15 سبتمبر 2010

احب مارون !!!!


كنت في محل الكلاب ...
محل يبيع كلاب وفقط .... لا يبيع كلاب ومستلزمات الكلاب ...

وارجو ممن سيستفز من هذا الموضوع باعتبار ان تربيه الكلاب رفاهيه مستفزه !!! ارجوه لايقرأ موضوعي !!!

ماعلينا ..... كنت في محل الكلاب ....

لماذا ...

لان صديقتي الحميمه ، اهدتني في عيد ميلادي الخمسين ، كلبا صغيرا بني اللون ، عرفتني انه من فصيله ( البيكنواه ) وانه اصلي!!!
صديقتي الحميمة ، تجاهلت اصراري وتصريحاتي المعلنه مائه مره لبناتي اني لن اربي كلاب بمنزلي لاني مريضه حساسيه ولن اتحمل شعر الكلاب ورائحتهم ، وان هذا وذاك سيثيرا الحساسية في جسدي ، صديقتي الحميمه تجاهلت كلامي وقررت ومن خلف ظهري اهدائي كلب صغير في عيد ميلادي ، وفوجئت بها يوم عيد ميلادي تدخل منزلي بقفص صغير تفتحه ، فيخرج منه كلب صغير بحجم كف اليد وقتها ، بعيون تلمع وذيل صغير يهزه الكلب كلما احس السعاده ، فتحت صديقتي القفص الصغير ، فخرج الكلب يتعثر في خطواته الصغيره وافهمتني ان عمره خمسه واربعين يوم وانه للتو مفطوم عن امه وانه كلب اصيل وانه سيظل صغير ، نعم لن يبقي بحجم كف اليد لكنه لن يكبر عن مقاس القطه متوسطه الحجم !!!

شرحت لي صديقتي التعليمات ، ومالذي سياكله وكيف ادربه علي قضاء حاجته وتركته لي وقبلتني وهنأتني بعيد ميلادي ورحلت عن منزلي وتركتني مع الكلب الصغير بعيونه اللامعه التي تدور في حدقتيها فزعا ... اقترب مني الكلب وانا متوتره واخذ يدور حول قدمي وكانت اكبر من جسده ويشم فيها ويهز ديله الصغير الذي لايتجاوز حجمه وقتها حجم قرن الفرن الحامي الصغير !!!

التفتت بناتي حول الكلب سعيدات ، ويحملنه علي كفوف ايديهن وهو يهز قرن الفل الصغير وانا مرتبكه ، وقررت ساعيده للمحل واخذ فلوس صديقتي واشتري اي هديه لنفسي .... لكن ابناتي غضبن مني وقررن انهن سيهتممن بالكلب الصغير ويخدموه ويراعوه ، وهرعت ابنتي الكبيره واحضرت له طبق صغير للماء فنظر لها نظره امتنان وشرب بسرعه بسرعه وعاد لقدمي يشم فيها ... ادخلته القفص بجهل فظيع ولم اسال نفسي عما اذا كان جعان من عدمه وحملت القفص ووضعته في ابعد نقطه في البيت من حجرة نومي واغلقت كل الانوار وتركته وعدت غرفتي اغلقت الباب علي وتركته ينبح بصوت مسرسع كانه صفير براد الماء وقت يدفع البخار صفارته حين تغلي المياه !!

استمر الكلب ينبح طيله الليل ، لكن ابنتي الكبيره اشفقت عليه ففكت اسره واخذته لفراشها ، فبقي ممتن لها حتي الان ، وفي الصباح ايقظها بصوت صغير فاستيقظت وانزلت من علي فراشها للارض فخرج من حجرتها يتعثر في خطوته للصاله للمطبخ للحمام الصغير وقضي حاجته وهز قرن الفلفل وعاد سعيدا وهي تتابعه مندهشه انه تصرف بذكاء وانه لم يتصرف تصرف احمق فوق فراشها يغضبها منه !!!

ووقف امام باب حجرتي يصدر صفيرا صغيرا ففتحت له الباب فدخل بخطوات متعثره يهز قرن الفلفل سعيدا لرؤيتي وحين حملت علي كفي نام عليه ممتنا ، وكان احساس غريب ...وبعدما قررت اعيده للمحل ، تسلل حبه لقلبي ، فهو صغير قليل الحيله ، يسير خلفي كظلي وحين احنو عليه باي طريقه يهز قرن الفلفل واحسه وكأنه ابتسامه صغيره فوق وجه ( سمايل ) !!! وقررت احتفظ به مدركه اني وقعت في شر اعمالي لانه يحتاج لرعايه ودكتور وحمام ونظافه ، واني مشغوله جدا واني ازيد علي نفسي اعباء جديده فوق كل الاعباء التي ارزح تحتها !!!!!!!


وهكذا ........... اصبح مارون وهذا هو الاسم الذي اطلقته عليه لانه يشبه حبه المارون جلاسيه بلونه بالبني اللامع ، اصبح مارون عضو اصيل في اسرتي ... افكر فيه واهتم بشئونه واراعيه واخدمه كطفل صغير لن يكبر !!!!

ويوما بعد يوم ، اكتشفت ان هذا الكائن الصغير ، نجح ان يجعلني احبه ، هو يسير خلفي كظلي ، وحين احنو عليه يهز ديله وحين احمله يتمرمغ بين اصابعي وحين اقربه من حضني ينام فيه مطمئنا وحين اخرج يسير خلفي حتي الباب وحين اعود يصرخ فرحا لعودتي ويرسم الابتسامه علي وجه السمايل ... وفي البدايه كنت اتركه خلف حجرتي ، لكن يوما بعد يوم ، قرر يغزوها مثلما غزي حياتي فيقف يبكي خلف الباب ، نعم يبكي ، وحين افتح له يهز ديله ويدخل مسرعا ، ويكور جسده الصغير جدا بجوار فراشي والمح ابتسامه من عينيه كانه يشكرني ، وصارت حجرتي حجرته وصار جوار سريري فراشه وهو كائن خلقه الله منظما ونظيفا فياكل في مواعيد ويشرب بعدها ولا يتصرف اي تصرف احمق ، فيدخل الحمام لقضاء حاجته ويخرج ينظف نفسه ويقضي وقتا طويلا يلحس جسده واطراف ينظفها و..... واصبح مصدر ونس لي في حياتي ثم مصدر بهجه ، فهو يضحكني كانه عامدا ، حين ااكل الايس كريم يشب علي قدميه الخلفين ينتظر مني قطعه شوكولاته مثلجه ، وحين ااكل المكرونه الاسباجتني يطلب مني بصوت وايماءات افهما واحده وحين ارفع له المكرونه يسحبها بفمه كانه طفل صغير ثم يهز ديله فرحا ........ ويوما بعد يوم ، احبه اكثر وهو يرتبط بي اكثر !!!!

وحين سافرت لاول مره وتركته خمسه ايام ، اكتئب وقبع في حجرتي لا يغادرها ، عازفا عن الاكل واللعب واللهو وحين عدت وقف خلف الباب قبلما يفتحوا لي يصرخ من الفرحه لعودتي وحين دخلت الشقه قفز علي قدميه وديله مثل بندول الساعه يعبر عن فرحته برجوعي واصبحت احب مارون واعتبر فردا من اسرتي بحق ، هو طفل صغير لن يكبر ، سيظل يحتاجني طيله الوقت ، ولايملك مايمنحه لي الا حبه تقديرا وعرفانا منه لحبي له واهتمامي به ، وهو ذكي يعرف مالذي يريده ويعرف مالذي اريده ونظيف ومنظم كان مدربا علمه اشياءا كثيره وهو امر لم يحدث لكنه مدرب بطبيعته !!!! وحين سافرت بعد ذلك عده مرات ، كان يعلم وقتما اضع الشنطه علي السرير لتوضيبها اني مسافره ، فيقفز داخل الشنطه كانه يقول لي خذيني معك ، في المره الاولي تصورتها صدفه ، لكن مرات كثيره تكرر ذات السلوك ، حين يري حقيبه السفر فوق حقيبتي يقفز داخلها وحين اسافر يكتئب وحين اعود يعبر عن فرحته برجوعي ويبتسم بعينه وديله ابتسامات متتالية واسعه !!!


طيله حياتي اسمع من الاخرين ، ان القطط غادره لكن الكلاب وفيه وصاحبه صاحبها ، وكنت اظنها جمل جوفاء ، لكن مارون اكد لي ان الكلاب وفيه لاصحابها وفاءا رهيبا ، فلااحد يقوي دخول غرفتي في غيابي الا بناتي ، وحين يدخل المنزل اي رجل غريب ، بتاع الزرع فني تصليح السخان يتبعه ولايتركه يتحرك في اي مكان في البيت وحده حتي لو كانت معه ابنتي او الشغاله ، وحين شاهد حقيبه يدي في يد شغاله جديده في البيت ، هجم عليها بحجمه الصغير ينهش قدميها باسنانه المدببه كابر التريكو فقفزت الشغاله تصرخ وهو يلاحقها بالعض في قدميها ، حتي اخذت منها الحقيبه فتركها وشأنها ، فمن هي لتحمل حقيبه يدي ؟؟؟ وحين جلست اخري فوق سريري في غيابي نبح كانه اسد وملأ المنزل ضجيجا ونباحا يتشاجر معها ليس من حقك تجلس علي فراشها فهبت فزعه فوقف بجوارها كانه يراقبها حتي خرجت من الغرفه !!!!


واصبح مارون هذا الكلب الصغير الذي وصل حجمه الان لحجم القطه السيامي المتوسطه الحجم ، اصبح كائن له هيبه في البيت ، لااحد غريب يدخل الا ويراقبه مارون ، ولا شغاله تتجرأ وتدخل غرفتي في غيابي الا ونبح عليها وحين اخطأ احد الضيوف ذات مره وهو يبحث عن الحمام ففتح باب غرفتي انتفض مارون ينبح عليه ويهاجمه لانه دخل مكان ليس له حق دخوله وحين انتبه لخطأ ودخل الحمام رابض مارون امام باب الحمام حتي خرج واستمر يتبعه كانه لايطمئن له حتي غادر المنزل !!!! وكبر مارون واصبح يشخر وهو نائم وكثيرا ما يحلم ويصدر اصوات غريبه كانها ضحك وهو نائم وحين يتشاقي احمل الجرنان اهدده بضربه فيجلس مكانه طائعا كانه يعرف انه معرض للعقاب !!!!!!!!!!!!!!!! وفي جميع الاحوال هو وفي جدا ويحبني جدا جدا ويحتاجني طيله الوقت ويشكرني بطريقته طيله الوقت علي تصرفاتي معه ، لم يعتبر ابدا ان مراعاتي له فرضا علي او واجب لااستحق عليه الشكر ، وحين ابكي يشب علي قدميه وكانه يطبطب علي وحين اتشاجر مع اي شخص لاي سبب حتي لو كان فني تصليح البوتجاز لانه كل مره يصلحه وكل مره يبوظ بسرعه ، حين ابدا في الشجار مع الرجل ولو كان بصوت خفيض ، يفهم مارون نبرتي ويبدأ في مشاركتي المشاجره بمهاجمه الرجل وجذبه من بنطاله صوب الباب كانه يطرده من المنزل لانه اغضبني !!!!

وحين كبر مارون واصبح يلزم نزوله للحديقه امام منزلي للتنزه والتعرض للشمس وقضاء حاجته ، تعين علي شراء رباط له امسكه به ، فهو يجري بسرعه واذا نزل الشارع بلا مقود امسكه منه سيجري ولن الحقه باي حال من الاحوال !!!

فذهبت محل الكلاب !!!!!!!!

لاشتري لمارون رباط امسكه منه !!!

كان المحل مليء بالكلاب من جميع الاشكال والالوان والفصائل والاحجام !!!

مليء بالصخب و " الهوهوة " بجميع النبرات الصوتيه من كلاب صغيره تصفر لكلاب كبيره تزأر !!!
وانا جالسه في المحل متأففه من ريحته !!!

دخلت سيده انيقه ، توجهت صوب احد الاقفاص الكبيره واشارت علي كلب اسود غطيس وطلبت من الرجل اخراجه لها لانها تفكر في شراءه ، كان كلب وولف ، كبير الحجم لكنه بيبي في الحقيقه !!!!
خرج الكلب فرحا بالافراج عنه وتوجه مسرعا للسيده وارتمي في حضنها ، نعم ارتمي في حضنها رفع يديه وتقريبا وضعهما علي كتفها واخذ يهز ديله فرحا ، احتضنته السيده بمنتهي الحب وقالت بصوت عالي ( لما باعرف الناس اكتر باحب الكلاب اكتر ) !!!! وكانت جمله صادمه !!!
جلست السيدة الانيقة امام البائع تفاصله في سعر الكلب والكلب ملتصق بها كانه يقول لها لا تتركيني ، وعرفت انها حضرت للمحل مره سابقه واعجبت بذات الكلب لكن البائع لم يكن موجود فلم تشتريه ، والكلب وقتها تعرف عليها واليوم تذكرها وحضنها كانه فرح بعودتها !!!!

جلست السيده الانيقه امام البائع تفاصله وهو تستعطفه انها احبت الكلب الذي احبها وتتمني شراءه لكنها لاتملك كامل ثمنه ، كانت صادقه هي فعلا احبت الكلب والكلب احسها ، فاخذ يصدر اصوات استجداء للبائع ، كانه يقول له لاتكسفها !!!

جلست السيده تطبطب علي الكلب وهي تكلم نفسها ( لما باعرف الناس اكتر باحب الكلاب اكتر ) تشرح للبائع ، اصل الكلاب مش خسيسه ، عمرها ما تغدر بصاحبها ولا تخونه ، الكلاب وفية عمرها ماتعض الايد اللي طبطبت عليها ، الكلاب تصون المعروف والجميل وتحس باللي يحبها وتحبه !!!

اراقب السيده التي تتكلم من قلبها بمنتهي الصدق والوجع ، وكان البشر او بعضهم مزقوا قلبها بخستهم وغدرهم فاحست من الحيوانات الصماء غير العاقله وفاء وحب جعلها تفيض عليهم بحبها !!! اراقبها وانا استرجع احداث كثيره من اناس كنت اظنهم اوفياء فاذا بهم خسيسين اندال لايقدروا المحبه ولا المعروف !!! اراقب ملامحها وهي تتكلم واتعجب من حال بعض البشر التي دفعت ببعضهم الاخر لحب الكلاب اكثر منهم !!!!


ومرت ايام كثيرة .... ومازال مارون يستقبلني علي الباب يرحب بي ويشب علي ساقيه الخلفيين ويصوت اصوات افهم انها ترحيب بي !!
ومازال يكاد يطبطب علي عندما ابكي ويشاركني الشجار مع من يستحق الشجار ... واقابل احيانا بعض البشر الخسيسين المنحطين ، يغدروا بي بلا سبب ويقابلوا مودتي بالجفاء وعطائي بالاستغلال والاستهبال ..... وقتها اتذكر السيده الانيقه وعباراتها المريرة ( لما باعرف الناس اكتر باحب الكلاب اكتر ) لااشاركها اطلاق الحكم مثلما فعلت ، لكني اجدني اردد تلك العباره وانا اضيف اليها بعض الكلمات ، اردد مع نفسي ( لما باعرف بعض الناس باحب مارون اكتر ) فهو يحبني ومخلص ووفي ولايقابل الاحسان بالاساة ابدا !!! واجدني افكر في حكمه خلق تلك الكلاب الصغيرة ، التي تخلق صغيره وتعيش صغيره ، تخلق وتعيش وتموت ، وهي محتاجه لصاحبها تمنحه بكل جوارحها ونظراتها حبا وامتنانا فياضا ، افكر في حكمه خلق تلك الكلاب الصغيرة واقول ربما اراد الله جل جلاله ان يكشف قبح وخسه بعض البشر حين منح تلك الصفات العظيمه لاضعف مخلوقاته فجعلنا نقارن جمالها بحقاره بعض البشر فنحنو علي تلك الكائنات الصغيره وناكلها ونشربها ربما ندخل بهم الجنه ، في وقت لايكف فيه بعض الناس عن ايذائنا وايذاء مشاعرنا واستغلالنا ليدخلوا بسبب اعمالهم فينا وخستهم ودنائتهم نار جهنم!!!!

ويامارووون ياحبيبي ... انت جميل ووفي وانا بحبك وربنا يخليك لي !!!!


هناك تعليقان (2):

منال أبوزيد يقول...

أميرة
لم تفارقني الابتسامة وانا اقرأ قصة غرامك لهذا المخلوق الصغير... عشت معك اللحظات التي عشتيها وانتي تتعلقين بهذا الكائن الصغير
فقد مررت بهذه التجربة من قبل ولكن مع قطة بيضاء هملايا وكان اسمه مووني
عدت من دمشق لاجد الاولاد محضرين مفاجأة هذا القط الصغير الذي كان ينام في علبة البسكوت الباتر كوكيز الصغيرة لصغر حجمه
اتنرفزت واتشلت واتحطيت وهو باصص لي برضه بمنتهى البراءة
ومع الايام كان بيكبر وانا براقبه من بعيد لبعيد..من منطلق اللي جاب المسئولية دي يتحملها... لكنه كان اذكى مني... خلاني وقعت في غرامه... كان ينتظرني يوميا في البلكونه لانه يعرف موعد تحضيري لفنجان القهوة وجلستي الصباحية... مثلك اعتقدت ان هذا الفهم مصادفة... لكنه كان ذكاء
ومرت الايام ومرت سبع سنين...كان قد فهم كل شيء وعرف كل شخص .. يلاعب هذا.. وينفر من هذا
سبحان الله في خلقه
ولا انسى يوم وفاة زوج ابنة خالتي وكان صديقا عزيزا لي... كنت اتمدد على فراشي باكية فوجدته يأتي الى السرير ويبدا بتحريك يديه مثل الطبطبة على صدري.. وكل ما ننزله بره الغرفة يرجع لي تاني
فعرفت انه حاسس بيا

حقا يا اميرة... هذه الحيوانات في احيان كثيرة تبقى افضل من ناس كتيرة

Alexandra Kinias يقول...

أنا وقعت فى غرام مارون أنا كمان -- جميل أوى و حكايتك عنه أجمل --- شكرا