10 سبتمبر 2008

خيال ساخن ... روايه متميزه لكاتب مبدع متميز !!!!!



قرآت " خيال ساخن " لمحمد العشري ... روايه قصيره ثريه تسرقك من الحياه حولك تختطفك لعوالم غريبه مدهشه كآنك ولجت بوتقه الاساطير الحيه كآنك طرت فوق السحب البعيده كآنك تغوص في اعماق طبقات الارض وازمنتها الجيولوجيه البعيده ، روايه تدهشك بعوالمها الغريبه تاره تحسها منتهي الواقعيه واخري تحسها منتهي الخيال وكثيرا ما يجدل العالمين معا فلاتعرف اين انت ولا تعرف اين ابطالها هل يعيشون معنا في الدنيا ام يحلقون في الاجواء الافتراضيه الخياليه الغريبه ، روايه لا تعرف من ابطالها اهم اناس بشر مثلنا يحبون فيفتنهم الحب ويسلب لبهم الغرام ام كآئنات خياليه تحلق في اطياف الذهن الغريبه يحيون في الخيال ام يعيشون في الواقع ام ان غرامهم قلب عوالمهم الواقعيه لمناطق غير مآهوله الا بمن مثلهم محلق في الانهار الورديه .... غريب محمد العشري ورصيده الخيالي ومفردات لغته الخاصه وثقافته العلميه التي اخضعها لابداعه المحلق ... غريب محمد العشري وعوالمه التي يآسرك بين ضفتيها ويحملك يحلق بك للسماء كآن اجنحته قد التصقت بجسدك ثم يغوص بك في المياه الدافئه يسعدك بحنانها ثم يقذف بك في دوامات الغرام الحميم باناقه وبراعه لغويه وصور خياليه محلقه !!! غريب محمد العشري وعالمه اكثر غرابه فمابين الشجره الصخريه التي لاتعرف هل دبت بها الحياه فعلا ام هي امنيه محمد التي اطلقها في الصفحه الاولي لروايته امنيه تبدو تحققت ومابين الحيوان الخرافي الذي سكن الصخره القديمه واطلق رعبه يآسر اهل البيت ويستبقيهم مقيدين طلقاء فوق مقاعدهم ، مابين التنين الذي خطب في الحيوانات خطابا سياسيا مباشرا يحض علي التمرد ، مابين فيضان المعلومات الجيلوجيه حول وادي الريان وزلازل تشكل القارات بالكوكب ، مابين " جمانه " المحبه الهائمه التي لاتعرفها فتاه طبيعيه محبه ام فتاه خلقت عوالمها الخاصه واختطفت البطل الذي تصورت نفسها تعرفه وهي لا تعرفه لكنها اكتفت بمعرفتها الذاتيه لها تلك المعرفه التي اسعدتها واسعدته واسعدتنا رغم كل عدم واقعيتها او كل واقعيتها فلتحكم انت كيف ستشعر وكيف ستحاكم جمانه ومشاعرها !!! مابين الفتي الصغير الذي انتظر اباه فاتي ولم يآتي ودرس واشتغل وهام علي وجهه وقص اقاصيص التاريخ والماضي وعاش عالم غريب قبيح بالتاجر الذي نسي فنه ورفض حبه لابنته وتمني لها ثريا يبدل الخيال الجميل لواقع كريه ، عاش عالم غريب بالاب الذي تزوج صغيره وربت المنزل لها وله ومات وترك لابنه الشقي اخا صغيرا يحتاج رعايه تقيده وتزيد شقاءه ، ذلك الفتي المحب الذي حلق فوق السحاب وغاص بين طبقات المياه التي راكمها التاريخ وخفق قلبه بحب الفتاه الجميله التي تصورته اخر ليس هو !!! غريب عالم محمد العشري ذلك المبدع الخاص جدا !!! اصدقائي اذا كرهتم الواقع الكريه الذي يطبق علي انفاسنا وضجرتم من كل الصخب المدوي الذي يصم اذاننا وبحثتم عن ملاذ يقوي من عزائمكم وقدرتكم علي معايشه الحياه بكل اطيافها فلتهربوا ل " خيال ساخن " ذلك الكتاب الصغير الذي يحلق بكم في عوالمه الخاصه كآن ثغره فتحت من بين السحب الثقيله الملوثه التي تحتل سماءنا يفيض منها هواء بارد طازج يسعد ملمسه الحميم وجوههكم وقلوبكم المتعبه !!!! شكرا يامحمد فقد اسعدتني لان هذا الوطن مازال ينجب الموهوبين المبدعين !!!!
نشرت الرساله ثم عدت ثانيه اسيره العالم الخاص لمحمد العشري اكتب عن روايته .... تلك الروايه التي اختار لها الكاتب غلافا بسيطا خادعا لا يسرق بصرك لا يجذبك له ، غلاف بسيط لا يوحي لك باي شيء مما ستجده داخل دفتي الكتاب ، غلاف بسيط حيرني لماذا لم تشر يامحمد للعوالم الخاصه التي ستسرقنا اليها ببوابه الطريق الذي ستصطحبنا فيه ، فجوابك لا يبان من عنوانه كآنه قصدت بعض المشقه باثاره الكثير من الفضول عما يضمه ذلك الكتاب الصغير ذو الغلاف البسيط !!!
غريبه جدا عوالم محمد العشري في تلك الروايه التي تحدثك عن البرديات والملكه " حتحتور حسب مااتذكر " والازمنه البعيده والازمنه الغريبه وهيام المحبين وقلوبهم النابضه ، تحدثك عن الحلم والحقيقه والواقع والخيال والبشر والتاريخ والصحراء والجيولوجيا والحب والسمكه الفضيه التي اماتها الزلزال و" العموديه " والقبض علي احد المطاريد والمآمور ودسائس البشر ومشاعرهم المحبه كل هذا مع بعضه فوق بعضه خليط غريب جميل فما تنتهي من الكتاب حتي لا تعرف اين كنت وماذا قرآت وتحسك تحتاج لقراءته مره واثنين !!!

ليست هناك تعليقات: