18 أغسطس 2012

مانشيت






لف الرجل  " الشندوتش " في الصفحة الاولي
للجريدة اليومية المشهورة 
ولف الحذاء البالي الذي سيمنحه لابن الجيران اليتيم 
في صفحه " البخت " 
عله يسعده كما اسعده الحظ الكاذب 
الذي هنأه اليوم بالثروة التي ستنهال فوقه 
فكشف رأسه بمنتهي الامل 

فانهمرت فضلات العصفور الرمادي فوقها 
فابتسم ببلاده واكمل سيره للعمل 
لم يفكر يعود منزله ليتحمم
الطرق زحمه وازمات المرور لم تحل 
من ايام النكسه حتي ايام التحرير 
والمياه مقطوعه منذ اسبوع 
والمواسير خاويه الا من صدأها
والجراثيم التي لاتجد ماء تعيش فيه
ولاامعاء تسممها !!! 


يقبض علي اللفة تحت ابطه المشبع بالعرق 
في المدينة الحارة التي يخنقها قش الارز بسحبه السوداء
وذرات الاسمنت بسحبها البيضاء
وسحب اللعنات التي يصبها الغاضيبن فوق رؤوس 
ولاد الحرام اللي كانوا السبب  
الحبر تسلل من احرف المانشيت الكاذب
للجبنة فازرقت بلون الزيف السائد 
 رمي الجبنه تقززا 
كأد يلتهم الخبر الفارغ جوعا
البرص الصغير الذي فر من العجان البليد 
تحرك تحت اسنانه حيا
ضحك باستسلام هاديء
ورمي الخبز بعيدا 
بقي له المانشيت باكاذيبه مطويا
باناقة في جيبه الفارغ 
يؤكد له ان الحكومه الرشيده
ستشيد مشروع اسكاني كبير للشباب 
تحسر الرجل الفقير 
علي حظه ونصيبه في تلك الدوله
التي لم تنشأ مشروعات سكنيه
وقت شبابه 
ولم توزع علي جيله الا خنادق الحرب
وتأشيرات الكفيل والاهانات المتلاحقه 
باختلاف اسبابها ..

حدق في المانشيت وسأله 
"الا هو مرتب رئيس مجلس الاداره كام ؟؟"
ابتسم المانشيت وهمس  
بما يكفي ليكذب عليك طيله العمر  بضمير ميت !!! 
القي الرجل الفقير
بورقه الجرنان بعيدا 
واستعاذ من الشيطان الرجيم
ومن القراءة ومن الرغيف المدعم 
ومن الشعراء السخفاء
الذين يكتبون  تفاصيل ايامه
في ابيات موسيقيه 
وكأنهم يصفوا حياة مبهجة 
تستحق النشر !!!ا


ليست هناك تعليقات: