30 ديسمبر 2009

ومضات من الذاكره !!!!!!!!!!!!!1


ومضات من الذاكرة ...!!!!

كيف كتبت روايتي الاولي !!!!!!!!!!

كتبت روايه العيد في عشره سنوات ، نعم في عشره سنوات ، ارجوكم لاتندهشوا ، دخلت عالم الروايه دون ادراك لمعني هذا الدخول ، في راسي فكره تدور وتزن ، ساكتبها روايه ، هكذا ببساطه ، شخصياتها ، امسكت ورقه وقلم وكتبت الشخصيات ، من هم هؤلاء ، امسكت ورقه وقلم ووصفت الشخصيات ، هذا زوج هذه !!! هذه ابنه هذا !!! العمات الخالات الازواج الابناء !!! اتكلنا علي الله ، وعلي راي عادل امام هي كيمياء وبدأت اكتب الروايه !!!!
عندما بدأت في الكتابه ، تعجبت للغايه ، ظهرت شخصيا لم اكن اعرفها ، نعم ، لم اكن اعرفها ، ظهرت موجوده حيه فاعله ، تتشاجر مع بقيه الشخصيات لاثبات وجودها مكانها ، هي شريكه في كل الاحداث وتقول كلمه وجمله في كل صفحه !!!! ظهرت كانها انسان حي ، صحيح لااعرفه ، لكنه يعرف نفسه ، يتصرف وفقا لنفسه لافكاره لقيمه لسلوكه لثقافته لشخصيته !!!! وكانت هذه مفاجئتي الاولي في هذا العالم السحري !!!!
عندما بدأت الكتابه تعجبت للغايه !!! ليه !!! لاني كنت اعرف الفكره واعرف الشخصيات ، لكني لااعرف ماذا سيفعلوا سيقولوا ، لكنهم الشخصيات كانت تعرف ماذا عملت وماذا قالت وكيف نامت وكيف قامت وتحب من من بقيه الشخصيات وتكره منه !!! وهكذا ومع السطر الاول انطلقوا في صفحات الروايه يعيثوا فيها فسادا !!! يتشاجروا وياكلوا ويرقصوا ويتحابوا ويضحكوا ويبكوا !!! لم اكن اعرف احداث الروايه - انا المؤلفه - لكن الشخصيات كانت تعرف عالمها واحداثها وانطلقت تكتب بقلمي احداثها هي !!!!!
كنت اعرف اول الروايه واخرها !!! وعندما بدأت في الكتابه اكتشفت انه يستحيل ان تعيش الروايه كل الاحداث المتصوره مابين الاول الذي اعرفه والاخير الذي اعرفه !!! ستكون الف صفحه ،كل هذه الشخصيات وحدث البدايه المعروف وحدث النهايه المعروف سيتحتاجوا الف صفحه حتي تتم الفكره !!!! متي عرفت هذا !!! عرفته بعدما كتبت ربع الروايه ، وقتها قررت ان تكون الروايه علي جزئين ، اذن الربع الذي كتبته في حقيقته هو نصف الجزء الاول ، لكنه نصف منقوص لايفصح عن شخصياته لاني كنت اعتماد علي بقيه الاحداث الطويله لكشف الشخصيات ، اذن ساكتب النصف الثاني من الجزء الاول اكثر استفاضه وشرح ، وسوف اعود للنصف الاول بعدما انهي النصف الثاني !!!
وكانت هذه هي المأساه ، كتبت النصف الثاني للروايه باستفاضه وفتحت الشخصيات وقصصت حكايتها وعرفت القاريء بها وسارت الاحداث حتي نهايه الجزء الاول ، لكن هذا الجزء نتيجه للخلل في طريقه الكتابه كان معووووج !!! النصف الاول مقتضب مختصر لايكشف شخصياته !! والجزء الثاني اسهاب واستفاضه !!! اذن ساعيد كتابه الجزء الاول حتي اصل لبدايه الجزء الثاني وكان الله بالسر العليم !!!
وكتبت النصف الاول من الجزء الاول حتي وصلت لبدايه النصف الثاني من الجزء الاول !!! وهنا كانت المفاجأه الكبري ، مازالت الروايه معوووووجه لكن بطريقه مختلفه ، صار الجزء الاول ادسم واوضح من الجزء الثاني ، لاني كتبته وانا اعرف احداث الروايه ونهايه جزءها الاول ، لماذا ، لان الشخصيات في الجزء الثاني كانت كشفت عن نفسها ، وعندما عدت اكتبها في النصف الاول كنت اعرفها واعرف مصيرها في كتابي فاصبحت اكثر قدره علي وصفها في النصف فالاول من الجزء الاول ...... واستمرت هذه اللعبه عشره سنوات ، طبعا لم اكن متفرغه للروايه فقط - كنت اعمل واربي البنات واطبخ واعمل مربي البلح في 3 ايام وازور امي وابويا واعيش عادي يعني !!!
اذن عشره سنوات اعيش عادي واكتب في الروايه ، تاره من الاخر للاول وتاره من الاول للاخر ، وكلما اكتب اعرف الشخصيات اكثر واتعرف عليها اكثر وتكشف لي هي اسرارها اكثر واكثر ، فيصبح ماكتب تافه بجوار مااعرفه ، فاعيد الكتابه مره واتنين وعشره ودوخيني يايلمونه !!!!
انتهيت منها 1996 وكنت اظنها لن تنتهي ابدا !!! ارجوكم لاتنسوا ، اتكلم انا عن الجزء الاول من الروايه!!!!
عشره سنوات من حياتي اعيش من 50 شخصيه !!! انا وهم !!! اسمع احاديثهم وصوت ضحكاتهم واراهم بملابس النوم حافيين ومنكوشين ، صاحيين من النوم ، خلاص بيناموا ، بياكلوا ايه ، ومين كل اكل مين ومين اتخانق مع مين وليه !!! عشره سنين العفاريت ملازماني عايشه معايا ، هي تعيش وانا اكتب وهي تتخانق وانا اكتب وهي تتصالح وترقص وتضحك وانا اكتب !!!!
عشت معهم وحفظت روائحهم وتخيلت اشكالهم ، تحولوا لبشر حقيقين ، اعرف من سيقول ايه وقتما يستيقظ ماذا سياكلوا كيف سيبكوا كيف سيرقصوا ...
في احد المشاهد الهامه في الروايه ، بل اهم المشاهد ، جلسوا جميعا في الصاله ، هههههه ، نعم في الصاله ، وامسكت ورقه وقلم ورسمت الكراسي والكنب ، من سيجلس بجوار من ، من سيجلس علي الارض ، من سيقف خلف الكنبه ، رسمت المشهد بالورقه والقلم ليس رسما في خيالي بل رسما حقيقيا ، رسمت الكراسي والكنب والسجاده اللي علي الارض ، من سيجلس جنب من وليه ، مين حينام علي كتف مين ، مين حيمسح دموع مين ، وعندما انتهيت رسم المشهد جلست وسطهم اسمع كلامهم وخناقهم !!!
وانا اكتب الروايه رحت دار الكتب احضرت الجرائد التي كانت تصدر وقت احداث الروايه ، المانشتتات بتاعتها ، برامج التلفزيون ، علشان الشخصيات لما تسمع الراديو تسمع الحقيقه ، لما تتفرج علي الفيلم تتفرج علي الفيلم اللي اتذاع فعلا يوم الاحداث ، لما تتخانق وهي بتقرا الجرايد تتخانق علي المانشتتات الحقيقيه ، رحت دار الكتب علشان اجيب الحقيقه والواقع للروايه ومابقيتش عارفه انا خدت الواقع للروايه ولا خدت الروايه للواقع ، لكن كل اختلط علي كله !!!!!!!!!!
عشره سنوات اعيش مع شخصيات الروايه ،الشخصيات التي كنت اعرفها والشخصيات التي اقتحمت الروايه واقتحمت حياتي ، شخصيات لااعرفها ، لااسمها ولا وصفا ، لكنها كانت جزء من نسيج الروايه دون ادري ، اقتحمت الشخصيات واشتبكت معها ، وعاشت بل وصار بعضها شخصيات اساسيه ، " كوع " لبقيه الشخصيات وسرق مساحاتهم واعطي نفسه بطوله مطلقه !!!
غريبه جدا كتابه هذه الروايه ، فكره خلقت شخصيات والشخصيات خلقت احداث والاحداث احضرت شخصيات والشخصيات خلقت احداث وانا اكتب الجزء الاول تاره من الاول للاخر وتاره من الاخر للاول !!! هذه كانت مرحله غريبه جدا من الكتابه !!
المرحله الثانيه ، هي مرحله مراقبه ضبط الايقاع !!! هههههههههههههه !!! كلام غريب جدا ، ربما غير علمي ، ربما الكتاب المحترفون يتعاملون مع كتاباتهم بطريقه مختلفه ، لكني لست محترفه وجاهله ولااعرف كيف ساكتب !!! لكني كتبت !!! بعدما انتهت من كتابه الروايه وسطره كلمت " انتهت " انتابني احساس غريب ان الاحداث مبعثره ، ومتناثره !!!
ربما احدهم خرج من البلكونه ثم وجدناه في الجنينه ، ربما احدهم نام وفي نفس المشهد دخل من الخارج !!! اذن احتاج لململه الاحداث ، لمراجعه ايقاعها حركه الشخصيات ، وتتبعت كل شخصيه من اول الروايه لاخرها ، ان خرج اسال نفسي متي عاد ، ان نام متي استيقظ ، ان دخل هذه الغرفه يتعين مراقبته حتي يخرج !!!!!! وعندما تتبعت الشخصيات اكتشفت بعض المطبات ، وحتي اعالج المطبات وعدم انضباط الحركه ، بدأت اعدل الاخطاء بكتابه مشاهد ازيد او جمل حواريه اكثر ، وعندما بدات اكتب مايعالج المطبات والاخطاء ، بدأت الشخصيات تنسج طرقها من اول وجديد وتتشاجر معا وتضبط ايقاعها بنفسها ، تضبط حركتها وجملها الحواريه ، تقول وترد علي بعضها بشكل مضبوط ، اذن ضبط الايقاع ومعالجه المطبات خلق صفحات جديده واحداث جديده وحوارات جديده !!!!
ومازلت اكتب واكتب واعيد الكتابه ، وابحث عن الشخصيات واضبط وجودها !!!
واترك الروايه طويلا ، واعود اقرا ما كتبته ، فاكتشف عن كل شخصيه قابضه علي نفسها ووجودها وخصائصها بشكل مذهل اذهلني انا ، كان العفاريت هي التي كتبت ماهو مكتوب !!! كيف قبضت الشخصيات علي نفسها بتلك الطريقه ، كيف تكلمت كل منها بطريقه بالفاظ بخصائص حركيه ، كيف كل شخصيه احبت الشخصيه التي تتوافق معها وكرهت مايتنافر معها ، بطريقه فطريه بسيطه ، كانهم بشر حقيقيون يعرفون الاخرين ويحددوا مواقفهم منهم بهذه الطريقه الغريبه !!!!!
عشره سنوات وخمسين شخصيه ودوخيني يالمونه !!!
احدهم وقت قرأ الروايه قال هذا ليس عملها الاول ، نعم لم يكن عملي الاول او كتابتي الاولي لانه كتب عشرات المرات ففقد براءه الكتابه الاولي واكتسب ملامح الكتابه الاحترافيه !!!!
لكنه في الحقيقه وقت نشر الكتابه كان عملي الاول والاخير ومابينهما الف كتابه مختلفه علمتني الكثير ، لكن الالف كتابه التي علمتني وطورت احساسي بالروايه وحسنت منها كان كتابه منها فيها ايضا !!!! لقد كتبتها الف مره فلم تعد عملي الاولي لكنها كانت عملي الاول !!!!!!!!!!!1
تجربه كتابه روايه !!! حد قالي بعد قراءتها انها ستكون العمل الوحيد الذي ساكتبه !!!!
لم اصدقه لكني لم احب طريقه كلامه !!!! وظللت اسال نفسي اعواما طويله هل حقا اعرف اكتب ولدي مااكتبه واكتب عنه ، ام اني اعيش في الوهم الذي انتهي فعلا بعد نشر الجزء الاول من روايتي !!!!!!!!!!!
اه نسيت اقول اني كنت باكتب الروايه اما يوم الخميس الصبح او اي يوم بعد الساعه 12 بليل !!!
وكنت باكتبها علي ورق مسطر لونه بمبه ، حاطاه في فولدر عليه دباديب !!!
وكنت باكتب بالفلوماستر الازرق او الاسود !!!
كنت اروح ااقعد في كافيتريا احد الفنادق كل يوم خميس !!!
من الساعه 9 للساعه 3 اكتب واكتب واكتب !!!!
لماذا تذكرت كل هذا ؟؟؟؟؟؟
لاني سابدأ قريبا في استكمال الجزء الثاني من الروايه !!!
ولنشر الروايه قصه موجعه طريفه ساحكيها فيما بعد !!!
واستقبال الناس لها قصه موجعه فقط ساحكيها فيما بعد !!!
ولكتابه الجزء الثاني قصه طريفه موجعه ساحكيها فيما بعد !!!
ماكتبته اليوم هو كيف كتبت الروايه !!!!


26 ديسمبر 2009

ليله غريبه سعيده اوشكت علي الانتهاء !!!!!!!!!!!!






انا .....
السهرة ........
التاريخ الذي ساعيد صياغته !!!
الرجل الانيق الذي لايعرفني ولااعرفه !!!
روحي بلا تجاعيد !!!
ليله غريبه سعيده اوشكت علي الانتهاء !!!!!!!



( انا )

وقفت في المرأه اتأمل ملامحي ... مازلت جميله ... هكذا اقول لنفسي ... نعم هنا وهناك بعض التجاعيد ، لكن من قال ان التجاعيد تفسد الجمال ، هل تغير شكله ، التجاعيد لا تغير شكل الجمال ، بل تقول التجاعيد في الوجه الجميل ، انه كان فائق الجمال قبل التجاعيد ثم صار جميلا لامرأه نضجت وكبرت لكن جمالها مازال ينطق بوجوده رغم السنوات والعمر !!!!!!!!

وقفت في المرأه اتامل ملامحي .... استعد لسهره صاخبه .... سارتدي ثوب يليق بالسهره الصاخبه التي ساقضيها ، اخترته تركوازي اللون ، حذائي فضي ستان بكعب عالي ، الشال الذي سالقيه علي كتفي فضي مزين ببعض الاحجار التركوازيه ، ساطلق شعري مجنونا عبثيا وارشق بين خصلاته وردات تركوازيه ، ساضع الطقم الانيق الذي احبه ، عقد وحلق واسوره وخاتم ، انه الطقم الذي تركته لي امي ميراث محبه !! استعد لسهره صاخبه ، تجملت برقه ، اضافت للجمال والتجاعيد غموضا رقيقا ، تعطرت بعطر هاديء ، لن اضع عطر نافذ يجذب الانتباه ويلفت الانظار ، ساضع عطر هاديء نسيم رقيق ، عطره صنعته بنفسي خليط من رائحه البرتقال والريحان ورائحه الجاردينيا ، لن اضع عطور الفل او الياسمين ، ساكتفي بباقه الزهور الهادئه التي مزجتها بمزاج رقيق .. قطرات قليله هنا وهناك ، ...


( السهرة )
اتأمل نفسي في المرأه ، جاهزه الان للسهره الصاخبه التي ساقضيها ، ساقضي تلك السهره الصاخبه وحدي ، حجزت منضده كبيره في مطعم خالي ، نعم خالي ، لااحب المتطفلين ، لااحب الاعين الغريبه التي ستختلس بعض النظرات الفضوليه ، التي ستتاملني وتؤجل تعليقاتها السخيفه لوقت لااسمعها فيه ، لااحب الانفاس الغريبه ، تضايقني ، فانفاس البشر ليست رائحه جوفهم بل هي رائحه نفسياتهم ، اذا نفرت من شخص لرائحة انفاسه احترس منه ، لكني في تلك السهره الصاخبه التي اعد لها منذ زمن طويل ، لااريد غرباء ، لااريد انفاسا كريهه ، لااريد نظرات متلصصه ، لااريد روائح تضايقني ، لذا حجزت مطعم خالي ، وحجرت فيه منضده كبيره ، اتفقت معهم ، اريد مفرشا احمر لامع ، تزينه الورود البيضاء ، اريد شموعا حمراء ، اريد موسيقي خافته هادئه طيله الوقت ، لااريد صخبا ، يكفيني الصخب الذي تضج منه راسي ، اريد شموعا كثيره ، تنير المكان ، ترسم شعلاتها علي الجدران اشباحا وخيالات ، تدفي المكان وتؤنسني ، اريدها شموعا عطريه ، بعضها برائحه الفراوله وبعضها برائحه الكريز وبعضها برائحه التوت البري ، شموعا تطلق نسيم رقيق وعبير حاني ، يدفيء المكان اكثر واكثر ....

حان وقت بدء الاحتفال ، حان وقت السهره الصاخبه التي ساقضيها ...

جلست علي المنضده المزركشه بمفرشها الاحمر الساطع ، تتراقص عليه خيالات الشموع ، تفوح منها عطور النسائم الحنونه !!! جلست علي مقعدي المريح باسترخاء لطيف ، صوت الموسيقي الهادئه يلفني ، ابتسم ابتسامه واسعه فتغير الشموع من وهج ابتسامتي فتتوهج اكثر واكثر ، يحتل الدفء المكان ، سيده انيقه وحيده جميله رغم التجاعيد تجلس علي منضده كبيره في مطعم واسع خالي ، ليس به الا هي وذكرياتها ....... ابتسمت ...


( التاريخ الذي ساعيد صياغته )
السهره الصاخبه ستبدأ حالا ........... هذا ليس احتفالا براس السنه ، هكذا شرحت للرجل الانيق المبتسم الذي سالني مالذي ساشربه في صحه راس السنه الجديده .. لم يفهم اجابتي ، فالليله ليله راس السنه ، وانا في المطعم المزين بالاجواء الاحتفاليه ، اوضحت له ببساطه ، اني في هذه الليله ساحتفل بكل رؤوس السنه التي مضت !!! لم يفهم لكنه ابتسم ابدا ، صب لي ماء بارد في الكاس الكريستالي ، اكملت حديثي ببساطه ، مرت سنوات كثيره لم احتفل براسها ، وسنوات اكثر لااذكر احتفالاتها ، وسنوات اكثر قضيت ليله راس السنه وسط صخب احتفالي لكنه شخصيا لم اشعر وقتها باي بهجه ، وانا ... هكذا اوضحت له ... قررت احتفل بكل السنوات السابقه ، سارسم تاريخا جديدا للسنوات ورؤوسها ، ضحك الرجل الانيق سعيدا وهنأني علي فكرتي الصائبه ، لماذا لحظت غيمه حزن في عينيه ، ربما هو ايضا يريد تاريخا جديدا لكنه لم يقرر رسمه بعد !!!

ساحتفل برؤوس السنوات التي مرت ....

سابدأ برأس السنه الاولي لي في حياتي ، حين كنت طفله رضيعه لم اتجاوز سبعه شهور ، هذه راس السنه الاولي لي في حياتي ، الارجح ان امي وابي خرجا ليتحتفلا وتركاني ، ربما تركاني مع جدتي التي اتت من بلدتنا الريفيه لترعاني ، خرجت امي بصحبه ابي لقضاء سهره راس السنه وبقيت رضيعه في فراشي ، دثرتني جدتي ببطانيه صوفيه جديده شغلتها لي خصيصا ، هكذا احتفلت براس تلك السنه مغطاه ببطانيه وثيره جديده ، جدتي شغلتها من صوف وردي وزينتها بارانب بيضاء وبط يكاكي ، نعم هكذا اراه الان بذاكرتي الجديده ، بط صغير يسير في طابور علي طرف البطانيه ، ربما بكيت قبل منتصف الليل بدقائق ، وقتها اخذتني جدتي في حضنها وقبلتني ، ودقت الثانيه عشر دقاتها تعلن عن بدايه العام الجديد .... فكانت قبله جدتي هي القبله الاولي التي حصلت عليها في الثانيه عشر مساءا ، ربما الاصدق ربما الادفء ربما الاكثر حبا ، هذه هي الراس الاولي للسنه الاولي في حياتي !!! هكذا قررت ، ساكتب في دفتر ذكرياتي ان جدتي منحتني قبلتي الاولي ، ساقرر ان هذه هي الحقيقه ، جدتي ماتت لن تكذبني ، والحقيقه لو كانت علي قيد الحياه وحكيت لها تلك القصه لاكدتها لي ، ليست لانها قصه حقيقيه ، بل لان جدتي الحانيه كانت تحبني وترغب دائما في اسعادي ، لذا ياجدتي يسعدني وانا في هذا العمر واوشكت اكون جده ، يسعدني ان تكون قبلتي الاولي في ليله راس السنه هي قبلتك الحانيه !!! شكرا لك ياجدتي !!!!

اقترب الرجل الانيق من منضدتي ، لاحظ ابتسامتي الواسعه ، سالني لو ارغب في اي خدمه ، كدت اساله يجلس معي لكني احرجت منه ، ماذا سيقول علي ، سيده وحيده تدعوه لمنضدتها ، سيفهمني بشكل خاطيء يفسد احتفالي .. لن ادعوه .. كرر سؤاله بادب شديد ، شكرته ، ارتبك ، نحن هنا في خدمتك ياسيدتي ، كدت اؤكد عليه اني لاارغب في اي خدمه ، لكني اشفقت عليه ، فبدون خدمتي لن يحس بقيمه لعمله في تلك الليله ، بغير خدمتي لن يقبل البقشيش السخي الذي سامنحه له ، ابتسمت وطلبت منه قدح شاي ، ابتسم وعرض علي نبيذ احمر ، احضر الزجاجه والكاس الطويل اللامع ، ابتسمت ، فتح الزجاجه برشاقه وصب لي كميه صغيره في كاسي ورحل ...

تنعكس خيالات الشموع الحمراء فوق سطح النبيذ ، ترسم قلوبا وفراشات وطيارات ورق ملونه وبالونات كبيره ، ترسم زهورا تتمايل فوق اغصانها ، اراقب سطح النبيذ ولااقترب منه ، لن احتسيه في بدايه الليله والا ستنتهي الليله وبسرعه ، تركت الشموع تحتسي رحيق النبيذ وتتوهج وترقص وبقيت انا مع تاريخي الذي ساعيد كتابته !!!

كنت في العاشره ، اقيمت حفل راس السنه في منزلنا ، استعدت امي مبكرا للحفل ، زركشت الزينه كل الجدران وبقي الطباخ في منزلنا ليلتين قبل الحفله ، يطهو الديوك الروميه ويتشاجر مع الخادمات الصغيرات ، امي اشترت فستان دانتيل ازرق وحذاء جديد ، كنت صغيره ، اعلم ان ليلتي ستنتهي سريعا وقت ينهرني احدهم ويطالبني بدخول غرفتي واطفاء النور ، مازلت اذكر اصوات الحفل تدوي في اذني وانا نائمه ابكي تحت الغطاء وحيده في الظلام ، لكن كل ماحدث في تلك الليله لم يعجبني ، ساعيد صياغه الاحداث ، امي ستشتري لي فستان جديد لاحضر به الحفل ، نعم ابي وافق علي حضوري الحفل ، مع تشديدات كثيره بضروره الادب ، ساحضر الحفله ، ساجلس بعيدا مرتبكه بين اقدام الكبار يرقصون ويصرخون ويضحكون ، ساسمع صوت الطاهي يسب الخادمات الصغيرات ، لكن الطعام اللذيذ التي طهاه واكلت منه مع بقيه المدعويين سيغفر له صراخه ، ههههههههههه ، لقد اعدت شريط الاحداث وادخلت نفسي جزءا من نسيجه ، ساقص علي البنات في المدرسه في اليوم التالي احداث الحفل ، ساصف لهم فساتين المدعوات ، ساقول لهم ان الضيوف لم يكفوا عن الرقص ، ساتباهي عليهم بان ابي دعاني للرقص ، وانه نبهني في البدايه ، اننا سنرقص تانجو ، واحد اتنين واحد اتنين ، واحد اتنين واحد ، هذه هي ايقاعات خطواتنا علي الموسيقي ، وارقص مع ابي وانا سعيده ، يتطاير فستاني الجديد في الهواء وانا ادور بين ذراعي ابي ، هذا هو التاريخ الجديد ، لم انم باكيه ، لم انصت للاصوات الصاخبه تاتيني من خلف الباب والجدران تختلط مع الظلمه ترعبني كانها اشباح ، انا ارقص في الحفله مع ابي ، يتطاير فستاني الجديد ، دقت دقات الثانيه عشر ، اطفئت الانوار ، اسمع صوت القبلات والفرحه ، يقبلني ابي ويرفعني بين ذراعيه ، اكاد اطير من السعاده، هذا هو تاريخي الجديد ، اكلت من الديك وشاهدت الضيوف يرقصون وقبلني ابي في الثانيه عشر و......... كانت من اسعد الليالي التي قضيتها .... لكني لااتذكر امي !!!!
ربما كانت منشغله بشيء ما ، لااتصور هذا !!! ربما المح علي وجهها لمحه حزن اخفتها بابتسامه مرسومه ، هل فعلا كانت حزينه ، ماتت قبل ان اسالها ، لااتمناها كانت حزينه ، اتمناها كانت سعيده ، سارسم لها هي الاخري في تلك الحفله تاريخا جديدا ، ربما كانت تكلم امها في الثانيه عشر تهنئها بالعام الجديد ، نعم ربما عادت بعد هذا لابي فقبلها وشكرها لانها زوجته التي تسعده في الحفله وعموما ، نعم هذا هو التارخ الذي ساتذكره لامي ، ولن اسالها عن صحته ، فهي ماتت منذ سنوات بعيده ، والاموات لا يتذكرون الاوجاع والهم ، لذا هي نسيت ما اوجعها ، وتاريخها الجديد الذي رسمته اسعدها ، اكاد المح ابتسامتها وهي تجلس فوق راسي في سحابه منخفضه تراقب حفلتي بسعادة !!!!


مازالت الشموع تتوهج وضيائها ينتشر ، خيالاتها ترسم ابتسامه امي كبيره سعيده علي الحائط ، ترسمها تقبض علي باقه زهور كبيره ، اتت من جنتها تشاركني احتفالي الجديد ، رائحه الكرز والفراولة تعبق المكان ، كانها رائحه حضن امي ، الارانب البيضاء المشغوله فوق بطانيه جدتي فرت من فراشها وتراقصت امامي علي الحائط ، تمد اكفها الصغيره تكاد تعانقني ....


اقترب الرجل الانيق مبتسما ، لم تمسسي كاسك ياسيدتي ، ابتسمت ، مازالت الليله طويله ، ترسم خيالات الشموع قلوبا حمراء فوق سطح النبيذ القاني ، تتلاقي تتفرق ، كالاحباء في مطارات الاغتراب ، كان اعاصير الهم ستجتاح حفلتي ، ساهرب منها ، امسك كاس النبيذ برشاقه وادس انفي في هواءه ، رائحته تنفذ لجوفي ، كان دوارا خفيفا يتسلل لراسي ، لا لن اشرب النبيذ ، احتاج اليوم لعقلي يقظا ، ارسم تاريخا جديدا لرؤوس السنه ، كيف ساتخدر وانام واترك تاريخي كالباب المفتوح يتسلل اليه ومنه من يريد !!!! المشكله ان هناك سنوات كثيره كثيره ساسقطها من تاريخي هي ورؤوسها وارجلها وكل اجزاءها !!!! ساسقط تلك السنوات ، مالذي اذن سيبقي لي !!! كل تلك السنوات ساسقطها ، لن يبقي لي سنوات اذكرها !!! ضحكت ، مازالت رائحه النبيذ في انفي تخدرني ، لن اسقط اي سنه ، ساعيد صياغه الاحداث فيها ، ساصنعها من اول وجديد ....


كانت ابنتي في شهورها الاولي ، وكان ديسمبر شديد البروده ، رفضت الخادمه المبيت عندي لرعايه الصغيره ، قررت اقضيها سهره منزليه ، اعددت ديك وشموع وموسيقي وفستان جميل ، نميت ابنتي التي قررت تعاندني ولاتنام ، كلما اطفئت عليها النور صرخت ووقت اشعل الاضواء ، تكاد تبتسم كانها فرحه بصحبتي ، مره في الثانيه في الثالثه ، رضخت لبكاءها ، واصطحبتها معي للصاله ، امام الديك والشموع ، صمتت كانها تتامل مايحدث حولها ، اشعلت الشموع لكن رائحتها ازعجت الصغيره ، اشعلت انوار الصاله واطفئت الشموع ، الحفله لم تعد حفله ، الاضواء زاعقه تطرد الرومانسيه ، الصغيره علي ذراعي تذكرني بالامومه التي يتعين علي مراعاتها ، غيرت ملابسي وخلعت الفستان الانيق ، نظرنا للديك نظرات موحيه ولم نقترب منه ، اخذتها في فراشها انيمها علي انجح فنستأنف حفلتها ، اخذتها في حضني واخذت اغني لها ، اغني لها ، اغني لها ، ودخلت شمس اليوم الجديد من الشباك ، وجدتني وحيده وصغيرتي في الفراش ، ابيها ذهب للعمل ، الديك مازال سليما فوق المنضده ، كل شيء يشير لحفل لم يبدأ ، انها مقتضيات الامومه ، فالاطفال يفسدون الحفلات والسهرات والخروجات لكنهم يجعلوا الحياه افضل .... مالذي سامحوه من تلك الليله ، ماهو تاريخها الجديد الذي ساكتبه ، سالغي الحفله ذاتها ، فابنتي الرضيعه لن تكف عن البكاء وقلبي لايتحمل بكاءها ، لن نحتفل هذا العام ، لن نشتري ديكا فسعره غالي ونحن فردين ورضيعه ، سننام مبكرا حتي نستيقظ مبكرا نذهب لاعمالنا ، نعم التاريخ الجديد سيلغي الحفل وكل استعداتها ، سيبقي فقط ابنتي في حضني ليس فقط في تلك الليله بل في كل الليالي !!!!


اقترب الرجل الانيق ينبهني ، سيدتي دقائق قليله وتدق الثانيه عشر ،ستبدأ السنه الجديده ، نظرت في وجهه ، محايدا مبتسما ، المطعم خال وانا الزبونه الوحيده ، الموسيقي الهادئه تخدر الجسد ، رائحه الشموع وخيالاتها ، يجهزوك لعام جديد ، تتمناه سعيد !!!

يصب لي نبيذ ويهمس ، عام سعيد سيدتي ، الدقات تتلاحق ، ستبدأ السنه الجديده بعد دقيقه واحده ، احدق في الظلام الذي لفني فجأ ، اتذكر تلك السنه التي بدأت عقب وفاه امي ، في ذلك العام لم احتفل ولم ارقص ، لم انتظر قبله حميمه في الثانيه عشر ، بقيت في فراشي ابكي ، افتقد امي التي رحلت وتركتني ، في ذلك العام اختبأت من السنه الجديده تحت البطانيه ، دفنت راسي في حضن امي ونمت ، لاانتظر عام جديدا ولا احس بقدومه ، كنت اكلم امي والثانيه عشر تدق ، لن احصل علي القبلات التي اتمناها ، اذن فلاكلم امي ، وكل سنه وانت طيبه ياحبيبتي ، ياتيني صوتها مزغردا فرحا ، وانت طيبه يااموره ، هذه السنه ، امي ماتت ولن اسمع صوتها في التليفون ، ستبدأ هذه السنه مختلفه عن كل سنوات عمري السابقه ، انها السنه الاولي بعد غياب امي ، لها تقويم خاص ، تقويم الاحزان ، لن تهمس لي بحب وانت طيبه يااموره ، هذه السنه توجعني ، هل سالغيها في التاريخ الجديد ، لا سابقي عليها ، فقد امي ليس مناسبه مريره الغيها ، فقد امي ووجع رحيلها هي مشاعر نبيله قاتمه نعم موجعه نعم لكنها لاتستحق ابدا الالغاء ، هذا العام الذي لم احتفل براسه وقضيت في فراشي دقائقه الاولي اختبيء تحت البطانيه ، لا يحتاج اعاده صياغه ولاالغاء ، يحتاجني اتأمله ، استعيد لحظات المه النبيل ، اتذكر امي وحبها ووجع بعادها !!!

تدق الثانيه عشر دقه اثنين سبعه تسعه اثني عشر دقه ......................... بدأت السنه الجديده ، بدأت وانا وحيده وحده اختياريه ، انا وذكرياتي وارانب جدتي وقبلات امي وخيالات الشموع والموسيقي الهادئه !!!



( الرجل الانيق الذي لااعرفه )
اقترب الرجل الانيق مبتسما ، دعوته للجلوس معي ، ارتبك ، اعتذر ، كررت الدعوه ، نحن وحيدين في لحظه خاصه ، ستدخل علينا سنه جديده ، اعتذر ثانيه ، ان كنت تبحثين عن صحبه فانا لااصلح ، لان من سيجلس معك هو الرجل الذي يؤدي عمله ،ستجدي صحبتي سخيفه تفسد عليك الجو الجميل الذي تعيشيه ، ان كنت تشفقين علي من وقفتي احوم حولك طيله الوقت ، فهذا عملي الذي احبه لايحتاج شفقه منك او من غيرك !!! اعطاني ظهره ثانيه وعندما لف صوبي ثانيه ، كانت ابتسامه الموظف ترتسم علي وجهه بادب شديد ، احترمته وتركته وشأنه ، كنت ساصغي اليك ، احسك تحتاج للبوح وانا احتاج للانصات ، احتاج للاحساس بقيمه وجودي ولو في هذه الثانيه ، انصت لرجل لم يجد غيري يتحدث معها !!!

رشفت رشفه كبيره من كاس النبيذ ، حاد المذاق ، اعرف هذا الطعم ، لكني لااعرف طعم النبيذ ، انه خدر رائق ينتشر في فمي ، احس رغبه في الضحك ، يالها من ايام بعيده كنت اضحك بلا هم ، لااتذكر المره الاخيره التي ضحكت فيها لااحمل للدنيا هما ، كل ضحكاتي مريره ، في اخرها مذاق لذع حاد كمثل مذاق النبيذ ، اريد ضحكه رائقه من القلب بلا هم ، ساقوم وارقص ، ساخلع حذائي واقذف الوردات التركوازيه من شعري ، وسارقص ، ساقف علي حلبه الرقص الفارغه الا مني وارقص ، الموسيقي هادئه تخدر الروح كمثل يخدر النبيذ الجسد ، لن اقبل ذلك التاريخ الذي رسمت فيه الابتسامات علي وجهي بانصال الوجع ، ابتسامه مرسومه لاتكشف عن هم متكلس علي القلب ، لن اقبل ذلك التاريخ ، سأمحو ايامه من ذاكرتي ، ساصنع تاريخا جديدا من الابتسامات الحقيقيه التي اشرقت علي وجههي بلا عناء بلا زيف بلا رياء !!!


كانت ليله راس سنه وانا مع اقاربي واصدقاءي وابنتاي خارج الوطن ، كانت راس السنه الاولي التي احتفل بها بعد العتق من النار ، لماذا يوجعني قلبي ، حزينه انا علي حريتي التي طالما تمنيتها ؟؟؟ حزينه علي وحدتي وسط عالم صاخب ، لماذا لا تنهمر شلالات الفرحه داخل نفسي ، لكن السنه الجديده ستبدأ ومعها حياتي الجديده التي اعرف شكلها ، وانا اخاف المجهول ، سنه جديده مجهوله ستبدأ ، لااعرف اين ستاخذني واين ستتركني ، لكن اصدقائي واقاربي وابنتاي يلتفون حولي ، لماذا لايسعدني وجودهم حولي ، هل احسهم يشفقون علي ، هل التفافهم حولي شفقه ، لكني لااحتاج لشفقتهم ، فالضعف احساس لااحبه ، لااحتاج لشفقه احد ، انا اقوي من شفقتكم ، واحاسيسكم لاتسعدني ، هل بكيت في تلك الليله ، لاااذكر ، لكني لو عشتها ثانيه سابكي اكيد ، لماذا يخاف الناس من الدموع ، لماذا يهرعون مرتبكين لمن يبكي يطالبوه بالكف عن البكاء ، ربما دموعهم معلقه ستسقط ، ربما دموعهم جفت يستجدوها ولا تاتيهم تبخل عليهم بالراحه ، ربما توجعهم الدموع تذكرهم بنذالتهم وسخافتهم ، لكن تلك الليله لو عادت سابكي ، وحيده انا اعيش تجربه وحياه جديده في بلاد غريبه ، بعيده عن اهلي وناس وونسي ودفئي ، اجواء تحرض علي البكاء ، نعم ساعيد صياغه تلك الليله ، ساترك كل الاحداث مثلما كانت واغير من النظره الجامده البارده المرتسمه تعاليا علي وجهي ، كانها تقول لست ضعيفه ولااحتاج شفقتكم ، بالعكس انا سعيده حتي لو كنت لاتصدقون ، ساغير تلك النظره ، واترك بعض دموعي تناسب بين حين واخر ، ربما ايضا ساختبيء في مكان بعيد عن الاصدقاء والاقارب وابكي بصوت عالي انتحب ، ربما !!!في راس تلك السنه ، كنت متكبره انكر وجعا يحتلني ، ارسم علي وجهي ابتسامه احتفاليه تليق بالحفل الصاخب الذي احضره ، لكني ساعيد صياغه التاريخ ، ساترك لنفسي عنانها ، ترقص ان ارادت تبكي ان ارادت ، وحين تدق الثانيه عشر في تلك الليله ، ساحتضن ابنتاي وامزق وجناتهما قبلا ، ساستمع بقبلاتهما الحانيه فوق وجنتاي ، ساكلم ابي في التليفون ، ساكلم احدي صديقاتي ، تصرخ عندما تقرا رقم تليفوني علي هاتفها المحمول ، تصرخ وتبكي وتشرح لي افتقادها لي ، وقتها سابتسم سعيده بلا رياء بلا زيف ، من قال ان عالمي سيخلوا علي الا من وحدتي ، هاهما ابنتاي ، هاهو ابي ، هاهي اختي ، هاهم اهلي واسرتي ، هاهم اصدقائي وصديقاتي ، هم شركائي في هذا العالم ، شركائي ، يغيبوا يبتعدوا ، لكنهم في النهايه شركائي الوحيدين في هذا العالم ...

احدق في خيالات الشموع علي الحائط ، اتأمل الورود البيضاء تتراقص علي وريقاتها الصغيره خيالات اللهب ، مازالت نسائم الشموع العطريه تهب نفحات متتاليه ، سحابه من رائحه الكرز والفراوله والتوت ، الان انا في الثوان الاولي من العام الجديد ، في اي عام انا ، ماهي السنه التي بدأت ، لااعرف وليس مهما ، هي سنه جديده ستكون مختلفه عن السنوات السابقه ، هذه بدايه تقويم الفرحه ، سنه اعدت فيها ترتيب احداث السنوات السابقه ، اعدت كتابه التاريخ ، اقصيت الاحداث الموجعه بعيدا لخلفيه الشاشه ، صدرت الاحداث والمشاعر الحقيقيه في المقدمه ..


( روحي بلا تجاعيد )
انها سنه سعيده !!! لابد من الاحتفال بها ، ساحتسي رشفه نبيذ كبيره ، ساسمح للخدر يتسلل لراسي واطرافي ، ملايين النمل الصغير يزحف فوق جسدي ، لااضيق به ، استمتع بذلك الاحساس ، كان جسدك القي علي جانب من الطريق تاركا لروحك الطليقه حريتها ، هذا النبيذ لايسكر ، انه يسعد ، يستدعي الاحاسيس الفاره ويذكرك بيها ، ساقوم وارقص ، ساسبح في الفضاء ، ساحلق في العوالم الحره ، كمثل فراشه طليقه تتنقل بين الزهور الطيبه ، عصفور مغرد يقفز بين افرع الشجره الوارفه ، بطه صغيره تضرب باجنحتها الضعيفه في الماء البارد ، زهره بريه ترتوي من ندي الصباح وتمايلها الريح الحانيه علي غصنها الاخضر ، سارقص بروحي ، جسدي ليس مهم ، ثقيل خدل متيبس ، سارقص بروحي ، ساصعد لسماوات لم تصعد لها الارواح الحيه ، ساحلق فوق العالم اتأمله ، ساطير بعيدا لعوالم الفرحه الموصده باقفال الهم وادخلها ، سالف علي احبابي اعانقهم نائمين ، اترك لهم ورودي وقبلاتي فوق مخداتهم البارده ، ساجلس فوق سطح القمر اتدثر باشعته الفضيه واختبيء فيها من وحشه الليل ، سارقص بروحي ، ساضحك بسعاده ، هذا عام جديد ، بدأته بترتيب الاوراق والاحداث والتاريخ ، قصقصت الموجع ودفنته مع اصحابه في قاع الذاكره وردمت عليه بالورود والرياحين تغطي نسائمها العطره علي رائحته النتنه ، ساضحك بسعاده ، ساعود للزمن البعيد ، استعير روحي الحره واصادرها لصالح زمني الحالي ، ساسترد ملامحي بلا تجاعيد واترك التجاعيد وسنوات وشمها الكئيبه خارج تقويمي ، ساعود صبيه ، بل عدت صبيه ، صبيه انضجتها نيران التاريخ الموحش ، لكن التاريخ الموحش رحل ومعه تجاعيده ، قلبي بلاتجاعيد ، روحي بلا تجاعيد ، ضحكاتي بلا تجاعيد !!!!

اقترب الرجل الانيق سالني ايه المأكولات اشتهي ، ضحكت بادب ، ربما تمايصت عليه ، ولما لا ، اليس رجل وحيد في ليله جميله ، سالته مالذي سيختاره لي ، اعتذر بادب ، ياست منه ، تركته لحاله ورفضت الطعام ، لااشعر جوعا للطعام بل اشعر نهما للحياه ، الطعام لن يسعدني بل حريتي تسعدني ، لن اكل ، لااشتاق لمذاق او طعم ، اشتاق لاحساس وشعور ، ابتسم الرجل الانيق وياس مني هو الاخر ورحل بعيدا عن منضدتي ، لست الزبونه التي انتظرها لمثل هذه الليله ، لا اشرب لااكل لا اتعبه بالطلبات الكثيره لم اترك له مجالا للشكوي من وجودي ، ياس ورحل !!!

ساعود لراس تلك السنه ، التي كنت اقضيها مع جزء من عائلتي خارج الوطن ، كان ابي وعمي وابناء عمومتي جميعا يعملون في واحده من الدول التي اشترت الرجال وعرقهم بالدنانير ، جزء من عائلتها رحل خلف رزقه ، وهناك في الغربه التصقنا ببعضنا البعض ، داوينا هم الغربه بدفء الونس والصحبه ، كنا صغارا ، نسمع بغير قصد شكاوي الرجال التي سافرت من اجل جهاز البنات وشقق الاولاد ، نسمع شكاوهم وهم اسري الغربه ، يبكون كلما مات صديق لم يواروه التراب ، يبكون كلما اخبرهم احد بمرض عزيز لايملكون زيارته بباقه ورد ، يبكون كلما سمعوا السلام الجمهوري يعزف لعلمهم العالي ، هم اسري البنوك وارصدتها واصفارها الكثيره ، لكن قلوبهم متعبه بالهم ، يتمنون العتق ولايقوون عليه ، فالنساء لاترحمهم ، وشراء الذهب والصيني والاقمشه المستورده يضيع سنوات عمرهم ، التصقوا ببعضهم يعالجوا الغربه بالوطن الصغير ، انهم جزء من العائله ، جزء من الوطن حملوه في قلوبهم ، عاشوا طقوسهم كان الوطن سافر معهم ، بحثوا عن غيرهم من المصريين المغتربين واقتربوا منهم ، صفوه رجال البلد واكاديميه ومهنيه ، يعيشون سجن الغربه باختيارهم اللعين ، كنا صغارا لكنا نفهم طعم القهر الذي يحول احلي المأكولات في افواههم لملح كريه ، فاللقمه المغمسه بالغربه لاتشبع ولاتسعد ، كنا صغار نتمني العوده لمنازلنا ومدراسنا واصدقائنا وشوارع العابنا ، الغربه تعذبنا ايضا ، نستيقظ مكتئبين وننام محروقي الدم لانفهم سببا ، لم نفهم وقتها معني الشوق للوطن وافتقاد اهله ومراره الغربه ، لم نفهم لكنا احسسنا بالوجع والهم !!! في وسط تلك الاجواء الغريبه قررت العائله الاحتفال براس السنه ، تواعد اهلنا علي اللقاء في منزل اكبرنا سنا ومقاما ، ارتدت النساء اشيك ماعندهم وترصعن بالماس ، لااحد غريب بيننا ، لكن النساء لايسعدن الا بالتفوق علي غيرهن من النساء ، دخلت بيت عمي ، صاله منزله كبيره ، مليئه بالمصريين ، العائله والاصدقاء وابنائهم ، ترتدي الفتيات اثوابا انيقه وتزين رؤوسها بالفيونكات والشرائط ، يومها منحني ابي اذنا بوضع " روج " علي شفتاي ، دخلت صاله منزل عمي فرحه ، ابدو مثل الكبار تلمع شفتاي بالروج ، يومها قررت العائله نسيان الغربه وهمها ، رقصنا وضحكنا وقص الكبار بغير قصص ذكريات الوطن والبلده والاحباب ، هم يتكلموا ونحن ننصت لهم باهتمام كبير ، يذكروا بعضهم بالنكات والمواقف الساخره ويضحكوا فنشاركهم الضحك بل نضحك اكثر منهم ، في تلك السهره ، شاركتنا جدتي احتفالنا ، فعمي وابي وبقيه العائله ، نادو عليه بقصصهم فحضرت ولم تغادر حتي نهايه الحفله ، شاركتنا عماتي الاحتفال ، فالنوادر التي قاموا بها وغضب جدتي منهم والتعليقات التي احتفظت بها الاسره في راسها ، كل هذا تراثنا العائلي الخاص شاركنا احتفالنا ، وانتهت الليله ونحن سعداء !!!! عجبا ، كانت ليله راس سنه سعيده ، لماذا اذن اتذكرها ، مالذي ساغيره من احداثها ، ماهو التاريخ الذي ساعيد كتابته فيها ، نعم !!! تذكرت ، في تلك الليله لم تشاركنا امي الاحتفال ، مازلت اذكر احساس اليتم الموجع ، وانا اشتري فستانا للسهره لاتختاره لي امي بل زوجه ابي ، كنت اتمني تختار لي امي فستاني وتصفف شعري وتقرضني قلم الروج خاصتها لازين به شفتاي ، لكن امي كانت في مصر وحيده ، وابي وزوجته الجديده وسط العائله ، نعم مازلت اذكر كيف غابت امي عن الحفله ولم يفتقدها احد حتي الان ، كنت انانيه في مشاعري ، لم اكترث الا بالبهجه التي منحتها لي العائله ، لم افكر ثانيه في امي واحزن حتي لغيابها ، نسيتها كانها لم تكن موجوده ، في تلك الليله تقبلت بمنتهي البساطه غيابها ووجود زوجه ابي في مكانها عند ابي ووسط العائله ، كنت نذله كبيره ، كان يتعين علي وقتها اتذكر امي وافتقدها ، وعندما اكتب لها خطابا لاحق اقص عليها احداث الليله ، كان يتعين علي اذكر لها اني افتقدتها وكنت اتمناها معي ، لكني لم اشعر مثل تلك المشاعر فلم اقولها لها ، نعم وصفت لها الحفله والسعاده والاناقه ونسيتها ، لم اكترث بمشاعرها وهي وحيده في القاهره وبناتها يستمتعن بوقتهن في حفله ، لم اكترث بمشاعرها وهي وحيده في القاهره وزوجها السابق يراقص زوجته الجديده ، كنت نذله ، لكني الان ادركت نذالتي ، وشعرت بسخافتي واتمني اعاقب نفسي عليها ، اتمني لوالغيت الحفل وخلعت الحذاء الجميل ولملمت الورود التركوازيه من شعري وقذفتها ارضا ، اتمني لو تتواجد امي معي الان وتضربني علي قله احساسي ، تعاقبني بطريقتها عن ذنبي فابرء من الذنب بقيه العمر ، لكن امي ماتت ولم تنطق حرفا في هذا الموضوع طيله عمرها ، كانت عزيزه النفس لم تشحذ ابدا انتباهنا لاوجاعها ، لم تشكو ابدا من جحودنا في بعض اللحظات ، التمست لها الاعذار دائما ، كنا صغارا طائشين غير مدركين عمق جرحها ، لكن تعاليها علي لومي اوجعني اكثر ، ليتها تاتي الان وتضربني قلما موجعا ، ليتها تخاصمني عقابا فالح عليها تصالحني فتصالحنا غفرانا وحبا ، لكني ساعيد كتابه التاريخ ، ساعود للحفله منتبه لغياب امي ، ساقص حواديتها الجميله مثلما يحكي الجميع ، ساذكر العائله بامي التي كانت واحده منهم ثم لم تعد ، لن اتركهم ينسوها ببساطه وسهوله ، ساذكرهم بانها كانت ابنتهم وحرمت من صحبتهم قهرا وقسرا فلا اقل من تذكرها والاشتياق اليها ، ساعيد كتابه التاريخ ، لن اقترض من زوجه ابي قلم الروج الخاص بها ، ساسال امي في التليفون عن رايها في الفستان الذي ساشتريه ، ساحسسها انها موجوده في حياتي ومهمه جدا رغم السفر والغربه والبعد ، وعندما اعود من الحفل ساهر اكتب لها خطاب طويل ، ساقص عليها مالذي حدث في الحفل وكيف ذكرت الجميع بها وكيف افصحوا جميعهم عن اشتياقهم لها ، حتي ابي ، ساقول لها اني كنت افتقدها بشده وكنت اتمناها تكون موجوده ، سارسل لها قبله في الخطاب تؤكد شوقي ومشاعري ، وعندما سانام بعد كتابه الجواب ساحلم بها تزورني في الحلم وساقول لها ثانيه وثالثه وللمره العاشره اني احبها وانها وحشتني واني افتقدها !!!! نعم هذا هو التاريخ القديم الذي غيرته ، محوت الموجع من احداثه ورسمت ابتسامه كبيره فوق صفحته القديمه ، اعترفت بغلطتي ومشاعري الانانيه ونذالتي ، اعتذرت لامي وقبلت اعتذاري ، هذا هو التاريخ الجديد الذي صنعته !!!!

هل لمحت ابتسامه امي فوق السحابه الورديه التي تجلس عليها فوق راسي تتابعني في الحفل ، نعم لمحت ابتسامتها ، فالتاريخ الجديد الذي كتبته هذه الليله اعجبها ، لمحت ابتسامتها وتصورت يمامه بيضاء تهبط من السحابه الورديه وتقف علي المنضده بجوار الشموع ، يبدو ان النبيذ ادخلني بخدره في دوائر الاوهام والهلاوس ، احدق في اليمامه البيضاء علي المنضده فالمح خيالات الشموع علي اجنحتها ، هي موجوده وليست وهما ، اضحك ، من اين ستاتي اليمامه البيضاء ، راسي يدور كاني اخرف ، لكني لااخرف ، اليمامه البيضاء علي المنضده تحدق في راضيه مبتسمه ...


يقترب مني الرجل الانيق ،يسالني ، كاس ثانيا سيدتي ، ارفض بقوه ، فالكاس الاول لم تنفذ قطراته ووعي يغيب وياتي والهلاوس تحيطني ، لم يقبل رفضي ، وملا لي الكاس حتي حافته ورحل ... كاني لم اقل شيئا ، اذن لن احتسيه ، ساتركه علي المنضده شاهدا علي التاريخ الجديد الذي اكتبه ، كدت اساله عن اليمامه البيضا ، لكني سمعتها تهمس لي لن يراني غيرك ، فانا قلب امك وحبها ، لكي خصيصا ، ابتسمت ، نعم اليمامه البيضاء علي المنضده امامي لكن احدا لن يراها غيري !!!

مرت ساعات كثيره وانا علي مقعدي اعيد صياغه التاريخ ، لكن الفجر مازال بعيدا ، لن ارحل قبل قدومه ، سانتظره ، سانزل الشارع وقت الفجر احتفل بالعام الجديد مع فجره الاول ، كم مرت علي حفلات لراس السنه تمنيت فيها انتظار الفجر ، لكن الليل الذي كنت اعيشه لم ينتظر الفجر ، ونمت الف فجر جديد لسنه جديده لم اراه ولم اشهده ، لكني هذا العام سابقي حتي الفجر ، وحين تتلون السماء بومضات حمراء وسط السواد المنحسر احتفاءا بالنهار الاول ساسير في الشارع ، افتحي رئتاي للهواء البارد المنعش ، ساوزع ابتساماتي علي السهاري في الشارع ، هؤلاء اللذين لايقووا علي تذاكر الحفلات الخاصه ولا ثمن قوائم الطعام الخاصه ، سابتسم لشابه صغيره تجلس علي كورنيش النيل يقبض علي كفها شاب محب ، سابتسم لعائله مصريه جميله خرجت تحتفل براس السنه فوق الكوبري ، تتدثر بالبطاطين وتحتسي الشاي السخن ، سابتسم لكناس عجوز يجلس علي الرصيف يرتدي طرطور ملون تركه السكاري علي الارض فلم يهن عليه وزين به شعره الابيض ، سابتسم لعسكري المرور الواقف في برد الفجر مبتسما يفكر في اللحاق بصلاه الفجر وثوابها ، لن اعود لمنزلي قبل احتفالي بالفجر !!!!

اقترب مني الرجل الانيق ، محتارا ، لااطلب منه شيئا ولايجد مني مايبدد وقت عمله الطويل ، اقترب مني ، سالني هل سعيده سيدتي ، نعم سعيده ، ابتسم بحق فرحا بسعادتي ، هذا مايهمني ، نعم صدقته ، جملته الاخيره ليست من مقتضيات عمله ، خرجت من قلبه لقلبي ، ابتسم وتركني مع سعادتي ونفسي !!!


كنا مجموعه اصدقاء ، اتفق معنا شخص كنا نظنه صديق تبين بعد وقت طويل انه حقير ، اتفق معنا علي الاحتفال معا ، اختار لنا مكان بعيد ، لانعرفه ، وطالبنا بمبلغ مالي كبير مقابل حضورنا للحفل الفاخر الذي سنحضره ، وفي يوم الحفله ، ذهب قبلنا ، تهنا وتهنا في الشوارع ، كل الصحراء تشبه بعضها ، نطلبه في التليفونات لايرد ، الساعه تجري صوب الثانيه عشر ، كدت ابكي يومها ، سابدء العام الجديد في الشارع ، تائه في الصحراء ، رد علي احد اصدقائنا في الاخير ، وصف لنا المكان فوصلنا والناس تعد للثانيه عشر ، دخلنا في الظلام ، حرمنا من قبلات الثانيه عشر ، المكان مزدحم بشكل رهيب ، لانعرف مكان الاكل ، لم يهتم بنا احد ، تركت معاطفنا ملقاه باهمال علي الكنب ، داست علي بعضها الاقدام ، الكل يرقص في هستيريا غريبه ، دخلنا حلبه الرقص نضحك بهستريا ، بل ونبكي احيانا ، لااحد يعرف احد ولايكترث احد بالتواصل بين البشر ، كانت ليله بارده ، ضحك علينا فيها ، دفعنا نقودا كثيره ولم ناكل ولم نشرب ولم نعامل باهتمام ، داست الاقدام الغليطه علي احذيتنا الانيقه وسط هستيريا الرقص ، بعد عده ساعات غادرنا الحفل غير ماسوف علينا ، شعرنا جميعا اننا ضحيه رجل نصاب ، سرق نقودنا ودس بنا في الزحام واختفي !!! كانت ليله كئيبه كشفت لنا عن السنه التي ستلحقها ، الاحساس بخسه ذلك الشخص الذي كان صديق اوجعنا ، النقود التي سرقها منا تافهه القيمه امام اكتشافنا لحقيقته ، سالنا نفسنا الف مره عن السبب الحقيقي الذي باعنا وباع صداقتنا بسببه ، عده جنيهات كثرت او قلت لاقيمه لها وتافهه ، يبيعنا جميعا من اجلها ، يلقي بنا في الصحراء الموحشه ثم في الزحام الهستيري ويختفي !!! لاتعجبني تلك الحفله ولا تلك الليله !!! ساغير احداثها ، سابدء من بعيد ، ساخرج هذا الشخص من حياتي تماما ، لن اسمح له بدخولها ، ليس صديقي ولن يكون ، سافوت عليه امكانيه النصب علي ، كيف سينصب علي وانا لست صديقته ، لن اذهب مع اصدقائي لذلك الحفل الهستيري ، ساصطحبهم لمكان هاديء ، نتناول فيه العشاء ونتمازح ونتبادل الحكايات ، وحين تدق الثانيه عشر ، سنتبادل القبلات والاحضان والامنيات الطيبه ، سنشعر بالونس والدفء والحميميه ، سناكل بشهيه ونضحك بثقه ونتبادل قلوبنا انخابا في صحه صداقتنا وحبنا !!! نعم هذه هي الليله الجميله التي قضيناها في التاريخ الجديد ، لااعرف ذلك النذل ، نعم لااعرفه ، لن نضيع معه ليله غاليه من حياتنا ، لن نتوه في الصحراء الموحشه ، لن ندخل المكان الهستيتري الذي يتحرش فيه الجميع بالجميع كانه سكاري لايقصدون ، لن نؤذي مشاعرنا واعيننا بزار الرقص والصراخ والزيف الذي اراد ذلك الغريب احتجازنا فيه ، الليله التي رسمت احداثها اجمل ادفء اكثر صدقا ، هذا هو التاريخ الجديد الذي صنعته!!!



( ليله غريبه سعيده اوشكت علي الانتهاء )
مازالت الشموع تحترق كاحداث التاريخ القديم الذي الغيته ، مازالت الورود ناصعه البياض امامي مثل ايامي الجديده التي اكتبها ، مازالت النسائم العطريه تلفني كسعادتي التي تحتويني ، مااجمل اسقاط الاحداث الموجعه من التاريخ الخاص ، لااكثرث بالاخرين بارائهم ، لااكترث بذكرياتهم ، انا اطهر ذكرياتي انا ، اغير ترتيب احداثها ، اكمل سنوات عمري بعمر سابق اجمل اعدت صياغته ....

هذه اسعد راس سنه قضيتها مع نفسي ... ساقوم الان وارقص ...
سادعو الرجل الانيق للرقص معي ..
انه رفيق وحدتي وانا رفيقه وقته ..
لايملك خيارا ...


اقترب مني مبتسما ، سالته الحساب ، ابتسم ، لسه بدري ، شرحت له قصتي ورغبتي في السير في الشارع احتفل مع السهرانين ، ابتسم سعيدا ، سالته متي سينتهي من عمله ، اخبرني ، انت عملي ، وقت ترحلي سارحل ، احضر لي الفاتوره دفعتها ، سالني اي خدمه اخري ، سالته امنيه ، رجوته ، وعدني يحققها ، ادعوني للرقص ، اتسعت ابتسامته ، ساغير ملابس العمل وارتدي ملابسي واستعد للرحيل وساراقصك ، فككت الزهور التركوازيه من شعري ، ابتسمت لامي التي كانت تراقبني من فوق سحابتها الورديه ، عاد رجل مختلف ، قسماته حره ، تحرر من اسر العمل والخدمه ، دعاني للرقص ، رقصت معه ، لم اساله عن اسمه ، لااكترث باسمه ، لم يكلمني ، ترك الموسيقي تتخللني ، احسست الخدر يزيد ، سالته عن نوع النبيذ الذي صبه لي ، ضحك وهمس ، هذا ليس نبيذ ، انه عصير عنب احمر ، نقدمه للسكاري باعتباره نبيذا لاينتبهوا ، ابتسم ابتسامه كبيره ، وثقت فيك واخبرتك بسر من اسرار العمل ، لم اصدقه ، لكني سكرت ، ضحك وهو يدور بي ، سكرت لانك كنت تبحثين عن السكر ، كنت تتمنيه ، صدقته ، كنت اعرف ذلك المذاق لكني لم اتبين حقيقته ، صمتت الموسيقي ونحن مازلنا نلف ، اخذت حقيبتي وكدت اودعه ، قبض علي ذراعي ونصحني ، الوقت متأخري والشارع مليء بالسكاري لاتسيري وحدك ، تركت له ذراعي ونزلنا الشارع معا ....

سرنا في الشوارع الهادئه ، نبتسم للماره ، يحكي لي عن تاريخه الذي يرغب في اعاده صياغته ، احكي له عن التاريخ الجديد الذي رسمت احداثه ، كان الفجر يبزغ والسماء تومض بالسحب الحمراء والعصافير تغرد معلنه بدايه اول نهار في السنه الجديده ، ظلننا نسير علي قدمينا سعداء نتقاسم الاحاديث والمشاعر ، لااعرفه ولن اعرفه ثانيه ، لايعرفني ولن يعرفني ثانيه ، كنت مبتسمه وكان مبتسما ، نتواصل بلا عبء ولا هم ولا ضيق بمنتهي السعاده والرحابه والانطلاق ، فنحن ليس الا غريبين جمعتهما ليله غريبه سعيده اوشكت علي الانتهاء!!!!!!!!!!!!


22 ديسمبر 2009

اجنحه بيضاء حانيه !!!!!!!!!!!!







في لحظه موجعه جديده .. وانت تتوازن فوق الحبال البعيده عن الارض ... وانت تتوازن بصعوبه .. انفاسك متسارعه وراسك خدره بسبب الارتفاع وصعوبه الخطوات ... في تلك اللحظه ... ياتي مقص غادر لاتري من يمسك به ، يقطع الحبال ، يقبض بمهاره علي العقده التي تمسك كل الحبال ، التي تذهب اليها وتتحرك من عندها ، هي عقده التوازن الوهميه التي يخيل اليك وانت تنظر اليها مبعثرا في الهواء ، يخيل اليك انك امن ومطمئن ، ياتي مقص غادر يقطع الحبال ..... وتتبعثر اكثر وتراك تسقط للهاويه ، تري جسدك يتمزق يحاول يقبض باصابعك برموش عينيك علي حبل مازال مربوط في العقده المقطوعه ، تتبعثر اكتر وانت تسقط .. تسقط .. تسقط !!!


في تلك الثواني مابين قطع الحبال العاليه وبين ارتطماك الحتمي بالارض الخشنه ، في تلك الثواني ، تستعيد شريط حياتك موجعا ، تري كم حبل مشيت عليه قصه الغدر ، كم عقد توازن فكهتها الايدي العابثه ، كم مره اطاحت بك الايام من توازناتك الوهميه والقت بك في الهواء ، في تلك الثواني ، تري مساراتك وكيف تعذبت لاكمالها ، تري القمم التي القيت من فوقها بايدي عامده تكرهك !!!!


في تلك الثواني ... تتعجب لماذا كرهوك !!! انت لم تفعل معهم الا كل مايستحق الحب ، لكنهم الحقراء استقبلوا الحب بالخسه وطعنوك في وجههك الاف الطعنات ، تتعجب لماذا كرهوك !!! انت منحتهم قطعه من قلبك لكنهم اكلوها وشربوا دماءها وسكروا بدموعك وظنوا تعثرك وبعثرتك رقصه مجنونه تؤديها فصفقوا لك وانت تهوي صوبهم سعداء ستلحق بجمعهم التعيس وتزينه بانكسارك !!!
في تلك الثواني التي مازلت تهوي فيها ، تتذكر كل اوجاعك القديمه ، تتذكر انك لاتستحق كل هذا الوجع ، لاتستحق كل هذه الخسه ، تتذكر عذاباتك بحب من لايستحق ، تتذكر عذاباتك ، تلك السنون المشحوذه التي دستها الايام في جلدك ، تتذكر قدرتك علي التسامح ، كم تسامحت مع من لا يجدي معه تسامحك ، لن يفهم لن يقدر لن يمتن ، وانت تتبعثر في الهواء تطير بلااجنحه ، تتذكر كل المرات التي تلقفت فيها من يهوي قبل ارتطامه بالارض تحميه من الصدمه التي ستفتك به ، تتذكر كل المرات التي جلست تصغي لهراء الاخرين وتطيب خاطرهم وتشد ازرهم وتساندهم ، تتذكر كل المقصات التي زرعتها الايام في مسارات حبال حياتك ، مقصات حاده تهوي تمزيق امانك وطمأنينتك وقص احبالك الصوتيه كي لاتصرخ ، في تلك الثواني التي يوجعك الهواء وانت تخترقه لتسقط يلطمك علي وجهك يبعثر شعرك يفقأ عينيك بذراته ، في تلك الثواني ، تتذكر انك داويت من جرح ومسحت دمع من بكي وصالحت من غضب من الدنيا ولم تكترث به ولم تصالحه ، تتذكر كل مسارات حياتك وتشفق علي نفسك ، فانت لاتستحق كل مايحدث فيك ، لاتستحق تلك المعامله المهينه والزيف المخزي والكذب المستمر ، لاتستحق كل الام الخداع والغدر وانك كنت تستحق حضن يحتويك وكف يهدهدك ويمامه بيضاء تغرد علي شباكك ، كنت تستحق فارس يحمل لك نجوم السماء عناقيد فرح وانت مابخلت يوما عن نشر الفرحه كحبوب اللقاح في الربيع تخصب القلوب المتعبه فتلد بهجه وسعاده ، لكن من قال ان الانسان ياخذ مايستحقه ، مازلت اتبعثر في الهواء والثواني بطيئه بطيئه ، كانفاس المحتضرين تتارجح بين السكون والمقاومه في تلك اللحظات ، تتجمد الدموع في مقلتيك ، اه لو تجد حضن دافء ، وقتها ستنهمر دموعك كالامطار الاستوائيه فيضانا جارفا ، ستجرف امامها كل الاحزان المتكلسه علي جدران القلب كل الاوجاع المتشبثه بانفاسك تخنقها كل العذابات التي نمت فوقها مسامير وابتسمت رغم انفك مستمتعا باوجاعها احن من زيف مشاعر الاخرين ........

مازلت تحاول في الهواء وانت تسقط تتوازن ، تحاول تقبض علي سحابه فلا تسقط ، تحاول تمسك بجناح عصفور صغير تحمل اجنحته الضعيفه جسده الصغير بصعوبه ، تحاول تصرخ عل صرختك تصل همسا لاخر يجلس بعيد لايكرهك فيرفع اذرعته يتلقفك من السقوط الموجع ، مازلت تحاول في الهواء الا تسقط ، في رحله السقوط ، تقذف من ذاكرتك كل الاوجه الخائنه ، كل المشاعر الزيفه ، تقذف من ذاكرتك كل اللابني ادمين الذين ارتدوا اجسادنا ورسموا مثل ملامحنا علي وجوههم الحقيره وتشبهوا بنا واندسوا وسطنا كانهم بشر وهم حشرات حورتها القسوه لكائنات اكثر شراسه وخسه ، لمسوخ مخيفه لاتهدف الاخداعك بمعسول كلامتها تخفي سمها فيه ، بابتسامه زائفه صفراء تنز سم وعلقم ومراره ، بايمانات مغلظه بالالهه والاموات والاحباء ، لاتهدف الاخداعك ، تقذف من روحك بصماتهم الملوثه بالخديعه والخسه والكذب ، تقذف من عينك صور اشكالهم ومن اذنهم فحيح اصواتهم ، وانت تسقط تتخلص من كل الاوجاع التي احتلتك ، تتخلص من كل الذكريات الموجعه ، تتخلص من مسوخ الاشخاص يصيغوا مسارات ماضيك ويؤثروا في مسارات مستقبلك ، وانت تسقط ، تكاد تسقط سعيدا ، لانك تخلصت من مخلفات الماضي التي اوجعتك وعذبتك وافسدت مزاجك !!!


لكنك وقت تتخلص من كل القاذروات التي تحتلك وتحيط بك وتحاصرك ، في تلك اللحظه تنبت لك اجنحه بيضاء كبيره تحملك للقمه التي تستحقها تحميك من السقوط في هاويه مسوخ البشر ، تنبت لك اجنحه بيضاء كبيره تنقذك من سقوط حتمي كاد يتم لثقل قلبك بالهم ، حين تتخلص من الهم ، وجوها واشخاصا وذكريات ومشاعر ، وقتها تنبت الاجنحه قويه عفيه تنقذك من السقوط الذي كان حتمي ولم يعد !!!
وقت تتخلص من قاذورات مسوخ البشر وتنساهم ، وقتها تتكاتف السحب وتحميك من السقوط وتحتضنك بطيبه لاتحتاج في ذلك الوقت الا هي ، في تلك اللحظات التي كدت تهوي فيها تحلق ثانيه !!!!!!!!!!!

تضرب باجنحتك في الهواء ، تحلق في العالي ، تطير بك للقمم التي لايقطنها الاالنسور ... في تلك اللحظات وقت شده الالم قسوه الوجع عذاب الالم ، وقت تفقد ايمانك بالبشر وتتمني موتا يحميك من نذالتهم المتكرره ، في تلك اللحظه بالذات ...... تنبت اجنحتك البيضاء حانيه قويه وتحملك لاعلي فتعود طفلا بريئا علي وجهه ابتسامه الطمأنينه الحقيقيه !!!!


21 ديسمبر 2009

قارئه الارواح .........!!!!!



احيانا لاتفهم سر الصدفه ... لكن من قال ان كل شيء قابل للفهم ؟؟؟؟
لااعرف مالذي عملته معك الحياه ولا من اي مزيج خليط مكونات عناصر صنعتك ؟؟
لااعرف ولن اعرف ، اعتقد انك شخصيا لاتعرف لكن من قال ان كل شيء يمكن معرفته ؟؟؟؟
من قال ان المعرفه دائما ضروريه للفهم ...
البشر ليسوا مثل المعادلات الرياضيه ان فهمت قوانينهم كشف غموضهم !!!
انت لاتجدي معك المعرفه ... كل الادوات المعروفه لاتاتي معك بنتائج !!!

لااحد يعرفك بحق ... الا توافقنني !!!!
ربما انت شخصيا لاتعرف نفسك !!!
فنفسك مراوغه بارعه لاتكشف لاحد ابدا اسرارها ، حتي انت !!!

متي بدأت تلك المراوغه ؟؟؟ متي اكتسبت تلك البراعه ؟؟؟؟
ربما كنت صغير جدا ... وادركت بحدسك ان هذا العالم لن يفهمك فقررت الا تكشف له ذاتك !!!
قررت تكشف له مايعرفه مايفهمه اوجه مألوفه يفهم ملامحها .. اما وجهك الحقيقي فيخصك انت وليذهب الاخرون للجحيم !!!
تسخر منهم بذكاءك البصير حين يتصوروا انهم كشفوا اسراراك وعرفوك !!!
تسخرمنهم لكنك لاتكترث بتصويب نظرتهم ولا تصحيح اخطائهم فهم في الحقيقه لايفهموك ولن يفهموك !!!

هل نفسك الحقيقيه تعذبك ... تلح عليك لتظهر ... هل تخاف عليها فتخبئها ؟؟؟

من يعرفك بحق ... انت ؟؟؟؟

اتصور نفسك الحقيقيه تعرفك .... لكنك لاتعرفها ؟؟؟
من حين لاخر تظهر لك تداعبك تلهو معك تصوبك توجعك وترحل بسرعه ... تخشي الا يفهمها احد ؟؟؟؟

انت فار ياصديقي ... فررت من اشياء كثيره ومازلت تفر !!!
هارب من الايام من نفسك من الحب !!!

نعم انت لاتمنح احدا نفسك ابدا !!!
وكيف تمنحها لاحد وهي تراوغك ...ولاتمنحك ذاتها !!!

ربما نفسك تشفق عليك من عذاباتها !!! من طغيانها!!! من معايرها الصارمه من استبدادها !!!

انت لاتمنح نفسك لاحد ابدا !!!
ربما تشفق عليه من نفسك ، من عنفوانها ، غضبها ، حنانها ، تمردها ، لااحد يتحمل هذا وانت تعرف!!


هارب انت من الايام ، الحلوه التي كانت والموجعه التي هي والمجهوله التي ستاتي ، هارب منها ، كانك لاتكترث بها ، كانك لاتأبه لها ، لكنك منتبه جدا ، تتذكر مامضي تحاول تستخلص منه مايقيك وجع المجهول ، تعيش الاتي الموجع كانه لايوجعك ومن يقترب منك يجد كل جسدك مثخن بالجراح ، تعيش المجهوله التي ستاتي تعيشها الان تتمناها جميله ومن كثره امنياتك تتلون في احلامك تراها جميله....لكنك خائف لا تطمئن لاتصدق الامنيات التي لونتها ، لاتصدقها ولاتؤمن بنفسك قادرا علي تلوين الواقع مثلما لونت الحلم ، لا انت تؤمن بنفسك جدا لكنك في نفسك الوقت لاتؤمن بنفسك .... تخاف الايام التي اوجعتك ولااقول هزمتك ، فانت لاتهزم ، لانك خلعت قلبك منذ زمن بعيد ولم تتركه ساحه لنبال الاخرين ، خلعت قلبك ، وخبأته ، تلوح به للكثيرات لكن الصوره لاتنبض وانت لاتمنحهن دفء احضانك ، تخاف منهن ، ولو احببتهن جدا ، تفر منهن تشفق عليهن ، من اللهيب المستعر داخلك لايعرف سخونته الاانت ، محروم تنتظر واحده تزرع قلبك مكانك تسرقه من مخبأه وتعيده ينبض ، تتنتظرها وتخاف مقدمها ، تخاف توجعك فتهرب ، لاتمنحك نفسك لاحد ، ابدا ابدا ، لكنك تقول غير هذا ، تفتح صدره بعنجهيه كانك لاتكترث لشيء ، لكنك تشتاق لحنان حقيقي تعرف مذاقه المر ومذاقه الحلو وستتحمل مرارته من اجل عذوبته ، لكنه لاياتي ، تهرب من نفسك التي تخاف عليها ، تهرب من الايام التي تخاف منها ، تهرب من الحب الذي لن تسلم له قلبك ابدا ...


متي بدأت نفسك المراوغه واين تعملت البراعه !!!
متي قررت ان تنزلق روحك في اي جسد لاتكترث لحاله !!!
فروحك التي تهمك في جعبتك تحملها في جيبك في قلبك بين طيات كتاب الشعر الذي تحبه ..
روحك التي تهمك تنتظرك اخر ساعات الليل متعب تهدهدك وتغني لك وتمسح دموعك في الظلام وتقويك وترحل !!!
روحك التي تهمك تكتب بدموعها صفحاتك وحين ينفذ مداد الوجع تخبئها وتريحها وتنكر وجودها وتضحك !!!

روحك التي تهمك ، تدخرها للايام المجهوله السعيده ، تدخرها للحبيبه التي ستطمئنك ، تدخرها لاوقات الصعبه تقويك وتمسح دموعه!!!
انت تخبئها وهي تختبيء منك ....
علاقتكما متشابكه موجعه معقده ....

روحك التي تهمك تحميك تحفظك من غدر الحياه وانت تحميها تحافظ عليها من غدر البشر ...

لكنكما ابدا ابدا لاتعودا لبعض كأن الاغتراب قدرك ونصيبك ومكتوب علي جبينك !!!

كفاك هربا !!!

كفاك هربا !!!
ازرع قلبك مكانه وامنح نفسك لمن تطمئنك !!
امنحها نفسك بحق ، ليس نصفها او ربعها او ضحكه او كلمه تصبرها !! ا
منحها نفسك بحق ، ازرع روحك في روحها ، عش معها الايام التي تخاف منها وقتها لن تخاف !!!

كفاك هرب !!!

فليست كل الالوان اسود وليس كل الوجع عذاب وليس كل الشعراء كاذبون !!!

ليست كل النساء مخادعات وليست كل القلوب فولاذيه وليست كل السحب مرسومه في كراريس الاطفال !!!
اعرف انك تتوجع لحالهن ، تشفق علي غبائهن ، تتمرد علي قيودهن ، تهرب من اسرهن ، اعرف ....
لكن تحتاج لحنانهن وحنينهن واحضانهن..
فكفاك هربا ، ولا اقصد من النساء ، بل اقصد من نفسك .....
ان عدت لنفسك ، دخلت الجنه التي طردت منها بالتفاحه التي لم تحبها لكنها شاغلتك فنظرت اليها فطردت من الرحمه !!!
ان عدت لنفسك نبض قلبك ثانيه بحب الحياه ...
وقتها ستحب النساء وتقوي علي المقامره بروحك علي اعتابهن وستبيع كل الزائف وتشتري اجمل مافيهن ، حنانهن !!!

احتضن روحك وصالحها ، كفاك تمزيقا في اوصالها ،كفاك لوما !!!
احتضن روحك واعدها لاحضانك ، وقتها ستكون الحياه اهون والصعوبات اهو والحياه كلها اجمل !!!

هل اهذي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ربما !!! لكني اقرأ خطواتك فوق الماء الذي تعمدت تمسحها فلا يبقي لك اثر يدل احد علي مخبأك الامن !!!
هل اهذي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ربما !!! لكن الرياح بعثرت انفاسك وسط اعاصيرها وانا اجمعها نسائم معذبه في صحاري العطش !!!
هل اهذي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لااظنني .... الم اقل لك ياصديق من قبل اني قارئه ارواح ؟؟؟

ها انا اقول لك ... انا قارئه ارواح ... وروحك تسكنني لانها تطمئن لي !!!!!!!



18 ديسمبر 2009

قررا يكرها بعضهما ....!!!!!!!!!!!






قررا يكرها بعضهما ......
اقسمت له الف مليون قسم انها تكرهه وستكرهه !!
تشاجر معها واوضح لها انها لن يكرهها لانه يكرهها فعلا ..!!!
بكت .. اشفق عليها ... احتضنها ... نامت في حضنه .... احتضنها بقوه وادرك ان حبها شرك لن يفلت منه ابدا ....

كانت علاقه طويله معقده قتلت احلامهما
اقتربا وابتعدا وتشاجرا وتصالحا وغضبا وعشقا وفي نهايه رحله العلاقه ادركا انه حبهما مستحيل !!!
لايعرفا سبب المستحيل لكنهما واثقان انه مستحيل !!!

ابتعدا وعادا ......
تخاصما وتصالحا .......
صمتا وتحدثا ........
حاولا وحاولا وفي النهايه تيقنا ان حبهما مستحيل !!!


دعاها لفنجان قهوه في المكان التي تحبه علي النيل ...

ارتدت الفستان الذي يعجبه ....
تعطر بالرائحه التي تخدرها ...
رسمت عينيها بالكحل الذي يثيره ...
حمل لها ورودا حمراء تحبها وبطاقه حب ..
اشترت له كتابا اضناه البحث عنه ....
انتقي منضده تقترب من الماء وزين مقعدها بالورود ..
اقتربت منه بابتسامه واسعه وشفتين برتقاليتين كمثل اعصار نثوي يعرف اثره علي قلبه وروحه ..
جذب لها المقعد بمنتهي الحب فجلست بمنتهي الامتنان ...
صارحها بعجزه عن تحمله حبها واعطاها الورود واكد لها انه يحبها جدا لكنه هذه المره سيرحل للابد ..
فتحت البطاقه قرأت سطوره يؤكد لها انه سيدة عمره الذي لن يشهد ابدا امرأه غيرها !!
منحته الكتاب وقبلت الورود ووافقته علي قراره الصائب واكدت له انها سترحل هي الاخري للابد فحبه يؤخزها كالاشواك في قلبها وانها تعذبت من الالم ولم تعد قادره علي التحمل ...
فتح صفحات الكتاب ليجد شفتيها ترسم لها اهداء مع كلمات غزل تقول له انه رجل حياتها ونقاط كثيره تكمل المعاني التي لم تقلها ...
نظرت في ساعتها كانها تتعجل الرحيل .....
فهم ايماءاتها وقام ، قبض علي كفيها لايرغب في توديعها ، التفت اصابعها حول اصابعه ورفضت الفراق ..
رسما ابتسامه علي وجهيهما وسار كل منهما في طريق !!!!!!!!
مسحت دموعها ولامت نفسها لانها لم تعرف تستمتع بحبه !!!
احس نفسه مخنوقا ففتح ازرار قميصه وتمني يعود لها يسالها لماذا توجعه بحبها ؟؟؟ !!!!

سار كل في طريقه ......
في الليل اخترقت حلمه وقبلته وهمست لها بكلمات الحنان التي يشتهيها فابتسم وهو نائم واكمل نومه مطمئنا !!
في الفجر طرق باب غرفتها ودخل مبتسما ترك علي مخدتها وروده الحمراء فاستيقظت ظنت نفسها تحلم لكن رائحته تملا غرفتها فاكملت نومها سعيده !!!

في الصباح ....شرب قهوته وقرر يكلمها يطلب مقابلتها يبثها حبه فحياته بدونها مستحيلا !!!
في الصباح تيقنت ان زيارته كانت حلما جميلا فقررت تزوره في عمله تعتذر له عن كل مااوجعه دون قصد منها وتدعوه علي العشاء !!!
حدقت في المرأه مبتسمه تتجمل للقاءه ...
انتقي رابطه العنق التي اشترتها له في عيد ميلاده وعلقها في رقبته دون رباط يعلم انها تحبها بتلك الطريقه البوهيميه !!!

تقابلا علي منضدتهما الاثيره في مكانهما المعتاد علي النيل ...
منحها وروده ، منحتها الجزء الثاني من الكتاب الذي لم تمنحه له وقت الرحيل ..
ابتسما ولم ينطقا !!!!!!!!!

17 ديسمبر 2009

حلم وردي كاذب استيقظت منه بسرعه !!!!!!!!!!






لقد اوجعتك لاني قلت بالضبط ماكنت تحسه ، ماكنت تفكر فيه ، اوجعتك لانك في تلك اللحظه السخيفه بالذات كنت تحلم بالمستحيل فحدثته عنك وكشفت اشتياقك له وجرحتك بقسوه لااقصدها لاني اوقفتك امام مرآه نفسك او كنت مرآه نفسك فلم يكن امامك الا تهشيم المرآه رفضا لضبطك متلبسا بالحلم ضائقا كارها للواقع وذبحي بسنون شظاياها المشحوذه لجرائتي الكريهه في ايلامك حتي لو كان بغير قصد!!


لقد اوجعتك لاني افهمك جيدا واعرف كيف تشعر ولاي مدي ذهبت وكيف تماديت في امنياتك لمناطق الاعصاب المكشوفه التي توجعك تؤلمك لكنك كنت تظنك امن لااحد يكشف اوجاعك ولا احد يقرآ طلاسم تلافيف راسك ، وحين انتبهت لحديثي الفج ارتعدت ارتعبت لانك شاهدت نفسك عاريا امام الغرباء فلم يكن امامك الا الانفجار الغاضب الاحمق ، انت لم تسمح لاحد يقترب منك لهذه الدرجه ولايسكن داخلك ولايعتدي علي حدودك ولا يدنس كهوفك المقدسه ، انت غضبت لان احد خارج مساحاتك الامنه قبض علي راسك واحلامك وامنياتك وفضح ماكنت تتصوره في تلك اللحظه بالذات مدفونا في اعماق السحيق ،وانت لم تسمح بهذا الاقتراب لم تسمح بهذا التداخل لم تسمح بهذه التعريه ...

لكنك سيدي لا تلعب وحدك وانا لست مفعولا به احمق يتصرف وفق هواك ووفق قواعدك ، انا موجوده خارج كل مساحاتك لكني داخلها اسكنها احتلها ، انا موجوده بعيدا عنك لكني قريبه دفينه في نفسك في عقلك في روحك ، انا موجوده ياسيدي وافكر وافهم واحلل واحس واشعر ، لست صنما تحدق فيه اعجابا بل انا انسانه اتفاعل بطريقتي ، العذبه كثيرا الموحشه احيانا ، وانا لااتفاعل مع طفل سيغضب فيكسر الدنيا ولااتعامل مع مجنون سيجري يصرخ في الشوارع المزدحمه ولااتعامل مع مريض يلزم مواساته وطمآنته ، انا اتعامل معك انت كما اراك بكل مافيك وماعليك ، اتعامل معك انت وليس مع اي شخص اخر ، انت كما افهمك !!!

وحتي لو كنت دسست قدمي في حقل الالغام جهلا وانا اتصوره مرجا امنا ، ماذا ستفعل ياسيدي ؟؟ هل ستترك الغامك تنفجر في تمزقني وتعلن وفاتي وتعطيني ظهرك وتعاقبني للابد ؟؟؟ ماذا ستفعل معي ، هل ستتلذذ بقتلي عقابا لي اني فهمتك احسست بك واخترقت مناطقك الخاصه هل ستعتبرها كبيره الخطايا وتلعني وتحرق جثتي وتبعثر رمادها فوق الصحراء عبثا في عبثا ؟؟؟ هل ستنكرني وتفقد ذاكرتك وتدعي لنفسك اني لم اكن وان الامر لم يكن الا كابوسا مؤلما مثل ملايين الكوابيس التي ارقت نوما ليالي كثيره !!

ياسيدي مازال الطريق بيننا طويلا ، مازلنا نفك الرموز والطلاسم والالغاز ، مازلنا نقرآ الاوراق القديمه وخطوط الكف ورسومات الفنجان ، مازلنا نقرآ بصعوبه ونستهجيء الابجديه الغريبه ونتعرف علي معاني حروفها ، مازلنا نتبادل كروت التعارف ونتحسس خطانا في الطرق غير الممهده ، مازلنا نسير في الظلام الدامس وكل احلامنا وامنياتنا ورغباتنا الطيبه لاتبدد وحشه الظلمه ولا تنير لنا الافاق ، مازلنا نتمايل فوق الحبل نتآرجح نكاد نسقط علي الارض البعيده ولانجد ما نتوازن به وعليه الا تصوراتنا غير الاكيده لوجودنا معا ، مازلنا كالمرضي المتعافين ضعيفي البدن والروح هشي الانفس والاجساد ، فهل هذا معقول مع اول عثره ، مع اول حرف قرآ بطريقه خاطئه ، مع اول ارتباك ، مع اول ارتطام بامر لانعرفه ماهيته وهل هو وهم سخيف ام امكانيه محتمله ؟؟ هل معقول تلقيني من فوق قمه احلامي لهاويه الفشل الذريع ، هل معقول توصد كل ابوابك في وجهي وتغلق اذنك وعينيك وقلبك وتتجاهلني وكآني لم اولد قط !!!

لااظنك عادل ياسيدي !!! وكنت اتمناك تقوي علي فهمي واحتضاني !!! لكنه قدري يبدو سيظل يطادرني بلا ملل طويلا !!!!! قدري في الوحده سيظل يلاحقني ويبدد كل الاحلام الورديه ولو كانت كاذبه ، قدري سيظل يلاحقني ويوقظني من اجمل الاحلام علي الواقع الحقيقي الموجع !! وانت لست قدري ياسيدي ، انت مجرد عابر في الحلم الوردي الكاذب رحل بسرعه وقت استيقظت من النوم !!!!


كان مستحيل ............... وصار مستحيل !!!!!!!!!




همست له .......... انت سعادتي ...
ابتسم كانه سعيد ... باغتته .......... وعذابي !!!
صمت طويلا وهي تحدق في قسمات وجهه تنتظر رده عليها ...
صمت وصمت ثم تلون وجهه بالحزن وهمس بصوت خفيض .... وانت ...
ابتسعت وكانها تعرف بقيه كلماته .. اكمل حزينا .... وانت عذابي وعذابي ........
لم تصدق ماسمعته وانهمرت دموعها فاخذها في حضنه وصمتا
ظلت تبكي في حضنه تنتحب وهو يهدهدها لا يكف ..
كانت حزينه لاتدري انه اكثر منها حزنا وانه يبكي بدموع جافه بلورات وجع
وانه يشتاق لهدهدتها علي قلبه المتعب بحبها ..............
كانا مستحيلين لاينفع لقاءهما ابدا .......
كمثل كل المتناقضات التي لاتكمل بعضها بل تتنافر لحد الانفجار ..
كانا مستحيلين ....
مابينهما من مسافات لاينفع معها اقتراب او مؤائمة ...
مابينهما من اختلافات لايجوز معها التنازل او التقبل ...
ما بينهما من تضاد ينهي امكانيات اللقاء ويلغي تصور وجوده ...
مابينهما من تنافر يفصح عن استحاله المصالحه او التجاوز ...

كانا مستحيلين ....

هي شعواء حمقاء متمردة متفجره بالسخط متفرده بجنونها بجمالها باندفاعها ذات حضور طاغي اخاذ ..
هو عاقل رزين حكيم صامت متأمل
خاضع بمنتهي السعاده لكل الموروثات والتقاليد وقيود الاعراف له وجود مشع مبهج ..
هي شابه مازال كل طرق الحياة امامها ، تخطوا خطوتين في هذا الطريق وتتراجع ، تسير قدما في ذلك الطريق وتعود بنفس الاندفاع
...
هو ناضج انتهي من اختيارات حياته التي اصبحت خلفه ، وقتما يخلو لنفسه يحاسبها علي اختياراتها القديمه التي مازالت في عنقه طوقا حديديا ...

كانا مستحيلين ....
هي كمثل الفراشة تحلق تتنقل بين زهيرات الحياة تاخذ احلي رحيقها وترحل ...
هو كمثل النحله اسير المملكه الصارمه ونظامها وقواعدها الامرة ...

هي تضحك صاخبه تقهقه ، تصرخ فرحا وتصرخ حزنا وتنفجر ضحكاتها في اشد اللحظات مأساويه وتبكي وقت الفرح والضحك ..
هو يبتسم ابتسامه رزينه ويحزن وقت الحزن ولا يفرح وقت الفرحه يحسه يلتهم هيبته التي يحرص عليها اشد الحرص ...

كانا مستحيلين ...

هي ترفض الزواج لانه قيد لا تقبل الانصياع لصارم قواعده تحب حريتها بكل اشكالها ..
هو خرج بوفاة زوجته من مؤسسة الزواج
لكنه يبحث عن زوجه اخري تعيده للحياه المنظمه التي لايعرف يعيش خارجها ..
هي تؤمن بالحب وتصغي لدقات قلبها سبيلا وحيدا للحياة ....
هو يحترم عقله ويقدسه ويعتبر قواعده المنهاج المقبول في الحياة
كل مابينهما لايجمعهما ... كل ما بينهما يباعدهما وفقط !!!


كان يتعين الا يلتقيا ابدا ..
كل شيء منطقي في الحياه يحول بين لقاءهما ..
كل شيء منطقي في الحياة يفرق بينهما ...
لكن الخطوات العبثيه قادتهما للقاء قصير ، تغيرت بعده حياتهما للابد ....
كان يتعين الا تقابله في الحفله التي ذهبتها خضوعا لابتزاز صديقتها التي طالما قهرتها ولم تكترث بها او بغضبها !!!

كان يتعين الا يقابلها في الحفله التي تورط في حضورها لارضاء صديق عمره الذي لايرفض له طلبا !!!

هي ذهبت الحفله مكرهه ..
تانتقت في ثوب لاتحبه وعاقبت نفسها بارتداءه في الحفله التي لم تحب الذهاب اليها ، ثوب داكن اللون ، عاري الكتفين ، القت عليه شالا دانتيلا ساطع حجب نصف ظهرها بطريقه مثيره ، لونت وجهها بالوان لم تألفها ، اعتقلت عينيها بين اسطر كحل ثقيله فازدادوا بهاء لاتقصده ، علقت في اذنيها حلقا طويلا ساطعا وكانها اسقطت فيضانات نجوم لامعه فوق كتفها الوردي .... كانت جميله ملفته للانظار تشع بالاغراء لكنها لم تكن هي نفسها !!!
حدقت في المرأه قبل الذهاب للحفله ضحكت من منظرها ، لاتعرف هذه السيده ، لكن اللعبه استهوتها ، ستذهب للحفله وكانها ستترك روحها في الفراش تستريح من عناء اليوم وتتلبس هي روح وجسد اخري لاتشبهها .. انها لعبه ستسليها في الليله الرتيبه التي ستقضيها ، ستلعب مع نفسها بحثا عن تسليه تبدد زهقها الطاغي من الحفله التي لم تذهب اليها بعد ومن صديقتها المبتزة وليكن مايكون !!!


هو ذهب الحفل سعيدا ...
خلع البذله الرسميه والكرافته ، والقي ازرار القميص الذهبيه فوق الترابيزه باهمال لم يعتاده وارتدي بذله كتان سبور لاتصلح لحضور تلك الحفلات ، ضحك ، سيذهب بلاكرافته ، سيرتدي حذاء سبور بلا شراب ، نعم هي حفله في المساء ، لكنه سيتخفف فيها من قيود نفسه ويترك ياقه القميص وبعض ازراره مفتوحه ، سيدس منديلا حرير زاهي في جيب الجاكته الكتان ، رش راسه بالعطر ، وابتسم ، ضحك ساخرا من هيئته ، من هذا الاحمق المبتسم في المرأه ، ضحك مرتبكا ، لابد انه جن ، لن يعرفه صديقه ، فهو لايخلع الكرافته ابدا الا قبل النوم ، سيرتدي بذلته الرسميه ويعقد رابطه العنق الداكنه و....... تمرد علي نفسه وقرر ان يذهب للحفله مع ذلك الرجل الذي لايعرفه !!!!

كانت حفله صاخبه .... مليئه بالبشر ....
صديقتها المبتزه ابنة صديق عمره ....
هو كمثل ابيها ...وهي كمثل ابنته ...
لكنه ليس ابيها وليس ابو غيرها فزوجته الحبيبه الراحله لم تنجب له اطفالا يوئنسوه بعد غياببها الموجع ...

وهي ليست ابنته لان ابيها ذلك الرجل الذي تحمل شهاده ميلادها اسمه رحل عن امها ولم تراه ابدا ولاتشعر بافتقاده ولاتعرف طبيعه تلك المشاعر الغريبه التي تحملها الابنه للاب !!!


في الحفله لم يريا بعضهما ... لم يتقابلا ...
لم تعرفها صديقتها المبتزه بصديق ابيها !!! لم يعرفه صديق عمره بصديقه ابنته !!!
ربما لو التقيا ماكانت المأساه التي عاشاها حدثت ، لكن احدا لم يعرفهما ببعض !!!

لم يتعرفا تحت مظله الاب المفترض والابنه المفترضه ... وياليتهما تعرفا !!!!

جلست في الحفل حتي قبل اخره بقليل ، تخاف من صديقتها المبتزه ، بقيت جالسه مكانها لم تتحرك بابتسامه مرسومه لاتعبر عن زهقها الطاغي !!!

دخل الحفل مرتبكا ، فهو ليس نفسه ، لكن صديق عمره صرخ اعجابا بتحرره من قيوده الخانقه ، دخل حلبه الرقص وسط الفتيات الصغيرات ، راقص الشابات ضاحكا ، يتدللن عليه لكنه ابيهن فلم يتاثر ، احتسي كاسين ثلاثه من نبيذ احمر معتق ادخره له صديق عمره ، ابتسم لسيده تبحث عن زوج ابتسامه بارده لاتعجبه ولن يكون هو الزوج المنتظر ، فر من صديقين اغتنما فرصه الحفل ليحكوا له عن مرض عضال اصاب احد اصدقائهم ، النبيذ لعب براسه ولم يتاثر بكلامهم ، بل اختنق من حزنهما ، قرر يخلع الكرافته ، مد اصابعه ليشدها لم يجدها ، ابتسم وسط حديثهما الحزين ساخرا من نسيانه ، اعتذر لهما ومشي لم يكمل بقيه المأساة ، احتسي كاسين نبيذ دفعه واحده واحس صهدا يخرج من جسده ، انتبه لدوار راسه ، ودع صديقه وخرج من الحفل يبحث عن سيارته في حديقه الفيلا!!!


سار علي غير هدي في الحديقه لايذكر اين وضع سيارته ، راسه خدره ، مبتسما علي غير عادته وبغير سبب ، كانت امسيه دافئه ، حفيف الاشجار هاديء ونجوم السماء تسطع والقمر يتواري خلف سحب لاتحجب بهاءه ، استمتع بالسير في الحديقه ، كاد يخلع حذائه ويسير حافيا فوق العشب النادي ، لكن راسه مازال يعج ببقايا وعي منعه من خلع حذاءه ، سار علي غير هدي في الحديقه الواسعه ، مستمتعا بالليل ، نسي سيارته ورغبته في العوده لمنزله وسار بين الاشجار يحس نفسه حرا ...


كانت تجلس علي اريكه حجريه في الكشك الزجاجي الكبير ، شعرها المتطاير وكتفها العاري والماسات المتلألئه علي كتفها جذبت انتباهه ، لم يصدق عينه ، سيده تجلس في الظلام في الكشك الخشبي وحيده ، اقترب من باب الكشك ووقف مكانه ، حسناء هي جميله ، شعرها اشعث يرسم بخصلاته المتطايره مشهد اغواء باهر ، هكذا قال لنفسه ، وقف علي باب الكشك كانه يستأذنها ، همس بصوت لم تسمعه ودخل ، انتبهت لوجوده ، كانت تجلس في الظلام وحيده ، تدندن بلحن معروف لاتذكر كلماته ، كان منظرها خلاب يلقي القمر الشاحب بعض ضوءه علي وجهها ظلالا غامضه ، كان الشال الدانتيلا فوق واحد من كتفيها والثاني عاري أخاذ ، كانت تدخن سيجاره وحلقات الدخان حولها تزيدها غموضا ....

جلس علي اريكه حجريه مقابله ، نظر بعيدا عنها كانه لايراها ، كانه لم يدخل الكشك الخشبي من اجلها ، لم تلتفت اليه ، كانت غائبه مع افكارها ، مستمتعه بالجو وضوء القمر ودفء الامسيه ، بقيا امام بعضهما لاينطقا ، لم يتجرا هو يبدء معها حديثا يتوق اليه ، لم تراه هي اساسا ، القت سيجارتها تحت قدمها ، نظر لساقيها يتابع حركتهما الرشيقه ، وصمت اكثر !!!
لايعرف كم مر من الوقت فراسه خدر ، لكنه نسي الحفله والمنزل والسياره وبقي مكانه ، ارتعدت فجأ فسحبت الشال علي كتفها العاري فسقط من علي الكتف الاخر ، كانت مغريه جدا ، اخاذه جميله ، كانها داخل لوحة رسمت بكل تفاصيلها لتبين جمالها ، اخرجت سيجاره وبحثت عن قداحتها لكنها لم تشتعل ، بقيت السيجاره معلقه بين شفتيها ، هاهي فرصته اتت ، اقترب منها مشعلا قداحته نارا عاليه ، نورها القي ظلاله علي وجهها ، ازدادت جمالا او هكذا شاهدها بين اطياف الخمر الذائب في شرايينه ، اشعل لها السيجاره مبتسما ، ناولته سيجاره اخذها ، فحصته بنظره عميقه ، عجوز شاب ، هكذا احسته ، عجوز متمرد علي قيود عمره ، بلا كرافته في حفل صاخب ، كادت تبتسم ، تحب الشعيرات البيضاء المتناثره بين شعره البني ، لمعت عيناه في الظلام ، تحب العيون البنيه ، تبادلا حلقات الدخان بلا كلمه واحده ، كان سعيد فسحرها يتخلل مسام جسده فينتشي ، شرحت لها انها كانت في الحفل وفرت لانها تكره تلك الاجواء ، قال لها ان خرج يبحث عن سيارته لم يجدها ، قالا معا ان الامسيه دافئه والجو بديع ، انهي السيجاره وقام مرتبكا ، ضبط نفسه يتسلل لمغامره لن تعجبه حين يستيقظ فائقا في اليوم التالي ، سالته عن اسمه اجابها ، اخبرته عن اسمها دون سؤال ، ودعها ، سالته عن رقم تليفونه ، تلعثم وهو يمليها الارقام ، وفر من امامها لاينتظر رقم تليفونها ، لن يسالها عليه ، لن ياخذه منها ، لانه لن يطلبها !!!

مالذي حدث بينهما ، لانعرف ، طلبته اكثر من مره ، اجاب عليها في واحده منهم ، طلبت لقاءه رفض ثم تراجع مسرعا ، هي شابه مغريه يخاف منها وهو عجوز وقور يستهويها !!!

ربما تقابلا في مساء بارد ، كانت ترتدي جينز وبلوفر واسع وحذاء بلا كعب وبالطو وتدفن شعرها المتناثر تحت قبعه صوفيه ، لم تعجبه وقت راها ، كانت صغيره جدا ، اين فستان الداكن وكتفها العاري ، هي الان في عمر ابنته ، لن يسمح لنفسه بالاقتراب منها ، سينهي مقابلتهما سريعا ويرحل ولن يقابلها ثانيه ، كان يرتدي بذلته الرسميه ورابطه العنق وازرار القيمص الذهبيه ، كان وقورا ، كان عجوزا وقورا ، كادت تفر منه ، لكن عقلها الاهوج زين لها تشاكسه ، سالته لماذا يخنق نفسه برابطه العنق ، اوضحت له انها تحب الحريه وانها مشفقه عليه ، ابدت اعجابها ببذلته السبور ، غازلته صراحه ، كنت شابا وسيما ، ارتبك ، هي في عمر ابنته ولاتقصد مغازلته ، كانت تراه في سن ابيها الغائب وربما اكثر لكن هذا لم يستوقفها ، فالرجال رجال ولو كان في سن ابيها اوجدها ، مدت اصابعها كادت تفك رابطه عنقه ، تراجع مرتبكا ، ضحكت ضحكات صاخبه ، تمني لو يرحل عن المكان ولايراها ثانيه ، اعجبته به وقررت الا تتركه يفر من قبضه شبابها ، انهي المقابله وقام مسرعا !!!


لكنها احتلته ، بقيت تدور في تلافيف راسه ، لايفكر الا فيها ، ينسي هيئتها يوم المقابله ويستعيد جمالها في الكشك الخشبي ، يتمني لو يتخلل خصلات شعرها باصابعه ، يتحسس كتفها العاري ، يتمني لو يراقصها في الظلام ، يشم رائحتها في انفه ، اشتاق لها ، تمني لو تكلمه لكنها لم تكلمه ، لم يعرف انها تعمدت الصمت ، هي شابه ، تلعب معه ، لايعرف انها تلعب ، تمني لو يقابلها ، سيرتدي بذلته السبور وقت المقابله ، لن يربط الكرافته ، سياخذها في مكان رومانسي ويدعوها للرقص ، لكنها لم تتكلم !!! ا

حتللته ، لايفكر الا فيها ، يحدق في تليفونه المحمول طيله الوقت ، وقت يخرج من الحمام يحدق فيه ربما اتصلت في تلك الدقيقه التي غسل فيها وجهه ، يستيقظ من نومه وسط الليل يحدق في التليفون ربما مازالت سهرانه تفكر فيه وطلبته ولم يسمع الجرس لنومه ، لكنها كانت تفكر فيه ولم تتصل به ، تراه عجوزا وقورا تخاف صحبته ، لكن مشاكسته تستهويها ، هي لن تتلاعب بعواطفه ، لانها ستخبره منذ اللحظه الاولي للقاءهما القادم ، انها لا تحبه ، نعم هي لاتحبه ، هي فقط تتأنس بصحبته ، لن تجرحه ، ستقضي معه وقتا لطيفا وحين ترحل لن يغضب منها ، لن يلومها !!!
نعم هي لاتحبه لكن مشاكسته تستهويها ، ستطلبه في التليفون ، لن تذكر له اسمها ، ستلهو معه ، ستساله عن اسمها سترسل له قبله عبر الاثير لو عرفها بسرعه ، لن يفهم قبلتها علي نحو خاطيء ، هي مجرد تحيه ليس اكثر !!!

مازال يحدق في التليفون ، رن التليفون باسمها ، انتفض ، تلعثم ، جف لعابه ، لم يرد عليها ، سيتمالك نفسه ويطلبها ، لن يرد عليها فورا ، ستفهمه علي نحو خاطيء ، ستفهم انه ينتظر مكالمتها ، ستتلاعب بمشاعره ، لن يسمح لها ، سيؤكد عليها مع اول كلمه بينهما انها في عمر ابنته ، وانه مثل ابيها ، وان مابينهما صداقه جميله بريئه وفقط !!!!

صمت التليفون فجأ فتسارعت دقات قلبه ، طلبها فورا ، احسها ضاعت من بين يديه ، خاف تغضب من عدمه رده عليها ، ردت بصوت فرح ، رقص قلبه ، فزع من قلبه ، لم يرقص من قبل ، دعته علي العشا ، قبل مصرا علي دعوتها ، سينتقي هو المكان ، وافقت فرحه ، لم تنفذ خطتها ، لم تساله عن اسمها ، لكنها في نهايه المكالمه ودعته وقذفت له قبله في الهواء ، ارتج ، تصور زلالا عاتيا ضرب المكان ، القبله هبطت في موضع الوجع في قلبه ، سخر من نفسه مراهق عجوز نسي الوقار ، سخر من سخريته ، مازال قلبه يرقص ، مازال منتشيا بصوتها ، لكنها مثل ابنته ، سيذهب للعشاء ويراقصها مثل ابنته ... انتظرها طويلا ، ذابت نصف الشمعه الحمراء وهي لم تاتي ، قفذت قطرات العرق فوق جبهته ، كاد يفك رابطه العنق لكنه لايرتديها ، من اجلها ارتدي بذلته السبور ، لن يقابلها عجوزا ، سيقابلها شابا كمثل الشباب في سنها ، سيسالها عن الاغنيه الهادئه التي تحبها ، سيرقص معها علي نغماتها ، تاخرت كثيرا ، احتسي نصف زجاجه النبيذ مللا ، خدرت راسه ، اطلت عليه ساطعه وسط ظلام المكان ، بكتفيها العاريين ، وطلاء شفتاها اللامع ، انتفض مرحبا بها ، لمعت عيناه اعجابا ، الغريب انها بادلته الاعجاب ، شعيراته البيضاء سطعت في ظلمه المكانه جذبتها ، استبقي كفها في يديه لم تسحبها ، اجلسها بمنتهي الرقه ابتسمت ، كان لايصدق تصرفاته ، من يجلس معها ليس انا ، هذا مراهق وانا رجل عجوز وقور ، كان لاتصدق مشاعرها ، سعيده باحتفاءه بها ، لم تعد تلهو ، تعرف دقات قلبها عندما تتعثر ، هل ستحب ذلك الرجل العجوز ، مجنونه هي ، نعم انا مجنونه ، وضحكت ، دعاها للرقص وافقت ، دخلت في حضنه ، كانه قبض علي شعاع من الشمس في حضنه ، ساخن ملتهب يدفء يسعد ينير المكان ، كانها دخلت كهف تحتمي فيه من وحش يطاردها ، تحس طمأنينه غريبه لاتفهمها ، اقتربت منه اكثر ، انفاسها تحرقه ، رائحه عطره تثيرها ، اقتربت اكثر ، تصور انها قبلته قبلة صغيره فوق خده ، لا لا يتصور ، هاهي قبلتها الثانيه تلحق الاولي ، يخاف يقبلها ، هي مثل ابنته ، لكن انفاسها تحرقه ، هي ليست ابنته ، ماله يتصرف بحماقه هكذا ، قبلته للمره الثالثه ، لم يقبلها ، خرجت من حضنه غاضبه ، لم تقل له لكنها ابتعدت ، جذبها لحضنه فقاومته ثانيه ثم اختبأت فيه ، قبلها خلف اذنها ، داست علي قدمه مرتبكه ، قبلها كثيرون لكن قبلته مختلفه ، هل يحبها هذا الرجل ، نعم قبلته تقول لها انه يحبها ، شفتاه دفئتان ، لثمتا رقبتها بسرعه ورقه ، ابتعدت عنه وحدقت في عينه تبحث عن اجابه لسؤالها الاحمق ، هل تحبني ، ابتسمت ، همست له احبك ، احس النبيذ خدر راسه اكثر مما ينبغي ، كاد يعطيها محاضره عن الفارق بينهما وانها مثل ابنته وانه رجل عجوز في سن ابيها ، لكن رائحه انفاسه خدرته ، احتضنها وصمت لكنها فهمت انه يحبها !!!!!!!!

في تلك اللحظه ، عاد شاب مثلها ونضجت بلهب عواطفه مثله ...توحدا ...
اختفت فوارق السن والحكمه والاندفاع بينهما ...

في كل لقاء بينهما توحدا ، كان ليس هناك متناقضات متنافرات لو فكرا تفرق بينهما بسرعه وللابد !!!
في كل لقاء بينهما توحدا وازداد حبهما عمقا ونسيت هي الفوارق بينهما وتناساها هو !!!
وحين يفترقا ، تعود هي لحالها سعيده بالعلاقه بينهما ويعود هو بائسا بل اكثر بؤسا !!!
يتمني لقاءها وتوحدهما ويخاف لقاءهما وفراقهما الحتمي !!!

و................. تشاجرا الف مليون مشاجره ، لايعجبه انفلاتها ، لايعجبها وقاره البارد ، لايعجبه علاقاتها باصدقاءها لايحبها تقبلهم يغار من مقابلتها لهم يتمناها تبقي له وحده ، لايعجبها انضباطه الصارم ينام مبكرا وهي ترغب في الخروج ويستيقظ مبكرا وهي في عز نومها ، لايعجبها رابطه العنق التي يخنق نفسه بها ، في احد المشاجرات صرخت انت عجوز قوي ، ندمت بعدها كثيرا لكن ندمها لم يعالج جرحه العميق ، نعم هو عجوز قوي لكنه يحبها ، وهي لاتقدر ذلك الحب ، تبحث عن شاب رقيع تافه لايفهم في العشق مثله وليس له خبرته في الغرام ، بعد قطيعه طويله قابلها ، لم يعجبها ملابسها ، صرخ فيها غاضبا ، كيف ستخرج معه بتلك الجيب القصيره والصندل الاحمر وشعرها المتناثر ، سيسخر منه الناس ، صرخ فيها ، طالبتك اكثر من مره تتغيري وانت لاتكترث برغباتي ، صرخت بصوت اعلي افزعه ، لن اكون الا نفسي ، تركه دون وداع ، عجز مابينهما عن طمس الحقيقه ، هما مستحيلان لايمكن لقاءهما ابدا وفراقهما حتمي !!!


بقيت في فراشها اسبوعا تبكي تنتظر مكالمته لكنه لم يكلمها ، استيقظ في منتصف الليل علي طرقات متلاحقه فوق باب شقته ، كانت تقف بملابس النوم مجنونه عيناها غاضبتان ، ادخلها مرتبكا ، القت نفسها في حضنه تعاتبه علي هجرها ، احبك وانت لاتكترث بمشاعري ، احتضنها بقوه ، بكت طويلا وهو يهدهدها في حضنه ، تحبه لكنها لن تكون الا نفسها ، لم يكلمها ، يحبها لكنه لايقوي علي حبها ، تهمس احبك وانت لاتحبني ، لاينطق ، لايقوي علي حبها ، هي نيران مشتعله تحرق وقاره نيران مشتعله تحرق قلبه حبها سيدمره ، ترتعش بين ذراعيه كعصفور مبتل في ليله عاصفه ، دموعها تنهمر فوق ملابس نومه يشفق عليها ، يمسح دموعها بكفيه ثم بشفتيه ، ترتعش اكثر ، يحترق شوقا ،يرتبك ، يصمت ، تنام في حضنه ، ينام وذراعيه حول جسدها ، يناما فوق الكرسي المتعب عاشقين انهكهما العشق ويتوحدا وينسيا ويتناسيا كل الفروق بينهما !!!!


لااعرف مالذي حدث ، هل استيقظ هو وحملها علي ذراعه لحجره نومه ، هل استيقظت هي وايقظته فاخذها من ذراعها فطاوعته ، لااحد يعرف ، لكنهما قضيا ليلتهما الاولي والاخيره معا ، في الصباح كانت سعيده ، تحبه ، تدرك كل الفوارق بينهما لكنها تحبه ، هو اسعدها ، اسعدها لدرجه لاتصدقها ، عجوز بقلب شاب ومشاعر جياشه ، هي اسعدته لكنه خاف منها وعليها ، لام نفسه الف مره علي مافعله فيها ، في حضنها بكي حزينا علي ايام عمره التي ذهبت بارده كئيبه مريره بغير وجودها ، هي المرأه التي حلم بها وتمناها وحياته ضاعت خارج حضنها ، تمناها تبقي في حضنه ، سرعان مالام نفسه فنسي او تناسي السعاده التي غمرته ، هي شابه الحياه كلها امامها وهو رجل عجوز يبحث عن سيده وقوره تؤنسه وحدته ، هو لن يقوي علي فيضان مشاعرها ، لن يقوي علي حبها ، لن يقوي علي ارواء عطشها ، لو استطاع اليوم لن يستطيع غدا ، لكنها لاتفكر في الغد ، هي سعيده اليوم وغدا فليحدث مايحدث ، هو لايفكر الا في الغد ولن يفكر الا فيه ......


هكذا حسم امره ، لن يتوحدا بعد اليوم ابدا ، فر منها ، تحجج باعماله واختفي من حياتها ، عندما طرقت باب شقته وسط الليل لم يفتح لها ، عندما ازداد الطرق ارتدي ملابسه وفتح الباب واخذها في سيارته حتي منزلها وتركها هناك وعاد يبكي حبها الموجع !!!
فحسم امره ور منها اكثر ، لكنها جنت بحبه ، جنت من هجره ، طاردته ، لم يقابلها ، بكت في التليفون فبكي لاتراه لكنه افهمها للمره المليون ان حبهما مستحيل لاغد له ، سخرت من الغد وطالبته يعيشا اليوم ، نهرها تتصرف بطيش لايليق بسنوات عمره ، بكت في التليفون واصرت علي مقابلته ، دعاها علي الافطار في مكان مشمس علي النيل ، قابلها بملابسه الرسميه وقابلته بملابسها المبعثره ، بحثت عن اصابعه لكنه كان يخفيها في جيب بنطاله ، شرح لها بنبرات بارده ان علاقتهما مستحيله ، صمتت طويلا ، شرحت له انه اسعدها ، لم يسعدها رجل اخر مثله ، انها لن تضحي بتلك السعاده ، لم يظهر علي وجهه اي تعبيرات تفصح عن حالته النفسيه الحقيقيه ، لم يكشف لها عن انهياره وولهه ، لم يفصح لها عن اشتياق يحرقه ، حتي الليله التي قضوها معا اسعدته وحرقته ، ذكرته بفوارق كثيره ان تغاضوا عنها اليوم ستقتلهما غدا ،الحت عليه بمشاعرها ، سالته الا يحبها ؟؟ضعف واعترف بحبها ، ابتسمت لكنه لم يبتسم ، استقوي عليها وحسم امره للمره الاخيره ، اكد عليها ، حبهما ليس المشكله ، هي تحبه وهو يحبها لكن مابينهما مستحيل ....
وصلتها رسالته ، ماكان صار مستحيلا ، هو كان مستحيلا وصار مستحيلا .....

ركبت معه سيارته ، امام منزلها وقف علي وجهه ملامح بارده ، ودعها بكلمات ممضوغه اوجعتها ، يضن عليها بكلماته الاخيره ، لم تتحرك من مقعدها ، قبضت علي كفه وابتسمت في وجهه ابتسامه جميله وهمست له .......... انت سعادتي ... اشفق عليها من مشاعرها .... ابتسم ابتسامه بلا معني ...باغتته .......... وعذابي ...وسحبت اصابعها من كفه ، انتظرت كلمته الاخيره ، سيصالحها ، سيؤكد عليها انه سيكون سعادتها فقط ولن يكون عذابها بعد اليوم ، صمت طويلا وهي تحدق في قسمات وجهه تنتظر رده عليها ... صمت وصمت ثم تلون وجهه بالحزن وهمس بصوت خفيض .... وانت ...تفاءلت وابتسعت وكانها تعرف بقيه كلماته .. اكمل حزينا .... وانت عذابي وعذابي ........ انهارت حزينه ، هي عذابه وعذابه ، لم تسعده مثلما اسعدها لم تمنحه الا عذابا ، وانهمرت دموعها ، اخذها في حضنه وصمتا
ظلت تبكي في حضنه تنتحب وهو يهدهدها لا يكف .. كانت حزينه لاتدري انه اكثر منها حزنا وانه يبكي بدموع جافه بلورات وجع وانه كان ومازال يحبها وانها سعادته وسعادته وسعادته وهو الذي عذب وسيعذب نفسه ، ظلت تبكي وهو يهدهدها حتي صمتت ، فتحت باب السياره ونزلت منها لم تودعه بكلمه واعطته ظهرها واختفت من حياته ....

بقيت كلماتها ترن في اذنه ... انت سعادتي وعذابي ... يبتسم زهوا بالسعاده التي منحتها له ويبتسم فخورا بالعذاب الذي وقاها منه !!! بقيت كلماته تدوي في اذنها .... انت عذابي وعذابي ... فتبتسم ساخره من كذبه المفضوح ، فهي ابدا لم تصدقه !!!
هو كان سعادتها وهي كانت سعادته وقت توحدا وكانا معا ....... وهو عذابها وهي عذابه وقت افترقا فراقهما الحتمي !!!
وغير هذا لن تصدق ابدا !!!!!

16 ديسمبر 2009

لشهرزاد القصيدة تقول احدي السجينات ....!!!!



*** قالت شهرزاد ............
انا شهرزاد القصيدة وصوت غناء الجراح
انا كل يوم جديدة اهاجر عند الصباح
وكان شهريار يبدد النساء يبدد الاشعار والناس والاسماء 
رايت دموع العذاري سمعت بكاء السنين
وكيف تضيع العذاري بقصر الضنا والانين
وكان شهريار يسهر كل ليله مستوحشا
فصار سجين الف ليله
وصار سجين الحكايه فقلت للحكايه انا احرر السيجنات
انهضن ياسجينات ............ انا شهرزاد ...........


وقالت احدي السجينات ............
ياشهر زاد القصيده ... مازالت السجينات سجينات ..
لم ينهضن ولم ينطقن ولم يتمردن ولم يتحررن ..

مازالت الاغلال الحريريه تقيد معاصمهن ..
مازالت القيود الذهبيه تدق ترن صدي خطواتهن ..
مازالت النوافذ المغلقه تمنع عنهن الشمس والهواء والحريه في محابسهن ..
مازالت الجدران الفولاذيه تنكر في قصر الضنا والحنين وجودهن ..
مازال شهريار لايعرف اسمائهن ولايكترث بشخصياتهن وينسي وجوههن واشكالهن ..
فكل السجينات عنده فتيات جميلات في طابور القهر ينتظرن دورهن ..
يسعد بانينهن وينتشي بنحيبهن ويكاد يحلق من الفرحة عندما اليه يتذللن .. يطالبوه بحريتهن يطالبوه بعتقهن فيضحك ويضحك ويستمتع بانكسارهن وعذابهن وتحت اقدامه انسحاقهن!!!


ياشهرزاد القصيده
اغنياتك وهمساتك ونغماتك لم تحرر السجينات
وكل القصص والحكايات الي رويتها لشهريار لم تمنعه من اغتيالهن لكن اشفق عليهن من سيفه فاخترع لهن كل العذابات الجديده وهن احياء تقتلهن
دهن اجسادهن بالمسك والعنبر ورش علي كفوهن العطور المعتقه وبالاهمال قتلهن ومن اعجاب المعجبين حرمهن
اعطاهم احمر شفاه زاهي
وعندما لونوا وجوههن بالعار وصمهن
وعايرهن بالانوثه وعندما تباهوا بها لعنهن
طالبهن بالتحليق في السماوات العاليه وكسر اجنحتهن
حطم اقلامهن وسكب المداد وقصف السنون وطالبهم بابداع قصائدهن
سكب الالوان الزيتيه في البحر ومزق اللوحات والاوراق وادعي انعدام مواهبهن

وسخر من فراغه عقولهن وهو الذي احرق كتبهن ومنع تعليمهنونسب اليهن قوه وشراسه و تشبه بالرجال حطمهن ياشهرزاد القصيده
لوسالتي السجينات عن رايهن في حال شهريار وحالهن

لاختاروا وهن احياء كالاموات ضربات السيف تقتلن وتريحهن ....


يا شهر زاد القصيده ، مازال في قصر الضنا والانين تحتجز العذاري

يحرموا عليهن النظر من النافذه واطلاق جدائلهن
يتشاجرن معهن لكشف اعينهن والنظر لبعضهن

يمنعوهن من الكلام والكتابه والرقص ويقنلوا احلامهن
يخافوا من قوتهن ويسخروا من لوحاتهن وقصائدهن ويخافوا من افكارهن يحاصروهن ويقيدوهن بحبال الوهم والفضيحه والستر والشرف
ويغضبوا من تمردهن

مازالت بوابه قصر الضنا موصده في وجههن

ومازالت الشوارع الواسعه بعيده عن خطواتهن مازالت الشمس لاترسم علي وجه الحياه ظلالهن مازال القمر يقسم ابدا انه لم يراهن
مازالت العصافير تغرد علي شبابيكهن الموصده تنتظر سماع تغريدهن

ومازال نجوم الليل تسطع كل ليله تنتظر الافراج عنهم
فتهديهم في الطرق الوعره وتوصلهن لبيوتهن ....


ياشهرزاد القصيده
مازالت السجينات في الليل
تبكي
تخاطب الاشباح يطالبوهم بمساعدتهن بتحريرهن بترك الانفاس تعلو وتهبط في صدروهن
تخاطب الجنيات الطيبه لترأف بحالهن
لتلقي لهن بسلالم الورود يهربن عليها من اسرهن
مازالت السجينات في الليل تبكي

يحقدن علي الطير المحلق في السماء لايشاركهن زنزانتهن
يحقدن علي الارواح التي رحلت عن اجسادها لا تشاركهن مواتهن

يحقدن علي الاعشاب البريه في الغابات فطريه حره لاتخضع لظلم قواعدهن مازالت السجينات في الليل تبكي تحلم بحياه عادله
لم تنجحي ياشهرزاد في منحها لهن
لم تنجح اغنياتك في اسعادهن
لم تفلح نغماتك في تحرير اصواتهن

لم تجدي كلماتك في قهر السنين التي قهرتهن
لم يمسح حنانك بكاء السنين من فوق وجوههن
نعم اسرت حكايتك شهريار في الف ليله ومعه اسرتهن
يحتاج لدموعهن
يحتاج لانكسارهن يحتاج لضعفهن
يحتاج لسطوته فوق رقابهن
يحتاج لرجائهن ليفك اسرهن يحتاج ليشعر بقوته بمنتهي التذلل منهن نعم اسرتيه في الف ليله ، لكن اسره لم يحررهن !!!

ياشهرزاد القصيده ..
اسمعي لشكاوي وبؤس حال سجيناتك
قصي علينا حواديت جروحهم وعذاباتهم وعذاباتك قصي علينا مالذي جري فيهم وكيف تعذبوا وضاعوا
كيف ظلموا كيف قهروا كيف مست السيوف رقابهم وصمتوا
قصي علينا دموع امسياتهم الخرساء
يتعذبوا بالصمت ولاينطقوا يتوجعوا بالجرح ولا يشكو يتالموا بالصد ولا يهجروا قصي علينا احوال سجيناتك وشكاوهن ...

هذه يقهرها ابيها ويمنعها من العمل ويعدها لقصر الضنا عروس النيل يضحي بها من اجل راحه باله والخوف من الزمن ...

وهذه يعاير بها اخيها فيقتلها ويتباهي براسها فوق خنجره ويرقص منتشيا فوق قطرات دماءها الساخنه ...
وهذه يمنعها زوجها من الخروج وحين تتذمر ينهرها ويهجرها وبالنشوز يتهمها وبالفسق يوصمها واطفالها عنها يمنعهم ...
وهذه معدمه تحلم بمال يكسر قيودها وتلك تحلم بحضن دافء واخري تتمني امان وطمأنينه

هذه تعيش مقهوره تتصور قهرها قدرا لافكاك منه وعندما تحاولي تحريرها ستتشاجر معك تظنك ستضيعيها ولزمره المغضوب عليهن تضميها وعلي مواجهات حاده قاسيه تحرضيها وفي معارك ستهزم فيها تراك تدفعيها فتكرهك وتفر منك وتعلن لك رضاها عن قصر الضنا والحنين وزنازينه وحالها وتحاربك وترمي قصائدك وتبكي قهرا من الحياه ومنك ...

والاخري تعتبر ضعفها سلاحها تنتقم به من ظالميها فتكذب عليهم وترواغهم وتدعي تجاههم حبا لاتشعر به..


ياشهرزاد ..........
مازالت السجينات سجينات

ومازال قصر الضنا والحنين يتحجز الكثيرات منهم

لاالقصائد ولا الاغاني ولا لوحات الالوان تحررهن ..

ياشهر زاد القصيده ...
مازالت السجينات سجينات
يحبوا اغنيتك
ويغنوها معك يحفظوا كلماتها عن ظهر قلب
لكنه لايكترثوا بمعناها ولايفهموه
يحبوك ولايحبوك .........لكني احبك ياشهرزاد القصيده
واشفق عليك من فشلك الدائم معهن في كل ليله من ليالي الالف ليله !!!!

ياشهرزاد القصيده غني فغناءك يسعد السجينات
ولايحررهن
ويكفينا الان اسعادهن !!!!!!!!!!!!! فديك الافراج عنهن وعتقهن لم ياتي فجر صياحه بعد !!

غني واسعديهن !!!!

غني واسعديهن !!!!

*** هذا المقطع من اغنيه للمطربه فيروز باسم " انا شهرزاد القصيدة "
وباقي النوت من كتابتي ردا علي الاغنيه .........