28 سبتمبر 2010

ممنوع الاقتراب !!!!



في السهول والوديان وفوق الهضاب والتلال

وفي خبايا الروح وتلافيف النفس وفي الذاكرة

دقتت اللافتات التحذيرية كبيرة واضحه الخط والمعني

ممنوع الاقتراب ، انتبه ... حقول الغام !!!

اعلنتها بوضوح وصخب وحسم

لاارغب احد يقترب مني ولااقوي علي الاقتراب ...

ولاابغي احد يخترق مساحاتي الخاصه ..

لاابغي اختراق او تسلل او تلصص

لن اسمح بنظرة عابرة

ولا فضول ينتهك خصوصياتي

ولا عين تلمح خيالي الذي اخبئه عن الغرباء

نعم فالجميع الان غرباء

الجميع الان غرباء ... وسعيده انا بغربتهم واغترابهم عني

و عن عالمي الذي لايحتويني فقط ولن يحتوي سواي !!!

لن اسمح لاحد يخطو خطوة واحد صوب مساحاتي الخاصه

لقد خضت حروبا ضروس لاحررها

نزفت دما ومشاعر وامنيات مجهضة

وتحملت انفاس لااحب رائحتها ونظرات زجاجيه لاتراني

ولمسات تسري كالسم في البدن

وقررت اموت وانا مازلت حيه حتي لااشعر بالمسلوب مني والضائع ...

لكن الحياة صممت لاتتركني اتخاذل امامها واتوه

وانتشلتني باكف حانيه ورفعتني من دوامات الوجع التي ابتلعتني الف مرة ولم تقتلني !!!

وحررتني وحررت مساحاتي الخاصه من كل الغزاه والغرباء

ورفعت راياتي المزركشة فوق اسوار قلاعي والبوابات

ومنحت السجانة اجازة مفتوحة من خدمتي التي طالت

واوقفت علي ابوابي شخصيات ديزني وميمي الجميله بفيونكتها الحمراء

ومعها زيزي وبلوتو حراس اماني وسعادتي ومساحاتي المبهجه الخاصه !!!


دقتت لافتتات التحذير .... ملكيه خاصه ممنوع الاقتراب والتصوير واللمس والهمس !!!

مساحاتي الخاصه ملكي وملكي فقط !!!

انا من اقرر

مالذي ساصنعه في وقتي وفي حياتي

متي اضحك ومتي ارقص

متي اشتغل ومتي اصمت

متي اسافر ومتي اعود

متي استدعي الاحلام لتؤنسني

ومتي اعطيها ظهري وانام

لااحتاج اذن ولا تصريح ولااجازه من الكفيل ولا موافقه من السيد

لن امر علي الجمارك والحجر الصحي والطب الشرعي

وشيخ الخفر وكلاب البحث عن المتفجرات

لاضحك كالاطفال وابكي كالعجائز وقت تكتشف ان العمر غافلها وهرب

لااحتاج ورقه مختومه بالختم الرسمي كي اتنفس واعيش

لااحتاج مبرر لطفولتي ولا حجج لضحكاتي ولا ذرائع لابقي علي قيد الحياة

مساحاتي الخاصه ملكي انا ويالها من ملكيه خاصه !!

تحملت كثيرا لاحررها فلا يقطن فيها الا من اسمح له ..

وحتي الان لم اسمح لاحد ويبدو اني لن اسمح !!!

انها مساحاتي الخاصه التي تحلمت من اجل فك اسرها واسري الكثير والكثير

تحملت قهرا و هما ، تحملت وهما ووجعا

وقت كانت تلك المساحات صاخبه مزدحمه

بهؤلاء الذين لاارغب فيهم ولا اقوي علي ابعادهم

تحملت كثيرا ... ابابيل الطير و صقيع البرودة ولهب الصلب المنصهر والوجوه الخشبيه

تحملت الزيف والكذب والنفاق المسمي بالمجاملات وحسن الادب والتعقل

تحملت الاحباط واحببت مذاقه وادمنت ملوحه الدموع والايام

وقاطعت العالم واخرست لساني الطليق ونسيت الكلمات

وتحدثت ونفسي اواسيها بعدما كرهت كل الدروس والحصص وكلمات التوبيخ

فصمت لاانطق ولااسمع واكلم نفسي حتي ملتني وغضبت وطالبتني بالحرية

وخاصمتني حين حاولت اصبرها وكرهتني حين قررت اذبحها بالتحمل والصبر

انها مساحاتي الخاصه التي نقشت دموعي علي جدرانها وانا اسيرة الوهم وسجينته

كل الادعيه والشعارات وابيات الشعر وكل النداءات ومشاعر متناقضه ويأس ورجاء

التمني والغضب ، الحلم والامل ، الكره و الفرحه

وانا قابعه خلف القضبان احدق في العصافير واحسدها اتمني اتحرر فاطير !!!!

مثل طفل صغير ادخل راسه داخل ستاره صندوق الدنيا فعاش الدنيا داخل الصندوق ولم يعيشها

وتصورت الموت غرقا في الازرق قدرا خلقت من اجله

واقنعت نفسي بان الحياه منحتني وجهها القبيح ولن تمنحني غيره

لكن الله كريم بعباده الضعفاء

فارسل اعصار عاتي اقتلع القضبان وحررني

فحلقت في السماء وحررت مساحاتي الخاصه من انفاس الاعداء

وانتصرت علي نفسي وفرحت بهزيمتي وثملت بالماء البارد احتفالا بالحرية !!!

فهل امحو انتصاراتي واسلم راياتي لمن قد يكسرني في وقت لاطاقه لي علي الحروب والاقتتال

لاعود بقدماي واختياري اسيرة اتابع الحياه من خلف القضبان ولا اعيشها ابدا !!!

لن افعل ...

لاارغب في الاقتراب ... ولن اسمح لقدم ولا ابتسامه ولاخيال

يغزو مساحاتي الخاصه ويغزوني

وحين المح خيالات تقترب اقيم المتاريس واغلق ابواب القلعه واكهرب الاسوار ..

وارفع الرايات السوداء تشير لهياج البحر وارتفاع الموج وانتشار الدوامات واختبيء ..

لاارغب في الاقتراب ...

لاني الان .... انانية جدااااااا

اليس من حقي اكون انانية .. لاافكر الا في نفسي ولاافكر في الاخرين

من حقي انعزل وروحي ..

حين توجعني اهدهدها وحين تبكي امسح دموعها وحين تصمت لااحاصرها بالصخب

واتركها تحلق في خيالاتها وتستمتع بوحدتها وتلون احلامها بالالوان التي تحبها

من حقي استمتع بحريتي وحيدة انانية !!!

فكل اوجاع الوحدة وهمها اهون واجمل من صحبه تخنق وانفاس تميت !!!

كل اوجاع الوحدة وهمها احن من ليل موحش يمزق صمته صوت بكاء لايجد من يسمعه !!!

لاارغب في الاقتراب !!!

ففي حضني شوك لم انزعه ..

وعلي شفتاي مرا لم ابصقه ...

وفي ذاكرتي اوجاع لم ابرء منها ..

وفي عز ليلي مازالت الكوابيس توقظني دامعه العينين موجوعه القلب

تطاردني بالاسر فاقفز جزعه من فراش الوجع اتمسك بحريتي اكثر واكثر

لاارغب في الاقتراب

ولاارغب اوجع احد ولن اقبل احد يوجعني ..

واعرف ان المشاركه اقتسام للفرحه وللهم

لكني لااكترث لاني نسيت الفرحه

ولااقوي احمل همي فكيف احمل هم الغرباء ..

ولااملك وقتا لادخل في مغامرات

وقلبي مازال يوجعني من جروح الماضي البارد ومازلت اداويه ..

ودفئي تسلل تحت جلدي يداويني !!

ومازلت ازرع مساحاتي الخاصه بالرياحين والياسمين وابخرها بالمسك والعود

واصلي لله استعيذ به من كل الشياطين

وادعوه يبقيني لااحتاج لاحد هانئه وحيده في مساحاتي الخاصه !!!

ومازالت لافتاتي معلقه تحذر الغرباء حقول الغام وملكيه خاصه !!!

فاذا تسلل احدهم من خلف ظهري وارادتي لمساحاتي الخاصه

ستنفجر للاسف في وجهه كل الالغام

ولن اشفق عليه ولن اواسيه

فقد حذرت وحذرت لكنه للاسف لم يسمع ولم يعي جدية تحذيراتي ومعناها

ومازالت لافتتاتي تصرخ بقوه وحسم ... ممنوع الاقتراااااااب !!!


هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

بكل تأكيد لا تتحدثين عن نفسك