في لحظه موجعه جديده .. وانت تتوازن فوق الحبال البعيده عن الارض ... وانت تتوازن بصعوبه .. انفاسك متسارعه وراسك خدره بسبب الارتفاع وصعوبه الخطوات ... في تلك اللحظه ... ياتي مقص غادر لاتري من يمسك به ، يقطع الحبال ، يقبض بمهاره علي العقده التي تمسك كل الحبال ، التي تذهب اليها وتتحرك من عندها ، هي عقده التوازن الوهميه التي يخيل اليك وانت تنظر اليها مبعثرا في الهواء ، يخيل اليك انك امن ومطمئن ، ياتي مقص غادر يقطع الحبال ..... وتتبعثر اكثر وتراك تسقط للهاويه ، تري جسدك يتمزق يحاول يقبض باصابعك برموش عينيك علي حبل مازال مربوط في العقده المقطوعه ، تتبعثر اكتر وانت تسقط .. تسقط .. تسقط !!!
في تلك الثواني مابين قطع الحبال العاليه وبين ارتطماك الحتمي بالارض الخشنه ، في تلك الثواني ، تستعيد شريط حياتك موجعا ، تري كم حبل مشيت عليه قصه الغدر ، كم عقد توازن فكهتها الايدي العابثه ، كم مره اطاحت بك الايام من توازناتك الوهميه والقت بك في الهواء ، في تلك الثواني ، تري مساراتك وكيف تعذبت لاكمالها ، تري القمم التي القيت من فوقها بايدي عامده تكرهك !!!!
في تلك الثواني ... تتعجب لماذا كرهوك !!! انت لم تفعل معهم الا كل مايستحق الحب ، لكنهم الحقراء استقبلوا الحب بالخسه وطعنوك في وجههك الاف الطعنات ، تتعجب لماذا كرهوك !!! انت منحتهم قطعه من قلبك لكنهم اكلوها وشربوا دماءها وسكروا بدموعك وظنوا تعثرك وبعثرتك رقصه مجنونه تؤديها فصفقوا لك وانت تهوي صوبهم سعداء ستلحق بجمعهم التعيس وتزينه بانكسارك !!! في تلك الثواني التي مازلت تهوي فيها ، تتذكر كل اوجاعك القديمه ، تتذكر انك لاتستحق كل هذا الوجع ، لاتستحق كل هذه الخسه ، تتذكر عذاباتك بحب من لايستحق ، تتذكر عذاباتك ، تلك السنون المشحوذه التي دستها الايام في جلدك ، تتذكر قدرتك علي التسامح ، كم تسامحت مع من لا يجدي معه تسامحك ، لن يفهم لن يقدر لن يمتن ، وانت تتبعثر في الهواء تطير بلااجنحه ، تتذكر كل المرات التي تلقفت فيها من يهوي قبل ارتطامه بالارض تحميه من الصدمه التي ستفتك به ، تتذكر كل المرات التي جلست تصغي لهراء الاخرين وتطيب خاطرهم وتشد ازرهم وتساندهم ، تتذكر كل المقصات التي زرعتها الايام في مسارات حبال حياتك ، مقصات حاده تهوي تمزيق امانك وطمأنينتك وقص احبالك الصوتيه كي لاتصرخ ، في تلك الثواني التي يوجعك الهواء وانت تخترقه لتسقط يلطمك علي وجهك يبعثر شعرك يفقأ عينيك بذراته ، في تلك الثواني ، تتذكر انك داويت من جرح ومسحت دمع من بكي وصالحت من غضب من الدنيا ولم تكترث به ولم تصالحه ، تتذكر كل مسارات حياتك وتشفق علي نفسك ، فانت لاتستحق كل مايحدث فيك ، لاتستحق تلك المعامله المهينه والزيف المخزي والكذب المستمر ، لاتستحق كل الام الخداع والغدر وانك كنت تستحق حضن يحتويك وكف يهدهدك ويمامه بيضاء تغرد علي شباكك ، كنت تستحق فارس يحمل لك نجوم السماء عناقيد فرح وانت مابخلت يوما عن نشر الفرحه كحبوب اللقاح في الربيع تخصب القلوب المتعبه فتلد بهجه وسعاده ، لكن من قال ان الانسان ياخذ مايستحقه ، مازلت اتبعثر في الهواء والثواني بطيئه بطيئه ، كانفاس المحتضرين تتارجح بين السكون والمقاومه في تلك اللحظات ، تتجمد الدموع في مقلتيك ، اه لو تجد حضن دافء ، وقتها ستنهمر دموعك كالامطار الاستوائيه فيضانا جارفا ، ستجرف امامها كل الاحزان المتكلسه علي جدران القلب كل الاوجاع المتشبثه بانفاسك تخنقها كل العذابات التي نمت فوقها مسامير وابتسمت رغم انفك مستمتعا باوجاعها احن من زيف مشاعر الاخرين ........
مازلت تحاول في الهواء وانت تسقط تتوازن ، تحاول تقبض علي سحابه فلا تسقط ، تحاول تمسك بجناح عصفور صغير تحمل اجنحته الضعيفه جسده الصغير بصعوبه ، تحاول تصرخ عل صرختك تصل همسا لاخر يجلس بعيد لايكرهك فيرفع اذرعته يتلقفك من السقوط الموجع ، مازلت تحاول في الهواء الا تسقط ، في رحله السقوط ، تقذف من ذاكرتك كل الاوجه الخائنه ، كل المشاعر الزيفه ، تقذف من ذاكرتك كل اللابني ادمين الذين ارتدوا اجسادنا ورسموا مثل ملامحنا علي وجوههم الحقيره وتشبهوا بنا واندسوا وسطنا كانهم بشر وهم حشرات حورتها القسوه لكائنات اكثر شراسه وخسه ، لمسوخ مخيفه لاتهدف الاخداعك بمعسول كلامتها تخفي سمها فيه ، بابتسامه زائفه صفراء تنز سم وعلقم ومراره ، بايمانات مغلظه بالالهه والاموات والاحباء ، لاتهدف الاخداعك ، تقذف من روحك بصماتهم الملوثه بالخديعه والخسه والكذب ، تقذف من عينك صور اشكالهم ومن اذنهم فحيح اصواتهم ، وانت تسقط تتخلص من كل الاوجاع التي احتلتك ، تتخلص من كل الذكريات الموجعه ، تتخلص من مسوخ الاشخاص يصيغوا مسارات ماضيك ويؤثروا في مسارات مستقبلك ، وانت تسقط ، تكاد تسقط سعيدا ، لانك تخلصت من مخلفات الماضي التي اوجعتك وعذبتك وافسدت مزاجك !!!
لكنك وقت تتخلص من كل القاذروات التي تحتلك وتحيط بك وتحاصرك ، في تلك اللحظه تنبت لك اجنحه بيضاء كبيره تحملك للقمه التي تستحقها تحميك من السقوط في هاويه مسوخ البشر ، تنبت لك اجنحه بيضاء كبيره تنقذك من سقوط حتمي كاد يتم لثقل قلبك بالهم ، حين تتخلص من الهم ، وجوها واشخاصا وذكريات ومشاعر ، وقتها تنبت الاجنحه قويه عفيه تنقذك من السقوط الذي كان حتمي ولم يعد !!! وقت تتخلص من قاذورات مسوخ البشر وتنساهم ، وقتها تتكاتف السحب وتحميك من السقوط وتحتضنك بطيبه لاتحتاج في ذلك الوقت الا هي ، في تلك اللحظات التي كدت تهوي فيها تحلق ثانيه !!!!!!!!!!!
تضرب باجنحتك في الهواء ، تحلق في العالي ، تطير بك للقمم التي لايقطنها الاالنسور ... في تلك اللحظات وقت شده الالم قسوه الوجع عذاب الالم ، وقت تفقد ايمانك بالبشر وتتمني موتا يحميك من نذالتهم المتكرره ، في تلك اللحظه بالذات ...... تنبت اجنحتك البيضاء حانيه قويه وتحملك لاعلي فتعود طفلا بريئا علي وجهه ابتسامه الطمأنينه الحقيقيه !!!!
هناك تعليق واحد:
كان من الضرروري أن نكتب لأنها كانت البديل الوحيد للهروب من أى شيطان أو للأنتحار كان لابد أن نصرخ أن نقول كل مابدخلنا أن نعلنها صراحة...أنها لحظة موجعه ...لحظة يكتشف فيها الأنسان أن كل محاولاته للهروب دائما تكون فاشلة. ...لا يملك الكاتب سوى قلبه ومشاعره الذي يعتمد عليها فى التعامل مع الأخرين....يحمل حبا لكل الناس يعيش على مشاعره يعتمد عليها فى تعاملاته مع البشر لا يريد منهم شيئا سوى تركه يحيا بالطريقة التى يريدها ... لكن للأسف هؤلاء الحمقى دائما يأتون حتى يفسدون حياتنا ويجعلون يومنا كئيبا ... نحيا فى زمن المتجمدين القادمين من عصور التخلف ... نحيا فى زمن موت المشاعر والأحاسيس تتباعد كبعد الليل عن النهار نحن نفترق كبشر ..لم نعد قادرين على رسم البسمة على شفاة الأخرين ..الحب والتواصل بين البشر أصبح دربا من دروب الخيال ..ليس موجودا الأ بين صفحات الكتب وحكايات البشر القدامى ....لقد فقد العالم القدرة على الحب بين الناس ..علينا أن نعيد للعالم مشاعره وأحاسيسه علينا أن نجعل الحب الشئ الوحيد لأنقاذ العالم .....علينا أن نؤكد للكل الناس أن مهمتنا هى أنقاذكم من الحقد والغيرة والغل والرياء والنفاق وغيرها من الصفات البشرية السيئة ...كان النص رائعا فى الكشف عن ذلك كان متميز فى تناول الصفات السيئة للبشر لكن فى النهاية كالعادة كانت كلماتك رائعة تثبت ان لدي الفنان قلبا يتسع لملايين البشر ..تنبت أجنحتك البيضاء حانية قوية وتحملك لاعلى فتعود طفلا بريئا على وجهه أبتسامة الطمأنينه الحقيقية ..شكرا لك أستاذة ومزيدا من الأبداع والتفرد والتميز
إرسال تعليق