20 أكتوبر 2016

فيروس سي والرحله الشريرة !!!! امي وتحيا مصر !!!!






امتن شخصيا وبشكل خاص لمصر والرئيس السيسي وصندوق تحيا مصر لمجهودهم العظيم وسعيهم الدؤوب في القضاء علي فيروس سي وعلاج كل المرضي وخلو مصر منه 2020 ..
فمن اقترب من وحش "فيروس سي" وهو ينهش حياه احد احباءه ويلتهمها ويقصف عمره خطوه خطوه امام عينيه ، من اقترب من هذا الوحش ، يعرف جيدا معني ماتقوم به مصر وماتقدمه لشعبها ..
امي ماتت 62 عام ، بفيروس سي منذ اربعه عشر عام 2002، اكتشفنا قبل موتها بثلاث سنوات وبسبب تحليلات نمطيه لان رجليها ورمت ، اكتشفنا ان انزيمات الكبد متلخبطه في التحاليل ... 

مرحله التحاليل وفيتامين هه ..
روحنا لدكتور كبد بارع ومحترم وشاطر وجاد ، بص علي التحاليل وقال ، طيب ، تاخد فيتامين ( هه ) وتعمل التحاليل تاني بعد ست شهور ، لم اكن اعرف المرض ولا معناه ولامراحله ، سالته بسذاجه ، والعلاج ، ابتسم بشفقه وقال ، فيتامين هه وتعمل التحاليل بعد ست شهور ، ونبهني ، لو نزفت من فمها او من الشرج علي اجري بها علي المستشفي !! 
عشنا شهورا وكأنها سليمة ، وبعد مرور السته شهور ، عملنا التحاليل مره ثانيه ، طلعت تحاليل انزيمات الكبد اسوء واسوء ، وبعدين يادكتور ، تاخد فيتامين (هه) ولو تعبت اتصلوا بيا ، وتعمل تحاليل تاني بعد سته شهور!!!! 
في تلك الفتره ، السته شهور الاولي والسته شهور الثانية ، امي شكلها يتغير ، لونها يتغير وتزداد سمرة وبقع قاتمه علي جلدها ، جلدها يجف وتعلوه بودره بيضاء بسيطه تزداد ، شكل جسمها يتغير ومش عارفه اوصفه ازاي ، وهي راضيه صامته تاخد فيتامين (هه) وتنتظر الشفاء الذي كنا نظن انه سيأتي فاذا به لم يأتي ابدا .... اخبرها الطبيب ان عندها فيروس ( سي ) لكن من حسن حظنا انه ( كامن ) وعاشت امي ثلاث سنوات من العذاب والفيروس ينهش كبدها وهي تشكر ربها ان الفيروس ( كامن ) حتي ماتت وهي تظنه ( كامن )!!! 
مرحلة النزيف ...
في نهايه السته شهور الثانيه ، بصقت امي دماء ورديه من فمها ، دخلنا المستشفي نصرخ ، استقبلنا الممرضه بهدوء ، حقنه شرجيه ، منظار ، مسكن والدكتور جاي ، جه الدكتور ، خير ، قال عادي ، حقنه شرجيه منظار مسكن ، قضينا ليلتنا الاولي في المستشفي وتاني يوم عملنا المنظار وبعدين روحنا ، امي ماكنتش فاهمه احنا جينا المستشفي ليه وبتنا هناك ليه وتشرح لي ان نقطه الدم من اسنانها ولثتها ، وتشرح وهي لاتدرك خطوره ماتقوله ان اسنانها تنزف وده عادي واصمت ولااخبرها ، انه مش عادي وان ده معناه ان الفيروس اللعين ينتقل بالكبد لمرحله اسوء ، المهم عملنا المنظار وخدنا وجرينا علي الدكتور ، خير يادكتور ، تعالوا العياده ، ممكن ابص علي الصور ، ده منظار ايه ، منظار علي المريء ، افتح الصور واصرخ ، ايه ده ، قرح نازفه في صور المريء ، ايوه عادي !!! خدت النتيجه ورحت لدكتور واتنين وتلاته ، كلهم قالوا عادي ، لو نزفت تاني لازم نعمل ربط لدوالي المريء ... 

اسبوع في المستشفي ليلة رمضان 
وتدخل امي للمستشفي اسبوع كامل لاول مره ، محاليل تحاليل اشعات مقطعيه والدكتور مبتسم وهي مبتسمه وتزداد شحوبا ، وتاتي علينا ليله الرؤيه وابكي دموعا حارة واعرف انها اخر ليله رؤيه لامي واتسحر في المستشفي وقتما يأتي بعض المحامين العاملين معي بالفول والخس والزبادي ، وتدعي لهم امي ويقف الزبادي في زوري لااعرف ابلعه و...... انام باكيه واذني وقلبي معها انتظرها تناديني لاي سبب لاهب لخدمتها !! 
ونخرج من المستشفي وهي افضل قليلا واقل شحوبا ، لااعرف لماذا دخلنا ولا لماذا خرجنا ، كل مااعرفه ان الدكتور قرر يمنحها بعض الصحه التي لايمنحها لها جسدها ولا كبدها العليل ، واراقبها وانتظر النزيف العاتي ومرحله دوالي المريء !!! 

مرحله ربط دوالي المريء ..
لم تطيل امي انتظارنا ، انفجار الدماء من فمها ، يالا علي المستشفي جري ، حنعمل ربط دوالي المريء لوقف النزيف ، وبعدين ؟؟ مره كل شهر حنعمل الربط ده ، وبعدين ، ولاقبلين ، لو حصل اي حاجه تانيه قولوا لنا ، وتدخل امي غرفه العمليات بمخدر موضعي ، تتأوه وتصرخ ونحن نسمعها ونبكي انا واختي ، وتخرج تهلوس من المخدر وتحكي قصص غريبه ونضحك ونبكي ، وبعدين يادكتور ، ماتكلش ملح ، ماتكلش دهن ، ماتكلش ماتكلش ماتكلش ، قصدك تاكل ميه ، يضحك الدكتور بطيبه واشفاق علينا ، تاكل خفيف وبدون ملح واي حاجه بدون سمن ولا زيت ، وتكره امي الطعام ، طعمه وحش ، مقرف ، معلش علشان خاطرنا ، وتزداد شحوبا ونحولا واصفرارا ونتحايل عليها ، تقول نفسي في ملبن ، كنت اظنها ستشفي وان الملبين سيسيء حالتها فامنعها عنه ، لو كنت اعرف ان المرض لاشفاء منه ولاامل فيه ، كنت اعطيتها 10 كيلو ملبن تأكلهم بالطريقه التي تحبها ، وانتهي الشهر وعملنا ربط تاني لدوالي المريء وتتأوه امي ونبكي انا واختي وتخرج من غرفه العمليات تهلوس ونضحك ونبكي و.... ان شاءالله الشهر الجاي تيجوا تاني علشان نعمل ربط تالت لدوالي المريء ، ولو نزفت من اي حته تانيه اتصلوا بي و............ شهورا نربط دوالي المريء وامي شكلها يتغير وتزداد شحوبا وسمره واصفرار وتكره الاكل الماسخ ونفسها تاكل ملبن وانا للاسف امنعها عنه لانه حيضرها ويعطل شفاها ..

مرحله النزيف العنيف واسبوع في المستشفي 
وذات يوم تتصل بي تعبانه عندي مغص واجري لها اجد اختي تصرخ ، امك عندها نزيف !!! واكتشف انها تنزف نزيف رحمي رهيب غطي ارض الحمام بالدماء الحمراء القانية ، واتصل بطبيب امراض النسا ويخبرني ( اديها سيكوكربون ) وانقليها المستشفي ، وفي المستشفي يخبرني ، حنديها دم وادويه للسيطره علي النزيف ، طيب والعلاج ، يبتسم برقه ، حنديها دم وادويه للسيطره علي النزيف ، طيب والكبد !!! لما نسيطر علي النزيف يبقي دكتورها يشوفها ، والنزيف ليه ، يبتسم الطبيب ويقولي اسالي دكتور الكبد ، ونعلق لامي محاليل صوديم وبوتاسيوم واكياس دم الواحد تلو الاخر ، وترفض اوردتها ( الكانيولا ) والوريد يورم ، ونغير مكان (الكانيولا ) ونفلح يوما وفي اليوم التالي ، يورم الوريد ونغير المكان وتصرخ الما ونبكي هلعا ونطلب طبيب تخدير لغرس الكانيولا في ذراعها بعدما فشلت الممرضه مره واثنين لرقه الاورده ، و.....اسبوع في المستشفي نركب دم ونبكي ونضحك ونتظاهر امام امي انها ستشفي واسال اطباء اصدقاء ، ليه بتنزف ، اصل الكبد بايظ وبيغير الكيميا في الجسم ومرحله النزيف مرحله معروفه ايوه وبعدين ؟؟ يواسوني صامتين ، خير ان شاء الله واجهز نفسي لما لااعرفه ، وتسالني اختي هي ماما حتخف امتي ولااجد اجابه ولاتصدقني وتكرر سؤالها عشرات المرات في الساعه علي وعلي طبيب امراض النساء ثم طبيب الكبد ، هي ماما حتخف امتي ؟؟ ولااحد يجاوبها !!! وتغرق امي في غيبوبات قصيرة صغيرة وتفيق وهي تضحك لانها قربت تعمل مسابقه بين المستشفيات وانهي واحده اجمل !!! ونضحك وتنسال دموعنا وكأنه من شده الضحك وهي ثمره حزن دفين ، وتكمل علينا امي وتضحك تشكر ربنا ان الفيروس مازال كامن ، ونضحك ونبكي ونشكر ربنا علي كل نعمه ، لم تكن تخدع نفسها ولاتطمئننا ، هذا كان يقينها ان الفيروس كامن كان ومازال كامن !!! 
ونضيف دواء التجلط لادويتها الضغط والفيتامينات وتكبر علبه الادويه وتتداخل مواعيدها ونكتب جدول ، ونقدم لها اكل ماسخ بلا ملح وتعزف عنه وتكرهه ونتحايل عليها وتأكل معلقتين شربه وتضحك وتقول مين اللي شرب الشوربه وجاب لي الميه اللي غسلتم بيها الحله !!! ونبكي ونضحك وتسال اختي ماما حتخف امتي !!!! 

مرحله البوره السرطانية 
ويطالبني الدكتور باشعه مقطعيه ، ليه ، عادي نشوف الدنيا اخبارها ايه واتصل بالاطباء الاصدقاء واسال عن مركز اشعه مقطعيه مفتوح لان امي قررت انها ابدا لن تدخل القبر برجليها ولن تدخل انبوبه الاشعه ، واوافقها ، وفي غرفه الاشعه المثلجه البارده يغطوها ببطانيه واري جسدها الهش يرتعش من الصقيع ، ونقضي خارج الغرفه ساعه ونصف ننتظر انتهاء الماكينه البطيئه من تصوير امي ، ويخرج علينا الطبيب مبتسما وخير ان شاءالله ، لكن طبيبها وقتما يري صور الاشعه يصرح لي ، بؤره سرطانيه في الكبد ، وبعدين ؟؟ ولا قبلين !! لم افهم ، يشرح لي ، الكبد حالته سئيه لدرجه ان السرطان لن يجد وقتا ليؤذيها !!! واضحك فيسألني بتضحكي ليه ، اقول لان الحمد لله الفيروس كامن علي راي امي !!! واخفي عنها وعن اختي موضوع بؤره السرطان وانتظر الفيروس وماسيفعله في امي وكبدها !!! 

شهر كامل في المستشفي 
وتتصل بي اختي ، ماما عندها مغص شديد ، ويطالبني الطبيب بسرعه نقلها للمستشفي بعدما فشلت الحقن المسكنه في المنزل تقليص المها ، وفي المستشفي يخبرني انه لابد من نقل دم ونقل بلازما كل يوم لان تحاليها وحشه ، شهر في المستشفي ، نشتري دم وبلازما صباحا ومساءا من بنك الدم ، وتعاني امي واوردتها الامرين ، وتطلب ملبن فاشتري لها علبه ثلاثه كيلو واسلمها لها في حجرها لتأكل منها ماتشاء ، وعايزه كريز ، عيني ، وااتي لها بالكريز ، وباكره الشوربه من غير ملح ، واحط لها ملح علي الاكل ، وكل يوم كيس دم وكيس بلازما صباحا ومساءا وامي تزداد اعياء وشحوب وسمرة وتدخل في غيبوبات اطول ، وتفوح من فمها رائحه الاسيتون ، وابكي انا واختي ، ثم نطلي شفاءها بالروج الاحمر وننتظرها تفيق ، تفتح عينيها وتضحك ساخره وتقول هو انتم رايحين فرح ونضحك ونبكي ،ونعمل لها شعرها ضفاير ونطلب من الممرضات يحملوها للحمام ويحمموها لان جسدها الهش ثقيلا ولانقوي لاانا ولا اختي علي حمله ، وتحاليل كل اسبوع ، ثم تبدأ الكلي في الانهيار وتظهر نتائج تحاليلها سيئه وتتدهور ، ويأتي طبيب كلي ليفحصها وينصحها ببعض النصائح التي لااذكرها ويتشاجر الاستاذ عادل المحامي زميلي مع الطبيب لانه لايخبره متي ستشفي امي ، الكبد انهار تماما والكلي تسير علي طريق الانهيار والاسيتون يفوح من فمها والغيبوبه يطول وقتها و........ اللعنه علي فيروس سي الحقير التافه الشرير الذي يقصف عمر امي امامي وامام عيني لااملك لها شيئا الا امنحها السعاده بقطع الملبن الابيض وحبات الكريز وملح كثير علي الشوربه ...
ونقضي في المستشفي شهر كامل حتي يخبرنا الطبيب انها اصبحت افضل واصدقه انها صارت افضل ونخرج لانعرف انها الصحوة التي قبل الموت ..

مرحله الاستسقاء والبذل 
وتكبر بطن امي وتكبر ، وتسخر امي بخفه دمها لانها حامل ولاتعرف متي ستلد ، وتؤمرني اسال الدكتور متي ستلد ، ويضحك الطبيب ويمازحها ويخبرها انه سيولدها قريبا ، ويالا علي المستشفي ، وهناك ، بذل للمياه المتراكمه في بطنها ، وانبوب رفيع يخرج ماء اصفر من بطنها واراها متألمه تكتم المها وتنكره عني ، وتقرأ ان صالح سليم مات بداء الكبد ، فتشرح لي ان الفيروس عنده مش كامن زي الفيروس عندها واضحك حتي انفجر في البكاء و.... تنتشر رائحه الاسيتون في الحياة ونعود للمنزل ، واقرر بلا رجوع للطبيب انها ستأكل ماتحبه ملح علي الشوربه وبيض مقلي وملبن كتير وملبن بالقشطه واللي نفسها فيه كله ، وعايزه مانجه عيني ، عايزه كريز عيني و......مش حابقي انا والزمن عليها وكفايه الفيروس اللعين ....

اليوم الاخير 
يومين في المستشفي الاول بسبب النزيف الوردي ، واسبوع في المستشفي الثانيه للمحاليل واسبوع في المستشفي الثالث للنزيف الرحمي وعشره مرات مره كل شهر غرفه العمليات لربط دوالي المريء وشهر في المستشفي لمنحها الدم والبلازما ومنحها الصديوم والبوتاسيوم واربع مرات زياره يوميه ونعود للمنزل لبذل الماء في بطنها الكبير او لتلد كما كانت يحلو لها ان تقول ، وغيبوبه مرات متقطعه ، غيبوبه قصيره ثم طويله ورائحه الاسيتون تنتشر في المكان ...
وشحوب واعياء واصفرار وبقع قاتمه وبودره بيضاء فوق جلدها ولمعه عينيها انطفأت وتغيرت معالمها حتي كنت اخرج للصاله احدق في صورتها الجميله لاتذكر معالمها بعدما شوه الفيروس والكبد والبؤره السرطانيه وتدهور الكلي بعد ما شوهوا ملامحها وغيروها شكلها حتي كدت لااعرفها ..

ووصلنا لليوم الاخيره في الرحله 
الم ومغص وشحوب واعياء وهلوسه في الكلام ولازم نشتري جمبري و..... نقلناها للمستشفي بعربيه الاسعاف وهناك ادخلوها الرعايه المركزه وطردونا بعيدا عنها بعدما انهار ضغطها 70/40 وايه الاخبار يادكتور ، ادعوا لها و...... دعونا لها فرحلت بسلامه وهي مبتسمه وسعيده لان ربنا الكريم الرحيم اعتق روحها من الجسد المنهك المتهاوي المتداعي بفيروس سي ورحلته الموجعه !!!! 
اقول كما قلت في البداية ، امتن شخصيا وبشكل خاص لمصر والرئيس السيسي وصندوق تحيا مصر لمجهودهم العظيم وسعيهم الدؤوب في القضاء علي فيروس سي وعلاج كل المرضي وخلو مصر منه 2020 ..
فمن اقترب من وحش "فيروس سي" وهو ينهش حياه احد احباءه ويلتهمها ويقصف عمره خطوه خطوه امام عينيه ، من اقترب من هذا الوحش ، يعرف جيدا معني ماتقوم به مصر وماتقدمه لشعبها ..
هذه الرحله المخيفه عشتها مع امي وكثيرين غيرها !!!! 
وحينما ادرك ، ان مصر والسيسي وصندوق تحيا مصر ، بذلوا مجهودا ليقوا المصريين شر تلك الرحله اعرف واقدر واحترم وامتن لهم مافعلوه وانقاذهم للمصريين من تلك الرحله الشريرة وذلك الفيروس المتوحش !!! 
تحيا مصر والف تحيا 
تحيا مصر ياسيسي 
تحيا مصر يامصريين 
الصحه والسلامه يارب لكل المصريين ...