‏إظهار الرسائل ذات التسميات ذكريات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ذكريات. إظهار كافة الرسائل

17 ديسمبر 2009

حلم وردي كاذب استيقظت منه بسرعه !!!!!!!!!!






لقد اوجعتك لاني قلت بالضبط ماكنت تحسه ، ماكنت تفكر فيه ، اوجعتك لانك في تلك اللحظه السخيفه بالذات كنت تحلم بالمستحيل فحدثته عنك وكشفت اشتياقك له وجرحتك بقسوه لااقصدها لاني اوقفتك امام مرآه نفسك او كنت مرآه نفسك فلم يكن امامك الا تهشيم المرآه رفضا لضبطك متلبسا بالحلم ضائقا كارها للواقع وذبحي بسنون شظاياها المشحوذه لجرائتي الكريهه في ايلامك حتي لو كان بغير قصد!!


لقد اوجعتك لاني افهمك جيدا واعرف كيف تشعر ولاي مدي ذهبت وكيف تماديت في امنياتك لمناطق الاعصاب المكشوفه التي توجعك تؤلمك لكنك كنت تظنك امن لااحد يكشف اوجاعك ولا احد يقرآ طلاسم تلافيف راسك ، وحين انتبهت لحديثي الفج ارتعدت ارتعبت لانك شاهدت نفسك عاريا امام الغرباء فلم يكن امامك الا الانفجار الغاضب الاحمق ، انت لم تسمح لاحد يقترب منك لهذه الدرجه ولايسكن داخلك ولايعتدي علي حدودك ولا يدنس كهوفك المقدسه ، انت غضبت لان احد خارج مساحاتك الامنه قبض علي راسك واحلامك وامنياتك وفضح ماكنت تتصوره في تلك اللحظه بالذات مدفونا في اعماق السحيق ،وانت لم تسمح بهذا الاقتراب لم تسمح بهذا التداخل لم تسمح بهذه التعريه ...

لكنك سيدي لا تلعب وحدك وانا لست مفعولا به احمق يتصرف وفق هواك ووفق قواعدك ، انا موجوده خارج كل مساحاتك لكني داخلها اسكنها احتلها ، انا موجوده بعيدا عنك لكني قريبه دفينه في نفسك في عقلك في روحك ، انا موجوده ياسيدي وافكر وافهم واحلل واحس واشعر ، لست صنما تحدق فيه اعجابا بل انا انسانه اتفاعل بطريقتي ، العذبه كثيرا الموحشه احيانا ، وانا لااتفاعل مع طفل سيغضب فيكسر الدنيا ولااتعامل مع مجنون سيجري يصرخ في الشوارع المزدحمه ولااتعامل مع مريض يلزم مواساته وطمآنته ، انا اتعامل معك انت كما اراك بكل مافيك وماعليك ، اتعامل معك انت وليس مع اي شخص اخر ، انت كما افهمك !!!

وحتي لو كنت دسست قدمي في حقل الالغام جهلا وانا اتصوره مرجا امنا ، ماذا ستفعل ياسيدي ؟؟ هل ستترك الغامك تنفجر في تمزقني وتعلن وفاتي وتعطيني ظهرك وتعاقبني للابد ؟؟؟ ماذا ستفعل معي ، هل ستتلذذ بقتلي عقابا لي اني فهمتك احسست بك واخترقت مناطقك الخاصه هل ستعتبرها كبيره الخطايا وتلعني وتحرق جثتي وتبعثر رمادها فوق الصحراء عبثا في عبثا ؟؟؟ هل ستنكرني وتفقد ذاكرتك وتدعي لنفسك اني لم اكن وان الامر لم يكن الا كابوسا مؤلما مثل ملايين الكوابيس التي ارقت نوما ليالي كثيره !!

ياسيدي مازال الطريق بيننا طويلا ، مازلنا نفك الرموز والطلاسم والالغاز ، مازلنا نقرآ الاوراق القديمه وخطوط الكف ورسومات الفنجان ، مازلنا نقرآ بصعوبه ونستهجيء الابجديه الغريبه ونتعرف علي معاني حروفها ، مازلنا نتبادل كروت التعارف ونتحسس خطانا في الطرق غير الممهده ، مازلنا نسير في الظلام الدامس وكل احلامنا وامنياتنا ورغباتنا الطيبه لاتبدد وحشه الظلمه ولا تنير لنا الافاق ، مازلنا نتمايل فوق الحبل نتآرجح نكاد نسقط علي الارض البعيده ولانجد ما نتوازن به وعليه الا تصوراتنا غير الاكيده لوجودنا معا ، مازلنا كالمرضي المتعافين ضعيفي البدن والروح هشي الانفس والاجساد ، فهل هذا معقول مع اول عثره ، مع اول حرف قرآ بطريقه خاطئه ، مع اول ارتباك ، مع اول ارتطام بامر لانعرفه ماهيته وهل هو وهم سخيف ام امكانيه محتمله ؟؟ هل معقول تلقيني من فوق قمه احلامي لهاويه الفشل الذريع ، هل معقول توصد كل ابوابك في وجهي وتغلق اذنك وعينيك وقلبك وتتجاهلني وكآني لم اولد قط !!!

لااظنك عادل ياسيدي !!! وكنت اتمناك تقوي علي فهمي واحتضاني !!! لكنه قدري يبدو سيظل يطادرني بلا ملل طويلا !!!!! قدري في الوحده سيظل يلاحقني ويبدد كل الاحلام الورديه ولو كانت كاذبه ، قدري سيظل يلاحقني ويوقظني من اجمل الاحلام علي الواقع الحقيقي الموجع !! وانت لست قدري ياسيدي ، انت مجرد عابر في الحلم الوردي الكاذب رحل بسرعه وقت استيقظت من النوم !!!!


08 نوفمبر 2009

بصمة ليس لها مثيل !!!!!!



هل سنتعلم من اخطاءنا ..... ام سنعيش ونموت لانتعلم اي شيء !!!
كآن صفحتنا البيضاء اسودت وستسود من كثره الاخطاء ولم نتعلم شيئا وفي النهايه يطويها الزمن ونرحل !!!!

يعيش الناس ونعيش ونحن نجلس علي المقهي ننتقد الاخرين وننتقد انفسنا كاننا ملاك الحقيقه المطلقه!!!
يلومنا الناس ونلوم انفسنا ونلوم الغير لاننا لانتعلم من اخطاءنا !!!
وكآن الحياه مدرسه ندخلها صغار بلا خبرات ثم تصقلنا باوجاعها ونخطيء ونتعذب ووسط الوجع والالم نقسم بالا نكرر خطئنا واننا فهمنا الدرس واستوعبناه وعرفنا مالذي حدث ولماذا حدث، وانه في المرات القادمه لن نكرر ذلك السيناريو الفاشل وسننحي طريقا جديدا لن يقودنا لنفس النتائج الموجعه !!!!
وحين تقهر التجربه احدهم ويخرج منها متوجعا ، يجد الف غيره يضعون ايديهم اقدامهم في اواني الصقيع ينصحوه ينتقدوه يلوموه لانه "لم يتعلم من اخطاءه " تلك الاخطاء الواضحه البسيطه التي لو انتبه قليلا لتعلم منها وتغيرت مسارات حياته !!!

والحقيقه ان هذا الكلام ليس الا كلام نظري عظيم !!!! كلام اجوف !!! لكن وقت الحياه الممارسه يكشف لنا الواقع عن حقائق اخري ، يكشف لنا عن انيابه المسنونه تنغرز في قلوبنا ثانيه وبنفس الطريقه ونفس الاسلوب كاننا لم نعش ماسبق عشناه!!!!
عجبا هذه المباراه التي نصارع فيها انفسنا بالاساس !!!

ودعوني افكر بصوت عالي ، لاانصح احد والا كنت نصحت نفسي !!!
دعوني افكر بصوت عالي احاول افهم مالذي يحدث في حياتنا !! في حياتي في حياتك في حياه الغير !!!

الانسان .... اي انسان ... هو نفسه!!!
والحقيقه لااعرف لماذا هو نفسه فقط !!!
الانسان ... هو نفسه ... طريقه تفكيره ، طباعه . انفعالاته . احاسيسه ، صفاته ....... وبسبب كل هذا يتصرف!!!
بسبب كل هذا ونتيجه لخلطه مع بعضه يتعامل مع نفسه ومع الاخر .....
بسبب كل هذا وخليط منه يقبل ذلك التصرف ويعتبره منطقيا عاديا ويرفض ذلك التصرف ويعتبره مقيتا مرفوضا ....

الانسان هو نفسه .....
له تصميمه الخاص الذي لايشبه فيه احدا اخر... كبصمات الاصابع . جميعنا لنا اصابع ، جميعنا لنا بصمات . في هذا نتشابه . لكن كل بصمه لها ماهيتها الخاصه . متفرده بذاتها ، لاتتطابق ابدا مع اي بصمه اخري . من هنا ياتي التفرد والاختلاف !!!

نفسيات البشر ايضا مثل بصمات اصابعهم ... تتشابه مع الاخرين لكنها ابدا لا تتطابق !!!
ولان لكل انسان نفسيه خاصه به . خليط هي من عاداته من افكاره من احاسيسه من عقده النفسيه من اوجاعه من عذاباته من طريقه تربيته ، فنفسيه كل انسان مثل بصمته خاصه به متفرده لاتتطابق ابدا مع نفسيه غيره!!!

لذا لو وضعنا الانسان في مختبر كفآر التجارب ، واجرينا عليه ذات التجربه بذات ظروفها الف مليون مره ، تصرف بطريقه تتطابق وكيميا نفسيته ، لن يتصرف كاحد اخر ، مهما كان متفهما لمبررات وبواعث وطريقه تفكير الاخر ، اتفهمها نعم ، لكني لااتصرف الا نفسي!!!

ولو وضعنا مائه انسان في مختبر واحد واجرينا عليهم ذات التجربه ، لسلكوا سلوكيات مختلفه ، تتشابه مع تفردهم ، تتشابه مع خصوصيتهم ، كل انسان سيتصرف حسب نفسه هو ، ولن تتطابق السلوكيات والتصرفات بين اثنين الا اذا تطابقت الكيمياء المكونه لنفس الاثنين ، ولان كيمياء نفس الانسان وغيره يستحيل تتطابق ، فسلوكياتهما يستحيل تطابقها !!!!!

اذن ...... كل انسان نفسه !!!!
ايضا ..... كل انسان يتصرف في المواقف المختلفه حسب كيمياء نفسه !!!
وكيميا النفس هي الافكار والعادات التقاليد المجتمع الطباع العقد النفسيه الصفات الجسديه والنفسيه طريقه التفكير الاحاسيس !!!
ولان كيميا النفس لاتتغير مهما مرت النفس في تجارب قاسيه ومهما قاست وعانت فللاسف الشديد تعاود النفس اخطاءها بنفس الانسيابيه والبراعه !!!!
نعم احيانا شده الوجع والالم والعذاب ، تنقل النفس من نقيض لنقيض ، لكن - من وجه نظري - الانتقال من النقيض للنقيض لا يعني ان كيميا النفس تغيرت ، بل يعني ان النفس تتطرف في ردود افعالها وترفض حالها وتنقلب عليه تمردا وغضبا مما حدث لها ، مع كبت طبيعتها وقهرها ، احتجاجا علي ماحدث لها والم بها بسبب تلك الطبيعه !!!!

والحياه امامنا بنماذجها ، تسير علي ذات الصراط ، تتعثر ، تكمل سيرها علي سنه المشحوذ ، تقابل بشر ، تمر بمواقف ، تتصرف بذات الطريقه ، تتوجع تتالم ، تقسم باغلظ الايمانات بانها لن تكرر اخطاءها ، اذا ما مرت في ذات الموقف الموجع الذي تعلمت منه الكثير ، وتمر الايام وتكمل السير علي صراطها وتمر بمواقف متشابهه وتتصرف بذات الطريقه التي كانت اوجعتها وتصورت انها ستقلع عنها !!!


كيمياء الانسان مثل تصميم الجماد ، مقيده ، فاذا كان الجماد لايملك ان يغير تصميمه الذي نفذ به ، فالانسان لايملك تغيير كيمياء نفسه التي صنع منها !!!!
فاذا كان الحديد والاسلاك والازار والجلد والكاوتش والزجاج تلك الكتله من المواد الصلبه التي انتجت سياره وفقا لتصميمها وطريقه تنفيذها ، تختلف تماما عن ذات الكتله من المواد الصلبه التي انتجت طائره وفقا لتصميمها وطريقه تنفيذها !!!
لايعقل ان نقول ، هذا حديد وذاك حديد ، اذن السياره ستطير مثل الطائره والطائره ستسير علي اربع عجلات مثل السياره !!!
نعم هذا حديد وذاك حديد ..... لكن التصميم التنفيذ اخرج من ذات الكتله شيئين مختلفين متفردين في وظائفهما رغم ان كليهما صنعت من ذات المواد !!!

اذا ارتكبت السياره حادثه لخطآ في التصميم او لخطآ بشري ، نعيد التفكير في التصميم نحسنه نطور من وظائفه ، نعالج العنصر البشري الذي ارتكب الخطآ نطور من امكانياته ، لكن في جميع الاحوال تبقي السياره سياره ويبقي قائد السياره سائق وليس طيار !!!
فالسياره مهما تخطيء سياره ، والطائره مهما تخفق طائره ، والانسان بصفاته مهما تعرض في حياته يبقي علي صفاته لاتتغير!!!

هل هذا غباء ؟؟؟؟؟ هل هذا يعني انه لم يتعلم من اخطاءه ؟؟؟؟؟ ابدا !!! هذا يعني وحسبما اري ، انه طبيعته وكيمياه اقوي منه ومن ارادته!! اقوي منه ومن رغباته في التغيير !!! لاننا هنا لانتحدث عن تغير في السلوك بل تغيير في كيميا النفس البشريه !!! ومااصعبه تغيير !!!

تغيير كيميا النفس البشريه مستحيل او شبه مستحيل ، لكن تغيير الاختيارات مع بقاء الكيمياء بما يتوافق مع الكيميا الموجوده ، هو التغيير الوحيد الممكن المتاح ، وهو تغيير يؤدي لنتائج مختلفه ، لسلوكيات مختلفه ، رغم ان كيمياء الانسان لاتتغير ، لكن سلوكه مع اخر يتوافق مع تلك الكيمياء ياتي نتائج مختلفه تماما عن تجاربه السابقه ..... فيقول العامه السذج سطحي النظره " لقد تغير الانسان وتعلم من اخطاءه"!!!! وهم لم يدركوا حقيقه الامر ومعناه ومالذي حدث !!!!!
لقد وجدت الكيميا مايناسبها ، مايتفاعل معها التفاعل الصحيح ، فالتفاعل قد ياتي انفجارات مدويه قاتله وقد ياتي انسيابيه عظيمه !!! كيف سنتفاعل ومع من سنتفاعل !!! هنا الدرس وهنا التعلم من الخطآ !!!

ماهذا اللغو الذي اقوله ..... اقوله لان الفكره تفر مني رغم وضوحها التام في ذهني !!
الفكره تفر مني لان شرحها صعب ، لكنها واضحه في ذهني لدرجه تربك تفكيري تعجبا من عجزي عن التعبير عن الفكره الواضحه البسيطه!!!

انسان كريم ، يرتبط باخر ، يكتشف انه شخص استغلالي بخيل دنيء ، يستغل كرمه وعطاءه ولايمنحه مقابلا !!!
اذا ماخرج ذلك الانسان الكريم من ذلك المآزق ، سيجد من يقول له ، انك عبيط تعطي بغير حساب ، تفسد من امامك ، تدفعه لاستغلالك لانك لاتنتظر مقابل ، عليك تغيير سلوكك !!!! يطالبه بتغيير نفسه ، ان يكون اخر ، يطالبه بتغيير الكيميا الخاصه به ، ليصبح اخر !!!
هنا لا يطالبوه بالتعلم من اخطاءه ، بل يطالبوه بتغيير كيمياه ليصبح اخر بحسب تركيبته لايرتكب ذات الخطآ التي ارتكبتها الكيمياء الاولي!!!!
لكن الكرم صفه لصيقه بالانسان ، طبع من طباعه ، والروح تخرج من الجسد قبل الطبع!!!
من يقوي علي تغيير صفاته !!! من يقوي علي تغيير كيمياه !!!! واستبدال روحه وطباعه باخري لاترتكب نفس اخطاءه!!!

نعم ربما يتوعد الانسان الكريم الحياه ويقرر الكف عن كرمه والتعامل مع الاخر بالقطاره وبالحسابات ، ويقرر الا يعطي احدا الا اذا اخذ منه ويعطيه مقابل مااخذه ، هذه هي النصائح السهله غير العمليه التي يتطوع بها الاخرين !!!
غير نفسك ، لاتكن كريما ، لاتعطي الا قدر ماتاخذ ، لاتسبق بالعطاء واختبر من امامك فاذا اعطي رد واذا امتنع تناصح عليه ولاتعطه شيئا!!! غير نفسك !!! ولان الانسان الكريم قد عاني الامرين من كرمه وتوجع منه حين احس نفسه عبيطا مستغلا ، يوافقهم ويعدهم بالتغيير الضروري !!! بل وربما يتمني الانسان الكريم الذي عاني وتعذب يتمني ان يتحول لاخر ليس فيه ذات صفاته التي اوجعته نتيجه لتفاعل الاخرين معها !!! ربما يتمني !!! لكن هل يقوي هل يستطيع !!!
فحين تاتي التجربه اللاحقه ، يتصرف الكريم كما هو مثل نفسه ، فاذا اوقعه حظه العثر في اخر استغلالي دنيء ، تكررت نفس التجربه بنفس شكلها ، وقتها يتطوع الجالسون علي المقاهي بانتقاده وانه " مابيتعلمش من غلطه !!!! " لانه تصرف مثل نفسه التي كانت ومازالت ، يكرر تصرفاته يكرر عطاءه ثم يتوجع ويتعذب من الاخر بسبب نذالته ودانئته واستغلاليته !!!!

هل حقا لم يتعلم من اخطاءه !!!! هل هو اخطآ !!!!
هل يتيعين عليه تغيير نفسه حتي يقال انه تعلم من اخطاءه !!!!
اعتقد .... ان ذلك الانسان الكريم بطل اقصوصتنا ، حقا لم يتعلم من اخطاءه!!!
لم يتعلم من خطآه في التعامل مع الاخر الاستغلالي بحيث يغير من طبيعته وصفاته وسلوكه !!!
لم يتعلم من خطآه في التعامل مع الاخر الاستغلالي بحيث يصبح انسان اخر !!!
نعم المشكله كلها تحل ببساطه وسهوله عندما نصبح اخر !!!!
فالاخر بكيمياءه بتركيبته بتصميمه لن يقع في ذات الاخطاء التي وقعنا فيها ليس لانه انصح وتعلم ، بل لانه بحكم تركيبته لن يكرر مافعلناه!!! لكن من يقوي ان يصبح اخر !!! يترك نفسه ويصبح اخر !!!!!!

هل معني هذا اننا نسير اسري الاخطاء نكررها !!!
ليس بالضروره ، فالدرس الوحيد الذي قد يتعلمه " الكريم " وقد لايتعلمه ، هو التدقيق في الاختيار وقت التعامل مع الاخر !!!
انا كريم وهذه صفتي ، لن اجنح لاختيار بخيل استغلالي دنيء ، لانه سلوكه سيوجعني !!! لكني لن اتوقف عن كوني كريم ولن اتحول لبخيل ، لكني سادقق في الاختيار واذا مالزم اختيار شريك او متعامل معي ، ساحاول الا يكون بخيل والا يكون دنيء والا يكون استغلالي!!!
وقتها فقط لن تصبح صفاتي نقيصه وعيب يلزم انكارها والتعلم كيفيه تغييرها ...
وقتها ستصبح صفاتي ميزه يقدرها الاخر ويفهمها ويحسن التعامل معها ولا يوجعني بسببها !!!!!!
هل قلت شيئا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

انا نفسي وانت نفسك !!!!
والكيمياء الخاصه بي هي تصميم نفسي وتصميم نفسي لن ياتي الا بما يعرفه !!!
لن اطير وانا سياره ولن اعوم وانا نسر ولن احلق وانا بلطيه !!!
اتعلم من اخطائي ... نعم !!!
ادقق في اختياراتي ...... نعم !!!!
لكني في جميع الاحوال ساكون نفسي وفقط !!!!!

بالمناسبه احب نفسي واخطائها !!!!!
والوم الجميع لانهم لايفهمون نفسي وانتظر من سيفهمها !!!
لكني ابدا لن اغير نفسي حتي لو توجعت وتعذبت وتالمت !!!
فنفسي وهي تتعذب احب لي من نفس الغير التي تعيش في امان ولاتتوجع !!!!

احب نفسي !!!! مثل القطط لاتحب الاخناقها !!!!
ولو سالتم القطط عن رايها في نفسها وفي خناقها لاكدت لكم وجه نظري !!!!
حاولت اقول !!! هل قلت ؟؟؟؟؟؟؟؟

23 أكتوبر 2009

اصل الحكايه وفصلها !!!!!



لااعرف ماذا دهاني ..... اكتب اكتب وحين لااكتب افكر في الكتابه ماذا ساكتب .. تتراقص امام عيني طيله الوقت الاحرف والكلمات اسمع عبارات تدوي في اذني ، اجري ، اسجلها كي لاتضيع ، فجآ تحول العمر لكلمات واحرف وعبارات وجمل ، فجآ صار كل شيء حواديت وقصص ، فجآ جرت كل الاشرطه امام عيني ، طفولتي ايامي الحاليه مراهقتي زواجي طلاقي ميلاد ابنتي متي بكيت متي ترافعت ماذا قلت ، فجآ حدث شيء في ارشيفي ، كل الاشرطه دارت في ان واحد ، لو طاوعت رغبتي في الكتابه مافعلت شيئا سواها ، لحبست نفسي مع الكومبيوتر في اي مكان و" هاتك ياكتابه " ....
لقد جننت .... كل شيء يطفو في لحظه واحده وان واحد علي سطح القلم علي سطح الكي بورد كاني ساكتب الف مليون قصه في ان واحد ، اكتب عن افراحي عن احزاني عن امنياتي عن احلامي ، اكتب عن عواطفي المحبطه عن امنياتي المبهجه عن احلامي ، فجآ ... انفجر بركان الكتابه في راسي ، حمم وحروف نار منصهره وكلمات انفجارات مدويه وعبارات وجمل ، الاخطر ان اري كل مااعيشه ليس الا مجموعه احرف وكلمات ، اسمع كلمه يبني عليها اهرام خمس من الكلمات ، اري مشهد اراي بعد ثانيه لا اقل من الثانيه اراي جمله في عباره في نوت ، كآني تحولت لكائن يكتب ليعيش ، وبالطبع لااجد وقتا ، يستحيل علي كتابه كل ماارغب في كتابته ، يستحيل ، كل مااكتبه علي غزارته ليس الا قطره في محيط هادر صاخب عاصف يستعد لاغراقي وسط موجات احرفه وكلماته وعباراته !!!

لااعرف ماذا دهاني .... منذ سنوات طويله وانا اقرا واكتب ، اقر كل ماتقع علي عيني واكتب مااحسه ، وفترات طويله من حياتي توقفت عن الكتابه لان وقتي انذاك لم يكن يكفي لاقوم بما يتعين علي القيام به ، ادوار مختلفه في الحياه طغي كل منها فتره علي حساب بقيه الادوار ، تاره انشغل بامومتي وابنتاي وافكر في الفساتين والفيونكات والاحذيه الحمراء افكر في تفاصيل حياتهم اليوميه واغرق واستغرق فيها واحبهن وادللهن وارسم عامده بصماتي في ذاكرتهم اسلحهن بتفاصيل وجودي فاذا رحلت - والرحيل حتمي - يجدوا مخزون كبير في صناديق ذكرياتهم لامهم التي كانت تحبهم والتي اسعدتهم قدر ما استطاعت ، نلهو نرسم نغني نقيم حفلات لاصدقائهم ننزل حفلات صاخبه للتسوق ، اشتري لهم ما يحبوه ومااقوي علي ثمنه ، اترك لهم بصماتي علي ذاكرتهم يوم العيد رمضان عيد الام ملابس المصيف وانشغل بالامومه انشغل وانشغل وانسي كل شيء بما فيها الكتابه !!!
تاره انشغلي بحالي كمحاميه اؤسس مهنتي ومكتبي ، ابحث عن استقلال اقتصادي يقيني شر الزمن ، اقرآ في القانون واقرآ اسلح نفسي بما احتاجه لتلك المهنه الشاقه المزدحمه ، ابني مؤسسه مهنيه اختار لها رجالا صالحين اكفاء يقون علي مباشره العمل اعلمهم واحاضرهم وابذل معهم مجهود ليفهموا مايمكنهم من السباحه وانقاذ الاخرين في محيط القانون ، اعلمهم نظري وعملي ، اضرب لهم قدوه ، اقسو علي نفسي لصالح تعليمهم ، لااتهاون معهم لاني لااتهاون مع نفسي ، وتسرق مهنتي من حياتي وعمري سنوات كثيره لكنها تمنحني بكل الحب شهدها وثمارها والاستقلال الاقتصادي الذي كنت اطمح اليه وتمنحني اسما مرموقا وتجعلني ملاذا للاخرين يهرعوا اليه حين تعذبهم الحياه وتسرق حقوقهم وانشغل بالقانون والمواد والقضايا والمحاكم والموكلين والمؤسسه المهنيه وانسي كل شيء حتي الكتابه !!!!
تاره انشغل بكوني زوجه وامنح ذلك الدور وقتا وجهدا كبير .. لكني لااحب الخوض فيه ولا تذكر تفاصيله لان هذا الدور انتهي من حياتي لغير رجعه وبصرف النظر عن رايي في ادائي ومجهودي فيه فالارجح اني قد فشلت في ممارسته وبصرف النظر عن النجاح او الفشل لكنه استغرق مني مجهود وصراع واخذ وقتي اهتمامي علي حساب اشياء كثيره اخري اهمها الكتابه !!!
تاره انشغل باعتباري ناشطه حقوقيه ، لاافكر الا في اشكال التمييز ضد النساء ، ابحث في القوانين ، اعيد قراءه الواقع ، اجمع تفاصيل الاشياء واعيد قراءه مدلولاتها ، اكتب ابحاث ، احضر مؤتمرات ، اسافر لاخر الكره الارضيه واولها ، اتناقش اتشاجر اتفاعل اتواصل ، احاضر في الناس اشرح قضيتي ، اكتب في المجلات والجرائد ، انتقي قضايا مهنيه مرتبطه ارتباط وثيق باهتمامي وقضيتي في مقاومه التمييز واتطوع للدفاع عنها ، اظهر في التلفزيون اقول واقول منفعله غاضبه ربما كلمه من التي اقولها ستلصق في عقل او ذهن او روح احدهم او احداهن تفيدها فتنضم لكتيبتي في مقاومه التمييز الظالم واستغرق في هذا العالم والياته وبشره واحبهم واندمج معهم واقاتل في صفهم ولصالحهم وانسي كل شيء حتي الكتابه !!!!
تاره انشغل باعتباري ابنه ابي وامي وابنه عائلتي فابحث عن شجره العائله واوصل الود بين فروعها واوراقها ، ابحث عن القصص العائليه والضحك والفرحه والدموع ، امد يدي لكل من اقوي علي الوصول اليه ، اشبك العلاقات العائليه المبعثره في بعضها سند ورحمه وود ومحبه ، اقتحم بيوتهم وعزلتهم واجبرهم علي التواصل واعاده ضح الحب الذي نسيناه في غمره حياتنا ومعاركها اليوميه الصغيره ، ابذل مجهودا للوصل العائلي لانه احبه واستمتع به واعتبر من لا يفهمه معذب بهجر الاحباء دون يدري ، وازور عمتي واشاكس عمي والتقي وبنات عمومتي نستعيد الماضي القديم ونضحك ونعرف اولادنا علي بعضهم ، اعيد نسج الرباط العائلي البالي وارصعه بكل افراد عائلتي جميعنا ابناء تلك العائله جميعنا شركاء فيها محبين لها نتاجها لاتهربوا من وصلها وانسي كل شيء حتي الكتابه !!!!
تاره انشغل بنفسي بمشاعري بامنياتي باحلامي بشكل مستقبلي بحقيقه واقعي ماذا فعلت لنفسي مالذي كنت اتمناه ولم افعله ولما لم افعله ، الوم نفسي علي تجاهل نفسي لصالح الاخرين ولحسابهم ، انشغل بنفسي واحبها ، اسمع شكواها اسعي لتحقيق فرحها واحدق في وجهي واري ملامح وتجاعيد الزمن والادوار المختلفه موشوما علي شكله واري الخمسين عاما بكل افراحها واحزانها ونجاحاتها واخفاقاتها وضحكاتها ودموعها فوق قلبي فوق كتفي كاني كنت اجري في طريق لااعرف من وضعني اوله ولااعرف شكل اخره لكني لم اكف عن الجري واثناء الجري والهروله والتعب والسعاده نسيت نفسي التي اختبآت داخلي ابنه العشرين التي مازالت تطل براسها بين كل حين واخر تذكرني انها موجوده وان لها حقوق واحتياجات واحلام وامنيات تناشدني الا اقهرها مثل الباقين الا اتجاهلها مثل الباقين واطبطب علي نفسي واحتويها واعدها بتذكرها وبذل الجهد بعض الوقت لصالحها وانا ارمم نفسي واصالحها واطمئنها انسي كل شيء حتي الكتابه !!!

تذكرت كل شيء الا الكتابه ، ذلك الداء العضال الذي يحتلني ولااعالجه ولا اعترف به ولا اداويه ولا اشكو من وجعه كانه وهما وسيتلاشي ، لكن الكتابه قررت اقتحام كل حصوني وهد كل معاقلي ومقاومه كل عقلي واحتلال كل وقتي ، قررت الا تتركني هانئه بتجاهلها ، قررت الا تتركني اتعامي عن احتياجاتها والحاحها وغضبها العاصف ، قررت تقتحمني ، كانها تتحداني ، عيشي لكني اكتبي وان لن تكتبي سيصعب عليك العيش لاني ساحول حياتك لاحرف ملحه تضغط عليك لكتابتها ، كآن الكتابه قررت تحاربي وتفرض نفسي علي ، هدنه حربها هي العيش والكتابه ، اما اذا حاولت العيش بلا كتابه فلن تعيشي لانك ستكتبي علي روحك طيله الوقت . اضحكي لكن تذكريني واكتبي لماذا ضحكت ، ابكي لكن انتبهي لوجودي فكري لماذا تبكي واكتبيه ، هذه تشكو لك همها وماله اكتبي ، هذا يهمس لك بغزله وماله اكتبي ، هذه هي الهدنه التي قررت الكتابه بمنتهي العسف منحها لي ، انت في هدنه عيشي واكتبي والا لاعيش ولا حياه ولا سلام داخلي ولا هدوء !!!

وهكذا احتلني الكتابه واحتلني الحروف واحتلني العبارات .. وكل ماكنت اظنه احداثا ومرت عادت وبقوه تتشاجر تذكرني بما يتعين علي تذكره وكتابته ، طفولتي ، ماما ، جدي ، جدتي ، مدرستي في الكويت ، انتصار ٦ اكتوبر ، هزيمه ٦٧ ، ليله فرحي ، يوم ولاده ابنتي ، كيف دخلت الكليه ، اول مره دخلت المحكمه ، طلاقي ، موت امي ، رمضان ، يوم راس السنه ، يوم كسبت قضيه القتل ، يوم نتيجه الثانويه العامه ، فجآ عادت حياتي بكل احداثها وشخوصها اشرطه سينمائيه متحركه تتنظر دورها في الكتابه ، طوابير تنتظر تكتب فتتلاشي وتبقي ابدا علي بردياتي ذكري لاتخصني بل جزء من تراث البشريه مكتوب باحرف خارجي وخارج عقلي ، الحقيقه تمردت جدا ، لماذا اكتب مالايخص البشر ويخصني وحدي ، لماذا افرح امامهم واتالم امامهم واكشف نقاط ضعفي وفرحي واتعري ، كل ماحدث يخصني انا ولا يخصكم ، لكن هذا التمرد لم يسفر اي نتيجه ، فالكتابه تعسفت وقهرتني ، لاشيء يخصك ، كل مايجري يخص الجميع ، اكتبيه والا لن تنامي لن تهدئي لن تعيشي الا في قلق متوتر ، وقد جربت اتجاهلها فاذ بها صادقه صارمه حازمه سخيفه ، عندما اقرر اتجاهل اي حدث قفز لمقدمه راسي مكتوبا بعباراته ، عندما اقرر اتجاهل ذلك الحدث ، يحتلني ويصادر علي بقيه التفاصيل ، اكاد اتحدث فيه مع الموكلين ، اتشاجر بشآنه مع الخادمه ، احكيه لعسكري المرور الذي لايفهم سبب اقترابي منه وابتسامتي !!!
واخير ....... رضخت !!! ساكتب كل مايقفز لراسي من احداث ... ساحكي واحكي واحكي !!!!
ساتعري سابكي ساضحك ساقص عليكم شكل جدتي وزوجه ابي وجثه امي لحظه الغسل !!!
ساكتب مشاعري لحظه ولاده ابنتي الكبيره وكيف كنت اصرخ !!! ساكتب لكم احساسي حين دخلت شقتي الجديده وحين غادر شقتي القديمه وحين امسكت ورقه الطلاق وقرات عباراتها وتاملت اصبعي بلا دبله تخنقه بعد ٢٨ سنه ارتديها كانت تنغرس في جلدي !!! هل سيغضب البعض !!! هل سيهاجمني البعض ويقولوا السيده العاقله فقدت عقلها وجنت !!!
هل سيسخر البعض مني ويقولوا لماذا تكتبي التفاهات التي لاتخص غيرك !!!! ربما ....... لكني ساكتب لان الاحرف والكلمات والعبارات والجمل والفقرات احالت يقظتي ووعيي لكوابيس مستمره واحالت نومي لكوابيس اشد وطئاه ... فانا اري حروف واشم حروف واتنفس حروف واضحك حروف وابكي حروف واتحرك داخل الحروف واسافر واعود داخل الحروف وانام فوق الحروف واستيقظ علي الحروف !!! ولابد لي انقاذ نفسي من ذلك الجنون !!!

ساكتب وسامحوني ولاتتعجبوا من جنوني ولاتملوا من كتاباتي وتلعنوني ... فقد حكيت لكم المآزق الذي اعيشه والصراع الذي يحاصرني ... وحكايه الكتابه واصلها وفصلها !!!!

15 أكتوبر 2009

مدينة لم تكلمني شوارعها !!!!



انها مدينه عمليه جدا ، ليس لها الا لغه واحده لاافهم اي كلمه من مفرداتها ، لغه الارقام والاصفار والبنوك والحسابات السريه !!!
مدينه خاويه من اهل خريطتها ، مليئه بالغرباء الغريبين ،الغرباء الاغراب الذي لايعرفوا بعضهم ولا يهتموا اساسا بوجود الاخرين حولهم ، غرباء اتفقوا الا يقتربوا من بعضهم البعض ، كل غريب يخاف الغريب الاخر ، كل غريب يخفي من وراءه اسرار وحكايات مجهوله وربما جرائم وكثير من الاصفار وحساب لن يعرفه رقمه الورثه لايفتح الا ببصمه العين التي ستموت مع صاحبها ليترك اصفاره خلفه لقيطه بلا اصحاب !!!
مدينه مليئه بالغرباء الصامتين ، ولماذا نتكلم ، فالحديث مساحات اقتراب لانرغب فيها ، لانرغب كشف الاسرار ، ولا فضح المستور ، ولا اختراق الخصوصيه ، نعم هذه هي الكلمه التي ابحث عنها ، انها مدينه الخصوصيه الموحشه ، خصوصيتي حدودها واسعه جدا فكل غريب يسير داخل اسوار خصوصيته لايري الاخرين ولا يبتسم في وجوههم ولا يقترب منهم والا هدد خصوصيته هو بالاختراق غير المحسوب فصباح الخير قد تجر وراءها حديث طويل يكشف ملا يرغب احد في كشفه لذا حتي صباح الخير ليس لها اي داع ... انها مدينه ا
لخصوصيه حتي الموت بين مجموعه من الغرباء المتناثرين علي طول الطرقات وجنباتها لااحد يري الاخر فكل منهم يقبض علي خريطه تقوده للبنك الذي سيستره ويستر اسراره ويخفي جرائمه ويبعد عنه المتربصين والمتلصصين والاخرين عموما !!!
مدينه عمليه جدا ، ليس لها قلب ، لا تحبك ولا تسمح لك تحبها ، لا تبتسم لك ولا تري ابتسامتك ، لا تفتح احضانها لاي غريب ولا ترحب به ولا تنتظره ولا تكترث بوجوده ، ليس لها قلب او احضان تفتحهم ترحب بك فقط تفتح خزائنها السريه لمن يملك ولاتحب احضان الغرباء تخشاها وتخاف منهم ، مدينه بلا قلب ، لا تري العشاق تحت اشجارها ولا الاحبه علي شط بحيرتها ، لاتري قبله مسروقه ولا نظره حب مختلسه ولا لمسه يد عفويه ، لامكان فيها للعواطف فالعواطف تخترق الخصوصيه وتقرب المسافات وتكشف الاسرار وتهدد الامان ، العواطف تهدد المدينه ذاتها ، تلك الم
دينه الحدوديه كان من انشأها فكر في طريقه فرار سريعه ان لزم الامر واختباء فوري ان احتاج لذلك فرسم حدودها فوق حدود عده دول فان لم تحمك المدينه اهرب وامامك حدود كثيره تهرب منها فيرتبك من يبحث عنك او يطارك وتضييع الدماء بين التخوم والخطوط واللغات المختلفه ، مدينه بلا عواطف وبلا قلب بلا تاريخ او قصص او حواديت او مذاق خاص ، ليس لها هويه مميزه ، ليس لها طعام تشتهر به او نبيذ تخصصت في صنعه او مزار سياحي يسعي الناس اليه ، ليس لها تاريخ حيدت نفسها الف مره بين كل الفرقاء وجمعت اموالهم وامنتهم فحرمت نفسها من الشهداء واعاده البناء وحواديت الجدات واسطر الدموع واكاليل الغار والنصر والفرحه !!!
مدينه حياديه لاتعرف الحب ، تجمع كل القواعد والقوانين المحليه والدوليه وتجمع الغرباء وتجمع الاموال ولا تحب احد ولاتسمح لاحد يحبها فالحب ضعف والمال قوه والمدينه تحتاج اموال العالم ولاتحتاج قلوبهم او حنينهم او اشتياقهم او ذكرياتهم ، لاتحتاج لما قد يضعفها ويهدد خزائنها السريه بالاقتحام والاختراق والسطو !!!
مدينه بارده تزينها بحيره ساطعه صافيه بلا احباء بلا عشاق بلا اطفال يلعبوا علي شواطئها بلا مراكب شراعيه ملونه تجري فوق مياءها محاطه بجبال خضراء يزينها القمم الجليديه ونافوره تندفع للسماء كانها رمز للمدينه التي يسعي كل روادها للجلوس علي قمه العالم وبنوك ومحلات الماس وماركات عالميه وفنادق وسياحه مؤتمرات ، مدينه تذكرك دائما انها مدينه الاغنياء الاثرياء كانك ستنسي فتحاصرك بالمجوهرات والساعات الثمينه وارقي الماركات العالميه في كل شيء ، اشجارها متشابهه كانها استنسخت من شجره واحده مقلمه بدقه كان ماكينه طباعه طبعت كل الشجرات مقاس وشكل ولون وحجم واحد ، تزينها الورود العاجزه عن اشاعه البهجه رغم جمالها ، لكن احد لم ينظر للورود بحب بل احسوها لازمه لاستكمال الهيئه الانيقه التي تحتاجها المدينه اغراءا واغواءا للغرباء القادمون !!!
مدينه ترتدي نظاره سوداء فوق عينيها لاتسمح للغرباء الكثر بقراءه اسرارها ، فتسير في شوراعها تائها لا تفهم لغتها ، شوارعها لاتكلم الغرباء ولا تكلم اهل المدينه المختبئين من وحشتها خارج حدودها ، شوارعها لا ترتبط مع احد بقصه ولاتمنحه ذكري ترجعه اليها ولا تربطه بها ولا ترتبط به !!!
مدينه عمليه بارده تحافظ علي الخصوصيه حتي الموت لاتفهم الا في صناعه المال وفن الاصفار ، لم يخرج منها موسيقار مشهور او رسام مبدع او مغنيه شهيره او راقص متميز ، مدينه لاتنتج ابداع ولا تثمر فن ولا تلد احباء ولاتسمح لك تحبها ولا تغريك لتعود اليها ولا تهتم اساسا بوجوك فان كنت صعلوك عابر فهي لاتحتاجك ولن تناديك وان كنت مليونير او ملياردير قدمت اليها فانت تعرف طريقك لاتحتاج ارشاداتها ، لذا هي مدينه لاتخاطب احد ولا تكلمه !!!
مدينه تقف عاهراتها في بعض الشوارع يتحدثن في التليفون المحمول بصوت هامس ، عاهرات بلا فحش ، عاهرات بلا بهرجه مغريه ، عاهرات بلا اغراء او انوثه او رزيله ، عاهرات يعرفن ان عملائها سيمارسوا معهم الفحش بطريقه عمليه جدا منظمه جدا كاحتياج طبيعي لايحتاج لاغراء او وهم او جمال ، هي مهمه عمليه لغريب نزل مدينه عمليه بلا قلب ، حتي العهر فيها عملي جدا وكان عاهراتها موظفات في مصلحه حكوميه تلون ملامحهن الجديه والعمليه والنظام ووعد بكتم الاسرار الماليه !!! مدينه اجبرت عاهراتها وزبائهن علي احترام قواعدها الصارمه في التعامل بين البشر لاميوعه لا خلاعه لا دلال ، الامر اوله واخره مأموريه عمليه وانتهي الامر !!!!
زرت هذه المدينه عشرات المرات ، اجوب شوارعها ابحث عن حجر رشيد الذي سيفك طلاسم الغازها وفي كل مره الف الف وادور حتي تبلي كعابي واخرج منها اكثر جهلا بما يحدث فيها !!! انها مدينه لا ولم تكلمني شوارعها الخرساء ، لم يبوح لي شاطيء بحيرتها بقصصه ، لم يبتسم في وجهي المارين في شوارعها ، لم تمنحني مذاقا خاص لقهوتها حتي احن اليها حين ابعد ، لم تمنحني لسعه خاصه لنبيذها حتي اشتاق اليه واليها ، لم تدعوني علي مائده طعامها الخاصه حتي اشتهي زيارتها كلما لكت مذاقها الخاص في فمي ، مدينه خرساء بارده بلا روح بلا تاريخ بلا قلب بلا عواطف !!!
انها مدينه لاتكترث بي وانا ايضا لااكترث بها ولااحبها ولااشتاق اليها ابدا !!!


11 أكتوبر 2009

رائحة خاصة !!!!



للمطارات رائحه خاصه جدا ....ربما رائحه الهواء الصناعي الذي يضخوه فيها طيله الوقت .. هواء له رائحه حديديه يغلق حويصلاتك الهوائيه حين يتسلل لرئتيك وانت محتجز داخل المكان الضخم الكبير لاتملك التنفس الا بالهواء الحديدي الذي يمنحه لك !!!

ربما رائحه النظافه المبالغ فيها الي الحد الذي يفقدك الاحساس بالتواصل مع المكان ويحرمك من الالفه معه فهو مكان نظيف بافتعال مستمر يرش بالمطهرات والمبيدات والمواد الكيميائيه فيؤكد عليك احساسك بالاغتراب عنه فليس فيه ذره واحده من رائحتك ولن يكون ,هو مكان صناعي مزيف هواءه حديدي مختلط بالنظافه المفتعله يذكرك دائما بغربتك عنه !!!

ربما رائحه المسافرين المتوترين لاسباب مختلفه اهمها انهم سيركبون ذلك الجسم الحديدي الطائر لايعرفون هل سيحط علي الارض ثانيه ام انهم ذاهبين لاقدارهم الحتميه , ربما رائحه المودعين الذي يودعون احبائهم بدموع معلقه في الاعين لاتسقط فهذا مسافر للدراسه وياعالم حيرجع امتي ومين يعيش , وهذا مسافر للعلاج من مرض او عرض خطير لايقوي طبنا المتواضع علي علاجه او لان حالته ميئوس منها فلا مفر من تجربه طب الاخرين , وهذا مسافر للعمل في بلاد الغربه والقهر والكفيل ويلعن ابو الظروف السودا اللي جبرته علي الغربه , وكل مسافر يرحل عن احباءه ويتركهم خلفه لايعرفون مالذي تخبئه لهم جميعا الايام , هذا غريب قادم من مكان بعيد ذاهب لمكان ابعد والمطار بالنسبه له محطه بين غربتين يترك طائره وياخذ اخري المطار بالنسبه له مجرد " فصله" بين طريقين , وهذا قادم من بلاد غريبه لبلاد غريبه ويدخلها من بوابه الترحال والاغتراب , مطارها الدولي !!!

المطار مليء بروائح البشر الغرباء المتوترين , رائحه هؤلاء المسافرين والمودعين و الادرنالين الذي لايكف عن التدفق في دمائهم وقطرات العرق المنبثقه من خلايا جسدهم وكفوف ايديهم , هذا كله يختلط مع بعضه ويمنح المطارات تلك الرائحه الخاصه جدا , ربما رائحه البنرين والكيروسين وشحم السيارات التي لاتكف عن الحركه خارج المطار تنقل ركاب وحقائب وبضاعه من والي جسد الطائره , ربما رائحه القهوه والشاي والوحده والغربه , كل هذا يختلط مع بعضه ويمنح المطارات كل المطارات رائحه خاصه جدا اكرها جداجدا للاسف !!!!!!!!!!!!!

اكره المطارات مهما كان المبرر الذي ادخله بسببه , ربما مسافره للعمل وحيده قلقه علي بناتي , ربما مسافره معهن للسياحه والسعاده , ربما مسافره للعمره , ربما مسافره لعلاج ابنتي ... ربما اذهب المطار لاودع ابي المسافر لعمليه خارج مصر , ربما اذهب للمطار لاستقبل ابنتي عائده من كورس تدريبي , ربما اذهب اوصل احد اصدقائي المسافر للدراسه , ربما اذهب استقبل صديقتي الحبيبه بعد طول غياب !!! هذا كله لا يفرق , اي ماكان السبب الذي ادخل فيه المطار سواء داخل مصر او خارجها , في اوربا باريس جينيف لندن في الصين في الكويت في الجزائر في النمسا في انجلترا في الفلبيين , هذا كله ليس مهم كنت ومازلت اكره المطارات , لم تنجح اي رحله من رحلاتي الكثيره ان تصالحني علي المطار ذلك المكان المصمم اساسا للرحيل والوداع والدموع , ففكرته ذاته مكان بارد لاينتمي اليه احد , الجميع فيه غرباء ذاهبين او عائدين جميعهم لايفكروا الا ان يخرجوا منه بسرعه ويرحلوا خارج بواباته البارده , هذا المكان فكرته لاتعجبني , مكان خصص للوجع للغرباء لتنظيم الرحيل والغربه !!!

اكره الاماكن البارده التي لاتمنحك ألفتها والمطارات هي اكثر الاماكن بروده , اكره الاماكن المؤقته التي لاتحتفظ بانفاسك بين جدرانها تستقبلك وتودعك ونوافذها مفتوحه تغير هواءها طيله الوقت والمطارات هي اشد الاماكن تأقيتا فانت تذهب اليها لترحل وهي تستقبلك لتودعك , اكره الاماكن المصطنعه التي لاتملك ابدا تاخذ راحتك فيها فيها شيء مزيف متوهج بالكذب , هذه هي المطارات تبتسم كانها تحبك وهي لاتعرفك ولاترغب في معرفتك كل ماتطمح فيه ان تسلبك اموالك لاسباب ومبررات مختلفه انها تخدعك كالعاهره تدعي الحب والسعاده حتي تسلبك بقيه نقودك التي تخبئها تحت جلدك وانت عاري , اكره الاماكن المغلقه المحكمه والمطارات هي اكثر المناطق احكاما لاتملك الخروج او الدخول الا بموافقه رجالها وباختام واوراق رسميه ونظرات شك ونظرات ريبه , انت في المطار في قبضه من يبحث عنك في قبضه من لن يدعك تذهب في قبضه من يشك فيك من يتربص بك انت في قبضه الاحكام الخانق كل حركاتك بحساب ومحسوبه عليك , اكره الاماكن الكاذبه التي يبتسم كل روادها للاخرين ابتسامات كاذبه شكليه من فوق الشفتين وفقط للايحاء لهم بانك مرحب بك واننا كنا ننتظرك كمثل الملاهي الليليه التي يبتسم فيها القوادين والبلطجيه وبنات الليل للزبون الذي يفكر كل واحد منهم فيه بطريقه مختلفه لكن الابتسامات المزيفه واحدة ...

ربما بدأت كراهيتي للمطار وقت ذهبت في الستينيات طفله لاودع عمتي وطفلها المسافرين للخارج لعلاجه من مرض نادر وعادت عمتي وعاد معها جثه اوشكت علي الرحيل وبكينا ونحن نودعهما وبكينا اكثر ونحن نستقبلها !!! ربما كرهته اكثر حين ذهبت في الثانيه عشر اودع ابي الذي سافر للعمل في احدي دول الخليج وقتها بكيت واعتصرني الحزن لاافهم لماذا يرحل ويرتكنا وكنت احبه وافتقده قبل رحيله واحسست المطار وحشا عملاقا يقتلع ابي من احضاننا وغاب ابي خمسه سنوات وعاد وبقي المطار وحشا لااحبه !!! ربما كرهته اكثر حين سافرت ازور ابي ومعي شقيقتي الاصغر وكنت في الرابعه عشر وهي في العاشره وسافرت معها وحيدتين وقبضت علي كفي تخاف الضجيج والزحام والافلات مني وقبضت علي كفها استشعر مسئوليه عنها واحسستنا صغيرتين بين الاقدام العملاقه ينظر لنا الجميع نظرات تعجب يكاد يسألنا لماذا تسيرا وحدكما كانه ينتظر منا ان نقص عليه تاريخ حياتنا وصمتنا وسافرنا وعدنا وبقيت اكره المطار المكان العملاق الذي يشعرني بالضأله والتوهه , ربما كرهته اكثر حين عدت من تلك الرحله فوجدت امي تنتظرنا تتشح بالسواد وكانت اختها قد اختارت اسبوع سفرنا القصير لتموت فيه شابه في ربيع عمرها دون ان تودعنا واغلق المطار حلقاته علي قلبي اخرج منه دامعه واعود اليه دامعه وتتعدد الاسباب لكن الدموع وفيره فياضه كثيره !!!

اكره المطارات لكني مجبره علي التعامل معها والذهاب اليها والخروج منها , وهذا في ذاته يكرهني فيها اكثر واكثر , فكثيرا ماتكره مكان فتقرر الا تذهب اليه ثانيه , تكرهه وتقاطعه وتقسم براس الغاليين الا تطئه قدمك ثانيه , لكني مع المطارات لااقوي علي تلك القطيعه ولا ذلك الخصام , مع المطارات اكرهها واجبر مرارا وتكرارا علي التعامل معها و الاختناق كرها برائحتها السخيفه و متابعه الاوجه المرهقه والاجساد المتعبه , اتأمل جبرا الدموع الجافه في العيون والابتسامات المرسومه علي الاوجه والهروله التي يجبر عليها جميع المرتادين بين وداع ورحيل ولحاق بالطائره والبحث عن بوابه الخروج , مجبره علي التعامل مع المطارات وانا اكرهها فاكرهها اكثر !!!!!!!!!!

ورغم اني سافرت كثير جدا وسافرت لاطراف الارض ومدنها البعيده ودخلت مطارات كثيره مزدحمه انيقه متأنقه صامته صاخبه , وسافرت لوحدي احيانا ومع بناتي احيانا ومع صديقاتي احيانا , سافرت سياحه وسافرت للعمل وسافرت العمره وسافرت للمؤتمرات وتغير كل شيء الا اني اكره المطارات !!!!!!! اكرهها جدا ومازلت اكرهها !!!!!!!!


07 أكتوبر 2009

نعيش في نفس المدينه !!!!







نعيش في نفس ا
لمدينه الكبيره الصاخبه ، تقتلنا فيها العوادم والتلوث والصخب القاتل ، نستيقظ في نفس الصباح وننام في نفس الليل ، ربما تشرق الشمس عليك ابكر مني ثانيه لكن القمر يبقي في شرفتي اكثر من نافذتك ثانيه ، ربما تتوضآ لصلاه المغرب وانا انهي صلاتي ، ربما تستيقظ حتي الفجر في رمضان لكني افيق من نومي والحقك في الركعه الثانيه ، نشتري نفس الصحف ونكره نفس الاخبار ونسخر من كل الاكاذيب والزيف ونضحك علي نكته قديمه قالها احد العابرون في ميدان انا اخرج منه وانت تدخله ، نشجع نفس فريق الكوره واصفق انا حين يدخل جونا في خصمه وانت تصرخ بفرحه حتي تتحشرج الفرحه في صدرك ، ربما كانت خالتك تسكن في ذات العماره القديمه التي كانت تسكن فيها عمتي ، ربما امي مدفونه في نفس المدفن الذي ترقد فيه امك ، ربما نذهب للحسين نبحث عن طمآنينه القلب فاقف بجوار الضريح ادعو وانت تبحث عن حذائك الذي تركته علي باب الجامع حين دخلت ، ربما نقف علي رصيفين متقابلين اشرب انا عصير قصب في يوم قائظ و تجلس انت علي المقهي تتلذذ بحبيبات البن الخشنه التي تمضغها استمتاعا ، ربما شاهدنا نفس الحادثه التي ماتت فيها السيده العجوز حين عبرت الطريق فجآ حين كنت انت في الاتوبيس الداخل للموقف وكنت انا في الاتوبيس الخارج لتوه منه !!!! نستيقظ فزعين حين يعبر قطار الليل يصرخ مدويا ، وقتها اتذكر امي وابكي واقرآ لها الفاتحه وتتذكر انت ليالي الحرب الزرقاء وصفارات انذارها وتقرآ الفاتحه لابو صديقك الذي استشهد وتركه صغيرا ، ربما نقف امام مقله اللب معا انا اشتري لب اسمر وانت تشتري حمص لابنه اخيك ويمنح كل منا ظهره للاخر ، ربما وقفت انا امام باب السينما اشاهد صور الممثلين انتظر خروج جمهور الحفله السابقه الذي تندس بينه تمسح دموع تآثرك بمشهد النهايه ، ربما كنت احدق في المركب الشراعي الجميل الذي يتبختر في النيل وقت الغروب وكنت انت تجلس فيها مستمتعا بهدهده النيل لجسدك المرهق تحدق في الشط نصف نائم ...

نعيش في نفس المدينه الكبيره الموحشه المتوحشه ، تجرح عيوننا نفس المناظر الموجعه ، طفل صغير يستجدي العطف والشفقه والجنيه في اشاره المرور ، عجوز نصف ميت ملقي علي الرصيف يعف عليه الذباب غائب عن الوعي لايجد مايستحق ان يفيق له ، جبل قمامه كبير ينشر روائحه الكريه في صدور الجميع ، رجل شرير يعذب قطه ويضربها بقدمه ويضحك ، امرآه لعوب تعرض جسدها العجوز علي الماره في وسط النهار ، سيده قبيحه بشعر احمر مثل شواشي الذره ، رجل يعلق عشرات النياشين المعدنيه ويقف في اشاره المرور يصرخ في السائقين ، طفل يمسك اخر من شعره ويضربه بقسوه حتي تسيل الدماء من انفه ، رجل سافل يتحرش بامرآه منقبه لايحترم خصوصياتها ، سائق تاكس يسرق الراكب وياخذ بقيه العشره جنيهات ويجري ، طفل انيق يبكي فزعا لايجد مربيته الاجنبيه التي تركته ودخلت بير السلم في احد العمارات القديمه تبحث عن قبله شارده يتوق لها سايس الجراج المراهق ، رجل عجوز يبكي علي الارض بعد ان ارتطم به شاب صفيق ونشل محفظته وساعته الاثريه ، فتاه محبه تقف تلمع الدموع في عينها تنتظر الحبيب الذي وعدها ياتي لكنه يغط في نومه لايكترث بالتعليقات السمجه التي تسمعها من الماره في الشارع ، امرآه هرمه تنقب في كوم الزباله تبحث عن لقمه عيش ، طفل صغير يحبو بين السيارات لاتكترث بحياته المرآه التي استآجرته وسيله موجعه للشحاته ، رجل انيق يسير في الشارع بعجرفه ويتشاجر مع نفسه ويصرخ مع اشباحه كآنهم سيقتلهم ويضحك علي منظره بعض الماره قساه القلوب !!!!

نعيش في نفس المدينه الرقيقه الحنونه ، ترق قلوبنا ونفوسنا لذات المشاعر الحميمه المبعثره حولنا ، فتاه وشاب صغير يقفا علي سور الكوبري يتناجيان ، رجل يقف فجآ بسيارته يمنح سيده عجوز بعكازها وساقها المريضه فرصه انسانيه لعبور الطريق ، مجموعه فتيات جميلات يضحكن بصخب وفرحه وقت خروجهن من المدرسه ، مظاهره حب ترفع اعلام الوطن يهتفون باسمه حين كسب فريقهم القومي مباراته وحصل علي البطوله ، بائع خضار ينادي علي بضاعته بصوته العذب بنغمات محببه للقلب ، صوت الربابه وعازفها يطوف الشوارع يغني ينتظر تقديرا لفنه ، بائعه الفل علي كورنيش النيل تبتسم في وجه الاحبه تغريهم بعقودها العطره ، فتاه صغيره تجري لحضن ابيها وهو خارج من السجن ، زوجه وفيه تجلس بجوار زوجها المريض تبتسم في وجهه رغم حالته الميؤوس منها تشجعه علي المقاومه ، شاب يقود سيارته ويختطف خلسه قبله من الفتاه الجميله التي تجلس جواره ويحبها ولايجد مكانا يعبر لها عن حبه ويرتوي من حبها ، زوجه تنتظر زوجها الغائب في المطار وحين تراه تلقي بنفسها بين احضانه وتبكي شوق الغياب الطويل ، مجموعه اصدقاء يجلسوا تحت سفح الهرم يتضاحكون ، زفه عروسه يزينها فتيات جميلات نضرات يخرجن من عند الكوافير يرقصن ويطبلن ويزغرطن ، رجل طيبه يصطحب زوجته الحبيبه ويجلسا فوق الكوبري يشربا حاجه ساقعه ويضحكا !!!

نعيش في نفس المدينه الكبيره الصاخبه المزدحمه الموحشه المتوحشه الرقيقه الحنونه ...... نتوه بين العشرين مليون مواطن الذين لانعرفهم ... نشبههم ولانشبههم ... نتكلم لغتهم بلهجتنا الخاصه ، نشعر مشاعرهم بطريقتنا المميزه ، نتوه بين العشرين مليون مواطن اللذين لانعرفهم ... قد نكون الان بالذات نسير في نفس الشارع ، ربما نجلس علي مقعدين متجاورين في نفس قاعه السينما ، ربما اقف امامك في طابور الاسانسير في احد البنايات الكبيره ، نلتقي في احد المحلات اشتري هديه لابي وتشتري هديه لصديقك ، ربما سبقتني وصعدت السلم قبلي في احد المصالح الحكوميه ، ربما نسير في نفس الشوارع المزدحمه ، نعبر نفس الكباري ، نستنشق نفس الهواء يخرج من رئتني يدخل رئتيك ، نشعر في ذات اللحظه باشعه الشمس الحارقه ، يداعبنا في نفس الثانيه ضوء القمر الحاني ، نفتح الراديو مصادفه ونغير في المحطات ونقف معا علي نفس الموجه نسمع نفس الاغنيه وتتسلل كلماتها لنفوسنا تطربنا ، نموت مللا في اشاره مرور مزدحمه من الاشارات الكثيره التي تشل مدينتا ، ربما ادخل من الباب الشمالي لحديقه الحيوان وانت في ذات اللحظه تخرج من بابها الجنوبي ، ربما احدق في النيل ليلا وانت تشتاق اليه ، ربما تجلس في احد البارات وحيدا وانا امر امامه اسال نفسي لماذا لاادخله ، ربما نشاهد نفس الفيلم في التلفزيون وابكي انا تآثرا وتضحك انت سخريه من نفس المشهد ، ربما ننام كل منا في وقت من الليل ، لكنها لحظه واحده التي نستيقظ فيها نشعر عطشا ووحده ، ربما تحب الياسمين واحب انا الفل ، لكن كلانا يحب زهره اللارنج ورائحه النعنان وثمره الجميز وانين الناي ودعاء الكروان ...

نعيش في نفس المدينه الكبيره الصاخبه ، لااعرفك ولاتعرفني ، لم نلتقي ابدا ، وربما لن نلتقي ابدا ، لااعرفك ولا تعرفني ، لكني اعرف انك موجود ، اعرف ان تشاركني الهواء والصخب والفرحه والهم ، ااعرف انك رومانسي مجنون متمرد غاضب طيب حنون مثلي ، اعرف انك موجود تبحث في كل الوجوه عني مثلما ابحث في كل الوجوه عنك ، اعرف انك موجود تفكر في كما افكر فيك ، لاتستمتع بوقتك الا في حضوري تنتظري ولا اسعد بوقتي الا في حضورك اناديك ، اعرف انك موجود اقاسمك احلامي البسيطه ، ساذهب لجزيره البط معك في حديقه الحيوان وستشتري لي سميط وجبنه ، سادعوك لحفل افلام الكارتون في سينما مترو وتعزمني علي ايس كريم ، سنسير في شوارع القاهره القديمه انت تحكي وانا اسمع ، سنذهب لحفل فلكوري راقص ساصفق وانت ستصفر وسنضحك ، ستشتري لي كل عقود الفل مع البائعه العجوز وسامنحك كل وردات القرنفل التي يطارد بها الصبي الشقي العشاق علي الكورنيش ، سنذهب لمباره كوره في الاستاد ونسب الحكم حين ينحاز ضد فريقنا ، سنذهب للاوبرا مرتدين ااشيك ملابسنا نستمتع بفن لانفهم كلمات اغانيه ، سنرقص في الشارع علي نغمات الدي جي مع عروس نحبها وعريس نتمني له الخير ، سنجلس في الظلام صامتين لانحتاج كلام ولا ننتظر شرح ، وقتها كل ماستشعر به ساشعر به ، وكل مااحب اقوله ستفهمه وكل ماتحب قوله ساشعر به ، اعرف انك موجود كما تعرف اني موجوده ، سابكي بين يديك مطمئنه واثقه من فهمك وستتشاجر مع الدنيا امامي براحتك وعلي طبيعتك ، ستشاركني رقصي واشاركك فرحتك ، سنصغي لاحد الالحان المؤثره ولن نخفي ملامح ضعفنا عن بعضنا البعض ، سنضحك بصوت صاخب لا نكترث باراء الناس فينا ، سنسير كثيرا في الزحام وحين نتعب سنجلس علي الرصيف ونمد ساقينا امامنا ونسخر من انفسنا ومن نظرات الناس لنا ونضحك عليهم وعلينا ....

اعرف انك موجود ، وسط الزحام وسط البشر وسط الوجوه الغريبه وسط النفوس المتعبه وسط الارواح الشارده وسط الضحكات والدموع والهم والبهجه وسط الرقص والعويل والضحك والنواح والغضب والسماحه ، اعرف انك موجود ، ستظل طرقنا تتقاطع وملامحنا تتشابهه وارواحنا تقترب وافكارنا تتماس ولا نلتقي الا تحت سماء تلك المدينه الصاخبه !!! وفي يوما ما ساجدك امامي انسان لم القاه ابدا لكني اعرفه جيدا ، اعرفه قبل اولد وقبل اوجد وقبل ان تخلق دنياي وحياتي ، ساجدك امامي ونس وطمآنينه وراحه وحلم ، ساجدك امامي وجها مالوفا ونفس طيبه تااااهت كثيرا حتي حطت علي كفي ونامت !!!
وحتي ياتي ذلك اليوم اطمئنك علي حالي.... انا سعيده انك موجود رغم انك مش موجود !!!!!!

20 سبتمبر 2009

ياليلة العيد .... انستينا !!!!!


غدا العيد .......
لم اشتري ملابس جديده ... كاني نسيت انه العيد ...
عادي جدا .. اقضي ليله العيد وحيده .. بناتي كل في عالمها ... ومهما خرجت مع الاصدقاء لابد اعود للمنزل فليس معقولا قضاء الليل في الشوارع ... اذن ساعود .. اذن ساكون وحيده ... سالهو بعض الوقت علي الفيس بوك وامازح الاصدقاء واكتب بعض التعليقات ثم اعود وحيده ... لن اشاهد التلفزيون ، فهو ممل ويثير اعصابي .... هكذا عدت وحيده للمره المليون .... يبدو ان الوحده قدري في هذه الايام .. لا يبدو انها قدري الدائم ....... لن اكتئب .. سافكر في شيء مبهج ... غدا العيد وهذا في ذاته شيء مبهج .... ابدا ... العيد المبهج مع الوحده لا يبهج .. العيد المبهج مع الوحده يوجع جدا ... لانك لاتجد من تشاركه رغبتك في البهجه ، لاتجد من تقص عليه موضوع تافه لاتجد من تحكي له ذكرياتك وقت كانت تلك الليله سعيده ووقت كان العيد مبهج ......
علي التفكير بطريقه بناءه مبهجه .... ساحادث بعض الاصدقاء علي الشات .. بعضهم اغلق الشات فالليله ليله العيد وهناك اشياء اخري اهم كثيرا من الشات ، بعضهم يئن مثلي وروحه خامله ، ففي هذه اللحظه مثلي اكيد لم يكن يتمني ان يقضي ليله العيد يشات علي الكومبيوتر ، لكنه لم يجد شيئا اجمل فعاد للشات بلا روح ويخيل لي انه لو اطلق كل منا العنان لنفسه لبكينا وافسدنا العيد وانتهي الامر ....
غاضبه من مشاعري واحاسيسي ، غاضبه لانها لا تطاوعني وتخدعني وتعلن سعادتها بكل شيء حتي لو كانت الوحده ليله العيد ، غاضبه منها فهي توخزني بلا منطق وتؤلمني بلا شفقه ... غاضبه لكني لم استسلم .. لن اقضي هذه الليله وحيده .. ساستدعي كل الاصدقاء لمنزلي .. في خيالي طبعا .. وسارتدي فستان انيق واتعطر واستقبلهم ارحب بهم واشكرهم لزيارتي كسرا للوحده وتبديدا للملل .. ربما نتكلم كلنا بصوت عالي ونضحك حتي يضج الجيران ، ربما نتحمس فنفتح الموسيقا ونرقص .. نعم سنرقص .. احب الرقص .. فهو يطلق للروح عنانها ويفكها من اسرها ويسعد ... نعم سنرقص وسنصفق ولن يهمني الجيران فهي مجرد ليله في السنه سيعلوا فيها صوت الموسيقي ثم انها ليله بلا ليل لااحد ينامها اذن لن تزعج موسيقاي احد وسيسامحوني ان ازعجتهم فهم جميعا يعرفون اني جاره لطيفه طيبه في حالي ولا ازعجهم ابدا ، لذا حتي لو وصل صوت الموسيقي لمسامعهم سيتسامحوا ويطنشوا ويلتمسوا لي العذر باعتباره ازعاج لليله واحده فقط ....
لم تعجبني اللعبه ، فاصدقائي نائمون في منازلهم او بيتفسحوا ليله العيد ولن ياتوا للرقص عندي .. ولاامل في كسر الوحده الليله.......
اظنني سافتح صندوق ذكرياتي واستخرج منه قصص السعاده وحواديتها.. اظني ساستدعي امي تاخذني في حضنها .. سانادي جدتي تآتي بسبحتها الكهرمانيه وطرحه الصلاه ستنيمني فوق رجلها وتدعو لي وترقيني ... ساستدعي عمتي زينب تعلمني صناعه الكحك والبسكويت وتلكمني في ذراعي لاني خايبه ومافيش فايده مني احبها ولااغضب منها ابدا ... ساستدعي خالتي هدي تفتح دولاب كنوزها وتخرج لي علبه شوكولاته كور ملونه وتمنحي كبشه ملبس لوز وتقبلني في وجنتاي ... ساخذي ابنتي وقت كانت صغيره واذهب لاشتري لها ملابس العيد سانتقي لها جزمه حمرا لامعه وشريطه شعر ستان واشتري لها فستان بكرانيش ... ساعود لايام الجامعه والتقي باصدقائي عن ماسبيرو موقف المراكب وساصعد معهم للمركب الذاهبه للقناطر واندس وسط الغرباء اصفق وهم يطبلون واكاد ارقص فرحا ويشدني اصدقائي ويتشاجروا معي لاني سافضحهم واضحك وافضحهم ....
سافتح صندوق ذكرياتي واستخرج منه الضحكات المدخره للايام الموجعه ... ساذهب لمشتول بيتنا الريفي وانام في حضن جدتي واستيقظ فجرا علي صوت تكبيرات العيد " الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا " وساجري ارتدي فستاني الجديد واخرج للبلكونه ابحث عن جدتي وانا منكوشه ستضحك عندما تراني فاضحك واسالها عن العيديه .... ساتسلل لحجره جدي العمده واوقظه بقبلاتي وانتظر العيديه ،ساصطحب ابنتاي ونذهب لمحل الالعاب ساشتري للاولي عروسه كبيره وللثانيه دبدوبه حمراء واشتري لهن طراطير لامعه ملونه وبالونات كبيره ملونه ونذهب لبيت امي ساطرق الباب بنغمات راقصه فلا تفتح امي بل تبقي داخل الباب تصفق وتضحك ونضحك وحين تفتح ندخل جميعنا انا وبناتي في حضنها وهاتك يابوس ... اتمني الذهاب لحديقه الحيوان المزركشه بجمهورها الفرح سارقص معهم علي دقات الطبول وساجلس معهم علي الارض لن اخاف علي فستاني الجديد ..... ساذهب لعمتي عنايات واشرب شاي معها واقبل احفادها وادعو لها بالصحه واتذكر معها ذكريات طفولتها حين كانت شقيه ومتمرده ولاتكف عن المشاجره مع جدتي امها ستضحك وهي تحكي لي عن مغامراتها حتي تتساقط دموعها وساضحك معها وعندما يتعين علي الرحيل اقبلها بقوه عشرات القبلات وارحل حزينه ..... ساركب السياره مع ابي وامي واختي وسياخذنا ابي في نزهه بالسياره ، سنسير في شارع الهرم الخالي الا من بضعه فيلات متناثره سنسير وسط المزارع والحقول حتي نصل للهرم ، سادخل مع ابي مينا هاوس واشرب عصير مانجه واكل ايس كريم ونضحك جميعنا .....
سافتح صندوق ذكرياتي وابحث عن السعاده الفاره مني في تلك اللحظه الموجعه .... سنلعب انا وابناء عمومتي في مشتول بالبومب وحرب ايطاليا وشمس وقمر ولن نكترث بتوبيخات امهاتنا وسنجري في الممر الترابي تحت التكعيبه وسنلعب حبه ملح تحت الجاره وسنتجمع جميعنا في حجره واحده نصرخ ونضرب بعض بالمخدات وحين ينادونا للاكل سندخل جري نتشاجر علي الاماكن ونضحك ونضحك ..... ساخرج الطبق الكريستال الفاخر وارص الكعك فيه اقدمه للضيوف القادمين ليهنئوني بالزوجيه السعيده ... ساذهب مع بنات خالتي للسينما وسناكل فشار وشيبسي وسندوتشات روز بيف وعندما نعود للبيت سنرقص مثل البطله الهنديه التي لم تكف عن الرقص وسنزين جباهنا بعلامه حمراء مثلها وسنرتدي ملابس امهاتنا واحذيتهم ونرقص هندي وهالالالا شيجوالالال ونضحك ... ساخذ الحذاء الجديد في حضني وساخرج فستاني من الدولاب واضعه فوق الشماعه امام عيني ولن اسمح لامي تتسلل لفراشي تسرق مني حذائى الجديد وفرحته ، ساجلس فوق سريري متربعه اعد العيديه التي منحتها لي الاسره ساجدهم جنيهات كثيره احلم بشراء قصر وسياره فارهه و٢٠ مجلد ميكي وسادخر الباقي لادخل الفيلم الهندي القادم الذي سينزل للسينمات ويكسر الدنيا ..... ساعود لمشتول ... اجلس مع جدتي وعماتي فوق الطبليه ، سيمنحوني فنجان لتقريص القراقيش ستفرد لي جدتي العجينه وتعلمني كيف اقسمها اقراص متساويه بالفنجان ساسمع احاديث عماتي وزوجات عمي وامي وجدتي وهن يعجن الكحك ساضحك عندما تنهر جدتي زكيه خادمتها العجوزه لانها بوظت الغريبه اضحك لان جدتي تنهرها بحب وزكيه تتقبل انتقادتها بحب اكتر ...... ساقف امام الفرن انتظر صاجات الكحك المستوي لارش السكر ومحدش غيري حيرش السكر واتشاجر مع بنات عمومتي وجدتي تشتمنا كلنا ونضحك ونضحك ...
وخمسين عاما من السعاده محتجزه داخل صندوقي الثمين ... واكم من ايام ولحظات سعيده عشتها واستمتعت بحلاوتها مثل البوبونايه اللي اعتادت جدتي تمنحها لكل منا بعد ما تبوسه يوم العيد .........
هاهو صندوق ذكرياتي ببهجته يبتلع احزاني ووحدتي ، هاهو صندوق ذكرياتي بافراحه يبدد وحشه الليله التي اقضيها طويله ....
ومازلت ابكي عندما اسمع " ياليله العيد انستينا وجددتي الفرح فينا " وكانت جدتي تغنيها سعيده كل ليله عيد لكن جدتي ماتت وبقيت الاغنيه تذكرني بكل البهجه التي سرقتها الوحده والايام الموحشه من حياتنا !!!
وياليله العيد ... انستينا !!!!!!

" بعض الشجن موجع لكنه انساني جدا وجميل ... فاعذروني !!!"

14 سبتمبر 2009

توته هرمة ...............!!!



شجره توت هرمه وقمر ساطع كبير وموسيقي حالمه ونسيم عليل واحلام لاحدود لها .....
هذه اللوحه لم تفارقني سنوات طويله ....
عشت تفاصيلها ايام وايام ... واحتفظت بها في ذاكرتي سنوات وسنوات ..
كانت غرفه نومي صغيره ضيقه مجنونه مثلي ، مكدسه بالاثاث الذي احبه والكتب التي اتمني قراءتها ولوحات تنتظر لحظه فراغ لاعلقها علي الحوائط العاريه ، اقفز من بابها علي السرير الذي اجلس عليه اتكآ علي المكتب لاذاكر دروسي ....
غرفه ضيقه لها نافذه كبيره بعرض الحجره كلها حين تفتحها تدخل منها التوته بلا استئذان ، نافذه مطله علي شجره توت هرمه كبيره عاليه وافره الاوراق لاعلاقه لها بالجغرافيا والخريف فاوراقها الخضراء لاتسقط ولا تذبل ولا تجف ، شجره توته هرمه ماتطل عليها حتي تختطفك داخل افرعها بين اوراقها تختطفك وتحنو عليك وتهدهدك سهرت ليالي اذاكر ووشوشات التوته لاتكف عن اذني ... كنت اسمعها واكاد ارد عليها ...
حسب حالتي النفسيه افهم حديثها ، هذا اليوم هي سعيده تغرد وذاك اليوم تعيسه حزينه تبكي قطرات ندي ، هذا اليوم هجرها القمر وغابت اشعته الفضيه عن اوراقها فكلحت ، واليوم التاني حرقت السنه اللهب الشمسيه براعمها فتعرت ، ايام متعاقبه مختلفه تتشابهه لكن لاتتطابق حتي ياتي ذلك اليوم الذي ينام فيه القمر بين اغصانها فتتوهج وتحتضنه بافرعها الوفيره فتكون لوحه غريبه من التوحد بين الضوء الحاني والخصوبه الفائره يغلفهمها موسيقي حالمه تتآرجح نغماتها وتتراقص علي ايقاع الافرع الهائمه والقمر الساطع ، لوحه تدفع الد
ماء للشرايين والسعاده للنفوس والحب للقلوب المتعبه .......
انه اول مشهد رومانسي ادركته احسسته !!!
قبله كان القمر مجرد قمر والشجره مجرد شجره والموسيقي مجرد دمدمات لاتسعد ، وحين تواطئوا علي الشجره والقمر والموسيقي دب الحنين في قلبي واحسستني اشتاق لحنان جارف وحب فياض وقلب صادق ، حين تواطئوا علي ادركت ان حياتي ينقصها مالم ادركه من قبل ، ينقصها دفء وونس وحميميه منحهم لي التوته والقمر والموسيقي معا!!!!

ومرت الايام وعدت وغادرت البيت وتركت الحجره وعملت بيت جديد وتركته لاخر وفتحت عشرات النوافذ واغلقتها ونظرت لمئات الاشجار وشاهدت القمر الف بل الف الف مره وسمعت موسيقي حالمه ورومانسيه ومجنونه وصاخبه ولكن .......... لم اري اجمل من شجره التوت الهرمه تحتضن القمر تسطع اوراقها ببهاءه ولم اسمع من موسيقي الوجود الجميل التي كانت تتسلل من الراديو بين افرع الشجره مكسوه بحنان القمر واشعته الحميمه فتتحول لشيء لايوصف لايوصف لكنه جميل ومبهج وحنون!!!!
وعشت بهجه الحب وانكساراته وهزائمه ووجعه ونسيت الحب وكرهته ثم صالحته واعتبرته محيطا هادرا اقف علي شطئانه اصفق لمن يعوم واصرخ علي من يغرق واحزن لمن شرب كل الملح واسعد لمن عثر علي عروس البحر فاسعدته لكني ابداابدا لاابارح الشط ولاالمس الماء ولا اغرق تحت الامواج ولا اترك بدني وقلبي فوق سطح المياه تعلو بي وتهبط ......
عشت بهجه الحب واكتويت بنيرانه البارده ونسيته ولكني ابدا ابدا لم اسعد ولم ترتوي نفسي ولم يجتاحني الامان والطمأنينه والونس والبهجه مثلما احسست حين احتضني التوته الهرمه وقمرها الوناس وموسيقاها الدافئه ..........
ويا توته القلب احن اليك فالقمر دونك لايسطع والموسيقي دونك لاتطرب والحب دونك لا يسعد !!!

26 أغسطس 2009

دموع رمضانيه !!!!!!






قبل رؤيه هلاله بيوم
ين ثلاثه اربعه تتراكم الدموع تحت جفوني تكاد تنهمر سيلا جارفا كاني "اتلكك" للبكاء !!!
لاافهم لماذا يا
رمضان تحزني لهذا القدر وهذه الدرجه؟؟؟؟ اسمع "اهلا رمضان " وابكي .. اسمع " وبعوده الايام يارمضان " وابكي ...
اتذكر كل الاحزان المتراكمه التي اختار القدر لها رمضان الكريم شهر ميلاد عن دون بقيه ايام السنه!!!
وحزن فوق الاخر يتراكم ودموع حارقه فوق دم
وع وفرار لااقوي عليه من رمضان الذي احبه لكنه اوجعني ومازال يوجعني!!!
في البدايه لم انتبه ان دموعي تستعد لرمضان مثلي بالضبط ، لم انتبه ، حتي لاحظت اني اصوم وابكي واصلي وابكي واجهز الطعام وابكي واسمع اذان الشيخ محمد رفعت وابكي وتراتيل النقشبندني وابكي واحشو القطايف وابكي واشتري فوانيس رمضان لابنتي وابكي واعد الولائم وابكي ، كان رمضاني الخاص هو شهر الدموع المختزنه ، كان رحمته الواسعه تشملني فتطهرني من كل دموعي الحبيسه داخلي ، ابكي وابكي وابكي وحين يشدون " والله لسه بدري بدري ياشهر الصيام " امسح دموعي وينتهي الموضوع لتتراكم من اول جديد استعداد لرمضان المقبل !!!!!!!
لماذا ...... سالت نفسي ؟؟؟ كل هذا الحزن كل هذا البكاء كل هذا الشجن كل هذا التوجع ؟؟؟؟
في السنوات الاخيره كنت اظن ان موت امي وافتقداها طيله الشهر الكريم وهي التي ماكانت تفارقني ابدا في سنوات مرضها الاخيره تشاركني مائده افطاره ونشرب الشاي معا ونتابع المسلسلات سويا ، كنت اظن موت امي مفجر دموعي وسببه !!! لكني انتبهت اني ابكي منذ زمن بعيد قبل موت امي وقبل مرضها !!!! اقضي رمضان ابكي وابكي !!!! وقررت اكتشف السبب افهمه ربما لن اتوقف عن البكاء لكن من الهام والضروري جدا افهم سبب بكائي المستمر !!!!!! وعدت لذاكرتي انقب فيها افتح صفحاتها المطويه استخرج اوجاعها الدفينه الملم دموعي المتناثره فوق دفاتر حزنها ابحث عن رمضان فيها و............. فهمت سبب دموعي !!!!!
اتذكر رمضان الاول في وعيي مع جدتي العجوز في منزلنا الريفي ، لااذكر اي رمضان سابق عن ذلك الرمضان ، هو اول رمضان اعرفه وينتبه وعيي لوجوده ، كانت جدتي تطعمني افطاري النهاري ثم تطالبني بالصوم بقيه اليوم وكان البيت " فاضي " صامت يخيفني وحين تتسلل الظلمه لجنباته ويعلو صوت الاذان من جامع القريه تدعوني جدتي للاكل انا وهي فقط ، طفله في الثالثه وسيده هرمه عجوز في السبعين ، نجلس في الظلمه نحدق في بعضنا البعض لاافهم كل مايحدث لكنه يخيفني ، لم افهم اين كانت امي واين كان ابي ، لم افهم لماذا انتزعوني وقتها من حضنهم وابقوني اسيره البيت الكبير ، كنت ارتعد في فراشي ليلا وانا في حجره خاويه بارده صامته اري الفلاحات يتشحن بالسواد يزرن جدتي اشباحا ليليه مخيفه يبتسم في وجهي فتلمع اسنانهن الذهبيه تزيد رعبي فاختبيء تحت اللحاف احتمي به من مخاوفي و........ " عايزه ماما " !!!! .....
وسرعان ماجاء رمضان اخر ، قضته امي تبكي وتبكي عازفه عن الاكل شاحبه ، تغيب كثيرا عن المنزل وحين تعود تنفجر في البكاء وتلقي ببدنها الهزيل علي المقعد تبكي وسرعان ماكشفت سر حزنها الذي احتل نفوسنا فلم نسمع فوازير الراديو ولم نشعل شموع الفوانيس ولم ناكل الكنافه الساخنه بالقشطه ، سرعان مامات ابيها الذي قضي ايامه الاخيره يحتضر في رمضان وسرعان ماارتدت امي السواد وحملتنا مثل الحقائب لمنزل ابيها قوافل من المعزين العشرات تلو العشرات وصوت القرآن ونهنهه البكاء والعويل المكتوم يحيطوا بنا من كل جانب ورحل رمضان حزينا واتي من بعده العيد حزينا بلا طقوس فرحه و.... ظلت امي ونحن معها تبكي ابيها كل رمضان !!!
و........ قبض علي عمي الاكبر في القضيه السياسيه التي اسموها وقتها " قضيه مراكز القوي " وقضي في محبسه شهورا طويله وكان عمي حبيبي وراس العائله وعقلها الراجح ، ودخل رمضان علي عائلتنا حزينه مكسوره القلب ، لم نتجمع علي موائدهم العامره باطايب الاكل بل تبارت عماتي في الطهو لشقيقهن يرسلن له الطعام في السجن ممزوج بدموعهن وشوقهن وقلقهن المخيف عليه وافتقادهن الجارف له ، وذات يوم عاد ابي قبل الفطار لمنزلنا مكفهرا حزينا تحسه مقهورا ، القي لفافه في يده فوق مائده الطعام واحتجب في فراشه حتي وقت الاذان ، تحلقنا حول المائده صامتين نكاد لا نتنفس لانفهم سبب صمته الحزين ، فتحت امي اللفافه الملقاه باهمال علي المنضده فاذ بها ثلاث قطع رقيقه من اللحم البارد و٥ اصابع محشي ورق عنب وفطيرتين ، لم نجروء علي سؤاله ماذا حدث ولم يحن علينا بتفسير يبدد الكآبه الموحشه التي احتلت منزلنا وفجآ انفجر ابي في البكاء وسرعان مالحقنا به لا نفهم سبب بكاءه ولا سبب بكاءنا وترك المنضده وقام ، وبعدها بساعات طويله عرفنا انه اخذ تلك اللفافه من " جروبي " وتوجه لباب السجن الحربي حيث يحتجز شقيقه الاكبر وتوسل للحراس وهو القاضي ان ياخذوها منه ويسلموها لشقيقه وجبه حب في يوم رمضاني كئيب لكنه لم يستجيبوا لتوسلاته فعاد بلفافته خنجر في قلبه تذكره بعجزه وقله حيلته و" حبس شقيقه " و......... وبعد عام خرج عمي من السجن وغادر الوطن للكويت اقام فيها سنوات طويله وبقيت اللفافه وورق العنب ورمضان يذكروني بكل القهر الذي احتل نفس ابي الشامخ وابكاه !!!!
في رمضان ....كنت اجهز ثوب زفافي الابيض ، وارتدي الطرحه الطويله العب بها اتخيل شكلي في الزفه واضحك ، فحفله زفافي اقتربت ولم يعد متبقيا عليها الا اسبوع ورمضان اوشكت ايامه علي الانتهاء وتجهز امي كعك العروسه وتجهز عماتي فساتين بناتهن ونستعد جميعنا للفرح ، واستيقظت في السادسه صباحا بعد نوم ساعتين ويمكن اقل علي عويل تليفون لاينقطع عن الرنين ، والو ولااسمع الا صوت محشرج والو ثانيه وصوت نهنهه وفي النهايه فهمت ان العريس قبضت عليه المباحث في قضيه سياسيه وكان قد تخرج توه من الجامعه التي كانت تموج بالحركات الاحتجاجيه علي معاهده الصلح مع اسرائيل وتتزين حوائطها بمجلات ورقيه ينفس فيها الشباب عن غضبهم من النظام السياسي الذي تصالح مع العدو !!! واشعلت سيجاره ابكي ونسيت اننا في رمضان وتآجل الزفاف وتآجلت الفرحه و.... انتهي رمضان وفي اول ايام العيد لم اتذوق كعك العروسه بل مسحت دموعي المالحه التي سقطت فوق طرحه الزفاف التي تكومت في "قعر" الدولاب حزينه مثل صاحبتها !!!!!
في رمضان ..... ومنذ سنوات قريبه كانت امي راقده فوق فراش موتها في احدي المستشفيات الخاصه تعود من الغيبوبه لتعود اليها ، اجلس بجوارها حزينه ارقب انفاسها ويقظتها ، احلم بها سليمه معافاه كان مرضها كابوس افقت من قسوته لكنه كان حقيقه موجعه تلتهم جمال وحنان امي الحبيبه ، واعلنت دار الافتاء ان غدا هو اول ايام شهر رمضان الكريم فانفجرت في البكاء حزينه اعلم ان هذا الرمضـــان هو الاخير في حياه امي وبكيت وبكيت وحين فتحت الممرضه الطيبه باب الغرفه تهنئني بالشهر الكريم لم تجدني كنت في الشرفه ابكي وحيده بعيدا عن امي التي حالت غيبوبتها عن ادراك كل مايحدث حولها ، وحضر اصدقائي الاعزاء لزيارتي وقت السحور وجلسوا معي في ردهه المستشفي نتسحر والاكل لا يبلع ودموعي لاتكف عن الانهمار ..... وخرجت امي من المستشفي وماتت قبل رمضان اللاحق وبقيت ابكي امي وفقدانها و" كده برضه يارمضان انا واخده علي خاطري منك " !!!!!
في رمضان ...... ماتت اخت زوجي - وقت ذاك - وتركت خلفها صغيرتين يتيمتين يخلعا القلب وتركتنا نساء الاسره نعد الولائم للمعزين الذين حضروا من اخر الدنيا يواسونا في الشابه الصغيره التي ماتت وفجعتنا !!!!!
في رمضان ....... طلقت فجآ !!!!!
في رمضان .... ماتت جدتي ام ابي وكنت احبها جدا وبكيت يوم رحيلها كما لم ابكي في حياتي !!!!
في رمضان ....... جلست علي سلم منزل احدي العائلات الصديقه قبل الافطار بدقائق ابكي وحدتي وزوجي - وقت ذاك - في المعتقل لااعرف مصيره ، ذهبت اليهم فرارا من وحدتي وخجلت من طرق الباب عليهم وقت الافطار فجلست ابكي علي السلم ادعوا الله اي يفتحوا الباب صدفه ليجدوني امامهم واستجاب الله دعائي وفتحوا الباب وجدوني اجلس علي السلم باكيه خجله فاحتضوني بحبهم فازداد بكائي وحين ارتفع اذان المغرب في السماء لم اكل ولم اشرب وبقيت ابكي وحدتي وخوفي و...... كده برضه يارمضان !!!!
في رمضان الماضي .... اصاب نزيف بالمخ عمي الاكبر واختطفه من وسطنا فمات ولم " الحق " ادعوه علي افطاري السنوي وبكت عائلتنا عميدها واحن رجالها وبكيت انا بشكل خاص صديقي الجميل الذي مات ولم يودعني !!!
في رمضان .... كنت وابنتاي في لندن ، نستعد لعمليه خطيره في العمود الفقري لابنتي الصغري التي احتجزتها المستشفي ليله رمضان استعداد للعمليه الخطيره التي تقرر لها يوم اول رمضان ميعاد لاجراءها !!! استيقظت هرعه اعرف ان مشرط الجراح سيشق ابنتي بعد ساعات قليله ، جلست في المطبخ انصت للقرآن وابكي خائفه علي زهره قلبي ..... وحين خرجت ابنتي من غرفه العمليات سليمه معافيه اتصلت بالقاهره لاخطار ابي بسلامتها فسمعت صوت الشيخ محمد رفعت يؤذن لصلاه المغرب فبكيت فرحا وافطرت علي طعم دموعي المالحه التي انهمرت شكرا لله ان بركه رمضان - كما قال الطبيب الانجليزي المسلم - صاحبتهااثناء العمليه الصعبه واخرجتها لي بالسلامه!!!!!!
في رمضان ....... ابكي وابكي كآنه شهر البكاء المقدس فكل الاوجاع التي بصمت المها علي قلبي عشتها في رحاب ايامه !!!
في رمضان ....... اضع يدي علي قلبي وادعو ربنا يرحمني برحمته الواسعه ويهون علي وينسيني ذكرياتي الموجعه واتمني لو اكف عن البكاء !!!!


23 مايو 2009

اوشكت ..... علي الانتصار ........




لن انام ...
اذا كان النوم معناه ان تفرض اشباحك علي كوابيسي وتحتلها ...
لن انام....
اذا كنت افزعت احلامي الورديه ففرت من عقلي الباطن حين اكتشفت احتلالك لمساحات وجودها فرفعت رايات حداداها واختفت وتركتني بمحض ارادتها لكوابيس الكآبه التي تلونها بذكرياتك السوداء لاجد نفسي اسيره عوالم شريره تحتلها الساحرات المتوحشات والقوارض المخيفه وابتسامتك التي ترسمها بقلم رصاص بلا معني حقيقي فاستيقظ من نومي هرعه مرتاعه غاضبه لانك رغم احكام نافذتي ومزاليج بابي مازلت تتسلل لكوابيسي تستآثر بها وحدك تخلق عالم من السخافه والملل والرعب دون اي شريك اخر !!!!!!! اذا كنت عجزت عن اتعاسي وانا مستيقظه ممسكه بزمام عقلي فتسللت من خلف اراده عقلي الواعي ووجوده لعقلي الباطن وقطنت في تلافيفه وحاصرتني في منامي تذكرني بكل كوابيس اليقظه التي عشتها ورفضتها وكرهتها تتصورني لن اقوي علي الفرار من رماديات الوحشه التي تنشرها فانت مخطيء ...
لن انام !!!!!
لن اسمح لك ترفع اعلامك السوداء فوق ساريي ، لن اسمح لديناصوراتك ان تخيف عصافيري وترعبها وتطفشها من فوق شجره ايامي ، لن اسمح لك تطفيء منارتي وتشيع الظلمه في بحاري وشطآني وترعبني ، لن اسمح لك تخيفني فتوهمني في لحظات قصيره من نومي القلق ان مساحات وجودك التي الغيتها من حياتي ستعود وتفسد مزاجي وتغيب ارادتي الصلده وتتسلل لخيالي وتحيل ساعات راحتي المفترضه لقيود خانقه ومساحات سوداء وصرخات رعب ....
لن اناااااااااااام الا اذا قويت عليك .. الا اذا حررت بقايا غيبوبتي من اثار انفاسك ، وكما طردتك من عالمي الواعي لن اتواني عن طردك من ساعات غيبوبتي ، فكل ثانيه في حياتي ملكي مستيقظه او نائمه ، كل ثانيه فيها ملكي لامكان لك فيها ، مهما تجملت ، مهما ابتسمت ، مهما زرتني باقنعه كاذبه تتصور اني في نومي ساصدقها ، كل ثانيه في حياتي ملكي انا لامكان لك فيها ، فانت خارجها ، خارج الزمان والمكان ، خارج الوعي واليقظه والنوم والسبات .................
لن انااااااااااااام حتي ترحل او تطرد او تغيب او تتلاشي .. وحين اطهر لحظات نومي من وجودك سانام سعيده هانئه ، انتظر هالات الالوان التي ستغمرني بحنانها ، انتظر نغمات الموسيقي التي ستطربني بعذوبتها ، انتظر الابتسامات الحقيقيه التي ستتسلل تحت مخدتي ورودا وزهورا وعطورا وفراشات ملونه وعصافير مغرده ، انتظر الابتسامات الحقيقه تلهو معي دباديب وكتاكيت ولعب مرحه وضحكات مقهقهه، انتظر الابتسامات الحقيقيه التي ستتسلل لحضني حنان وحنينا وسعاده وبهجه وفرح !!!
وقتها ووقتها فقط ................ سانام سعيده هانئه لان عقلي الباطن قوي علي اشباحك قوي علي رماديتك قوي علي مللك وتحرر منك والي الابد ....... وياساعات النوم العميق انتظريني قريبا فقد اوشكت علي الانتصار !!!!!!


25 يناير 2009

الرحيل ..... لشغاف القلب !!!!!!

"" اهداء لعائله عبدالله ... رساله حب """


كنت اتصورنا سنعيش جميعا ابدا الدهر ... لم اكن اعي معني الموت والفقد والالم ... كنت احس حياتي بكل منغصاتها الصغيره البرئيه فقاعه كبيره لامعه من السعاده المتواصله .... كنا عائله مترابطه بشكل مخيف .. ابي واخوته ثمانيه ترآسهم جميعا جدتي سيده مميزه قويه حانيه بارعه ، تجمع الاسره تحت جناحها ، كنت احبها بشده وكانت تحبني بحنان ، كنت انصت لقصصها وحواديت اخر الليل في حضنها وانا سعيده مطمئنه ، وحين كانت توقظني فجرا وتصحبني معها للاستحمام وتغسل بدني باللوفه الخشنه وهي تغني لي اغانيها الجميله كنت اتمني الا اخرج ابدا من مغطس الماء الدافء الذي يزيد حرارته حضنها الحاني ، وحين كانت تمشط شعري ضفيرتين طويلتين وترفعهما فوق رآسي تاجا مثل تاجها الجميل كنت احس زهوا لايضايهه زهو فرآسي تشبه رآس جدتي ومزينه بتاج داكن مثل تاجها الفضي اللامع وحين كنت ادفس رآسي في حضنها والقي ببدني بين ذراعيها كنت اتصور السعاده قدرا سرمديا لايمس ، كنت احبها جدتي واحب ابناءها وبناتها ابي واشقاءه وشقيقاته الحانيات ، كنا عائله لانفترق ، فمنازلنا مفتوحه طيله الوقت لكل منا وعمتي حانيه مثل امي حازمه اكثر منها لكني احبهما معا لااعرف من احب اكثر ولا اكترث باجابه ذلك السؤال ، كانت عماتي الخمس سيدات قويات حانيات بارعات مثل امهن ، لم تكتف اي منهم بفتح احضانها لاولادها واحفادها بل كانت احضانهن جميعا اوطانا لنا جميعا نحن صغار العائله الذين شببنا علي تلك العائله ننتمي اليها انتماءا جماعيا فبيت عمتي صفيه هو بيتي هو بيت ابنه عمي الذي اعتبر بيتها بيتي وهي تعتبر بيت عمتي سعاد بيتنا جميعا وابي كان شقيق عمتي زينب وابنها البكري وكنت حفيدتها وابنه اخيها وكانت جدتي وعمتي وامي وكانت عمتي اسما تجمعنا حولها جميعا بقصص الضاحكه فلانملك الا نبكي ونضحك وتسيل دموعنا من شده الفكاهه ومن قدر التآثر والسعاده وكانت عمتي عنايات مرحه رغم كل موجات الحزن التي حاصرتها وكان ابي يتركني في بيت هذه العمه يوما وتلك العمه يوما اخر وانا احس كل منازلهم بيتي وكل احضانهم ملاذي انصت لكل قصصهم الموجع منها قبل السعيد لكني وكل اطفال العائله كنا سعداء ،،، لذا تصورتني وجميع افراد العائله سنعيش ابد الدهر معا متجمعين نضحك ونلهو ويرتفع صراخ فرحتنا ودوي سعادتنا عاليا ، كنت اتصورنا سنعيش ابد الدهر معا وانه سيآتي يوم سنموت جميعنا معا حين نركب سفينه مثل سفينه نوح يحاصرها طوفان الموت فندخل في احضان بعضنا البعض ونغمض اعييننا في طمآنينه ونموت معا فلا يتآلم احدنا لفقدان الاخر ولا يتوجع اي منا حزنا علي الاخر ولا نعيش يوما واحد اي منا بعد الاخر فيتوجع لان الاخر رحل وتركه في الحياه القاسيه بلا احضانه الحانيه ، ، وحين مرضت جدتي مرضها الاخير وكنت في التاسعه زرتها في المستشفي بناء علي طلبها لابي ودخلت عنبر واسع في مستشفي القصر العيني جدرانه خضراء كريهه ووجدتها واهنه منكمشه تنام علي فراشها وحولها بناتها يرتسم علي وجههن الذهول ادركا مبكرا منهن ان السيده التي تحوط عليهن بجناحها تلملم نفسها وتستعد للتحليق الاخير راحله عن دنياهن وكنت اكثر منهن ذهول اكاد اتوسل اليها الا ترحل واقبل رآسها لتشفي وتعود لمنزلنا الريفي ونعود لاحضانها وحين طلبوا مني الخروج من غرفتها لاترك الفرصه لاخرين كي يودعوها بكيت لاني لا ارغب في وداعها ولااصدق ان تلك الزياره القصيره البارده ستكون هي اخر عين لي علي جدتي الحبيبه التي ملئت بصخبها وحيويتها حياتي فرحه وبهجه ولا اتصور ابدا ان اودعها وهي علي هذا الشكل بجلبابها الابيض ومنديل رآسها الشاشي الذي يقبض علي شعيراتها الفضيه ويكتمها تحت نسيجه الهش ابحث بعيني عن تاجها الفضي الذي طالما احببته لكن ذراعا قاسيا جذبني خارج الغرفه فادركت لحظتها ان الموت سيخطف جدتي من حضني مثلها جذبت عنوه من حضنها وخرجت لاجد بقيه افراد العائله التي كنت اتصورهم وانا وجدتي فريقا واحدا سنموت معا وجدتهم يقفون في الممر الملاصق لغرفه جدتي باكين دامعي الاعين لايقل ذهولهم عن ذهولي و.... ماتت جدتي ولم تنتظر سفيتنا التي سنركبها معا لنموت جميعا في وقت واحد كآنها قررت تعليمنا درسها الاخير ان لكل منا ميعاد سيموت فيه ويترك الاخرين خلف يتآلمون ويبكون مثلها تآلمنا فقدها وبكينا موتها ....... وبدلا من ان يكون للاسره رآسا واحدا كونت عماتي الخمس للاسره رآسا جماعيا ودخلن بسرعه تحت جناهن وفي احضانهن وضحكنا وضحكنا وارتشفنا حنانهن قطره قطره ومحون الالم من قلوبنا والوجع من نفوسنا حين اكتشفنا ان جدتي عاشت وتعيش فيهن كلهن وانها لم ترحل ولم تتركنا لكنها سكنت بروحها روحهن الخمس وفتحت احضانهن جميعا لنا كآنه حضنها الواسع ادركت انها انتقلت من منزلها الكبير التي جمعتنا بمحبتها فيه انتقلت لتسكن كل قلوبنا فصارت قلوبنا جميعا منزلها .. وعاشت عماتي الخمس وابي وعمي ابراهيم وعمي سليمان وعشنا معهن وبيهم سعداء ومطمئنين ، ورغم كل مامر علي عائلتنا من مشاكل ومتاعب ومنغصات لكن روح عائلتنا المرحه قهرت كل مانواجهه من متاعب ومشاكل ، حين مات محمد ابن عمتي عنايات بكينا جميعا لكنه بقي في قلوبنا بجوار جدته تحتضنه بحنانها ، وحين ماتت ثناء ابنه عمتي زينب وكان موتها فاجعه رهيبه للاسره التي فقدت عروسا من اجمل بناتها في لحظه موت عبثيه ، وحزنت عمتي زينب واحتلها قلبها الغم لكنهاسرعان ماتغلبت علي اوجاع الفقد حين وجهت كل حبها ورعايتها لابناء بنتها العروس التي رحلت وتركت لها زهرتين وعود ريحان يحتاجوا لكل حنانها وحبها ورعايتها حتي لا تقتلع ريح الالم العاتيه جذورهم وتمردت عمتي علي احزانها وانتبهت لاحفادها وروت نفوسهم العطشي لحنان الامومه بكل فيضانات حبها وحنانها وحزنت العائله علي ثناء الجميله لكن جدتي طمآنتنا انها تحتضن ثناء في حضنها ويعيشوا جميعا في قلوبنا المتعبه بحبهم و..... لكني كبرت رغم عن انفي وكبرت عماتي وهرمن ورسم الكبر والعجز ووشمت الشيخوخه وجوهن جميعا بعلامات الكبر وتقدم السن لكن روحهن بقيت منطلقه حانيه جميله وبقيت في احضانهن طفله ارفض وبكل اصرار الاعتراف بسنوات عمري التي تراكمت فوق كتفي رغم عن انفي ......كبرنا وتزوجت منا من تزوجت وانجبت منا من انجبت لكن عماتي الخمس بقين بروح جدتي المتقده في نفوسهن بقين حضن الحضان الوسيع الذي نلجآ اليه ونحتمي فيه وبه ، وحين انقبض رحمي يعلنني ان طفلي الاول علي وشك الولوج لهذا العالم صممت علي حضور عمتي زينب لولاده طفلي فخرجت وهي تتجاوز الستين من عمرها خرجت في منتصف الليل تتدثر بشالها الصوفي الجميل وجلست بجواري علي سرير المستشفي تطمئني وتتجاذب معي اطراف الحديث تهون علي انقباضات رحمي وهي تحكي لي عن عشرات الولادات التي مرت بها نساء العائله ساخره من صرخاتي باعتباري " فوضحيه " وان الولاده بكل المها التي خابرته وجربته سته مرات لايحتاج لكل هذا الصراخ تهون علي بطريقتها المحببه مااشعر به وامر فيه وبقيت مستيقظه طيله الليل بجواري وحين سمعت الصرخه الاولي لابنتي واطمآنت علي عادت لمنزلها تصلي الفجر وتشكر ربها علي سلامتي و....... بقيت عائلتنا مترابطه تعيش ايامها بسعاده لترسخ احساسي القديم بآننا سنعيش ابد الدهر معا وسنموت في سفينه موتنا الجماعيه فلا يتآلم اي منا لفقد الاخر .... لكن عمتي اسما تلك السيده المرحه الساخره صاحبه الدم الخفيف والقصص البديعه قررت تلقيني درس الموت الموجع حين اغلقت فمها وتوجعت وتآوهت واعلنتنا برفضها العلاج لانها مريضه بمرض لايجدي معه اي علاجات مؤلمه لن تطيل عمرها و...... ماتت عمتي اسما وكانت اللطمه الاولي التي اوجعتني بها عماتي اللاتي تصورتهن سيخلدن ابد الدهر ورحلت بصمت وهدوء يومها رآيت دموع الوجع تسيل علي وجنات عماتي الحانيات فابكتني دموعهن اكثر من المي لفقد عمتي الحبيبه فعقد حياتهن قطع فرطه موت عمتي اسما التي قررت ان تنقش اسمها علي بوابه الرحيل وتبدء هي مشوار رحيلهن الموجع وبكينا وتوجعنا لكن الليله الاولي التي قضيناها بعد موتها جلسنا في منزلنا الريفي كل العائله المترابطه الجميله جلسنا نبكي ونتذكر فقيدتنا الجميله فاذا بروحها المرحه تسيطر علي جلستنا واذ بها بكل ذكرياتها التي تركتها لنا كنوزا مميزا اذ بها تمسح دموعنا وتستجلب الضحكات من داخل نفوسنا العليله ولم نشعر بانفسنا الا ونضحك ضحكات متتاليه خجلنا منها في اللحظه الاولي ثم سرعان مااستسلمنا لها لان عمتي التي رحلت سيطرت بروحها علي نفوسنا وسخرت من احزاننا وملابسنا السوداء ومنحتنا رغما عن انوفنا ضحكات متلاحقه دوي صداها بين جدران المنزل الذي طالما حطمت عمتي جدرانه الصلده بصخب ضحكاتها العاليه .... ورغم هذا كنت اظننا سنعيش ابد الدهر واعتبرت موت عمتي اسما حادثا فرديا لن يتكرر واننا جميعا سنبقي معا لابد الدهر وحتي تحين لحظه موتنا جميعا .... لكن عمتي صفيه زهدت في الحياه بعد موت زوجها واستقلال ابناءها واعتبرت ان رسالتها في الحياه قد انتهت وتمنت الموت الذي كان سخيا كريما معها فخدعنا بمرضها القصير الذي لم نصدق ابدا انه سيكون سبب موتها لكنها تحالفت مع المرض ضدنا واكدت له زهدها في الحياه وشوقها لحضن امها التي تسكن قلوبنا وبين لحظه وضحاها رحلت عمتي صفيه بهدوء كعادتها وبلا ارهاق للاخرين وصدمتنا وماتت .... وانضمت لفريق المحبين الذي يسكن قلوبنا فعاشت مع جدتي ومحمد وثناء وعمتي اسما وتركتنا مثلما تركونا من سبقوها وتركت لها تركتها العزيزه الغاليه فيضانات من المحبه والعطاء وعاشت عمتي صفيه في قلبي اتذكرها حين اطبخ فهي التي علمتني واتذكرها حين انظر لصوره زفافي فهي التي خاطت بيديها فستان فرحي وزينت رآسي بتاجه واتذكرها حين امر في شارع الدقي ارفع راسي للسماء اخطف نظره لشقتها التي طالما جمعتنا فيدوي صوت ضحكاتنا في انحاء الدنيا ينبعت من الطابق السابع حيت تعيش عمتي ...... ومرت عشره سنوات ويزيد وعائلتنا علي حالها متكاتفه مترابطه تعيش عماتي سعاد وزينب وعنايات كل منهن في منزلها المفتوح بالمحبه والموده والعطاء فابقونا اطفالا لاندرك سنوات عمرنا نمر عليهن في العيد نآكل الكحك البيتي ونمر عليهن في كل مناسبه واي مناسبه فنجدهن شامخات عظيمات قويات محبات معطاءات قلوبهن وسع المعموره تجلس كل منا براحه وسعاده في مقعدها الوثير في احضانهن .... وحين مرض انكل حمدي مرضا عضال اعلن منذ لحظه اكتشافه عن استعداد انكل حمدي للرحيل لم نصدق المرض وكذبنا تشخيصات الاطباء وانكرنا امكانيه فقده ولم نصدق معاناته وتوجعه و.... حين رحل انكل حمدي بعد صراع مع المرض طال بقدر قدرته العنيده علي المقاومه يومها انهارت عمتي سعاد التي فقدت ابنها البكري فكوي قلبها ورحل وتمنت الرحيل فادركت ان بوابه الرحيل مفتوحه علي مصراعيها وان حمدي ينتظر امه علي الضفه الاخري من النهر ولم تمر بضعه اسابيع الا وكانت عمتي سعاد قد كتبت السطر الاخير في حياتها رافضه العيش مع الم الفقد للعزيز الغالي ورحلت لقلوبنا التي اتسعت اكثر واكثر .... ولم انظر حولي ولم ادرك ولم اصدق ان عماتي الخمس صرن اثنتين وان امهن تستدعيهن الواحده تلو الاخري لاحضانها وانها تقسوا علينا بحرماننا منهن وانها بقوه وعزيمه تدفعنا للكبر والنضج وتحرمنا من طفولتنا التي تمسكنا بكل ايامها و....... بقيت عمتي زينب شامخه تقبض في روحها علي روح امها وشقيقتيها وتمنحنا حبها وحبهن وعطاءها وعطائهن و..... عمتي زينب كانت سيده نادره بقيت علي قدميها حتي الساعات القليله الاخيره في حياتها الطويله بقيت متقده الذهن حنونه حتي نفسها الاخير و..... بيني وبين عمتي زينب قصص وحواديت لاتكفي كل الصفحات لقصها ، عشت سنوات امر عليها كل يوم مرتين الاولي قبل جرس المدرسه والثانيه بعد انتهاء اليوم الدراسي كآني عشت معها في منزلها لست ضيفه بل انا رفيقتها في المطبخ اذا كانت هناك وبجوارها علي السرير ان كانت نائمه ومعها في الصالون تخرج صور زفاف العائله وتحكي لي قصه كل صوره منها ، تقص لي عن طفوله ابي الذي ولد في ذات العام التي خطبت فيه فكان شقيقها وابنها وكنت انها ابنه شقيقها وحفيدتها وكانت حبيبتي ، فشلت وهي البارعه ان تعلمني صناعه الكحك البيتي بعد ان تمردت علي مجهودها واعلنتها انني ساشتريه جاهز فسخرت من " خيبتي " وعلمتني صناعه الكباب الفلاحي تلك الطبخه التي لايعرفها معظم الناس لكن طعم ورائحه بيت منزلنا الريفي وعرق جدتي يفوح منها ، علمتني كيف احب ابنتي واصادقها منذ لحظه ولادتها بحبها وصداقتها لبناتها واحتوائها لكل تمردهن ومشاكلهن ، وحين قالوا لي ان عمتي زينب مريضه تجاهلت قولهن ورفضت زيارتها في المستشفي فهي ستشفي قريبا وتعود لسابقه عهدها سيده قويه مهيبه لكن مرضها طال ورقدتها في الفراش تلاحقت ايامها فقررت زيارتها في المستشفي خوفا من رحيلها دون وداع وحين نظرت وهي شبه نائمه في عينيها ادركت نهايه رحلتها وانها سئمت المرض فقررت محاربته بسلاح لايقوي علي مباراته هو الاستسلام دون قيد او شرط وبمنتهي السلاسه للموت والرحيل لقلوبنا و....... ماتت عمتي زينب وبكيت بقلبي علي تلك السيده التي احببتها ولم افصح لها ابدا عن قدر حبي ايمانا مني بذكاءها الشديد الذي سيفطن لمكانتها عندي دون لغو كثير ..... حين زرتها وهي علي فراش الموت ساكنه علي غير عادتها لم اصدق ان تلك السيده التي تنام امامي هي عمتي التي لم اراها تجلس يوما وكدت اصرخ واكذبهم وافر للمطبخ لاجدها واقفه تجهز لنا طعام العشاء لكن ظلام المطبخ وبروده الموقد والصمت الغريب في صاله منزلها اكد لي ان روح البيت قد رحلت وقلب البيت قد رحل وترك البيت للجدران والذكريات والدموع المالحه ....... ودخلت عمتي زينب في قلوبنا مع جميع الاحباء وبقيت روح جدتي وعماتي الراحلات الاربع في روح ونفس عمتي عنايات التي كنت حين ادخل حضنها احضن عماتي وجدتي واشعر حنانهن واشم رائحتهن واسمع صوت نبضات قلوبهن و....... ظللت اعتقد اننا سنعيش ابد الدهر فعماتي الاربع لم يرحلن وجدتي لم ترحل ومحمد وثناء وحمدي لم يرحلوا لكنهم بدلوا الاماكن وغيروا محل اقامتهم من الدنيا لقلوبنا !!! وبقيت اتردد علي عمتي عنايات ابثها حبها وتمنحني حبها واحببتها في سنواتها الاخيره قدر كل حبي لها ملايين المرات وحين كنت اميل لاقبل وجنتيها كدت كل مره اهمس لها لا ترحلي وتتركينا يتامي حياري ضائعين وبقيت عمتي علي قدر مابقيت كآنها تستجيب لدعوتي ورجائي ، وفجآ ودون سابق انذار قفز بكر من بين احضاننا ورحل ، لم نتمكن حتي من وداعه او مناشدته البقاء او اظهار حبنا له ، فجآ انتفض ونام للابد وهوي فوق رؤوسنا ببلطه فراقه المسنونه كسر قلوبنا واماننا وزرع شجره حزنه بيده في حديقه حياتنا وتركها لنا مثمره موفره الاوراق نجلس كل ثانيه تحت ظلالها نبكي ونحزن !!! وبقي عمر فرعا وحيدا في شجره عمتي صفيه الوارفه التي ظللت ايام حياتنا بحبها وحنانها وعطائها واحببناه اكثر واكثر فهو من بقي من ريحه الحبايب يحملهم في قلبه ونحمله في قلوبنا ، وبقيت عمتي عنايات راقده في فراشها قعيده الجسد منطلقه الروح ، نزورها فتملآ نفوسنا بهجه ونجلس معها ومع جدتي وشقيقاتها الاربع في ضيافتها تشم رائحه حبهم وتحس بانفاسهم الدافئه جميعهم معجونين في روح وجسد عمتي التي عوضتنا عنهم جميعا ومنحتنا كل حبهم وكل عطائهم واكم من تليفون جائني في لحظه لا اتوقعها من عمتي تبثني حبها او تطمن علي تبدد قلقها علي وعلي احوالي او تحييني علي شيء ما قمت به في حياتي لم اكن اتصور انه يستحق التحيه ، عاشت عمتي عنايات قدر ماعاشت ترفع رايه الحب العائلي التي انتقلت من ايدي كثيره واستقرت في يدها تجمعنا تحتها ، ومرضت عمتي مره والثانيه لكنها كانت قويه مكافحه متمرده علي العجز والموت والرحيل وتصورناها سترحل لكنها كانت تفاجئنا ببقاءها معنا كآنها اشفقت علينا من رحيلها فاعددتنا لاستقباله وسقتنا جرعات الحزن عليها رشفه رشفه قبل ان تطوي صفحتها الاخيره وترحل ، وحين مرضت عمتي عنايات مرضها الاخير استعددنا لمرثياتها لكن عمي ابراهيم غار منها وفتح بوابه الرحيل مسرعا وخرج بخطوه واحده قبل منها كآن امه وحشته فقرر ان يلقي بجسده الوهن في حضنها قبل شقيقته التي كانت اعدت حقيبتها واستعدت للرحيل ، فبكته وحزنت عليه وحزمت حقائبها وامرها وقررت اللحاق به كآن ستجري وراءه في الحديقه الخلفيه للمنزل الجميل الذي عاشوا فيه ، هرولت خلفه تصرخ فيه الا يغلق باب الرحيل دونها وبسرعه جدا وقبل استعياب قلوبنا وعقولنا لفقد عمي ابراهيم ذلك الرجل الذي وشم نفوسنا بكل كلماته وترك بصماته فوق صفحات حياتنا ، ذلك الرجل الهادى العاٍقل المعطاء الذي امن ان لوجوده في الدنيا هدفا وانه لم يآتيها عبثا ولن يرحل عنها عبثا فعاش سنوات عمره المديده وهو يعلمنا ويحبنا ويحتوينا ويمنحنا دروسا وقصصا ومحبه فترك خلفه فراغا مروعا لحظه رحيله الذي اوجعنا وحرق قلوبنا ، فعمي هو اكبر الرجال في اسرتنا وكان مدركا لواجبات هذا واعباءه ومعناه فمارس رجولته الابويه معنا بحنان وحسم وقوه ورقه واحتوانا واولادنا واشقاءه وشقيقاته واولاده وعلمنا القراءه والتفكير والبساطه والحنان ، رحل عمي ابراهيم تاركا خلفه رساله بسيطه فهم كل منا معناها فالحياه ليست الجسد الفاني الذي ستآكله الايام ذات يوم مهما تآخرت لكنها الاثر الباقي الذي حفره خلفه في صخور الحياه المشحوذه ، الحياه هي الوجود الفاعل بكل اشكاله ومعانيه ، رحل عمي ابراهيم وخرج من بوابه الرحيل وترك بابها خلفه مفتوحا فتسللت عمتي عنايات خلفه مسرعه كآنها تمسك ذراعه تخاف بقاءها في الحياه دونه وافقنا - ليت ان لم نفيق - افقنا علي غياب عماتي الخمس وعمي الاكبر ويتمنا المستمر ، قبل استيعاب رحيل عمي ابراهيم وقبل انهمار دموعنا المتحجره عليه سرقت عمتي عنايات الاضواء للمره الاخيره في حياتها ورحلت وبكيناها هي وامها واخوتها الاربع الراحلات التي سرقت من حضننا حنانهن معها وتركتنا نعاني يتما موجعا والما موخز !!! وليه ياعمتي استعجلت فنحن لم نسمع بعد كل قصصك ولم نرتوي بعد من نهل عطاءك ومازلنا نحتاج سؤالك وحبك واهتمامك بنا !! ليه ياعمتي استعجلت ؟؟؟؟ افقنا بعد رحيل عمي ابراهيم وعمتي عنايات علي حقائق كريهه ، افقنا علي جرح في القلب لا يندمل ، فاحباءنا رحلوا واحد تلو الاخر ولم ينتظروا سفينه رحيلنا التي كنت اتصورنا سنركبها معا ، وبقي ابي موجوعا باكيا لفقدان اخوته الست ورحيلهم الموجع وارتدينا الاسود وحين خلعناه بقيت نفوسنا تتشح به ، فتلك العائله التي احتوتنا فرط عقدها وتركت العائله رايه حبها بين كفي ابي لكنه حزين علي اخوته متآلم لفقدانه متوجع لغيابهم ، وحين التفت حوله العائله يوم اللقاء العائلي تصرخ باسمه وتحييه انهمرت دموعه حزنا وتآثرا ولم يتحمل حبنا جميعا حب تلك العائله التي اعتادت علي الحب والترابط فعاد طفلا يبحث عن كف امه وحضن شقيقاته وحنانه اخيه ..... وياعائله عبد الله ... اوجعتم قلبي بحبكم واوجعتم قلبي برحيلكم !!! اوجعتم قلبي بقدر مااسعدتوه واوجعني رحيلكم بقدر مااسعدني وجودكم !!!!! وياعائله عبد الله اعتب عليكم رحيلكم المتتابع وعدم انتظاركم لسفينه رحيلنا جميعا ، لكن عزائي الوحيد انكم رحلتم لقلوبنا وبقيتم فيها معنا تمنحونا حبكم وعطاءكم !!! عزائي الوحيد انكم رحلتم لقلوبنا التي اتعبها وارهقها واوجعها رحيلكم !!!! ولقد اشتقت لكم جميعا شوقا فياضا ... وحشتوني جدا ( تيته نبويه ، عمتي سعاد ، عمتي زينب ، عمتي اسما ، عمتي عنايات ، عمتي صفيه ، عمي ابراهيم ) وحشتوني جميعا ( طنط ثناء ، انكل حمدي ، بكر ) وحشتوني جميعا لانكم منحتوني جميعا حبا فياضا زادا قيما للحياه القاسيه ، منحتوني جميعا حبا فياضا احتل نفسي مثلما احتللتم قلبي الذي اتسع ليضمكم جميعا .... وكما قال انكل ابراهيم ( حين يحبك احد لاتملك الا ان تحبه ) وانا احببتكم جداجدا !!!!!