20 سبتمبر 2009

ياليلة العيد .... انستينا !!!!!


غدا العيد .......
لم اشتري ملابس جديده ... كاني نسيت انه العيد ...
عادي جدا .. اقضي ليله العيد وحيده .. بناتي كل في عالمها ... ومهما خرجت مع الاصدقاء لابد اعود للمنزل فليس معقولا قضاء الليل في الشوارع ... اذن ساعود .. اذن ساكون وحيده ... سالهو بعض الوقت علي الفيس بوك وامازح الاصدقاء واكتب بعض التعليقات ثم اعود وحيده ... لن اشاهد التلفزيون ، فهو ممل ويثير اعصابي .... هكذا عدت وحيده للمره المليون .... يبدو ان الوحده قدري في هذه الايام .. لا يبدو انها قدري الدائم ....... لن اكتئب .. سافكر في شيء مبهج ... غدا العيد وهذا في ذاته شيء مبهج .... ابدا ... العيد المبهج مع الوحده لا يبهج .. العيد المبهج مع الوحده يوجع جدا ... لانك لاتجد من تشاركه رغبتك في البهجه ، لاتجد من تقص عليه موضوع تافه لاتجد من تحكي له ذكرياتك وقت كانت تلك الليله سعيده ووقت كان العيد مبهج ......
علي التفكير بطريقه بناءه مبهجه .... ساحادث بعض الاصدقاء علي الشات .. بعضهم اغلق الشات فالليله ليله العيد وهناك اشياء اخري اهم كثيرا من الشات ، بعضهم يئن مثلي وروحه خامله ، ففي هذه اللحظه مثلي اكيد لم يكن يتمني ان يقضي ليله العيد يشات علي الكومبيوتر ، لكنه لم يجد شيئا اجمل فعاد للشات بلا روح ويخيل لي انه لو اطلق كل منا العنان لنفسه لبكينا وافسدنا العيد وانتهي الامر ....
غاضبه من مشاعري واحاسيسي ، غاضبه لانها لا تطاوعني وتخدعني وتعلن سعادتها بكل شيء حتي لو كانت الوحده ليله العيد ، غاضبه منها فهي توخزني بلا منطق وتؤلمني بلا شفقه ... غاضبه لكني لم استسلم .. لن اقضي هذه الليله وحيده .. ساستدعي كل الاصدقاء لمنزلي .. في خيالي طبعا .. وسارتدي فستان انيق واتعطر واستقبلهم ارحب بهم واشكرهم لزيارتي كسرا للوحده وتبديدا للملل .. ربما نتكلم كلنا بصوت عالي ونضحك حتي يضج الجيران ، ربما نتحمس فنفتح الموسيقا ونرقص .. نعم سنرقص .. احب الرقص .. فهو يطلق للروح عنانها ويفكها من اسرها ويسعد ... نعم سنرقص وسنصفق ولن يهمني الجيران فهي مجرد ليله في السنه سيعلوا فيها صوت الموسيقي ثم انها ليله بلا ليل لااحد ينامها اذن لن تزعج موسيقاي احد وسيسامحوني ان ازعجتهم فهم جميعا يعرفون اني جاره لطيفه طيبه في حالي ولا ازعجهم ابدا ، لذا حتي لو وصل صوت الموسيقي لمسامعهم سيتسامحوا ويطنشوا ويلتمسوا لي العذر باعتباره ازعاج لليله واحده فقط ....
لم تعجبني اللعبه ، فاصدقائي نائمون في منازلهم او بيتفسحوا ليله العيد ولن ياتوا للرقص عندي .. ولاامل في كسر الوحده الليله.......
اظنني سافتح صندوق ذكرياتي واستخرج منه قصص السعاده وحواديتها.. اظني ساستدعي امي تاخذني في حضنها .. سانادي جدتي تآتي بسبحتها الكهرمانيه وطرحه الصلاه ستنيمني فوق رجلها وتدعو لي وترقيني ... ساستدعي عمتي زينب تعلمني صناعه الكحك والبسكويت وتلكمني في ذراعي لاني خايبه ومافيش فايده مني احبها ولااغضب منها ابدا ... ساستدعي خالتي هدي تفتح دولاب كنوزها وتخرج لي علبه شوكولاته كور ملونه وتمنحي كبشه ملبس لوز وتقبلني في وجنتاي ... ساخذي ابنتي وقت كانت صغيره واذهب لاشتري لها ملابس العيد سانتقي لها جزمه حمرا لامعه وشريطه شعر ستان واشتري لها فستان بكرانيش ... ساعود لايام الجامعه والتقي باصدقائي عن ماسبيرو موقف المراكب وساصعد معهم للمركب الذاهبه للقناطر واندس وسط الغرباء اصفق وهم يطبلون واكاد ارقص فرحا ويشدني اصدقائي ويتشاجروا معي لاني سافضحهم واضحك وافضحهم ....
سافتح صندوق ذكرياتي واستخرج منه الضحكات المدخره للايام الموجعه ... ساذهب لمشتول بيتنا الريفي وانام في حضن جدتي واستيقظ فجرا علي صوت تكبيرات العيد " الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا " وساجري ارتدي فستاني الجديد واخرج للبلكونه ابحث عن جدتي وانا منكوشه ستضحك عندما تراني فاضحك واسالها عن العيديه .... ساتسلل لحجره جدي العمده واوقظه بقبلاتي وانتظر العيديه ،ساصطحب ابنتاي ونذهب لمحل الالعاب ساشتري للاولي عروسه كبيره وللثانيه دبدوبه حمراء واشتري لهن طراطير لامعه ملونه وبالونات كبيره ملونه ونذهب لبيت امي ساطرق الباب بنغمات راقصه فلا تفتح امي بل تبقي داخل الباب تصفق وتضحك ونضحك وحين تفتح ندخل جميعنا انا وبناتي في حضنها وهاتك يابوس ... اتمني الذهاب لحديقه الحيوان المزركشه بجمهورها الفرح سارقص معهم علي دقات الطبول وساجلس معهم علي الارض لن اخاف علي فستاني الجديد ..... ساذهب لعمتي عنايات واشرب شاي معها واقبل احفادها وادعو لها بالصحه واتذكر معها ذكريات طفولتها حين كانت شقيه ومتمرده ولاتكف عن المشاجره مع جدتي امها ستضحك وهي تحكي لي عن مغامراتها حتي تتساقط دموعها وساضحك معها وعندما يتعين علي الرحيل اقبلها بقوه عشرات القبلات وارحل حزينه ..... ساركب السياره مع ابي وامي واختي وسياخذنا ابي في نزهه بالسياره ، سنسير في شارع الهرم الخالي الا من بضعه فيلات متناثره سنسير وسط المزارع والحقول حتي نصل للهرم ، سادخل مع ابي مينا هاوس واشرب عصير مانجه واكل ايس كريم ونضحك جميعنا .....
سافتح صندوق ذكرياتي وابحث عن السعاده الفاره مني في تلك اللحظه الموجعه .... سنلعب انا وابناء عمومتي في مشتول بالبومب وحرب ايطاليا وشمس وقمر ولن نكترث بتوبيخات امهاتنا وسنجري في الممر الترابي تحت التكعيبه وسنلعب حبه ملح تحت الجاره وسنتجمع جميعنا في حجره واحده نصرخ ونضرب بعض بالمخدات وحين ينادونا للاكل سندخل جري نتشاجر علي الاماكن ونضحك ونضحك ..... ساخرج الطبق الكريستال الفاخر وارص الكعك فيه اقدمه للضيوف القادمين ليهنئوني بالزوجيه السعيده ... ساذهب مع بنات خالتي للسينما وسناكل فشار وشيبسي وسندوتشات روز بيف وعندما نعود للبيت سنرقص مثل البطله الهنديه التي لم تكف عن الرقص وسنزين جباهنا بعلامه حمراء مثلها وسنرتدي ملابس امهاتنا واحذيتهم ونرقص هندي وهالالالا شيجوالالال ونضحك ... ساخذ الحذاء الجديد في حضني وساخرج فستاني من الدولاب واضعه فوق الشماعه امام عيني ولن اسمح لامي تتسلل لفراشي تسرق مني حذائى الجديد وفرحته ، ساجلس فوق سريري متربعه اعد العيديه التي منحتها لي الاسره ساجدهم جنيهات كثيره احلم بشراء قصر وسياره فارهه و٢٠ مجلد ميكي وسادخر الباقي لادخل الفيلم الهندي القادم الذي سينزل للسينمات ويكسر الدنيا ..... ساعود لمشتول ... اجلس مع جدتي وعماتي فوق الطبليه ، سيمنحوني فنجان لتقريص القراقيش ستفرد لي جدتي العجينه وتعلمني كيف اقسمها اقراص متساويه بالفنجان ساسمع احاديث عماتي وزوجات عمي وامي وجدتي وهن يعجن الكحك ساضحك عندما تنهر جدتي زكيه خادمتها العجوزه لانها بوظت الغريبه اضحك لان جدتي تنهرها بحب وزكيه تتقبل انتقادتها بحب اكتر ...... ساقف امام الفرن انتظر صاجات الكحك المستوي لارش السكر ومحدش غيري حيرش السكر واتشاجر مع بنات عمومتي وجدتي تشتمنا كلنا ونضحك ونضحك ...
وخمسين عاما من السعاده محتجزه داخل صندوقي الثمين ... واكم من ايام ولحظات سعيده عشتها واستمتعت بحلاوتها مثل البوبونايه اللي اعتادت جدتي تمنحها لكل منا بعد ما تبوسه يوم العيد .........
هاهو صندوق ذكرياتي ببهجته يبتلع احزاني ووحدتي ، هاهو صندوق ذكرياتي بافراحه يبدد وحشه الليله التي اقضيها طويله ....
ومازلت ابكي عندما اسمع " ياليله العيد انستينا وجددتي الفرح فينا " وكانت جدتي تغنيها سعيده كل ليله عيد لكن جدتي ماتت وبقيت الاغنيه تذكرني بكل البهجه التي سرقتها الوحده والايام الموحشه من حياتنا !!!
وياليله العيد ... انستينا !!!!!!

" بعض الشجن موجع لكنه انساني جدا وجميل ... فاعذروني !!!"

هناك تعليقان (2):

مها العباسي يقول...

عارفه من كتر ماهى حلوة اوى وحشه هيه بس

مها العباسي يقول...

تفتكرى فى يوم هايجى العيد فيه من غير مايجرحنا