشه وماتطمح فيه وتتمناه ... هل شركات السياحه والمطوفين سيدخلون الجنه ؟؟؟؟؟؟؟؟

غدا ، يوم عرفه ، اليوم العظيم ، والحج عرفه ، تنبه علينا وقت الافطار ، بعد صلاه المغرب تستعدوا للذهاب لعرفات ، سؤال ساذج سالته هامسه ، الن نبيت في مني ، بصوت اجش ومليء بالحكمه والمعرفه والحسم ، المبيت في مني سنه ولن نتبعها فالاهم كرامه المسلم والطرق ستزدحم فجرا والحج عرفة !!! وصليت المغرب وغيرت ملابسي واستعديت للذهاب لعرفات ، هناك سنبيت وفي الفجر نصلي جماعه ونعيش اليوم المنتظر، الحج عرفه !!!! ...

سار الاتوبيس ببطء وسط قافله من الاتوبيسات ، الحجاج يملئون الشوارع امام الفنادق ينتظروا الباصات والجميع يتجه لعرفات ولبيك اللهم لبيك ، لبيك لاشريك لك لبيك ، ان الحمد والنعمة لك والملك ، لاشريك لك لبيك ، بصوت اجش في ميكروفون الاتوبيس يلبي احدهم فنرد عليه التلبية بعيون دامعه وقلوب وجله راجفه ، هذه هي الساعه المشهوده واليوم المنتظر و..... لبيك اللهم لبيك ....

وصلنا المعسكر ، سور عالي وبوابه حديد وحراسه ، لاندخل الا بالكارينهات المعلقه في صدرونا عليها اسمائنا واسم المطوف ، المعسكر مظلم ، انوار خافته تسطع هنا وهناك ، لكن النخله الحمراء التي تلمع انوارها الساطعه تسرقكك من التقوي ومن عرفات وتلقي بك في مدينه الملاهي التي كنت تلعب فيها صغيرا علي المرجيحه الكبيرة ، تبعد الشيطان والافكار الشريرة وذكريات الطفوله عن خيالك وتزج بنفسك عنوه وبقوه في مناسك الحج التي غادرت بيتك لتؤديها لله عز وجل ، لكن النخله الحمراء تستفزني فاسال نفسي الم يجد المطوف الذي اعد المكان لاستقبالنا في عرفات ماهو اكثر روحانيه من تلك النخله الحمراء القميئه البلاستيكيه الساطعه ، لكنها ليست نخله واحده بل هذه هي الصفراء مثلها ثم الخضراء واحس وكاني اقف في الطابور لاركب المرجيحه واغضب من المطوف ورجاله الذين بذوقهم الرديء والوانهم الساطعه وكانهم سيفسدوا الحج علينا ، واغمض عيني واسير خلف النساء للغرفه التي سنقضي بها الليل ، يتردد في اذني كلمات المرشد الذي يصاحبنا ، هنا عرفه وهناك عرفه ، من سيخرج من المعسكر سيتوه ومن سيتوه لن نبحث عنه ، لاداعي للخروج من الغرفه فالله يسمع الدعاء ويقبله هنا وهناك ، لايعجبني الكلام لكني غريبه لاافهم شيئا في جغرافيا المكان ، هنا عرفه ياحاج ، نعم هنا عرفه ياحاجه !!! هنا ، المعسكر ده عرفه ياحاج ؟؟؟ بملل وزهق يجيبني ايوه ياحاجه هنا عرفه !!!! طيب !!!

وادخل الغرفه بصحبه النساء ، ديب فريز كبير مليء بالماء البارد والعصائر والمياه الغازيه وسبت خوص كبير مليء بالفاكهه موز وعنب وتفاح ويوسفي و..... سبت اكبر مليء بالبسكويت الحادق والحلو والشوكولاته واناء كبير لغلي الماء وعلبه بها شاي ونسكافيه وسكر ومبيض للقهوه وكوبيات ورقيه ومعالق بلاستيكيه و........ هنا سنقضي الليل ونستيقظ فجرا للصلاه والدعاء واستقبال شمس عرفه ويومه العظيم !!!

لعنه الله علي المطوف واسبته الفاكهه والبسكويت المملح والشاي الاخضر ، يتسلل لروحي رغبه في البكاء لاني ادفن عنوه في اجواء بعيده عن الحاله الروحيه التي غاردت بيتي لاعيشها ، ثم انتبه لنظرات التعجب علي كل الوجوه ، نعم جميعنا مصدومين ، فأخر ماكنا نتوقعه في عرفه الديب فريز والبسكويت المملح ، وتدخل علينا شابه تابعه للمطوف ، تحضر لنا خادمه ماليزيه صغيره ، مخصصه لخدمه خيمتنا ، تنهرها بمنتهي القسوه الا تغادر الباب وتلبي طلباتنا بكل طاعه وسرعه ، وترتجتف الصغيره توافقها وتخرج تقف بجوار الباب وانا مذهوله من تلك الطبقيه الغريبه التي تفرض علينا فرضا ونحن امام الله سواسيه لافرق بيننا الا التقوي !!!!

نخرج ملابسنا البيضاء ونفرش سجاجيد الصلاه ، نصلي لله ركعتين شكر الذي اذن لنا الوقوف بعرفه ، واقرر الا احكي شيئا لاقاربي حين اعود ، ساقول لهم قضيت اليوم في عرفه بلا تفاصيل ، لو قلت لهم عن النخله الحمراء والخادمه الماليزيه سيسخرون من حجي وساغضب من سخريتهم ، وتمنيت لو تفقأ عيني فلا اري تلك التفاصيل اللعينه ، لكن المطوف كان لنا بالمرصاد والرفاهيه التافهه السخيفه التي قررت شركه السياحه توفيرها لنا بنقودنا مستفزه وبايخه و......... طرقت الخادمه الماليزيه الباب تدعونا للعشاء ، وكان الاوبن بوفيه ينتظرنا ، تصورت في البدايه اننا سنأكل اكل خفيف ، بل تصورت حين طالعت تفاصيل البوفيه ومايربض فوق مناضدده ان الحجاج المليئين بالتقوي والروحانيات سيعزفوا عن تناول تلك المأكولات من جمبري جامبو لاطنان اللحوم لبوفيه سلطات بالبنجر والسيمون فيميه ، تصورتهم سيعزوفوا عن تلك الاغذيه ، فهذا يوم الرحمه والرجاء في المغفره وليس يوم السيمون فيميه ، لكني كنت واهمه فهذه نقره وتلك نقره اخري ويبدو اني غريبه وشاذه ومتعجرفه لاني عزفت عن الاكل وكاني التقيه الوحيده وسط حشد الحجاج التابعين لشركه السياحه التي سافرت معها وعشرات الشركات الاخري ، واكلوا بنهم وكانهم في فرح بلا اصحاب ، الاكل بلا حساب والاطباق تملأ بجبال المأكولات وتبعثر محتوياتها علي المناضده البلاسيتكيه الانيقه التي فرشها المطوف للحجاج وكاننا علي شاطيء البحر !!! لعنه الله علي عيني وعلي التفاصيل التي انشغل برؤيتها وسابعد بعيدا وسادخل الغرفه وافتح المصحف واحتمي بكلمات الله من سخف البشر ويارب ترحمنا ، لكن المطوف اللعين مصمم علي افساد اللحظه ، فاذا بعربه ترمس امامي يتكالب عليها الحجاج وبجوارها عربه بطاطا مشويه وستاندين شاورمه لحمه وفراخ وعربه تقدم للحجاج مبار وكرشه وفشه ولحمه راس و............. لم اعد قادره علي التحمل ، هل هذا هو الحج وهل هذه هو عرفات ويومه العظيم !!!

وعدت للغرفه ومعي النساء ، تحمل احداهن طبق ترمس والثانيه تمنت لو احضرت لها احدانا قطعه بطاطا مشويه بس تكون محروقه و... رحمتك يارب ، افيقوا ايتها النسوه ، نحن بضاعه لهؤلاء المطوفين وشركات السياحه ، لايكترثوا بالحاله الروحيه التي نتمني نكون فيها ، بالنسبه لهم لايفرق معسكر بعرفه عن معسكر بشرم الشيخ ، المهم راحه الزبون اللي همه علي بطنه و...... افيقوا وانسوا الترمس والبطاطا ولحمه الرأس ولنقرأ الادعيه معا و....... لنصلي ركعتين لله ، ثم ركعتين كمان و.......... نهرب من صخب المعسكر وننغمس في الصلاه والدعاء ونستعيد انفسنا وندخل في الحاله الروحيه ونتذكر الادعيه وامانات الدعاء و........وحين نفرش المنامات البلاسكتيكه التي سلموها لنا ونتغطي بالبطاطين الحمراء والصفراء التي سلموها لنا ، وقبلما نطفيء النور ، تهمس احدانا ، انا حاسه اني في شرم الشيخ ونضحك رغم انفنا ، نضحك حتي تسيل الدموع وننام ساعتين ننتظر فجر عرفه ورحمه ربنا !!!!

واستيقظنا فجرا وتبادلنا التهنئه ااننا نشهد فجر عرفه وخرجنا للصلاة واذا بكل رواد المعسكر يقفوا صفوفا بلا امام ، الرجال في المقدمه والنساء في الخلف ، وتقرر كل مجموعه تصلي وحدها وفجأ ننقسم مجموعات ، هذا يكبر ويبدأ الصلاه وهذا يسجد وهذا يركع ، ويصرخ احد الرجال ، اتقوا الله وصلوا كلكم مع بعض ، لكن احدا لم يسمع ، فيتمرد البعض وينتظر فروغ كل المجموعات المتناثره من صلواتها ويبدوا وحدهم بعدما ينتهي الجميع ، لااعرف لماذا وقتها تذكرت المصريين وحالهم ، مجموعات متناثره بلا امام يقودهم حتي في صلاة الفجر !!! وابتعدت عن الجميع وجلست ادعي ربي ، اتملص من رفاهيه المعسكر والنخل الاحمر والخادمه الماليزيه وانا مغلوبه علي امري لاناقه لي ولاجمل وارحمني يارب ماليش غيرك !!!!
وعدت للغرفه وخلفي اطباق جديده من الفاكهه ومشروبات بدل تلك التي شربت وبسكويت ومنين ومعمول والخادمه الماليزيه تطرق الباب وتدخل الاطباق وتعود تنتظر الاوامر خلف الباب و......... هي دي عرفه ياجماعه ؟؟؟ سؤال بريء سألناه جميعا لانفسنا ، هل سندعو الله نرجوه الرحمه والكرم وغفران الذنوب ونحن في التكييف نشرب عصير البرتقال البارد وناكل المنين ، وقررت اخرج من المعسكر لاعرف مالذي يحدث في الخارج و............. ورأيت ملايين الحجيج ، من كل فج عميق ، يزحفون علي اقدامهم صوب جبل عرفات ، بعضهم يسيروا في مجموعات وبعضهم يعتلي اسقف الاتوبيسات والجميع يلبي ويهتف ، لبيك اللهم لبيك ، لبيك لاشريك لك لبيك ، ان الحمد والنعمه لك والملك ، لاشريك لك ، نعم هذه الملايين هي الحجاج التي اعرفها واتمني اسير وسطها ، نعم تلك النظرات المتوسله والوجوه المتعبه والملامح المتوسله والاقدام المتورمه من كثره السير هي التي اعرفها ، اما معسكر شرم الشيخ والترمس ولحمه الراس فلاتصلح ابدا ليوم الحج العظيم و......... عدت للنساء احثهم علي الخروج من المعسكر وتعالوا نقف مع الناس ، نلبي معاهم وندعي معاهم ونقول يارب ، وتحمست النسوه وتمردت علي المطوف ورفاهيته المقيته وخرجنا من المعسكر ، نلبي ونبكي وندعو ونأمن ، ساعه اثنين واكلت الشمس رؤوسنا ، قررنا نعود للخيمه المكيفه قليلا حتي صلاه الظهر ، قابلنا المسئول السياحي عن فوجنا لمح وجوهنا الحمراء وقطرات العرق علي جباهنا فسخر منا ، ماهو هنا عرفه وهناك عرفه ولاهو وجع قلب وبس ، ولم نرد عليه وعدنا للخيمه نقرأ القرأن وندعو !!!!

خرجت احدي السيدات للحمام وعادت منزعجه ، تصوروا عند شركه ------- حاطين مراجيح قش وشازلونجات ، الناس بتتمرج وتدعي ومتمدده علي الشالزونجات تدعي ، وانفجرنا في الضحك ، وسالتهم بمنتهي الجديه ، هو الدعا علي المرجيحه يجوز ، ضحكنا حتي بكينا وكرهت المطوف وشركه السياحه وقبلما نستريح من اكل الموز والتفاح وشرب البرتقال والبيبسي ، دعونا للافطار ، اوبن بوفيه فول وطعميه وعجه ولانشون وسويسيس وكورن فليكس !!!!!!! وضحكت واحده معنا وسالت ، هو اكل الكورن فيليكس يجوز يوم عرفه وضحكنا غاضبين من المطوف الذي سرق وقت الحجاج في معسكره بالاكل والترمس والكورن فيليكس وقررنا نتمرد عليه ولانخضع لنظامه ولاناكل مما يقدمه ، وفجأ صرخت اكبرنا ، لماذا لانحمل الاكل للحجاج السائرين في الشارع ، نحمل الاكل والموز والمياه البارده وكانت فكره بديعه ، تسللنا من الغرفه صوب بوابه المعسكر ، نحمل المأكولات والمشروبات نوزعها علي الحجاج القادمين من مني علي اقدامهم مرهقين تعبين ، نوزعها عليهم ومعها ابتسامه كاننا نطالبهم يصفحوا عنا لاننا في معسكر شرم الشيخ المرفهه وهم يتكبدوا المشقه والجهد للوصول علي اقدامهم المتعبه وباجسادهم المتسربله باكفانها لجبل عرفات للدعاء والترجي !!!

وصلينا الظهر جماعه وفوجئت بكاميرات تصوير وميكروفونات ومقاعد ترص في صفوف متقاربه والقنوات الدينيه ستصور اجواء المعسكر للحجاج يوم عرفه ، وتورايت خجلا ، ماذا لو شاهدني احد اصدقائي وانا جالسه ادعو ربي تحت النخله الحمراء وماذا لو شاهدوا الحاج الذي يتأرجح علي المرجيحه القش يقرأ من كتاب الادعيه وماذا لو شاهدوا عربه الترمس وعربه البطاطا ، تواريت خجلا لكن معظم المتواجدين للاسف اعتبروها فرصه للظهور في التلفزيون ، ربي هم احسن مني وانا اسوء منهم ، لااخطئهم ربما انا المخطئه المتعجرفه ، لكني اتعجب مما يفعلوا ، ويطلب المخرج من حاجه مسنه تجلس علي الكرسي وتفتح المصحف وكأنها تقرأ فيه ويتمني دموعها وافر بعيدا للشارع لااري كيف اسقطت دموعها وهل بكت بحق ام احتاج المخرج لبعض قطرات الجلسرين ليمنح وجهها التقوي المطلوبه للتأُثير علي المشاهد ، عدت للشارع اقف تحت الشمس اللاهبه استغفر ربي عما تقدم من ذنب وماتأخر واخذت احدق في السماء واستغفر ربي لاتؤاخذني بما فعل السفهاء فينا ، اكاد اجري وراء الحجيج السائر منهكا صوب جبل عرفات ، انا منكم ومعكم ، خذوني حيث رحمه ربنا ومغفرته واردد خلفهم بقلب مرتجف ، لبيك اللهم لبيك و........... لا العن المطوف حتي لاافسد احرامي وحجي لكن اتعجب من كل ما فعله فينا واسال نفسي ، هل انا الغريبه الوحيده التي لايعجبني مااراه ، لكن الكثيرين مثلي تسللوا من اسوار المعسكر للشارع والكثيرين مثلي حملوا الاطعمه وزعوها علي الحجاج في الشارع ، كثيرين مثلي تمردوا علي رفاهيه المطوف وترمس شركات السياحه !!!

وبعد صلاه الظهر انزويت بعيدا عن الشاورمه والترمس وبعيدا عن كاميرات التليفزيون ودموع الجلسرين واخذت ادعو لربي بكل ما يموج في روحي من امنيات والهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخره حسنه وقنا عذاب النار ومر وقت الدعاء والابتهال والترجي والتوسل سريعا جميلا وظللت السحب الرقيقه فوق رؤوسنا تحميها من الشمس الحارقه وطافت نسمه بديعه فوق رؤوسنا وعلي وجوهننا رحمه من الله سبحانه وتعالي لعباده المتقين ونسيت شرم الشيخ والنخل والمطوف وغرقت فيما جئت من اجله يبتهل قلبي ولساني لله تعالي ارحمني واغفر لي يارب العالمين ...............

وقبيل اذان المغرب بنصف ساعه ، امسك احدهم الميكروفون ، شيخا قدم مع احدي الشركات السياحيه قرر يجمع حوله وخلفه كل الحجيج القادمين من كل فج عميق مبعثرون محتارون في المعسكر ، قرر يجمعهم حوله واخذ بصوت ورع صادق يدعو لله يسترحمه ويرجوه يغفر لنا ويرحمنا ، ولمح البصر ، اهندي الحجاج لضالتهم والتفتوا حوله نساء ورجال ، نسوا البطاطا والترمس وكاميرات التليفزيون ، نسوا المشروبات البارده والمراجيح القش والشازلونجات المريحه ، وقفوا علي اقدامهم في الخلاء ، بعيدا عن النخل الاحمر والاوبن بوفيه ، الشيخ يدعو وجميعنا نبكي ونـدعو معه ، يدعو فنؤمن علي دعاءه ، وانقذنا الله سبحانه وتعالي علي لسان هذا الشيخ وبادعيته من المطوف وشركات السياحه واندمجنا جميعا في الدعاء والبكاء والاستغفار والترجي ويارب ترحمنا وتغفر لنا وتوب علينا دنيا واخره و............... حلقت الملائكه فوق رؤوسنا او هكذا احسسنا ونرفع صوتنا بالدعاء تخنقه العبرات والدموع الساخنه وحلقنا بعيدا عن المعسكر ، وقفت ارواحنا علي جبل عرفات وسط ملايين الحجيج ندعو ونبكي ونصلي ونترجي ونتوسل ونصلي و........... عدنا بادعيه الشيخ لليوم العظيم وحلقنا معه للسماء ودعونا ودعونا وبكينا وبكينا و..................... غابت الشمس ونحن ندعو يقبل الله حجتنا ويغفر لنا ذنوبنا ..

و.........حين عدنا للحجره المكيفه ونحن نبكي ، عاجزين عن التوقف عن البكاء والدعاء والامل والرجاء ، اعتقنا الماليزيه وطلبنا منها تغادر بابنا ولا تعود ونهرنا تابعي المطوف الذين طرقوا الباب ليوزعونا عليه تفاح وموز ، واظلمنا الحجره وانفردنا كل منا في حضن روحه يتوسل لله ان يكون قبل دعائنا وبكائنا ومذلتنا وخشوعنا وتقوانا ................ واحسست الامتنان للشيخ الذي جمع الشتيت بادعيته وبالامتنان لله جل جلاله وهو ينتشلنا برحمته من الاجواء المزيفه البارده التي صنعها المطوف وشركات السياحه ويرسل لنا الشيخ يقول فنقول ويبكي فنبكي ويدعو فنتوسل ويرجو فنؤمن !!!!
كنت قررت الا احكي ماعشته ، ثم عدت وقررت الا افسد حجتي بالكذب ولو في هذا الامر الصغير وقررت احكي لكم ماشاهدته في معسكر المصريين سياحه في اليوم العظيم يوم عرفة !!! هل ستسخروا مني !!! ارجوكم لاتفعلوا ، فقد بذلت انا ومعظم الحجيج معي كل مااستطعناه من جهد لنعش يوم عرفه كما يجب ان نعيشه ولم ناكل ترمس ولا بطاطا مشويه ولم نتأرجح فوق المراجيح القش ولم نتمدد علي الشازلونجات البلاستيك ودعونا ربنا من قلوبنا واعماقها بالمغفره والرحمه !!!! وربنا يتقبل !!!! ومازلت اسال نفسي ، هل سيدخل المطوفين وشركات السياحه الجنه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟