مساله حياة او موت !!!!

الساعه 24 

8 فبراير 2012 

كنت في زياره قصيره لسويسرا 

درجه الحرارة كانت 17 تحت الصفر والشمس المرسومه تزين السماء ..

فكرت وانا اسير ارتعد من وحوش الصقيع وهي تنهش في جسدي الملتحف بكل الملابس الصوفيه الممكنه ، فكرت ان التدفئه في تلك البلاد مسأله حياه او موت ، لايمكن يعيشوا ولا يتواجدوا علي ظهر الكره الارضيه الا اذا ضمنوا تدفئه دائمه ومستمره ، والا تحولوا مثل دببه القطب الشمالي والبطاريق ، يعيشوا داخل كهوف الثلج نصف اموات نصف احياء !!! 

التدفئه في تلك البلاد ، في هذا النصف من الكوره الارضيه ، مساله حياه او موت ، التدفئه ، ليس قطعتين خشب يشعلوهما لتدفئه اصابعهم المتجمده ، بل التدفئه التي تسري في عروق وشرايين المجتمع ليعيش ويتقدم وينتج ويخترع ويستمتع بحياته !!! 

وبلادنا هي التي تملك التدفئه ، تملك البترول ليضخ الدفء في عروقهم وشرايينهم ونملك الشمس الرخيصه التي منحها الله هبه لاترد ، بلادنا هي التي تملك التدفئه ، وتملك الحضاره القديمه وتملك ارض الديانات والانبياء ، هم يحتاجوا بلادنا ليعيشوا ، كمثل الكائنات الطفيليه لايمكن لهم العيش الا بمص بترولنا بشواربهم الدقيقه كالقراضه وقتما تلتصق بالجسد !!! 

يحتاجوا بلادنا ليعيشوا !!! 

في نفس الوقت ، نحن - العرب الشرق اوسطيين سكان الجنوب - بالنسبه لهم لسنا بشرا ، او علي الاقل لسنا بشرا انداد لهم ، لن يقبلوا منا نتحكم في بترولنا ودفئنا ونفاوضهم ونقايضهم ونضع رؤوسنا برؤوسهم !!! لن يقبلوا منا هذا ولم يقبلوه طيله التاريخ واحداثه خير شاهد علي حديثي !!! نحن مثل الهنود الحمر اصحاب الارض الاصليين الذين ابادوهم وابادوا حضارتهم وبنوا امجادهم فوق جماجمهم واجسادهم !!! قتلوا اصحاب الارض الاصليين وقالوا حضاره ونظام عالمي جديد !!! واليوم يسعوا لقتل اصحاب الدفء والبترول ولن تعييهم الحيل لاختراع مسمي جديد لقتلنا وابادتنا واحتلال اراضينا او علي الاقل تدجينا وتهذيبنا وادخالنا صندوقهم السحري لنري العالم بعيونهم ومعاييرهم ومواثيقهم وقوانينهم !!! 

هم يحتاجوا دفء شمس بلادنا ويحتاجوا بترولنا ويحتاجوا حضارتنا ويحتاجوا وهج انبيائنا ورسالاتهم لكنهم لايحتاجونا ولن يقبلوا نكون انداد لهم او نعلو عليهم لنتحكم فيهم ونمنحهم الدفء بقدر مانرغب بالسعر الذي نرغب فيه ، ومازلت اوربا وامريكا يتذكروا بكل الاسي الايام القليله التي قرر فيها العرب تضامنا مع مصر وقت حرب اكتوبر منع البترول عنهم ، مازالوا يتذكروا موقف الملك فيصل ملك السعوديه وقتما قرر يقطع البترول عنهم وسايرته كل الدول العربيه المنتجه للبترول ، فكانت الازمه الكبري التي عاشتها اوربا وامريكا ، مازالوا يتذكروا رعبهم الاكبر ، مازالوا يتذكروا الطوابير التي وقفوا فيها ساعات طويله ليشتروا البترول لتسيير سيارتهم ولضخ الدفء في دفايات منازلهم ، مازالوا يتذكروا قوتنا وقت توحدنا ضدهم وضد اسرائيل صنيعتهم وشوكتهم في قلبنا .... مازالوا يتذكروا ذلك الرعب وتعلموا دروسه ، ويعرفوا انهم لن يقبلوا ابدا ان يعيشوا ايامه السوداء مره ثانيه ، اذا كانت قوتكم جاءت لانكم توحدتم فالحل تفريقهم وتقسيمكم وتقزيمكم والهائهم في حروب وصراعات وانقسامات وكراهيه متبادله ، اذا كانت قوتكم جاءت لانكم تملكوا الدفء الذي نحتاجه لنعيش سنحتل بلادكم ونضع ايدينا علي الدفء نتحكم فيه بعدما نهزمكم ونشرذمكم ، وهاهي العراق تتقسم والبترول العراقي في يد امريكا وها هي ليبيا تدخل حرب اهلية والبترول الليبي في يد الناتو واوربا وامريكا وهاهي السعوديه خاضعه خانعه وهاهي قطر عميله حقيره لم تبع لهم فقط البترول بل باعت لهم الشرف والكرامه ومنحتهم ارض جزيرتها قاعده عسكريه ليضربوا منها ليبيا تاره والعراق تاره وكل القادمين في الطريق مرات اخري كمثل العاهرات اللاتي بلا ثمن يمنحهن الشارين اجسادهن لمجرد ادمان الاحساس بالمذله والخضوع !!! 

هم يحتاجوا دفء بلادنا ويحتاجونا عبيد اذلاء لانملك اراده ولا قرار ، والتاريخ يذكرنا بما فعلوه في اجدادنا وفي مشاريع نهضتنا التي اجهضوها وعاقبونا عليها ، هاهو محمد علي وقتما نهض بمصر وخرج بنهضتها خارج حدودها تكاتفت عليه دول اوربا لتحطيمه وتكسير عظامه وقوته ، فنهضه مصر تساوي نهضه العرب وافريقيا وتعني تهديد مباشر واضح لاوربا ، وقتها لم يكن امام اوربا الا ضرب محمد علي وضرب نهضه مصر والتكاتف عليه واذلال مصر !!! تعجبنا تجربه محمد علي او لا تعجبنا ، لكنه نهض بمصر وخرج خارج حدودها واسس دولة كبري ضربت بالعمد من اوربا التي لن تقبل نهضه مصر ووحدتها او سيطرتها علي الدول المجاوره واستنهاضها !!! 

وها هو جمال عبد الناصر وقتما نهض بمصر ونادي بالقوميه العربيه وعدم الانحياز وساعد علي تحرير الدول العربيه من الاستعمار الاتجليزي الفرنسي وساعد افريقا وحركات التحرر فيها علي الاستقلال والسياده الوطنيه والتحرر الاقتصادي والسياسي ، هنا ، كان لابد من ضرب مصر وكسر نهضتها ، لن تضع رأسها برؤوس الدوله الاستعماريه ولن يكون لها قرار واراده !!!! يعجبنا عبد الناصر او لايعجبنا لكنه افلح في خلق مشروع قومي عربي ، لم يكن حل لاجهاضه الا حرب 67 وهزيمتها !!!

هم يحتاجوا دف بلادنا ويحتاجونا عبيد اذلاء ، متصارعين متقاتلين منقسمين بين شيعه وسنه ومسلمين واقباط ودروز وموارنه واكراد وعرب وبربر ، يحتاجونا عبيد اذلاء لانملك اراده ولا قرار ولا قدره علي رفع سعر الدفء والتحكم في امانهم الاقتصادي الاجتماعي ، لن يسمحوا لنا بهذا - امس واليوم وغدا - مهما كلفهم الامر !!!! 

نحن ملاك الدفء والحياه وهم القتلة الذين لايمكن يعيشوا بغير دفء بلادنا ولايقبلوا يدفعوا ثمنه ولن يقبلوا منا اجبارهم بقوتنا ووحدتنا ونهضتنا وتقدمنا علي دفع الثمن الذي نريده !!! 

الدفء هناك مساله حياه او موت !!!! 

وافساد بلادنا ومحو ارادتنا الوطنيه وسيادتنا وتفتيتنا وقهر سيادتنا الوطنيه بالنسبه لهم ايضا مساله حياه او موت !!!! 

وبس !!!!!!!!!!

وعلي راي المثل المصري ، الدفا عفا والبرد لحاس القفا !!! 

وهم البرد اكل علي قفاهم وشرب حتي توحشوا وقرروا يسرقوا الدفء ولو سالت دمائنا في العالم انهارا ومحيطات !!!! 

هم لايهزروا ، فبغير الدفء وسيطرتهم عليه وبغير قهرنا وكسرنا وسيطرتهم علينا ، بغير هذا لن يستطيعوا الحياه !!! 

هذا ليس هزل ، بل هي بالنسبه لهم مساله حياه او موت !!!! 

( اديني من وقتك ساعه - 24 )