11 يونيو 2011

بقي زايوس مستيقظا !!!ا



عندما خلقت الالهه اليونانيه عوالمها الوهمية وهي جالسه فوق جبل الاوليمبوس ، رسم زايوس قدرك موحشا ، راقبته هيرا وجلة تتمني صنيعه الهها الاعظم جميله في مثل جماله وطيبه في مثل طيبته ، لكن زايوس ترفع علي امنياتها الساذجه فالحياه الاجمل لاتصنع من الجمال والطيبه ، خلقت الالهه اليونانيه حياتك واحتجزتها في المسارات الصعبة التي قدرها لك زايوس ، وصنعت قلبك من نار ونفخت روحك من ثلج طاهر وجسدك من طين ومشاعرك من حبات اللولوء ورسمتك جميلا لمن يري وموحشا لمن لايحس واحتجزتك في جب عميق ولم تطلق سراحك رغم التوسلات والادعيه والابخرة والتعاويذ !!!

بين السماء والارض احتجزك زايوس ، كمثل هيرا وقيدها الذهبي ، بين السماء والارض احتجزت ، صنعت الالهه قلبك من نار وقذفت به في المجرة الشمسيه البعيده ، تلك المجرة التي تدور اقمارها وشموسها حول مركز مخيف ، ثقب اسود لاينطق الا من نبضات قلبك التي لم تفلح كل الشياطين في الكواكب المهجورة في اخراسها ، قذفت الالهة اليونانية قلبك بعيدا لصاحبة النصيب التي ستفلح رغم كل الهم والحزن والوجع ان تنبت بين اشواكه زهره حمراء ، فقط سيطلق سراحك من قدرك الموحش زهرة حمراء ، هي التي ستصالح النار مع الثلج والطين مع اللؤلؤ وتجعلك جميلا في كل عين بصيرة !!!

الزهرة الحمراء قدرك ، رائحتها ستنتشر في عروقك قوة وعبيرها سيجري في شراينك هيبة ونعومه اوراقها ستطيب جروحك المفتوحه المتقيحة واشواكها الحانية ستنزع الشوك المسموم من تحت جلدك ، الزهرة الحمراء قدرك والعمر الذي ستعيشه هانئا والحنان الذي سيمحو اوجاع ومرارات الوحدة في الثقب الاسود !!!!

لماذا رسمت الالهه اليونانيه قدرك موحشا في البدايه جميلا في الاخير ، ربما قررت توجعك وتختبر صلابتك وقوتك وفي النهايه وقبلما تفقد الروح الامل في الهناء تجزل لها مكافأه التحمل و.......وربما الف ربما لايعرف اجابتها الا تلك الالهه اليونانيه القاسيه الجالسه فوق قمة الجبل تشاهد وتتامل العذابات البشريه التي لاترغب في تهوينها ، ربما الف ربما لايعرف مبررها او منطقها الا تلك الالهه اليونانية القاسية !!

وعاش قلبك في عوالم التيه وحيدا ، يشرب ملح دموعه ولا يرتوي ويثمر شوكا فوق الشوك وينزف وجعا فوق الوجع ويتمني الانسية التي ستاتي تعبر المجرات والكواكب والبحار والمحيطات وتنقب بين الاصداف ووسط حبات الندي وفوق اعالي الجبال وتحت الشلالات ، تنقب عن قلب تعرف انه دائها ودوائها ، عاش قلبك منتظرا الانسية التي بحبها لك وانت الاسير وانت المعذب ستفلح معك فتروض الالهه وسحرها وتكسر اسرار الطلاسم وتفك الشفرات وتعكس التعاويذ وتعتقك من اسرك و تثمر من بين اشواك قلبك الزهرة الحمراء ...

وطال انتظار قلبك وانتظارك وانت جنين في رحم الدنيا مؤجل ولادته علي يديها ويديها قصيرتان لاتبلغان رغم الاخلاص مجرتك البعيدة والرحم مغلق علي الروح الاسيرة والجسد العليل يسير في الدنيا يتوجع من قسوتها ووحشتها ويشتهي الزهرة الحمراء ، يعرف بفطرته وبصيرة احاسيسه ان روحه لن تدب في الجسد العليل الا حين تنفخ هي فيه من روحها فتثمر من بين اشواك وجعه زهرة حمراء و.... الانسية تأخرت والجروح مزقت البدن والاسر قتل الروح او كاد يقتلها ومازال عبير الزهره الحمراء وحياته التي ستمنحها له بعيده والطريق طويل !!!!

من فوق الجبل البعيد العالي ، بكت هيرا وتوسلت وتمنت يرأف بك زايوس ويرفع عنك قدره ووحشته ويرأف بها ويفك قيدها ، لكن زايوس لم يرضخ لنحيبها وازاحها بهشاشتها بعيدا عن وجعك ، زايوس يعرفك قويا صلبا صلدا عنيدا ويعرف ان كل الاوجاع ستطيب وكل الجروح ستغلق وكل الوحشه ستتبدل ونسا لكنه يخبيء لك الاجمل في منتصف الطريق بعدما تمزقك الدنيا ولا تتمزق !!! هيرا الطيبه لاتفهم قصد زايوس ولا تتنبه لقصده لكن زايوس لايشرح لها ولا يبرر ، قدرك ثقب اسود موحش حتي تقبض الانسية علي السماء تمزقها وتخرجك وتنبت بين اشواك قلبك الزهرة الحمراء ...........

وطال وطال الانتظار ....... وكاد قلبك يألف اشواكه وكادت روحك تسكن لقدرك الموحش وكدت تتصور ماتحياه في الثقب الاسود سعادة ومازالت هيرا تبكي حزنك وانت لاتعرف عن دموعها الرقراقة شيء ...
وخرجت الانسية من شرنقتها الحرير ونبتت اجنحتها من اشعه الشمس والاحلام وهبطت لها السماء كي تمزقها وتفك اسر قلبك وتنفخ فيك الروح وابتسمت في الليل فنبتت زهرتك الحمراء بين اشواك قلبك وحلقت بعيدا عن الثقب الاسود وهبطت علي نافذتها قبل مطلع الفجر ، اخذتك ورتقت جروحك بخيط محبتها ونظفت جروحك بترياق عسلها وازالت الاشواك من قلبك ونفخت فيك من روحها واخذتك في حضنها ونامت ، ونمت انت ايضا بعدما فاحت الزهرة الحمراء بعطرها فاحسست الامان و......نامت هيرا بعدما مسحت دموعها و........... بقي زايوس مستيقظا يراقب بكل شموخ اقداره الجميله حين يسمح لها فتتحقق !!!!

ليست هناك تعليقات: