30 أغسطس 2012

صفصافة !!!!ا






هل تنبت البراعم الخضراء 
في عود الحطب الجاف المقدد
تحت شمس حارقة 
في ايام الغربة الصعبة ؟؟

نعم ،  القلوب النقية 
تنبت دائما روح جديدة 
في الفرع اليابس اليائس 
المحترق بنار الحياة
ووجعها ..


روح جديدة
لا تعيده لشجرته الاصلية 
ولا تصل بدنه ببدنها 
ولا تغرسه 
في ارض الطين الاحمر
المروي بعرق المتعبين 
وشرايين الفيضانات التي طالما منحت  
ولاتوصله
بجذورالشجرة الام  
المتشبثه بالارض الطيبه
انتماء ومعني 
ولاتسقيه من عيون المياه الدافئه البعيدة  
ولاتلقمه كالفرخ الصغير بقايا سنابل القمح 
المبعثرة اهمالا تحت الاقدام والضمائر 

روح جديدة 
تبثه ساري في السماء
ساري وعلم يشد القامات 
ساري وفنار ينير البصيرة 
تغرسه في السماء العالية
شجرة عجوز بكل الحكمة 
لاتعظ بل تحب وتمنح 
فتنير البصائر وتروي العقول 
المحتاجه للادراك 
والانتباه واليقظه 

روح جديدة 
تبثه ساري في السماء 
يرسم ببراعمه الخضراء
سحب طمأنينه في البراح  
تمطر فراشات وابتسامات 
وسكينة وصفاء 
ساري في السماء
يرتوي من ضياءها
وسطوع نجوم الحقيقه 
والهدايه بعد التيه
في المثلث الاسود الغامض 
والدوامات والاعاصير  
وعذابات الغربة 
واضابير الظلم الموحش 
للانقياء ؟؟

يعود الساري باختياره
للارض الحضن الوطن الام 
شجرة عجوز حكيمة 
تلقي حنانها وخيرها ووعيها 
في الترع الصغيرة الضيقة 
فتنتشر المحبة والخير 
والطيبة علي كل الضفاف 
ومعهم الفهم الذي طالما استعصي 

الحطب الناشف المحترق بالوحدة
يبعث صفصافه  
حنان ينابيع وماء رقراق
وفياضات مشاعر 
ام للكون
 يقطر من رحيق روحه
للحياة المتعبه لبن طاهر ومحبة 
قوة وصلابة 
بهجة وامان 
صفصافه ام للكون 
يوزع حنانه بعدل
علي الارض السمراء
والترعه الحنون 
والسماء الرحبه
والبشر البؤساء
والامنيات التي تتمني تتحقق 
والاحلام التي تسكنها الارواح الطيبه 

وقتما  تنبت البراعم الخضراء 
في عود الحطب المقدد 
يتذكر حريقه وتتذكره انت 
تتمني لو شاركته الوجع  
وكنت قربانه لتنقذه 
سرعان ماتكتشف انه كان قربانك 
وانه شاركك وجعك وكل همك 
وانه هو الذي انقذك
وسينقذ غيرك 
من سموم وهموم الحياه 
باحرف ترتعش وجدا  
من شده صدقها 
وتترك لعلامات التشكيل 
بقيه المأمورية الصعبة 
غرس معني الحياة والامل 
في القلوب الوحيده
والارواح الشارده 
تبحث عن حضن تنام فيه وتطمئن !!!! 

حين نبتت البراعم الخضراء 
في عود الحطب المقدد 
ابتسمت ، فالدنيا ، رغم كل شيء 
مازالت بخير ...
ومازالت تستحق نعيشها بطمأنينة !! 

حين تحول عود الحطب المقدد لصفصافة
ابتسمت ، فالدنيا ، رغم كل شيء 
مازالت عادلة ..

هو يستحق يبعث صفصافة يحتميء المتعبين بظلالها 
ويطمئن التائهين في حضنها 
ويمنح العطشي عذب عطاءه
يعيد لهم الحياة قطره قطرة 
فيعيش فيهم ويعيشوا به 

يستحق
يغرس علي ضفه كل الترع الصغيرة 
ليحيل الجدب السقيم
في الارواح المتعبه 
لضل يحمي من الحرق والاحتراق 

يستحق 
يفتح حضنه الواسع الامن
للحياه يحتويها ونحن معها .. 
ونحن ايضا نستحق 

هناك تعليقان (2):

momken يقول...

....

( ان من البيان لسحرا )
حروفك اليوم يا اميره الكلمات هى بمثابه تعوذيه ابديه التاثير على الاحساس
وهى بمثابه نضبه اضافيه فى قلب اوشك على الفراغ من وجبه فى الحياه
وهى بمثابه نسمه اضافه بعد ان ضنت الانفاس
وهى لحظه اضافيه نسرقها من الحياه ونضيفها على تاريخ اللحظات السعيده

اليوم يمكن ان نعلن وبصدقه انه عيد الحروف

دومتى صفصافه تمنح الظل للغريب قبل القريب..وتقطر لهم من روحها لتمنح الجميع السلام

......

أسامة جاد يقول...

تعرفين يا أميرة .. في نتاجات كل مبدع هناك نصوص أعتبرها نصوص التحول في كتاباتهم، كلمات سبارتاكوس الأخيرة في ديوان أمل الأول .. قصيدته ديباجة في الديوان الثاني .. سفر أ د .. الطيور .. كلها أدت إلى عمله العبقري المكتمل أوراق الغرفة 8 .. أقصد في مستويات المجاز .. وفي أسئلة الجمال .. في هذا النص أجد ذلك كله .. لغة استطت طلاءها بأكثر من ظل ومن مستوى دلالي .. وكائنات تبعثين فيها الحياة وتمنحين الأشجار أجنحة والحكايات ألوانا .. ما يكون الشعر سوى هذا السحر؟

البناء أيضا .. وحرصك على تقسيم الخيط الخفي للوحدة العضوية للنص إلى مقاطع كل منها وحدة، ضمن بازل كبير .. أو فسيفساء هي نصك البديع .. كما أوراق صفصافة تتصل جميها بساك الشجرة المائل نحو الماء .. شكرا بلا نهايات