25 أكتوبر 2010

ذئاب متوحدة لكن حرة !!!!



اااااااااااااااااااه منه الليل للذئاب .... اه منه الليل !!!
كل ثانيه فيه عمرا موحشا وكل ساعه دهرا لا ينفذ وقته مهما شغلت نفسك وتشاغلت عنها !!!


تجارب مذؤبة .... تجربه كتبها صديقي المدون والكاتب ايهاب سمرة ...
عنوانها لم يجذبني ، والحق انه لايجيد اختيار العناوين لكلماته الثرية ... عناوينه غريبه ، كانه يكون قد انهي كل شحناته الانفعاليه في اخر حرف من احرف كتابته ثم تورط في العنوان فيلقي فيه اي كلمات يجدها لها علاقه بما كتبه .... وربما هو مقرر ان يمنح احرفه عناوين غريبه ، بحثا عن شغف من القراء بالمضمون وليس انبهار بعنوان صاخب !!!

ماعلينا ............. احرف ايهاب وكلماته في كثير منها ، تعاركني ، توقظ الموتي ، تذكرني بما افر منه ، تعاركني فاحبها لاني اري نفسي فيها واكرهها لان تكشف الموحش في نفسي وترفع النقاب عما ابذل مجهودا لاخفيه وانكره .... وكثيرا مااصرخ في تعليقاتي اتشاجر مع احرفه ، ولااعرف هل فطن لغضبي ومبرره ام اكتفي بالظاهر باعتباري صاخبه اكثر من اللازم والتجاهل افضل طريق للتعامل مع مثل صخبي ....
تجارب مذؤوبة ...ليست مثل معظم نصوص ايهاب وكتاباته ، هي نص خاص وسط نصوصه فايهاب بارع في الكتابه بقوه وقسوه عما يبعد عن التماس مع روحه ،لكن حين تقترب الحروف من حقيقته ، تتبدل اشكالها ولونها ، تختفي منها القوة والاقدام وتتبدل رقيقه لحد يخجل منه ايهاب فينهيها بسرعه ويتمني لو ينكرها وكانها لقيطه لم يكتبها وعثر عليها علي باب الجامع القريب من منزله وهو عائد من عند مانولي !!!

والارجح ان ايهاب نجح في ترويض روحه مثلما نجح في كبح جماح احرفه يطوعها كالحديد المنصهر يصنع بها مايريد يتشاجر ويتعارك ويشتبك في قضايا ومواضيع كثيرة ، لكن من سوء حظه وحسن طالعنا تفر روحه احيانا من قبضة اسره وتكتب بمدادها الخاص في اوراقه نصوص رقيقه دافئه يكاد ايهاب ينفي نسبها اليه وينكرها .... مثل تلك النصوص الاخيرة التي تولد مهدده بالانكار والتنصل ذلك النص .. تجارب مذؤوبة !!!!
مشكله هذا النص ... تجارب مذؤوبه ... ان ايهاب قرر يتحدث عن مجموع كي لا يكتب عن نفسه فجرنا جميعا معه في الدرب الموحش الذي كتب عنه وفيه ، وبدلا من الكتابه عن نفسه فقط وبقاءنا متفرجين ، اشركنا جبرا في النص الذي تحدث عنا وعنا هنا اقصد هؤلاء الذئاب ذكورا واناث الذي وصفهم ايهاب في نصه ... اشركنا جبرا في النص فصار مشاعا بيننا جميعا واصبح من حقنا اكثر من مجرد التعليق بكلمتين فقط علي النص وتجاوز التعليق للمشاركه بتجربتك التي هي في الحقيقه واحده من تلك التجارب المذؤوبه التي تحدث عنها ووصفها ايهاب في النص !!!
وهذه تجربتي المذؤوبه وهذا نصي يشتبك مع ايهاب ونصه واتصور ان بقيه الذئاب لن تكتفي بالعواء في وحشه الليل بل ستشاركنا اللعبة!!!


ذئاب متوحدة لكن حرة
اااااااااااااااااااه منه الليل للذئاب .... اه منه الليل !!!
كل ثانيه فيه عمرا موحشا وكل ساعه دهرا لا ينفذ وقته مهما شغلت نفسك وتشاغلت عنها !!!

قبلما يمر النهار سريعا ... مثل كل يوم ، افتح عيني لحظه الانتباه وادرك اني مازلت ذئبه متوحده مثلما انا ، هذا اول مااكتشفه وقت افتح عيناي ، صمت يلف المكان ، انفاسي في الغرفه حبيسه مثلي بين الجدران والوحدة ، ذئبه متوحده لكن حرة ، هذا ماادركه ايضا لحظه الانتباه والوعي وتلاشي الغفوه وبقايا الكوابيس .... مازلت مثلما انا ... ابتسم سعيدة !!!
اسئله متسارعه تداهمني والاغنيات تتلاحق من الراديو الصغير الذي اتركه يغني طيله ليلي ، اسئله تبحث عن رفيق يذيب جفاف شفتاي وخشونه صوتي وقت ابتسم - مثل الافلام - واهمس صباح الخير !!! اسئله متسارعه تداهمني ، هل افتقد ذلك الرفيق !!! ارد علي السؤال بطريقه عمليه ، اهمس لكلبي الصغير النائم بجواري ، صباح الخير يارورو ، يهز ذيله فابتسم سعيدة ، اسال نفسي كم يوم من تلك الايام التي اظنها بعيده لكنها كانت ومازالت قريبه جدا ، كم مره همست صباح الخير وابتسمت !!!!
وبسرعه اتجاهل بقيه الاسئلة واقرر بشكل عملي ان النهار المزدحم لابد يبدأ و............... اني لااملك رفاهيه البحث عن الاجابات !!! وتمر ساعات النهار سريعه ، وانا اتحرك انجازا لكل مايتعين علي انجازه ... الحياه تحتاج لعمليه مقيته يلزم ارتداء ثوبها فوق الدروع التي اخفيها تحت ملابسي خوفا من الانصال الغادره ، لكني سألتهم بانيابي من يحاول الاقتراب مني زاعما نثر الدفء فوق الصقيع الدائم ، لااثق في الابتسامات النهاريه ، فلااحد بحق يملك مبرر لتلك الابتسامه !!! انيابي !!! مازلت ذئبه اتحدث مع نفسي ، نعم بعض العواء الحزين يخرج احيانا من قلبي ، لكن في معظم الاحيان يخيف العواء الغرباء وهذه نتيجه جميله للتوحد مع نفسك الذئبه !!!!

النهار يمر سريعا ، محملا بالاعباء ، والاعباء تذكرك بالوحده !!!! لكن في النهار لا وقت للتفكير ، علينا السعي في الحياه حتي لاتعطينا ظهرها ، النهار يمر سريعا ، كل يوم يمر سريعا كل مايلزم عمله ، يتم عمله ، استيقظت وقرأت الجرائد وشربت فناجين القهوه المتعاقبه وسمعت الاغاني ومازال باب غرفتي مغلقا ، لااحد في الخارج يتجرأ ويفتحه ، انا والجدران رفاق النهار الذي تتبخر ساعاته وسط الانشغال والصخب ، كل مايلزم عمله ولااملك رفاهيه الفكاك منه ، اعمله ، كل يوم مثل اليوم السابق والارجح انه مثل اليوم اللاحق .... جريده ممله واخبار كئيبة واغاني قديمه اشحذ بها دفء الايام البعيده ، ارتدي ملابسي ، انتعل حذاء مريح ، فلست من الهوانم ممن سيتأرجحون فوق الكعوب الرفيعه ، انتعل حذاء مريح يسمح بالهروله بين مئات الاشياء التي يتعين عليها عملها ...
مر النهار ومعه وقت غروب الشمس وبدايه الليل كمثل كل يوم ، وانا جالسه فوق مكتبي اقدم نصائح للمعذبين ولااجد من ينصحني ، ابتسم في وجوههم اقويهم لايلاحظون ارتجافه قلبي لااجد من يقويني ، لكني قويه بما يكفي وساكون اقوي ، هذا حواري الداخلي اصرخ بيه اقوي نفسي ، الغريب اني اصدقها ، مازالت جالسه فوق مقعدي امام المكتب القديم ، اشتريته قديمه لان الحاضر لايوزع دفئا اذن لابديل عن شحاذه الدفء من الماضي ، مكتبي القديم يدفئني ، ويكاد اليوم ينتهي والملم اوراقي ... لكن تليفون صغير لان هناك مشكله ، كلمه تقال بلاقصد من قائلها ، خبر سخيف او حتي سعيد ، يذكرني اني وحيده واني مع نفسي متوحدة ، يذكرني ان هناك اخرين ، سعداء او هكذا يدعون ، يتشاركون فنجان القهوه وكلمات الاغنيه ، يتقاسموا طبق الاكل ونفس المذاق ، يجلسوا علي نفس الكنبه كل يركن علي طرف وتتلامس اقدامهم الدافئه ترسل وتستقبل اشارات المشاركه والصحبه .... ويقترب الليل واكاد اعوي انادي علي رفيق لايسمعني ، ابكي خوفا من الليل الطويل ، لكن الذئاب لا تبكي ولو بكت لن يصدقها احد ، لن يتعاطفوا معها وانت ذئبه بانياب ومخالب وعيون حمراء فوفري دموعك لن تجلب لك تعاطف فقط التهاب العين ماستجنيه من كثره البكاء !!!
لماذا لا تنتهي الايام بلا غصه في القلب .... سؤال سالته لنفسي مليون مرة !!!
ساعات النهار الثقيل وحين تأتي الظهيره اغادر مكتبي بخيالي اتذكر مئات المطاعم التي لن تجد مقعدا خاليا فيها ، اتصور احباء يتشاركون كاس الماء ولمعه العين ، وانا امسك ورقه وقلم واكتب مشاكل التعساء ، كاني لااكتفي بمشاكلي لكني اجمع المشاكل كحباب اللؤلؤ في عقد الحياة ، احيانا اري الحياه مشاكل وفقط ، لكني اعود لنفسي واذكرها ان السعداء لايأتوا مكتبي ويجلسوا في نفس اللحظه في مكان رومانسي مطل علي النيل تحيطهم الموسيقي الحالمه ورائحه معطر الجو وامامهم اطباق لامعه وفازات ساطعه وورد زاهيه و........... لااجد وقت لاحزن علي نفسي .. فالمقابله التي يتعين علي اجراءها قد حان وقتها ، ارسم ابتسامه وتخرج قوه من قلبي لنبرات صوتي واطمئن التعساء ان التعاسه ستنتهي والمشاكل ستخلص وان الحياه ليست بمبي لكنها ليست كحلي و.......... النهار يمر سريعا ولا يمر !!!
متي صرت ذئبه بانياب ومخالب وعواء بالقلب وعيون حمراء !!!
متي توحدت مع نفسي واكتفيت ، او هكذا ازعم للاخرين ، لااحتاج احدا .... كلمه اكررها كثيرا علي مسامعي لاصدقها ، لااحتاج احد لاني وقت احتاج احد لن اجده ......هذا مااقوله لنفسي ولااردده بصوت عالي ابدا ، بالعكس الدنيا بخير والناس للناس و........ مع الابتسامه والنبرات القويه الحاميه المطمئنه ........ اعيش طيله النهار !!!!
متي تحولت ذئبه .... بعدما صرت وحدي بلا رفيق !!!!
بالطبع لا .... لاني كنت ذئبه متوحده مع نفسي وقتما صرت وحدي فمرت الوحده باقل الاوجاع !!!!
هذا مااعرفه جيدا ، بلا زيف ، فانا احدث نفسي هنا ولااحدث احد !!!
زمااااااااااان ، كنت لااحب نفسي ، لااقوي علي البقاء معها ، ابحث عن صخب يكسر جدران الصمت التي اعيش فيها!!!!
كثيرة الكلام والضحك ، احب الاماكن المزدحمه ، الصوت العالي ، الاماكن الحميمه !!!
وببطء لكن بثقه ... مع كل وجع لم اجد من يعالجني منه ، مع كل هم لم اجد من يشاركني فيه ، مع كل احباط لم اري عون لرفعه عن كاهلي ، مع مسئوليات كثيره تحملتها وحدي حتي نسيت فائده المشاركه ، مع كل هذا بدأت حوار مع نفسي واستمر ولم ينقطع !!!
وشحذت انيابي وطال ذيلي واحمرت عيناي وطالت مخالبي و.......... تحولت لذئبة !!!
لم اتحول في ليله اكتمال البدر ولم اشفي وقتما غاب القمر .... تحولت والظلام بهيم بلا قمر وبقيت والقمر بدرا مكتملا و........ تحولت الصحبه مع ذئبة متوحده لعبء فر منه من فر ولم اجد وقتا للحزن .... الذئبة المتوحدة مع ذاتها تبحث عن قطيع تشاركه العواء ، يفهم ماتعنيه العبرات المخنوقه ، قطيع يتجمع بلا فريسه ويتفرق بلا طلقه نار او لهب مخيف !!!!
وكان القطيع ينتظرني وكاننا علي موعد ...
مجموعه من الصديقات والاصدقاء .... رجالا ونساء .... احتفل كل من في سنة مختلفه بوصوله لسن الاربعين !!!
كان ذلك من سنوات بعيده ، مجموعة رجالا ونساء ، مطلقات مطلقين ، رجال لم يتزوجوا تمردا علي القيود ، نساء لم تتزوجن يأسا من تجاربنا ، رجال ونساء ، كل منا وحيد ذئب شارد يبحث عن ونس القطيع وتجمعنا ........
طيله الاسبوع ، نتمني نتكلم لكن لانتكلم ، فالاعباء لاتترك لنا فرصه للدفء وسط القطيع ، طيله الاسبوع نجري ونهرول ، كل منا يجلس علي عرشه وحيدا ، حر نفسه لكنه لا يجيد استخدام حريته ولا يحتاجها ، وفي نهايه الاسبوع ، نلتقي !!!!

نرتدي اجمل ملابسنا ، فاذا لم نرتديها مالذي سنفعله بها !!!
نتعطر بافخر عطورنا الباريسيه التي عتقها الانتظار !!!
نخرج بعيدا عن منازلنا ، نترك علي عتبات الخروج كل الهموم ، الليله ليله تمام البدر التي ستتحرر فيها ارواحنا الاسيرة من هم الوحده وحده الهم .... لا نتحدث في مواضيع شخصيه ، فكل منا يعرف عن الاخر كل شيء ، ربما نختار مطعم انيق ويحسد كل منا في قراره نفسه العشاق تتلامس كفوفهم في الظلام ، نختار مطعم انيق ، يقدم وجبات ذات مذاق خاص ، نتشارك الطعام والصخب والاحاديث العشوائيه ، احدهم يتكلم في السياسه والاخر يتكلم عن السينما ، هي تتكلم عن الحب واخري تتكلم عن مرض امها ، هو يحكي عن ذكريات طفولته وهي تقص علينا احدث النكات القبيحه التي سمعتها من زملائها في الشغل .... ربما نختار فيلم سينما نقضي ساعات لهونا مع شاشته ونخرج من السينما نسير في الشارع صاخبين ، تتدلي اذرعتنا بجوار اجسادنا لااحد يقبض عليها ولا يمسك بها ولا يسندها ، نتناقش في الفيلم ونتشاجر احيانا ، وبعدها نتعشي في اي مطعم علي السريع فلم يكن في الوقت والطاقه مايكفي للقاء ثاني بعد الفيلم ...
وسط القطيع انت في امان ، تستهلك وقت الليل الموحش مع قرناءك ، اناس يشبهوك ، متوحدين مع انفسهم مثلك بالضبط ، وتمر ساعات الليل وسط القطيع بسرعه و............. ساعود لمنزلي وجدراني الصامته واغاني الراديو وكوابيسي !!! اسخر من نفسي ، ساعود لمنزلي حره مثلما خرجت منه حره ، لست مجبره اختلق اعذار ابرر بها سعادتي وسط اصدقائي ولست مطالبه باختصار الفسحه في كلمات علي لساني القيها علي من لايرغب بحق في سماع كلماتي لكنها الصحبه الضروريه الواجبه !!! ساعود منزلي حرة !!!!
ومازالت الجدران صامته واغاني الراديو تدفء الحجرة وكلبي نائم علي مخدتي ، اخلع حذائي والقيه بعيدا واشعل سيجارتي واجلس علي اريكتي المفضله اعبث في ريموت التلفزيون ، ابحث عن فيلم عاطفي علني انام علي رومانسيته الفواحه !!!
احيانا تقودنا الصدف في صحبه القطيع لمسارات غير متوقعه ... احداهن تنفجر باكية ، لاترغب في البوح باسباب بكاءها لكنها فقط تتمني تستمتع بنظرات التعاطف التي نمنحها لها بمنتهي الصدق والاخلاص .... تبكي وسطنا لانها ملت من البكاء وحيدة ، يعلو صوت بكاءها ، احدانا تاخذها في حضنها رساله لتبكي اكثر تخرج كل السموم من روحها وتتطهر بصحبتنا .... احدهم يقص علي ذكرياته مع ابيه وطفولته التي اوجعته يقص علينا تفاصيل حياته مع السيده الغبيه التي ساقه القدر في طريقها لتفسد حياته ، لانناقشه ، لانحاكمه ، لانقول له من المخطيء ومن المصيب ، هو يعرف كل هذا واكثر ، لن نقول لها انها اختياره وانه اساء الاختيار ، لم يجلس وسطنا لنعاقبه علي ماضيه الذي يأسره ويوجعه ، فقط نسمع ، وسط الكلام الموجع الذي يقوله ، تدعوه واحده منا للرقص ، كانها تقول لها مازال الرقص اقدم العبادات ، تطهر من ذنوبك بالرقص المقدس ، سلم روحك للموسيقي وانسي كل مايثقل كاهلك ساعتين ثلاثه وبعدها وحين تفتح باب منزلك الخاوي ستجد همومك تنتظرك بمنتهي القسوه فلا تاتي بها وسط القطيع ودعها تربض علي الاريكه ملوله تنتظرك بفارغ الصبر لتعذبك مثلما تعذبك كل يوم !!!!
الرقص مع الذئاب ........ هي لقاءتنا ... لا نرقص فقط لكن نتواصل ، نتدفيء ببعض ، نتونس ، نتشارك الطعام الجيد والموسيقي الحالمه ، تنتابنا حمي الضحك احيانا وحمي البكاء كثيرا .... نفكر في اشياء مجنونه كثيره لا نقوي فعلها لان حياتنا مليئه بالقيود التي اخترنا بقاءها في معاصمنا ، لكن التفكير يسعدنا ، لاننا نفكر معا ، احيانا نغني باصوات نشاز ونضحك بفرحه و.............. متي تحولنا ذئاب !!!!
سؤال نسأله لانفسنا ..... لااحد يعرف بدقه الميعاد والتاريخ واليوم !!! لكن كل منا يعرف انه تحول ذئب بعدما كان حمل يبحث عن دفء المراعي فاكتشف انه في غابه تقاتله وهو لايملك الا طيبه الحملان ، وقتها خلع كل منا ثوب الحمل وشحذت اسنانه وطالت مخالبه وتوحد مع نفسه ، الحمل ضعيف ، اضعف من البقاء وحيدا لانه الذئاب تهدده ، لسنا ذئاب متوحشه تهاجم الاخرين ، لكنا ذئاب قويه تعرف كيف تدافع عن نفسها وتعرف تكتفي بقوتها وقتما يحاصرها الاخرون بضعفهم واضعافهم ... الذئب وحيدا ليس بضعيف ، الذئب مع نفسه قوي حتي لو حاصرته الهموم ، حتي النار التي تخيفنا تعلمنا نقترب منها ونرقص علي وهج السنتها العالية !!!!

وتنتهي ساعات صحبه القطيع ونودع بعضنا ... هل تلك الملامح التي اراها علي كل الوجوه هي نفس الملامح التي يروها علي وجهي!!! هل تلك الملامح الداكنه هي اسي ، خرج من القلوب للوجوه ، لان الدفء انتهي والقطيع سيتبعثر علي لقاء اخر والجدران الصامته تنتظرنا !! هل تلك الملامح الداكنه تقول اننا لسنا سعداء بحق بالذئاب التي نتوحد بها وفيها واننا كنا نتمني نكون حملان طيبه تشارك حملان اطيب الحياه وجمالها .... هل تلك الملامح الداكنه تقول اننا نفهم كل مايحدث لكننا من الذكاء والفطنه لنخرج من جب الهموم التي تحاصرنا وان الوقت الجميل الذي قضيناه انتهي واننا عائدون للاريكه القابعه في قاع جب الهموم نستدعي الكوابيس تلتهمنا وساعات الليل !!!
نعم لحظه الوداع هي القاسية الموجعه !!!
هي تذكرنا بكل ماعشناه واوجعنا وقادنا لحالنا ذئاب علي اريكه مريحه وحيدين في قاع جب الهموم !!!!
وفجأ .... اذكرهم بالنعمه التي نعيش فيها ويتمناها الاخرون !!!
ياقطيع الذئاب المتوحده نحن احرار !!!
ونضحك بصوت عالي سعيد ... نعم نحن احرار وحريتنا اثمن مانملك !!!!

وفي ظلمه الليل .... وحيدة انا والجدران واغاني الراديو استمتع بحريتي !!!
اتذكر كل السخافات والصحبه الموحشه والصمت الاجباري وارهاق الروح فابتسم واحب كوابيس وحدتي واعوي بصوت عالي الغريب انه فرح ، عواء يقول ان الليل الذي اقضيه وحيده ليل سعيد !!!! حتي لو كنت وحيدة !!!! والليل السعيد القادم وسط قطيع الذئاب سياتي بفرحته ... وحتي ياتي سانتظره !!!
في الصباح اعرف اني ساقضي نهارا مرهقا
وفي الظهيرة افكر في العشاق يتقاسموا طعامهم في الاماكن الانيقه الرومانسيه
وفي العصر استشعر ارهاقا واتمني اعود لعريني وحيدة لكني حرة
وفي المساء ... وسط الجدران الصامته واغاني الراديو استمتع بوحدتي وحريتي وافكر اين ساقضي اللليله القادمه مع بقيه القطيع ، افكر فيهم بسعاده و......... انتظر الليله القادمه ويمحو انتظاري كل الاحاسيس والاسئله الغريبه التي اشعر بها طيله اليوم !!!!!!!!!

اااااااااااااااااااه منه الليل للذئاب .... اه منه الليل !!!
كل ثانيه فيه عمرا موحشا وكل ساعه دهرا لا ينفذ وقته مهما شغلت نفسك وتشاغلت عنها !!!
لكن انتظار صحبه القطيع يؤنس !!!

هناك 4 تعليقات:

بنت القمر يقول...

دي مش ذؤوبية
:))
انت انسانة جميلة وحنونة وبتعي دفا علي كل اللي حواليكي
:*

منال أبوزيد يقول...

أميرة
من كتر ما دقت على الراس طبول
ما بقيناش عارفين من النعاج ومين الذئاب
هل كنا نعاج في يوم من الايام؟
اكيد يا اميرة
اتولدنا بفطرة وطيبة وابتسامة من القلب
ومشينا في الغابة... اقصد الدنيا... شفنا حاجات... عشنا حكايات... جرحتنا اشواك... لكن ها يفضل سؤال؟
اي شوكة هي اللي أخرجت من داخلنا الذئب الساكن الخامل؟
ضحكات بصوت عالي... لتغطي على أنات ودمعات القلب الحزين
دردشة كمان بصخب .. علشان ما نسمعش الاهات وهي بترتجف بداخلنا
كتير لما اكون في حفلة عزاء... واعذريني على المـُســمى ده.. ماهو اصل دلوقت واجب العزاء بقى عامل زي الحفلة.. تتبارى فيه النساء بلبس الماس والسينيه..وحتى السجاير يا اميرة والله .. مرة واحدة طلبت مني وانا مسافرة اشوف لها السجاير الملونة علشان لما تروح حفلة عزاء تطلع السيجارة البمبي وتولعها او اللبني علشان تليق على اللانسز بتاعتها
المهم
كتير لما اروح واجب عزاء او حفلة عزاء الاقي ستات كتير بيعيطوا ومفطورين من البـُكاء... كنت بقول لنفسي زمان كل واحدة بتعيط على ميت غالي عليها
لكني آمنت بالله ان كل واحدة بتبكي على حاجة واجعاها... لان ما عندهاش الصـُحبة اللي ممكن تتقبل دمعاتها من غير ما تسألها في ايه؟ ومن غير ما تبقى فنجان قهوة ساعة صبحية بعد ما يعرفوا ليه....
قطيع الذئاب قد يكون وحيدا في ليله
لكنه على اقل التقديرات... حر... في ابسط حقوقه... الا وهي التعبير عن ما بداخله
أميرة
تسرقني كلماتك... تبكيني احاسيسك... لانها تفك اسر الذئب الذي احبسه بداخلي

جايدا العزيزي يقول...

غاليتى

رائعه انتى حين تمسكين القلم

لان لابداعك مزاق خاص

سعدت بزيارتى لك

اشكرك

تحياتى

غير معرف يقول...

Ehab Samra هذه السيده تقرأ الأرواح .. تتغلغل فى النص أولا متسلله دون أدنى ضجيج .. ثم تتمدد داخل النص بتشعب غير مفهوم .. تلملم أطراف النص عند أناملها .. ثم تحتوى النص .. فيصير النص جزءا منها ولا أدرى كيف
هذا ماتفعله قارئة الرواح أميره بالنصوص .. تكشف ما بين السطور كبدايه .. ثم تتوغل لترى ما وراء النص بوضوح شديد .. تكشف الضعف و القوه .. و أعترف .. بعد تلك الكتابه بأن أميره كانت أقوى و اشجع منى بكثير فى التعبير عن وجعها .. عن نفسى بافعل تواريت فى الناس .. فى المجموعه .. أهى كبرياء الرجوله الحمقاء أم هشاشة التكوين العاطفى لا أدرى .. لكنى الأن أعترف بأنى لم أكن فى شجاعتها فى البوح .. أعترف أنى قفزت على التفاصيل تفاديا لآلام مبرحه .. بينما أميره غاصت فى التفاصيل بشجاعه تحتوى الألم ولا تنكره .. أعترف أنى أمام ما كتبته أميره بأنى اشعر الآن .. بعمق ما كان فى قلبى حين كتبت .. تقرأ الأرواح و تكشفها تلك المتصوفه بالسليقه
عن تفاصيل النص الأنثوى فهو أيضا مثير للدهشه للوهلة الأولى .. يسجل المشاعر فى صور أو يملأ الصور بمشاعر لا ندرى أيهما يطغى على الآخر لكن ببساطه .. نغرق معها فى تفاصيلها .. نلهث حين تتسارع و نلتقط أنفاسنا حين تبطىء ولا نملك ألا التمسك اللصيق بفكرتها التى جاءت ممتعه رغم ألمها .. أم أن الألم عند البوح ممتع فى حد ذاته ؟؟ .. لا أدرى .. فالسيده العميقة التصوف تتجول بنا بين الحق و الحقيقه فى تأرجح ينسينا الأدراك .. فلا ندرى هل ما نراه هو عمل البصر أم فعل البصيره
أميره أثبات آخر أنه لا وجود بالمعنى الحرفى للقلم الأنثوى .. فكتابتها تجاوزت تلك النقطه بكثير .. و صارت الروح البشريه هى المتحدث و ايضا متلقى الخطاب دون تمييز
التجربه الأولى للنصوص الموازيه أظنها جاءت مشجعه .. لنشرع فى البقيه