05 يونيو 2010

نافذة واسعة علي المحيط الهادر !!!


اتابع مدونات الاخرين قدر مااقوي ، يبدو ان عالم التدوين والمدونين عالم واسع جدا اكثر مما اظن ، اتابع بعض المدونات التي دونت اسمائها علي مدونتي الشخصية ، ربما هم اصدقائي ربما قادتني الصدفه لمدوناتهم فاحببتها ربما سعيت لصداقتهم لاني قرأت مايكتبون ، تلك الكتابات الحره الطليقه التي لايهدفون منها الا التعبير عن انفسهم عن وجودهم ، لااعرف معظم المدونين لكني احسني انتمي اليهم ،انا وهم تفاصيل في صوره كبيرة تقول ان هؤلاء البشر رغم كل شيء مازالوا قادرين علي الوجود الفاعل علي التمرد علي المقاوحه علي التشبث بالحياة .....

اتابع كتاباتهم ، اراقب ايقاع التدوين عندهم ، عندما يصمت احدهم قليلا او تتأخر حروفه او يغيب عن اطلالته المعتاده ، انزعج اكاد اطرق علي بابه اساله لماذا لاتكتب ، ما بك ، اين نهر تواصلك مع الحياه هل جفت مياءه هل جدبت عيونه هل غير مساره هل مللت هل يأست هل احسست اللا جدوي ، اكاد اساله هذه الاسئله لاوضح له اني موجوده في مكان ما لايعرفه هو شخصيا لكني اتابعه ، اتواصل معه عبر مايكتبه ، نحن نتبادل الاحساس بالحياه والوجود ، ربما احساسه بوجودي يخرجه من لحظه يأس ينتشله من ظلمه اللاجدوي التي تنتابنا كثيرا حين نشعر اننا مجانين مخابيل نكتب في الهواء كمثل المرضي النفسيين الذي يتعين عليهم التعبير عن مشاكلهم حتي يبروءا من المرض ....

اتمني امد يدي له انتشله من صمته ، انا هنا ، اتمني اهمس في اذنه ، انا هنا اقرأ ماتكتب واحبه ، فان كنت لاتجد اي مبرر للكتابه ثانيه الا تعتبر وجود متابعه لك لاتعرفك لكنها تحب كلماتك وروح تمردك ، الا تعتبرهذا في ذاته مبرر لمواصله مشقه الكتابه وجهدها المحبب اللعين !!! وحين استيقظ صباحا ، او المح في منتصف الليل وقبلما استسلم للارهاق والغفوه ، احدهم كتب شيئ جديد ، احس ارتياح كأنه طوبه كانت في حلقي وسعلت بقوه فخرحت وتدفق الهواء في جسدي يعيدي للحياه ويعيد الحياة لي ، اري صدره يعلو ويهبط يقول مازلت حيا ، اكاد احتضنه بروحي ، اهنئه لانه الحياه مازالت تجري في عروقه ، احسه يسندني واحسني اسنده ، نعم نحن شركاء في الوجود ولو من عن بعد ..

هل يعرفون اني امر عليهم كل يوم ، وهل لو عرفوا سيفرق معاهم ، لااظن ، هم يكتبوا لانه الكتابه ربما طريقتهم في التشبث بالحياة التي تحاصرهم متاعبها وهمومها ، يكتبوا حبا في الحياه وتمردا علي قسوتها علي جمودها علي صمتها علي برودها ، ربما يكتبوا لانها الطريقه الوحيده التي تسعدهم وتشعرهم بقيمتهم وجدواهم وفائده وجودهم ، ربما يكتبوا بشكل فطري تلقائي كمثل النفس الذي لم ناخذ قرار في شهيقه وزفيره لكنه لازم بل ضروري لحياتنا بل تستحيل حياتنا بدونه !!!


اتابع بعض المدونات الاخري عن طريق " ريدر جوجول " الذي منحني نافذه واسعه تطل علي ذلك المحيط الهادر الحي الصاخب لمئات بل الوف المدونين والمدونات ، نافذه اطل منها يوميا علي ذلك المحيط اترقب مالذي سيلقي لي به الحظ ، ربما يخرج سمكه ذهبيه تنتفض علي الشط ترفض مصيرها الحتمي بالموت ، اتابعها ، اتابع انفاسها الاخيره ، اتمني اقفز من النافذه اعيدها للماء ، لكنها لاتستسلم للموات وتقاوم وتنتفض وتنتفض حتي تعيد جسدها اللامع قبل انطفاء سطوعه للماء ، المحها تبكي تحت الماء لانها نجحت في التشبث بالحياه ، ارسل لها قبلة واستأنف الصراع في يومي عنيده مقاوحه ، اذا كانت السمكه الذهبيه الصغيره افلحت في العوده للمحيط الذي لفظتها امواجه قهرا خارج حياتها ، الا افلح انا !!!!

احيانا تخرج الامواج زجاجه فارغه الا من رساله سطرين ، هي رساله من احدهم ارسلها لاحدهم والاثنين مجهولين ، اتسلل لفوهه الزجاجه وانا جالسه فوق نافذتي ، افتح الرساله خلسه ، اقرها ، ابتسم ، سطرين قال فيها الراسل للمرسل اليه ، حين تصلك حروفي اكون نجحت في مقاومه جدران الصمت التي تحاصرني وانتصرت عليها ، هاانا مازلت حيا مازلت قادر علي القول والكتابه والبوح ، رسالته وصلتني انا التي لايعرفها لكني سعدت بانتصاره !!!

نافذه علي المحيط الصاخب احدق من فتحتها الواسعه علي المحيط الهادر ، لااخاف الفيضانات ولا اشباح الليل ولا القراصنه ، لاانتظر من المحيط اعداء اشرار اقيم المتاريس خوفا منهم ولا انصت لمخاوف الاخرين ان محيط التدوين سياتي بالعفاريت التي يتعين الاحتياط منها ، لاتكشف نفسك لاتفتح صدرك لاتقول كلماتك الحقيقيه ، لاتعرف الاعداء بقلب اخيل الذي سيتسللوا اليك منه ، كلماتك تكشف روحك وتعرف اعداءك بمواطن ضعفك ومواطن انسانيتك ، لااؤمن بهذا الكلام ، لااؤمن بوجود اعداءا اساسا واؤمن ان الانسانيه التي هي امواج ورمال وماء المحيط هي الترياق الحقيقي الذي يحمينا من الاعداء لانها تقوينا وتشحذ ارادتنا وتدعم وجودنا الحقيقي !!!! ماعلينا ...

نافذه علي المحيط الصاخب اجلس امامها انتظر هبات الحظ ومنح المدونين ، انتظر مالذي سيرموه في المحيط لايقصدوني لكنه سيصلني لم انتقيه ، الحظ قارب صغير بشراع ابيض يقترب من الشط فالوح له سعيده واهرع للشاطيء انتظره احييه لانه انتصر علي الامواج العاتيه التي تضرب جنبات المحيط وتكاد تحطم كل الاشرعه ، انه مجرد قارب صغير بشراع ابيض لكنه افلح فيما لم يفلح فيه الكثيرين ، افلح في الوصول لشاطيء المحيط ، طوال رحله الرعب التي خاضها كتب وقال نثرا وشعرا وقصصا وحواديت ، وحين رمي هلبه في الرمال اللينه وقف علي الشاطيء يوزع كلماته هدايا فرحه تنشر السعاده علي الشاطيء وكل مرتاديه !!!

نافذه اطل منها علي المحيط اري باخره كبيرة تقترب من الشط تطلق صفافيرها تعلن الكافه ها قد وصلت ، كانها تنتظرنا نحييها ، كانها تنتظر نضرب لها تعظيم سلام ، لااحبها ولا احب صخبها ولااصدق كلماتها رغم كل الصخب !! اطل علي المحيط فالمح رايات ملونه تقترب من الشاطيء وابتسامه ساطعه اجمل من شمس الشتاء ، ابتسم رغما عن انفي ، ابادلها الدفء ، احب الرايات الملونه والابتسامات الدافئه ، ليس ضروريا لتؤثر في قلبي ان تصرخ بكل حنجرتك يكفيني همهمه يسمعها قلبي فاحبك واحبها وابتسم سعيده لان الرايات الملونه مازالت تفلح في ايجاد موطيء قدم لوجودها في هذا العالم الموحش ....

اطل علي المحيط فاري مراكب متشحه بالسواد يعتليها ندابون وندابات يصرخوا ويلطموا ويمزقوا وجوههم وشعورهم ، صراخهم المبالغ فيه يقشعر جسدي ، انهم ليسوا حزاني فاتعاطف معهم انهم ينشرون الحزن عمدا يستنهضون احزاننا الدفينه ويحيوا اوجاعها كانهم يتعمدوا يوجعونا انهم يكرهوا الحياة ولايكتفوا بكراهيتهم الخاصه بل يعتبروا كراهيه الحياه واجب مقدس يتعين نشر راياته السوداء فوق كل النوافذ ، اختبيء منهم ، احكم اغلاق نافذتي واظلم انوارها واصم اذناي عن عويلهم ، فالحياه رغم كل احزانها جميله وتستحق نعيشها ، لا اقول لهم هذا لكني اقوله لنفسي اتحصن من عويلهم وصراخهم واسايس احزاني الدفينه اطالبها الا تشاركهم مأتمهم ، فاسباب حزني غير اسباب حزنهم وليس كل البكاء طاهر وليس كل العويل صادق وليس كل الوجع حقيقي وليس كل الحزن نبيل ، لااحب احد يتلاعب بمشاعر ولا يبتزني ، هكذا اقول لنفسي واترك النافذه مغلقه وابحث عن عروسه من عرائس الاطفال احممها واغير ثوبها واغني لها حتني تنقعش عواصف العويل وتنجح الشمس في قهر سوادهم....

اسمع صوت غناء حميم ، اهرع للنافذه ، اري قارب يعتليه اطفال في رحله مدرسيه ، قاربهم مزركش بالالوان البديعه ، شراعهم ملون برسوماتهم البريئه ، افتح النافذه والوح لهم ، لايروني لكني اتصورهم يروني واحس سعاده التواصل مع برائتهم ، اتواصل مع المدونين والمدونات عبر نافذتي الواسعه المطله علي محيط صاخب هادر ، بعضهم يكتب كلماته علي زبد الموج فيمحوها الموج ولا تصلني ، بعضهم يكتب كلماته علي الرمال التي تلتهم امواج الشاطيء معانيها ، بعضهم ينقش افكاره علي السماء التي تسطع باهيه سعيده بالنجوم الجديده التي زينتها ، اتامل السماء في الليل واحس دفئا من الافكار الصادقه التي انارت ليلي وستنير ليل الكثيرين ، بعضهم ويالا براعته ينقش كلماته واحرفه فوق سطح المحيط ، يكتب بمداد سري لا تمحوه المياه ، يموج المحيط ويرغي ويزبد وتعلو الامواج وتهبط وتبقي كلماته منارا للعابرين يتخبطون في لج المحيط ، اجلس امام نافذتي ليلا ، المح وهج المنار احسه صديقا للحياري في الظلام ، ابتسم ، احسه يراني فيسطع ضوءه اكثر واكثر ، بعضهم يكتب احرفه علي اجنحه النوارس ، تطير وتحلق وتسبح واجنحتها تنشر الافكار وتروج لها وتحافظ عليها !!!!! انه عالم حقيقي حي جميل !!!

اتابع المدونين والمدونات ، اتابع مدوناتهم ، احرفهم ، كلماتهم ، احزانهم ، صدقهم ، عوالمهم الخياليه التي يشيدوها ويهربوا اليها من وحشه الحياه ، اتسلل لحياتهم الحقيقيه التي كثيرا ما يكتبوا عنها صراحه وكثيرا ما يفروا منها ويكتبوا عن اي شيء اخر لكن كتاباتهم في النهايه لاتصف الا حياتهم الحقيقيه !!! اتابع المدونين والمدونات ، بعضهم موهوب بشكل خطير ، موهوب مبدع تتقافز شياطين ابداعه بين كلمات مدونته ، احب كتابته واعجب بموهبته واحيانا احسده واحيانا اقل احقد عليه !!! بعضهم يكتب بقلم عادي شبه كل وجوهنا ، لكني احب كتابته لانها تشبههنا ، هو يتكلم بلساننا بلغه بسيطه مثل التي نتكلم ونبوح ونبكي بها ، احب كتاباته لانها مدادها الاخلاص والجهد والدأب ومن قال ان الاخلاص والجهد والدأب لا يثمر فرحة وسعاده ربما اجمل احيان من ثمار الموهبه !!!

احب المدونين والمدونات .... احب مدوناتهم الملونه المزركشه بالصور والاغاني والاقوال المأثوره وابيات الشعر وقطرات الدموع ، احب مدوناتهم المزينه بالذكريات والتمرد والصخب الانساني الجميل ، واحس ان هذا الوطن يتنفس في احرفهم ويعيش في كلماتهم ويكتب كتب تاريخه التي ستبقي للاجيال القادمه البعيده من اسطرهم !!! احب المدونين والمدونات واحب مدوناتهم لانها تقول لي في كل ثانيه ان هذا البلد كان وسيظل حيا شامخا موجودا عامرا بابناءه وقلوبهم الدافئه ، حتي لو كنا جميعا لانري حقيقته هذه الايام !!!!

ومازلت اجلس امام نافذتي انتظر هبات المحيط الهادر الصاخب الحي الجميل !!!!

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

مغرية إلي حد بعيد

Alexandra Kinias يقول...

عزيزتى أميرة،

مقالتك رائعة --- أشكرك لزيارة مدونتى -- بسببك أستمر فى التصوير و التدوين . أنا بالفعل لا أعرف من يزورمدونتى أو إن كانت قد أثارت إهتمام أحد و لكن بالرغم من هذا أستمر لعل و عسى هناك مجهول فى مكان ما يتابعها --- له و لك سوف أستمر

شكرا عزيزتى لإهتمامك

مها جمال يقول...

حبيبتى اميرة
مقالك جميل وربنا يخليكى لنا وتقريلنا
ونتعلم منك الاحساس العالى
انت بجد صديقة رائعة

حمـــــــــــــــــــــة يقول...

بالضبط ما يجري
فقط لست أدري تنتابني أحاسيس غريبة (خليطا من الحيرة في الرد )...لا أجد الكلمات المناسبة و في الآن نفسه يحز في نفسي تسجيل دخولي بكلمة او حتى جملة لا تعبر كما أريد
أما عن العزوف عن الكتابة فهذا أمرا آخر ..... مثلا سياقة السيارة : إنتبه أمامك شرطة المرور و انت تعرف مسبقا عندك واحد على خمسة في المائة من الإفلات من خطية مالية(سيارة متهالكة و أوراق ناقصة فات أجل خلاصها) ......و طبعا قلة ذات اليد فرضت التأخير و الطلبات كثيرة و الأسعار مثل الصاروخ و المدخول في تناقص (مشكلة الضمان الصحي و المعاشات و الدروس الخصوصية و سفر الأولاد أثناء العطلة و التفكير في بناء طابق علوي نستفيد من كراءه لا غير
سيدتي
احب كتاباتك و قد عثرت عليها صدفة
وجدت فيها الكثير مما يخالجني
و سمحت لنفسي الرد بكلمات بسيطة
فقط فكرة فأرجو المعذرة إن أزعجت أو خرجت عن النص .................