13 يناير 2014

فيه حاجة غلط ..


اتابع مايصرح به بعض الناس ومايكتبه بعضهم الاخر من قوي سياسيه ونشطاء واحزاب في عالم السياسه بشأن الوطن ...
اتابعه واتعجب من قدر المرض في النفوس الذي تغلي مراجله وتفور ..
نعم ، مايحدث منذ ثلاث سنوات ، معظمه ، معظم مايكتب ويدون وينشر ويتداول بالكلمه المكتوبه والمسموعه في الصحف والمواقع وعلي شبكات التواصل الاجتماعي وفي الفضائيات ، معظمه ، لايعبر عن اراء سياسيه ولا وجهات نظر ولا قناعات ، يعبر عن مرض في النفوس وربما غل دفين او مرارة عميقه تصل لحد العلة النفسية!!!
مرض في النفوس يدفع بعض الناس للحمق ، يتفوهوا بعبارات حمقاء جوفاء فارغه عالية النبرة كمثل هتافات الجمهور الارعن في مباريات الكورة المتعصب لفريقه عن حق او باطل ...
التعصب الايديلوجي افة الوطن ، التعصب الايدلوجي السري ، نعم سري ، فالقوي السياسيه والنخب والنشطاء لم يفصحوا عن مواقفهم السياسيه وقناعاتهم الايدلوجيه بوضوح وصولا لتاييد الناس لهم او رفضهم ، الخديعه هي الاساس ، خديعه الناس الجاهله بالسياسه وانتماءاتها ودهاليزها ، الخديعه هي الاساس ، رفع شعارات بسيطه لاخفاء حقيقه الانتماءات الايدلوجية والقناعات الحقيقيه ، الاساس استغفال الناس وسحبهم من رقابهم خلف الشعارات البسيطه بالخديعه وصولا للتمكن والتمكين ...
الخديعه لم تقف فقط عند حد التواري السياسي خلف شعارات بسيطه " مجمعة " ، بل تجاوزها بادعاء الموقف الواحد والتوحد الجمعي من كل الفرقاء والمتناقضين حول اختيارات واحده ، هنا الخديعه تتجاوز حسن النيه لتفصح عن عمد قصدي لخديعه الناس ، الناس ، الجماهير ، الشعب ، المسميات المختلفة للكتله الكبيرة التي يسعي السياسين لتاييدها لتحملهم لمقاعد الحكم والسلطه فيصنعوا من وجه نظرهم مايرغبوا في صنعه بالوطن ، هنا في تلك اللحظه سترفع الاقنعه وتظهر الانتماءات الحقيقيه التي بذلوا جهدا كبيرا لاخفاءها عن الجمهور " الجاهل " من وجه نظرهم ، والجهل في تلك اللحظه قد يعتبر ميزه للقوي السياسيه ، لانه يمنحهم القدره علي التلاعب بالعقول وترتيب الوعي بالطريقه التي تناسبهم حسب رؤاهم السياسية  ...
عندما قامت يناير التي لااسميها ثورة وبصرف النظر عن رايي فيها والمؤامرة التي صاحبتها ، هذا ليس مجاله الان ، عندما قامت يناير ، رفعت شعارات بسيطه ساذجه لاتعبر عن موقف سياسي ولاانتماء ايدلوجي ، شعارات بسيطه ساذجه تصور مخترعيها انها ستلاقي قبول لدي الجميع علي اختلافهم ، فمن يختلف او يعترض او يرفض ان يرفع شعار " عيش حريه عداله اجتماعيه كرامه انسانية " لااحد بالطبع مهما كانت افكاره او قناعاته او انتماءه السياسي يرفض مثل تلك الشعارات البسيطه ، المشكله لم تكن في الشعارات ، بل كانت المشكله فيما وراء الشعارات ومالذي يعنيه كل من يرفعها ، مقصده الحقيقي من تلك الشعارات والمعني الحقيقي الذي يقصده من رفعها ونشرها وتداولها ...
قالوا " عيش " ، " حرية " ، " عدالة اجتماعية " ، " كرامة انسانية " فهتفت جموع كثيرة خلفهم ، جموع تتوق للحياه الكريمه في وطن تحبه وتشعر انه لم يكن لها او لم يكن نصيبها فيه كمان تتمناه ، هتفت جموع كثيرة خلفهم بمنتهي الصدق والحماس بذات الشعارات ، لكنهم لم يقفوا عن مرحله الشعارات ، بل صار كل منهم ، وكل كلامي هنا مبني للمجهول ، صار كل منهم يصرح بمليون تصريح ويتصرف عشرات التصرفات التي يراها من وجه نظره تعبر عن الشعارات البسيطه التي رفعتها يناير ، وفوجيء الجمهور العريض بتناقض التصرفات والسلوكيات والتصريحات التي يرفعها المتناقضين باعتبارها معبره عن نفس الشعارات التي رفعوها جميعا ، هنا ، انتبهت الجموع لما اسمه " حاجه غلط " نعم ، حاجه غلط ، فيه حاجه غلط ، لان مايحدث متناقض لحد يستعصي علي التوافق ، من يرفعون ذات الشعارات البسيطه يأتون تحت نفس الشعارات بتصرفات وتصريحات متناقضه بزعم انها تعبر عن ذات الشعارات ، فيه حاجه غلط ، اما الشعارات ، واما الناس واما الجميع الشعارات والناس ...
فيه حاجه غلط .... هذا مااستشعرته الجموع من اللحظه الاولي او الثانيه ، شعارات بسيطه واضحه ، بسببها وتحت راياتها تتناقض التصريحات والسلوكيات والتصرفات والتصريحات ، تناقض يؤكد انهم يستخدموا تلك الشعارات استخداما كاذبا مزيفا من اجل خديعه الجموع لتسير خلفهم فاذا ماسارت خلفهم وصدقتهم تلاعبوا بها واوصلوها لغير ما كانت تبغي الوصول اليه ...
من اللحظه الاولي ، هتفت الجموع بشعار الحرية ، وفي نفس الوقت غض الثوار والمتظاهرين بصرهم وفقئوا عيونهم وهم يرون شركه سياحه تتحول لسلخانه يضرب فيها الناس ويعذبون ويستجبون من العامه وينقب في ضمائرهم بحثا عن انتماءاتهم وافكارهم ، السلخانه كانت مفتوحه والناس التي تهتف باسم الحريه تتفرج وتصور وتصفق ، ولااحد ينتبه لقدر التناقض بين المظاهره التي تهتف باسم الحريه وفي نفس الوقت تعتقل من تراهم اعداءها لسبب لاتعلنه وتعذبهم وتضربهم باسم الحرية!!!
من اللحظه الاولي ، هتفت الجموع بشعار الحرية والكرامة الانسانية ، وفي نفس الوقت سبوا المخالفين لارائهم وعملوا قوائم سوداء وضربوا من وطئأت قدمه التحرير وتصوروه يخالفهم في الرأي او المقصد او الهدف ، هتفوا باسم الحريه والكرامه الانسانية ومارسوا الاقصاء والعزل والنبذ والسب باسم الثوره تاره وباسم الشعب تاره وباسم الحريه تاره وروجوا الاشاعات الكاذبه وهم يعلموا انها كاذبه للنيل ممن تصوروهم خصومهم وشهروا بهم وباسرهم وبشرفهم وباسم الحريه تحولت محطات المترو لسجون اعتقلوا فيها من اعتبروا عدوهم وعذبوه في شركه السياحه وشهروا به علي مواقع التواصل الاجتماعي ، وقرروا يفقئوا عيون كل الناس حتي لا تري ومن يري يسب ويشتم ويلصق به الصفات الناقصه ترويعا وتخويفا ، وتصوروا انهم بأسم الحريه سيخرسوا الاخرين ، فالحريه التي هتفوا باسمها هي حريتهم وحريتهم فقط ، وحين تهتف مثلهم بذات شعارهم " حريه " وتطالب ببعضها لنفسك وافكارك يمارسوا عليك الاقصاء والترويع والسب والكذب ، و......... تناقض مروع يكشف عن زيف الشعار الذي يرفعوه او كذبهم وزيفهم هم شخصيا !!!
غريب جدا مااكتبه ، بدأت بدايه وانتهيت نهايه اخري ...
وكأني اسكب افكاري مبعثره علي الاسطر ، وكأنها تضغط علي وتؤرقني فاتخلص منها ، كأني لااكترث بترتيبها او تنظيمها وصولا لفكره ومعني محدد ، تضغط علي فاتخلص منها بمنتهي العبث غير عابئه بالمعاني التي ستنقلها للاخرين ...
اعود للبدايه ، مااسمعه ومااقرأه معظمه يعبر عن مرض في النفوس ، مرض الانحياز الاعمي ، التحزب البغيض ، اسقاط المشاعر الشخصيه علي المواقف الموضوعيه فتفقد موضوعيتها وتتحول لنوع من الكراهيه ..
الكراهيه ، نعم ، هذا مااحسه دائما ، الكراهية ...
الخصومه السياسيه في مصر تحولت لنوع من الكراهية العشوائيه ، ليست خصومه بين افكار ومباديء ، بل كراهيه بين اشخاص تتلبس ثوب المبادي ، ولانها محض كراهيه لاتعبر عن مبادي تبدو فجه وواضحه لاتخدع احد ، هي محض كراهية ...
البعض يكره الدولة ، يسميها الدوله البوليسيه او الدوله القمعيه او دوله العواجيز ، ليس مهم التسميه ، البعض يكره الدوله ، الدوله بمؤسساتها واجهزتها ، يتصور نظريا ان الحياه قد تسير بلا دوله وبلا مؤسسات ، يكره الدوله ولانه يكره الفكره يبحث في الواقع عما يدعم كراهيته فينتقي تصرفات فرديه او جمل او عبارات لدعم تلك الكراهيه ووضعها في صوره موضوعيه وكانها قضيه مبدئيه حقيقيه وليست محض كراهيه ...
والبعض يكره الشرطه ، يكرهها لانها ذراع الدوله الامني ، او يكرهها لانه تعرض لتجربه شخصيه القت ظلالها علي رايه تجاه المؤسسه كلها ، كل المؤسسه هي من وجه نظره ذلك الشخص الذي بطش بيه او تعسف معه ، البعض يكره الشرطه لانها تمنعه او منعته من ارتكاب جريمه او طبقت او تطبق عليه القانون ، القانون البغيض الذي اصدرته الدوله لتقمعه او تصادر حريته ، كلها افكار نظريه قد تبدو براقه وقد تبدو حمقاء ، لكنها افكار نظريه ، فاين هي مجموعه البشر التي تعيش في القرن 21 بلا قواعد منظمه لعلاقاتها ببعض وقوه تفرض تلك القواعد التي يرتضيها الجميع او اغلبهم علي من يخالفها ، اين ، لايوجد ، البعض يكره الشرطه ، لانه يري من حقه ان يرتكب جرائم دونما مانع ، من حقي اخالف القانون التي وضعته الدوله لحمايتها ، وحين تتصدي لي الشرطه تمنعني من مخالفه القانون تصبح سلطه قمعيه قاهره ، من حقي اكون تنظيم سري لتغيير السلطه السياسيه في الدوله وربما من حق ذلك التنظيم ان يفرض وجوده علي الاخرين بالقوه وربما بالسلاح ، من حقه يمارس التعسف علي الاخرين وحين تحاول الدوله تمنعه من ممارسه التعسف تصبح دوله قمعيه بوليسيه ، افكار عبثيه براقه !!!!
لكن من يكره الدوله وسلطتها او يكره الشرطه ورجالها او يكره الاثرياء وثرائهم ، لا يفصح عن كراهيته واسبابها الحقيقيه ، بل يصمت ويخدع الاخرين بانتقاء مواقف صغيره لتكبيرها وكأنها هي اصل الصوره وكل تفاصيلها ....
الكراهية غير الموضوعية هي مانعيشه ، واطلاق الاحكام هو مايحاصرنا ، والايديولجيه السريه واخفاء الهويه الحقيقيه هو الخديعه التي نعيشها ..... 
ولان المشاعر تتحكم في كل شيء ، المشاعر وليس وجهات النظر ، الكراهيه وليست الخصومه السياسيه ، المواراه والمداراة والتجهييل العمدي للانتماءات السياسيه واظهار وجوه اخري لاعلاقه لها بالقناعات الدفينة هو ما يحاصرنا ...
ولان كل هذا موجود واكثر ... لفظ المصريين او اغلبهم كل النشطاء والنخب والاحزاب السياسيه ، لفظوهم وابتعدوا عنهم ونفروا من راياتهم لانهم شعروا منهم ومازالوا بالخديعة والكراهية وفقط ....
افكاري مبعثرة ولم افلح في تنظيمها ,, بس مش مهم المهم اني حاولت ..

" النص الثاني  من محاولة استعادة ساعه الكتابة اليومية -2  "

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

دائما اوصف مقالاتك بأنها مثل نور الشمس الذى يوضح لى اشياء لم اراها
من قبل ,الذى يخرجنى من الظلام الى النور ,الذى يرينى حقائق لم أخذ بالى منها,لان خبرتى فى الحياة لم تكن كبيرة ....
بشكرك على كل مقالة وكل كلمةوكل حرف
بتكتبية بجهد وتعب , بشكر خبرتك فى الحياةالتى أراها فى كتاباتك واتعلم
منها,وأرائكى التى أراها دائماصحيحة
وواضحة ولم تتغير مثل الكثير....
بشكرك لانى لم اغير رأى فيكى بعد كل
مقالةأقرأها....
بشكرك لأنك ست مصرية محترمة وجدعة ..
NASHWA ABD EL HILEM