03 فبراير 2011

رعب من الليالي البعيدة !!!!ا





مشهد لم يرحل ابدا عن مخيلتي !!!
كنت تلميذه في ( اولي حضانه - جاردن دي انفو ) في مدرسه فرنسية في منطقه المساحة بالدقي سنه 1965 ...
فجأ اخرجنا من الفصول بسرعه بسرعه والمدرسات تصرخ والدادات المشرفات علينا تصرخ ، اخرجنا من الفصول ودفعنا للخارج وسط صراخ الاطفال وفزعهم ، وفجأ وجدت نفسي علي الرصيف في الشارع ومعي مئات الاطفال ، نصرخ جميعا ، المدرسه اخرجتنا للشارع والمدرسات تركض وتصرخ وتصوت ، كنت ابكي علي الرصيف ، انا واطفال كثر ، نبكي لانعرف اين نذهب ، لانعرف لماذا اخرجونا من المدرسه للشارع ، صراخ الاطفال وصراخ المدرسات ، لوحه سيرياليه عبثيه غريبه ، رعب علي كل الوجوه ، الاطفال يصرخوا ، دموع سياله علي الوجوه ، افواه مفتوحه من شده الصراخ ، السنه مدلاة فوق الشفاه المقلوبة ، نقفز في اماكننا رعبا ، اطفال صغار بمرايل المدرسة يحملوا حقائب صغيره او صناديق لسندوتشاتنا ، نقفز في اماكنا رعبا ، نصرخ لانعرف مصيرنا المظلم و..... نحيب وصراخ وبكاء وعياط و........... يقترب من الاطفال امهات كثر ، امهات تبكي فزعه مخضوضه ، دموعها تسيل علي خدودهم مثل الاطفال واكثر ، قسمات الرعب ترسم علي وجوههم فزع لايقل عن فزع الاطفال ، الام تقترب من طفلها او طفلتها ، ترفعه من علي الارض وتحضنه وتبكي ، تجري به بعيدا ، وجميعنا نتابعها ونتمني لو كانت امنا نحن ، والحضن الذي تغلقه علي صغيرها حضن امنا نحن ، والاذرعه القوية التي تحمله من علي الارض لتحميه هي اذرعه امنا نحن ، لكنا صغار ضعفاء قليلي الحيلة نبكي ونصرخ ولانفهم ....
ومرت وقت ، هل ثواني هل دقائق هل ساعات ، لااعرف ، لااتذكر ، لكنه مر علي طفولتي دهرا طويلا من الرعب و..... ظهرت امي تبكي ، ومااصعب دموع الامهات علي الاطفال ، كنت ابكي لكن دموعها ابكتني اكثر ، كنت مرعوبه لكن الرعب علي وجهها ارعبني اكثر واكثر ، خطفتني امي من علي الرصيف وسط الاطفال ، حملتني بذراعيها وهرولت بعيدا عن المدرسه و...............
قالوا وقتها مؤامرة من الاخوان المسلمين يفجروا قنابل في الشوارع لاثاره الفزع بين الناس و................
لماذا تذكرت ذلك الرعب !!!!
لماذا شاهدته في عيون ابنتي ليله 29 يناير !!!!
لماذا احسست دموعي تخيفها مثلما اخافتني دموع امي !!!!
لماذا اشتقت لحضن امي يحميني وذراعيها يحملاني بعيدا مثلما حملتني وانا في الرابعه من عمري !!!
مشهد رعب لم يغادرني ، واظني ظللت سنوات طويلة وبعدما كبرت استيقظ وسط الليل اصرخ انادي امي ، احلم بالمشهد المفزع ، اظنني ظللت ايام وليالي بعدما تزوجت امسك بذراع زوجي ليلا كاني احتمي به من كوابيس الرعب التي تجتاحني منذ طفولتي ولااتذكر تفاصيلها الا صوره ضبابيه من الرعب .... اظنني حينما رايت لوحه بيكاسو التي كان رسمها عن الحرب الاهليه الاسبانيه ، اظنني رايت ملامح الرعب التي كانت علي وجه امي وكل الامهات ووجهي ووجه كل الاطفال .....
لماذا تذكرت كل هذا الان !!!!
ربما لاني احتاج وبشده لحضن امي يحتويني ولذراعيها يحملوني بعيدا عن كل الشرور التي تحيط بي ، لكن امي اليوم لو اتت لتحملني ساطلب منها تحمل الوطن معها في حضنها لتحميني وتحميه ، بل ربما ساترك حضنها للوطن واوصيها به خيرا وارجوا تحلق به بعيدا عن كل الشرور التي تحيطه ، فاذا كان الوطن وشعبه سالمين ، فانا وقلبي بخير !!!!!

ليست هناك تعليقات: