20 يونيو 2013

حبايب مصر



ياحبايب مصر ... مالذي يَجمعنا ويُجمعنا ، في هذه اللحظه بالذات مالذي يُجمعنا ؟؟!!! 
ايام كثيرة في التاريخ القريب متعاقبه عشناها والالم يعتصر ارواحنا وقلوبنا ، نبكي بدمع متحجر يشق القلوب وجعا ونبتسم ابتسامات شاحبه كالجثث المحنطة ونستدعي من ذاكرتنا التاريخ والفرحه ونعد انفسنا بالامل والتمني ونراقب مايحدث مكلومين وكأن كل احباءنا ماتوا وكأننا في سرادقات العزاء ، ايام كثيرة متعاقبة عشناها ولم نعشها ، والحبيبة الغاليه تتمزق بايدي الابناء والجهلاء والعملاء وتنتفض بقوه تبعد ايديهم عن عنقها وتسحب نفسا طويلا يمنحها بعض الحياه ويمنحنا بعض الامل !!! 
ايام كثيرة متعاقبة عشناها ولم نعشها 
نسينا انفسنا وحياتنا ، اهتماماتنا ، تفاصيل حياتنا ، نعيش علي هامش العيشة ، نأكل ونشرب ونتنفس وكأننا نعيش ، لكنا الحق موتي !!! موتي لانعيش الحياه ولا نغيب مع الموت !!! 
نسينا انفسنا وحياتنا ، نضحك بصخب وكأنه ضحك من القلب وهو من الوجع ، نتكلم كثيرا وكأننا نقول مانتمني قوله لكن مانتمناه محجوب اخرس ، ننام طويلا وكأنه نوم لكنه ليل طويل تمرح فيه اشباح الكوابيس وتنزلق الدموع وسط الوجع تلك التي نخفيها في شمس النهار وكأننا سعداء ولا نتنفس دموعا وندمع وجعا !!! 
مالذي يجمعنا ، مالذي نتحدث فيه ونتمني الا نصمت عنه ولا نكف من الخوض فيه .....
انه حب الحبيبه الغاليه ، مصر المحروسه ...
هي التي اسرتنا في حبها واعتقلتنا بقسوه وقوه في عشقها فدرنا في افلاكها موجوعين نحمل همها ونتحمل همنا من اجلها ونصبر ونطالبها بالصبر ونعدها بالخلاص ونمني انفسنا بقوه تدب في ارواحنا تفك اسرها وتزيح همها وتمنحها ماتستحقه في قلوبنا .. 
مايجمعنا هو حب الحبيبه الغالية ام الدنيا المحروسة 
نتكلم عن امنياتنا لها ، عن افتقادنا لها ووحشة غيابها ، عن شوقنا لحضنها وفراغ احضاننا وهي بعيده عنها لم تأتي لكنها ستأتي ، نحلم بها تعود لنا كما نعرفها ، دوله الحضاره العظيمه ، الرايه والمنارة والامارة ، الثقافه والابداع والتقدم والنجاح والمكانه العاليه ، نحلم بها تعود لنا كما نعرفها ، قاهره الطغاه ومقبره الغزاه وحنان ايزيس وصبرها ومثابرتها ... لكنها لاتعود ولانكف عن الحلم ، لاتعود لاننا بحق لم نسعي لها لتعود ، فرت من احضاننا غاضبه مننا واختبئت ووعدتنا بالحب والخير وقت نعثر عليها مختبئه من كل المحتلين الذين دنسوا ارضها وهزموا مرات كثيرة و عادوا ثانية ولم يهزموا بعد !!! 
مصر 
الوطن الذي يعيش فينا ونعيش فيه ...
نحبها ونتلظي بوجع غيابها ، نحبها ونحترق شوقا لها ، نناديها ونتمناها تعود 
نبكي بدمع الشوق ونعتذر لها عما اقترفه صمتنا وعجزنا وخرسنا فيها 
ليتنا كنا اكثر شجاعه فحميناها وقت صمتنا وتركناها تمتطي من خونه يهينوها ويكللوا ايامها وايامنا بالعار والهم وفقئنا عيوننا وادعينا الجهل والغباء وعمي البصيرة وكأننا لا نفهم ولن نفهم مايحدث فيها وبها ...
ليتنا كنا اكثر قوه فدافعنا عنها وقت استباحها الخونه والعملاء ولوحوا بعلمها وكأنه رايه استسلامها لمؤامراتهم فتراجعت امامهم وكأنها هزمت تنادينا لنشد ضهورنا وننهض فتقاوم معنا وتنتفض وتنتصر ولم نسمع نداءها فخفت صوتها وادخرته للايام التي سيسمع فيها ابناءها صوت نبض قلبها وهو يتوجع فيهبوا لانقاذها وتحريرها فتهب معهم وتكون الفرحة !!! 
ليتنا كنا اكثر بأسا فكشفنا اللثام عن كل الوجوه الغادره وفضحنا سم ابتساماتهم وكشفنا رائحه خستهم واوضحنا لهم اننا نراهم ونكرههم ونقاومهم وسنقاومهم واننا سننتصر عليهم ونعد العدة لهم ولو كانوا لايعلمون ..
ليتنا كنا اكثر شجاعه فتجمعنا وتوحدنا وصرخنا في القوادين والعاهرات ليحلوا عن شرفها الذي لوثوه ودنسوه وقهروها وقهرونا 
لكنا ادعينا العقل والحكمه وكأن مايحدث لايحدث وادمنا الصبر العلقم والمر وتجرعنا اوجاعنا سما وانتظرنا الامطار تزيل من وجه مصر ماعلق به وعليه .. وتأخرت الامطار وادمنا الانتظار وتمنينا ملاك حارس يحميها ويحمينا وكأننا جوقه اصفار علي اليسار لاقيمه لها الا الوجع والتوجع والبكاء والقهره وحرقه الروح ..
بكينا كثير والدم المصري يسيل بخسه علي الرصيف وتحت الاقدام ، اعتدنا الجنازات وملح الدموع وكلمات التأبين واعتبرنا علمنا كفنا للغالين الاعزاء وزركشنا اسماءهم في صفحات الموتي بالورود وكأننا عملنا ماعلينا تجاههم وتجاهها ...
توجعنا كثيرا ومصر المحروسه ام الدنيا تنهال عليها الطعنات من كل الخونه والاعداء وهم يرتدوا اقنعه مخيفه بابتسامات صفراء ودعونا لها ينصرها ربي ونحن لم ننصرها وتخلينا عنها في وقت اشد ماكانت تحتاج لنا ...
تحملنا كثيرا وهي تحملت اكثر 
صبيه وحمقي وخونه وسفسطه فارغه وشعارات جوفاء وصفقات وتنازلات وخرس وغدر 
مسوخ مشوهه ادعت انها قياده مصر فصرخت لااعرفهم ولايمثلوني فكتموا صوتها وصوتنا 
مسوخ مشوهه تجار سياسه وشرف وخرائط ومؤامرات وفضائيات وصحف يبيعوا فيها ويشتروا ويقايضوا بشرفها ويقتسموا خيرها ويخدعوا شعبها ببضاعتهم الفاسده وتجارتهم الخاسره ويزعموا للمشتاقين للحريه والعداله والكرامه ان بضاعتهم النتنه هي منتهي احلامهم وامنياتهم التي سيحققوها لهم فور يعتلوا المقعد العالي ويمسكوا صولجان الحكم !!! 
تحملنا قدر ماتحملنا ، وتحملت هي قدر ماتحملت 
وتوهم الخونه اعداء الحياه والحضاره والتاريخ والكرامه ، انهم افلحوا ينتصروا عليها وعلينا ويأسروها ويقتلونا 
توهموا وصدقوا اوهامهم واكاذيبهم وتصورونا صدقناهم ويأسنا واستسلمنا ...
لكنا لم نيأس ولم نستسلم 
وهي لم تيأس ولم تستسلم 
فهي المحروسه بكرم ربي واراده شعبها 
وهي ام الدنيا بتاريخها وحضارتها ومكانتها 
وهي الغاليه العزيزه التي وان صمتنا يوما لن نصمت عن اهانتها كل الايام ولم ولن نقبل ...
ونفخت ايزيس من روحها في ارواحنا 
تحكي لنا عن اوزوريس الذي قتله الخونه الغدارون ، قتلوه ومزقوه وبعثروا جسده وخبأوه كي لاتعثر عليه ولاتعيد الحياه له ولها ، قصت علينا كيف بحثت عن جثمانه الممزق تلملمه 
وكيف بكت حتي تفجر النيل في الصخر شريان حياه عذب من دموعها المالحه 
تحكي لنا ايزيس عن وجعها وصبرها 
تحكي لنا عن الجثمان الذي تصور قاتلوه انه ابدا لن يعود للحياه فعاد 
تحكي لنا عن الملك الذي سلبوه الملك والحياه فاعادت له الحياه والملك 
نفخت ايزيس من روحها في ارواحنا 
وسقتنا من نيل دموعها وعمدتنا وطهرتنا في مياه المقدسه 
وقصت علينا قصه حورس الذي خرج من صلب الملك المغدور به الميت الذي عاد للحياه بارادتها وصبرها 
قصت علينا قصتها 
انها ابدا لم تستسلم ، ولم تيأس 
ولم تقبل الهزيمه ولا سلطان الموت 
ولا بعثره الجسده والروح 
وانها منحت بدموعها للارض الطيبه نهرا منح الارض الطيبه حياه كانت ومازالت وستظل 
وانها من صلب الملك الذي اعاده حبها وارادتها للحياه منحت الحياه حورس 
الملك المقاتل المنتصر علي قوي الشر 
نفخت ايزيس من روحها في ارواحنا 
وذكرتنا بصبرها وجلدها وقوتها ودموع ضعفها ومثابرتها وصبرها 
وذكرتنا اننا احفادها ، نحمل في ارواحنا قوتها وصبرها وفي قلوبنا محبتها ويقينها وفي اجسادنا جلدها وقوه تحملنا 
ذكرتنا انها منحت ارضنا الطيبه الحياه بنيل جمعته من قطرات دموعها ومنحتنا الحياه وطالبتنا ندافع عن تلك الحياه والارض ونمنحهم حبنا وقلوبنا وارادتنا ...
ذكرتنا ، انها لو كانت يأست وقتما غدر باوزوريس ماانجبت حورس وماصارت مصر مثلما صارت !!! 
ذكرتنا ، انها لو يأست لاندثرت دوله الحضارة العظيمه التي حافظت عليها وحفظتها طيله الحياه حتي وصلت الينا !!! 
ذكرتنا ، اننا ابناء الحضارة العظيمه واحفاد ملوكها وعلماءها وفنانوها وكهناها وحراس معبدها 
ذكرتنا فتذكرنا ......................
وقررنا ، توافقنا ، اتفقنا ، تراضينا ، ان نهب معا لاسترداد المحروسة من اسر الظلام 
نهب معا نمحو من روحها الوجع ومن وجهها العار ومن رايتها الخفاقه دوما دنس وعار الظلام 
قررنا ، توافقنا ، اتفقنا ...............نبحث عن الجسد المبعثر ونلملمه ، نرتق جروحه ، ننفخ فيه من روحنا ، نزيل الاشواك من عينيها ، نشعل مصابيحها ومنارتها ، نزيل عن وجهها الدنس والاحتلال وعن ملامحها القهرة وعن ارضها الخونة والعملاء !!! 
هذا هو مايجمعنا ، اننا احفاد ايزيس وابناء الحضارة العظيمه قررنا نعيد للمحروسة ام الدنيا وجهها الذي تستحقه !!! 
حبها يجمعنا ، وجعها يجمعنا ، همها يوجعنا وهمنا يوجعنا ...
حبها يجمعنا ومن يستحق الحب اكثر منها !!!! 
الحب يجمعنا والاصرار اكثر واكثر ..
ياحبايب مصر ..................... انه الوقت الذي سنعبر فيه عن الحب بالروح والقلب والدم والدمع 
وسنعبر عن الاصرار ، بالاراده والعزيمه والصبر والجلد 
سنلملم الجسد المبعثر وننفخ فيه الروح ونأتي بحورس جديد يحلق بمصر صوب المكانة التي تستحقها !!! 
وانا ............ لمنتصرين !!!

ليست هناك تعليقات: