18 سبتمبر 2009

صفحه من كتاب الايام الصعبه .. غربه ٢٠٠٧ !!!


كنت في دوامه رهيبه ...
مغتربه في بلاد لااحبها .. اعيش ظروفا معقده ..
وحيده - وابنتاي - الا من بعض الاقار
ب المحببين لقلبي لكنهم منشغلين بحياتهم وعملهم وعاجزين عن احتوائي رغم كل مجهودهم المضني ...
ابنتي الصغيره تنام مشقوقه الظهر بعد عمليه معقده في عمودها الفقري .. ابنتي الكبيره في اجازه من عملها لمرافقه شقيقتها وقت العمليه لكنها هي الاخري محاصره بالوحده والاغتراب .. الاتصالات لاتنقطع من القاهره وانا اجيب كل المتصلين بعبارات واحده " الحمد لله ، ربنا كريم ، الدكتور طمئننا " مللت من المكالمات لكنها الحبل السري الواهي مع الوطن ، لو صمت التليفون لضعت لكن كثره رنينه لم تحل مشكلاتي ....

ارغب في البكاء واقهر نفسي واصمت لان قوتي كما ينبغي ان تكون يحتاجها الجميع ، ياتيني صوت ابي يفتعل حيادا لا تنطلي خدعه علي ، فانا اعرف ابي جيدا وهو متوتر قلق علي حفيدته الصغيره ، تحدثني عمتي في التليفون وحين تسمع صوتي تنفجر باكيه تعتذر عن
البكاء لكنها خائفه علي ولاتقوي علي كبح دموعها ، اتنهد طويلا واؤكد لها اني بخير وان ابنتي بخير فتصرخ بمنتهي الحميميه " بركه الف بركه " وتنهي حديثها وابقي وحيده !!!
احب غرفتي وبيتي واحب فراشي وكتبي اسيره طقوسي النهاريه الشاي في فنجان انيق والقهوه بدون وش والجرائد النهاريه واذاعه الاغاني وبث طاقات التفاءل داخل نفسي ، لكني الان مغتربه بلا طقوس اعيش شهرين من حياتي في ضيافه اقارب اصدقاء ودوين بذلوا اقصي مجهودهم للتهوين علي وتخفيف وطآه التجربه عن قلبي ، لكني جاحده لم استطع الانصهار في كرم مودتهم والاستمتاع به ، بل بقيت غربتي توجعني كالدبابيس في القلب ...
عشت شهرين من حياتي غرفه غريبه اكره لون ملايه السرير واحس ملمسها خشنا واحسها لاتحبني لكني انام عليها كل اليوم لااملك حلا ، اشرب الشاي في مج لااحبه لكن اسعد نفسي به واجلس مبكرا والجميع نيام اجلس وحيده في غرفه بالدور الارضي جدرانها زجاجيه تلقي بي وسط حديقه مهمله من اصحابها غرفه كالصوبه الزجاجيه مليئه بالزرع والاوراق الخضراء المتدلاه فوق راسي وبعض
الزهور الصغيره بعيدا قرب السقف ، اجلس علي كنبه تخص اصحابها لم يالفها جسدي ولم تمنحه الراحه ، اتصفح الجرائد ، اقبض علي التليفون المحمول اراقبه كانه سينطق لكنه لاينطق ففارق التوقيت يؤكد لي ان الناس في وطني نيام كانهم هانئين البال وانا الوحيده التي تعيش غربتها بالتوقيت المحلي انا ، اكره الكلمات من الشمال لليمين ولاامنح اذني ابدا لمن يرطن كاني اقول له لست تشبهني ومهما ترسل لي لن استقبل فاجهزه استقبالي مضبوطه علي موجات القاهره ...
اكره المدن التي تشبه لوحات القصور تلك المدن المتآنقه ببشرها المتعالين واشتاق للقاهره وعربيه الفول التي احلم بالاكل فيها ، اشتاق للقاهره ولابي وعمتي واصدقائي وقبر امي والحنين المذاب في الهواء في المدينه المتعبه ببشرها المنهكون لكنها تنبض بالحيويه والصدق ، وحيده في دوامه لااملك حق الشكوي ولا حق التذمر ، فقوتي التي يجب ان تتبدي في ابهي صورها لازمه للجميع لابي في القاهره ليطمئن ويعرف ينام لابنتي التي اخاف عليها لكني انهرها حين اراها خائفه ، انه قدرنا ، واشكر الله طيله الوقت بدموع معلقه في مقلتي لانه منح ابنتي المرض الذي يشفي فابتلانا ثم لطف بنا والحمد لله رب العالمين ...
انظر في ساعتي اجد الوقت ثابتا لا يتحرك وانا التي رحلت عن بلاد الغربه وعدت للوطن وزرت ابي وشربت معه الشاي ثم نزلت مشيت في وسط البلد واتفرجت علي المحلات ثم اتصلت بامي لاخبرها اني سازورها في مكتبها ثم اشتريت كتابا كنت ابحث عنه وشممت رائحه الطعميه السخنه وتمنيت لو اكلتها وحدها حاف مع قطعتين صغيرتين من المخلل ورغيت مع امي وضحكنا كثيرا وقبلتني في خ
دي قبله طويله واحتضني فبقت في انفي رائحه امومتها الحنونه كل هذا ولم يمر من الوقت الا ربع ساعه ، اه يازمن الغربه دقائقك انصال حاده تقتلني الف مره كل دقيقه ....
كرهت الوقت والنهارات الممله وانتظرت الليالي تجري حتي تنتهي العزله الاجباريه واعود لحياتي لاصدقائي لعملي لاهلي لبيتي وبيتي ليس مجرد جدران واثاث ومقتنياتي الخاصه ، انه مكاني الذي حططت فيه بعد طول اغتراب بعد رحله تيه طالت وطالت ، فبيت ابي وبيت امي وبيوت الاقارب لم تكن بيتي حتي لو كذب الجميع وادعوا هذا ، والبيت الذي عشت فيه سنوات طويله من حياتي ثم رحلت منه فجآ " لان الفيلم خلص " لم يكن بيتي هذا مااكتشفته بعدما رحلت فبيتي هو المكان الذي لايملك اخر مهما كانت سطوته او قوته او مبرراته ان يجمع ملابسي واشيائي الخاصه في حقيبه وصندوقين ويتركهم ويتركني خلف الابواب الموصده وحينما اقتربت من الخمسين اكتشفت ان كل الجدران التي عشت بداخلها لم تكن بيوتا وانما كان محطات رحيل وغربه وان بيتي - هذا الذي اعيش فيه منذ قرابه ثلاثه سنوات - هو بيتي الوحيد جدرانه من لحمي ولوحاته من احلامي والوانه من جنوني بيتي الذي لايملك احدا فتح بابه واخراجي ولا يملك احد ا
لدخول فيه عنوه رغما عن ارادتي ، بيتي ... افتقد حياتي ونفسي وبيتي ....
نظرت في الساعه مره ثانيه كانت العقارب بليده ساكنه فكل التحليق الذي ابعدني عن الغربه استغرق بتوقيتهم خمسه دقائق . ساموت هنا اذن ، فالشهرين الذي يتعين علي قضائها سيمرا دهورا لن اتحمل وساموت هنا بعيده وحيده وسيعود جثماني مسجي للوطن .. لكني ساخدعهم جميعا وحين يحط التابوت فوق ارض الوطن ساكسره واجري ساعود للحياه ثانيه حين يتدفق في رئتاي نسيم الوطن الممزوج بالحب والحنان والصدق والراحه فلا راحه لانسان خارج وطنه - هكذا اظن - ربما الجمله ليست دقيقه ، فلا راحه لي خارج وطني هكذا الجمله دقيقه وتخصني وليس لي شآن بالاخرين ممن ادمنوا الاغتراب عن الوطن حتي داخل حدوده الجغرافيه فالانتماء قرار وليس جغرافيا والاغتراب ايضا !!!
استمرت التليفونات لا تكف عن الرنين واتعمد اتكلم طويلا مع من كلف نفسه ليسال عني ، لااكترث بقيمه المكالمه وفقا لنظام "الجوال " ولااطاوعه حين يتكلم بسرعه ليغلق الخط بسرعه وكفايه تكاليف اقبض علي هاتفي ورقمي المصري وادفع كثيرا لكنه ثمن الحنين الذي يكويني فلا اهتم ولن اتناصح الان بالذات فلست مدبره ولن اكون فمبال في الغربه !! كنت انفق كثيرا والنقود الاجنبيه التي
ادخرتها للعمليه والقابعه في الجيب السري للحقيبه تتطاير بسرعه الفيمتو ثانيه وتحويل قيمه اي شي بعملتنا المصريه تعذيب لانه يذكرك انك تنفق حصاد شهور طويله في ثوان معدوده وسجايري قربت تخلص وعلبه السجاير بحوالي خمسين جنيه مصري والتدخين مضر بالصحه لكني احب السجائر ولن اغلق قضبان السجن حول نفسي اكثر ماهي مغلقه وساشتري السجاير وطظ في الفلوس المصري والاسترليني وكله ....
اصابني الملل في قلبي وياويلي حين يمل قلبي تضيق الحياه مثل خرم الابره ولااجد لنفسي مخرجا منفذا ، كل شيء بقي دمه تقيل ، الشاي النهاري لا يعجبني طعمه هكذا صرحت لنفسي فحكمت علي روحي بانعدام المزاج المستمر وياليتني كذبت علي نفسي وخدعتها وقلت مااجمل هذا الشاي لكني لم اجيد الكذب اكثر من هذا ، والغرفه الزجاجيه التي اجلس فيها طبقت علي نفسي وحين تمطر الدنيا سيولا في البلاد الغريبه لااجد رغبه في الوقوف تحت المطر وانسي بقيه الاغنيه " يامطره روخي روخي .. روخي روخي " فمطرهم لا يبهجني ودخل البرد علينا وانا مازلت ارتعد من الوحده والوحشه فلم يجد لبرودته مكان داخل نفسي وفي البلاد الغريبه عم خليل مابيقطفش ورد لانه بيقطفه فقط في برد بلادي " الدنيا برد الدنيا برد عم خليل بيقطف ورد" ه
كذا كنا نغني في مشتول ، بلدتنا الريفيه ، نجري في حديقه المنزل الواسعه انا وبنات عمومتي مطردوين من المنزل وقت التنضيف والجو برد وجدتي العجوز تقف بجلبابها القطيفه وشالها الصوف وسط البلكونه تصرخ فيها " اللي حترجع قبل مانخلص تنضيف وقعتها سوده " فنهرول مصطنعين الخوف نجري في الحديقه مرحين فرحين بالحريه نجري لنتدفي فبرد البلده قارص في الشتاء والجو مفتوح وغيمه الصباح برطوبه الحقول المحيطه بالبيت تمنحك احساسا اكثر بالبرد فنغني " عم خليل بيقطف ورد " لكن برد مشتول غير برد الغربه ، برد مشتول حميم مثل الوطن والمنقد وقوالح الذره التي نشعلها في وسطه تدفئنا وتسعدنا اما برد الغربه فلاسع يجتاح النفس اولا ويحتجزك اسير الجدران كان كل الاعداء ينتظروك في الخارج سيقطعوا انفك ويجمدوا اطرافك ويمنحوك شايا باردا سخيف الطعم واين انت ياجدتي ببراد الشاي الصاج الابيض علي الكنبه في البلكونه و" عودين نعناع ياوله " فتنتشر رائحه الالفه في حياتنا ، هل تقوي اعواد النعناع في حديقتك علي ابتلاع الغربه وقتل رؤوسها الكثيره واشاعه الالفه في كتب الخرائط والامبراطوريه التي لا تغيب عنه الشمس ؟؟؟ ....
وابتسم في وجه ابنتي اقويها علي المها لكني احيانا ومن شده فزعي عليها اصرخ فيها تتحمل وانا اعلم اني قاسيه وسخيفه وانها تتحمل الالم
وانها صغيره وقويه لكني خائفه عليها وكانها لو صرخت " اي" سانهار تحت تآوهاتها وحين سانهار ستنهار الدنيا ، هكذا كنت ابرر لنفسي قسوتي معها واجبارها علي التمارين الموجعه اللعينه ومطالبتها بالخروج من فراشها الدافىء والتمشيه الاجباريه في الحديقه زي ماقال الدكتور ، وكانت تقوم وتتمشي وكنت اخاف عليها لكني لااملك شيئ الا احتساء الشاي الرديء في المج وافتقاد حياتي وهانت كلها يومين ونروح ... وحيده وبردانه وكاذبه لان اليومين بتوع الغربه خمسميت سنه لا مليون سنه كل ثانيه بعمر قاسي ووجع مستمر و" عايزه اروح بلدي " لكن بلدي بعيده حتي علي الخرائط التي لم توهمني ابدا اني ساعود بسرعه ، بلدي بعيده رغم احتلالها وجداني ...
وامسك التليفون واطلب كل الناس ، ابثهم حبي واتمني لو ابكي لكن دموعي اللعينه مجمده لاتسقط ، اطلب كل الناس الا امي ، عاجزه عن التواصل معها ، التمس من روحها ان تاتيني في الحلم ، وانام مبكره كاني علي موعد مع امي ، واثقه انني سابكي بقوه حين تدخلني حضنها ، لكن البكاء ضعف لانقوي علي تحمله في تلك الايام العصيبه ، فتتجاهل روح امي ندائاتي والحاحي ولا تاتي تزورني ابدا في الغربه وتبقي الاحلام بارده مثل البلاد التي تاسرني ، كنت اضحك كثيرا بصخب وصوت عالي لكن ضحكي فارغ كصوت الريح بين العمارات العاليه لايقول شيئا ولا يبهج ....
طمئني الدكتور علي حاله ابتني وقال لي انها " اوكي وستيبل وفيري جود " وصلي صلي علي النبي صلي وطلبت مصر والحمد لله والناس في بل
ادي صائمين لايستيقظوا مبكرا لكني بمنتهي الازعاج والانانيه اوقظهم وابنتي "فيري جود" لكنها تتالم فاصم اذني وقلبي عن المها وانت "فيري جود" وطبيعي تتالمي ، وانا كاذبه واكره المها اللي مش طبيعي لكني لااملك شيئا اقول لها الا تلك العبارات الفارغه ، ابنتي قويه وصلبه وتعاملت مع العمليه والجرح والالم باعتبارهم ضروره لاستكمال حياتها بشكل لائق وجميل فقررت بمنتهي المصالحه مع نفسها التحمل والتحمل حتي تصل لبر الامان ..والف شكر والف حمد لك يارب لانها والحمد لله وصلت لبر الامان ..
ومازلت وحيده اسير في الشوارع المحيطه بالمنزل استمتع لاغاني علي الحجار وعبد الحليم ومحمد قنديل واشحذ البكاء لكني لم ابكي كان دموعي نضبت ولن اراها ثانيه واحسستها توحشني ، اسير في الشوارع افكر في امي واطمئنها علي حفيدتها واتمني ابكي لكن البكاء عزيز ، احدق في الوجوه غريبه لاتمنحني اي احساس ابحث عنه ، اقف امام فتارين المحلات متواطئه علي بقيه النقود التي ذهبت بها كاني اقسمت العوده بدونها ، لكن نفسي المسدوده تنقذ نقودي وتحرمني البهجه الوهميه التي كنت ساشتريها فاعود خاويه الوفاض ....
كنا في رم
ضان ومصر تسمع الشيخ محمد رفعت والنقشبندي وتتابع المسلسلات وتحل الفوازير وتاكل القطايف ونحن في رمضان اخر مصطنع كانك شيدت خيمه واسميتها خان الخليلي واعتقلتها في احد الفنادق الفارهه ، لن تكون ابدا خان الخليلي ، كيف ستنبعث في جوانبها رائحه الاصاله والبخور والطيبه التي تظلل خان الخليلي الحقيقي الاصلي ، عشت في بلاد الغربه رمضان مصطنع ، خيمه رمضانيه سميت باسم الوطن لكنها تتحدث بلكنه اجنبيه وعربيها مكسر ، فعشنا كل الطقوس والعبادات بلا بهجه ، اذان الشيخ محمد رفعت لايخلع القلب وابتهالات النقشبندي لاتبكي والقطايف اللي بناكلها مش قطايف ليه معرفش ....
ومازالت ابنتي تتاوه ومازلت اصرخ فيها وانظر للايام الثابته لا تتحرك اتوسل اليها ان تذهب وتنتهي لاعود لنفسي ، ونذهب للطبيب فيبتسم في وجوهنا ويؤكد لي بكل ثقه " فيري جود فيري جود " وبسرعه سالته نقدر نسافر فابتسم " اوف كورس " وكدت اعانقه اشكره ليس فقط لان ابنتي "فيري جود" بل لانه منحني تصريح العوده لنفسي !!
بسرعه لملمت
الحقائب واتصلت بالقاهره اصرخ في كل الناس " خلاص احنا جايين " وصرت احب الشاي في المج وخرجت تمشيت في الحديقه احسستني ظلمتها فهي ليست مهمله كما وصفتها تعسفا واشرقت الشمس بجد وبحق وحقيقي كانها تصالحني وحين انهمر المطر صممت اقف تحته واترك شعرا حرا وكدت اخلع الجاكته واكتفي ببلوفر خفيف وادور تحت المطر وكدت انادي ابنتاي يرقصا معي لكني تراجعت فابنتي الصغيره مازالت تعاني وتتاوه واخاف عليها وربنا يستر ونوصل بالسلامه ..
وفي ليلتي الاخيره لم انم لحظه ، اتصل بمنزلي اوصي الطابخه تعد لي كل الاكل المصري فتسالني " هو برضه حضرتك مش بتاكلي اكل مصري " اوافقها واصمت لن اشرح لها لن تفهم ، الاكل المصري في مصر مصري بجد ، ربما الخضروات ملوثه ربما الفاكهه مرشوشه ربما الفراخ واخده هرمونات ربما اللحمه مجمد بالتلاجات وانتهت مده صلاحيتها لكن كل هذا يمنحني مذاقا مصريا خالصا احبه وافتقده واشتاق اليه ، اما الاكل في بلاد الغربه تلك البلاد التي تحافظ علي صحه مواطنيها وتخاف عليهم وكله " اورجانيك في اورجانيك " فمذاقه غريبه ليس بمصري مثل خيمه خان الخليلي في فنادق الخمسه نجوم ، افتقد الاكل المصري بتاعنا بكل اللي فيه واللي عليه لكنه يشبهنا واحبه حتي لو كان حيموت !!!
عملت ابنتي العمليه اول يوم رمضان منذ عامين بالضبط ١٣ سبتمبر ٢٠٠٧ وقال لي الطبيب انها تحتاج لمتابعه لمده عامين ، اشعه علي ظهرها وعمودها الفقري كل شهر ثم كل ثلاثه ثم كل سته شهور وبعد السنتين مايعدوا " فورجتت " يعني انسوا العمليه خلاص !
! والسنتين عدوا واحنا النهارده ١٨ سبتمبر ٢٠٠٩ !!! وعملنا الاشعه مره واتنين وخمسه ، ارسلها للطبيب الانجليزي الذي اخبرني بعدم جدوي زيارته فالاشعات تكفي وشكرته مرتين ، ارسلها له فيطمئني انه كل شي " فيري جود " ولا اتجرع كآس الغربه ثانيه حتي الثماله وكفاني ماشربت ...
ومرت السنتين وابنتي بفضل الله وتوفيقه " فيري جود " لكني لم انسي ولن انسي !!! ا
تصلت بالقاهره وانا في المطار اخبرهم خلاص حنركب الطياره وحين ارتفعت الطائره عن الارض نظرت لابنتاي وشكرت ربي علي كل نعمه ونمت طيله الرحله لم استيقظ حتي وصلنا وكيف استيقظ وامي حبيبتي صاحبتني طيله الرحله ترغي وتحكي وتاخذني في حضنها وتهمس في اذني " الحمد لله يااموره " فعلا الحمد لله الف حمد وشكر ليك يارب .....
ووجدت ابي في المطار وجمهور من المستقبلين احبائي واصدقائي يهجمون علينا بالقبلات والاحضان واصرخ فيهم " حاسبوا ضهرها " لكني فرحه بعودتي وبوجودهم وبنتي الحمد لله زي الفل .......
وحي
ن نمت ليلي الاولي في بيتي بعد العوده بكيت كما لم ابكي في حياتي ، فالبكاء المخزن طيله ايام العمر بسبب العمليه والغربه او لاسباب اخري هجم علي يومها وانهمرت سيولي وفيضاناتي اخرج الهم من فوق قلبي .....
وفي الصباح شربت الشاي في فنجاني الانيق وحاولت اتذكر الغربه وهمها والعمليه والخوف منها لكني فقدت الذاكره ومرت كل الاحداث امام عيني كالاطياف الملونه لا توجعني و........ حمدالله علي السلامه ... ادركت وتيقنت اني عدت بيتي بابنتي سالمه غانمه بفضل الله وتوفيقه وحولي احبائي والعيد بعد يومين ...........
والان بعد سنتين ورمضانين وبنتي الحمد لله مازالت "فيري جود" ولان العيد بعد يومين زي بالضبط يوم مارجعت وقتها قررت احكي عن تلك الايام الصعبه !!!! والف شكر والف حمد ليك يارب !!!!

ليست هناك تعليقات: