25 مارس 2010

ليست مرثيه فشل لكنه عقاب شديد لااملك غيره !!!!



في بعض الاوقات الغريبه ، الملتبسة ، التي لاتعرف لها شكل محدد ، التي تتناحر وتتطاحن فيها الغرائب والعجائب ويتقاتل فيها البشر علي التفاهات والسخافات ، التي يتنافسوا علي المراكز والمناصب والثروات ، متخففين من الاخلاق والضمير والروادع الانسانيه ، التي يبحث فيها الجميع عن دور ومساحه ووجود بصرف النظر عن المبرر والوسيله والهدف ، التي يكذب فيها الناس كما يتنفسون ، ويدعون عكس ما يبطنون ويظهرون غير مايؤمنون ، او بالاحري وفي الحقيقه لايئمنون بشيء له معني او قيمه ، في تلك الاوقات التي يعتبر فيها معظم البشر ان الحياه ليست الا حلبه مصارعه يكسب فيها الثور الاقوي والاغبي ، ان الحياه ليست مسرح كبير يتالق علي شاشته الوضيعه من يصرخ اعلي ويكذب اسرع وينافق ابرع ، في تلك الاوقات التي يعتبر فيها معظم البشر ، ان الحياه التي يعيشوها ليست الا ساحه قتال وضيعه كمثل التي قتل فيها سبارتاكوس وجاليلو والحسين واحرقت فيها المفكرات باسم قتل الشيطان وقتل فيها العلماء بحجه اشاعه الفضيله وحورب فيها الشرفاء بزعم الحفاظ علي الاخلاق والدين والشرف ، في ذلك الوقت الحقير الوضيع الذي لايذكر في التاريخ الا بوصف يليق به وباناسه ، باعتبارها عصور الانحطاط التي يلزم محوها ببشرها من تاريخ الانسانيه!!

في مثل تلك الاوقات التي يقتل فيها المسالمين بتهمه الهدوء والسكينه وعدم المشاركه في الموالد والزار والسيرك المنصوب ، التي يحاصر فيها الشرفاء والمحترمون بتهمه اعتناق االمباديء الهدامه والافكار الخطيره والمشاكسه والتمرد ، التي يتحكم فيها الحقراء بالمصائر والرقاب فيخنقوا من يصدق القول ويحتفوا بمن يكذب وينافق ويخلع عقله ويسير في مواكبهم بلا عقل بلا ضمير ، في مثل تلك الاوقات التي يعلوا فيهم اسماء عديمي المواهب باعتبارهم الحجج والمراجع ويداس علي اعناق العلماء باعتبارهم مشعوذين سحره يشيعوا العلم والاحترام في زمن لايلزمه الا الدجل والصراخ والشعوذه ، في تلك الاوقات الكئيبه التي تحتاج من كل البشر المقاومه والصمود ، تحتاج منهم التمسك باواصر الحياه والتشبس بافكارهم واحترامهم لذواتهم والتقوقع بعيدا عن المستنقعات الكبيره التي تبتلع بماءها الاسن العطن كل الاكسوجين وتشيع رائحه النتانه والفحش سحب اختناق لقتل كل المعاني الجميله والمؤمنين بها من البشر المحترمين الضعفاء !!!

في تلك اللحظات ، التي تضيق فيها سبل الحياه امام العاديين هؤلاء الذي لايحملون الا احلام بسيطه لكن الدنيا تضن عليهم بهم وتحاربهم كانهم اعداءها اللدودين ، في تلك اللحظات التي يشتد فيها الحصار حول اصحاب المباديء واصحاب الفكر واصحاب الشرف ، يقهرون ، ليس فقط بالقتل المعنوي بل ايضا بالقهر المعنوي ، حين يرون مواهبهم وشرفهم ومبادئهم تلقي وعن عمد تحت اقدام الفشله وانصاف العقلاء والعاهرات والمنافقين هؤلاء الجهال ممن لايستحقوا وجودا لكن الحياه غير العادله تمنحهم شاشاتها وميكروفوناتها واقلامها وصفحات جرائدها واقلده فخرها واوسمه نجاحهم في مستنعقات قذارتها وبالونات اكاذيبها !!!


في تلك الاوقات ، التي يكون التمسك فيها بالعقل والاحترام والانسانيه جهادا كبيرا مع النفس ومع الاخرين هؤلاء الذين يحرقون البخور لمداره روائحهم النتنه ، ويفقئون العيون حتي لاتري قبحهم وبشاعتهم ، الذي يروجون لافكار منحطه وقيم رخيصه باعتبارها الكنز الثمين الغالي !!! في تلك الاوقات التي يكون فيها التمسك بالفضائل واحترام الذات ورفض الهروله تحت اقدام النصابين والمشعوذين قبضا علي الجمر يحرق الايدي والقلوب المتعبه بهمومها بضعفها الانساني برقتها الكريهه في زمن يعتبر الرقه نقيصه والرهافه خطيئه والعقل منتهي الاجرام اللعين ...


في تلك اللحظه ، يقرر بعض البشر او بعض حثاله البشر ، لن اصفهم ، لن اقول عديمي المواهب عديمي الكفاءه ، لن اقول ممكن كانوا يدسوا انفسهم وسط الاخرين المحترمين ويتشبهوا بهم ويتكلموا لغتهم ويستخدموا مفرداتهم ويدعوا المعاناه مثلهم والحصار مثلهم ، لن اقول انهم المستعدين دوما للبيع ، بيع اي بضاعه وكل بضاعه ، عندهم لاشي عزيز ولا شيء غالي ولاشيء له قيمه ولاشيء يستثني من العرض والمزاد ، كل شيء معروض للبيع ، البشر الافكار المشاعر ، كل شيء معروض للبيع الجسد الاحترام المباديء ، كل شيء معروض للبيع ، كان ومازال وسيظل ، والفخر لمن يدفع اكثر والمجد لمن يمنح سعرا اعلي والعار كل العار للمتشدقين بالفضيله واحترام الذات في زمن نحن ، نحن حثاله البشر ، خلعنا ملابسنا وافكارنا واقنعه الاحترام وانبطحنا تحت الاقدام نبحث عن فرصه مناسبه ، حقيره نعم ، لكنها مناسبه ، نكسب من خلفها ومن امامها نقودا وسطوه ومركز وفخر مزيف ، وحياه سعيده مليئه بالرفاهيه والشهره والنقود والكذب .... ولعنه الله علي التاريخ الذي لاينسي تاريخنا والذي سيكتب بعد موتنا وربما اثناء حياتنا - نحن حثاله البشر - هنا عاش ومات اناس حقراء لايستحقوا حتي المداد الذي لعناهم به - هنا اتكلم علي لسانهم بالطبع وليس علي لساني اتكلم علي لسان الحقراء وحثاله البشر توضيحا للفكره ليس الا !!!!


في تلك اللحظه يقرر هؤلاء ، عديمي المباديء خاويين الوفاض رخيصي النفوس ، يقرروا بفجر وبجاحه ووضوح ، انه حال وقت تبديل الوجوه والاقنعه ، فالاقنعه القديمه لم تثمر ثروات والوجوه القديمه احترقت ولم تاتي بما كانوا يحلموا به ولم تمكنهم من خديعه الاخرين ولم تحقق احلامهم الرخيصه ، في تلك اللحظه ، يقرر هؤلاء ممن لايستحقوا الا النسيان ، ممكن لم يكتبوا علي وجه الدنيا سطرا واحدا مفيدا له معني ، لم يبتسموا في وجوه الاخرين منحا للسعاده والبهجه وليس اشاعه للزيف والخديعه ، في تلك اللحظه ، يقرر هؤلاء انه حان وقت تغيير الجلود والاقنعه والضمائر والادوار !!!!


في تلك اللحظات التي يقرر فيها هؤلاء الذين لم اسميهم لاني لااعرف لهم اسماء ، ان الادب لايجدي والشرف لايأكل عيش والمباديء لاتغني ولاتسمن من جوع واحترام الذات لاسعر له في اسواق النخاسه المفتوحه علي البحري ، في تلك اللحظه ، يظلم المسرح وبعدها يخرج من كواليسه اناس جدد ، تصاحبهم اضواء مبهره وموسيقا صاخبه وهتافات بالروح والدم والحياه وطول العمر ، يخرج من الكواليس بشر يشبهون الحشرات - نعم يخبيء ملامحهم المكياج الثقيل والطلاء السميك والالوان المبهرجه لكن كل هذا الزيف لايخفي حقيقتهم الواضحه ولايخفي شبههم للحشرات البغيضه بعضهم يزحف علي بطنه وبعضهم يطير في الجو وبعضهم يجري فوق الحوائط ، يخرج من الكواليس بشر حثاله ، معهم بطانه من قليلي الحيله عديمي المواهب المحبطين بالفطره وبالضروره ، يخرجوا من الكواليس ويصرخوا فوق خشبه المسرح ، هانحن قد جئنا ، جئنا لكم بقضايا جديده ، باهتمامات جديده ، بافكار جديده ، نحن بشر جدد لانشبه ماكناه ومااعتدتوا عليه وما الفتوه ، نحن بشر جدد ، لن نقول ماسبق وقلناه ، لن نروج لما سبق وروجناه ، لن نبيع نفس البضاعه الفاسده التي بعناها من قبل ، اليوم العرض كله جديد في جديد ، سنبيع بضاعه جديده ، فاسده نعم لكن جديده ، سنسمعهم كلام جديد فارغ تافه نعم لكن جديد ، سنخرج عليهم بوجوه كريهه بغيضه حقيره سخيفه نعم لكن جديده ، ليست ذات الوجوه الكريهه التي اعتدتم عليها ، ليست ذات الوجوه الحقيره التي تعرفوها ، اليوم العرض كله جديد في جديد ، ويفاجيء الجمهور قليل الحيله المربوط في مقاعده لايقوي مغادرتها ، يفاجيء ، باناس جدد ، نعم يعرفهم لكنه لايعرفهم ، نعم سمع صوتهم قبل تلك الليله ، لكن الكلمات والمعاني والالفاظ والافكار كلها لم يسمعها من قبل ، يفاجيء بااناس جدد ، او اناس قدامي يخرجون نفسهم علي المسرح في شكل وصوره ناس جدد ، يقولوا عكس كل ماقالوه معتمدين علي الذاكره المنعدمه للجمهور ، تتغير خرائط علاقاتهم بالحياه ، من كانوا اعداء صاروا احباء ومن كانوا احباء اكلتهم القطه ولم يعدوا اي شيء ، تتغير خرائط علاقتهم بالحياه ، يقدموا اوراق اعتمادهم لجهات جديده ، لايعلمها الجمهور ، ليس مهم فالجمهور تافه وقليل الحيله وليس مطلوبا منه يفهم كل شيء ، المطلوب من الجمهور التصفيق وفقط ، مهما قال الممثلين ، تكلموا زباله تكلموا حقاره تكلموا قرف ، تصفيق حاد ، غيروا الوجوه والنفوس والضمائر ، تصفيق حاد ، قدموا اوراق اعتمادهم للعدو الذي طالما قالوا عنه عدو ولم يعد ، او قدموا اوراق اعتمادهم للصديق الذي انكرو صداقته بل وانكروا وجوده من قبل ، تصفيق حاد ، هذا دور الجمهور التافه العبيط ، هنا اهميه الجمهور التافه العبيط ، اهميته انه يصفق ويصفق ، يري حقاره لكن يصفق ، يسمع اكاذيب لكن يصفق ، يري وجوها كالحه كاذبه مخادعه زيفت عمليات التجميل والمساحيق البراقه وجرادل الطلاء ملامحها ، كل هذا ليس مهم ، المهم ان الجمهور يصفق وحثاله البشر تنتشي والبشر الحقيقين يكتئبون قرفا وهما !!!


في زمن المسخ ... في الزمن الجاحد .... في الزمن الظالم ... الذي يقهر اجمل ابناءه ويحتفي باحقرهم ، يكون التشبس بالمواقف المبدئية ضربا من المستحيل ، يكون التمسك بالاحترام نوعا من الجنون ، يكون التمسك بالقناعات والمباديء حمقا مابعده حمق ، في زمن المسخ الزمن الجاحد الظالم ، الذي يرفع من شأن الوضيع ويقهر المحترم ، الذي يروج للكاذب المزيف ويخرس الصادق الامين ، الذي يمنح الممتلون الحرباء اوسمته ويحرم الثابت علي المبدأ من الجنسيه والانسانيه والوجود ، في هذا الزمن الحقير .... تتمكن الحشرات ويعلو شان الزواحف ويكافيء النصابين الللصوص الحراميه الافاقين ، في هذا الزمن الحقير ، تخلع النساء ملابسهن تشيع الفحش وكانها رساله مقدسه وتخبيء العاهرات وجوههن وتستر اجسادهم كأنهم فضليات صاحبات موقف ومبدأ !!! ويتصور الحقراء انهم سيخدعوا الجمهور الصامت قليل الحيله ، يتصوروا ان خدعهم وزيفهم واكاذيبهم ستنطلي علي الجمهور وسيصدقها وينسي التاريخ والجغرافيا والماضي ، في تلك الاوقات يصبح كل الكلام لغوا فارغا وكل الشعارات الحقيقيه كذبا وزيفا ويصبح التلاعب بالاقوال الجوفاء والاكاذيب الفجه علي مشاعر البسطاء لاستثاراتهم واثاره حميتهم الدينيه والوطنيه عملا عظيما يستحق كل الثناء والتكريم ، فيصرخ الممثلون علي خشبه المسرح من اعماق قلوبهم الفارغه استثاره للبشر المقهورين التتار التتار جهاد سلامه ، يصرخوا من اعماق قلوبهم الفارغه امسك حرامي امسك حرامي ، يصرخوا من اعماق قلوبهم الفارغه احلي من الشرف مافيش ، يصرخوا من اعماق قلوبهم الفارغه بلادي بلادي بلادي لكي حبي وفؤادي ، يصرخوا بكل الشعارات التي كان لها معني ولم تعد لابتذالها علي لسان مسيلمه الكذاب ومدعين النبوه والزائفين ، وفي نهايه العرض المسرحي يصرخون بمنتهي الحماس شرف للبيع مباديء للبيع بشر للبيع اكاذيب للبيع حثاله للبيع الا اونا الا دونا الا تري مين يشتري ومين يبيع !!! يصرخوا وكانهم اصحاب قضايا حقيقه وهم كاذبون مزيفون حقراء ، يصرخوا وكانهم اصحاب مباديء وهم نخاسين ودلالين في اسواق البيع المفتوحه دوما ودائما ، يصرخوا وكأنهم يدافعوا عن الحق وهم المنافقين الكاذبين القابعين في الدرك الاسفل من النار !!!!
وتصفيق حااااااااااد ويغلق الستار وينطلق النجوم الجدد في الحياه يعيثوا فيها فسادا وكذبا وانهيارا وزيفا و.......

نعم بعض الجمهور ينخدع للحظه قصيره مهما طالت !!!
نعم يحقق النجوم الجدد الكثير من المكاسب الماليه وبعض البريق المعنوي !!!

نعم يسوقوا اوراق اعتمادهم كسفراء بين مقالب القمامه المختلفه بارعين في الكذب والزيف والبلطجه والردح والنفاق وعلي كل لون ياباطسته مستعدين لدائما لقول ماترغب مقالب القمامه في الترويج له مستعدين دائما للوشايه بالاعداء والتحريض عليهم وقتلهم وذبحهم لن لزم الامر ودعت الضروره !!!

نعم يجدوا اذان تصغي لترهاتهم وعيون بليده تحدق في وجوههم المطليه بالزيف والكذب والخديعه !!!

نعم يصفق لهم بعض المفترجين ويشتري بضاعتهم الفاسده بعض المتسوقين !!!

لكن في النهايه مزبله التاريخ تقبض عليهم وكلماتهم ومواقفهم وعلي وجوههم المزيفه وعلي تبديل مواقعهم ومواقفهم !!!

في النهايه سيذكر عنهم في كل الكتب والصحف واوراق البردي وجدران المعابد والشبكه العنكبوتيه انهم كانوا حشرات زحفت علي بطنها بعض الوقت ثم حلقت في الجو بعضا اخر ، لكنها وقت حلقت في الجو لم تتبدل نسور او صقور او كناريات ، بل بقت مثلما هي حشرات طائره رغم كل المكياج الثقيل والطلاء والزيف!!!!


في النهايه ، سيمحو التاريخ القاسي الذي لايرحم اسماءهم ويذكر جرائمهم وقذارتهم عبرة لمن تسول له نفسه بتغيير الاقنعه والضمائر وبيع النفس والمباديء والافكار وشراء المجد الزائف !!! وحتي يلعنهم التاريخ فليستمتعوا بحياتهم الحقيره ويشربوا انخاب الاحتفال بها بالهنا والشفا !!!!

و............ كفاكم نفاقا وكذب وزيف فالرائحه النتنه التي تنبعث من كلماتكم تخنق !!!

قد تكون سطوري ، مرثيه فشل شخصي من انسان عجز عن البيع في زمن اسواق النخاسه !!!

لكني احب فشلي واحب الفاشلين مثلي واحترمهم كثيرا !!!
واكره حثاله البشر مهما عليت اسماءهم وشأنهم ومراكزهم !!!

اكرههم واحتقرهم ، وياله من عقاب قاسي لااملك غيره لامنحه لهم الان وغدا وطيله العمر !!!!





هناك تعليق واحد:

مها جمال يقول...

وصف تفصيلى هايل لما يحدث
عصر المبادىء والقيم والمثل وامشىعدل يحتار عدوك فيك انتهى
واصبح المتسلقين واللامواب والاصوات الغالية والمنافقين هم من يكسبون الكراسى والمناصب والخطر من ذلك التخفى وراء الشعارات الكاذبة والمناظر الفارغة
وازيد ليس فقط كميات المساحيق لكن هناك قناع اخطر بكثير
من كل تلك الاقنعة
وهو النقاب وانا لست ضد النقاب لانه حرية شخصية لكن يختبىء خلف عباءة او نقاب ويبدى كل المساوىء فى التعامل فهى الطامة الكبرى للاسف
بجد اعانى فى العمل من تلك النماذج
ذات الاصوات العالية وقلة الادب والتخفى وراء الزيف والنفاق
احييكىانك قادرة ان تخرجى هذاالكم الهائل من شحنات الغضب