16 يوليو 2008

لم نفعل ما نستحق عليه العقاب !!!!!!


عندما انتقلت للعيش وبناتي في احد الاحياء السكنيه الجديده التي انشآت في السنوات الاخيره خارج حدود احياء القاهره المآلوفه وكان ومازال حيا جميلا له طابع معماري جميل والوانه مبانيه رقيقه ومتناسقه وشوارعه واسعه تزينها الاشجار والنباتات الجميله استيقظت وابنتي الصغيره بعد ليلتنا الاولي في المنزل الجديد نظرنا من الشباك فاذ بالشمس التي نعرفها اكثر سطوعها والسماء التي رآيناها كثيرا اكثر صفاءا والنسيم عليل جميل له رائحه مميزه والمباني المحيطه بنا زاهيه والهدوء بديع فلم نسمع صوت مزعج ولا جلبه فتح محل ولا صخب مدوي لمشاجرات الصباح وابواق السيارات علي العكس احتوتنا الاصوات الناعمه خليط من "زقزقه " العصافير وحفيف الاشجار وصفير النسيم الجميل فقبلتني ابنتي فرحه وقالت لي " صباح الخير ياماما " وكان صباحا جميلا فالهدوء والصفاء وتناغم الالوان والاصوات المحيطه بنا منحنا طاقه سعاده لم نعرف سببها وقتها وتصورنا ان الانتقال للبيت الجديد في ذاته اسعدنا وان " الغربال الجديد له شده " واننا سنبقي في تلك الحاله الجميله يوم او يومين بعدها نعود لعهدنا وسابق مشاعرنا وتوترنا وصداع الاستيقاظ وار
ق النوم و" ترجع ريما لعادتها القديمه !!!!"
لكن الايام مرت والشهور بعدها وفاتت سنه واوشكت الثانيه علي الانتهاء ومازلت استيقظ هادئه خدره الاحاسيس انظر من الشباك للعالم الخارجي فاراه جميلا كما رايته في الايام السابقه واري الوانه مازالت كماهي لم تبهت ولم تتلاشي واشم رائحه النسيم فاجده مازال عليلا محملا برائحه الاشجار و" الخضره " المحيطه بنا وانصت لصوت العصافير فاسمع نغماتها الجميله واري السماء اكثر زرقه والشمس اكثر سطوعا وانتظر دقات الصداع في رآسي فلا تآتي الا حين انزل القاهره التي تستقبلني بعوادم سياراتها وصخب شوارعها ومشاجرات اهلها والغضب المرسوم علي وجوههم والضيق الذي يحتل نفوسهم وهم يعيشون في مدينه مكدسه بالملايين سماءها منخفضه من كثره العوادم والغازات ومسببات التلوث البيئي العنيف شوارعها مزدحمه بكافه انواع المركبات والسيارات تغيب عنها الشمس الساطعه فلا تري منها الا اشعه عليله لا تسعد وتفر من سماءها الطيور المغرده فلا تسمع الا لفيف من الضجيج الموتر ولا تري الا القبح العشوائي السمج فلا تشعر الا بضربات المعاول في راسك تكسرها وتفتح حصونها للصداع الموجع يقبض عليها ولا تحس في معدتك الا بتقلصات دائمه ترسم علي وجهك ملامح تشبه ملامح الملايين اللذين يسيرون في شوارع العاصمه تراهم مهمومين يجرون اقدامهم تحسهم مرضي يتملكهم الاعياء و" القرف " !!!
وحين اترك القاهره خلف ظهري واقبض علي طريق عودتي للبيت وابتعد رويدا رويدا عن الازدحام والتكدس والصخب ينسحب الصداع من رآسي رويدا رويدا وتتباطيء تلقصات معدتي ثم تختفي واصل للحي الجديد الذي اقطن فيه فلا اجد الارهاق الذي كنت اعاني منه ولا الكسل الذي كان يخدر جسدي علي العكس احسني نشيطه مرحه فرحه واحس ان الحياه " حلوه " وان " الدنيا ربيع " !!!
ولااخفي عليكم سرا حين اقول لك انني لم انتبه لما اشعر به الا حين نبهتني ابنتي الصغيره لما نمر فيه وقالت لي " انا ماحسيتش ان المباني بتاعت مصر وحشه الا لما جينا هنا !!! "
وفي يوم اخر اسرت لي " انا كنت متعوده علي اللي باشوفه ومش باسطني لكن لما جينا هنا عرفت انه وحش وماكنش باسطني ومعنتش قادره استحمله " !!! وهكذا لخصت ابنتي المعادله التي نعيش فيها .... فالحياه داخل القاهره باحياءها المكدسه وسط سكانها الملايين في شوارعها الصاخبه بالقبح المعماري الرهيب الذي ينتشر كالسرطان في بدنها هي عقاب رهيب نعيش فيه ونعيشه يوميا !!!
نعيش فيه ونعيشه والاخطر ... اننا اعتدنا عليه !!!!!!
الحياه داخل القاهره عقاب رهيب ونحن جميعا لم نفعل ما نستحق عليه العقاب !!!!!!!!

المعادله المعوووووجه !!!!!!!



كلما ازدادت شكوي الناس من الغلاء والظروف الاقتصاديه الصعبه التي تضغط عليهم وتحاصرهم صرخت الحكومه ووزراءها والمقربين من دوائر القرار في الحكومه وحزبها الحاكم صرخوا بان السياسه الاقتصاديه ناجحه ومعدلاتها مطمئنه ونموها ايجابي ويشير لانجازات اقتصاديه عظيمه وستكون اعظم غدا وبعد الغد!!! والحقيقه انني لا افهم ما تقوله الحكومه ولا اوافقها عليه فالمعادله التي تطرحها الحكومه علينا معادله في منتهي الغرابه طرفيها نجاح اقتصادي باهر وضغوط اجتماعيه رهيبه كآن السياسه الاقتصاديه العظيمه التي تدعي الحكومه النجاح فيها ليس لها انعكاسات اجتماعيه الا مزيدا من الضغط علي الناس وحياتهم اليوميه وفي هذه الحاله تكون معادله معووجه تحقق نجاحاتها في التقارير الورقيه والاحصائيات والارقام دون ان ينعكس ذلك علي حياه الناس الذي تدعي الحكومه وحزبها انهم يعبروا عنهم ويهتموا بهم ويعملوا لصالحهم وهي ادعاءات نظريه لا تتطابق مع الواقع ولا تحقق ايه انجازات فيه !!!! ياايها الاقتصاديون .... افيدوني ... نجاح اقتصادي باهر ومعدلات نمو ونجاح تنموي وفي نفس الوقت ضغوط اقتصاديه ورواتب لا تكفي وغلاء منفلت وصعوبه في العيش واثار ذلك من سياده الاكتئاب والغضب والاستفزاز والحقد الطبقي وخلل واختلال الامن الاجتماعي وافقار حتمي لقطاعات واسعه من الشعب !!! معادله سياسيه ولا اقول اقتصاديه في منتهي الغرابه لا اصدق ان احدا يصدقها ممن يتشدقون بها ليل نهار !!!

01 يوليو 2008

اعجبتني و....... فقط

نيران مشتعله ؟؟؟ زهره غجريه ؟؟؟ مشاعر متقده ؟؟؟؟؟ اعجبتني وفقط رغم انني لم اعلم ماهي بالضبط !!!!!!!!

ابعد عن الشر وغني له .....!!!!!!!!



قال المصريين قديما " لو دراعي اليمين ظابط بوليس اقطعه !!!"
وهكذا اختصر المصريين تجاربهم المريرة مع الشرطة التي خافوا منا وخشوا من افترائها عليهم الي الحد الذي اختاروا قطع ذراعهم الايمن القادر علي العمل للبعد عنها وانهوا اقوالهم المأُثورة ب " يابخت من بات مظلوم ولا بات ظالم " وعاشوا في مواجهة الشرطة بشعار " ابعد عن الشر وغني له " وتفاخروا فيما بينهم بأنهم " عمري مادخلت قسم بوليس " ....
فالمصريين وللاسف – ولاسباب تاريخيه لامجال للخوض فيها او ذكر تفاصيلها - لايشعرون ان الشرطة وجدت لحمايتهم او للدفاع عنهم بل هي في وجهة نظر المصريين اداة الحكومه الباطشه في مواجهتهم !!
وامام الشرطة وسلوكها لم يكتفي المصريين بقطع ذراعهم اليمين بل بالغوا في الامر ووصفوا ضابط الشرطة واي جندي تابع له واي مخبر يعمل تحت امرته بأنه " الحكومة " وهكذا افصح المصريين عن دفين احاسيسهم فالضابط هو الذي ينفذ اوامر الحكومه التي يخافوا منها ويخشون بطشها فصار الضابط والعسكري والمخبر والحكومه كلها في سله واحدة ....
وقد ازدادت الفجوة بين الشرطة والشعب وتزايد النفور بين الطرفين فلم يعد الصراع بين " العسكر والحرامية" كما كنا نلهو صغارا ولم يعد العسكر والطيبين في ناحية والحرامية والاشرار في ناحية اخري بل صار الصراع بين العسكر والحكومه من ناحيه والشعب والمواطنين من ناحية اخري وقد ساعدت الشرطة نفسها علي زيادة الفجوة بينها وبين الشعب فبعد ان كان شعارها " الشرطة في خدمة الشعب " صارت الشرطة في خدمة القانون والحكومه التي وضعت القانون في مواجهة المواطنين الخاضعين للقانون والحكومه في أن واحد!!!