كأن الحياه ضيقه كمثل ثقب الابرة ....
كان الشمس هذا اليوم لاتخرج وتطلق فقط لهيبها الساخن في وجوههنا ، لاتمنحنا دفئا بل سعيرا ولا تمنحنا حيويه بل موت !!
كأن الحياة ضيقة كمثل ثقب الابرة .... قبيحه كمثل سيدة جميله كانت ولم تعد بعدما افسدت ملامحها بعمليات التجميل ففقدت جمالها الاصلي ولم تمنحها العمليات الا قبحا اضافيا فوق قبحها الذي صار !!!!
الحياه ضيقه كمثل ثقب الابرة ... كل شيء حولي صامت ساكن ، كان اللوحه التي رسمها رسام فاشل عديم الموهبه صار خلفيه كل الاحداث وكل ما نعيشه ، انها لوحه بارده اخضر اشجارها باهت ووردوها ذابله وعصافيرها صامته خرساء ، ففي اللوحه البارده التي لانري غيرها وتحتل ابصارنا وتخزق عيوننا تصمت العصافير ويهاجر الكروان وتعطي الاشجار ظهورها للريح فلا تتمايل ولا تزفر اكسوجينا يجدد حيويتنا !!!
كأن الحياه ضيقه كمثل ثقب الابرة .. وكاني الفيل معقود الذيل الذي يعاني ليعبر من الثقب الضيق لكنه رغم كل شيء لايعبر ، يعاني ويعاني حتي تستوقفه العقده تزيد من اسره فلا يفلت من اسر الثقب الضيق !!!! احلم بالعصافير تغني مثلما كانت واحلم بالكروان يشكو همي لله بدل همه ، احلم بالشمس حانيه وليست لهيب مستعر فوق راسي ، احلم بالبحر هادي ونسيمه المنعش ورزازه البارد ينقش علي وجهي ابتسامه الطفوله التي كانت ترتسم وقتما اشاهد البحر وانا كمثل ذره رمال بيضاء ملقاه علي شاطئه الفيروزي .... احلم بعاشقين يقفا علي الكوبري يبتسما لاحلام المستقبل ويتمنيا قبله لايملكا اختلاسها لكنها تسيطره بدفئها علي كل مشاعرهما وروحيهما ، احلم بتلميذه بضفيره طويله ترسم في كراستها بابا وماما وبيت وقطه بيضاء وابتسامه ، احلم بناياتي يجلس تحت شجره ظليله يزفر انفاسه نغمات شجيه ، احلم بامي تدس سندوتش مغمس بالمحبه وسط كراريسي وانا ذاهبه للمدرسه مع اجمل دعاء تحيطني به وانا اهرع علي السلم لابدء يومي البريء ، احلم بجدتي تاخذني في حضنها تبعد اشباح الليل وعفاريته ، احلم بحضن حبيب يبتسم في وجهي فور مااستيقظ ويمنحني اجمل كلماته غزله ، صباح الخير ياحبيبتي ، صباح الخير ياحبيبي ، احلم بكف ابنتي الناعم وذراعها المحب يلتف حول عنقي محبه ودفء ، احلم بوطن كنت اعرفه واستيقظت من النوم فوجدته رحل وتركني لكل الاشباح والاوجاع يمزقني الشوق كل يوم وكل لحظه !!!!
كأن الحياه ضيقه كمثل ثقب الابرة ...اه من مخاوفي وتخوفاتي .... ساستيقظ يوم لن اجدني ، ملامحي غير ملامحي وبيت غير بيتي ووطن غير وطني !!! ساستيقظ يوم لن اجدني ، هذه الاغنيات غير التي احبها ، هذه الافلام غير التي اعرفها ، هذه الشوارع الصامته ليست شوارعي ، هذه الجهامه علي الوجوه تخيفني ، الاسلحه البيضاء المخبأه تحت الملابس تروعني ، الاخبار الكاذبه والكلام التافه وردود الافعال الساذجه تجنني ، ربما انا مجنونه فعلا ، لكن كل ما يحدث حولي افقدني والامان والطمأنينه والغد القادم لااعرفه ولا انتظره ، اقضي وقتي انقب في ذكرياتي واغانيها وابتسامتها الحقيقه ودفئها واحضان حبايبها واحلامها ، انقب في ذكرياتي واعطي كل الحاضر ظهري ، كله لايحدث ، كله لااعرفه ولاارغب اعرفه ، لااحبه ولن احبه ، كل الحاضر لايخصني ولااخصه ... لاانتمي اليه ولن انتمي !!!! ساستيقظ يوما لن اجدني ، لن اجدني ولا بيتي ولا وطني ، ولا البشر الذين اعرفهم وكنت احبهم ، ولا الطمأنينه التي كانت لاتبارحني ففقارقتني وتركتني ريشه في مهب الريح تتقاذفني المخاوف والاوجاع!!!
كأن الحياه ضيقه كمثل ثقب الابرة ...
اكره كل هذا الصخب ، اكره الكلمات البارده التي تخرج من ثقوب سوداء تحتل الارواح الكاذبه ، لماذا يأتي صوتكم كمثل الانصال المشحوذه يمزق روحي ويبعثرها وكل الذكريات في بحار الوحشه !!! اكره كل الانفعال الذي تعبروا عنه " بحزق " لانكم كاذبين والله العظيم كاذبين ، لو كنت صادقين لوصلتني كلماتكم كمثل حبة النعناع تذوب في فمي بسهوله وتنعشني ، لكنكم كاذبين ، كلماتك ملوثه بمذاق الشبه ، تكوي وتوجع وتحرق وتؤلم وتفسد حاسه التذوق وطزاجه الروح ....
لماذا لااصدقهم .... سؤال سألته لنفسي مائه مره بل مليون ، لماذا رغم كل الحماس الذي تدعوه وترسموا ملامحه علي وجوههكم لااصدقكم لماذا رغم كل الانفعال المبالغ فيه لايصلني ماتقولوه ، لماذا اري زيفا يلون الوجوه والاصوات والمشاعر ، لماذا كل هذا الكذب !!!! لماذا كل هذا الكذب ، هل لاصدقكم ، عفوا لن اصدقكم ، فحين كنت اصدقكم كنت لااحتاج كل هذا الانفعال ، كنت اصدقكم بمنتهي التلقائيه والفطرية ، الان ، لااصدقكم ولااصدق اقوالكم ولا تصرفاتكم ولا مشاعركم ولا اي شيء !!! لااصدقكم ... الكذب يلمع في العيون لحد يعمي القلوب ببريقه !!! الارواح جفت كمثل احطاب الشتاء وبردت مثل طبق الحساء الذي افسدت البروده مذاقه ، حين يحاصرنا الكذب بمنتهي الانفعال والقوة لايبقي لنا الا الفرار ... لكن الحياة ضيقه كمثل ثقب الابرة والعقدة التي تخنق ذيل الفيل تمنعنا حتي من الفرار !!!!
الحياه ضيقه جدا لان دروبها مليئه بالزيف والكذب والفجأجه وانعدام الموهبه والمبالغه الكريهه فلم يترك للصدق الا مكان قدمه وخطواته يتعثر فيها ويسقط ولايقوم !!!!!!
الحياة ضيقه جدا كثقب الابرة !!!! ضيقه جدا ، ضيقه جدا ، ضيقه جداااااااااااااااااااا ....
هناك تعليق واحد:
من مجدي السباعي
اسمحي ان ابدا بكلماتك فهي تعبر عما احس بصدق
واعطي كل الحاضر ظهري ، كله لايحدث ، كله لااعرفه ولاارغب اعرفه ، لااحبه ولن احبه ، كل الحاضر لايخصني ولااخصه ... لاانتمي اليه ولن انتمي !!!! ساستيقظ يوما لن اجدني ، لن اجدني ولا بيتي ولا وطني ، ولا البشر الذين اعرفهم وكنت احبهم ، ولا الطمأنينه التي كانت لاتبارحني ففقارقتني وتركتني ريشه في مهب الريح تتقاذفني المخاوف والاوجاع!!
اما اذاكانت كتابتك الرقيقه قالت انك لاتصدقيهم فانا اقولها بلا رقه كلكم كاذبون كلكم اصحاب مصالح او متخلفون ومعدومي الثقافه والفه تنساقون وراءهم ...احس اني ربطت من عنقي واسحب منه الي ماكان لااعلمه ..واعتدت ان المكان الذي لااعلمه ولم اختاره امقته
إرسال تعليق