11 أكتوبر 2010

قارب صغير ومجدافين !!!!




كمثل قارب صغير بمجدافين وسط المحيط ، فتحت عيني علي الدنيا وعرفتها وعشت فيها !!!
قارب صغير بمجدافين وفانوس صغير تتلاعب شعلته الصغيرة وسط الانواء والعواصف تقذفه الامواج العاتيه للدوامات التي تلقيه لقمم الجبال الجليديه المخبأه تحت الماء لمثلث الرعب الاسود يتأرجح برعب وسط المحيط الصاخب ، هذا انا وتلك حياتي !!!!
وسط المحيط الهادر تأرجحت فوق قمم الامواج المرعبه تهددني كل منها بالغرق وتغرقني بالماء المالح يحرق عيني وقلبي وجلدي وحين استعد للموت واتلو الشهادتين واسلم امري لله ينتشلني من اعتي العواصف ويبقيني علي قيد الحياه!!!
قارب صغير بمجدافين لاشاطيء له ولا مرسي ،لم اعرف شاطيء اطمح اصل اليه ولا اعرف مرسي اتمني ارمي هلبي علي حافته ولاانتمي لارض تناديني ، كل مااعرفه جسم القارب ومجدافيه النحيلين وشعله الفانوس الضعيفة التي تكاد تنطفيء كل لحظه وسط الليل الموحش والخوف !!!
كمثل قارب صغير بمجدافين نحيلين في عرض المحيط الصاخب المخيف بقراصنته بوحوشه شققت طريقي في الحياه ، لااشعر امانا الا وقتما يضرب مجدافي في الموج المخيف ويتوازنا فيتوازن القارب ويكمل رحلته من اللاشيء لللاشيء ، الحياه ذاتها الهدف والاستمرار ذاته النتيجه ، ، هذا قانون القارب والمحيط !!!
واكم من مرات اغرقتني الامواج ورفعتني علي قممها للسماء رعب ثم اعادتني لسطح الماء البارد فزعا ، اكم من مرات اغرقتني الامواج والتهمت قاربي والتهمتني واضاعت المجدافين وكسرتهما علي قممها المتوحشه ديناصورات مخيفه تفح بالرعب من وسط الماء ، اكم من مرات سرقتني الدوامات لبطنها المخيف ، تلقيني وتقذفني ، ترفعني وتخفضني ، تمنحني شذره هواء ثم تملأ جوفي بالماء المالح يختلط بدموع ومخاوفي وفزعي ورعبي ومقاومتي ، واردد وسط الغرق اناشيد المقاومه واتغني بحب الحياه واعدها لو انقذت من الدوامه احبها اكثر واتشبث بها اكثر ، اكم من مرات شق بطن قاربي الصغير المسكين قمه جبل ثلجية مشحوذه كالسيف متواريه كالنذاله ، تشق بطنه وبطني ، فيتهاوي واتهاوي ، وبين سكاكين الصقيع وبين انصال الغدر وبروده الماء ووحشه الليل اقاوم ، اتمسك بالحياه وبمجدافي لااملك غيرهما ، افكر في النوارس البيضاء واتمناها تحملني بمناقيرها بعيدا عن كل هذا الخوف الذي يتملكني وقاربي مكسور ومجدافي ضائعين وانا تائهه في بحر الحياه اقاوم واصرخ والماء يملآ جوفي وقلبي ، اصرخ لم يحن وقت موتي بعد وعلي اتشبس بالحياه واعيش...
وادمنت الغرق والمقاومة والماء المالح ، وادمنت احساس الرعب ولم اعد اخاف منه بل روضته فحين ينتابني اغني واخذله واقهقه بصخب فيخجل مني ويرحل ، ادمنت اعيش بلا شاطيء وبلا مرسي وبلا فنار ، وعددت النجوم وعرفتها وحين تولد نجمه جديده في السماء المحها فتوقظ في قلبي نبتات الامل بان العاصفه ستنتهي والليل ستنفذ وحشته وسيكمل القارب الصغير رحلته من اللاشيء للاشيء وسابقي حية !!!
وبعد كل العواصف كان قوس قزح يشق عنان السماء فيسعدني ويغني لي بكل الالوان المبهجه اهازيج تقويني وتشد ساعدي فاحولهما لمجدافين واكمل رحلتي اشق عنان المحيط وعنان السماء واضحك وانادي النوارس البيضاء فتأتي وتتقافز الاسماك الملونه حول قاربي وتتراقص و.......... ابتسم واكمل رحلتي من اللاشيء للاشيء ...
كنت اتمني اعرف ارض اطمح في الوصول اليها وعليها اركن قاربي ومجدافي وانام هانئه لااتوقع عاصفه ولااخاف اعاصر ولااشرق بالماء المالح ولااحلم بالدموع .... كنت اتمني شاطيء علي حافته ارمي هلبي واطفيء فانوسي وانام...كنت اتمني حديقه وحضن وزهره وقصيده شعر وبيت امن وعصفورين ، لكن الماء المالح وسط الانواء محي كل الامنيات وتركني اعيش الواقع الحقيقي ،تاره بين العواصف وتاره وسط الماء الراكد والاعشاب ، تارة اصعد للسماء واصرخ اكاد اسقط وتاره يغمرني الماء فاوقن اني ساموت ....
لكني وبعد العاصفه المليون والدوامه المليون وبعد الغرق والضنك والارهاق وبعد المعاناة والدموع والقهر والانكسار ، بعد كل هذا واكثر ، ادركت اني كنت وساظل قارب صغير بمجدافين نحيلين وسط المحيط !!!
ومازلت اجدف ومازال القارب يتبعثر فوق الامواج ومازلت اشرب ماء مالح لايروي ومازلت اقاوم واغني !!!
ومازلت اكمل رحلتي من اللاشيء للاشيء !!!!

هناك تعليقان (2):

منال أبوزيد يقول...

أميرة

اسمحي لي ان اقتبس حروف أسرتني... فتاهت مني الحروف:

"ومازلت اجدف ومازال القارب يتبعثر فوق الامواج ومازلت اشرب ماء مالح لايروي ومازلت اقاوم واغني !!!
ومازلت اكمل رحلتي من اللاشيء للاشيء "

لا اجد في اعماقي اعمق من ما سبق

غير معرف يقول...

Ehab Samra مسألة الملاح و الفلاح بتجلى شديد الوضوح و العمق , الملاح الذى جاء للدنيا مستقرا على سطح فلك لا يستقر بذاته أبدا .. هو طموحه الدائم لحياة فلاح مولود على أرض راسخه لا تميد أبدا .. لكن حقيقه أخرى تظهر هنا أن الملاح المستمتع برحيله الدائم و انتصاراته اليوميه على الخوف و الخطر , لا يفكر أبدا فى حياة الفلاح ( التى يظنها سعيده ) ألا حين يشتبك فى معركه لا يحترمها .. ليست معركه مع المحيط و لا عواصفه ولا انوائه ..فكل تلك الخصوم عرفهم و عرفوه و احترمهم و احترموه .. بل كأن علاقة موده قائمه على الخصومه نشأت بين الملاح و المخاطر التى يعيشها .. لكن المعركه التى لا يحترمها الملاح أبدا هتى تلك التى تبدأ من حيث لا يحتسب أبدا .. غالبا تأتيه من عناصر ظنها حليفه و اعتمد عليها .. كأن بنقطع حبل ربط اشتراه مسبقا و راعاه و حافظ عليه ليستعين به فى مواجهة خصم كالبحر .. فحين ينقطع الحبل فى يد الملاح , يشعر ساعتها الملاح بالحنق .. فأحد العناصر التى ظنها حليفه .. خانه و انقلب عليه .. و شارك فى تهديد سلامة قاربه بدلا من المساهمه فى أنقاذ القارب
الملاح يكره خيانة من ظنهم حلفاء .. و ساعتها يشرع فى الحنين لحياة الفلاح .. التى يظن أن لا مجال فيها للخطر أو للخيانه ولا حتى للتحالفات من اساسه .. يخطىء الملاح فى ظنه هذا .. و من ناحيه أخرى .. فمن خلقه الله ملاحا طبائعه مواجهة الأنواء .. لن يتمكن ابدا من استيعاب الثبات المميت على الأرض .. لن يحتمل أن يحيا أياما متشابهه بلا مواجهات .. سيكره جلسات القيلوله بدلا من اشتباكات اليل التى احبها و احترمته .. الملاح سيدتى يعشق الأنواء و العواصف .. قد يشكو منها حينما تتخاذل بعض أدواته التى كان يعدها لتساعده .. قد يفكر ساعتها فى اليابسه و يبوسها .. لكنه سرعان ما سيعود ملاحا .. غذائه اليومى .. الشعور بالانتصار .. حلواه التمرد و الخروج عن كل الخطوط .. مكافئة روحه الأستكشاف .. لن يحتمل الملاح أن يتحول ألى فلاح لدقائق معدوده ..سيشتاق بعدها للعواصف التى أحترمها و احترمته