‏إظهار الرسائل ذات التسميات الكتاب الاول - الرقص علي نغمات الهزيمه المعتاده. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الكتاب الاول - الرقص علي نغمات الهزيمه المعتاده. إظهار كافة الرسائل

16 ديسمبر 2009

لشهرزاد القصيدة تقول احدي السجينات ....!!!!



*** قالت شهرزاد ............
انا شهرزاد القصيدة وصوت غناء الجراح
انا كل يوم جديدة اهاجر عند الصباح
وكان شهريار يبدد النساء يبدد الاشعار والناس والاسماء 
رايت دموع العذاري سمعت بكاء السنين
وكيف تضيع العذاري بقصر الضنا والانين
وكان شهريار يسهر كل ليله مستوحشا
فصار سجين الف ليله
وصار سجين الحكايه فقلت للحكايه انا احرر السيجنات
انهضن ياسجينات ............ انا شهرزاد ...........


وقالت احدي السجينات ............
ياشهر زاد القصيده ... مازالت السجينات سجينات ..
لم ينهضن ولم ينطقن ولم يتمردن ولم يتحررن ..

مازالت الاغلال الحريريه تقيد معاصمهن ..
مازالت القيود الذهبيه تدق ترن صدي خطواتهن ..
مازالت النوافذ المغلقه تمنع عنهن الشمس والهواء والحريه في محابسهن ..
مازالت الجدران الفولاذيه تنكر في قصر الضنا والحنين وجودهن ..
مازال شهريار لايعرف اسمائهن ولايكترث بشخصياتهن وينسي وجوههن واشكالهن ..
فكل السجينات عنده فتيات جميلات في طابور القهر ينتظرن دورهن ..
يسعد بانينهن وينتشي بنحيبهن ويكاد يحلق من الفرحة عندما اليه يتذللن .. يطالبوه بحريتهن يطالبوه بعتقهن فيضحك ويضحك ويستمتع بانكسارهن وعذابهن وتحت اقدامه انسحاقهن!!!


ياشهرزاد القصيده
اغنياتك وهمساتك ونغماتك لم تحرر السجينات
وكل القصص والحكايات الي رويتها لشهريار لم تمنعه من اغتيالهن لكن اشفق عليهن من سيفه فاخترع لهن كل العذابات الجديده وهن احياء تقتلهن
دهن اجسادهن بالمسك والعنبر ورش علي كفوهن العطور المعتقه وبالاهمال قتلهن ومن اعجاب المعجبين حرمهن
اعطاهم احمر شفاه زاهي
وعندما لونوا وجوههن بالعار وصمهن
وعايرهن بالانوثه وعندما تباهوا بها لعنهن
طالبهن بالتحليق في السماوات العاليه وكسر اجنحتهن
حطم اقلامهن وسكب المداد وقصف السنون وطالبهم بابداع قصائدهن
سكب الالوان الزيتيه في البحر ومزق اللوحات والاوراق وادعي انعدام مواهبهن

وسخر من فراغه عقولهن وهو الذي احرق كتبهن ومنع تعليمهنونسب اليهن قوه وشراسه و تشبه بالرجال حطمهن ياشهرزاد القصيده
لوسالتي السجينات عن رايهن في حال شهريار وحالهن

لاختاروا وهن احياء كالاموات ضربات السيف تقتلن وتريحهن ....


يا شهر زاد القصيده ، مازال في قصر الضنا والانين تحتجز العذاري

يحرموا عليهن النظر من النافذه واطلاق جدائلهن
يتشاجرن معهن لكشف اعينهن والنظر لبعضهن

يمنعوهن من الكلام والكتابه والرقص ويقنلوا احلامهن
يخافوا من قوتهن ويسخروا من لوحاتهن وقصائدهن ويخافوا من افكارهن يحاصروهن ويقيدوهن بحبال الوهم والفضيحه والستر والشرف
ويغضبوا من تمردهن

مازالت بوابه قصر الضنا موصده في وجههن

ومازالت الشوارع الواسعه بعيده عن خطواتهن مازالت الشمس لاترسم علي وجه الحياه ظلالهن مازال القمر يقسم ابدا انه لم يراهن
مازالت العصافير تغرد علي شبابيكهن الموصده تنتظر سماع تغريدهن

ومازال نجوم الليل تسطع كل ليله تنتظر الافراج عنهم
فتهديهم في الطرق الوعره وتوصلهن لبيوتهن ....


ياشهرزاد القصيده
مازالت السجينات في الليل
تبكي
تخاطب الاشباح يطالبوهم بمساعدتهن بتحريرهن بترك الانفاس تعلو وتهبط في صدروهن
تخاطب الجنيات الطيبه لترأف بحالهن
لتلقي لهن بسلالم الورود يهربن عليها من اسرهن
مازالت السجينات في الليل تبكي

يحقدن علي الطير المحلق في السماء لايشاركهن زنزانتهن
يحقدن علي الارواح التي رحلت عن اجسادها لا تشاركهن مواتهن

يحقدن علي الاعشاب البريه في الغابات فطريه حره لاتخضع لظلم قواعدهن مازالت السجينات في الليل تبكي تحلم بحياه عادله
لم تنجحي ياشهرزاد في منحها لهن
لم تنجح اغنياتك في اسعادهن
لم تفلح نغماتك في تحرير اصواتهن

لم تجدي كلماتك في قهر السنين التي قهرتهن
لم يمسح حنانك بكاء السنين من فوق وجوههن
نعم اسرت حكايتك شهريار في الف ليله ومعه اسرتهن
يحتاج لدموعهن
يحتاج لانكسارهن يحتاج لضعفهن
يحتاج لسطوته فوق رقابهن
يحتاج لرجائهن ليفك اسرهن يحتاج ليشعر بقوته بمنتهي التذلل منهن نعم اسرتيه في الف ليله ، لكن اسره لم يحررهن !!!

ياشهرزاد القصيده ..
اسمعي لشكاوي وبؤس حال سجيناتك
قصي علينا حواديت جروحهم وعذاباتهم وعذاباتك قصي علينا مالذي جري فيهم وكيف تعذبوا وضاعوا
كيف ظلموا كيف قهروا كيف مست السيوف رقابهم وصمتوا
قصي علينا دموع امسياتهم الخرساء
يتعذبوا بالصمت ولاينطقوا يتوجعوا بالجرح ولا يشكو يتالموا بالصد ولا يهجروا قصي علينا احوال سجيناتك وشكاوهن ...

هذه يقهرها ابيها ويمنعها من العمل ويعدها لقصر الضنا عروس النيل يضحي بها من اجل راحه باله والخوف من الزمن ...

وهذه يعاير بها اخيها فيقتلها ويتباهي براسها فوق خنجره ويرقص منتشيا فوق قطرات دماءها الساخنه ...
وهذه يمنعها زوجها من الخروج وحين تتذمر ينهرها ويهجرها وبالنشوز يتهمها وبالفسق يوصمها واطفالها عنها يمنعهم ...
وهذه معدمه تحلم بمال يكسر قيودها وتلك تحلم بحضن دافء واخري تتمني امان وطمأنينه

هذه تعيش مقهوره تتصور قهرها قدرا لافكاك منه وعندما تحاولي تحريرها ستتشاجر معك تظنك ستضيعيها ولزمره المغضوب عليهن تضميها وعلي مواجهات حاده قاسيه تحرضيها وفي معارك ستهزم فيها تراك تدفعيها فتكرهك وتفر منك وتعلن لك رضاها عن قصر الضنا والحنين وزنازينه وحالها وتحاربك وترمي قصائدك وتبكي قهرا من الحياه ومنك ...

والاخري تعتبر ضعفها سلاحها تنتقم به من ظالميها فتكذب عليهم وترواغهم وتدعي تجاههم حبا لاتشعر به..


ياشهرزاد ..........
مازالت السجينات سجينات

ومازال قصر الضنا والحنين يتحجز الكثيرات منهم

لاالقصائد ولا الاغاني ولا لوحات الالوان تحررهن ..

ياشهر زاد القصيده ...
مازالت السجينات سجينات
يحبوا اغنيتك
ويغنوها معك يحفظوا كلماتها عن ظهر قلب
لكنه لايكترثوا بمعناها ولايفهموه
يحبوك ولايحبوك .........لكني احبك ياشهرزاد القصيده
واشفق عليك من فشلك الدائم معهن في كل ليله من ليالي الالف ليله !!!!

ياشهرزاد القصيده غني فغناءك يسعد السجينات
ولايحررهن
ويكفينا الان اسعادهن !!!!!!!!!!!!! فديك الافراج عنهن وعتقهن لم ياتي فجر صياحه بعد !!

غني واسعديهن !!!!

غني واسعديهن !!!!

*** هذا المقطع من اغنيه للمطربه فيروز باسم " انا شهرزاد القصيدة "
وباقي النوت من كتابتي ردا علي الاغنيه .........

11 ديسمبر 2009

ريشة ............. في مهب الحزن !!!!!!!!



ولا هد قلبي العليل غيرك غيرك ....... ياوجع البعاد ....
اه اه اه اه ..
ياوجع البعاد .......
وجع البعاد ............ لااتعرف مالذي ينتابها حين تسمع الاغنيه !!!
تحس كلمات الاغنيه تعصر قلبها ، نغماتها تحاصر روحها ، تحس الاغنيه تطلق عقال دموع حبيسه تنتظر دائما فرصتها للافلات ... اه اه اه ... ياوجع البعاد ...... تغني مع الاغنيه كلمتين وفي الثالثه تتحشرج الكلمات في حلقها وفي الرابع تختنق العبرات وقبل نهايه المقطع الاول تنساب دموعها دمعه اثنتين فيضان سيل نحيب انين و.........تنتهي كلمات الاغنيه ومعها اعصار الحزن !!!

وتفر من الاغنيه ، تنساها ، تتعمد الابتعاد عنها ، انها تفضحها تكشف سترها تبين غابات الاحزان الموحشه التي تحتل نفسها ، تفر من الاغنيه لتفر من احزانها ، لكن الاغنيه تصمت والاحزان تبقي !!!

ولاهد قلبي العليل غيرك ياوجع البعاد !!!

تتذكر كل التفاصيل الصغيره التي اوجعتها ، كل لحظات الفراق التي وشمت نفسها بالعذاب ، كل لحظات الحنين المؤلم الذي يتحول لانصال تمزق طمأنينتها ، تتذكر الرحيل ودموعه والانتظار واوهامه والامل وفقدانه ، تتذكر العوده الشاحبه البارده الثلجيه الشمعيه التي لاتصالحها مع الحبيب الصديق الونيس الذي كان ورحل فلم يعد !!!

لماذا يرحلوا ، وحين يرحلوا لماذا يعودوا ؟؟؟

لماذا يرحلوا ، يبتعدوا ، يغيبوا ؟؟؟ وحين يعودوا يبتعدوا اكثر ويغيبوا اكثر !!!!!!!
لماذا قدرها من قلب الاحزان خلق فعاشته محطات الم موجعه من محطه لاخري تحملها الحياه للوجع وتتركها اسيره قضبانه حبيسه شرنقته تعذبها باعزاء احباء يستحقوا حبها وتستحق وجودهم معها وحين تطمئن لهم وتكاد تخلد للسكينه والفرحه تغدر بها الحياه وتحملها جبرا لمحطه الالم الجديده ، رحيل ووجع والم وبكاء ثم صمت وخرس وجمود وبرود ثم تفقد جزء من نفسها يموت بعض قلبها ومعه بعض نفسها لكنها مجبرة علي المواصله والسير والاستمرار في الحياه في الرحيل في اللقاءات البارده في التألم مجبرة علي البعاد ووجعه !!!!!!!!
اه اه اه .... ياوجع البعاد..
غاضبه هي من احزانها التي عششت في روحها وسكنت ، لماذا لاترحلي انت الاخري ، كل الاشياء رحلت وترحل الا انت !!!
واه اه اه اه ....... ياوجع البعاد ..
كان صديقها الصغير ، انيس ايامها الخاويه ، رفيق صحبتها لهوها ، زميلها في المدرسه الابتدائيه ، تجرأ وقبض علي اصابعها في طابور المدرسه ، اعلن للكافه ان تلك الصغيره بجدائلها الطويله تخصه ، تنتمي اليه ، هو مسئول عنها ، لم يتكلما في الامر لم يتفقا عليه ، حين قبض علي اصابعها الصغيره المزينه ببقايا الالوان الشمعيه التي كانت ترسم بها بيت صغير وكلب وشمس ساطعه ، حين قبض علي اصابعها الصغيره وتركتها له ، اتفقا دون صخب ، علي مساحات مشاعر خاصه داخل نفوسهما الصغيره ، واهداها كتاب اشتراه بمصروفه حارما نفسه من كل المتع الصغيره ، فاهدته ورده انتقتها بعنايه من صحبه ورود جميله القيت باهمال فوق منضده الطعام في منزلهم ، وتشاركا كل الاسرار ، الهروب من الحصه والاختباء خلف الشجره البعيده في اخر فناء المدرسه ، يجلسا علي الارض الترابيه تحت الشجره يضحكان ، تشاركا في كل الاحزان ، قصت له عن ابيها الذي يضرب امها ، حكي لها عن امه التي تكرهه وتحب اخيه الاصغر اكثر ، اكلا مع الايس كريم في عز البرد متجاهلين نصائح الكبار ، وعدها ببناء قلعه كبيره معها علي شاطيء البحر ، سالها هل تعرفي طعم القبله فهزت راسها نفيا فاقترب منها واستأذنها يقبلها لكنها خافت ورفضت فتراجع خجلا مكسورا وندمت هي طيله العمر ، احتضنها يوم ضربتها المدرسه لان امها نسيت تعطيها نقودا لتزيين الفصل ، يومها احبت حضنه واطمئنت ، مسحت دموعه التي انهمرت رغم انفه حين سخر مدرس العربي من تلعثمه في القراءه ، يومها ارتبك غضب انفعل احتلته الاهانه حين ضحك بقيه الصغار وقلدوه يقرأ كلاما ممضوغا بطريقه مضحكه ، بحثت عنه طويلا ، بعد الحصه اختفي ، وجدته خلف الشجر محتقن الوجه لاينطق ، لم تساله عن حاله فهي تعرفه ، كاد ينطق فبكي ، اخرجت منديلها الممهور طرفه بحروف اسمها الاولي ومسحت دمعه وتركت المنديل في يده وعادت للحصه !!! وفي يوم لم ياتي للمدرسه ، تساءلت عن سر غيابه ثم انتظرت ، وفي اليوم التالي لم ياتي فلم تقوي علي الانتظار وسالت المدرسه عن سر غيابه فافصحت لها انه لن ياتي ثانيه ، ابيه نقل لمدينه اخري وهو معه ، ولم تفهم ، سالتها متي سيعود ، اخبرتها المدرسه ببساطه لاتعلم انها تذبحها اخبرتها انه لن يعود ولن ياتي ثانيه !!! وبكت وبكت وسخر من مشاعرها الكبار وسخر من عيونها الحمراء وشعرها المنكوش زملائها في الفصل وهددتها المدرسه بعقابها لو لم تكف عن البكاء في الحصه وعدم الانتباه للدرس !!! بكت وبكت ثم كفت ، وانتبهت للدرس وغسلت عيونها وصففت شعرها ومرت الايام وعدت ومازال صديقها غائبا ، لم يعود ، لم يبارح احلامها ، لكنه لم يعود ، ومازالت تحتفظ بكتابه ومازالت تحس دفء اصابعه ومازالت تفتقده وتتمني لو تركت له شفتيها يعلمها طعم القبله !!!


واه اه اه ......... ياوجع البعاد !!!!!!!!
عاشت حياتها بلا مكان تنتمي له ، كل البيوت لاتخصها وكل الاماكن غريبه ، كل البيوت لاتخصها مهما اقامت فيها وكل الاماكن غريبه مهما ترددت عليها ، احدا لم يزرع جذورها في ارض تنتمي اليها وتستمد حياتها ووجودها منها ، حياتها حقيبه ملابس مرتبه يحملها الاخرون بابتسامات بارده من هذا المكان لغيره ومن هذا البيت لاخر ، وحين يتركوا الحقيبه بجوار الباب ، تفهم الرساله ، هنا سننصب الخيام ونعيش ، وحين تنضب عين الماء ويجف العشب ، مثل الخراف التي يقودها الراعي لمراع اخري ، يدفعوها وحقيبتها لمكان اخر ، لم تحب كل الاماكن ، لم تنتمي اليها ، المكان الذي تبعد عنه لايخصها والبيت الذي تخرج من بابه لاتعود اليه ولاتتذكره ، حياة الرحاله علمتها الا تحب مكان لانه ابدا لن يحبها ، علمتها الا تنتمي لمؤقت زائل لانه لن ينتمي اليه ولن يفتقدها ، حياتها حقيبه ملابس مرتبه ضيقه لاتتسع لكل اغراضها كتبها صورها عرائسها خطاباتها القديمه ، هي ترحل بملابسها وروحها وكل الاشياء الحميمه التي تحبها تتركها خلفها لامكان لها في الحقيبه ، لكن قلبها يتسع لكل ماتحبه ، مهما ابعدوها عن اشياءها الصغيره المحببه هي تحملها في قلبها ولاتنساها ، واتسع قلبها اكثر واكثر ، صار كمثل المجره الشمسيه ، يحمل بين طياته وتلافيه الاف الكتب ومئات الالوف من الصور وكل العرائس وملابسها التي صنعتها لها بحب وكلمات الخطابات القديمه وروائح الاحبه ونكات الاصدقاء وهدايا اعياد الميلاد ، حياتها حقيبه ملابس مرتبه يحملها القدر لاماكن غريبه ، لكنها تحمل معها في قلبها كل ماتحبه ويخصها ، ولم تحب الاماكن ولم تفتقدها ، ولم تحب البيوت ولم تحن اليها ، فهي زائره عابره بلا جذور ستقضي وقتا وترحل ، لم تختار وقت الذهاب ولم توافق علي وقت الرحيل ، والاماكن الدافئه العامره بحب المنتمين لها توجعها ، وغربتها الدائمه التي تصاحبها في كل لحظه توجعها ، وفي مواجهه الاوجاع وحنين الانتماء والم الاغتراب والترحال المستمر خلقت في خيالها عالمها الجميل ، رسمت تفاصيله باقلامها الخشبيه الملونه كوخ علي البحر واشجار موز ومقعد هزاز واشجار حنونه وجهنميات حمراء متسلقه فوق جدران كوخها تلقي بعبقها في انفها رائحه للايام الجميله التي ستاتي تحقق الاحلام ، ورحلت ورحلت واغتربت وتوجعت من الحنين واشتاقت للمرسي والمرفأه لكنها قبلت رضخت لقهر الغربه واسياط المها و..... ياليت الحياه ابتسمت لي ومنحتني بيتا حنون يحتفظ برائحتي وذكرياتي اموت علي فراشه تاركه خلفي للاحباء والورثه الكتب والصور والخطابات والعرائس القديمه ، لكنها لم تبتسم لي وعبرت بي كمثل عربه القطار فوق قضبان الارتحال والغربه بلا بيت ، كل مامنحته لي محطه وصول حين انام فيها تعبه توقظني لانها ذاتها هي محطه الرحيل !!! غاضبه من الحياه هي ولا تكف ابدا عن لومها !!!!


واه اه اه ..... ياوجع البعاد !!!!
لم تكن تعرف معني الحب ، لم تبحث عنه ، لكنه طاردها ، لم تفر منه لانها لاتعرف معناه ، حاصرها قريب لم تعرف درجه قرابته ، كانت تحب شكله طريقته في الكلام ، لكنها لم تحمل له اكثر من هذا ، كانت تضحك وقت يتحدث ، لم تميزه بشيء غير هذا ، لكنه حاصرها ، يحادثها في التليفون عشرات المرات ، يرسل لها ورودا وعصافير وعلب الشوكولاته ، يرسل لها الخطابات الحنونه علي اوراق ملونه مزينه بالقلوب والاسهم ، احبت اشياءه وهداياه ولم تحبه ، اقتحم حياتها واقحم نفسه فيها ، كل مايحدث في حياتها يخصه ، لكن اي شيء يعيشه لايخصها ، حاولت التجاوب مع مشاعره لم تفلح ، حاولت تبتعد عنه لم يمنحها اي فرصه ، حاصرها بكل ماتحلم به الاخريات لكنه لم يحرك ساكنا في قلبها ، ظل الخواء يحتلها في وجوده ، لم يولد في عروقها دفء لم يمنح نفسها ماكانت تتوق اليه ، صارحته لم يفهم ، قرر الا يفهم ، اعتبرها حبه ولو لم تفهم او تقدر او تحسه ، استمر يرسل عصافير مغرده وبغباء لايردد الا كلمه واحده احبك ، كانت تضحك تتصور صوته مثل البغباء ، رفيع مندفع ، احبك احبك ، حاصرها هو وبغباءه ، ويوما سمعت دقه مختلفه في قلبها ، احستها نبضه لها موسيقي مختلفه ، يومها اشتاقت له ، يومها بحثت عنه ، يومها نادته ، حصاره افلح ومدنها رفعت الرايات واوشكت علي فتح البوابه وهدم الاسوار ، جاءها مختالا ، كانه يقول لها الم اقل لكي لن تفري منه ، وقت بحثت عنه ابتعد ، كانه يلهو ، صمت بغباءه عن النطق ، نسي عيد ميلادها ، تركها بجوار الهاتف ليال طويله تنتظره مكالمته ، ولم تفهم لعبته ولم تفهم انتقامه ، من انت للتمنعي علي وترفضيني ، من انت حتي اعرض عليك حبي فلا تحلقي من السعاده فرحا وامتنانا ، لم تفهم لعبته ولم تفهم انتقامه ، بقيت نبضه قلبها توجعها ، تناديه لايسمع ، وفي يوم زارها ، منحها الشوكولاته والورود واخر خطاباته المحبه واخطرها برحيله ، سيسافر للدراسه ولن يعود فلاتنتظره لان مستقبله لن يكون هنا ، هكذا ببساطه اخبرها برحيله ، لاتنتظريني فلن اعود ، لم تصدقه ، تصورته يعبث معها ، لم تفهم انه ينهي العبث القديم ويفصح عن اختياره الحقيقي الوحيد بمنتهي الحريه والوضوح ، لاتنتظريني فلن اعود ، رحل ومعه نبضه قلبها المحبه وترك قلبها يتعثر بنبضاته الناقصه، هل كل هذا كان لهوا ، هل كل هذا كان عبثا ، هل صبر عليها حتي احبته فرحل انتقاما ومعه جزء من قلبها !!! ومرت سنوات وعقود وبقيت تفتقده ، تتذكره كلما سمعت العصافير تغرد وكلمات ذابت الشوكولاته في فمها وكلما اصغت لصوت قلبها وجدته يبحث عن نبضته المسروقه ...وحين عاد اشيب الشعر بارد الاكف لم يصالحها ولم يعيد نبضه قلبها ولم يسعدها ، حين حدقت في ملامحه الحاده حزنت علي كل الايام التي بقيت اسيرته تتمني عودته ، فهاهو قد عاد ونسي نبضه قلبها هناك ، عاد ولم يعد !!!!!

واه اه اه اه .......... ياوجع البعاد ....
مات ثلاث من اعز اصدقاءها ، تفتت قلبها وتبعثرت اجزاءه صراخا ودموعا وحزنا ريشه في مهب الحزن!!!
اولهما كان حلمها في الرجال ، قنعت بصداقته حين عز عليها حبه ، قابلها يحب اخري مشغولا بارضاءها ، لم تتعسف معه وتحاول سرقته من الاخري وهزيمتها ، تركته يحب الاخري لكنه شاركته كل تفاصيل حياته ، دخلت اليه من بوابه الصداقه وسكنت روحه ، هي تؤامه ، يتحدثا نفس اللغه بنفس اللهجه بنفس النبره بذات الكلمات العبارات ، يفكرا في ذات الموضوع في ذات الثانيه ، يقول احدهما ويكمل الثاني ، دخلت اليه من بوابه الصداقه ولم تفارقه وحين مات في حادثه مباغته اليمه لم تدعه يفارقها ، سرقت روحه من النعش واخبئتها في قلبها وعاشت بها ومعها ، حين تتذكره تنهمر امطار حزنها علي الارض البور التي تركها خلفه تعيث فيها الافاعي والعقارب حزنا ووجعا ، لم تسمح له يفارقها ، فلن تجد مثله ابدا اقرب احن اجمل اعطف لن تجد مثله ابدا ينطق مايحس ويحس مايقول ، لن تجد مثله ابدا يفهمها بلا شكوي ، لن تجد مثله ابدا يمنحها ماتحتاجه بالضبط في الوقت الذي تحتاجه بالضبط ، حين ترغب في البكاء يغني فتضحك وتنسي وحين يجتاحها الحنين يخطفها للبحر يتركها تحت رذاذ امواجه تشاكسها ، حين تبحث عنه يزورها يسالها عما بها فقلبه اوجعه واخبره بوجعها ، حين تبحث عن العزله يهديها تذكره سفر لمدينه غريبه وينصحها وهو يودعها في المطار انسي كل ماخلفك وابحثي عن نفسك وحين تبقي وحيده في الشوارع المظلمه تفكر فيه فهو نفسها وتكلمه فيضحك ويطالبها بثمن التذكره التي دفعها يساعدها علي الهروب من عالمها فحملته معها للمدن الغريبه ، لم تتركه يرحل ابدا عنها ، وكيف يرحل وصوته مازال يدوي في اذنها حانيا ونظرات عينه المحبه مازالت ترعاها ، لم تسمح له بالرحيل ابدا ، لكنه حين دفنوا جثمانه وجدوا بين طيات كفنه جزء من قلبها تركته له يبدد وحشه قبره وظلمه لياليه الطويله !!!

ثانيهما ولد اخيها ، ولد من بطن امه اخيها ، حين قابلته وسط الكثيرين احسته اخا وتصورت مشاعرها وهما فافصح لها عن اعتزازه باخوتها ، لم يكن صديقا بل كان اخا ، جرت في عروقهما نفس الدماء ، هو اخيها المسئول عنه الراعي لها المحب القاسي ، اخيها الذي لم تلده امها ولايعرفه ابيها ، اخيها ، لاتخجل منه وهل تخجل الاخت الصغري من اخيها الاكبر ، تشرح له اوجاعها همها ، تقترض نقوده ولاتعيدها ولا يطالبها بها ، في كل المناسبات والاوقات الاجتماعيه هو موجود يشتري لها كعك العيد ويمنح اولادها العيديه ، في عيد الام يسبقها علي بيت امها ويقبل يدها ويعطيها الهديه الغاليه باسمها ويتشاجر معها وقت تكشف الحقيقه لامها ، هو اخيها ، لايعرف مالذي اجري دماءها في عروقه لايعرف مالذي اجري دماءه في عروقها ، كل مايعرفه انه اخيها ، ليس صديق او زميل او حبيب او قريب ، بل اخيها ، تلك الرابطه والعلاقه القويه الفطريه الجبريه ، قبلت اخوته ورحبت بها ، لم تفكر في سببها او مبررها ، هي اخته وكفي ، هي اخته وليست كمثل اخته والفارق كبير ، لم يعرفها ابدا للاخرين قائلا احبها مثل اختي ، بل يقل هي اختي ، فيتعجب الناس ولايكترث باستغرابهم ، هي اختها وكفي !!! هل ستقول انها كانت تحبه ، عجبا وهل حب الاخوه يحتاج قول او اثبات او دليل ، كان اخيها وكفي .... منحها كل مايمكنه منحه لها لم ينتظر مقابل او شكر او امتنان ، وفي يوم زارها دامع العينين ، شاحب اللون ، اسر اليها بمرضه ، ايامه صارت قليله ، سيرحل عن الدنيا ويتركها ، لم تصدقه ، واغتاظت منه لانه لايقدر حجم الالم الذي سببه لها ، اعتذر لها واحتضنها بقوه لاول مره في حياته ولاخر مره وغادرها وسرعان ماغادر الحياه كلها ، مات في المستشفي علي طاوله العمليات ، يومها لم تصدق ،لم تذهب للمستشفي ، لم تبكي عليه ، لم ترتدي ملابس الحداد ، يومها خاصمته ، لانه كان يتحدث بجديه ولم تصدقه ، خاصمته لانه ولو مره في حياتهما يقسو عليها ويوجعها كانه بلا قلب ، يومها خاصمته واعتبرت كل مايحدث لايخصها لانه سيعود اليها ، سيعود فهو ابدا لايتاخر عنها ولا يوجعها فهو اخيها الذي يحميها من الوجع ويراعيها لذا سيعود !!! خاصمته وانتظرت !! وحين دخل العيد ولم يشتري الكحك ولم يتصل بها يعيد عليها ، يومها ، ادركت انه رحل ، فخاصمته اكثر ، لانه رحل دون وداع ولانه قاس رحل لايكترث بحزنها !!! ومازالت تبكي كلما تذكرته وكلما دخل العيد لان اخيها الذي كانت تتصوره حنونا مات وتركها وحيده حزينه متألمه!!! ثالثهما .... احبها في صمت وتألم ، فهمت مشاعره وقررت تبعد عنه كي لاتوجعه ، كان زوجا لاخري لاتعرفها ، لكنها لاتقبل فكره الخيانه ولو كانت نظريه بحته ، حبه لها خيانه لزوجته التي لاتعرفها ، خيانه تشينها ، فقررت تبعد عنه ، هي لاتحبه ولن تحبه ، ووجوده في حياتها عارا لا تقوي علي الدفاع عنه ولا تقبله ، لكنه اقترب منها فاحترق كفراشه القت نفسها في النار ، فرت منه وصارحته باستحاله حبه فالتصق بها وصارحها بحريته في حبها وحريتها في رفض ذلك الحب ، فرت منه اكثر فلاحقها اكثر واقسم لها انه يحبها ولكن لن يجرحها بنظره عابثه ولن ينتهك احترامها برغبه عارمه ولن يخجلها باحساس خاص ، هو يحبها كمستحيل لن يتحقق ، لكن وجودها في حياته مبرر لحياته نفسها ، كانت تشفق عليه من حياته البارده الميته مع السيده التي تحمل اسمه ولا تحمل قلبه ، في نفس الوقت كانت تراه محاطا بالجميلات اللاتي يتهافتن عليه كمثل جيوش النمل فوق قالب السكر تتعجب من اصراراه علي الاحتراق بتجاهلها لكن تجاهلها حتي تجاهلها كان يرويه اكثر من بحار الملح المره التي تمنحها له كل النساء اللاتي لا يفهم اي قيمه لوجودهن في الحياه اصلا ، وهكذا صاغا المعادله ، هو يحبها وهي لاتحبه ، لكنها موجوده في حياته وهو لن يكون موجود في حياتها ، هذه المعادله الظالمه التي قبلها وحرص عليها ، وفي يوم كئيب غائم ، نام ولم يستيقظ ، توقف قلبه المتعب عن النبض وصمتت شرايينه عن دفع دماء حبها ، عرفت من الجريده بموته ، عرفت ميعاد الجنازه فذهبت ، سيده غريبه يتعجب الجميع من وجودها ، فهي كانت حبه السري الذي لم يكشف حقيقته ابدا ، ذهبت للجنازه وشاهدته مسجي داخل الصندق فودعته باكيه ، خيل اليها ان الصندوق يبتسم ، شاهدت زوجته سيده غريبه لاتشبهه ، لاتبكي خلف جثمانه ، عيونها زجاجيه بارده ، اشفقت عليه وبكت اكثر ، عاش معذبا مع تلك السيده التي لا تستحقه ، هي لا تحبه ، اشفقت عليه اكثر واكثر ، زوجته التي منعت حبها عنه من اجلها لاتستحق تضحيتها ، احسته مات مقهورا بجوار تلك السيده في ليله حلم بها ولم تمنحه حتي نفسها في الحلم ، نظرت لزوجته وندمت لانها قتلته بتجاهل مشاعره وحبه وهو الذي كان يستحق يعيش ويموت في حضن سيده تحبه وليس تلك السيده !!!
مات ثلاث من اصدقاءها ، عاشت اعوام طويله اسيرة الحزن الموجع والدموع ، ومرت الايام ورحلت وبقيت احزانها توجعها تفتقد اصدقاء ثلاث رحلوا وتركوها تتوجع غيابهم المرير ...



اه اه اه اه ........ ياوجع البعاد ...
اه اه اه اه ....... ياوجع البعاد ...

03 ديسمبر 2009

ياسمينه وقرنفله حمراء واشياء اخري

الصداقه !!!!!!
مثل الياسمينا


الحب !!!!!!!!
مثل القرنفلة الحمراء





هي ..................... الصداقة

هي علاقه بين انسان وانسان ، دليلها الروح ، لايهم فيها النوع ولا الشكل ولا الهيئه ولا التوافق الاجتماعي ! ، علاقه لاتهتم بالاطر الاجتماعيه وقواعدها المتعسفه ولاتخضع لها وقد تتحداها .. ، علاقه حره تبدأ حره وتنتهي حره ، علاقه طوعيه لاجبر فيها علي اي من طرفيها يقويها الزمن ويدعم وجودها ، هي تنمو بالعقل والحوار، علاقه بطيئه تاخذ وقتها لغرس جذور الثقه بين طرفيها وحين يطمئنا الصديقان لبعضهما يشيدا الجدار الفولاذي الذي يعجز الزمن عن هدمه ، علاقه ذهنيه روحيه عقليه رشيده ..هي قد تقود طرفيها عبر الفهم والتجارب المشتركه لحب عميق خليط بين الرغبه والثقه ، لكن وجعها لايبرء ولا يشفيه اي صداقه اخري ..في نفس الوقت تترك للصديق في حياته اماكن اخري لاصدقاء اخرين ، هي مثل اللون الابيض السكري بريئه من الاغراض والنوازع والمستهدفات مساحاتها الحلم والطمأنينه والامان ..ومشاعر الغيره فيها عقليه فمن يقترب من الصديق اكثر او يتفاعل معه اكثر او يقترب من مساحاتي عنده او يحتلها اغير منه
، هي في النهايه الاقتراب والاحتواء والتوافق والامان واشياء كثيره !!!!!!!!!

هو ..................... الحب

هو علاقه يلزمها للاستمرار الخضوع النسبي للاطر الاجتماعيه وتقبل ولو جزء من قواعدها المتعسفه ، بين رجل وامرأه وبمعني ادق بين ذكر وانثي يلزمها اعجاب شكلي حسي وتوافق ذهني و" عمي " عاطفي ، الحب دليله القلب ، علاقه تبدأ بحريه واختيار نسبي وسرعان ماتنتهي اما بالزواج ومأسسه العلاقه او بالفشل والنهايه الموجعه ، تبدء حرة وسرعان مايسيرها الجبر والضروره وان تحولت لزواج حكمها القواعد والقوانين والشرائع وسلطه الاخرون اي ماكانوا ، للاسف يطفيء الزمن وهجها ويكشف عيوبها ... هو اندفاع شعوري محموم لايلزمه منطق وعلاقه جسديه عاطفيه حسيه سريعه تبدأ بانجذاب غير مفهوم يبحث طرفيها طيله الوقت عن مبرر له ، فقاعه رغبه اعجاب شبق يشتعل سريعا وينطفيء سريعا ... في نفس الوقت هو اعلي واشد من الصداقه لكنه ان فشل يحكم علي طرفيه بفشل اي صداقه كانت ممكنه او محتمله بينهما ، وجعه يمحوه الحب الجديد وينسي الحبيب الوجع والحب السابق ذاته ..هو متفرد اناني لايترك للحبيب اي سنتمتر للتفكير مجرد التفكير في حبيب اخر مثله مثل اللون الاحمر مشتعل متوهج لكنه اسير الامكانيات والممكنات اسير قضبان الافاق والمستقبل مساحاته الشهوه والرغبه والبرود والاسرة ، غيرته مشوبة بالرغبه في التملك والاندفاع الاهوج فمن ينافسني او يهددني او يسرق مكاني اغير منه واكرهه ، هو باختصار المشاعر المحمومه والرغبه الجسديه والاعجاب واشياء كثيره !!!

هي ............. هو

الصداقه مثل الكروان في الطيور والحب مثل الطاووس

الصداقه مثل زهره البرتقال في الزهور والحب مثل عصفور الجنه
الصداقه مثل موج النهر ناعم هاديء مستمر والحب مثل موج البحر يعلو ويهبط يصخب وينام
الصداقه مثل سحابه الصيف تظلل وتطمئن والحب مثل رعد الشتاء يزلزل ويخيف

الصداقه مثل الامطار في غير موسمها نادره وعزيزه وجميله الحب مثل السيول التي تجرف كل ماامامها وكل ما في طريقها

الصداقه نسمه خريفيه حميمه الحب مثل اعاصير الاطلنطي قاهره عفيه قويه عنيفه طاحنه
الصداقه مثل الشعب المرجانيه كبيره واسعه تحمي وتضلل وتنشر وجودها عزيزا الحب مثل اللؤلؤ في الاصداف ابن صدفه غير منطقيه
الصداقه مثل نغمات الكمان حميم الحب مثل صهيل الصاجات وانين الناي ضجه ووجع

الصداقه مثل الافلام الابيض والاسود لاتفصح عن بهرجتها لكنها تؤثر في القلب والحب مثل الافلام الملونه مزركش خيال لكنه لا يثير الخيال ولا يحير الذهن

وجع الصداقه مثل الذبح بالنصل البارد يوجع ولاينسي وجع الحب مثل السكته الدماغيه يقتل ولا يؤلم

بهجه الصداقه مثل الماء الدافيءبهجه الحب مثل الشلالات البارده
الصداقه مثل نجم السماء البعيد يهدي الحياري والتائهين الحب مثل قرص الشمس لايمكن مواراته يدفيء يحرق يحيي يميت
الصداقه مثل اشعار الكهول مليئه بالحكمه الحب مثل اشعار المراهقين مليئ بالشوق والرغبه والشبق
الصداقه مثل المروج الخضراء تحتويك ولاتنتهي الحب مثل النخله ياخذك بعيدا وان سقطت تحطمت عظامك
الصداقه انفعالها الحضن الحاني الحب اندفاعه القبله المحمومه
الصداقه مثل الفضه القديمه تزداد قيمتها كلما مر عليها الزمن الحب مثل الذهب الساطع يخطف البصر ومع الوقت يفقد بريقه !!
الصداقه مثل المواويل كلما سمعتها تمنيت تسمعها ثانيه الحب مثل القصيده المغناه حين تفهم كلماته تنسي لحنه وحين تحفظ لحنه تنسي كلماتها .....

الصداقه لغز والحب سر !!!!!
الصداقة ياسمينه والحب قرنفله حمراء!!!!!!!

22 نوفمبر 2009

لا نملك الا التشبث بالحياة .... !!!!!



كآن قلوبنا بلا هم فحاصرونا بالهم !!!!!!
كآننا سعداء محلقين بين السحب الورديه فاعتقلونا بين اطياف الحزن !!!
كآننا اغتسلنا من الشجن والحزن والوجع والالم فالقوا عليها باحزانهم واوجاعهم وقذفونا بحجاره وحشتهم !!!
كاننا فقدنا ذاكره الايام المريره وكل اوجاعها فخلقوا لنا تاريخا جديدا يبدآ بعام الشهداء واسبوع الحزن ويوم الدموع !!!


كآن مابنا لا يحاصرنا فحاصرونا ...
كآن مابنا لم يوجعنا فاوجعونا ....
كآن مابنا لم يكسر عظامنا فاوسعونا ضربا ينتظروا صرخاتنا تنشيهم ...
كآن جسدنا لم تمزقه الجروح ..
وروحنا لم تروعها القسوة ..
واحلامنا لم تقتلها الاشباح الشريره ..
فتكالبوا علينا يوجعونا ويجرحونا ويستميتون في استلاب وقتل جذوة روحنا المتقده ...


عفوا ..... ياايام الزمن الموجع ...
لانملك امامك الا المقاومه لكل غيمات الحزن التي تقهرينا بظلالها ....
لانملك معك الا التمرد علي الاعيب الوحشه التي تحاصرينا في افخاخها .....
لانملك في مواجهتك الا التشبت بكل احلامنا التي نخفيها في اعمق اعماق قلوبنا نحميها منك ومن الاعداء اي اعداء ...


عفوا ..... ياايام الزمن القبيح ...
لانملك الانعطيك ظهورنا نتجاهل وحشتك البليده ..
لانملك الا الضحك ردا بليغا علي مرثياتك الزرقاء التي تلقيها علي اسماعنا ليل نهار ..
لانملك الا الغناء رفضا لصمم المشاعر التي لاترسل لنا الا انصالها البارده ..
لانملك الا الرقص فوق كرات اللهب المشتعله التي تلقيها بين اقدامنا تلسعنا وتخنق انفاسنا بدخانها الكثيف ..


لانملك الا التشبث بالحياة
لانملك الا التشبث بالحياة
نكتب ونضحك ....
نرسم ونغني ......
نرقص ونتلو الشعر ...
نقرآ و نفكر ....
نبكي ونزغرد .....
نحب ونعشق ...
نتواصل نتفاعل نتقارب نتساند نتحاب ...
لانملك الا التشبث بالحياة
لانملك الا التشبث بالحياة


عفوا ياايام الزمن القبيح لن تهزمينا !!! لن تآسرينا !!! لن تقهرينا !!! لن تدفنينا !!! لن تكسرينا !!!

فمازال في قلبنا الذي نخبئه من انيابك حلما اخضر ...
حلما اخضر .. عالمه ملون اشجاره عفيه طيوره مغرده سماءه صافيه مياهه عذبه بشره طيبين!!
حلما اخضر .. عالمه جميل بلابله تغرد اطفاله تضحك بحره صاف شعراءه يبدعون مشاعره متدفقه!!
حلما اخضر .. نساءه تلد اطفال اصحاء رجاله تملئهم النخوه والعزه والكرامه والرجوله والحنان!!
حلما اخضر .. عالمه صادق سماءه صحو قمره ساطع دفءه حان عشاقه متوهجون فرحه حقيقي!!!
حلما اخضر .. عالمه حميم ....حبه مازال وسيظل صافيا بلامرارة!!


عفوا ياايام الزمن الموجع لن تنتصري علينا مهما كان قبحك ووحشتك ، قسوتك وبلادتك ، زرقتك وسوداويتك

لن تنتصري علينا مهما كنت بارعه موجعه قاسيه محزنه ....
مازال في قلبنا الذي نحميه من انصالك حلما بريء ....
حلما بريء ..... طهرنا من اوجاعنا بالسماحه ، طهرنا من احزاننا بالتفاءل ..
طهرنا من غضبنا بالامل ...

حلما بريء ..... اطلق لارواحنا الاسيره عنانها في الفضاء الرحب الحر ..
غسل نفوسنا المتعبه بماء الجنه وصالحها علي ايامها ..

حلما بريء ..... ضخ الدم في قلوبنا المتعبه فتعافت وعشقت وفرحت واسعدتنا
حلما بريء ...... فك اغلال امنياتنا الحبيسه فانطلقت في السماء شعرا وفرحه ورقصا وامان .....
حلما بريء ........ اعاد لنا انسانيتنا الفاره من كمائن القهر ، الهاربه من البرود والدموع وغلظه الاخرين ..
حلما بريء ...... يعيدنا بشر حقيقيين ....


ياايام الازمنه القاسيه الصعبه الموجعه القبيحه ... سنهزمك !!!

لاننا نتشبث بالحياه وسنعيشها !!
لاننا نتشبث بالحياه وسنعيشها !!!


14 نوفمبر 2009

نفسنا ننبسط .. هل دي جريمه !!!!










اكتب وانا مشحونه جداجدا ... كلي عواطف !!! كلي دموع معلقه خلف مقلتي!!!
اكاد انفجر من الانفعال من الحب من الامنيات من الرجاء!!!
وعلي راي ليلي مراد ... عايزه اغني عايزه ارقص عايزه ابوسك مش عارفه ليه!!!
وعلي راي نجيب الريحاني ..... يالطيف يالطيف!!!!


طبعا حاتكلم عن ماتش مصر والجزائر!!!
حاتكلم عن مباره اليوم ... عن حلمي وحلم المصريين بالتاهل لكاس العالم!!!!
عن بوابه الجزائر التي سيعبرها المصريين عبورا مظفرا ويتاهلوا لكاس العالم!!!!!!

وفي البدايه ...... لن اقول انا عايزه ايه وحاسه بايه !!!
ولا حاقول مالي منفعله كده ليه !!!
ولا حاقول انا حاسه بايه !!!!
لكن حابص علي الدنيا حواليا ..... علي العقلاء علي الغلسين علي الممرورين علي السياسين علي رهاف القلوب علي الاخرين!!!
حابص عليهم اشوف مالهم زعلانين ليه ... مش عاجبهم حماسنا ليه !!!
مش متحمسين زينا ليه !!!!! زعلانين من حماسنا ليه !!!!
طيب ........ انا نفسي نكسب في الماتش ومتحمسه جداجدا !!!
ده ايه مرض ؟؟؟؟ حاله نفسيه ؟؟؟ مشكله جينيه في تركيبه عقلي محتاجه كونصلتوا من العلماء الخبراء يفعصوا في مخي لفهم الحاله الغريبه دي !!!!!
انا نفسي نكسب الماتش وننتصر !!!
هل معني كده اني مش فاهمه اللي بيجرا حواليا واني مضحوك علي ودخلت مصيده الالهاء وجلدي تخين مش حاسه بالمشاكل المهمه ومش دريانه بالبلد واللي فيها !!!!!
طيب ...... نشوف مين بيقول ايه !!!!!

في البدايه .... اعرف جيدا ان كره القدم مجرد لعبه !!! وان اللعبه تفترض اننا ممكن نكسب وممكن نخسر وممكن نتعادل !!! عادي جدا كل ده كلام معروف !!! مش فاهمه ليه الناس بتقولوا لينا ليه !!! ليه فجآ حد بيبتدي يدينا دروس في قواعد الالعاب والروح الرياضيه والمكسب والخساره !!! حد قالكم اننا مش فاهمين ده !!! يعني حد قال اننا فاهمين ان الكوره معناها اننا نكسب بس فبتفهمونا شفقه علينا من جهلنا الكروي ان الكوره مكسب وخساره وممكن نكسب او نخسر !!!!! ولا بتشرحوا لينا الكلام ده خايفيين علينا من الصدمه واننا نموت روحنا وننتحر او نكتئب او نتوكس لو اتغلبنا او غلبنا جون ولا اتنين ومانطلعش كاس العالم فبتفكرونا ان اللعبه مكسب وخساره !!!
ماعلينا ..... عرفنا ده خلاص ومتشكرين .... عرفنا ان الكوره مجرد رياضه !!! وان الرياضه مكسب وخساره !!! واننا ممكن نكسب وممكن نخسر !!!!! متشكرين جداجدا ياجماعه والله !!!! ومتشكرين جدا ومانجيش ليكم في حاجه وحشه !!!!!
بس برضه نفسنا ان فريقنا يكسب الماتش !!!!

طيب ..... اوضح برضه اني - وغالبا الملايين المتحمسه للمباره مثلي - نعرف جميعا ان فوزنا او خسارتنا لن يحل مشاكلنا ولن ينظف الشوارع من القمامه ولن يخفض الاسعار ولن يحسن الاداء الطبي في مواجهه انفلونزا الخنازير ولن يحمس المصريين لعمل البطاقات الانتخابيه والمشاركه في لعبه الانتخابات التي يقال انها ستغير شكل الحياه التي يتذمروا منها !!!
ماشي برضه احنا عارفين كل الكلام ده .. عارفين ان فوزنا او خسرنا الزباله حتفضل في الشوارع وحيفضل المصريين ممعاهومش بطاقات انتخابيه وانفلونزا الخنازير حتنتشر اكتر واكتر في يناير وفبراير !!! مطلوب نعمل ايه طيب !!!!
مانتحمسش للماتش ونوجه طاقاتنا لرفع الزباله من الشوارع !!!
طيب انتم مش موجهين طاقاتكم انتم ليه لرفع الزباله من الشوارع !!! واشمعني يعني الكلام عن الزباله افتكرتوه الايام دي بالذات واحنا متحمسين للماتش !!! صعبان عليكم حماسنا ورايكم نوجهه للزباله !!! الله طيب حماسكم انتم فين ماتوجوه لرفع الزباله من الشوارع وربنا يقويكم يارب !!!!
يانهار اسود لحد يفهم من كلامي اني معجبه بوجود الزباله في الشوارع ، او معجبه بسلبيه المصريين اللي بيتكلموا ومابيعملوش حاجه ، ومعندهمش بطاقات انتخابيه ولا راضيين يطلعوها ولا راضيين يدفعوا الثمن الباهظ للمعارضه السياسيه لان عصايه الحكومه بتوجع ، انا ماقلتش كده !!!
انا بقول بس نفسي نكسب الماتش !!! وده مطلب انساني بسيط ومن حقي تماما ان فريقنا ومنتخبنا القومي يكسب الماتش !!! وبعد الماتش وقبل الماتش حنفكر في موضوع الزباله والمليون موضوع المقرف التاني اللي احنا عايشينهم ونفكر حنعمل فيهم ايه ونحلهم ازاي !!!!!
ومش بالضروره علشان الماتش وبمناسبته !!! الناس تتكلم في كل قضايا الوطن والهم العام ومشاكل المليون سنه اللي فاتت واللي جايه ، تجيب كل ده وتكببه فوق راسي ،وتقولي ان كل المشاكل لا اتحلت ولا حتتحل وان عيشتنا تقرف وكلها مشاكل علشان احس بالذنب والخجل الوطني وااقاطع الماتش واتكلكع زياده ماانا متكلكعه !!!
سيبونا الكذا يوم دول نتحمس للماتش وبعد كده نرجع لما كنا عليه و" ترجع ريما لعادتها القديمه " !!!
فيه وقت طوووووووووووووويل نناقش فيه جميع القضايا ونغضب ونحبط ونيآس ونكتئب ونشتم بعض ونلوم سلبيتنا ونهاجم الحكومه وسياستها ونعيش حياتنا العاديه بكل قرفها واحباطتها ومشاكلها !!!!
هل ممكن النهارده نتحمس للمباره وفريقنا القومي ونتمني نكسب الماتش !!!
هل ده خيانه وطنيه للوطن المتخم بالمشاكل ؟؟
هل دي تفاهه لان مفروض منا نفضل طول الوقت مقتنعين بانه لاصوت يعلو فوق صوت المعركه !!!!!! انهي معركه مش مهم لكن لازم نبطل تفاهه وخلاص !!!!!!

ااقول تاني ......... اعرف ان كوره القدم لعبه مجرد لعبه ، وان قواعد اللعبه تفترض الخساره والمكسب ، وانه لو خسرنا عادي حنطلع من كاس العالم وبرضه منافساته ... وعلي راي بعض العقلانيين في الكوره والحياه ماهو احنا مش حنعمل حاجه اساسا في كاس العالم وفريقنا مش حيقدر ينافس مع الفرق الجباره وان شكلنا حيبقي وحش خلاص بقي من اولها ومن قصيرها افضل !!!!! خلاص ياعقلانيين بلاش نشجع وبلاش نحلم وبلاش نصدق ان عندنا فرصه ننافس وسط اللي بينافسوا وخلونا ناخدها من قصيرها ومن اخرها وننام و"غطيني ياصفيه وياسعديه ويافتحيه وصوتي !!!!!! وربنا يخليكم لينا يارب وتفضلوا كده تسعدونا وتمنحونا امل في نفوسنا !!!!!!

طيب ...... انا وملايين معايا وزيي ..... نفسنا نكسب المباراه !!! ده معناه ايه بالضبط !!!!!!
هل معناه ... زي مابيقول بعض الغلسين ان احنا شعب تافه نيجي علي الهايفه ونتصدر وسايبين كل مشاكلنا ومركزين في لعبه عيال ومش فالحين غير في الكلام الفاضي واننا بننسي التاريخ والجغرافيا وجميله بوحريد وجمال عبد الناصر والعروبه والقوميه العربيه وعمالين نتخانق مع الاشقاء الجزائريين علي حته ماتش لاراح ولاجه وجتنا نيله او خيبه او وكسه زي ماالغلسين بيقولوا !!!!
هل معناه .... زي ما بيقول بعض السياسين او اللي نفسهم يبقوا سياسين ماتش ايه اللي عامل الدوشه دي كلها وده مخطط الهاء للشعب عن مشاكله العويصه والنظام بيدور علي حاجه يضحك بيها علي الناس العبيطه اللي هي احنا برضه ومش حيلاقي احسن من الكوره وجمال ماله يروح التدريب ليه ودي خطوه علي طريق التوريث ومبارك يروح المعسكر ليه خلاص كل مشاكل البلد خلصت مافاضلش الا الكوره !!! واننا علي رايهم برضه شعب قالع راسه ونستحق كل اللي يجرا لينا !!!!!
هل معناه .... زي مابيقول بعض الممروريين من الهزائم العربيه والانكسارات العربيه ماتروحوا - قصدهم احنا يعني اللي متحمسين للماتش - ماتروحوا تحرروا فلسطين والعراق وتشوفوا امريكا بتعمل فينا ايه بلاخيبه بلاوكسه عليهم ياشعب مش عارف مصالحه الاستراتيجيه - برضه ده احنا - ماتروحوا تشوفوا اسرائيل عندنا قنبله نوويه واحنا منيلين - برضه ده احنا - ماتتشطروا علي امريكا اللي بتضرب العرب والمسلمين بالجزمه بدل ماانتم هبل كده - ده احنا برضه - وموكوسين ومشغولين بالكوره اللي اخترعها واحد يهودي علشان يلهي شعوب العالم عن مصالحها وده جزء من برتوكولات حكماء صهيون اللي سيطروا علي العالم - واحنا طبعا - بيها وجتكم وكسه ده احنا برضه!!!!
هل معناه ..... علي راي بعض رهاف القلوب واللي بيحبوا اخواتهم تاكل وتلبس ، احنا - قصدهم الناس اللي متحمسه للماتش - ناس مش دريانه بمشاكل الاخرين ومش دريانه ان تمن العلم اللي بنتشريه علشان نرقص بيه في الماتش يعشي عيله كامله في العشوائيات وان تمن تذكره الماتش في السوق السودا يلبس ٣ عيال جزم جديده في المدرسه ويشربهم بيبسي كمان واحنا سفاهههها ومش حاسين بالازمه الاقتصاديه اللي ضاربه في الشعب الغلبان ومش حاسين بالغلابه وبنبعتر فلوسنا - غالبا اللي ماتعبناش فيها - في السفاهات بدل مانعمل حاجه مفيده في حياتنا وما تتنيلوا - ده احنا برضه - وتروحوا مستشفي سرطان الاطفال ولاملجآ اطفال يتما وتتبرعوا بالفلوس ابرك!!!
هل معناه ...وعلي راي بنات عماتي ان الاعلام نفسه يهيص واهو لقي هيصه ، والشعب تافهه وبيتضحك عليه واهو اتضحك عليه والحكومه عايزه تنسينا انفلونزا الخنازير والغلا و الرشوه والحزب الوطني واهو نسيناهم ، وجتنا القرف - احنا طبعا - ناس عبيطه بيتضحك عليها وتستاهل اللي يجرا لها وناس امخاخها فاضيه الاعلام بيلعب فيها ويسيطر عليها و" ...... " في دماغها !!!!!
هل معناه ......علي راي عمي اللواء السابق في الجيش المصري ايام النكسه ، ان الشعب بيسخن - احنا برضه - لمعركه حربيه وان الشحن المعنوي يفوق الشحن المعنوي وقت حرب اكتوبر وان عمرنا ماسخنا علي اسرائيل - ده احنا برضه - كده ويلعن ابو الماتش واللي حيتفرج عليه - ده احنا برضه - طيب نعمل ايه ياسعاده اللواء ، يشوح بايده ويقوم ويسيبنا وتغمز لي بنته وتقول ولا حنعمل حاجه حيتفرج طبعا علي الماتش !!!

ياجماعه والله والله ......... وانا حاتكلم عن نفسي ... انا متحمسه للمباراه ونفسي نكسبها ونتآهل لكاس العالم ومنفعله جدا ومليانه مشاعر لكن ده مش معناه خالص اني تافهه ولا موكوسه ولاحد بيلعب في راسي ولا اني نسيت كل مشاكلنا العويصه اللي عايشينها وحنعيشها !!!
مش معناه اني نسيت فلسطين والعراق ، ولانسيت الفقرا والعشوائيات ، ولا نسيت انفلونزا الخنازير ولابطء اجراءات التقاضي ...
مش معناه اني شخصيه تافهه متعصبه ، ولاانسانه امعه بلا راي بلا وجه نظر في الحياه ، ولاانسانه انانيه مابحسش بالناس التانيه !!!
معناه بس ..... اني باحب الكوره وباحب منتخبنا القومي ونفسي نخش كاس العالم !!!
ده معناه بس ..... معني بسيط جدا !!!
وانا مش متعصبه ، انا متحمسه لفريقي ولبلدي ... وحماسي ده مشروع وحبي للوطن مشروع جدا !!!
انا وزيي ملايين .... عارفين كل حاجه وفاهمين كل حاجه لكن ... نفسنا ننبسط هل دي جريمه ؟؟ نفسنا نفرح مش بانجاز شخصي ولابنجاح الواد ولاخطوبه البت ولا بعلاوه جت فوق المرتب ولا بموكل جديد واتعاب جديده ، نفسنا ننبسط نفسنا نفرح فرحه عامه ، نشارك كل المصريين فيها ، فرحه تهز كيانا من جوه ، تفكرنا اننا شعب واحد ، تفكرنا ان كل قلوبنا لسه مع بعض ، تفكرنا ان لينا علم واحد بنحبه ورافعينه فوق دماغتنا ، معلقين فوق العربيات من البلكونات لابسينه فوق هدومنا ، لينا علم واحد بيرفرف خفاق جميل ، رفعناه ايام حرب اكتوبر وهتفنا باسمه في المدارس وغنينا له ولسه حنغني !!!
انا وزيي ملايين المصريين ... ننتمني لهذا الوطن وبنحبه ورغم مشاكله ومشاكلنا ، نفسنا نصرخ من جوه مصر مصر ، نفسنا نهتف باسم الوطن اللي بنحبه ، نفسنا نرفع العلم عالي نرسمه علي وشوشنا علي قلوبنا علي هدومنا ، نفسنا نرجع نفتكر ونعيش احساس الانتماء الوطني احساس الجماعه المتوحده احساس الشعب المتكاتف ، نفسنا نغني ياحبيبتي يامصر ودموعنا تجري علي وشنا واحنا بنضحك ، نفسنا نحس فرحه جماعيه وانتصار قومي !!!
علشان كده نفسنا نكسب الماتش !!!!
حتقولوا ومالقتوش غير الماتش تحسوا فيه بالمعاني الجميله دي !!!
حاقول لكم المثل الشعبي الجميل " قالوا ليه ابوك مات من الجوع قاله هو لقي اكل وماكلش " !!!
ايوه حاليا مش لاقيين غير الماتش يفرحنا ويرفع اعلامنا ونصرخ باسم مصر فيه !!!
اللي عنده حاجه تانيه يقول لنا عليها ، اللي عنده حاجه تانيه يجيبها لينا !!!
لكن لغايه مااي حاجه تانيه تلم المصريين حواليها وتسعد قلوبهم وتخليهم يرفعوا الاعلام ويصرخوا مصر مصر !!! لغايه ما ده يحصل محدش يلومنا ليه متحمسين ليه منفعلين ليه نفسنا نكسب المباراه !!!
لغايه ما ده يحصل محدش يتريق علينا ولايسخر من مشاعرنا ولايتعالي علينا !!!

ايوه ....... نفسي نكسب المباراه
نفسي نخش كاس العالم
نفسي ابطال منتخبنا القومي الوطني يسعدونا النهارده
نفسي ساعتها انزل ارقص في الشارع مع اللي بيرقصوا
واطبل واصقف مع اللي بيصقفوا
واصرخ مصر مصر تحيا مصر مع اللي بيهتفوا
وارفع العلم علي العربيه وارسمه علي وشي وانا ست كبيره عندي ٥٠ سنه وامش ازمر في الشارع !!!
نفسي نكسب المباره وننبسط !!!

انا ومعظم المصريين نفسنا ننبسط بفرحه وطنيه للاسف مافيش حاجه بتديها لينا في هذا الزمن الرديئ غير الكوره!!! فماتلومش علينا ولاتنتقدوا فرحتنا ... بالكتير قوي لوموا الزمن الرديء واللي يعرف يعمل حاجه ويغيره ايدي وقلبي معاه !!!
يارب يارب يارب
فريقنا يكسب ونتآهل لكاس العالم ويفرح كل المصريين ويتسعدوا !!!!
وادعوا معايا يارب النصر لمصر النصر لمصر !!!!!





09 نوفمبر 2009

تمطر الدنيا فرحا ..... !!!!!!!



( ١ )
الفرار

تسللت لمنزله ليلا ....
هاربه من ابيها ، هاربه من قيودها ... تحبه حبا مستحيلا لاتسمح به التقاليد .... تدرك جريمتها ، فداحه خطئها ، تفهم طبيعه عقابها .... لكنها تحبه وهو مريض لايقو
ي علي مغادره فراشه ... تشتاق اليه .. تتمني تراه ... تدلك جسده المتعب باصابعها المحبة فقط تراه ... لن تقترب منه ، لن تمسسه ، لن تدلك جسده باصابعها مهما تآوه تتمني تراه ... تتمناه يفتح عينيه يراها واثقه من شفاءه .... سيتعافي وقت يراها حين يعرف قدر حبها الذي عذبه ستراه وتقف بعيدا ... لن تشم انفاسه التي ادمنتها لن تلمس اصابعه التي افتقدتها لن تتمني حضنه ملاذا لكل اوجاعها تتمني تراه .... تتمناه يتعافي وقتها ستبعد عنه ستنساه ستتركه ستخضع لقيودهم لاوامرهم لصرامتهم سترمي قلبها في الرياح الكبير وهي عائده من منزله لن تحتاج قلبها مادامت ستبعد عنه فقلبها خلق من اجله وسيموت ايضا من اجله ...



( ٢ )
القدر

احبته قدرا واحبها عذابا والحب لامكان له في بلادهم تقدم للزواج منها فرفض تاديبا له علي الحب المحظور ضربت حتي كسرت اضلعها عقابا له علي انحرافها المشين فمن تعشق تقتل ومن يحب يرفض قانون جائر تعرفه وترضخ له لكن القدر لم يرضخ ودفعهما لطريقهما المحتوم ابتعد عنها خوفا عليها وبقي يحبها ابعدت عنه جبرا وبقيت تحبه واليوم علمت بمرضه بكت حتي اسودت الدنيا في عينيها لاتري الا وجهه لم تعد لحياتها معني او قيمه غدا او بعد الغد سيزفوها لرجل يغتصبها الف مره باسم التقاليد والعادات والاصول غدا او بعد الغد سيقتلوها علي نغمات الدفوف ويزغردوا فرحين بموتها لكنها لن تموت علي ايديهم ستموت بقرارها بطريقتها باختيارها ... ستذهب لتري حبيبها وبعد
ها فليقتلوها باي طريقه فكل الطرق في الموت تتساوي !!!


( ٣ )
الخوف

خرجت في عباءه الليل متدثره بعباءتها السوداء
لاتري طريقها في الظلمه تتعثر في خطواتها لاتكترث باشباح الليل التي تنتظرها علي النواصي المهجوره قلبها يعرف طريقه .. خطوتين والثالثه ستدخل يمينا ثلاث خطوات ستجد بابا خشبيا قديما تعرفه ستطرق طرقتين ، سينفتح الباب ، ليس مهما من سيفتحه لكنها ستدخل .. تصعد السلم وتفتح الباب ستجده نائما في فراشه مريضا ، ستراه ، ستدعو له بالشفاء ، ستناديه تطمئنه بوجودها وترحل هل هذا عيب او حرام لماذا يمنعوها تراه وهو مريض لماذا يعاقبوها لانها ستدعو له بالشفاء هل زياره المريض والدعاء له بالشفاء جريمه كبري تستحق كل ماسيحدث لها وهي تعرفه وراضيه عنه سارت خطوتين متعثره في الطريق المظلم حتي القمر خاف مما سيحدث واختبآ خلف الغيمات الموحشه حتي اشباح الليل فرت من طريقها وتركت لها الشارع مخيفا حتي الكروان احتبس صوته كانه يخاف يوقظ ابيها حتي جدول المياه الصغير تحت شباك غرفتها ركد كان روحه قتلت سارت خطوتين متعثره في الطريق المظلم قلبها منارتها وفنارها وبوصلتها ودليل نجومها ....


( ٤ )
اللقاء .. الوداع

وقفت امام الباب
الخشبي طرقت الباب طرقتين فتحت لها امه كادت تصرخ ، كتمت انفاسها ، لاتخافي ارتعدت الام ، ارتعشت ، مالذي اتي بك لمصيرك احتضنتها وصعدت تجري لغرفته كانها تخاف الوقت يسرقها كانها تخاف وصول ابيها فيمنعها من رؤيته كانها تخاف القدر يتلاعب بها فلا تدعو له بالشفاء صعدت تجري دفعت الباب ودخلت وجدته علي الفراش عليل ركعت علي ركبتيها وامسكت بكفيه ساخنتين كقطع الجمر الساخنه من قلب المنقد كادت تلمس جبهته كادت تقبله كادت تحتضنه فهذه هي اللحظات الاخيره التي ستعيشها بقلب بعدها ستقتل قلبها وتعيش بعيده عنه حياه كالموت ، بل الموت احن كانت تلقي نفسها في حضنه تخطفه في حضنها تمنت له الشفاء وتمنت لنفسها الموت فتح عينيه وشاهدها ارتسم الرعب علي وجهه الشاحب يعرف ثمن زيارتها سيفقدها للابد شحب اكثر واكثر لم يجد صوتا يصرخ به في وجهها غضب منها ولم يسعد لرؤيتها مرض اكثر لم يشفي ولن يشفي قتلته بزيارتها الليليه قتلت احلامه قتلت طمآنينه نفسه انتحرت علي عتبته وكان يحلم بالعيش معها العمر كله تمني لو تريثت ، لو فكرت بعقل لكنها انتحرت وقتلته حاول يسحب كفيه من كفيها لكنها تشبثت بهما استجدته استجاب ترك اصابعه بين كفيها يستحلب اللمسات الاخيره يبكي بلا صوت ، يئن بلا نحيب يلومها لاتكترث بعتابه ولومه قررت تنتحر بحق وتموت راضيه عن حياتها قامت واحتضنته وقبلت جبينه صرخت امه فزعا خافت عليها شاهدت دماءها تسيل تحت فراشه وفوق ملابسه اختطفتها بعيدا عنه دفعتها علي السلم للباب لم تودعها ،دعت لها بالسلامه وبقيت خلف الباب تنصت تنتظر صرختها التي تعرف صهيلها شابه صغيره قتلها الحب وماتت اكم من شابات صغيرات قتلهن الحب وماتوا تمردن علي القهر والظلم والتقاليد وقتلوا سعين للانتحار فنحروا بقي في فراشه يرتعش ينتظر صوت حشرجتها الاخيره يعرف انه لن يراها ثانيه انها لن تعيش بعد اليوم يعرف ان حبه قتلها وان حبها قتله يعرف انها ستقتل وانه سيموت بحسرتها تمني لو صبرت لو انتظرت لو تحملت لو تركته مريضا حتي يشفي او يموت هذا كله اهون عليه مما سيراه ....


( ٥ )
الرحيل

تدثرت بعباءتها جيدا اخفت وجهها مسحت اثار اقدامها من علي الطريق توشحت بالظلام ساتر لفضيحتها القت بقلبها في الرياح وقررت تنساه بعدما وشمت بنيرانها قلبه ستنساه وحتي لو ماتت لاتكترث بحياتها فهي ستعيش في قلبه حياه اخلد من اي حياه كادت تصل منزلها فقط خطوتين وتدلف للدار وقتها ستقفز لفراشها ستغمض عينيها لن يشعر احد بخروجها وعودتها و....... .....لم تشعر باي شيء حدث بعد ذل
ك لم تعرف انها ذبحت علي باب المنزل لم تعرف ان ابيها واخيها تربصا بها وقت خرجت وانتظرا عودتها لم تعرف ان ابيها رفع راسها فوق النصل متباهيا برجولته لم تعرف ان اخيها لطخ اصابعه بدمائها وذهب لمنزل حبيبها ولطخ جدرانه بدماءها لم تعرف ان حبيبها انفجر في البكاء وتملكته الحمي لم تعرف ان امها فقدت عقلها وسارت في الشوارع تهذي زهرتها الجميله التي دهست لم تعرف انها عاشت في قلب حبيبها للابد وانه لم يعرف امرآه غيرها ولم يحب امرآه غيرها ولم يشاهد امرآه غيرها وان اصابعها مازالت بين اصابعه وقبلتها مازالت تنبض فوق جبينه .......


( ٦ )
الخلود

لكن قلبها الذي القته في الرياح
خرج للضفه القريبه وغرس نفسه داخل الارض وتحول لشجره كبيره كبيره يجلس الان تحت ظلها العشاق وتتبارك بها النساء العاقرات قلبها تحول لشجره المحبين يحفر علي بدنه العشاق اسماءهم ، تراقبهم روحها ، تسعد بحبهم ، تحيا في غرامهم وقلوبهم ، يكتب المحبون اسماءهم علي القلب الشجره ، فيبتسم العاشق المجذوب وتبت
سم العاشقه المذبوحه وتمطر الدنيا فرحا!!!!!



اجبني ارجوك .....!!!!!!!




مازالت دموعي تتلاحق ..... كانك غائب !!!
مازالت دموعي تنهمر كالامطار الاستوائيه .... كآنك لن تعود !!!
مازالت دموعي ساخنه ملتهبه
كحمم البراكين المنصهره تتساقط علي وجناتي ...... كانك رحلت فعلا !!!

لكنك موجود !!! لم ترحل !!! لم تغيب !!! لم تفارق !!!!
لكني ابكي كل مخاوفي من رحيلك وفقدك وغيابك !!!!
ابكي كل مخاوفي التي اعرف مرارتها جيدا واموت ولا اعيشها ثانيه !!!!

لذا لااقترب منك !!! فكل ماستمنحه لي لن يطمئني !!!
كل ماستمنحه لي لن يبدد مخاوفي !!!
كل ماستمنحه لي لن يصرف اشباحي المخيفه !!!
وكل ماسامنحه لك مرير بمذاق الخوف بنكهه الوجع
خليط لااظنه سيرضيك لااظنه سيعجبك !!! هكذا اظن !!!

لااقترب منك ادرك جيدا حملي وهمي وعبئ ومخاوفي
ووجعي الدفين وحزني الازرق و امنياتي المهزومه التي اتوق لتحقيقها !!!
ماذنبك تسدد فواتيري القديمه !!!
ماذنبك تربآ الصدوع التي فتتت نفسي في وقت كنت فيه بعيد !!!
ماذنبك تعالج نفسي من اوجاع الحقب الجغرافيه السابقه !!!
ماذنبك تطيب جروحي التي مزقتها انصال الحياه القاسيه التي لم تعشها معي !!!

عندما التقينا كنت اعرف وكنت تعرف ان ما بيننا يفرقنا اكثر مايجمعنا !!!
كنت اعرف وكنت تعرف ان لقاءنا مؤقت الي حين اخر !!!
كنت اعرف انك سترحل واني سابكي !!!
كنت تعرف انك سترحل واني سابكي !!!
لكنا قررنا نعيش لحظه التلاقي وليذهب العالم للجحيم !!!
والتقينا علي بوابات الرحيل علي بوابات الوداع علي بوابات الالم !!!
التقينا وانا اراقب خيالك متي سترحل ؟؟ ...
التقينا ولم نلتق ....
لم اطمئن لوجودك لم استمتع بحضورك
لم اغفو لاني كنت انتظر دقات الساعه التي ستحدد وقت رحيلك !!!

هل دقت الساعه !!!!!
هل دقت الساعه !!! اظني سمعتها او احسست اني ساسمعها !!!
اظني رايت خيالك يستعد للرحيل !!
اظني احسست دموعي تتكون خلف مقلتي تستعد للانهمار !!!!!
اظني بدآت في البكاء !!!!!
اظنك رحلت او استعديت لرحله الرحيل الاخيره !!!!!

هل رحلت ؟؟؟؟؟ هل سترحل ؟؟؟؟؟؟
هل مرة تلو الاخري سابكي وجع الرحيل واظلم ؟؟؟
ساعاقب عن ذنب لم اقترفه ؟؟؟؟

لذا لن اقترب منك ولم اقترب
كنت ادرك ان لقاءنا مؤقت وانك سترحل
هل التقينا لترحل ؟؟؟؟؟؟
ام اننا لم نلتقي اساسا ورحلت غاضبا مني ومن كل مشاعري الموحشه !!!

لااعرف بالضبط مالذي حدث !!!
كل مااعرفه ..... انك سترحل سواء التقينا ام لم نلتقي !!!
وان دموعي جاهزه للانهمار تنتظر لحظه رحيلك الحتمي !!!!!

اغضب احيانا من الدنيا التي تغدر بي وتمنحني مالا استحقه !!!
فكل ماحدث ويحدث لااستحقه !!!
لكن من قال اننا نحصل من تلك اللعينه علي مانستحقه !!!

هل رحلت ام سترحل ؟؟؟؟
هل لم تاتي اساسا وانا اعيش مخاوف الوهم واستعذبه !!!!
اجبني ارجوك ؟؟؟؟


02 نوفمبر 2009

السيدة العجوز !!!



( ١ ) الغيبوبة
نظرت الابنة الشابة الي ساعتها ، تشير عقاربها الي السابعة هاهو الليل يقترب وظلامه يسود ، ارتبكت كأنها تتمني من الزمن الثبات والسكون فحركته المستمرة خطوات أخيرة في رحلة الرحيل التي بدأت ولم تنتهي بعد ، أحست ان الدقائق المتتابعة أسياطا تلهب قلبها بضرباتها الموجعة تألمت كأنها تٌجلد بالثواني المتلاحقة وتٌضرب بالدقائق كأنها سٌتهزم بتتابع الساعات المستمر تأخذ معها الوقت والعمر وترحل...
لمعت الدموع في عيني الابنة الشابة تهمس بكلمات لاتحفظها جيدا ، تتمتم بعبارات لاتفهم معناها بدقة ، تتلعثم الكلمات في ريقها الجاف فلاتخرج من شفتيها وتبقي أحجارا راشقة في نفسها ألما وهي تتأمل السيدة العجوز ترقد بطيبة علي فراشها لاتتحرك ، تتمني لحظة أفاقة تسر اليها بحبها ومشاعرها الدفينة ، ترجو لها لحظة وعيا تشرح لها فيها أحاسيسها التي لم تفصح لها عنها منذ زمن بعيد....
لكن السيدة العجوز " هانية " ترقد علي فراشها راسخة كأحجار التاريخ القديمة التي تروي للآتين من بعدها قصص عن حياة لم تعد موجودة ، قصص تاريخية تبقي ويذهب أصحابها ، تراقب السيدة الشابة صدر السيدة العجوز يعلو ويهبط ، ترتعش من فكرة ان يعلو ويسكن او يهبط ويسكن ، تتحرك من مكانها وتقترب من فراش السيدة العجوزة وتكاد تضع يدها علي صدرها تجدف له بعزيمتها حركة رئوية منتظمة صعودا وهبوطا تحافظ علي ايقاع حياتها الغالية لكنها لاتقوي علي لمسها ، تحسها رقيقة متهالكة هشة ستنهار تحت لمساتها مهما كانت حانية ..
ابتعدت الابنة الشابة عن الفراش والتصقت بالشباك محكم الاغلاق كأنها ترسل امنياتها للسماء لاتخذلها ، اقترب شقيقها ولمس كتفيها برقة وتوجس "روحي استريحي وتعالي بكرة" انتفضت غاضبة كأنه يطردها وهو الضيف الغائب الذي لم يعد اليهم الا مؤخرا وبعد فوات الاوان ، نظرت له بضيق واضح تستنكر حديثه بل تستنكر وجوده ذاته فقد اعتادت غيابه الدائم ولم تقرر بعد الصفح عنه وتقبل عودته وسطهم بعد الاختفاء الطويل ، ربت علي ظهرها وتراجع وكأنه يعتذر عن حديثه وعن غيابه وبقي واقفا صامتا تحت المصباح الركني يراقب السيدة العجوز يتمني ان يقبض بعينه علي لحظة رضا من فصي قلبها المضيئين في ذاكرته دائما بالحنان يختبئان منه تحت تجاعيد وجهها الهرم ، لحظة رضا عرضتها عليه كثيرا فلم يحرص عليها وتكبر وبقي في سفره غائبا عنها حتي عندما عاد مهرولا لم يجدها ووجد مكانها هذا الجسد الهش يستعد للرحيل لايدرك وجوده ولااهميتها عنده !!!
مرت الدقائق بطيئة يلهث معها البشر المكدسون في الحجرة الضيقة وهم لايتحركون ، يحدقون بتمني في السيدة العجوز التي ترقد علي فراشها بلا حركة ، كأنهم ينتظروا منها رسالتها الاخيرة الكريهه الي قلوبهم لكنها لم ترسلها بعد ، يحدقون اكثر في وجهها كأنه هو الذي سيكشف لهم حالتها الواقعية ، لكنه لا يتفاعل معهم ويبقي علي حاله مشوبا بالاصفرار ساكنا ، يقترب ابنها الاكبر من انفها يضع كفه يحصي انفاسها البطيئة فتتدافع في يده الواحد تلو الاخر واهنة لكن منتظمة فيبتعد وعلي وجهه احساسين متناقضين ما بين القلق من طول الانتظار والامتنان الدفين لانها لم تغادرهم بعد ....
تنظر السيدة الشابة لباب الحجرة تنتظر من سيدخل ، لكنه لايدخل ، تقترب من السيدة العجوزة تلمسها تحسها انتفضت تحت يدها تكاد تسألهم " شوفتوا ؟" لكنها تصمت وهي تقرأ علي وجوههم القلق المعهود الذي يجيب علي سؤالها المكتوم فتقبض علي شفتيها كأنها تمنعهم من النطق ، انفجرت في البكاء وهي تنظر للسيدة العجوزة تنتظر افاقتها ، لكن انتظارها طال وطال فلم تفيق ولم ترحل ، خيم الترقب علي اجواء الحجرة الضيقة ممزوجا برائحة القلق والتوتر والخوف ، ممزوجا برائحة الانتظار المر الذي يشعره البشر المكدسين فيها متراصين جنب بعضهم البعض كأنهم يستنجدوا من مخاوفهم ببارقة امل يرسمها أي منهم علي وجهه ، لكنهم يخذلون بعضهم يأسا فالامل غائب عن قلوبهم والانتظار الكريه يحتل نفوسهم يحاصرهم ومعه رائحة الموت خليط من الرهبة يأسرهم جميعا " يارب عدي الليلة دي علي خير " همست السيدة الشابة فهز شقيقها الاصغر رأسه يوافقها لكن بقية الموجودين لم يشاركوهم الدعاء ، يتصورونها الليلة الاخيرة فتطفو احزانهم علي السطح مثل عصا موسي تلتهم كل مشاعرهم وامنياتهم الاخري!!!
فتح باب الحجرة فانتبهوا جميعا ، دخل الطبيب تفوح منه رائحة العطر النافذ مبتسما كأنه لايري ما يرونه ، ثبتوا ابصارهم بقسماته كأنهم يرجونه ان يطمأنهم ، اقترب من السيدة العجوز رمي سماعته علي صدرها برتابة وملل ، رسم علي وجهه اهتماما لا يصدقونه ، اقترب من الشاشة النابضة بخفقات قلبها ونظر اليها يقرأها ولايقرأها ، جذب العمود المعدني المثبت به خراطيم الشفاء مثبته في ظهر يدها بقوة وقربه من فراشها وابتسم ابتسامة مصطنعة لجميع الموجودين بالحجرة " الحالة مستقرة " واعطاهم ظهره وخرج فلم يرد علي سؤال ابنها الهامس " يعني ممكن تفوق ؟؟" خرج وهو يؤكد للممرضة الواقفه جواره " خليك جنبها " وخفض صوته اكثر "ولو فيه أي حاجة " ولم يكمل جملته المعتادة التي فهمتها الممرضة جيدا وهزت رأسها وجميع الموجودين بالحجرة مدركين المضمون الحقيقي لقوله ....
ازداد الصمت وطأة وازداد القلق استشراءا في نفوسهم وارتعشوا من الصقيع الذي احتل الحجرة فجأ ونظروا برعب لبعضهم البعض كأن ملاك الموت تسلل وسطهم ، لكن صدر السيدة العجوز وتتابع حركته الواهنة اكد لهم ان وقت رحيلها لم يأتي بعد فغاص كل منهم داخل ذاته يبحث عن امل بعيد يستجلبه ومعه بعض الراحة التي عزت عليهم منذ زمن طويل !!
نظرت السيدة الشابة لساعتها تناشدها البطء في قفزاتها المتلاحقة للغد الموحش كأن الساعة والزمن يدفعا بها الي حافة الهاوية الما ، وقبل ان ينتبه عقل السيدة الشابة لحركة العقارب فتحت السيدة العجوز عينيها لم تري شيئا فاغلقتهما بسرعة وهي تتنتهد تنهيدة طويلة اوجعت رئتيها فتأوهت ، اقتربت منها الممرضة لاتصدق ما تراه ، احست السيدة العجوز باصابع باردة تمسك معصميها كأنها تقيدها حاولت الفكاك من القبضة القوية لكنها لم تستطع ، فتحت عينيها ثانية ، سمعت صوتا بعيدا " دي ابتدت تفوق " لم تفهم ما سمعته ، فعقلها مازال راكدا مقيدا ، شاهدت الوان لاتميزها خضراء صفراء لامعة قاتمة رأت خيالات متداخلة تتحرك كأنها اشباح الحجرة المظلمة التي اعتادت امها علي حبسها فيها وهي طفلة صغيرة ، تسارعت دقات قلبها واغمضت عينيها لاتشعر بالارتياح لاتعرف المكان الذي يحيط بها ولاتعرف الزمان التي تعيشه وسرعان ماخيم علي المكان التي ترقد فيه صوت رتيب مزعج لاتعرف ماهيته لكنه زاد من عدم ارتياحها وانزعاج الاخرين الملتفين حولها ، تبتسم الممرضة لهم كأنها تطمئنهم وتقبض بقوة اكثر علي معصم السيدة العجوزة التي تشعر بالاصابع الباردة تحيط بمعصمها باصرار اشد ، تنتبه لنبضها يتسارع تحت ملمس الاصابع الباردة يتزامن والصوت المزعج المنفر الذي يصم اذنيها ، استسلمت للاغفاء المؤقت كأنها تستنجد به من مأزق حيرتها الذي لاتعرف نهايتها ولابدايتها " ادعولها" همست الممرضة يأسا " ادعو لها " لاتعرف السيدة العجوز من يتكلم ولا تعرف "يدعو لمن ؟؟ " لكن نبرات الصوت مألوفة لها ، سمعتها في الاونة الاخيرة كثيرا ، حاولت التركيز في التعرف علي الصوت احست طنينا في رأسها كأن التركيز والتفكير دبابيس توخزها في مخها الهلامي ....
فتحت عينيها وحدقت بقوة في الاناس المحيطين بها ، بشر لاتعرفهم ، بعضهم يرتسم علي وجهه الانزعاج انفعالا وبعضهم يرتسم علي وجه الامل الوهمي ، حاولت الابتسام لكن عضلات وجهها المتيبسة لاتساعدها ، شدت جفونها لاعلي وهمست " عايزة اشرب " احست طنين في اذنها كأن عليهما سماعات ضخمة ، كأن ملايين البشر رقدوا فوق طبلة اذنها يدقون عليها ، تحرك البشر المحيطين بها مرتبكين لايقتربون منها ولايبتعدون عنها تحس توترهم وتشم رائحة افرازات الخوف تنبعث من جلودهم ، يقترب ابنها الاكبر منها يمسك ذراعها باصابعه اللزجة العرقي ويهمس في اذنها بصوت خفيض " حمد الله علي السلامة ياماما " تحدق في قسماته لاتعرفه ، كأنه غريب عنها وهي غريبة عنه ، تحاول التعرف عليه ، هل شاهدت هاتين العينان السوداوين من قبل ؟ هل شاهدت هذا الشارب الاشعث قبل هذه اللحظة ؟ هل رأت هذا الرجل الطويل الوسيم ذو الشعر الاسود اللامع مشذب الخصلات من قبل ؟ تحس نفسها عاجزة عن التفكير ، عاجزة عن الفهم ، تحس نفسها غارقة في يم من الغموض لاتقوي علي الخروج منه ، تقترب منها السيدة الشابة ، تهمس في اذنها بعبارات لاتفهم معناها ، تفتح عينيها فتري سيدة جميلة منزعجة شاحبه الوجه تحيط الهالات السوداء بعينها دليل ارهاق لا تفهم سببه ، تحاول سؤالها " انتم مين ؟" لكن احبالها الصوتيه متكلسه لاتتحرك فتبقي الكلمات في عقلها معاني لايسمعها احد ، فتغلق عينيها غضبا من الحاله الغريبة التي تتحكم فيها كأنها لاتعرف نفسها ذاتها ويرتفع صوت شخيرها المنتظم عاليا ، تتداخل الصور والاحاسيس في عقلها وتغيب وتغيب ..

( ٢ ) الجدران الخاوية
فتحت هانية باب شقتها ودخلت منهكة يحتل نفسها الوحشة ، .. كان الضوء في صالة شقتها ضعيفا لاينير ولا يطمئن ، يأتيه اشعتها يثير في نفسها مخاوف الوحدة ، القت بحقيبتها جانبها علي " الكنبة " القديمة ، خلعت حذائها وطوحت بفردتيه بعيدا وتركت لجسدها حرية الحركة فاذا به يتكور حول نفسه كأنه يحتمي من حالة الوحدة التي تتملك هانية و تؤلمها كملايين الرماح المشحوذة المغروزة في جسدها ومراكز الاحساس في مخها ، اغمضت هانية عينها تتمني النوم او الموت او كليهما ، لكنهما عزا عليها وتركا لها الارق بديلا مكروها لاتملك الهروب منه ولاتقوي علي الفكاك منه ، فهاهي وحيدة ثانية بعد رحيل كل ابنائها فلم يبقي لها بعد غيابهم الا الجدران الباردة للشقة الخاليه رفيقها الابدي وانيسها الوحيد يبدد وحدتها كرها عنها ، الانيس الوحيد الذي يصاحبها طوال يومها وليلها ، في يقظتها واحلامها وكوابيس نومها ، رفيقها الصامت الاصم تكلمه فلا يرد عليها ، تشكو له فلا يتعاطف معها ، لكنه رفيقها المحبب الي قلبها والذي بقي لها دون غيره ، الجدران البارده للشقه الخاليه انيسها الوحيد كلما استبدت بها الوحشة تطوف بعينها علي الجدران فتري تاريخ حياتها شريطا سينمائيا يجري فوق الجدران ، هنا ضحكت هنا صرخت هنا ولد اكبر ابناءها وفرحه عمرها ، هنا ارتمت تبحث عن حضن دافء فلم تجد الا الحائط القبلي ينتظرها جسدها الوهن يوم وفاه ابنتها الصغيره التي ولدت وماتت لتترك في القلب ندبه موجعه طيله العمر كان مافيه من اوجاع لايكفي الزمن القاسي !!!
همت هانية بالقيام من مكانها لكن جسدها ابي ورفض وآثر البقاء ساكنا غاضبا من حياته تلك الحياة التي عاشتها كعربة القطار المتهالك تسير بطئية ولاتصل ابدا الي محطتها الاخيرة ، تنهدت هانية كأنها تذكر نفسها انها مازالت حية لم تقبض روحها بعد ، تذكر نفسها بأن احاسيس الوحشة التي تتملكها دليل حياتها وان احاسيس الوحدة التي تسيطر عليها هي قوت ايامها القادمة ، عليها الاعتياد علي الوحدة واشباحها المخيفة ، عليها الاعتياد علي الانفراد بنفسها وتحمل سياط لومها الموجعة ، عليها الاعتياد علي الصمت وصفيره المزعج يطن في رأسها يؤلمها ، عليها استدعاء البهجه من الماضي البعيد فالحاضر لايفرح ، عليها التنقيب في صندوقها الموصد عن بقايا السعاده ، تقصد بقايا لحظات السعاده ، التي عاشتها متناثره فمنحت حياتها المريره بعض المعني وبعض القيمه ، مازالت الجدران انيسها الوحيد ، هنا وضعت صوره امها ، ربما لتتذكر قدر قسوتها فلاتقسو علي اطفالها ولا تمزق نفوسهم بصرامتها مثلما فعلت الام التي احبت الابنه الصغيره وكرهت الحياه التي منحتها لها قيدا وهما وعبئا فافرغت في الابنه كل مشاعرها القاسيه ومزقتها بمنتهي الحب والامومه !!! هناك كانت صوره زوجها الحبيب ، الرجل الذي دخل حياتها كالشهب اسعدها وغادرها مسرعا ، الرجل الوحيد الذي احبته وحن عليها وخصب رحمها ومنحها من قلبه ثلاثه اطفال ومات بسرعه قبل ان تنتبه بحق لقيمته في حياتها ، هنا كانت الصوره جللتها بالسواد سنينا خلف سنين حتي لاتنسي قدر حزنها عليه ، من اخذ الصوره من ابناءها لاتتذكر وترك لها بقعه شاحبه علي الجدران تذكرها بالحبيب الذي رحل من بين ايديها وهي في اشد احتياجها اليه ، علي الجدار البعيد علقت صور اطفالها في كل مراحل حياتهم ، كل الجدار تحول لحائط ذكريات ، تحدق فيه فتلمح ابنتها تحبو وتري ابنها في يومه الاول بالمدرسه مبتسما سعيد ، تحدق في الجدار تري صوره زفاف ابنتها ، شموع سبوع ابنها ، حين رحل الابناء لم يبقي الا ذكريات رصصتها بعنايه واهتمام علي جدار غرفتها الاثيره كانها تبقيهم معها رغم انفهم ، انتم معي ولو رحلتم ..... بقيت هانيه علي الكنبه تحدق في الجدران الصامته تستنطقها تصغي لها تتحدث معها ، فهذه الجدران حوت عمرها كله وهي اعلم بماعاشته هانيه وماتمنته ومامنح لها ..... انطقي ياجدران الزمن وقصي علي قصتي التي احفظها جيدا ذكريني بما يؤنسني في وحدتي الطويله !!!! بقيت هانيه تحدق وتحدق في الجدران حتي غابت عن الوعي نوما او فرارا من الواقع الموحش !!


( ٣ ) الام القاسية
وقفت هانية ترتعش امام والدتها صارمة الملامح وهي تمسك بعصاها الخشبية في يدها تلوح بها في وجهها ، تلك العصا الخشبية التي تركت اثارها مئات المرات علي جسد هانيه لحظات الم واهانة موجعه " البنت المؤدبة تقعد كويس ، تقفل رجليها ، تشد جيبتها علي ركبها " تهز هانية رأسها توافقها فتغتاظ والدتها وتهوي علي ذراعيها بعصاها الخشبية بقوة " قلت لك الكلام ده الف مرة ، اقول ايه حماره ما بتفهميش ، الناس يقولوا عليكي بنت مش مؤدبة ويقولوا عليا ... " لاتسمع هانيه بقيه الحديث الغاضب فهي تحفظه عن ظهر قلب ، تحفظه وتردده مع نفسها ساخرة " يقولوا عليا معرفتش اربي ، يقولوا عليا ام فاشلة ، يقولو عليا .... " تكاد هانيه تبتسم وهي تتلوي علي الارض تهرب بجسدها من عصا امها وضرباتها الموجعه فقد سمعت هذا الحديث عشرات المرات ولم تفهمه ابدا ، حفظته ولم تفهمه " البنت المؤدبة تقعد كويس ، تشوف البنات التانية قاعده ازاي وتقعد زيهم " ....
تنسال دموع هانيه علي خدودها المحتقنة من شدة الضرب فالعصا الخشبية تلسع جلدها كأنه ملايين النحل ينقض علي لحمها يأكله ويؤلمها ، تتلوي في الارض وهي تصرخ بصوت عالي هسيتري " اخر مرة ياماما " لكن والدتها لا تصدقها وتزداد في عنفها ، تجري خلفها وهي تتوعدها " المرة الجايه حاموتك " ترتعد فرائص هانية وهي تصدق ان امها ستقتلها ضربا فتحاول الفرار من قبضتها ويرتفع صوت صراخها " حرمت ياماما " لكن والدتها لا تسمعها ، وتحكم قبضتها علي ذراعها تقيدها وهي تضربها بقوة وعنف علي بقية جسدها المنتفض " كل مرة حرمت ياماما ، حرمت ياماما ، ومافيش فايدة " .....
يرتفع صوت صراخ هانيه ممزوجا بشهقات بكاءها لا تفهم حقا سبب هذا الغضب ومبرر ذلك العنف ، فهي كانت تلعب مع صديقاتها في الشارع وانهكن من كثرة الجري فجلسن جميعا وهي معهن يلتقطن انفاسهن علي السلم وقبل ان يقمن ثانية دخلت والدتها من مدخل البيت تحمل اكياسها الثقيلة عائده من السوق ، شاهدتها جالسه علي السلم تضحك مع صديقها العزيزة مروة ، كان فستانها منحسرا عن فخذيها قليلا وكانت تهم ان تشده يكسي ركبتيها ، وقبل ان تلمسه كانت والدتها قد امسكت باذنيها تقتلعهما تجرها خلفها الي شقتهم مشتعله بالغضب ، ولم تقبل من هانية أي شرح " طب هما بنات قللات ادب وانتي " ولم تقبل اعتذارها " تاني اسفة ، اعمل ايه انا باسفك لما الناس يقولو عليا .... " ولم تسمع هانية بقيه الحديث تفكر في الضرب المبرح والعصا الخشبية والالم الموجع الرهيب الذي ستشعر به والاحمرار الذي سيلحق بجسدها ينقلب علامات زرقاء لاتنمحي ، تسيل دموعها الما وقهرا فهي المذنبة بذنب لم تفهمه ابدا ...
تتوعدها والدتها بصوت مخيف " المرة الجايه حاكسرك رجليلكي اللي بتشلحيهم دول " تهز هانيه رأسها رعبا ،فهي لن تكشف ساقيها بعد الان ابدا ابدا مهما حدث ، ستشد ملابسها تكسوها حتي وهي تلعب ، ستفكر في الامر دائما ولن تنساه ابدا ، لن تنسي ان ساقيها العارتين هما سبب هذا الضرب المبرح والاهانات المستمرة ومواويل الالم التي تشدوها امها يوميا تنعي حظها وحياتها وتلعن الايام السوداء التي اجبرتها علي تربية فتاه صغيرة وحدها بلا رجل " مش كفايه ابوكي واللي عمله فينا " ...
ولان هانيه لاتتذكر ماذا فعل ابوها في امها وفيها ، فهي لاتتذكره اساسا ، كل ما تخزنه الذاكرة عن ابيها قسوته علي امها وعدم اكتراثه بها ،كل ما تتذكرة صراخ امها المستمر وعويلها الذي لا ينقطع ومرثيات الحزن والوحدة التي تستدعيها يوميا وتشدو بها باكيه حزينة ، لانها لا تتذكر ابيها تعجز عن الرد علي امها اوالتعاطف معها فيبدو علي وجهها حيادا بليدا حائرا يثير حنق الام ويدفعها لضرب هانية بعنف اكثر ، تحاول هانيه الفرار منها ومن عصاها لكنها لا تفلح فتحاصرها والدتها بضرباتها الموجعه التي تنتهي دائما ببكاءها الغاضب "عايزه الناس يقولو ايه معرفتش تربي بنتها " الذي يتصاعد ندبا مستمرا لحياتها التي ضاعت "مش كفايه ابوكي سابنا ومشي " ثم يتطور ادانه للصغيرة هانية " اعملك ايه تاني ، مانا قاعده جنبك زي البيت الوقف اهو " ادانة تستوجب من والدتها عقابا يتمثل دائما في ضربات متتالية بالعصا الخشبية التي حفرت في نفس هانية اخدود ألم لم تخرج منه ابدا حتي بعد فوات السنين الطويلة والي الان ، اخدود ألم مازال يلازمها وهي في لحظات حياتها الاخيرة ترقد علي فراش الموت في غيبوبة لم تفيق منها بعد ...
تحركت السيده العجوز في فراشها فانتفض الابناء في الغرفه الضيقه يتصورها ستفيق وترحمهم من انتظار رحيلها الموجع ، لكنها لم تفيق كانت تفر من عصا امها التي ضربتها بها منذ سبعين عاما ، تلك العصا التي بقيت هي والمها يلازما هانيه طيله الحياه بوجودهم المهين ، حاولت علي فراش الموت تفر من العصا لم تقوي علي الفرار كادت تبتسم وسط غيبوبتها توصيهم بالعصا التي مزقت جسدها لتدفن معها !!


( ٤ ) احمد
فتحت السيدة العجوز عيناها تحس الما يسري في جسدها وكأن والدتها مازالت تضربها بعصاها الخشبية ، لكنها لا تتذكر والدتها ولم تستطيع استدعاء ملامحها ، كل ما تحسه وتتذكره فقط ضربات العصا الخشبية واحمرارات الالم التي بقيت في جسدها طويلا وفي نفسها حتي الان ..
اقتربت منها الابنه الشابة " ماما " لكن السيدة العجوز لم ترد عليها ، فهي اسيرة غيبوبتها الظاهرة لهم جميعا ، اسيرة العجز المطلق عن التعامل مع العالم الخارجي ، هذا العالم الذي لايدرك بكل شخوصه ان حياتها هي مازالت تجري بداخلها كالمياة الجوفية لايراها احد لكنها موجودة تتذكرها واحداثها بكل المها يزيد من وطأة الشيخوخه عليها ، الم يعاتبها قبولها ماحدث لها ، يعاتبها صمتها المبرر دائما بالتقبل غير المنطقي لكل الاحداث العصيبة التي عاشتها ومرت بها ..
" ماما " همست السيدة الشابة وهي ترسم علي وجهها ابتسامه امل كاذب ، سرعان ماتواري وعاد لوجهها ملامحه التقليدية المتوترة تنتظر حدثا موجعا جلل لاتعرف كيفيه التعامل معه ، اقتربت منها الممرضة تنصحها كاذبة " كلميها ، ده يساعدها تفوق " ورغم ان السيدة الشابة كانت تعلم كذب الممرضة ، لكنها آثرت ان تصدقها استجلابا لامل وهمي تحتاجه يؤخر احزانها التي ستغرق فيها قريبا " عارفة ياماما ، احمد رجع من السفر ، ساعه ماعرف انك تعبانه رجع فورا ، من المطار علي هنا " اخذت السيدة الشابة تقص علي امها قصة شقيقها العائد من سفره الطويل تحفزها علي الانتباه لكن السيدة العجوزة كادت تقاطعها تناشدها الصمت ، فهذه اللحظات مهما طالت هي لحظاتها الاخيرة تحتاجها للنظر في حياتها هي و مااصابها فيها " احمد متأثر جدا ياماما ، شدي حيلك وفوقي وشوفيه ، ده نفسه خالص ياماما يسمع صوتك ، ها ياماما " ولاتكمل السيدة الشابة كلماتها تختنق في حلقها فتصمت ، وقتها ينشط عقل السيدة العجوز اسيرا في جسدها العاجز يستدعي ذكرياتها المهددة وصاحبتها بالفناء والصمت الطويل .. تتذكر احمد ابنها الاكبر ذلك النذل ، سافر وتركها واشقاءه الاصغر بعد وفاه ابيه ، فكر بانانيه في نفسه ورحل ، لم تشفع لها دموعها عنده ، طمئنها سيعود قريبا ، ولم يعود ، انتظرته ثم قررت تنساه ، ادعت نسيانه ، تجاهلت اخباره التي دابت ابنتها قصها عليها ، احمد ... عاد الان وهي صامته اسيره الجسد الوهن والروح تستعد للفرار من كل الوجع الذي عاشته ، لماذا لم يعود في وقت ابكر ، ربما وقتها صفحت عنه وعانقته واخبرته انها لم تنساه ابدا ، ان غضبها منها تبدد وانها كانت تدعو له طيله حياتها ، لماذا لم يعد وهي بصحتها فتخرج تنتظره في المطار وتطهي له الوجبات التي يحبها ، لماذا لم يعد في وقت ابكر وهي تحتاجه ، كانت ستذهب معه للطبيب ، تخرج تتمشي معه علي الكورنيش تقص عليه احداث طفولته المضحكه ، لو عاد ابكر لبقيت لها صحتها ، فحزنها علي فراقه اضعف قلبها ، حين غادرها ورحل ادركت ان الرحيل قدرها ابيها رحل ودفعت ثمن غيابه طيله العمر ومن بعده زوجها رحل وبكته حتي اغلقت عينيها ولم تفتحها ، وهو ايضا رحل وتركها غرس نصل جحوده في قلبها واعطاها ظهره وغاب ، بقيت ندبة غيابه داخل قلبها جرحا حيا ، لماذا لم تعد مبكرا يااحمد ....
تململت في فراشها ، اقتربت ابنتها ، تحسها ستستيقظ ، همست في اذنها بصوت متآلم جدد كل احزانها " ماما " للاسف لااقوي علي الرد عليك لكني اسمعك ، اقتربي اقبلك اخذك في حضني ابكي في حضنك مثلما اعتدت لااجد احن منك علي ، تتذكر امها وهي تموت ، كان شاحبه صفراء ، هل انا شاحبه صفراء مثلها ، كانت ضعيفه مثل الريشه هشه مثل القش مبعثره مثل الزجاج المحطم علي الارض في العاصفه ، هل انا ضعيفه مثلها ، سالت ابنتها بصوت لم تسمعه ، فهي امامهم ميته تستعد للرحيل ومع نفسها حيه اسيره لاتقوي علي الحركه ، تمنت لو تقبض علي اصابع ابنتها ، توصيها باحمد ، هو اناني لكنه طيب ، ومادام قد عاد اصفحي عنه واخبريه اني صفحت عنه واني احبه ...... ارتعشت الخطوط المرسومه علي الشاشات الموصوله بالاسلاك وجسدها الوهن ، قفزت الابنه من مكانها اضطرابا ، اقتربت الممرضه من الشاشه تقرا طلاسمها ، هدآت الخطوط ، تنفسوا جميعا الصعدا ، كانت هانية تهمس لهم لاتخافوا فميعاد رحيلي لم يحن بعد ، مازلت افكر في حياتي ولم انتهي ، ارتعاشات الشاشه انفجرت لان احمد ابني وحبيب قلبي ترك العالم كله من اجلي وحضر ، انه الحب يااغبياء يرعش الشاشات ويحير الاطباء ويخيفكم !!!! تمنت لو احمد فهم ماتحسه ... لكنها غابت وغابت و.... مازال ابناءها يبكون !!!

( ٥ ) الدمية
جلست هانية باكية محتقنة الوجه علي فراشها في ركن الحجرة الباردة تخاطب دميتها وتشكو لها همها " اهي ماما علي طول كده ، أي حاجه تنزل فيا ضرب " تتأوه هانيه وكأنها تشرح للدمية ماعانته وتعانيه دائما لكن الدمية لاترد عليها ولا تتعاطف معها " كتفي بيوجعني قوي " تشير هانية علي كتفها المتورم " كتفي " تلمس هانية كدماته وهي تؤكد للدمية " شايفه مزرق ازاي " لكن الدمية لاتري كتفها ولا تراها فهي جسم بلاستيكا اصم منحوه لها يوم نجاحها في السنه الاولي بالمدرسة هدية نجاح رخيصة....
تتأوه هانية وهي تخاطب دميتها تبحث عندها عن ملاذ لاتجده في أي مكان اخر " والله انا ماعملتش حاجة " تمسك الدمية من ذراعيها الضعيفتين كأنها تستنجد بها " ماما اللي علي طول زعلانه " تهز هانية رأسها " وتنزل فيا ضرب " يزداد حزن هانية وتقسو علي دميتها فاذا باحد الذراعين يفلت من مكانه ويقع علي فراشها لينفجر غضبها تصبه علي الدمية العاجزة صراخا عاليا " انا حاموتك ، حاموتك" وتجذب بعصبيه ذراعها الاخر كأنها والدتها فتكسره في يدها " المرة الجايه حاوريكي " ....
يزداد صراخ هانية تسمع صداه في الحجرة الخالية وكأنه الف صوت، صدي عاليا يرعبها فيرتفع صراخها اكثر " حاكسرلك رجليكي ، حاموتك " تصارع الدمية وتقسو علي ساقيها تخلعهما في اصابعها وتقذف بهما علي طول ذراعيها بعيدا في ركن الحجرة لتبقي الدمية جسدا عليلا بلا اطراف مخيف الهيئة ، تقذف به هانية غاضبه بعيدا عنها كأنها تهرب منه ومن نفسها ومن والدتها وتهمس للدمية وكأنها تهددها " المرة الجاية حاسيبك كده ، كل رجل في حته وكل ايد في ناحية ، خليكي بقي ، انتي حرة"....
تنسال دموعها حزنا علي صديقتها الاثيرة والتي لاتنام الا في حضنها ولا تستنجد من اشباح الخوف الا بها فتقفز من فراشها تلملم اطرافها برقه وكأنها تعتذر لهم عن قسوتها ، تاخذ الجسد العاجز في حضنها وتحاول باصابعها الرفيعه الصغيرة ان تدخل الاطراف البلاستيكية في مكانها لكنها تفشل وتفشل ، تخاطب هانية دميتها كأنها تستنجد بها تساعدها " ده انا بحبك خالص ، صح " تنظر هانية لوجهها الجامد " بس انتي ما تعمليش كده تاني " لاترد عليها الدمية قليلة الحيلة مكسرة الاطراف ملقاة علي الفراش لاتعرف مصيرها ، تحاول هانية ثانيه اصلاحها لكن صغر سنها وقله خبرتها لاتساعدها ....
تفتح الام باب الحجرة ، تنظر لهانية بغضب وعتاب ، تنتشل الدمية من مكانها ، تركب اطرافها المخلوعة بقوة ، ثم تلقيها في حجر هانية وهي تؤكد عليها " انتي اتهبلتي ، بتكسري العروسة ليه " لاترد عليها هانية فهي نفسها لاتعرف لماذا تقسوه علي دميتها الحبيبة " دي اخر مرة اصلحها لكي ، المرة الجاية حاموتك " وتخرج الام من الحجرة وهي تتنفس نارا سائلة غاضبه من حياتها ومن هانية " هو الواحد حيلاقيها منين ولا منين ياربي " ...
تبقي هانية وحيده ودميتها ،صغيرتين ، قليلتي الحيلة ، لاحول لهما ولا قوة ، لايعرفها كيف يفرا من مصيرهما ، لايقويان علي مقاومة العسف الذي يحيط بهما ، لاتفهم أي منهما سبب القسوة التي تلاقيها دائما ، لكن الدمية تبقي اكثر عجزا ولاتملك ان ترد علي هانية وهي تصرخ في وجهها " مش بقولك ، المرة الجايه حاموتك " يختلط صوت هانية في اذن الدمية بصوت والدتها المتوعد دائما نغمتين متقاربتين فتكاد الدمية تفر منهما معا ، لكن هانية بحنان مفاجيء تحتضنها " انتي حبيبتي " فلا تفهم الدمية سببا للعنف المستمر الذي تلاقيه منها ولاتفهم مبررا للحنان المفاجيء ، تشعر الدمية بالارتباك كصديقتها هانية التي تعاني مثلها من الارتباك الرهيب والفزع المستمر !!!!
تبتسم السيده العجوز في فراش غيبوبتها ، تتذكر دميتها ، مازالت تحتفظ بها اسفل ملابسها في قاع الدولاب ، صديقتها الوحيده ، طالما ضربتها وبكت ، طالما لعبت معها وفرحت ، صديقتها ورفيقه رحله العذاب ، فكل مره ضربتها الام ضربت هي عروستها وانتقمت منها ، الاب ترك الام غاضبه فنفثت غضبها في هانيه عاقبتها علي كل الذنوب التي لاتعيها ولم ترتكبها ، الام ضربت هانيه فنفثت هانيه غضبها في العروس تخلع اطرافها تلقيها من فوق السرير تدوس عليها باقدامها تتشاجر معها لا فخذيها عاريتين لان فستانها يكشف لون ذراعيها لان الروج الاحمر الملتصق بشفتيها عيب للبنات في مثل عمرها ، تحس هانيه خجلا من قسوتها الدائمه مع العروس ، ترتعش الشاشات ثانيه ، ترتعش بشده ، كان قلب هانيه يكاد ينفجر ، تضطرت الممرضه وتخرج من الحجره مسرعه تبحث عن طبيب يخلي مسئوليتها عن الجثه التي ترفض الموت وعاجزه عن استئناف الحياه ....
كادت هانيه تناديها ، لاتخافي ، انه الخجل من القسوه التي مارستها مع عروستي وصديقتي الوحيده ، الخجل الذي فاض في قلبي بعثره لدقاته المنتظمه ، الخجل الذي رفع الضغط فارتبكت الشاشات الطبيه ، لاتخافي وعودي ، فطبيبك لن يفهم ما بي ولن يعالجني ، اعتذرت هانيه للعروس التي مزقتها حطمتها انتقمت منها ، اعتذرت لها ، هدآت الشاشات ثانيه ، ابتسمت هانيه ، كانها سمعت صوت العروس ياتي من قاع دولابها يصفح عنها ، ابتسمت واحست صوت العصافير التي تقف علي شباكها تغرد في اذنها ، كان العروس احضرت العصافير وقدمت لزيارتها ابتسمت هانيه واحبت العروس والعصافير ونامت راضيه عن نفسها ...

( ٦ ) دعاء
تحلق الابناء حول امهم ، مازالت ابنتها تبكي ، تمضغ الكلمات المجدوله بالامنيات تناشدها البقاء ، تشفق علي ابنتها ، تكاد تطلب اذنها للرحيل ، ارهقت ياابنتي وارهق الجسد الواه معي ، كفايانا حياه ، دعينا نرحل ، لكنها تعرف ابنتها عنيده مثل ابيها ، لاتستسلم بسهوله ، مقاتله ، هكذا ربتها ، لا تتنازلي عن حقوقك ، لاتتراجعي ، لاتستسلمي ابدا ، قاومي حتي الرمق الاخير ، تعرف ابنتها لن توافقها ابدا ، لن تمنحها الاذن بالرحيل ، ستذكرها بكلماتها ، قاومي حتي النفس الاخير قاومي حتي النفس الاخير...
كانت الابنه دعاء تمتم بنفس الكلمات في نفس اللحظه ، تبكي خوفا علي امها لكنها تذكرها باقوالها ، تناشدها المقاومه حتي النفس الاخير الذي تتمناه لايخرج ابدا ، اقتربت دعاء من امها قبضت علي اصابعها ، سرت الحياه في الجسد الوهن ، ابتسمت هانيه ، هذه المقاتله هي ابنتها الحبيبه ، ابنتها التي علمتها اسرار البقاء في الحياه القاسيه ، سلحتها بمايلزمها لمواجهه الاوجاع والهم ، كفانا هزائم ، كانت هانيه تعيش كل احلامها في الابنه التي اثبتت وجودها في الحياه ، لم تسمح لرجل يكسر ارادتها ، لم تسمح لمجتمع يحاصرها ، لم تسمح لقلبها يوهنها فتضيع بين اقدام الاحبه كالكره الباليه ، كانت هانيه تعيش حياتها الضائعه في وجود دعاء وحضورها الطاغي ، كانت تراها فتبتسم ، انها الفرحه في زمن تبكي فيه الامهات انجاب البنات ، لكن دعاء اتت استجابه لادعيه امها للرحيم ان يمنحها من رحمها ابنه حانيه فاستجاب الله ليله القدر لادعيه هانيه ومنحها الدعاء الذي حلمت به وانتظرت تحققه ، ابنه لم يكسر الزمن اضلعها ولم يكسر الرجال نفسها ولم تكسر الحياه كينونتها ...
تحلق الابناء حول الجسد الوهن ، تسمع هانيه بكاء دعاء ، تشفق عليها ، لاتبكي فانت باقيه وانا باقيه فيكي ، لاتبكي فانا لن ارحل فروحي داخل روحك وافكاري تحتل عقلك وحنان قلبي يمتزج مع حنان قلبك ، انا انت ، طالما بقيت ومن بعدك كل بناتك انا باقيه ... لكن دعاء لاتسمع امها ولا تتوقف عن البكاء ، وحين يدخل الطبيب بروائحه العطريه وشعره اللامع ، تنقض عليه تكاد تنهش قلبه ، تطالبه بمداواة امها ، تبتسم هانيه ، لاتقسي عليها ، لن يداويني ، فكل علمه اعجز من اعاده الحياه لذلك الجسد الوهن الذي يشتاق للرحيل والراحه ...
يشرح لهم الطبيب بعبارات بارده ان " الحاله مستقره " وان " الشفاء من عند الله " و" ماتقلقوش " تبتسم هانيه ، صغير قليل الخبره هذا الطبيب ، لو كنت مكانه لطلبت منهم ان يعيدوني للمنزل ، اموت في منزلي بدلا من ارهاقه بالاسئله التي لايعرف لها اجابات ، تمنت لو احتضنت رضيعتها التي ماتت بعد ايام من ولادتها ، اجتاحها الشوق ، تعثرت الخطوط في الشاشات الطبيه ، لاتخافوا انه الشوق ، اشتاق لصغيرتي التي حرمت منها ، شقيقتكم التي طالما حدثتكم عن جمالها لحظه الولاده ، شقيقتكم التي قبعت في جوفي شهورا وحين خرجت للحياه ماتت ، يوم موتها شققت ملابسي ، كدت ابتلعها ثانيه داخلي ، لو كنت اعلم ان خروجها للحياه سيميتها لابقيتها في جوفي حتي متنا معا ، مازالت الشاشات تتعثر ، انه الابنه التي دخلت الحياه من بوابه الرحيل ، بعد دعاء وقبل نبيل ..... تعثرت الشاشات اكثر ، تساءلت السيده العجوز ، اين نبيل ، ابني الطيب ، المحب حد الثماله ، الحالم بعالم وردي لم يراه ، كسرته الدنيا لرقته ، ولد رقيقا حالما ، كانها وريقه ورد ناعمه يخدشها النسيم ، اين نبيل .... تعثرت الشاشات اكثر والطبيب الصغير واقف امامها يحدق فيها لايفهم مايحدث !!
نظر الطبيب لدعاء واحمد وشرح لهم عجزه عن فهم مايحدث ، فطلاسم صحه امهم تحيره ، لايفهم لماذا ترتعش الشاشات ولماذا تنتظم ، لايوجد مبرر طبي لكل مايحدث ، ابتسمت العجوز ساخره منه ، تهمس لابناءها ، الم اقل لكم لن يداويني ولن يفهم ، ترتعش الشاشات الان بحثا عن نبيل الابن الحالم الغائب عن مجلس الموت ..... فكرت في نبيل وغابت عن الوعي اكثر ..... !!

( ٧ ) نبيل
جلس نبيل علي المقعد الموجع بجوار غرفه امه ، لايقوي علي الدخول عليها ، يمزق قلبه جسدها الوهن وانفاسها البطيئه وغيبوبتها ، سالت دمعتين علي خده ، ارتبك ، مسح دموعه لايرغب احد يراها ، ابتسم بين الدموع تذكر امه ، كانت تشجعه علي التعبير عن مشاعره ولو البكاء ، لم تسخر منه مثلما فعلت جدته العجوز ، قالت له ان الرجال لاتبكي فلم يفهم كلمتها فهو رجل يبكي ، والبكاء لاينقص رجولته ولاينال منها ، سالها صغيرا ، لماذا خلق الله الرجال تبكي ياجدتي ، نهرته ولم تجب علي سؤاله واكدت عليه ، الراجل اللي يعيط يبقي خيخه ، جرحته فهرول لحضن امه بسنوات التسع يبكي يشكو جدته التي شتمته ، احتضنته امه وهمست في اذنها ، جدتك كبرت ماتخدش علي كلامها وهدهدته وغنت في اذنه بمعسول كلماتها ، هونت عليه وقع كلمات جدته القاسيه ، ابكي ياصغيري ولا تخفي دموعك فالرقه ليست نقيصه والاحساس المرهف ليس عيبا ، يوما تشاجرت مع امها بقسوه ، نبهت عليها البعد عن اولادها ، كان نبيل في الحجره بعيدا سعيدا بالمشاجره ، يتمني لو عض جدته انتقاما ، يوم ماتت بكي بحرقه وتذكر كلماتها القاسيه فطلب منها تصفح عنه هو يبكي لانه يحبها وهي ماتت .. وقف احمد بجواره يناديه ليدخل حجره الام ، يحذره ، ربما سترحل ، رفض نبيل الدخول ، لايحتاج رؤيتها فهي بداخله تحتله ولن ترحل ابدا ، نظر لاحمد بعتاب انت التي غادرتها ولم تنهل من نبع حنانها ، ادخل اجلس بجوارها واعتذر لها غيابك وحدق فيها استرجع الملامح التي شوهها المرض ، حاول تذكر وجه امك باكيه يوم رحيلك ، حاول تذكر ملامحها ، انت من تحتاج تجلس جوارها ، اما انا فلااحتاج رؤيتها ، فهي سترحل عن عالمكم وتسكنني ، ستخرج معي سليمه معافيه متمرده ثائره الروح ، ستتخلص في فراش مرضها الاخير من كل الاوجاع التي مزقت قلبها من كل ندباته العميقه من كل الهم الذي افسد حياتها ، ستتخلص في فراش مرضها الاخير من كل المنغصات التي افسدت حياتها وتخرج معي من المستشفي في احسن احوالها تحلق في السماء سعيده وتحط علي كفي كل ليله كمثل يمامه تعود لافرخها الصغيره تطعهم وتحتويهم تحت جناحها الحنون ....
نظر له احمد باستغراب لايفهم موقفه ، ياتي كل يوم للمستشفي ويجلس خارج الغرفه لايدخل علي امه ابدا ، حدق فيه كان نبيل يبكي ، هز احمد راسه متغاظا منه ، لايعجبه تلك الرقه اللعينه التي وصمته !!! ثم تذكر كلمات امه فلامها علي تربيتها لذلك الرجل الذي تشبه مشاعره ارق النساء وتركه ودخل للحجره يستفسر عن حاله امه " ها ايه الاخبار " انتبه هانيه لوجوده كادت ترد عليه لكنها كسلت فهي مرهقه لدرجه كبيره لايشعر بها احد ونامت !!!!!

( ٨ ) الحياة
تندر احمد علي رقه نبيل مع دعاء ، سمعت السيده العجوز عباراته الجارحه ، كادت تنهره ، طيله حياته لايفهم اخيه ، اشفقت علي نبيل من قسوه احمد ، تذكرت ان احمد سيغادر الوطن فور موتها وانتهاء ايام العزاء ، كانها همست لنبيل يتحمل اخيه وسخافته ، تحسه شبه امها ، ورث قسوتها ، هي وابيه كانا طيبين ، ضحكت داخل غيبوبتها ، هي كانت ، بل هي مازالت طيبه ، هي لم ترحل فيسبق الحديث عنها دائما كلمه كانت ، هي مازالت مازالت ... تشبست بالحياه ، كانها تتشاجر مع جسدها وهنه كانها تتشاجر مع جسدها ضعفه ، اضطربت الشاشات وتماوجت الخطوط المستقيمه وصعدت وهبطت المؤشرات ...
كانها سمعت دبيب من الشاشه ، انتبهت دعاء فزعت صرخت ، ادركت ان امها علي وشك الرحيل ، هكذا تقول الشاشه ، صرخت بصوت اعلي ، قبضت علي اصابعها ، لاترحلي ، مازلت احتاجك ، ارتبك احمد ، لم تصفح عنه ، لم تفتح عينيها وتراه ، لم تعرف انه ترك كل اعماله وحضر خصيصا لرؤيتها ، دخل نبيل مسرعا للحجره ، هل حانت لحظه رحيلها فيقبض علي روحها في قلبه وياخدها معه ويترك المستشفي ويرحل ، مازال صوت الدبيب عاليا ، كادت تصرخ فيهم بصوت اعلي ، هذه ليست لحظه الاستسلام ، هذه لحظه التمسك بالحياه ، هذه الشاشات صممت لرصد الموت لاتفهم لغه المقاومه والتشبس بالحياه ، اي خلل تعتبره اشارات موت ، لاتفهم طلاسم التمسك بالحياه ، كادت تصرخ فيهم لاتصدقوا الشاشات وصدقوني انا ...
انا امكم التي انجبتكم ، انا التي احببتكم ، انا التي ربيتكم ، كادت تهمس في اذن دعاء لاتخافي ياحبيبتي فانا معك ، كانت تسمع الصوت الداخلي لنبيل انتظركم فلا تتاخري ، وقت ترغبي في الرحيل اتركي لهم هذا الجسد الوهن وتعالي معي ، ابتسمت له حين تدق الساعه انت اول من سيعلم ، ابتسمت لدعاء لم تحن ساعتي بعد ، نظرت لاحمد غاضبه لكن سكرات موتها صفحت عنه ، ساموت سريعا فلا تتاخر علي عملك ولا تحقق مزيد من الخسائر ولاتبقي في المكان الذي لم يسكنك فلم تسكنه ورحلت عنه لم يطرف لك جفن ....
مازال دبيب الشاشه عاليا ، مازالت المؤشرات تتلعثم ، مازالت الخطوط المستقيمه تتماوج ، احست نفسها قويه لدرجه اربكت الاجهزه الطبيه ، افسدتها ، فرغبتها في الحياه مازالت اقوي من كل مؤشرات الرحيل التي تفهمها الشاشات ، لم تحن الساعه بعد ، احست نفسها مرهقه والحجره مزدحمه والاكسوجين قليل ، نامت داخل غيبوبتها وهدآت ، انتظم المؤشرات والشاشات وتسللت الطمآنينه المؤقته لنفوس ابناءها فجلسوا كل علي مقعد حولها يحدقون فيها يتساءلون بامل هل ستفيق يخافون من مباغتتهم بالرحيل المفاجيء!!!
لن ارحل بعد ... مازالت حياتي مبعثره احتاج لتنظيمها ... وحتي انتهي من تلك المهمه الشاقه لن ارحل !!!!

( ٩ ) الرجل الذي احبته والرضيعة
كانت علي فراشها تتكلم مع العروس ، دخلت عليها امها بنظرات بارده اخطرتها بزواجها من اخر غير ابيها ، لم تفهم هانيه علاقتها بذلك الخبر ، افصحت الام عن مفاجآتها ، ستغادر هانيه المنزل لتقيم بمنزل جدتها ، فالزوج الجديد لايريدها بالمنزل تفسده حريته واستمتاعه بزوجته ، لم تفكر ام هانيه ثانيه ، ضحت بها من اجل السعاده الزوجيه التي لم تعشها مع ابيها ، وافقته بلا تردد ، تصورت هانيه ان امها كانت مستعده لذبحها لو اراد ذلك الرجل ، احسته طيب رغب فقط في طردها من منزلها وليس قتلها !!!
لملمت هانيه ملابسها في حقيبه باليه وامسكت بعروستها وسلمت ذراعها لجدها وخرجت من الشقه لم تودع امها ....
تحركت هانيه في فراش الغيبوبه غاضبه من امها ، التي طردتها من غرفتها ولم تعطها بقيه الدمي معها ، سرعان ماصفحت عن امها ، التمست لها الاعذار ، شابه طلقت بعد زواج قصير ورطت في تربيه طفله لاب عابث لم ينفق علي ابنته وترك كل حملها علي راس المرآه التي عاشت اما محرومه من انفاس الرجال ، التمست لها الاعذار التي لم تفهمها وقت طفولتها .....
عاشت هانيه بمنزل الجده حتي تزوجت ، اشترطت علي العريس منزلا خاصا ، وافقها لانه يحبها ، انهي زواجها حاله اليتم التي عاشتها مشرده بلا منزل ، احبت زوجها الرجل الوحيد الحنون الذي عرفته لانها منحها بمنتهي الحب حلما تصورته مستحيلا ، ليله زفافها تركته ينتظر علي الفراش وجابت المنزل تغني سعيده بمنزلها ، اجلست العروسه صديقتها علي مقعد الصالون الفاخر وتركتها ودخلت نامت في حضن زوجها ورجلها وحبيبها ، وحين استيقظت صباحا هرعت لها تسر بسعادتها وتكاد تقسم انها لمحت علي وجهها ابتسامه فرح !!

( ١٠ ) الرحيل
مااجمله زوجها ومااحنه ، احست شوقا له ، لاول مره تمنت الرحيل ، احست احضانه تناديها ، ستعود لدفئه لحنانه يحميها من قسوه امها وقسوه الزمن يصالحها علي الحياه التي اوجعتها ، كانها رات وجهه مبتسما ينتظرها ، كانها رات احضانه مفتوحه للقاءها...
تذكرت ابنتها الرضيعه التي رحلت قبل ترضعها حنانها وحبها ، الرضيعه التي ماتت وتركت رحمها منتفخا متضخما وحجرها فارغ ، اشتاقت اليها ، كادت تناديها لتحضر ثم اشفقت عليها صغيره لاتقوي علي الحضور ، طمآنتها ستذهب هي اليها .......
نادت دعاء لاتحزني .... انت ابنتي وحبيبه قلبي وسر وقوتي وفيك اعيش !!
نادت نبيل لاتحزن .... انت قلبي وروحي ومعك سابقي ولن اغادرك ابدا !!
نادت احمد لاتحزن .... انت ابني البكري وحبيبي لاتحمل للدنيا هما لقد صفحت عنك منذ زمن بعيد ، حين ترحل للبلاد البعيده ستجدني ازورك في احلام نومك ويقظتك ، انت قطعه مني لن اتخلي عنها ابدا حتي لو كنت اناني تخليت عني وقت احتياجي لك !!
شاهدت وجه امها بجوار ابناءها ، همست لها صفحت عنك فاني امي اقدر عذاباتك واشفق عليك من حياتك القاسيه وافهم سر قسوتك فالانسان الذي يحتاج حنان ولايجده يستحيل عليه منح الحنان لاي شخص حتي لو كان ابنته الوحيده التي يحبها !!!
شاهدت وجه زوجها الرجل الوحيد الذي احبته مبتسما يناديها ، طمآنته ساحضر حالا
كان يحمل رضيعتها علي كتفه ، اشتاقت لها واحست اللبن الدافيء يجري في صدرها ، ابتسمت ابتسامه اوسع وهمست حاضر ياقلب ماما
شاهدت وجه ابيها يقف بعيدا ، حدقت فيه لاتعرف ملامحه جيدا ، سالته ابي ، هز راسه ، ابتسمت اخيرا زارها واهتم بها ......
حدقت في كل الاوجه وودعتهم ورحلت مبتسمه !!!! فقد انهت مآموريتها الشاقه ورتبت اوراق حياتها وصالحت احباءها ورحلت راضيه عن كل ماعاشته !!!!
صرخت الشاشات فصرخت دعاء وبكي نبيل واغمض احمد عينيه تاثرا ....
وغادرت هانيه المستشفي بصحبه زوجها ورضيعتها في افضل احوالها سعيده راضيه .......
---------------------------
بدآت كتابه هذه في يوم ما من ثمانيه اعوام وانهيتنا اليوم ... ومابين اليومين لم اقترب منها طيله تلك السنوات ...