31 أغسطس 2015

ساتحدث عن مريم ... من الفيس بوك









ساتحدث عن مريم ...
** لم اتكلم عنها منذ اعلنت نتيجه الثانوية العامة ..
** لم اتكلم عنها بعدما خرجت وبكت في الاعلام باعتبارها متفوقه وكانت تنتظر تكون من الاوائل علي الجمهوريه ، كما قال احد من اهلها حسبما اذكر ، وفوجيء بأنها حصلت علي "" صفر "" ...
** لم اتكلم عن مريم وقتما قيل ان النيابه تحقق في بلاغها ، وان الطب الشرعي يبحث الاوراق ..
** ولم اتحدث وقتما نشر احد المواقع او كلهم ان النيابه قالت ان الاوراق مزوره وبالتالي " الصفر " نتيجه مزورة ، وهو التصريح الذي نفته النيابة .. وتبين ان الطب الشرعي وقت ذاك مازال يفحص اوراق الاجابه المقال بتزويرها علي مريم ..
** ولم اتحدث عن الكلمه المنسوبه لوزير التربيه والتعليم بشأن ان الوزاره ستعتذر لمريم بعد ثبوت تزوير اوراق الاجابه ولم اتحدث عنها وقتما انبري الكثيرين علي اساس ذلك التصريح الصحفي بمطالبه الوزير بالاستقاله وقالوا له الاعتذار لايكفي ولابد من استقاله الوزير وقال البعض اقاله الوزير ..
** ولم اتحدث وقتما قالوا مريم قبطيه مسيحيه وكأن اوراق الاجابه - بدلت حسب رأيكم - لانها قبطيه كثير عليها ان تكون متفوقه ...
** ولم اتحدث عنها وقتما قرر البعض النظر في موضوع التعليم كله علي اساس " صفر " مريم
** ولم اتحدث عنها وقتما قرر البعض ضرورة الغاء نيتجه منطقه اسيوط التعليميه بالكامل لان تزوير ورقه مريم يعني فساد النتيجه كلها ..
لم اتحدث عن الموضوع طيله ذلك الوقت ...
ليه ؟؟؟؟؟
لان الموضوع بالنسبه كان امر بسيط وواضح ، تلميذه تدعي بتزوير اوراق اجاباتها والنيابه تحقق وماستنتهي اليه النيابه من نتيجه سيحسم ادعاء التلميذه بصحته او عدم صحته ....
الامر في النيابه والتي ستقول القول الفصل في البلاغ ، اما بصحته وتزوير اوراق الاجابه واما بخطأه وصحه اوراق الاجابة ، وهذا القول الفصل هو الذي سيحسم الموضوع ...
ومادامت النيابه لم تحسم الامر بعد ، فلم اجد مااقوله استبق به نتائج التحقيقات وتعجبت ممن يتكلم في الموضوع مستبقا نتيجه التحقيق ...
ليه ؟؟؟؟
1 - مريم ادعت ان اوراق الاجابة زورت وانها لاتستحق الصفر الذي حصلت عليه ، هذا مجرد ادعاء لادليل عليه ولا علي صحته ، من اراد ان يصدق مريم وقولها المجرد المرسل دون انتظار لاي دليل فليصدقه ويسب مديريه تعليم اسيوط ووزاره التعليم ورئيس الوزراء ونظام التعليم المصري ومصر كلها ، هذا شأنه وحده ، لكن تعاطفه مهما كان جارفا لايمكن بالنسبه لي يصلح دليل لتصديق مريم من عدمه ...
2 -  من صدق مريم ودموعها قبل الانتهاء من نتائج التحقيق وطالب الوزير بالاستقاله قبل الانتهاء من نتائج التحقيق بالنسبه لي يعني انه اما يحاول اجبار النيابه للوصول للنتيجه التي يرغب فيها وهي صدق مريم وكذب وزراه التعليم ويحاول ارهابها لفرض نتيجه معينه للتحقيقات علي النيابة ويخلق رأي عام يحاصر النيابه والطب الشرعي ووزراه التربيه والتعليم ، ويستخدم من اجل خلق الرأي العام المؤيد لمريم الاخبار المتناقضه وغير الحقيقيه وصولا لتشكيك في النيابه وفي الطب الشرعي وفي الوزراة ... هذا من ناحيه ..
3 - من ناحيه اخري ، فأن البعض يستخدم موضوع مريم قبل حسم نتائج التحقيقات للهجوم علي وزير التربيه والتعليم وعلي مديريه تعليم اسيوط وعلي نظام التعليم المصري كله ، وبصرف النظر عن رأينا في نظام التعليم وطموحنا في نظام اكثر كفاءه يخلق اجيال اكثر تعلما ومهارة ، فأن حادث مريم لو صح لايعدو يكون جريمه فرديه ( ولو اشترك فيها اكتر من مجرم في الكنترول والتصحيح ) وهي ليست ابدا مسلكا للوزير ولا للوزراه ولا ناتج لنظام التعليم المصري ، وهذه الجريمه الفرديه ( لو صحت وهي حتي الان لم تصح ولم تثبت ) يحاسب عنها من ارتكبها وشارك فيها وحرض عليها وفقط ، وربما تتحمل وزاره التعليم المسئوليه المدنيه في تعويض المجني عليها - لو صحت الجريمه - لكن تلك الجريمه لاتعني ابدا استقاله الوزير لمسئوليته السياسيه عنها ، والا طالبنا كل مسئول في الدوله بالاستقاله لو ارتكب احد تابعيه جريمه جنائيه ، وهو امر يساوي وقتها بين المسئول السياسي وبين المجرم الجنائي ..
4 - ان تصديق قصه مريم دون دليل عليها وعلي صحتها ، يعني التشكيك المسبق في نتائج التحقيقات والتشكييك في سلطه التحقيق النيابه العامه والتشكيك في مصلحه الطب الشرعي والعاملين فيها ، وهو تشكيك لن يبقي اثره فقط علي قضيه مريم ( التي لم تثبت حتي الان ) بل سينصرف للتشكيك في النظام القضائي وهيئاته كلها ، ليس فقط في قضيه مريم ، بل في كل القضايا المتداوله امام القضاء وامام النيابه وعموما ، وهو تشكيك خطير الاثر لانه يشارك في هدم القضاء احد اركان الدولهالمصريه ، كل مااقوله لاتشكك ولا تصدر احكام مسبقه ولا تحاصر سلطه التحقيق ولاتفرض عليها رأي ولننتظر ماستقوله ، واي ماستقوله سنصدقه لاننا لسنا اصحاب هوي ومهما بلغ تعاطفنا مع ( مريم ) فهذا التعاطف لايصلح ليكون اداه للتشكيك المسبق غير المبرر في سلطات التحقيق والهيئات القضائيه ..
5- ان طرح مسأله ديانه مريم كقبطيه مسيحيه في موضوع " صفر " الثانويه العامه ، انما يستهدف اشعال مشاعر اقباط مصر وتجيشيهم خلفها ، واثاره النعرات الطائفيه بنفوسهم ، فهاهي ابنتهم الصغيره تحرم من تفوقها لانها قبطيه !!!!
6 - ان استباق نتائج التحقيقات والقول بأن التزوير في اوراق الاجابه تم لصالح ثري او اثرياء اشتروا التفوق لابنهم الفاشل علي حساب المتفوقه الفقيرة ، انما اثاره لروح الصراع الطبقي في غير محله وبغير دليل ، هذا من ناحيه ومن ناحيه اخري ، اثاره روح الهزيمه بين الطبقات الاكثر فقرا باعتبار ان التفوق لصيق الطبقات الاغني اما بالحق او بالتزوير ، وهذا كله يشيع روح سوداء في المجتمع ...
7 - ان دموع مريم ، لتثير عواطف الاسر والاهالي وامهات واباء تلاميذ الثانويه العامه ، الذي يطفحون الكوته مع اولادهم لتحقيق احلامهم ، فيضع كل اب وكل امه نفسه في مكان ابو وام مريم التي زورت اجابتها وسرق تفوقها ، وهو امر يحشد المشاعر معها وضد الدوله ووزراه التربيه والتعليم والاكثر ثراء ، وهو امر محسوب ومقصود وعمدي لاثاره الغضب في النفوس دفاعا عن متفوقه قبطيه مصريه فقيره سرق تفوقها لصالح ثري مجرم قادر علي شراء التفوق لابنه بالتزوير ضد المتفوقه وحرمانها تعبها وتفوقها ، كل هذا عمدي ومقصود ...
سألت نفسي اسئله كثيره وانا اتابع موضوع مريم و "صفر" الثانويه العامه وتعليقات الكثيرين واندفاعهم دفاعا عن مريم وتهجما علي وزير التربيه والتعليم ( الذي قد لايكون يعجبني لكن اعتراضاتي عليه ليس هنا مجلها ولا وقتها ) سألت نفسي ، مالذي حدث ؟؟؟؟
اكثر من احتمال من وجه نظري
1 - مريم طالبه متفوقه واجابت اجابات صحيحه واوراق اجاباتها سرقت لصالح اخر ومنحت اوراق خاليه من الاجابه لتحصل علي الصفر ، هذا امر ممكن ووارد !!!
2 - مريم طالبه متفوقه ، وبسبب تفوقها وضغوط الثانويه العامه ، فشلت في الاجابه كما ينبغي - وهو امر يحدث كثيرا بين تلاميذ الثانويه العامه ان تتوتر اعصابهم ويعجزوا عن الاجابه وربما يكتئبوا ويصل الامر للانتحار - وحين علمت بالنتيجه لم تصدق ماشاهدته وتشبثت بأنها جاوبت اجابات صحيحه ، وكان تشبثها مبعثه رفضها وانكارها لفشلها غير المتوقع بسبب انهيار اعصابها من ضغوط الثانويه العامه وتوقعات الاهالي وغيره ...
3 - مريم كانت طالبه متفوقه في دراستها قبل الثانويه العامه لكنها في سنه الثانويه العامه لسبب لايعلمه الا هي ، لم تستذكر دروسها ولم تستعد للامتحانات ولم تجاوب وحصلت علي الصفر واضطرت لتبريره بتلك القصه الخاصه بتزوير اوراق الاجابه الخاصه بها ..
كل هذه الاحتمالات من وجه نظري ممكنه الحدوث ...
لااصدق مريم بالضروره واعتبرها تقول الحقيقه ، ولاارفض كلامها واعتبرها كاذبه ، لااعتبرها متفوقه وسرق تفوقها ولااعتبرها فاشله تبرر فشلها ، اعتبرها من وجه نظري ، ادعت حدوث امر وسلطات النيابه تحقق فيه وماستنتهي اليه النيابه في تحقيقاتها هو الحقيقه سواء دعم ادعاء مريم او لم يدعمه ، سواء اكده او نفاه ....
هذا هو الامر عندي ببساطه !!!!
ووجه نظري
ولن اتحدث في الامر ثانيه حتي تظهر النتائج النهائيه للتحقيقات وماستسفر عنه التحقيقات النهائيه هو الحقيقه والقول الفصل في ادعاء مريم ، بصرف النظر عن براءتها ودموعها وميلنا الفطري الامومي والابوي لتصديقها ، قصه مريم بالنسبه لي مجرد قصه بلا دليل حتي تنتهي النيابه العامه من تحقيقاتها ...

وبس

29 أغسطس 2015

تأملات عن العشق وفيه ...




لايحافظ علي " ألق " العشق شده الاقتراب ولا الالتصاق ولا الملازمة ، ولا طول الوقت ولا كثرته ، ولا دوام المصاحبة ولا استمرار الوجود ، يحافظ علي ألق العشق ، استمراره متوهجا رغم البعد ورغم الغياب ، استمراره متوهجا موجودا رغم الغياب رغم البعد ، والتوهج يثمره التشارك التفاهم الفهم الاحتواء الونس الحماية ، يثمره كل هذا رغم بعد العاشقين ، والبعد لايعني اغفال ولا الغياب يعني تجاهل ، بل يعني ان لكل من العاشقين وجوده وماهيته وحياته التي يتشارك فيها مع الاخر الذي يكمله يتممه ولو من بعد وعن بعد ....
العشق معادله معقده ، أفسد فهمها ومعناه بين الكثيرين وعندهم تأثير عوامل مختلفه علي معني العشق ووجوده ، ك الاطر الاجتماعيه والقانونيه والدينيه ،  الاعراف والتقاليد ،  النسق القيمي الاجتماعي ،  الضرورات الاقتصاديه والالتزامات القانونيه ، كل هذا تداخل بتأُثيراته ومتطلباته ووجهات نظره علي العشاق ليفسد مابينهما بزعم الحفاظ علي كل هذا والخوف منه وعليه ...
العشق علاقه طوعية ، هي منتهي الرضا منتهي المني منتهي الامل منتهي البهجه ، بشرط ادراك وفهم عميق لدي طرفيه عن معناه ، العشق التزام كبير بين طرفيه بل عندهما وبينهما هو الالتزام الاكبر ، لايحتاج اوراق ولاتوقيعات ، ولا ضمانات ولا التزامات ، فاذا فقد احد العاشقين الوهج قبل الطرف الاخر ، لن يجدي اي شيء اخر بعث الروح في ذلك العشق اي ماكان مصدره ديني او تشريعي او اجتماعي ...
العشق انجذاب ومشاركه وتواصل وونس ، ولايعني ايضا ولا فقط الانسجام في العلاقه الحميمه بين الطرفين ، نعم الانسجام والسعاده مهم وضروري بينهما لتكامل عشقهما ، لكن العشق لايعني فقط ذلك الوجه والنوع من المشاعر ، فربما عاشقين لم يتلامسا بعد ، وربما طرأ عليهما طاريء حال بينهما والتواصل الجسدي المؤقت ، لكن هذا لايعني افساد عشقهما ولا فساده ، فالعشق اوسع واكبر واشمل من مجرد التفاهم او الانسجام الجسدي ، العشق تكامل بين بعضين لايكتملا الا وقتما يعثرا علي بعضهما البعض ، ويدركا رغم الاختلافات بينهما وربما التناقضات ، ان سعاده كل منهما وتوهجه واكتماله لايكون الا بوجود الاخر ، وطبعا لااعني الوجود المادي المباشر وكما قلت ولا الملازمه ولا الالتصاق ولا شده القرب ، الوجود بكل اشكاله ومعانيه ، المعنوي منه والمادي ، المكاني والذهني ، الوجداني والعاطفي ، فالعشق يفترض ان كل من العاشقين موجود دائما وفي كل جزيء من الثانيه مع الاخر يشاركه حياته ولو كان لايصاحبه فيها ولايعرف حتي تفاصيلها ، يشاركه حياته واهتماماته وافكاره ومشاعره ، حزنه فرحه بهجته تعاسته ، موجود دائما وفي كل جزءمن الثانيه يشاركه حياته بكل تفاصيلها ، هو الحاضر الحاضر او الحاضر الغائب ، لكنه الحاضر دائما والذي لايغيب ، هو الذي يمنح حياه الاخر قوتها ومعناها الاعمق ودفئها وونسها ، العشق يمنح العاشقين وجوده بينهما ومعهما ولو تباعدا ولو غابا ، فكل منهما يسكن الاخر ويحتله ولايغادره يشاركه مشاعره واحساسيه وتجاربه وتفاصيلها ، كل منهما للاخر الوجه المصاحب له والروح التي تسكنه وتعيشه وتعيش معه مايعيشه وهذا كل يمنح كل من العاشقين المعني الحقيقي والاعمق لوجودهما عاشقين ..
العشق ظاهره طبيعيه يسري عليه قوانين الطبيعه واحكامها ، فالدفء من قرص الشمس لايحتاجك تلتصق بها ولا تذوب فيها ويكفيك سطوعها رغم كل البعد لتشعر بالدفء وحين يختبيء قرصها خلف السحب لاينفي وجودها ولا ينفي تدفئتك باشعتها ولو غابت بعض اللحظات ، دفء العشق مثل دفء الشمس لايحتاجك تلتصق بالمعشوق ولا تذوب فيه ، بل يحتاجك تدرك انه يدفئك قريبا كان او محتجبا ، حاضرا او غائبا ، لانه صار معني الدفء فعلا وليس مجرد اداته ، بل صار هو المعني ...
العشق ظاهره طبيعيه بين ارواح تلاقت وماكان لها تعشق الا بقيتها ، ارواح خلقت لتتلاقي ، وحينما تتلاقي وتلتقي ، تكتشف في انفسها معا معني التكامل الذي يملأ الخواء الكبير الذي يحتل روح كل منهما قبل لقاء الاخري ، العشق ليس اعجاب بشكل او بافكار وليس اعجاب بملامح ولا جسد ، وليس اتفاق بين العاشقين علي وجهات النظر ، العشق شيء اعقد كثيرا يشمل كل هذا واكثر ،يشمل الامتلاء الروحي بديلا عن الخواء ويشمل التيه بالاخر وربما هو ليس الاجمل ولا الاكثر تأنقا ولا خفه ظله ، لكن العشق يمنح عيون العاشقين وقلوبهما تيه بالاخر ، تيه يجعله في عينه كل شيء ولاشيء سواه ، يجعله في عينه كل شخص ولاشخص سواء ويجعله في عقله وروحه كل معني ولامعني سواه ، ارواح خلقت لتتلاقي وتملأ بوجودها معا بعلاقتها بالرابط الخفي بينهما تملأ الخواء الكبير الذي يحتل روح كل منهما وحده ، واكم من عاشقين لايفهم غيرهما مالذي يربطهما بل ويتمادي ويسأل مالذي يعجب كل منهما في الاخر ، الاعجاب سطحي والعشق عميق ، التلاقي الفكري يخلق اقتراب والعشق يخلق اندماج بين كلين يصيرا كلا واحدا ، الانجذاب الجنسي مؤقت والعشق دائم ، فاكم من عاشق لايبرء من عشقه ولو رحل المعشوق او مات او غاب وهجر ، لان العاشق هنا يعلم بالمذاق والتجربه ان احدا لن يملأ الخواء الذي يحتله الا معشوقه ولو غاب ....
العشق ظاهره طبيبعيه ، يخضع لقوانين الطبيعه ، وافسده البشر بمحاولة اخضاعه لقوانينهم وقواعده الاجتماعيه المتعسفة ، العشق يختلف عن الحب ، الحب احساس سطحي مهما قوي واحساس متكرر قد تشعر به صوب الكثيرين وفي نفس الوقت ، اختك وجارك وكلبك وصديقك ، كلهم تحبهم لكنك ابدا لاتعشق اي منهم ، وهناك حب اقوي للام للاب للابنة للابن ، حب قوي عظيم ، لكنه ليس عشق ، فانت تحب كل هؤلاء بدرجات تختلف في القوة والاقتراب لكنك لاتعشق ايهم ، العشق للمعشوق فقط ، وحين تعشق معشوقك وعاشقك لايمكن لايمكن في نفس اللحظه تشعر ذات المشاعر بالقوه والعمق والتجذر تجاه اخر كائن من كان مهما كانت قوه مشاعرك معه ، العشق احادي فردي بين عاشقين وفقط ، اما الحب فيتكرر مع اناس كثيرين بدرجات مختلفه بانواع مختلفه ، البشر ساووا بين المعنيين العشق والحب فعانت وضاعت المعاني ، الحب احساس سطحي متكرر يشارك فيه الحبيب كثيرين وفرارا من اشكالية تكراره باشكال مختلفه ، قرر البشر ان الحب نوعين ، حب بريء لايختلط بمشاعر حسيه جسديه يكون بين الحبيب و الاحباء والاصدقاء والاشياء والحيوانات ، وحب يشوبه الحسيه والانجذاب الجسدي يكون بين الحبيب وحبيبه ، واعتبر البشر ان الحب لازم للزواج والمؤسسات الاجتماعيه ، واعتبروا قليله يأتي قبل الزواج وكثيره يأتي بعد الزواج ونتيجه للعشرة ودوامها ، واعتبروا ولو لم يصرحوا ان العشق بمعناه الحقيقه الذي لايتشابه فيه بالحب بالمعني السطحي موجود وفقط  في الاغاني والروايات وكتب الشعر ولايوجود في الحقيقه بمعناه الذي يوصف في اشكال الابداع المختلفه بل ويعتبروا بفرض وجوده لا فرصه لوجوده الا داخل المؤسسات والاطر الاجتماعيه ، واكم من زوجات وازواج ، وقعوا في وهم العشق مانحين مابينهم من شاعر وصف العشق ، بحثوا عنه بعدما اقتربوا والتصقوا وتزوجوا وعاشوا معا ، بحثوا عنه فلم يجدوه ، وصارت نكته مريرة ان الزواج يقتل الحب او ان الزواج شيء والحب شيء اخر ، والحقيقه ، ان الزواج لايقتل الحب ، الزواج يفرض الياته الاجتماعيه والاقتصاديه وواجباته فيفيق الزوجين من وهم الحب علي حقيقه الواقع ، والحقيقه ايضا ، ان معظم الازواج ليسوا بعشاق ، لان العشق لاينتقي مستوي اجتماعي ولاوظيفه ولا سن معين ولادين ، العشق يداهم العاشق ومعشوقه يملأ بهما ولهما ومعهما الخواء المحتل ارواحهما ولايجدي فيه انتقاء ولا اختيار ، انه التقاء قدري بين ارواح تائهه تجد مرساها وبقيتها وكلها مع عاشقها ومعشقوها ، الاحساس الذين تواطيء البشر علي تسميته بالحب تمهيدا للزواج ، ليس بعشق لانه يقوم وبالاساس علي الاختيار والمفاضله والانتقاء ، وهذا جميعه لايجدي بين العشاق ، هل معني هذا ان العشق اهوج يجمع العاشقين بشكل عبثي دونما توافق ، بالطبع لا بل ويتناقض هذا ايضا مع معني العشق ، فاذا كان العشق هو مليء الخواء المعذب لروحين تلاقيا علي العشق فصارا واحد متكاملا ، فلايمكن ان يكون هذا التكامل بين المتضادين المتناقضين غير المتشابهين ، لكني اقول ان العاشق او العاشقه لايجلس ويضع ساقا علي ساق وينتقي هذا او تلك لتكون معشوقتي ، بل العشق يداهم اصحابه ويكشف لهما قبل اي شخص اخر قدر التوافق والتفاهم والاتفاق بينهما ولو لايعلمون باعتباره شرط لازم واساسي وضروري للعشق ... 
قلت واكرر العشق ظاهره طبيعيه ، تخضع لقوانين الطبيعه وميقاتها وماهيتها ، فالارض العطشي الحبلي ببذورها لاتروي بالامطار كل يوم ، لها ميعاد ينعشها ويمنحها الحياه ، ولها قدر يمنحها الوجود ، ولو زادت الامطار طوفانا لغرقت الارض ومات خراجها ، لم يكن قانون الحياه ان تمطر الدنيا كل لحظه وترتوي الارض كل لحظه ، بل كان القانون ، بعض الامطار في وقت محدد بطريقه معينه فتستمر الحياه وغير ذلك تقتل وتموت ، هكذا العشق والعاشقين ، يقتربا كعناصر الطبيعه في وقت محدد بقدر محدد فيمنحها ارواحهما وبعضهما وكلهما الحياه ، ولو تحول العشق لطوفان لغرق العاشقين وفقد كل شيء معناه ومات كالارض الغريقه ...العشق له مواسم كالحصاد ، يمنح العاشقين اجمل مافيه وعنده ، بقدر لايغرق ولايعطش ، بقدر لا يميت بل يحيي ، واي خلل بالزياده او النقصان يميت ولايحيي ، وكل عاشقين يكتشفا مع بعضهما ولبعضهما قانونهما الخاص وميقاتهما الخاص والقدر اللازم لهما معا ليعيشا ويثمرا اجمل مافيهما وعندهما فلاقانون عام يسري علي كل العشاق ولايطبق عليهم جميعا بذات الالية والمعني ...
العشق ظاهره طبيعيه ، تتجاوز التناسل والتزاوج والحفاظ علي النوع ، دون انكار لاهميه العلاقه الحسيه ودورها في اتمام التكامل والكمال بين العاشقين ، لكن العاشقين لايقفا امام العلاقه الحسيه ولا يسيعيا اليها فقط ، ليس شبق ولاانجذاب حسي ، بل في العشق تقوم العلاقه الحسيه الجسديه بنوع من اتمام التكامل والكامل بين العاشقين ، احد اوجه التكامل بين روحيهما ومليء الخواء الكبير في نفوسهما ، احد الاوجه وليس كلها وليس اعظمها ....
العشق ظاهرة طبيعيه ، كالبرق والرعد ، نراه ونتصور اننا نفهمه لكنا ابدا لانسيطر عليه ولا نتحكم فيه ، ربما نحاكيه او نخترع شيء اقرب له ويشبهه لكنه ليس هو ، العشق كالبرق والرعد ، يومض في ارواح العاشقين ويبقي سطوعه وهاجا ولو سطع ورحل ، وهكذا العشق يومض في ارواح العاشقين في لحظه الاقتراب والتوهج ويبقي اثره ولو تباعدا وبعدا دون هجر او تجاهل ، العشق كالرعد لايمكن ابدا يأتي ويرحل دونما تنتبه اليه ويصم اذانك ويعلن عن ذاته وربما بشكل مخيف ، العشق ايضا يعلن عن وجوده في ارواح العاشقين ولاتخطئه عين مهما تواري او اختبيء او حاول الاختفاء ، انه ظاهره طبيعيه تتحكم هي في طرفيها وتسيرهم وفق لقوتها وجموحها واندفاعها ...
العشق هوس بين العاشقين ، يمد الوصل بينهما ويعيش كل منهما مع الاخر وفيه ويقربهما مهما ابتعدا كالقرب بين الانسان وروحه و نفسه مهما بعدت قريبه واقرب ، العشق هوس يكتب الشعر ويستجلب الدموع وفرحته توجع ووجعه يميت ، العشق يمد ارواح العاشقين بطاقات نور تنعكس جمالا وسطوعا وابتسامات تراودهما كلما مر الاخر علي خياله وبباله ، العشق لايفارق العاشقين ولا يبارح ارواحهما الا وقتما تبارح الروح الجسد لانه جزء من الروح وبقيتها وكلها ، واكم من عشاق بقوا علي العقد عاشقين لان ونس العشق لم يغادرهما رغم الرحيل المادي الحقيقي للاخر ولان معشوقه جزء من روحه وروحه مازالت حيه في جسده وبه ، واكم من عشاق فرقت بينهم السبل الجبريه فبقي العشق حيا بينهما رغم المنفي والهجر لانه بقيه الروح لايملكوا امامه الا البكاء علي رحيله دون قدره علي نزعه من ارواحهم ...
واكم من عشاق سخروا من الساخرين منهم بأنهم لايعرفوا ولم يذقوا ، ومن ذاق عرف !!!
واكم من عشاق حاولوا يشرحوا للساخرين منهم مايحسوه وفشلوا لان مايشعروه لايوصف ولايفهم بحق الا للاخر الذي يتكامل ويكمل ويسكن ويوصل ويتوهج ويتألق مع الاخر وله فقط ...
العشق يقين ، لايحتاج ادله ولابراهين ولااثباتات ولا دلائل ، يقين في ذاته يقوي العاشقين علي الايمان به وبانفسهما ، فطالما بقيا وعاشا طالما بقي وعاش فيهما ومعهما ، العشق يقين لايزعزعه بُعد ولايوهنه صمت ولايحتاج مايقويه ، فهو ذاته وجوده بين العاشقين دليل وايه عليه وعلي سطوته وجبروته ...
العشق اية من أيات الله سبحانه وتعالي تستجلب وتزيد من شكر العاشقين وحمدهما له طيله الوقت اسباغه فضله عليهم ومنحهم ذلك النوع من الوصل والتواصل والاحاسيس والمشاعر وهي المحجوبه عن الكثيرين مما لم يكتب الله لهم لقاء ازواجهم وبقيه ارواحهم ...