اهداء ومقدمات

كتاب الرقص علي نغمات الهزيمة المعتادة 

إهداء............
 اهدي مدونتي وكتابي "ياما دقت علي الراس طبول"..
*** لصديقاتي الحبيبات...
ليلي ............نولة ...........ناهد..
فهن من تشاركن معي الاسرار والافكار.. فهن من تشاركن معي منتهي الجنون ومنتهي العقل.. هن من يعرفن العصفورة ويعرفن الديناصور.... ويحبوني ويتقبلوني علي حالي...

*** لروح حلمي المصري..... صديقي واخي واعز الحبايب... اجمل زهرات حديقة عمرنا الذي اختطفه الموت في ريعان شبابه فترك ندبة في القلب لن نشفي منها ابدا...........

*** اليهم اهدي جنوني وعقلي.......... اليهم اهدي دموعي وفرحي...
........... اليهم اهدي نفسي......

------------------------------------

مقدمات... في مقدمة....


انها ليست مقدمه واحده.. انها مقدمات كونت مقدمه واحده...
مجموعه من الاصدقاء القراء المدونين علي الانترنت واصدقاء الفيس بوك..
كتبوا جميعهم هذه المقدمه...
اربعه مقدمات شكلت مع بعضها مقدمه واحده لمدونه " ياما دقت علي الراس طبول "
مها عباسي... مدونه لافندر
اماني خليل... مدونة بنت القمر
عبد الهادي زيدان.. زيدان يوتوبيا
ايهاب سمره.. مدونه فارس قديم
هذه كلماتهم وقراءتهم لمدونتي وكلماتي..............
                                                                 اميرة بهى الدين


تمنت الحلم فكتبت فعشنا الحلم...
تمنت الدفء فخرجت حروفها تدفئنا..
اخذتنا ورحلت مابين سماء الدنيا وبحار الحلم خرجت كل الحروف كمئات الجنيات من بحر الايام لتعانقنا وترسم على شفاهنا ابتسامه واحيانا تبكينا....
نغفو بين سطورها عندما نحتاج الونس..
نشتاق كلماتها فى لحظات ضعفنا فهى تكاد تلمس بحروفها اوتار القلوب وتعزف معها لحن تمنيناه كثيرا ومااستطعنا عزفه..
عندما تتصاع بداخلك الكلمات وتشتاق لان تقرأ حروفك مكتوبه تشتهى البوح بدقات قلبك والتعبير عن ما تهفوا روحك اليه..
اذهب لها القى براسك على كتفها اغمض عينيك وتكلم لا تحاول ان ترتب كلماتك او تزينها فهى تستطيع ان تستوعب كل مايقال...
لا تحاول ان تفسر لها احساسك فكن على ثقه بانها ستشعر بدقات قلبك وستفهم مايدور بداخلك حتى لو عجزت عن التعبير عنه..
تمتلك من الحكمه ماتستطيع ان ينتزعك من كل همومك..
تمتلك من الامومه ماتستطيع ان تضم به بين ذراعيها جميع من تحب..
توزع اهتمامها وحبها على الجميع ولكنها بذكاء الام تستطيع ان تعلم جيدا من يحتاج اليها..
انها الحبيبه التى يهفوا لها من يستطيع ان يستوعب الحب..
نشرت حبها وعبير زهورها على الاوراق..
عشنا مابين زهورها استنشقنا العبير..
مابين قطرات الامطار التى نستشعرها تلامسنا عندما نقرأ لها..
تجولنا بين حكاويها..
هنا ضمنا يوما صديق..
وهناك تمنينا حضن الحبيب..
وهنا استمعنا لحكاوى الجدة وتذوقنا معها فنجان القهوة..
هنا وهنا وهناك
انها سيدة استثنائيه كما وصفها لى صديق...
تستطيع ان تصل الى الجميع بصبر فى بعض الاحيان تتجاهل كل شئ لتصل لمن لا يستوعب..
كلماتها وفى لحظه واحدة ترتقى بكل من حولها لتصنع صالونا ادبيا تتجول هى بين جنباته ومعها كل من يحب ان يشاركها اللحظه..
كتبت طفله صغيرة تحل ضفائرها لتصبح فتاه جميله تشتهى الحب لتتحول لعاشقه تذوب عشقا بين ذراعى حبيب لتصبح صديقه تساند صديقها وتقف الى جوارة وخلفه ومن حوله وتنتظرة وترحل معه واليه وتصبح ام تحنو على اطفالها لتراها سيدة تتمتع بالحكمه والخبرة والتجربه ..
انها اميرة بهى الدين تلك السيدة التى تمتعت بعبقريه المشاعر وعبقريه الانسان

                              مها عباسي


دقات قلبها النابض بالحياة والحب والتفائل اعلي من قرع طبول الحياة لاتهتم لها ولا تلقي لها بالا تواجهها بدقات قلب حي دقاتة موسيقي سيمفونية تبعث الدفئ امام برودة الوحدة وعذابات الحرمان
تنسب اميرة بهي مدونتها دقات الطبول مع اخواتها المدونات الثلاث الي فكرة صديقتها التي رجتها ان تخرج قصاصتها اليومية لتري شمس الصباح ولتدع موسيقي دقات قلبها تعلو علي دقات طبول الحياة..
تقول اميرة عن نفسها انها تمنح ذاتها فرصه للانطلاق والحرية عبر التدوين وتسال اليس هذا من حقي؟؟؟ ولانها حقها ولانه ليس لاحد ان يسلبها هذا الحق ولم تستجديه من احد ولم تنتظر مباركه الاخرين ولا انطباعاتهم الايجابية كما تقول...
اخرجت ما في نفسها للنور والشمس من شاء قليقبلها او يختار ما يحلو له عنها وعن مشاعرها انطباعاتها عن الفن والسينما تحكي لك عن افلامها المفضلة الاختيار ووضد الحكومة والهروب، اراؤها في السياسه عن التمييز العنصري وعلاقتنا بالولايات المتحدة جيراننا حماس ووفتح والصراع الفلسطيني الفلسطيني والعربي الاسرائيلي تتحدث عن الاخر وعلاقتها به، هي وهو..
تتحدث اميرةعن اسرار النساء في قسم نسويات اشكالية المرأة والجسد تحكي عن انواع من النساء ومن المشاعر عن العهر النفسي قبل الجسدي المرأة المصرية بدون رتوش او تجميل لواقع قبيح يرفض التزين وحقيقة مرة تعيشها النساء متلازمة الانوثة والقهر التي تكتب بايدي عربيه في اوطان كل يوم تغضب من سلببيه تعتريها احيانا او تعتري الاخرين كثيرا... اوتقص ذكرياتها مع الحياة والاولاد والاسرة والاصدقاء الراحلين واواجاع البعاد والفراق والرحيل القسري للصدقاء اللذين يخطفهم الموت او السفر...
هي اميرة بهي الاميرة البهية المكتملة تعزف سيمفونيتها الرائعة اعلي من طبول الحياة بحب وتفاؤل واشراق....

                                                                            اماني خليل



كثيرا ما اجدني حاسدا او مغبطا او متاملا لما تكتبه اميره..لا اتخيلها دون قلمها ولا اراها دون كتابتها..لا اعرف ان كانت تعشق الكتابة ام ان الكتابه تعشقها..هي مداد دائم وحبر لا يعرف الجفاف..تدق طبولها اينما توجهت..لا يعرف السكون طريقه الي كلماتها..تغتال الموات في جسد الاوراق..لا تجيد الوقوف في صفوف المصفقين..اراها قنبلة موقوتة توزع شظاياها في كل الجهات..لا تعرف المهادنة..ولا ترتمي بين ذراعي المالوف..اراها تنظر لما وراء الوجوه..ترصد خبايا النفس..ترقب المجتمع..تدرك عاهاته ولا تجملها..تعرف هفواته ولا تتجاهلها..تشاطره همومه واحزانه والامه..تسخر من سكونه وسلبية حراكه..لكنها سرعان من تعود لتدافع عنه وتسانده اذا امتدت اليه يد من خارجه..حينها لا تري فيها الا تلك النزعات اللامحدوة الشراسة...تطيح بكل الايادي الدخيلة..تقطع اواصرها وتهدم جدرانها وتحيل هؤلاء الي ادراجهم            كما اتوا.
كتابتها عزف علي كل المرارات..طبول علي كل الانكسارات..ناي حزين علي اوتار القلب..تدخلك الي عوالمها الممتدة بين ردهات المحاكم..الشوارع الضيقة..الارصفة المتهالكة..القلوب الحالمة..تراها بين اشواك الحياة وورودها..علي جنبات الواقع المرير والخيال الامل..تتشبث بروح الغد رغم كابة الواقع..تعيش مع حكاياها اختناق الشوارع ورحابة الاساطير...تغوص في اعماق الماضي فتعود الينا جديدةالحضور..بديعة الاطلالة.
هي مزج انساني رائع يعرف الحب..يحتضن الوطن..يخوض التجارب.. يقرا التاريخ..يستلهم الحب والفرحة والاسي والجنون في ان واحد..الوقوف امام كتاباتها هو اشبه ما يكون بالوقوف علي حد السكين.

                                                                      عبدالهادي زيدان



من قال أن قتل الحلم يقتل ؟ ومن قال أن قتل الأمنيات يزهق الروح ؟..........
بتلك العباره خلال سردها لطفولتها العمريه ( والتى ما كانت طفوله بالممارسه ابدا ) تفضح الكاتبه عن نواياها المتمرده فى الكتابه , تكشف عميق الحقائق بوضوح جرىء , تمر بضربات القدر وغدرات الزمن ببساطه لا تخل بكبرياء واضح.. ببساطه الكاتبه مصريه جدا.. للغايه.
 لو رسمنا خريطه لرحلة حياة الكاتبه من منظور الجغرافيا الأجتماعيه لوجدنا حركتها كانت على أرض شديدة العرض والأتساع , فمن أرستقراطية نادى الصيد ألى بؤس سرايات النيابه والمحاكم وأقسام الشرطه , فالكاتبه تمارس القانون كعمل كما تمارس الحضور الأجتماعى بحكم النشأه , تلك الرحله العريضة الأفق أكسبت الكاتبه نموا أدراكيا فائقا , فصارت لا تبهرها أجراءات الأرستقراطيه , ولا تدهشها أحداث البؤس..فتركزت طاقتها الأدراكيه على رصد وتحليل ومن ثم تدوين المشاعر والأحاسيس  قبل الأحداث , بالفعل , النصوص كلها تتجاوز الأحداث تماما بلا أدنى انبهار , لكنها تتوقف بعمق ورسوخ عند المشاعر , وأظن من هنا كان الأحساس الحميم  بعامية الخطاب رغم فصاحة النص.
كرست الكاتبه سردها لخدمة ثالوث قيمى مقدس تكون فى أدراكها ( أظن طفولتها كانت بداية هذا التكوين) , قد أقرر أن الثالوث القيمى للكاتبه هو :
أولا الونس , بالمغزى المصرى الحميم للكلمه , فالونس يشمل الطمأنينه وألأمان , الحنان , التواصل الأنسانى و.. السلام العميق مع الغير.
ثانيا التمرد على جبروت نماذج التسلط , ايا كان النموذج الجبار, أنانية ولى أمر, أو تسلط رفيق حياه , أو جبروت   ذكورى كما فى رسائل السجينات لشهرزاد أو حتى تصاريف قدريه لا اختيار لنا فيها كفقد الأعزاء
ثالث ثالوثها المقدس هو الأنصاف , ليس العدل قط لكن.. الأنصاف , بكل ماتحمله الكلمه فى العاميه المصريه من معانى نصرة المظلوم , وغوث المكلوم , الأنصاف كعطاء لا كقيمه قانونيه عمياء تمسك فى يد سيفا وفى الأخرى ميزان  وتعصب عينيها , لا.. لكنه الأنصاف  المتحقق حين تنزع سيدة العداله عصابة العين وتنظر بالرحمه للشاكين عندها
 فى كهنوت ثالوثها المقدس , يؤدى الطقوس دوما كاهن يظهر فى أغلب النصوص... هو الألم النبيل , يظهر الألم النبيل فى أغلب النصوص كاهنا فى معبد ثالوث القيم الثلاثه , بكبرياء وتفانى أبدى وتضحيات خفيه.. وأيضا.. فى صمت تام مغرق فى النيل
فى نص يصف طفولتها توغل فى وصف أنانية المتسلطين الذين سرقوا عروستها التى كانت تبثها أسرارها حتى يتجسد للقارىء وحشية أولائك الجبارين , لكنها لا تنهى النص حتى تمارس تمردها وتتحدى قتل أحلامها ببقائها هى نفسها على قيد الحياه , تجسد الغبن وعمق الظلم حين تطالب بطفولتها الضائعه , لكنها سرعان ما تحق الأنصاف بقرارها الأستمرار فى الحلم والحياه..  تحلم بالشجره الوارفه وتقرر أن تشترى المحبه بكل المحبه والونس والحميميه.. وطبعا يظهر الألم النبيل كاهنا حين تقول ( أقفز بين الزجاج المنثور على الأرض فلا أدمى قدمى.. لكن قلبى يبكى دما على مر السنين )
 فى نص تال تبدأ بالتمرد حين تقول (عفوا يا ايام الزمن القديم لم تهزمينا) وتتمادى فى تحديها (يا ايام الأزمنه القاسيه القبيحه.. سنهزمك).. ثم تمضى ألى الونس والألفه المنشوده تجسدها  فى تواصل مبهم مع  يمامه بيضاء.. ولاينتهى النص حتى يتحقق الأنصاف بحصول المراد وتحقق الحال فى روحانيه تقترب من التصوف بوصول رسالة الحبيب الغائب من خلال روح اليمامه البيضاء.. طبعا تاريخ النص كله يخدمه بأخلاص كاهن التضحيه النبيله وألمها الأبدى.
فى نص آخر حين يمتد الوصل بينهما تظهر مصريتها العميقه لتذكرنا بشخصية ايزيس.. الربه المانحه , حين يتمدد عطاؤها ساعة الوصال ليتجاوز حدود عطاء الأنثى البشريه.. فيقارب عطاء الربات فى الأساطير , وطبعا الألم النبيل لم يغب عن خدمة الطقوس فى هذا النص.
فى ياسمينه وقرنفله حمرا تتمرد على جبروت القوالب الأجتماعيه ذاتها وليس القائمين عليها فقط من المتسلطين , فتقرر أن علاقة الصداقه علاقه حره.. تبدأ حره وتنتهى حره.. مقارعة بقيمة الصداقه ما تصفه من قيمة الحب ذاته.. مره أخرى تبحث فى تمردها عن الونس, والطمأنينه.
فى كلمه واحده وريشه فى مهب الريح فقدسية البحث عن الوليف والطمأنينه هما المبتغى , تسرد تاريخ مشاعر انتهت كلها بألم.. لكن لا تنس الكاتبه تحقيق الأنصاف بترك جزء من قلبها ليدفن مع صديق رحل فجأه.. وطبعا لا يغيب الألم النبيل عن الطقوس.. ولا تنسى الكاتبه تكريمه فى نهاية النص
وحيت تحملت أمانة نقل رسالة اب غائب لا أراديا عن أبنته الحبيبه.. تمارس تقديس ثالوثها ببراعه وأخلاص متناهى.. أما الألم النبيل فكان فى هذا النص بطلا.. راويا.. تسرد عن لسانه
 تكتب بالفصحى لكن الأحاسيس تصل القارىء بعبق العاميه وعمقها , جملها من نوع السهل الممتنع رغم رسمية شكلها ألا أن القارىء يكاد يسمع تلك التنهيده المصريه الباسمه حين تكون الجمله عن الونس والوصال  أو الحارقه حين تكون الجمله عن وجع البعاد  , أو يتحمس مع نبرة الصوت أذا كانت الجمله عن التحدى والتمرد , بل يسمع تلك الزغروطه المصريه الصميمه حين يتحقق الأنصاف ويسود العدل , كل تلك التأثيرات لا تدركها الفصحى لكنها تنبع من صميم العاميه المصريه , والعجيب أن الكاتبه لم تستخدم العاميه قط ومع ذلك... أستطاعت أن تحرك مشاعرنا بمصريتها العميقه التى تغدق العواطف كطوفان النهر فى أشد مواسمه.
 فى  كفاحها لبناء حياه من خيال جميل تحصل فيها على الونس وتغدقه على الآخرين , تتمرد على جبروت المتسلطين بجرأه تصل ألى الفدائيه , وتنصف المستضعفين وهى منهم.. تصحبنا الكاتبه فى رحله رشيقه بين نصوصها التى أكاد أجزم أن معانيها تتردد فى جنبات بلادى الحبيبه منذ خط الأجداد شكاوى المصرى الفصيح حتى خطت الكاتبه.. ياما دقت على الراس طبول.

                                                                              فارس قديم

                                                                             ايهاب سمرة




مقدمتي انا
أنا روح حرة اعشق الحياة.....


احب هذه المدونة  " ياما دقت علي الراس طبول  "
احبها فهي مدونتي الاولي واقرب مدوناتي لقلبي ونفسي وروحي...
احبها منذ اللحظه الاولي التي فكرت في انشائها واخترت لها عنوانها، الحقيقه اني فكرت فيها وفي عنوانها في نفس اللحظه، عندما قررت انشاء مدونه امارس فيها حريتي واكون نفسي التي مرت سنوات طويله ولم اكنها، وقتها لم اجد عنوانا مناسبا لها الا ذلك المثل الشعبي العميق " ياما دقت علي الراس طبول " بكلماته القليله البليغه الواضحه، مثل نقوله عندما نتعرض لتجربه جديده في الحياه، وعلي الارجح تكون تجربة مؤلمه موجعه، وقتها نصبر انفسنا علي الهم والوجع بترديد كلماته التي تقول لنا ليس مهما ما نتعرض له لن يقتلنا وجعا لن يبكينا اكثر مما بكينا لن يفت عزيمتنا ويوهنا، فما نتعرض له ليس الا دقه جديد من طبول الحياه التي دقت علي رؤوسنا كثيرا، انه مثل شعبي بليغ يقوي علي المحن والهموم التي يتعرض لها الانسان في حياته، يقوي عليها باعتبارها واحده من محن كثيره سبقتها ومرت علينا ورغم قسوتها ووجعها لم تقتلنا ولم تضعفنا ولم تحطمنا، هاهو نحن مازلنا نقف علي ارجلنا نتحمل دفقات الالم المتلاحقه واوجاعها المتكرره، ومانمر فيه ليس الا حلقه من السلسله التي لم تخنقنا ولم تقتلنا، انه مثل شعبي بليغ يدعم المقاومه ويشحذ روحها ويساندك  – وقت تتذكر اوجاعك السابقه – في تحمل اوجاعك الحاليه... لذا لم اجد انسب منه عنوان لمدونتي الاولي.....
ولدت هذه المدونة في ذهني كامله التكوين واضحه المعالم بعنوانها الشامل الجامع الذي يتسع لكل خبرات الحياه التي عشتها وشاهدتها لكل الاحداث والمشاعر التي عرفتها ومررت فيها.... نعم.. ياما دقت طبول علي راسي....  بعضها دق جبرا بغير اختيار ولااراده وبعضها دق بارادتي وقراري، بعضها دق فرحا وبعضها دق حزنا، ياما دقت علي راسي طبول، ابهجتني اتعستني افرحتني احزنتني، كل هذا الخليط المتنافر المتناقض المتضاد المتماثل هو موضوع تلك المدونه، هكذا قلت لنفسي قبل اخط فيها سطرا، هذا الخليط المتناقض كمثل حياتي بل هو حياتي ذاتها هو موضوع تلك المدونة..... 
احببت هذه المدونه وانا مازلت اتخيلها كفكره لم انفذها فعلا، احببتها للرحابه والانطلاق والطمأنينه التي احسستهم في اجوائها، نعم هي مدونه رحيبه ستسمح بانطلاقي وجنوني امارسهما بطمأنينه كامله، ساعيش فيها نفسي، ساكون ذاتي، ساكشف فيها عن واحده احبها لكني اقهرها كل يوم ملايين المرات، واسمح بقهر الاخرين لها ملايين المرات، سادع تلك الواحده تتنفس في تلك المدونه، تعيش علي اسطرها وصفحاتها، مداد شراينها هو الحبر الذي ستكتب به حروفها كلماتها عباراتها، سادع تلك الواحده تنطلق في هذه المدونه علي الصفحات تقفز برشاقه وصخب فوق الاسطر ستطير فوق العبارات تحلق في السماوات البعيده تكون نفسها، تصرخ وقتما تشاء، تضحك وتقهقه كما تحب، تبكي وتنتحب وتحزن بالطريقه التي تهون عليها اوجاعها، لن اصادر عليها مثلما افعل دائما، لن اعقلها واذكرها بمقتضيات الحياه التي تقيد سلوكها وتتحكم فيها،  لن احاكمها وادينها علي انطلاقها وجنونها ولهوها، في هذه المدونه هي حرة تماما، تكون مثلما تحب ان تكون، في هذه المدونه هي حره تماما، فلتعبر عن كل الوجوه التي تخفيها خوفا من الاحكام المسبقه والادانه المفترضه، فلتعبر عن كل مكنوناتها، عن وجودها احلامها الامها اوجاعها عذاباتها امنياتها، لتقل ماتتمني قوله !!! 
ولان " الجواب بيبان من عنوانه " كشفت تلك المدونه عن نفسها وشخصيه صاحبتها بوضوح وحسم، هنا مساحات الحرية وعالمها الملون تحلق في الاجواء الرحيبه كاسراب الطيور المهاجره ترحل وتعود وفقا لقانونها الخاص في اوقاتها الخاصه، هنا الجدران المنقوشه برسومات الاطفال تكتب ببراءه وتلقائيه كمثل رسومات الاطفال علي الحوائط  تتحول احرفها لاوجه سعيده وشموسا ساطعه وبحار زرقاء ووحوش مستأنسه خرجت من كتب الحكايات وستعود، هنا حوائط البكاء التي تجلس صاحبه المدونه بجوارها تبكي وتنتحب تستدعي اوقات الحزن والحداد والدموع ترقص علي ايقاع لطم الندابات ترطم راسها بشواهد القبور وتعتقل نفسها في وحشه الليل تنعق وتنتحب، هنا كوخ الزهور الذي ستختبيء فيه طفلتنا من الاشباح والعفاريت تلهو مع الاميره النائمه وسندريلا والجميله وازميرالدا وعروس البحر واليس ببراءه وحرية وانطلاق وطفوله، هنا الذكريات الموجعه نتذكرها فنبرأ من اوجاعها، هنا المشاعر المحبطه نجترها فنسخر من اوجاعها القديمه فهي تافهه لاتستحق كل هذا الاحباط، هنا الفرح الذي عشته تتذكره يسعدك يقويك، هنا التجارب التي بدأت موجعه وانتهت بلا الم.....
" ياما دقت علي الراس طبول " مدونه تكتب فيها الاخري التي هي انا  كل مايعن لها ويشغل بالها، ربما تكتب ادبا ومشاعر وعواطف واحباطات، هذا ليس شعرا ليس نثرا، هي كتابه المشاعر، ليست خواطر، كتابه خارج التصنيفات المعروفه، لكنها حره تكتب ماتريد، ربما تتحدث في السياسه تنتقد تصرخ تمدح تلوم، ربما عن السينما وافلامها نعم هي ليست بناقده متخصصه لكنها تكتب مشاعرها وانفعالاتها وهي داخل الشريط السينمائي تعيش احداثه، تكتب خارج الانماط التقليديه تكتب في مساحات الحريه التي تقوي عليها ليس بمعني "الاباحيه" او" قله ادب " وليست "عبث " او " فوضي " وانما بمعني حريه التعبير عن الافكار والنفس والهوي، فالحياه الواقعيه الحقيقيه ثقيله وهواءها ثقيل و" دمها" ثقيل ايضا، لانها حياه داخل جدران القيود، اما في المدونه، فانت ياانا، حره تماما اكتبي وتمردي واغضبي وافرحي وعبري عن نفسك، القراء ليسوا اعداءك ولا ينتظروك بالمقاصل ولن يحبسوك في غرفه الفئران ولن يمنعوا عنك المصروف ولن ينهروك للكتابه برعونه وحمق وجنون ولن يخرجوك من جنه رضائهم، القراء ليسوا اعداءك، لا ينتظروك ليمزقوك يتربصوا بك ليهزموك، القاريء مثلك يبحث عن رحابه وانطلاق وسعاده، ان وجدها عندك تابعك وان لم يجدها سيرحل، وانت ايضا حره تكتبي ماتريدي بصرف النظر عن راي قارئك فيما تكتبيه، انت حره والقاريء حر.... ببساطه هذا هو القانون بينك وبين القاري...
ومع تتابع الكتابات التي نشرتها علي صفحات تلك المدونة، ازداد يقيني وثقتي في  ولادتها بالشكل الذي كنت اطمح اليه واحبه، هي مدونة نفسي، هي مدونه المتناقضات، الذكريات، الفرح المدوي والحزن القاتم.... هي مدونه الاحباء الاصدقاء الاهل، الاحياء الاموات، هي مدونه مواجعي وتأوهاتي، مدونه صهلله فرحي وانين نحيبي، هي المكان الافتراضي الذي ساكون فيه كما انا بالضبط، ساخلع كل الاقنعه علي بوابتها وادخل انا الانسانه التي احبها واعرفها واقهرها طوال الوقت، هي المكان الافتراضي الذي ساكون فيه نفسي، نفسي بقوتها بضعفها برزانتها بجنونها بجموحها باندافعها بهشاشاتها...
هي مدونه تشبهني تماما عندما اقرا كلماتها احسني اقف في المرأه اتأمل نفسي الحقيقيه الدفينه التي لايراها الا قليلون ولايعرفها احد ابدا، نفسي الحقيقيه التي تحررت تماما من كل القيود الحياتيه الواقعيه التي اعرف انها تكبلني واستسلم لقيودها راضخه منصاعه طواعية بمنتهي الهدوء، ففي واقع حياتي لااقوي علي دس الزهور في شعري لكني في هذه المدونه دسست الزهور والورود والرياحين في كل ارجاءها، في الحقيقه لن اركب ارجوحه واصعد للسماء الهو بقدمي واصرخ فرحه لكني في المدونه تأرجحت بحريتي حتي دارت راسي وتملكها الخدر وبح صوتي من كثره الصراخ الفرح، في الحياه لن اجلس علي البحر وحيده استعيد احداث حياتي امام عيني كشريط السينما لكني في المدونة نصبت شاشه عملاقه فوق البحر وجلست واصدافه تحت اشجار الموز اراقب مالذي حدث ان حزنت تعالي الموج واغرقني وان فرحت سطع قوس قزح فوق البحر واختطفني بين اطياف الوانه، في الحقيقه لن ابكي جدتي التي ماتت منذ اربعين عام مره اخري فانا كبيره لدرجه النضج ولايليق بي انتحب حزنا علي السيده التي اثرت في حياتي ورحلت لكني في المدونه اناديها فتاتي وتقص علي قصصها وتحتضني وتمسح دموع حزني وتصالحني علي دنياي وتنيمني في حضنها، في المدونه اعيش حياتي بالكيفيه بالطريقه التي احبها، افك خصلات شعري المعقوفه وقارا واطلقها في الهواء مبعثره لااكترث بمن سيراني وبحكمه علي، اخلع حذائي واسير حافيه في الشارع استمتع بحريتي ولااعباء بسخونه الارض التي تحرق قدماي، اغني بصوت عالي نشاز واضحك وانا اغني واصدق ان صوتي جميل فغنائي يسعدني وهكذا يكفيني، في المدونه اقول للاخرين مالااقوله في الحياه الواقعيه الرتيبه استدعيهم عندي فيحضروا واضايفهم واتناقش معهم ويقبلوا احتدادي وارتفاع صوتي ولا يقاطعوني غضبا لاني هاجمت افكارهم، في المدونه اكتب عن نفسي واوجاعها واتخف من احمال القوه الوهميه التي يتعين علي طيله الوقت ارتداء اثقالها، في المدونه انا تارة عصفور ضعيف يرتعش تحت سيول المطر وتاره ديناصور عملاق ينفث لهيبا من فمه، لاادعي قوه دائمه ولااخجل من ضعف طاريء... انا هنا براحتي وبحريتي اقول ماارغب في قوله........
في هذه المدونه " انا براحتي وحريتي " وهذا فضل وميزه الكتابة والتدوين الالكتروني  يمنحك صفحات بيضاء واقلام ملونه ويتركك ترسم بصماتك كما تحبها ووجهه كما تالفه ونفسك كما تتمناها، بلا رقيب ضيق الافق، بلا عين تراقبك وترصد انفاسك، في الصفحات البيضاء للمدونه الالكترونيه انت حر تماما حسبما تري مساحه الحرية التي تحبها وترضيك وتتحملها !!!!!!!


هذه المدونه.... احبها...
ومنذ اللحظه الاولي لميلادها وانا اعتبرها مثل شجره العشاق العجوز في الحديقه العامه تمنحك بسماحه وحب بدنها توشمه برسوماتك واسماء احباءك فيخلدوا طالما بقيت الشجره حيه مورقه ويزهر اسمك وحبك ورسمك مع الشجره ورودا حمراء وورديه وينتشر عبيره فواحا يسعد زائري الحديقه والمترددين عليها، اعتبرها مثل جدران الزنزانه التي يقضي السجين وقتا طويلا من فتره حبسه يزركشها باقواله وشعاراته ورسوماته يترك رساله للعابرين بعده لاتكتئبوا انا كنت هنا لكني خرجت – مهما طالت سنوات الاسر  للحريه، انا الذي كتبت ماكتبت ورسمت مارسمت وقت كنت هنا محتجزا وحيدا مكتئبا  فتمنح كتاباته ورسوماته الكئيبه ودوي صرخاته المنقوشه الما علي الجدران للاخرين املا في رحمه الحياه بابناءها املا ممكنا في العتق من الاسر الموجع، اعتبرها مثل دفاتر رسومات الاطفال، سارسم غرائب الوان صاخبه سارسم قلب نجمه سارسم ماما وبابا مبتسمين سارسم بالونه في الهواء طائره ورق وقت المغيب علي شط البحر سارسم اصدقائي سعداء متحابين لن ارسم دموعا ولا عفاريت ولا احزان، اعتبرها مثل الصفحه القديمه التي ساكتب عليهارساله والقيها في زجاجه عتيقه في البحر فتصل من تصله يقرا كلماتي ونحن غرباء لانعرف بعضنا لكن حروفي تمد بيننا وشائج الوصل الحميم.........
هذه المدونه " ياما دقت علي الراس طبول " هي شجرتي العجوز وجدران زنزانتي ورسالتي في البحر هي دفتر رسوماتي، هي حمامي الزاجل ينقل رسائلي للحياه.. اوضحت فيها نفسي منذ البدايه " انا روح حرة اعشق الحياة..... وهي تعشقني " نقشت علي صفحاتها بصماتي انفاسي كلماتي "عشنا شايلين علي راسنا هموم الدنيا ولما العمر عدي ومعه احلي سنين اكتشفت ان مافيش حاجه تستاهل شيل الهم لانها في النهايه محصله بعضها " هذه خلاصه السنوات التي حاربت فيها تمردت غضبت حزنت فرحت قاتلت صارعت الحياه وصارعتني وصرعتني احيانا وانتصرت عليها احيانا اخري، لكنها في النهايه " محصله بعضها " !!!!.... اعلنت صرختي عالية مدوية  " اتوق للحريه والانطلاق " تمردا علي القواعد والاوامر والنواهي  وفككت اسر نفسي بحسم   "وانتبهت فجأ لنفسي الاسيره المحاصره بقراري، قررت افرج عنها امنحها حريه الانطلاق حريه الوجود التحقق، فجاءت كتاباتي مجنونه مثلي منطلقه شيه حزينه فرحه مبتهجه مثلي، جاءت تعبر عني وفقط.. اليس هذا من حقي.. نعم من حقي!!"...

هذه مدونتي.........
نفسي انطلاقي حريتي كلماتي امنحها لكم وروحي وقلبي بمنتهي الحب والسعادة!!!!!!!!
                  اميره بهي الدين
                 ديسمبر 2009