12 مايو 2013

علي حافة لسان الوصل..... "" من ذكريات الصيف "" !!!





كنت صغيرة جدااااااااااااا
وكنا في رأس البحر 
جدي يلبس بدله شركسكين بيضا 
وجدتي تلبس ثوب انيق وايشارب " فوال " 
امي شابه صغيرة ترتدي بنطلون " ترواكار " وقبعه قش مزركشه بورود ملونه 
ابي يرتدي شورت بيج وقميص انيق وصندل جلد 
تحت الشمسيه علي البحر في رأس البر ، نجلس وبجوارنا جيراننا ، كل الشاطي يعرف بعضه ، الرجال يلعبون الطاوله والنسوه يتبادلن النميمه والشابات يبحثن عن الحب والعرسان والصغيرات يشيدين علي الرمال قلاعا يهدمها البحر ومعها الاحلام !!!! 
كل المصطافين في منتهي الاناقة ، ورائحه العطور الباريسيه تختلط برائحه اليود القوي المنبعث من البحر ...
تلال من الاصداف نائمه علي الشط ، نبحث فيها علنا نجد قوقعه مغلقه لنفتحها ونبحث فيها عن الحظ ..
بائع الايس كريم يمر علي البلاج ، كاكسيته بيضاء وملابس انيقة وعربه مزركشه بالالوان ، قرطاس سندوتش بسكوته صغيره ، انواع الايس كريم ، سندوتش لمون ، مازال المذاق اللاذع الحلو علي طرف لساني ...
يأتي الموج قويا ، يداعب الاقدام الحافيه ، من يرتدي حذاء يرفع قدميه عن الارض حتي تغادرنا الموجة ، لايعود الموج للبحر خاوي الوفاض ، يسحب معه مايقوي عليه ، يباغتنا ويسرق الشباشب ، تجري خلف الموج صوب البحر ، نصرخ بفرح ، نطارد الشباشب لنقبض عليها ، الموج يشاكسنا ونحن نضحك ، نمسك فرده شبشب والاخري تسبح وردتها الملونه علي زبد الموج وتدخل في عمق البحر حيث عروسه والنداهة والعفاريت التي تخرج من البحر ليلا وتقطن شطه فلا نقترب منه ، نري اشباحا تسير علي الشط ليلا نظنها العفاريت وكيف نعرف انها حرس الحدود يراقبون الشط !!!! 
نصل عند اللسان قبل غروب الشمس ، تقبض امي علي كفي الصغيره حتي لا افلت منها ، هنا يلتقي النيل العذب والبحر المالح وتموج المياه بالدوامات ، وتجري اسراب السردين المهاجر في رحله العوده للمياه البارده ، هنا تحلق اسراب السمان العائده لاوطانها بعدما تمتعت بدفء بلادنا وقت الصقيع هناك في بلادها البعيده ، وتتحول اسراب السردين لسمك مشوي صغير ، يرص بعنايه في اقفاص خوص بينه طبقا من الملح وتتحول اسراب السمان ، لوجبه ساخنه تفوح منها رائحه الفحم الذي شويت عليه ، ويقترب الصيف من الانتهاء ، اودع الشاطيء ، واحمل من الاصداف مااقوي علي حمله واترك امنياتي دفينه بين جبال الاصداف ربما تأتي موجه عاتيه من امواج الشتاء ، تحمل امنياتي للبحر وجنياته الطيبه ليحققها ، التهم اثنين او ثلاث من سندوتشات جيلاتي اللمون قبل الرحيل ، واتابع جدي وهو يلتهم ام الخلول والجندوفلي وجدتي وهي تشوي السردين وامي هي تضحك في بلكونه العشه الخوص مثل الفراشه وفستانها المنفوش يتطاير في الهواء و............... تسقط الشمس في دوامات لقاء النيل العظيم بالبحر المتوسط عند اللسان العتيق و............. نودع الصيف ورأس البحر والعشه الخوص ونرحل ، علي امل نعود في العام اللاحق ، وقد عدنا وعدنا و.............. لم نعود بعدها !!! 
وبقيت الاصداف وسندوتشات جيلاتي اللمون ورائحه ام الخلول وشوي السردين ودوامات الوصل واللقاء وقرص الشمس المنطفيء علي حافه اللسان العتيق ، لسان الوصل بين النيل والبحر المتوسط ، بقي كل هذا يذكرنا بزمن كان جميل ، وعندما رحل احتلنا ولم يرحل !!!! 


هناك تعليق واحد:

Mafrousa يقول...

حلوة اوى يا اميرة
ذكريات جميلة ..
و صورة جميلة لايام مصر الجميلة و ناسها الاجمل
هيه ديه مصر على فكرة و مصايفها اللى فى ذاكرتي
ياااااااااااااااااااااه
مصايف دلوقتى مع فخامة اماكنها و غلو اسعارها
الا انها تفتقد طعم المصايف القديمة البسيطة
لو ينفع الواحد يرجع لايام زمان..كنت اول واحدة رجعت
حلو اوى بجد
شميت معاكي ريحة البارفان :) و ريحة السردين المشوى