الساعة 31
( 31 اغسطس 2012 )
وصار الصبر على الصعاب للوصول ألى الترقى ..ومن الترقى يكون التلقى ..فيتلقى المترقى علما أرقى من علوم البشر ..فيترقى مره أخرى ..فيتلقى المزيد ..وهكذا ..فيصير من الترقى التلقى ..وبالتلقى يكون الترقى ..أوهكذا قال علماء الصوفيه ( 1 )
عبارة اعجبتني في نص طويل واحسستها تخاطبني ...
احسستها تخاطبني انا بالذات في هذا الوقت ..
ربما لاني اشعر حيرة ، استشعر احيانا فقدان البوصله ، او لاجدوي كل مانعيش فيه ونعيشه !!!
ربما لااني احرق راسي فهما للاخرين محاوله تفسير سلوكهم وتصرفاتهم وماينطقوا به ومايصمتوا عنه !!!
ربما لاني ابحث عن حبال اقوي تربطني بالارض التي اعتدتها راسخه واعتدتني عليها ثابته ، لكنها تميد تحت قدماي رغم عن انفي .. شيء ما غريب ، يحتاج لمعادله تعيد تفسيره وشرحه !!!
اتجول بين الافكار المختلفه علني اجد عباره او كلمه افتح بها الدروب المستعصيه !!!
وكانت تلك العبارة التي نشرتها في صدر النص ، عباره وسط نص سياسي ، يشرح اشياء هامه كثيرة ، لكني تجاوزت كل مايشرحه وانتقيت تلك العباره وغصت معها وفيها قراءه وادراك وتفسير وشرح !!!!
وصار الصبر على الصعاب للوصول ألى الترقى ..
ومن الترقى يكون التلقى ..
فيتلقى المترقى علما أرقى من علوم البشر ..
فيترقى مره أخرى ..
فيتلقى المزيد ..
وهكذا ..
فيصير من الترقى التلقى ..
وبالتلقى يكون الترقى ..
أوهكذا قال علماء الصوفيه .... ( 1 )
ومن الترقى يكون التلقى ..
فيتلقى المترقى علما أرقى من علوم البشر ..
فيترقى مره أخرى ..
فيتلقى المزيد ..
وهكذا ..
فيصير من الترقى التلقى ..
وبالتلقى يكون الترقى ..
أوهكذا قال علماء الصوفيه .... ( 1 )
الصبر علي الصعاب للوصول للترقي بالمعني الصوفي المشروح في العبارة ، الصبر علي الصعاب ، سبيل للترقي وبعدنا يكون التلقي بما يناسب الدرجة التي ترقيت اليها وفيها حسب قدرتك علي الصبر وحسب قدرتك علي التحمل ، تترقي حسبما تستحق والاستحقاق ياتي من قدرتك علي تحمل الصعاب والصبر ، وحين تتلقي بما يتناسب تلك الدرجه وتصبر علي الصعاب مرة جديده ، تترقي .............. وهكذا ...
لتفهم ، لتعلم ، لتصبح اكثر حكمه ، ابواب العلم وبوابات دروبه مفتوحه تنتظر اقدامك ، بشروطها ، الصبر علي الصعاب ، التحمل ، الجلد ، التأني ، بذل الجهد ، كل هذا يدفع بك خطوه للامام ، وحين تفلح وتخطوها بعد التحمل والصعاب ، تصبح جاهزا لمزيدا من الفهم والعلم ، عقلك وروحك ونفسك مستعدا لمزيد من الفهم والادراك والحكمه ، وقتها تتقدم للخطوه الثانية ، علما ارقي ، ارقي وربما اشق ، تلقيه صعوبه في ذاته ومشقه في ذاته ، تتلقاه بكبد وصعوبة ومشقه وارهاق وفوق كل هذا صبر طويل ، مازالت في خطواتك الاولي في طريق التلقي وطريق الترقي ، والعلاقه بينهما جدلية ، والمفتاح بينهما هو الصبر علي الصعاب ، صعاب التحمل وبذل الجهد لتترقي ، صعاب التحمل والفهم والدأب والانتباه ، لتتلقي ..
هنا لااتكلم عن الصوفية ، كما قال علماءها ، وكما ورد في تلك العباره ، بل اتكلم عن الحياة عموما ...
اما تستحق تترقي وتتلقي فتتحمل الصعاب مدركا انها السبيل للاحسن الذي تتمناه ، بل وتدرك انها السبيل الوحيد ، او انك لاتستحق الترقي ولن تدرك مالن تتلقاه لانك مازلت ادني من ادراكه ، فتقنع بما انت فيه والمكانه الدنيا التي تقف فيها راضيا او متذمرا لكن لاتستحق الا هي ...
هذا واحد من اهم قوانين الحياة التي نعيشه ولاندركه !!!
ربما علماء الصوفية كانت عقولهم اكثر سطوعا بحكم روحانية حياتهم وعدم انشغالهم بالماده وانغماسهم في تفاصيل الحياه اليوميه وترفعهم عليها ، ربما الارواح الزاهده والنفوس المتعالية علي الصغائر قويت تري القانون الذي ينظم الحياه كلها بوضوح اكثر ، بينما استغلق الفهم علي الكثيرين لانهم في المراتب الادني منشغلين بالتفاصيل والصراعات فخيم كل هذا علي عقولهم لحد تعذر عليهم فهم كل شيء فعاشوا وماتوا او اوشكوا وهم لم يفهموا شيئا لا هذا القانون ولاغيره !!!
لو كانت الحياة جبلا عاليا
ولو كنت طفلا صغير يحبو
وكان الاختيار الوحيد امامك لتعيش بالمعني الفلسفي العميق ، بمعني استحقاق العيش وليس مجرد العيش التافه كالزواحف ، الاختيار الوحيد هو تسلق الجبل واجتيازه ، لتعبره للحياه ، او بمعني اخر للفهم والادراك والتواجد ..
لو كانت هذه فقط اطراف المعادله التي تعيشها ...جبل عال وطفل صغير ... ومعضله تحتاج فهم وحل وتجاوز وحياه لن تعاش الا بتحمل الصعاب والصبر عليها لتتقدم فيها او تبقي خارجها !!!
هنا ... يكون الترقي والتلقي ، ثم التلقي والترقي ، وقبلهما يكون الصبر علي الصعاب ، وليس مره واحده ، لاتصبر علي الصعاب مره واحده وفقط ، بل تصبر علي الصعاب كلما قررت تترقي لتتلقي ، ومابين الترقي والتلقي والصبر علي الصعاب ، تفتح الدروب الموصده للفائزين اصحاب الدأب والجهد والرغبه في التعلم والترقي والتلقي !!!!
ومايصلح في بدايه الرحله لايصلح في اوسطها ولا في نهايتها .. ومايقوي عليه الطفل الصغير ليس هو مايقوي عليه وقتما يدخل عتبات المراهقه ليس هو مايقوي عليه وقتما يشتد ساعده ويخابر الحياه ويعاركها وليس هو مايقوي عليه وقتما يدب وهن الشيخوخه في جسده ...
ومايمكن بذله من جهد في قاع الجبل بين الحصي وذرات التراب ، ليس هومايمكن بذله من جهد لتسلق الحواف المنسدله وليس هو مايمكن بذله من جهد لتتشبث بالبقعه الصغيره التي تقف عليها لتبقي مكانك ولاتهوي ، وليس هو التعلق في قمه الجبل والارض كلها تحت قدميك لو نظرت اليها لحلقت وقوعا !!!!
علاقه جدليه بين طرفين كل منهما يقوي ويحتاج لاشياء تختلف من مرحلة لمرحله اخري ...
هذه رحله الحياه وقانونها ... اما تقنع وتبقي واما تترقي وتتلقي !!!!
نعود للطفل الصغير والجبل العال ورحله الادراك والعلم او رحله الحياه حسبما يقرر كل شخص ماهيتها بالنسبه له!!!
قاع الجبل وحصاه الصغير قد يصلح من الطفل للزحف عليه او السير بخطوات متعثره بطيئه بسيطه
لكن جسد الجبل وقمته لن تقبل زحفا ولا خطوات متعثرة ولا يصلح معها الحمايه الاشد ولا الخوف الاكثر
وحتي يعبر الطفل الذي وقت عبوره لن يكون صغيرا الجبل ، عليه يتعلم اشياء كثيره عن نفسه وعن حياته والمحيط به والممكن والمتاح ، وعليه يتعلم اشياء كثيره عن الجبل ، وعليه يتعلم اشياء كثيرة عن العلاقه بينه وبين الجبل ، العلاقه بين جسده الرقيق مهما بلغت قوته وحصي الجبل وصخوره وقدر بأسها ، عليه يتعمل كيف ينتصر علي الجبل الطاغي القوي بجسده الصغير الرقيق مهما بلغت قوته باعمال عقله فيأتي منه بافكار تهزم بأس الجبل وقوته واحجاره المسنونه ....
العلاقه بين الصغير والجبل
وكيف علي الصغير الصبر حتي يكبر ، وليكبر لابد يتعلم مايساعده علي النمو والكبر بالمعني العقلي اللازم للنمو الجسدي ، فالاجساد تكبر بلا وعي ويبقي البشر صغار وربما معتوهين ، الاجساد تحتاج لتكبر بحق وعي يفهمهم معني مايعيشوه ومعني جسده وقيمته واستخدام ايديهم وارجلهم وعقولهم .....
علاقه جدليه بين التعلم والنمو في البدايه ثم النضج وفي النهايه الحكمه !!!
الصبر علي تحمل الصعاب ..
والصعاب هنا لاتكون عقاب ، بل تكون سبيل للتعلم ، كلما صبرت ، كلما قويت علي الصبر انت تتعلم كثيرا ، تتعلم تروض نفسك وتقبل مالايناسبك وتفهمه وكيف تتجاوزه وكل تتحمل وجعه ، تروض نفسك والاخرين لتفهم وتدرك ، التحمل اما عقاب وجنون واما تفهم وادراك ، لن تتحمل الا اذا فهمت ، لن تصبر علي المصاعب الا اذا ادركت لما تواجهها ومعني مواجهتها واثره عليك ...
اذن ... انت لاتدرك ولن تدرك الا ادا ترقيت ، وانت لن تترقي الا اذا تحملت الصعاب ولن تتحمل الصعاب الا اذا قويت نفسك لتتحمل ، ولن تفلح تقوي نفسك الا اذا فهمت لماذا الصعاب ولماذا عليه تحملها والصبر عليها واجتيازها وتعلمت كيفيه تحملها ، هنا الصبر علي الصعاب لايكون بمجرد الصبر الساكن ، بل هو صبر فاعل اساسه التعلم ، تتعلم لتصبر وتتعلم لتتحمل وتتعلم لتفهم لماذا تصبر وتتعلم ... علاقات جدليه متشابكه بين الصبر والتعلم والتحمل والصعاب ، ينقلوك عبر عمليه معقده من التاثير والتاثر لمرحله لاحقه ...
هنا تكون قد تجاوزت او كدت تتجاوز العتبه الاولي من طريق طويل مليء بالعتبات ...
تحملت الصعاب وصبرت عليها وفهمتها وتعلمت كيف تتحملها وتحملتها واصبحت جاهز للعتبة الثانية الترقي ...
نعم ........ بعد رحله الصبر علي الصعاب ، وبغير اراده منك ، واذا افلحت تصبر وتتحمل ، تنتقل بالضرورة لمرحله اعلي ، تترقي لمكانة اخري ، مكانه تصلح لشغلها بعلمك الذي اكتسبته في رحله التحمل ، بقدرتك علي اجتياز الصعوبات ، تنتقل لمرحله اعلي ، تترقي !!!
هنا ، لا تسكن الحياة ولا تقف عن ذلك الحد الا اذا قررت انت الاستكفاء بما وصلت اليه ، اذا قنعت انت بما وصلت اليه !!!
اما اذا قررت تمضي في ذات الطريق ، هنا ، خبراتك السابقه التي اوصلتك للترقي ، تساعدك علي مزيد من التلقي ، تلقي اكثر عمقا وسموا وتعقيدا ، علم يناسب من تحمل وصبر واجتاز ونال وترقي ... علم لايدركه من مازال بعيدا عن العتبه الاولي ، علم يساعده علي تحمل صعاب اكبر والصبر عليها لينتقل لمرحله الترقي ثانيه و.............هكذا !!!
الصغير سيحبو تحت سطح الجبل ، واما تسقط عليه حجره تقتله واما يفلح يتعلم كيف يحمي نفسه من الاحجار المتساقطه ويتعلم كيف يشد عوده بدل السير علي اربع كالدواب ويتحمل وجع كل هذا ، يتحمل وجع الحصي الذي يشق كفيه وهو يسير عليها ويتحمل الاتربه التي تخنق انفه وراسه يكاد يلتصق بالارض قبلما يتعمل يرفعها و.........الصغير بوعي او بغير وعي ، بادراك كامل او بغير ادراك ، عليه يصبر علي الصعاب صبرا ايجابيا يعاونه علي اجتيازها ، والصبر الايجابي لايأتي الا بالتعلم الذي يغير الحال من حالة لحاله ، الصغير الذي يحبو تحت سطح الجبل عليه يتعمل كيف ينهي مرحله الزحف وصولا للسير علي الاقدام وعليه يتحمل الم التعلم ووجع الصعوبات التي سيواجهها حتي يقف علي قدميه ، هل يتصور البعض ان الرحله تكون انتهت ، رحله الصعاب والتعلم ، والحق انها تكون بدأت ، لان الجبل مازال عاليا والسير علي القدمين غير تسلق الجبال غير التحليق فوق قممها ، كل واحده من هؤلاء مرحله مختلفه ، لن تصل اليها ، بل ومستحيل تصل اليها الا اذا اجتزت المرحله الاسبق بنجاح ، والنجاح لايعني الرفاهيه ، بل النجاح يعني بذل الجهد والتحمل والصبر والتعلم .......... وهكذا .....
هذا قانون الحياة ... الصبر علي الصعاب للترقي ، وحين تترقي ، تتلقي ، وحين تتلقي ، تنتقل لمرحله اخري ، تحتاج صبر علي الصعاب لتترقي وحين تترقي ، تتلقي !!!
ولماذا هذه المشقه ؟؟؟
انه المشقه اللازمه للفهم والادراك والابصار والبصيرة !!!
لن تفهم شيئا حولك ، وانت قابع مكانك دنياك صغيره ضيقه تجوب جوانبها بنظره صغيره من عينيك !!!
لن تفهم شيئا .. ستري نفس المناظر والصور وتنعكس بنفس المعاني الذهنيه في راسك البليد المعطل عن العمل لانه محبوس في جسد كسول قانع وراض بحاله وجهله وراحته !!!
لن تفهم شيئا حولك ، وانت ساكن كالموتي تحدق في الحياه البعيده وهي تمرق امام ناظريك غريبه عجيبه لاتفهم مايحدث فيها وكيف تفهم وانت مكبل مكانك وعقلك منطفيء لايدرك وكيف يدرك وانت حرمته الخبرات لانك اخترت السكون مواتا طيله الحياة ...
لن تفهم شيئا ان رفضت تتحمل !!! فان لم تتحمل الصعاب وتروض نفسك للصبر عليها ، لن تتعلم شيئا ، وان بقيت علي حالك ، بقيت علي حالك لن تترقي ، وكيف تترقي وانت ترفض تمنح نفسك الفرصه لتتعلم من خلال الصعاب والصبر عليها ، التذمر سيبقيك مكانك في قاع الجبل بعيدا عن القمه ، المتذمر لايتعلم لانه لايبذل مجهود للتعلم لانه يري انه بذل الجهد الكافي الذي كان يستحق عليه اجرا عظيما لكن الحياه او الاخرين او الظلم او القدر او جميعهم ابخسوه حقه واهدروا جهده ، فبدلا من الصبر وقودا للتعلم يرتكن علي التذمر كمبررا للبلاده والبقاء بلا تعلم !!!
الحق ، لقد انارت تلك العبارة روحي !!!
وفسرت لي كثيرا مما كنت اراه واتعجب منه ولاافهمه !!!!
جميعنا متشابهون في الجسد والايدي والارجل والاعين وفتحات الانف ، لكن العقول والارواح تختلف في مراتبها اختلاف كبير ، وهذا الاختلاف الكبير الواسع ، يباين رؤيتنا ومواقفنا وفهمنا لكل مايحدث تباين يستعصي علي الملائمه والتوفيق والفهم ، نفس الظاهره تحدث امام الكثيرين ، فتتباين رؤاهم ومواقفهم وفهمهم لما يحدث ، لان بعض او معظم " الجميع " مازال قابعا تحت سطح الجبل ، رافض التعلم لانه رافض الصبر علي الصعاب ، يبحث عن حلول مريحه سهله تنقله حسب تصوره من قاع الجبل لقمته ، تسخر منه الحياه طبعا وتزين له انه قد انتقل وفي الحقيقه هو يعيش بعقله تحت تراب الجبل بوعي مطموس لايدرك شيئا ، تتباين المواقف في رؤيه وتفسير نفس الظاهره ، لان بعضهم يسطع عقله من الادراك والبصيرة ومعظمهم يعيش سعيدا بليدا بوعي مطموس وعقل مجمد لايدرك شيئا !!!
من تعاركه الحياه وتختبره وتوجعه ، ومن يتحمل وجعها ، ومن يصبر علي مصاعبها ومن يبذل مجهود لفهم مايحدث له وللحياه وللاخرين ، هذا البائس من ناحيه الفائز من ناحيه اخري ، ينتقل من عتبه لاخري مكافأه صبر وجلد ومجهود ، يترقي ، اما الباقين الساخطين المتذمرين الغاضبين من الحياه لانهم لم تعطهم مايستحقوه - حسب عقولهم البليده التافهه - فيعاقبوا انفسهم باهدار الوقت والجهد ونثر التراب فوق رؤوسهم وعقولهم ووعيهم طمسا وتغييبا ، هؤلاء الاشقياء ، يبقوا ابدا الدهر مكانهم لاينتقلوا ولا يتطوروا ولا يدركوا ولا يبصروا !!!!
والحق ... ان الترقي للتلقي والتلقي للترقي ومعهم الصبر علي الصعاب ، انما باعثه ومحركه الاراده من ناحيه والتصميم من ناحيه اخري وقبل هذا وذاك الرغبه في الانتقال من المراتب الدنيا في الوعي للمراتب الاعلي ، باعثه ومحركه الاراده الشخصيه والقرار لتنتقل من قاع الجبل وتحت سطحه لقمته وبراحها !!!
وكما قال ابو القاسم الشابي .... من يخاف صعود الجبال بقي ابد الدهر بين الحفر !!!
والخوف هنا ، قد يقصد به التقاعس او الرضوخ او الرضاء البليد او التذمر التافه الذي لايسمن ولايغني عن جوع !!!
الخوف هنا ، وكما افهمه ، خوف من التحمل والصعوبات والمشقه والتجربه ، خوف من الصبر علي الصعاب وتحملها والمرور فيها ، خوف يشل الاطراف والعقل ، خائف انت مما انت مقدم عليه ، استمتع بخوفك وابقي مكانك بين الحفر واترك الجبال وقممها للشجعان مالكي الاراده الصابرين علي الصعاب القادرين علي التعلم والتحمل للترقي وللتلقي ..
انه اختيارك ...
تخاف صعود الجبال ، ابق اذن بين الحفر !!!!
الخوف ليس فقط بمعني القناعه والرضا البليد والرغبه في عدم بذل المجهود ، بل الخوف ايضا بمعني رفض الفشل او احتمالاته والرغبه قبل المجهود من التيقين من النجاح ، الخوف من الفشل يقعد الخائف مكانه يحول بينه وبين الاقدام والشجاعه ، بين التعرض للتجارب والتعلم منها ولو فشل فيها ، الخوف من الفشل يشل الخائف ويربطه بالحفر ابد الدهر ، ليس عن عجز في التعلم بل خوف من التعلم ، انه ليس اصرار علي النجاح ، بل هو رؤيه الذات بطريقه متعاليه تحول بينها وبين التطور لانه لاتطور بغير تعلم ولاتعلم بغير تجربه ولاتجربه مضمونه النتائج والنجاح !!!!
لاسبيل للترقي ... الا الصبر علي الصعاب وتحملها والتعلم منها .. ولا سبيل لمزيد من التلقي الا بالترقي و..... هكذا !!!
اتحدث هنا عن كل مناحي الحياه واوجهها ...
عن العمل ، الوطن ، الحب ، الصداقة ، عن كل شيء ..
كنت اعرف دائما ان اساس وقوام النجاح في اي شيء هو بذل المجهود ...
مالم تبذل مجهود ، مالم تفلح مع البشر والجماد والاشياء والافكار والارواح ..
المجهود هي طاقه التواصل
لايكفي رغبتي للتواصل مع الشيء او الشخص ، لاتكفي رغبتي الدفينه لاتقدم صوب مااريده ولالاحرز فيه نجاحا !!!
الرغبه داخليه تخص كل شخص ، اما المجهود فهو المعبر الحقيقي عن الرغبه والكاشف لوجودها ونوعيتها !!!
مالاتبذل صوبه ومعه مجهود ، لايعنيك !!!
حتي لو قلت الف مره او مليون انه يعنيك !!!
والمجهود هنا لايعني المجهود الجسدي وفقط ، بل يعني الانتباه العقلي صوبه وتجاهه !!!
والمجهود هنا ، ليس فقط الحركه وحتي الافكار والتفكير ، بل الصبر علي الصعاب وتحملها !!!
تبدأ رحلتك - لو اردتها تبدأ - مع اي شيء من النقطه صفر ، وحتي تجتاز الصفر لما هو ابعد واقيم واعقد ، عليك بذل المجهود ، والمجهود هو جسدي وعقلي وروحي ، والمجهود هوصبر علي الصعاب وتحملها ، والمجهود هو التشبث بالمضي قدما والتوغل في الطرق والدروب صوب ماتريده ، فكره كان او شخص او حلم !!!
ستبدأ من النقطه صفر ، ولن تترقي في درب اختيارك الا بالصبر علي الصعاب والتحمل ، وحين تصبر علي الصعاب وتتحملها وتتعلم منها مايساعدك علي التغول في الدرب الصعب ، هنا تترقي ، وحين تترقي ينفتح امامك بوابه جديده صوب الهدف الذي تسعي اليه ، حين تترقي تفهم وتدرك مالم تدركه وانت عند النقطه صفر ، وحين تتلقي لاتصبح المرحله التي وقفت عندها كافيه لقدراتك وراسك وامكانياتك ، عليك تتقدم خطوه جديده صوب الهدف الذي تريده ، مسلحا بما تعلمته في المرتبه الادني والاقل فصرت جاهزا للمرحله الاعلي والاعقد ، هنا ، تمر بمرحله اخري وثانيه من الصعوبات لاختبار قدرتك في الصبر عليها وتحملها ، وانت تمر بها تتعلم اكثر واكثر .................
في الحياة لا ترقي ولا تلقي بغير تحمل ، ولاتحمل بغير مجهود ولامجهود بغير اراده ولااراده بغير قرار !!!!
واساس كل هذا ومعه ، الصبر علي الصعاب بالمعني الايجابي ، الصبر علي الصعاب بفهمها واستيعابها وادراك مبررها بل فائدتها ايضا في كثير من الاحيان !!!!
استوقفتني العبارة التي نشرتها في صدر النص ..
استوقفتني ، ربما من قالها لم يكن ليدرك في يوم قدر تاثيرها علي وعلي روحي !!!
استوقفتني ، واثارت الجدل في عقلي فحاولت اشرح مااحسسه وقتما طالعتها وكأنها مفتاح الطلاسم الضائع !!!!
هل افلحت في شرح مااحسست به منها وفيها !!!
اتمني ؟؟؟؟
ومن الترقى يكون التلقى ..
فيتلقى المترقى علما أرقى من علوم البشر ..
فيترقى مره أخرى ..
فيتلقى المزيد ..
وهكذا ..
فيصير من الترقى التلقى ..
وبالتلقى يكون الترقى ..
أوهكذا قال علماء الصوفيه .... ( 1 )
( 1 ) ايهاب سمرة ، مدونه فارس قديم ، الرباعية المقدسة من تجليات التصوف السياسي ....
( اديني من وقتك ساعة - 31 )
هناك تعليقان (2):
تدخلين إلى فضاء رائق وعلوم إلهامية في المقام الأول يا أميرة .. قال الأقدمون: من ذاق عرف .. وقالوا: الذوق لا يأتي إلا بالمكابدة .. وهو ما ضمته العبارة التي أضاءت رؤيتك .. الأمر هكذا بالفعل: طفل وجبل .. ويبقى الحافز والحاجة .. فمن يريد المعرفة والترقي سيصعد ويرقى .. ومن يسعد بحاله بين الحفر يظل بينها .. ويبقى أن درجات الترقي في كل مستوى من مستويات الجبل ما هي إلا طرائق جديدة لإكمال الصعود .. فمن استراح في مرحلة وانكفأ عليها بقي فيها .. وربما انحدر بعدها .. ومن لم يلتفت لما يحرز في كل خطوة وإنما عينه جهة القمة فقط يرى القمة ويبلغها على الأرجح .. وقالوا: كلما تجملت لي الكوائن وقالت هيت لك أجبتها إن أريد إلا وجه ربي ...
إن مثال الطفل الذي قدمته يصلح فعلا لشرح ما قد يستغلق .. فالصغير الذي يكفيه العالم بحدود غرفة والدته وتوفر طعامه سيحتاج جهدا .. وربما جرأة كي يخطو خطوته الأولى خارج البيت ليدرك أن شارعا هناك .. وحيا ومدينة ودولة وعالم .. كلما تلقى وترقى فتلقى من موقعه الجديد فترقى إلى موقع أحدث ..
ويبقى المأزق دائما في محاولات أهل الذوق في شرح فيوضات التلقي والترقي إلى العوام الذين ما تذوقوا ولا عرفوا .. فيكون المجاز والأمثولة هما الطريق الوحيد الممكن .. تماما كما كان فريد الدين العطار يحكي عن مكابدات العارفين في محاولات التلقي والترقي .. فكتب "منطق الطير" في فضائها الأسطوري الخالد ..
أتلمس ملامح أسلوبية جديدة في كتابتك .. فيها هذا الاعتناء بتوضيح الفكرة وشرحها بأكثر من مثال يناسب فهمها بدون قصور .. وهي من سمات السالكين الذين يهمهم دائما أن يضيئوا الدرب لمن يتبعونهم .. ربما حتى يبلغوا الاستغراق في فيوضات المعرفة والرقي .. وينتقلون إلى مستوى معرفي جديد .. لا يرون فيه الأشياء ووقوعها كأحداث .. وإنما يبصرون "حكمة الأشياء" .. وروح حدوثها .. فعندها تضيق العبارة عن فضاء الرؤيا .. ونتحدث بلسان حال عبد الجبار النفري: إذا اتسعت الرؤية ضاقت العبارة.
تسلم الأيادي
نه اختيارك ...
تخاف صعود الجبال ، ابق اذن بين الحفر !!!!
الخوف ليس فقط بمعني القناعه والرضا البليد والرغبه في عدم بذل المجهود ، بل الخوف ايضا بمعني رفض الفشل او احتمالاته والرغبه قبل المجهود من التيقين من النجاح ، الخوف من الفشل يقعد الخائف مكانه يحول بينه وبين الاقدام والشجاعه ، بين التعرض للتجارب والتعلم منها ولو فشل فيها ، الخوف من الفشل يشل الخائف ويربطه بالحفر ابد الدهر ، ليس عن عجز في التعلم بل خوف من التعلم
تبقى هذه العبارة على خطابتها وموضوحها كاشفة جدا لواحدة من أخطر حالات الخلل المعرفي: الخوف من المعرفة ذاتها .. انكفاء المرء على معارف أولية .. وفزعه العنيف من أي معرفة جديدة .. كونها "ستوسع بيته الضيق" بما لا يستطيع إارته أو التحكم فيه .. ومثل هؤلاء هم من يظلون فعليا بين الحفر .. سعداء بها .. ومرتبطين بها ارتباطا جنينيا خالصا .. لا تنفع معه محاولات تنوير العقل أو تثوير المعرفة إلا من رحم الله ... بديع فعلا
إرسال تعليق