التراكم الكمي يؤدي الي تغير كيفي ...
قانون تعلمناه في بدايه الشباب وقتما كانت العقول تتوق للمعرفة والفهم وتبحث عما ينير لها الطريق والبصيرة ...
وثبت القانون في عقلي وصار اداه للفهم ، وصار وسيله لتحليل الظواهر التي اراها ابحث عن اللحظه التي حدث فيها التغير الكيفي واتسائل عن قدر التراكم الذي احدث ذلك التغيير .... وتحول القانون من معني مجرد لاداة مهمه للفهم في حياه مليئه بالتشابكات والتغيرات ..
ورويدا رويدا صرت اتربص بالحياه بحث عن التراكمات التي اراها تحدث تغييرا كيفيا جديدا وتخلق واقع جديد قد يلبتس امره علي الاخرين لانهم لايفهموا سببه ومبرره ، واراه انا ابن قانون التراكم ...
حجر فوق حجر فوق حجر ، يحول الاحجار من مجرد احجار مبعثرة لجدار ...
حجر فوق حجر فوق حجر هم النصف الاول من قانون التراكم وحين يتحولوا لجدار عالي يتحقق النص الثاني من ذات القانون ....
لماذا اكتب هذا ؟؟
اكتبه لاحكي عن فيلم سينمائي ، كتب قصته من اسموه " الاديب العالمي " عن كتاب استقبل بحفاوة وترحيب شديد لايليق بهما الكتاب ولا يستحقهما ، لكن للعالمية ادواتها التي تحول الفسيخ لشربات وتحول المحدود لعالمي وتحول الجعير لفن والفجاجه لواقعية ، للعالميه ادواتها التي تنتقي من هو جاهز ليقول ماتريد سماعه فتجعل مايقوله وكأنه هومايستحق سماعه ، للعالمية ادوات ورجال ، رجال يحققون للعالميه ماتبغيه فتحتفي بهم وتمنحهم مالايستحقوه ...
ولان الزن علي الودان امر من السحر كما قالت جداتنا الحكيمات ، ولان للعالميه ادوات تزن علي العقول وتعبث بهم وتفسدهم فيتحول تأثيرها لسحر وامر منه ، سحر يفسد الرؤوس والافئده ، ويأتي قانون التراكم فعله ، فمن كنا نراه قبيحا رويدا رويدا وبسبب الزن والسحر والعالميه وقانون التراكم نراه جميلا ثم الاجمل ثم نصدقه وننسي قبحه ويعجبنا ثم يأسرنا ثم نردده ونروج له ويحدث التغيير الكيفي .....
اكتب لاحكي عن فيلم سينمائي ، قال عن حياتنا اننا في زمن المسخ ، فصدقناه ، وكيف لانصدقه ومن قال الجمله المشبوهه فنان كبير يحبه الناس ، ومن كتب الجمله اديب عالمي ، سخر امكانياته المحدوده ليخلق عالم من القبح والكراهيه والنفور من وطن لايستحق الا الحب لكن العالميه لاترضي له بالحب والانتماء وتسعي لهدمه بادواتها " الناعمة " العالمية وتسخر لهدمه رجال يحملوا بطاقات الرقم القومي وقلوب خاويه من الايمان والانتماء والوطنية ...
نحن في زمن المسخ !!!
هل كنا فعلا في زمن المسخ ؟؟ لماذا صدقنا ماقالوه ، من قال اننا صدقناه ، لم نصدقه او هكذا ظنناها مجرد جمله في فيلم ، لكنها رسخت في الوجدان وحين اتت اللحظه التي يتيعين نتذكرها ونكررها ونرددها ، حين اتت تلك اللحظه قال احدهم وكأنه لايقصد ، فعلا احنا في زمن المسخ علي راي الفيلم ....
الفيلم ، الشريط السينمائي الذي يسطع بنجومه المشهورين المحبوبين علي الشاشات ، يردد معاني وعبارات وقيم ، يرددها وكأنها لعبه وتاره في تاره ومره تلو المرة تتحول العبارات المزيفه السينمائيه لجزء من الوجدان الجمعي ثم جزء من يقينهم وحقيقه قناعاتهم ، هذه هي اللعبه ، لعبه ترويج السم في العسل ، او السم في السم بأسم الواقعيه وبأسم محاكاه الواقع ، الحق ان الشريط السينمائي لا يحاكي الواقع ، بل يخلق واقع اخر ويريده شبه الواقع الذي نعيشه وتختلط الاوراق والرؤي ، فيتحول الواقع المزيف المصطنع في وجدان المتلقين لواقع وكأنه حقيقي من كثره مايروه امامهم علي الشاشه عملا بنظريه الزن علي الودان امر من السحر ....
في ذلك الفيلم ، وعلي السنه النجوم المحبوبين وبعدما منحهم المنتج اجورا عاليه ومنحهم الجمهور شهره ومحبه ، في ذلك الفيلم وعلي السنتهم ، دس السم في العسل وخلق واقع مزيف ليحاكي ويشبه الواقع الحقيقي ، وروج بين الجمهور باعتباره الواقع الحقيقي ، فصرنا في زمن المسخ كما قال الفيلم وتأكدنا ان " مصر قاسيه قوي علي اهلها " كما قالت الشابه النضرة الجميلة وتعاطفنا مع الارهابي الذي " هتك عرضه " كما قرر المؤلف العالمي وكرهنا الضابط الذي حرض علي عرض الارهابي الطيب الغلبان كما قرر الفيلم ، في الفيلم تعاطفنا مع الارهابي الذي لم يجد له مكان في الحياه كما اراد صناع الفيلم ، الفيلم خلقه يستحق تعاطفنا وحرمه من مكانه في الحياه ، ليست الحياه الحقيقيه بل الحياه التي خلقها الفيلم ، ولان الجمهور المتلقي تصور ان الحياه التي في الفيلم هي الحياه التي يعيشها كما اراد له صناع الفيلم ان يتصوروا ، تعاطفوا مع الارهابي الطيب الذي هتك عرضه علي يد ضابط شرطه مجرم كما اراد الفيلم يصفه ويقول عنه ولانه ضابط شرطه مجرم وملامحه قاسيه ويدافع عن زمن المسخ وعن مصر القاسيه اوي علي اهلها ، لانه هذا الشرير ، فقد استحق القتل في مشهد بارد بلا ذره تعاطف ، وكيف نتعاطف نحن الجمهور " الغلبان " مع ضابط شرطه مجرم قاسي هتك عرض الارهابي الطيب ، كيف نتعاطف معه ، لاتتعاطفوا معه فهو يستحق القتل ، هذه رساله الفيلم او واحده من احد رسائله ولان " طه " طيب وغلبان ، ولان " الضابط مجرم وقاسي " ولاننا " في زمن المسخ " ولان " مصر قاسيه اوي علي اهلها " يمكننا بهدوء وبرود نقبل قتل الضابط في الفيلم ، نقبل بل نرحب بقتله في الفيلم ، ولاتحرك في قلوبنا دماءه ذره احساس او تعاطف ، وهل يستحق ضابط الشرطه المجرم القاسي اي تعاطف ، لا ، هل لايستحق التعاطف فقط في الفيلم ، لا لايستحق التعاطف في الفيلم وفي الحياه لان الفيلم يحكي لنا عن الحياه التي نعيشها ، اقصد يحكي عن الحياه التي خلقها والتي اراد يصورها لنا باعتبارها شبه او مثل او هي الحياه التي نعيشها ...
وهكذا ، قتل الارهابي الطيب ، الضابط المجرم القاسي ، قتله فتعاطفنا مع القاتل واستبحنا دم القتيل ...
هذا ماقرره الفيلم وقرره الاديب العالمي ، الاديب العالمي روج لقتل الضابط ، روج لقتله ودافع عن ذلك القتل وبرر له ، ليه ، لان الضابط قاسي ومجرم والضحيه التي تحولت لجاني ، الضحيه ارهابي طيب ، دفعه الضابط المجرم ليصبح قاتل ، ياحرام ، نعم هذه هي الرساله ، عندما يحول الضابط المجرم الارهابي الطيب لمجرم ، وقتها يشعر الجمهور بالاسي علي القاتل لانه صار قاتل وقتل الضابط الضحيه الذي لايستحق يكون ضحيه بل هو بالاساس مجرم حتي وهو ضحيه والقاتل هو غلبان حتي وهو قاتل لانه قتل من يستحق القتل ....
وتتحول الرواية التافهه لاديب عالمي ومن بعدها الفيلم ، يتحولا لاداه من ادوات تبرير قتل الضباط والتعاطف مع الارهابيين الذي كل ذنبهم انهم مؤمنين بما هم مؤمنين به ويعيشوا في زمن المسخ الذي يهتك عرضهم بقسوه ويطاردهم بالمخربين لانهم فقط " ياحرام " عبروا عن انفسهم بالتكبير في الجامعه كما اراد صناع الفيلم يوهموا الجمهور ويدسوا في روحه تعاطف مع الارهابيين القتله ويحرضوه علي الضباط الذين يستحقوا القتل كما قال الفيلم ...
و............. نستيقظ يوما من النوم ، وقانون التراكم الكمي اتي اثره فحدث التغيير الكيفي ، وتحولت مشاعر المصريين لمشاعر عدائيه تجاه ضباط الشرطه ، مشاعر عدائيه واكثر ، صوره ذهنيه استقرت في وجدانهم وحدت بين كل منهم وبين الضابط القاتل المجرم القاسي الذي انتهك عرض الارهابي الطيب ، ولان كل منهم صار ذلك الضابط المجرم القاسي ، صار قتل اي منهم مثلما قتل الضابط المجرم في الفيلم منطقي ومبرر بل وربما يستحق التعاطف والتفهم والتاييد والتحريض ....
مجرد فيلم سينمائي ، مثله نجوم لم يدركوا وهو يلبسوا الشخصيات انهم يهدموا الوطن الذي يحبوه ، لم يدركوا الا انها روايه عظيمه كما رددت الجوقه فاقتنع الجمهور ، كما رددت اجهزه الاعلام فخضع الجمهور لسطوتهم ، روايه عظيمه تستحق تتحول فيلم سينمائي من دم ولحم ونجوم وابطال ومشاهد وجمل ، روايه عظيمه لاديب عالمي يستحق ايضا الاحتفاء به ، وتحوله الروايه من مجرد كاتب حتي لو كان عالمي ، تحوله لزعيم سياسي ، ويتحول الفيلم لجزء من رصيده في وعي الجمهور الذي تلاعب الاديب العالمي بوعيه هو وبقيه القوة الناعمه للعالميه .... فيلم سينمائي منح الارهابي الطيب صكوك التعاطف الانساني ومنح الضابط المجرم مبررات القتل المنطقي ..
هل انتبهنا وقتها للسم في العسل ؟؟؟
هل انتبهنا لمعني التحريض السافر الذي يروج له الفيلم علي الضباط مبررا قتلهم علي ايدي الارهابيين الطيبين ؟؟؟
هل انتبهنا لمعني التعاطف المجدول في مشاهد الفيلم مع الارهابي الطيب الذي زوجوه فتاه جميله غرق في بحار حبها في مشهد رومانسي جميل ...
لم ننتبه ، فقط اعتبرناه مجرد فيلم ، مجرد فيلم ناجح بتوليفته المبهره من روايه لاديب عالمي وشريط سينمائي لنجوم نحبهم ونحترمهم اقنعونا اننا في زمن المسخ وان مصر قاسيه علي اهلها وان طه غلبان وان الضابط يستحق القتل !!!
لم ننتبه لقانون التراكم وهو يأتي اثره القوي باحدث تغيير كيفي في قناعاتنا ووجداننا....
لم ننتبه ...
وفي يوم من الايام استيقظنا والضباط تقتل في الاقسام ويعتدي عليها في الشوارع وتحاصر في مديريات الامن وتدق طبول الحرب علي دمائها ، وقتها ، لم يطرف للجميع جفن ، ولماذا يطرف لاي منا جفن ، وجميعهم الضابط القاسي المجرم الذي هتك عرض طه وهو يعبث بولاعته ونارها وكأنه سيحرقنا جميعا ...
الصورة الذهنيه التي صنعها العالمي للضابط في روايته وفيلمه ، حرضت علي قتل الضباط بهدوء وبرود وحين تحول الامر من مجرد مشهد سينمائي لواقع حياتي صفقنا ببرود وكأننا نعيش نهايه الفيلم !!!!
وتحول الفيلم من مجرد فيلم لاداة قتل وتحريض علي القتل ، غيرت وجداننا وعقولنا وقلوبنا من حاله كانت عليها لحاله صارت عليها فصار القتل عادي وصارت الكراهيه منطقيه وصار الارهابيين طيبين والضباط يستحقوا القتل وصارت الحياه تشبه الفيلم او صارت الحياه تشبه الحياه التي خلقها الفيلم واقنعنا انها هي هي الحياه التي نعيشها !!!!
اقول تاني ومن الاول ...... التراكم الكمي يؤدي لتغيير كيفي !!!
واقول كمان وكمان ...... الزن علي الودان امر من السحر !!!!
" النص الاول من محاولة استعادة ساعه الكتابة اليومية - 1 "
هناك 3 تعليقات:
مجدي السباعي
اقول تاني ومن الاول ...... التراكم الكمي يؤدي لتغيير كيفي !!!
واقول كمان وكمان ...... الزن علي الودان امر من السحر !!!!
فيلم "هي فوضي"
كان دوره اساسي في الهجوم علي اقسام الشرطه
فيلم "الديكتاتور"علامه استفهام كبري
وغيرهم الكثير
اتفق معك تماما وكيف كان دور هوليوود في جعل امريكا الحلم الاكبر
رائع
فى البدايةاحب ان اشكر حضرتك واحييكى على هذه المقالةالاكثر من رائعة ,طبعا الفيلم معروف وبالفعل الجميع تعاطفا مع الارهابى طه واصبح الكثير يرددعبارة الفنان المشهوراحنا فى زمن المسخ ,وانا واثقة انهم لايعرفون معناها اصلا,ولكن
مثل هذه الافلام بنجومها العالميين يرسلوا دائما عبارات وافعال يظن البعض انها اصبحت الواقع ويتعايشون
معها,ونرجع نسئل لية اخلاق المصرين
اصبحت هكذا ليه كل هذه العدوانيه,
ليس تجاه الضباط فقط بل لبعضنا
البعض ,ولكن الاعلام وغيره هو الذى
يصور لنا انها بحق افلام عالميةرائعه
تعبر عن الواقع الذى لانعرفة الا من
خلال مثل هذه الافلام, وبالفعل كما تحدثتى فى المقاله انهم يدسون السم فى العسل واتى قانون التراكم الكمى وحدث بالفعل التغيير الكيفى ,ومش هطول فى الكلام اكتر من كده لان المقالة قالت كل الكلام..وفى النهايه
اوجة لحضرتك كل الشكروالاحترام واننى
لم اغيررأى أبدا بعد كل مقالةأو قصة اقراها,دائما يعجبنى ارائك الصريحة
وشخصيتك المحترمة التى اراها فى كل
كتاباتك ,واراكى دائما مئلا اعلى لى
واراكى المصرية الجدعة التى تعبر عنا فى مقالاتهاالصريحة الواضحة من غير خوف ولا نفاق مع احد ,بحب حبك لهذا الوطن وغيرتك الدائمة علية والنهاردة اسمحيلى انا اللى اقول
لحضرتك عمار يا مصر....وشكرا
nashwaabdelhilem
إرسال تعليق