02 أغسطس 2012

حوار بين نصين .... كتبتهما مها عباسي

فكرت اكتب .... فكتبت هي !!!! ولم تكن المرة الاولي بيننا ولن تكون الاخيرة !!!! 
وكان هذا الحوار بين نصيها ...


( 1 ) 
غيمة شجن 
في 1 مارس 2012 


في ذات يوم ستجلس إلى جوار نافذة ما في مساء بارد 
سترسم بأناملك بعض الأشكال على زجاجها
ستحاول أن تترك اثر يدوم لك هاهنا ولكنه أبدا لن يظل
ستختفي في مساء أخر بارد ,فارغ ينهش ذاكرتك المفعمة بأحداث وأشخاص وملامح, وسكون يسيطر على أمسياتك الحميمة التي تقضيها معك في هدوء جالسا على كرسيك الوثير تاركا جسدك يسترخى محاولا البحث عن ذاك الفراغ الذي يملئك
البحث عن تلك ألغربه التي اصبحت تسكن جسدك, وتلك الوحدة التي تتجاهلها  في كل مساء خاوي من الدفء لتخبر نفسك بانك بخير.
تحتاج فقط لقليل من الصوت الدافئ الذى ينساب إلى مسامعك في سلاسة ليخبرك بأنه مازال هناك حياه بأنك مازلت هنا .....مازلت تتنفس
تنتظر بعد يوم طويل من الإرهاق الجسدي والمعنوي قليل من الندى الذي يروى تلك الروح المنهكة حتى لا تفارق الحياة فأنت لا تنتظر الكثير
 فأنت تعلم جيدا بأنه لن يأتيك ولن تمتلكه ذات يوم فتكتفي بقليل من الندى وقليل من الدفء وقليل من كل شئ يمنحه لك القدر
تنظر لبعيد ترتجف كتلك الورقة المعلقة في الفرع العجوز الذي يطل من نافذتك رافضه السقوط متمسكة بقوة بالحياة
عبثا تحاول أن تمتص رحيق الأيام من بين مرارتها
عبثا تحاول أن تستند على جدران آمنه ,دافئة
تلملم ذاتك ,وتضم ذراعيك في صمت, تنتهك صمتك بعد الكثير من الحيرة وتتحدث بصوت مرتفع في محاولات لتؤنس فراغ الغرفة من حولك فقط تحتاج لصدى صوت يحاوطك
كم من الليالي انتظرت؟!!!!!!
كم من الأمسيات أمضيتها تطل من نافذتك, وأنت تنتظر ذاك الزائر الذي سيأتي او قد لا يأتى ابدا
تنتظر تلك ألغيمه التي ستعبر سمائك لتهطل فرحا على لياليك وترقص في أحضانها رقصتك المفضلة وتهمس فى أذنك بنغمات ساحرة
وترقص للصباح وأنت تعلم بأنه ليس إلا زائر سيمضى بعد تلك ألامسيه ولربما ألامسيه التالية ويرحل, ولكنك تقرر بأنك سترقص وتضحك وتلهوا بين أحضانه حتى وان رحل
اجهل ما ينتظرنى معك فأنت غامض بغموض البحر ,عميق بعمقه,اسكن بين موجات هدوئك , واغرق عندما تثور امواجك
لا شئ سوى أنت الذي اعلم بأنك قدري ,تشبهني حد الجنون, ونختلف حد الفراق,ونتحد حد الانقسام 
يربكني حضورك, فأنت تأتى ومعك العديد من التناقضات المرهقه
مازلت ابحث عن جواب لكل الجنون الذي تحمله بداخلك, تأتى ذات مساء فتروى ظمأى للحياة وترحل لاقف حائرة على شط الأيام انظر لفضاء بعيد باحثه عن طيفك فقد يأتي وتعود
وكل صباح انظر للمرايا فلا أرى سوى تلك العيون الذابلة التي أرهقها السهر والحيرة والانتظار فألونها بمساحيقي وابتسم وأغادر وأنا اضحك في سخريه من ذاك القدر الذي منحنى المجنون وطن ,الملم حقائبي وكتبي وأوراقي المبعثرة في كل مكان الملم روحى التي بعثرها حضورك وأقرر الرحيل بعيدا عن جنونك ولكنى أعود لك 
فأروع ما فيك يبكيني فتختفي ابتسامتي بين دموعي ولا احد يعلم أن قدري هو أنت الذي يسكن أمسياتى اليتيمه بدونك
انغمس بكل كياني في كل شئ حتى أنساك فيخبروني باني مجنونه أرهق جسدي وأنهك روحي يعتقدون أن جنوني هو الذي سيدفعني للإنهاك ولا يعلمون أن جنونك هو الذي يرهقني
بعثرتني وتركتني مابين حزنك وفرحك وجنونك حائرة
فقط انتظار وجنون وأنت

( 2 ) 
الرقص علي انغام صامتة 
في 30 يوليو 2012 

 

كثيرة هي الأشياء المفقودة بغيابك هي أشياء كانت عفويه...صغيرة ...بريئة لم أدرك حينها بأنها بكل تلك الاهميه
بأنها ستترك بغيابها فراغ بأتساع الأفق يحاوطنى لا يمتلئ أبدا
تلك التهنئة المفقودة التي تصرخ معها فرحا
تلك المكالمات التي تأتى حين تفتقدها
لم يتبقى إلا تلك الرسائل هناك في ركن بعيد من الذاكرة وبعض العبارات التي تحملها الروح دفئ لها
إنها تلك الرسالة التي يحملها البريد ولا تأتى والهاتف الذي ينتظر تلك اللحظة المناسبة ليملئ من حولي المكان برنينه
إنها وإنها لحظات الغياب التي لا تنتهي
ولحظات الرحيل الذي لا ينتهي
انه أنت الذي يرحل عنى عندما أقرر الاقتراب منه
تقرر بهدوء الرحيل تاركا من خلفك عاصفة من الغضب والثورة تملئني من أكون في حياتك مجرد ليله أمضيتها في رقصه تانجو وعشاء على ضوء الشموع وعند ذاك الباب الدوار للمطعم نفترق ولا اعلم إن كنت سألقاك لا اعلم إن كنت ساهاتفك لتهمس لي احبك أم اننى ساهاتفك لأجدك خارج نطاق الخدمة
كم سيتبقى من عمري لانتظرك كم مضى من عمرنا ونحن لا نلتقي
لا تستسلم لها لتلك الحياة الغانية التي تنتزعك من بين احضانى وتلقيك في كهف بعيد وحيد تبكيني وتبكى حب لا يموت ولكنك تقرران تجعله أسير أغلال الأيام
اسمك الغائب من هاتفى ومن بين أسماء المدعوين على حفلتي المسائية
اسمك الغائب عن روحي وعن عقلي عندما يشتاق قلبي
انه الاسم الأوحد الذي أضاء الحياة بعد أن كنت فقدت الأمل أن أراها من جديد تعانقني
لولا انك أنت لما قررت أن ابحث عنك
لولا اننى أنا ماقررت أن انتظرك واحتمل طفولتك وفوضويتك وجنونك
اعلم انك ستعبر يوما ما دربي من جديد ولكن تراني سأكون كما أنا
افتقد رقصتنا الأخيرة معا افتقد ثوبي الأحمر الناري الذي ارتديه في عشائنا المميز
افتقد تلك ألرقصه التي تأخذني فيها بين ذراعيك وتترك أنفاسك تداعب خصلات شعري ويحاوطك عطري
نعم افتقدك ولكنى لن أظل هاهنا مابين حضورك وغيابك
مابين كلمات الحب التي تملئ بيها امسياتى ونهارات غاضبه تجعلني انظر لك في جنون من أنت العاشق أم المجنون
قد لا تكترث لكلماتي
قد لا تهتم ألان وتتصنع اللامبالاة وانا اعلم بأنك تشتعل غضبا وثورة وتنتظر منى البحث عنك لترتمي من جديد في عالمي الذي يملئ أيامك بهجة وفرح
انا ابحث عن الحياة وأنت تقف على اعتاباها متشبث بأطراف الموت
اترك روحك لي
انطلق معي عصفور برى في سماء متسعة
لولا ساعات المساء المُمتدة لِنهارٍ آخر يصلكِ
لولا أشياؤكِ الصغيرة
لولا فنجانك الذي يحاوطه سوار ذهبي
لولا سيجارتك التي تضعها في إهمال بين شفتيك
لولا تفاصيل صغيرة تجمعنا معا ماكنت عدت ابحث عنك
إنها تلك اللحظة التي تعاهدنا فيها على أن نخبر الحياة بأننا هاهنا سنحياها ماعدت أفتش عنك فهل ستتركني أعود وحدي ....

النصين منشورين في مدونة لافندر 

ليست هناك تعليقات: