28 أغسطس 2008

الله مااجعله خير .........


الله ما اجعله خير ، دعاءا يغلفه التشاؤم ، يلحق بالضحكات والسعاده ، اتقاءا لشرهما .. لكن ذلك الدعاء لا يمنع القدر ولا يؤخره ،ففي لحظه – دائما - غادره مفاجأه ، يغادرنا احد الاحباء ويذهب !! ليخلو مكان اخر في الدائرة ويعشش الحزن في النفس ويتملكها !! و الدائرة ، هي المحيط الذاتي الخاص ، المكون من اشخاص منتقاة محببه الي القلب ، اشخاص تهدر ايام العمر في انتقاءهم ، منهم ومعهم وبهم يكون للحياة ، الحياة الخاصه الشخصيه ، مذاق مميز يعجبنا ، ان هؤلاء الاشخاص قاطني الدائرة الخاصه بطبائعهم المختلفه ، وادوارهم المتشابكه ، ومشاعرهم المتباينه ، هم كل العمر الفائت والقادم ، لكل منهم دور ولكل منهم عطاء لايعوضه اخر مهما كانت معزته ومحبته وقيمته !! و من كل وجودهم يستمد القلب نبضه ، ان غاب ايهم ، ضاعت من دقات القلب دقه ، وبقي حي ينبض لكن بدقة ناقصه !! يالها من ايام غريبة قاسية جافة مريرة ، تلك التي مازلنا نحياها ، ونحن نفقد بعض احباءنا الواحد تلو الاخر ، ياله من يوم غريب ذلك اليوم الثاني ليوم الفقد ، ذلك اليوم الذي نستيقظ فيه من النوم ونحن نبتهل الي الله ان يكون الفقد وهما والموت كابوسا والحبيب حاضر ومازال .. نستيقظ ونحن مازلنا احياء دون الحبيب الذي غادرنا ، نستيقظ لتحاصرنا الحقيقة ، بأن الحبيب ذهب ، وان الالم الذي نحسه فعلا سيبقي ليصاحبنا ايام طوال ، في ذلك اليوم الثاني نستيقظ من النوم احياء لنتأكد وقت ذاك مرة ثانيه وعاشرة ان امس كان هناك شخصا نحبه ولم يعد موجود معنا ، ولم يبقي منه الا ذكريات واحداث غير مرئية تلمع في الذاكرة و الخيال لتلمع معها الدموع تكوي الاعين والقلوب ,, والامس القريب الذي نتألم منه اليوم يستحضر معه الامس الاخر البعيد الذي فقدنا فيه حبيب اخر والذي تألمنا منه فعلا وتصورنا ان المه انتهي !! والالم الحي الطازج الذي يشعل في بقايا قلوبنا نار حارقة ، يستجلب معه الالم البعيد المتحجر فوق قلوبنا ، ليكون ذلك اليوم الذي استيقظنا فيه عذاب متصل يطول او يقصر حتي يلحقه يوم اخر نفقد فيه حبيب اخر وهكذا تدور الدائرة علينا وعلي ايامنا سلسلة مترابطه من الحزن الحاضر والقديم ومابين هذا وذاك نعيش رعب الفقد الجديد وانتظاره !!.. ان كل حبيب نفقده ، يسلخ من قلوبنا شريحه ، هي تخصه فقط ، اليس حبيبا ، و اليس مكانه شغاف القلب يسكنها !! ان كل حبيب يذهب يستولي معه علي قطعه من نفوسنا ومشاعرنا واحاسيسنا وحبنا ويتركنا معوقين بسبب فقده وفقد جزء من انفسنا !! ان كل حبيب نفقده ، يغادرنا ومعه قطعه من طمأنينه أنفسنا للعالم الذي نعيشه ، ذلك العالم الشخصي الذاتي الخاص الذي نحبه مثلما هو ، نحبه بكل شخوصه المنتقاة يكمل بعضهم بالنسبه لنا البعض ، هذا العالم الشخصي الذي نحبه ومازلنا ، بكل شخوصه أي ماكانوا .. هذا العالم المرتب ترتيبا محببا جميلا ، يتساند فيه كل شخوصه علي بعضهم البعض ، يتكاملوا ، يتوافقوا ، يتناغموا ، بحيث يصبح وجودنا ووجودهم وحده واحده نحبها ونحبهم .. فان غاب احد الاحباء ضاع منا ، نحن الاحياء ، بعضا من ذاتنا وبعض من وجودنا وكل وجودهم ، فنبكي الحبيب الغائب ونبكي انفسنا و بنتابنا الفزع علي بقيتهم وبقيه وجودنا وانفسنا ، ولنعيش الايام التي ما بين الحزن والحزن مرتاعين من الحزن القادم حتي يأتي !!! هاهو الحزن يعود ، الملابس السوداء و الوجوه الشاحبه والعيون الحمراء ، والطقوس المكرره التي اعتدنا كراهيتها و القيام بها ، المياة الدافئة للغسل ، وكولونيا الليمون الرخيصة لمنح الجسد المتيبس رائحه قابضه تطغي علي رائحته الخاصه ، هذا الجسد الذي كان امس شخصا و اراده وقرار و مشاعر و دورا مهم في حياتنا ، هانحن نتلو الايات في اذن الجسد الاصم عشرات المرات وندعو له وهو لايسمعنا من كل قلوبنا الملتاعة المتألمه بالرحمه وحسن الختام .. هاهي الدموع تقفز من عيوننا اطواف وراء اطواف ، وتشهق انفاسنا بشهيق متألم تخنقه الدموع ونحن نري الحبيب ، الحبيب الذي فقدناه ، يغادرنا ويترك لنا مشاعرنا الجريحه ، بعد ان تحول الي جثمان ودعاء وذكريات و الم لاينتهي ودور غائب لايعوضه غيره ولن يعوضه ..

"" منذ عامين تساقطت اوراق الورد الواحده تلو الاخري وفقدت الكثير من احبائى وتمزق قلبي وعشت طقوس الموت وحزنه بشكل متكرر موجع فكانت هذه الكلمات السوداء .. والحمد والشكر لك يارب فقد رآفت بحالي وابعدت ملاك الموت عنا و...... كانت ايام موجعه كئيبه ورحمه اللي علي الجميع الاحياء والاموات وعلينا كلنا ....
"

هناك تعليق واحد:

مــها العباسى يقول...

الفراق
قد اية الكلمة دى صعبة ابواب بتتقفل فى حيتنا باب ورى باب
وبنحاول ننسى الابواب دى بس لازم فى لحظة نفتحها ونقف على اعتابها نتفرج على كل حبيب كان
جميلة قوى كلماتك