14 أكتوبر 2012

ابتسامة زجاجية


حين تضل الروح وتتوه
وتمزق شراينيها باسنانها
وتبصق مرارات الوحشة بعدما اجترعتها
وكأنها تستمع بمذاقها الدامي
وتحطم قوتها بارادتها الحرة
وتحرق بلهيب فزعها اطمئنانها
وتحترق بنيران الخوف الازرق
وتنتشر في سماء الصقيع دخان اسود
وتمزق الاربطه التي توصلها بالحياه
وتخنق انفاسها بكفيها
وتبحث عن تنفس صناعي
يمنحها قبله الموت المريحة لتموت هانئة
وتخلع جذورها من الارض الطيبه
وتتبعثر شذرات رمال خشنه
وسط الرياح الهوجاء
تزأر وكأنها تغني
وتموت وكأنها ترقص
وتبتسم وهي تذبح وتذبح
وتبحث عن عيون مالحه لترتوي
بسمها وتترنح من شده الهذيان
وتمرح عابثه في السماء الملبدة بالغيوم الثقيلة
تطارد النواهش وتشاكسها لتعقرها طائعه صاغرة
وترفع هلبها من عمق الارض
وتكسر بوصلتها
وتفقء عين فنارها وتكره رشده
وتتهاوي علي اسطح العواصف المخيفه
قصاصه ورق مبتله تذوب تتلاشي وسط الامواج الحمضية
وتتبعثر نثرات فوق البراكين المشتعله
وتقتات بالحمم المصهورة لتسممها وتحرق جوفها
وتحرقها وتريحها ...

في تلك اللحظة التعيسة ...
ترتسم ابتسامه زجاجية فوق الوجه الميت
وكأنها لحظه فرح مع حبيبة !!!
وتكشف العيون الغائرة
عن حزن اصدق من كل الاكاذيب
وتفضح وحشه تزيدها المرأة
التي لاتدرك الروح ولاتقويها
بل تبحث عن صورة في اطار
تعلقها علي جدران منزلها الممتلئه بالجثث الملونة
وتبتسم لفلاش يعمي القلوب
يسجل لحظه موته كلحظه انتصارها المرعب
في تلك اللحظة التعيسة
ترتسم ابتسامه زجاجيه فوق الوجه الميت
وتستغيث الروح ....
وتنادي .... تتمني من يسمعها
وتتوالي الرسائل خلف الاخري
والاستغاثه وراء الاستغاثه
والحزن فوق الحزن
والتوهه مع التوهة
وتبقي الابتسامه الزجاجيه فوق الوجه الميت
شاهد علي الانكسار الاختياري الموجع
وعلي الروح الاسيرة فوق الجدران البيضاء
وعلي الوجع المغروس في الاعصاب
وعلي الهم الازرق
وعلي ان الجثه مازالت تتنفس !!!ا

هناك تعليقان (2):

مها العباسي يقول...

عندما تنتحر الارواح لا يظل شئ
تصبح العيون مجرد حدقتين زجاجيتين لا حياة فيهما
والابتسامه مجرد شئ هلامى لا ملامح له انها الروح عندما تنسحب لا يظل شئ

Mafrousa يقول...

ابتسلمة زجاجية
و نظرة زجاجية
وروح هائمة
وقلب ينبض فقط لكى يعلن ان الروح لازالت فى هذا الجسد الزجاجى لم تفارقه بعد
:(