07 يوليو 2011

احمد القاضي و... دائما امراة اخري ...



حفلة توقيع وكتاب جديد ..
احمد القاضي وصل بالسلامة ...
كتاب جديد لاحمد ولقاء الاصدقاء و.... كل صيف واحنا طيبين !!!
دفء الاصدقاء وحميمية الحفل وابتسامه احمد وكتابه الجديد واحرفه الرشيقه ...
هذا ما شعرت به وسط الحفل الذي وصلته متاخرة ..
وقبلما انام ، استحلب عذوبة اللقاء وكأن قطعه شوكولاته تسللت لروحي وذابت ومازالت تتسلل بهجه وطمانينه في عروقي ..
هذا اخر مااحسست به وانا استرجع تفاصيل اللقاء الدافء الذي يجمع فيه احمد القاضي اصدقائه وكانها حفله توقيع !!

شككت للحظه ان احمد القاضي المصري حتي النخاع المغترب حتي الوجع يتعمد يعلن عن حفله توقيع لكتبه في بدايه اجازته السنويه ليجمع الاصدقاء حوله يتزود من دفئهم ووجودهم وحبهم بما يقويه طيله العام وهو بعيد قريب موجود وغائب ....
الفكره نفسها اعجبتني ... واحببتها ..
اجمع الاصدقاء حولي وانهل من دفئهم وحبهم لاتزود للصحراء والايام الجدبه !!!
اعجبتني الفكرة ..... لكن الكتاب الجديد لاحمد " دائما امراة اخري " بالاهداء الرقيق الذي كتبه لي ، يؤكد انه ليس مجرد لقاء ولا دفء الاصدقاء بل هما عصفورين ضربهما احمد بحجر واحد ، كتاب جديد ولقاء جديد و... دعنا من احمد ولنعد لكتابه الجديد ...

امسكت الكتاب وتاملت غلافه ، امراه اخري بشعر اصفر اشقر ذهبي ، هل من يكتب يحب الشعر الاصفر فاعتبره رمز الانوثه والاغواء فزين به الغلاف وصفحات الكتاب ام ان احمد القاضي قرر يجاري الصورة الاجتماعيه الظالمه التي تري الشعر الذهبي جميلا مثيرا لحد الاغراء فاعتبره هو ايضا اشاره للمراة الاخري ؟؟؟ لااعرف بالضبط والحقيقه لم اعرف !!!

نحيت الغلاف والشعر الاصفر جانبا وابحرت مع "رجل" احمد القاضي ، ذلك الرجل الذي يتعري ويكشف مشاعره ببساطه !!! يظهر جانب اخر من المشاعر البشريه تعمد الاخرين حجبه بشكل قسري وكانه كشفه سيضعفهم ويفضح مواطن وجعهم !!!
نعم في " دائما امراة اخري " نري مشاعر الرجال واحاسيسهم ووجهات نظرهم في كل مايحدث في حبهم وغرامهم ونزواتهم وهفواتهم!!!المراة الاخري وغير الاخري تاتي في صفحات كتاب احمد كجزء مكمل للصورة التي يحتل الرجل فيها موقع البطولة ... هي مكمله للصورة لكنها ابدا ليست بطله المشهد حتي في الجزء الثاني من الكتاب ، دائما رجل اخر ، لم تلعب المراة بطوله المشهد بل بقيت مكمله وضروريه لتوضيح مشاعر الرجل البطل !!!

البطل هو الرجل الذي احب ويحب ومل وكره وتشاجر وكذب هو الذي يعيش الحاضر والماضي ، هو المتمرد تارة العاقل تارة الضعيف تاره القوي تاره اخري ، كل هذا بمنتهي العذوبة والرقه والانسانيه ، هذه براعه احمد القاضي ، تصدي للصور الشائعه والاراء المسبقه عن الرجال دونما عبارات كبيرة ولا صخب ولا ترويع ولا غضب ولااستنكار .... تصدي لتلك الصور الشائعه الظالمه في الكثير من الاحيان للرجال وكانه يقول للقراء وللدنيا ، هذا وجه اخر من الصورة لا تروه عادة ولاتعرفوه ولاتعرفوا عنه !!!

احمد القاضي في كتابه " دائما امراة اخري " يصحب قارئه في رحله انسانيه رقيقه ، رحله خطواتها احرف تشبه كاتبها ، نفسها هاديء لكن واضحه الرساله والدلالة تقول حكايتها بسهوله ويسر ووضوح .... بحق ، لقد احسست اني عبرت العالم للضفه الاخري ، افلح احمد يصحبني للضفه الاخري التي طالما تاملتها وتصورت اني اعرفها ، عبر بي احمد لذلك العالم المغلق علي اصحابه لايكشفوا عنه ولا عن حقيقته وكانه انسانيتهم نقيصه ومشاعرهم ضعف لايليق بذكورتهم المهيبه الكشف عنه ، لكن احمد فتح بوابات ذلك العالم وسلط الضوء عليه واظهره فلاتملك الا تتعاطف مع شخوصه المعذبين بصمتهم وتعاليهم واحتياجاتهم البسيطه التي كثيرا مالايجدوها !!!

عبر تجارب الحياه ، خالفت كثير من النساء في رفض فكره " القفص الذهبي " ، الزواج ليس قفصا والزوجه ليست سجان والزوج ليس اسير ، بل هي علاقه عاطفيه في الاساس ، وقودها العواطف والفهم والاحتياج المتبادل ... فاذا ما اخفق احدهما في السعاده داخل تلك العلاقه او دق قلبه لاخر ، يلزم فصم تلك العلاقه وانهاءها بمنتهي التحضر ، احمد لا يسايرني دائما وينهي كل العلاقات التي دق قلب الرجل فيها لاخري ، كثيرا لاينهيها ، بالعكس يعتبر وجود تلك الاخري او دخولها حياه بطله محفزا للحفاظ علي العلاقه الزوجيه او مجددا لحيويتها او كاشف عن قيمتها ، ليس مهم نتوافق انا واحمد او لا ... المهم رساله احمد الواضحه ، دخول المراه الاخري في كثير من الاحيان يكشف عن نقص او احتياج ، هو سلوك انساني طبيعي وليس عمل اجرامي كما تراه معظم النساء ، هو ضعف واحتياج وليس خطيئه او جريمه !!!
هذا مايقوله احمد بمنتهي الرقه والبراعه !!!
دائما امراه اخري .......... كتاب صغير قد يغير وجه نظر الكثيرين فيما يروه في الحياه !!! يكسر الانماط الجاهزه والاحكام المسبقه والاطر القابضه ، قد يغير وجه نظر الكثير من القراء وبالذات النساء فيما يحدث حولهم ، الرجل ليس منحرف طاغ منفلت مجرم يلزم عقابه علي الخيانه بل هو انسان له احتياجات بشريه في من يشاركه حياته ، ربما يعجز عن العثور عليها مع شريكته التي تهمله او تنساه او لاتفهمه فيبحث - في كثير من الاحيان دون وعي او اختيار او حسابات - عن اخري تروي عطشه ، هنا لايكون ظالما ولا مستبدا ولا جاحدا ولا مستهترا ، بل يكون انسان يبحث عن احتياجاته الانسانيه التي يؤرقه غيابها من حياته وكاننا سنلوم الارض العطشي لاشتياقها للفيضانات الهادرة !!!
هكذا الامر ببساطه وببراعه قلم وحروف ومشاعر احمد القاضي !!!
انه كتاب يستحق القراءة يجبرك علي التامل في معانيه حتي لو صدمتك بمنتهي الرقة !!!!!
لقد بدأت نهاري بالكتاب وسرعان ماالتهمت احرفه وكلماته وانهيته وابتسمت !!
لقد صنع احمد القاضي بدايه حميمه انسانيه لنهاري !!!

هناك تعليق واحد:

momken يقول...

احمد القاضى مدون واعى
وفيسى بوكى خفيف الظل
وكاتب عميق

ثلاثه فى واحد لم اطالع كتابه لكن ربما افعل اذا سمح الوقت

لكنه شخص غايه فى الاحترام
المركبى دائما ما يسبح فى صفحه مشاعر القراء ...وكثيراً جداً ما يسبح ضد التيار ويوفق

البوست جميل

تحياتى