وداع قبل الوداع .....

ليس حزنا ياسيدي ... ليس حزنا ، ليس غضبا ياسيدي ... ليس غضبا ، يعتريني شجن موجع يثير العواصف في النفس والروح ، كلما نظرت في عينيك احسست رحيلا يقترب ووجعا يطغي، وقبلما تكتبت بنصلك الكلمه الاخيرة ، لملمت مشاعري واستعديت للرحيل ، سالت دمائي فوق الاسطر ترسم قلبا ونجمة ودمعتين ، شجنا ياسيدي كل ماتبقي لي من صفحات الايام ومحطات حياتي ، شجن يوقظ الذكريات ويداعب القلب ويستجلب الدمع ، شجنه احبه ويبكيني ، فلاتشغل راسك ياسيدي بهواجسي سيقتلها الوقت ويقتلني ووقتها لن ازعجك ، وقتها عليك تتخلص انت من ذكرياته وشجنك ومني ، وقتها ياسيدي لاتبحث عني فقد كنت هنا دائما ياسيدي وانت لم تنتبه منشغلا بالبندقيه التي تشرعها تبحث عن عصفور ملون تصطاده ، كنت هنا ياسيدي ولم تفهم معني وجودي فهل ستنتبه كالعاده بعدما يفوت الاوان ، وداع ياسيدي قبل الوداع ، فلست انت من سترحل بل انا وشجني وذكرياتي ، وساتركك علي شجره العصافير تغرد كالعصافير التي لا تشبهم ، لا تشغل قلبك ياسيدي بشجوني سيقتلها الوقت ويقتلني ووقتها لن اتذكرك ، فهل للموتي ذاكرة موجعة ؟؟ ..

وبعدما تمر الايام وستمر مهما كانت صعبه او قاسيه ، وحين تصمت عصافير شجرتك وتضيع اللغه والمفردات ويشق التفاهم والوصل ، لاتبحث عني ، ابحث عن كرواني في السماء ستجده يخاطب ربه ، اشكو لك لك لك ياصاحب الملك ، ابحث عنه وحاول تبدل شكواه فرحا ، ليس من اجلي ياسيدي بل من اجلك انت ، فمااصعب ان تفقد من لاتدرك قيمته وومااصعب ان تدرك قيمته بعد رحيله ومااصعب وخز الضمير حين يعذب صاحبه لانه عذب نفسه بغباء وحرم نفسه سعادتها بسذاجه ، مااصعب ان تضيع رصيد الايام الحقيقيه في لعبه مزيفة ساذجة ، فالالعاب تنتهي سريعا وطفولتك سينفذ حمقها ، وقتها ستتذكرني ودفئي وحناني وشجني ، وقتها لن تجد الا الشجن يوخزك فتفهم معني مااحس انا به الان ، ليس حزنا ياسيدي .... ليس حزنا ، ليس غضبا ياسيدي .... ليس غضبا ، انه الشجن الموخز ياسيدي ومازلت ساذجا لتفهم معناه ، اعذرك واشفق عليك ، وداع ياسيدي وداع قبل الوداع !!!ا