01 مايو 2009

لست وحدي تماما ......!!!!!!!!!!


وحدي لكني لست وحدي تماما ...
وحدي والصمت يلفني تعود لي صدي الاصوات البعيده ..
اسمع نحيب موجع تتردد نهنهاته في اذني .. طفله صغير
ه تبكي .. استيقظت ليلا مذعوره من كابوس مخيف .. نادت لكن الصدي اعاد لها نداءاتها واخرسها .. خافت من صدي صوتها وصمتت ترتجف في فراشها الموحش .. خنقت صوت بكاءها وانفاسها المتلاحقه في مخدتها الرطبه بدموع الخوف والوحده والصمت .. لكن الاثير حمل لي نحيبها ..
غادرت مكاني الدافء واقتربت من راسها .. هدهدتها .. احتضنتها بين ذراعي ودفنت راسها
بين دفتي قلبي اسمعتها صوت دقاته المحبه .. هدآت انفاسها ورحل عن بدنها الرعب .. قبلتها في وجنتها الناعمه .. احتضنت اصابعها الصغيره بين كفي ..همست لها اغني اهازيج الطمآنينه .. تمايلت بجسدها النحيل بين حضني كآني امتطي معها ارجوحه عاليه .. انرت لها ضوءا شاحبا في قلبها لكنه كاف ليؤنسها ويخوف مخاوفها ويذهب بكوابيس الخوف من فوق فراشها .. غفت في حضني مطمئنه كآني البستها ثوب آمن .. كآني اوصلت حبلها السري برحمي .. كآني اعدتها لطفولتها الامنه ..
غفت وتتابعت انفاسها موسيقي حانيه كدت اضعها علي مخدتها لكن قبضه يدها احكمت اصباعها علي اصابعي .. بقيت في حضنها وابقيتها في حضني وغفوت ربما ثانيه او اثنتين
لكن احتياجها للامان فجر في نفسي ينابيعه فاض عليها وعلي نفسي احسستها تهدهدني تبوح لي بحبها انتظمت انفاسي وانفاسها توحدت وطمآنينتها و.. نامت مطمئنه .....
حين استيقظت من غفوتي كان سيجارتي مازالت مشتعله لم تآكل النيران من بدنها الانفس واحد لم ادخنه ... عدت وحدي لكني لست وحيده .. احسستني منحت تلك الطفله المذعوره بعض نفسي ومنحتني هي بعض نفسها فونستني ...
و.... احتسيت رشفه من فنجان قهوتي وفتحت نافذتي ونظرت لنجم بعيد في السماء يسطع كآنه ابتسامه امرآه محبه منحها رجلها كل الغرام التي تمنته فتوهجت .. ابتسمت للنجمه اشاطرها نشوتها فخطفت لبي واسرتني بسطوعها وحلقت معها بعيدا عن الارض المكفهره ببشرها المعذبين ..
حلقت مع المرآه المحبه بعيدا لشطآن لم تخطوا علي رمالها اي اقدام .. اقتربت مني السيده المحبه تسطع كآنها شمس في وضح النهار اغمضت عيني في ظلمه الليل البهيم خوفا علي بصري من نورها .. اقتربت مني مبتسمه كآنها البهاء مجسدا
في ثوب انيق لامرآه دافئه وضعت ذراعها فوق كتفي و... سرت معها علي الرمال البكر تداعبنا في اقدامنا دفقات الموج البارده .. سرت معها علي الرمال تظللنا في عمق الليل ظلال اوراق النخيل التي تزين اشجارها شاطئ الغرام ..
سرت معها اسمع لها قصه حبها اشاركها سرها الدفين
... قصت علي غرامها لرجل فر من اسر الدنيا واختار قضبان قلبها زنزانته المحببه .. احتجزت رحيقه يجري في شرايينها .. منحته عسل شفتيها فسكر ولم يهذي الا بحبها .. فتح احضانه لها فاحتضنت الحياه باسرها ... بردت مياه الامواج التي تداعب اقدامنا الحافيه اكثر والتصقت ذرات الرمال ببطن اقدامنا فضحكنا .. اقتربت مني اكثر فتحول الليل المظلم لقمر وضاء كآن غرامها منح الدنيا نورها فسطعت الشمس في منتصف الليل .. قصت علي قصه غرامها برجل تراه اجمل الرجال لايملك شعرا ناعما ولا عيونا واسعه ولا اكتافا عريضه ولا شفاه مكتنزه .. رجل تراه اجمل الرجال وهي عمياء لاتعرف ملامحه صماء رجل لم تسمع صوته وهو يبثها اجمل كلماته رجل لم تذق الا رجولته فهوته وذابت في غرامه احست بوهجه حميما فمنحها حلاوه وملاحه وشقاوه فتآكدت من جماله وصفته لي رجل محب وصمتت فلم افهم صمتها فعذرتني فانا لاافهم معني كلمتها لم افهم الاحساس التي اختزلته في كلمتين قصيرتين ...
لم افهم المعني الذي شاركتني سره الجميله وكيف افهم ماتقوله وانا لم اصادف مثل
رجلها .. تآست لحالي وضحكت وعذرتني فالرجل الذي احبته منحها كل ماكانت تحلم به واكثر ، اصغي لها حين شكت وصرخ باعلي صوته يشاركها صوتها القبيح وهي تغني فرحه واخذها في حضنه الدافء حين ارتعدت وضحك عاليا علي دعاباتها واشتري لها كل عقود الياسمين والفل وزينها بها تيجانا علي راسها واساور في معصهمها وعقدا طويلا في عنقها ..
رجل اسمعها الموسيقي قبل ان تسر اليه بحزنها وزرع لها حديقه خيالها بالورود والزهور والرياحين وجري مشتاقا اليها بين الزهور يبحث بشغف عن لمساتها الجميله واختبآ منها خلف الاشجار يلهوا معها ويشاكسها واحتضنها علي الارض
فوق النجيله الناعمه يآسرها بين ذراعيه بين اصابعه بين دقات قلبه وقبلها قبل ان تشرق الشمس وتفسد رومانسيه الحديقه التي نسق احواضها بكل الحب والاهتمام والدآب ..
لم افهم ماتقول فعذرتني .. فرجل
ها منحها مالم تعرفه النساء منحها صدقا احسته سهما نفاذا في قلبها ، منحها غرام احستها عسلا اوجع بدنها بحلاوته ، منحها كلماته الجميله يحبها ويطمئنها ويغني لها ويصفها ويكتب اشعارها قصائد مجدوله من اوراق المانجو واوراق الياسمين واعواد الريحان ووريقات القرنفل ورائحه الليمون فهامت وسطعت و..... داعب الموج البارد اقدامنا الحافيه فضحكنا وكاد النهار يشرق فقبلتني ورحلت وخلفها ذيل طويل من السعاده الساطعه في السماء وكآن نجم توهج واحترق من كثره الغرام .
..و..... وعدت لنافذتي وسيجارتي وفنجان قهوتي .. ارتعش جسدي ف
رحا بالهواء البارد الذي تسلل فجآ من النافذه كآنها نفخت في من روحها .. نظرت للنجمه الساطعه البعيده وابتسمت .. هنيآ لك ايتها المحبه بغرامك وهنيآ لي بثوان الفرحه التي اقتنصتها معك علي شاطىء الغرام ...
جلست علي مقعدي الهزاز ادندن بلحن موسيقي احبه لكني لااعرف اسمه .. ادندن ادندن ثم صرخ الوجود باوركسترا صاخب يعزف موسيقاي المفضله .. ووجدت نفسي اجلس في الصف الاول ارتدي ثوبا انثويا انيقا رقيقا واعقف شعري خلف اذني تتساقط منه بعض الخصلات باهمال جميل مثير كآني لا اقصده اظهر قرطي اللامع بفصه الاحمر الداكن يمنح الوجود حنانا فياضا .. وجدتني اجلس في الصف الاول في المسرح تعزف لي الاوركسترا نغمات دافئه كآنها قطرات لبن سكبها ثدي ام تشتاق لوليدها الذي بعد عن حضنها ثانيه كآنها ضحكه صغيره فرحت بالبحر حين شاهدت زبد امواجه لاول مره ..
تصدح الموسيقي حولي ابحث عن الاف البلابل التي تتآلف اصواتها عناقيد فرح تتدلي من ثريا المسرح الذي اجلس فيه لكني لااجد البلابل لكني اسمع صوت حفيف اجنحتها تهمس به الاوركسترا نغ
مات وهاجه كحبات لؤلؤ في محارتها الصلده.. تحتل الموسيقي اذني وقلبي وجسدي وروحي ..
تختلط دقات الايقاع بنبضات قلبي كآن قلبي يعزف معهم نغمات حنونه ككقبله الصباح من رجل احببته كثيرا لم ينام في حض
ني الا ليله امس فقط وحين استيقظ منحني حبه في قبله عزفتها الاوركسترا الحان هيام فتساقطت الدموع هادره من شده الشوق ..ا
سمع صهيل خيل فرح يدب بقد
ميه علي الارض يتمايل يتراقص لااراه لكني اسمع صوت انفاسه تختلط بهمس احد العازفين للناي يبثه المه حبه شوقه وجعه فصدح الناي وباح لي بعذاباته وبكيت لكن دقات البيانو مسحت دموعي وسندت ضهري وقوتني وصرخت الوتريات الما كآنها فتاه اختطفها رجل لاتحبه واغلق عليها باب الحجره المظلمه وقبل ان يغتصبها هدمت دقات الطبله العاليه كل جدران سجنها وفكت اسرها ومنحتها حريتها فنامت فوق اواتر القانون تضحك تزعرد لاتصدق كل ماجري لها واخذها عازف الرق من يدها وزفها للحياه فرحا فصهلت الحياه بكل قوه وصدحت الموسيقي تحتل الكون تغني معها العصافير والهداهد والبلابل والاسماك الملونه والاشجار العفيه وتراقصت الزهور والنجوم وامواج البحر وسطع القمر ينير ظلمه المسرح قبل ان تخبء وهجه سحابه صغيره خيمت علي نفسي حين صمتت الاوركسترا وساد الصمت وسطع القمر فوق البحر اكثر واكثر !!! ........
مازلت فوق مقعدي الهزاز ادندن مبتسمه ابحث في ذاكرتي عن اسم الفرحه التي سمعت نغماتها وصداها ...... وحدي لكني لست وحدي
تماما .......
فررت من منزلي الصامت لمنزل جدتي وجدتها تجلس امام الفرن ينعكس وهجه علي وجهها المتعب بحبنا ، ارتميت في احضانها قرآت ادعيتها المحببه فوق راسي ، قطفت لي عود نعناع اخضر وزينت به شعري ، منحتي كحكه محلاه بسكر بورده خلطته بحنانها ، اجلستني علي كنبتها المريحه وقصت علي حواديت ايامها ...
ضحكنا حتي استيقظ الديك علي صوتنا واذن معلنا مقدم الفجر الوليد ، عندما ارتعش بدني
بلسعه البرد النهاريه غطتني بطرحتها فيها رائحتها حنانها جمالها ، اهدتني سبحتها ببصمات اصابعها فوق كل الحبات ، غنت لي اهازيج ايامها ، سقتني من قلتها البارده شهدا لم اعرف لمثل مذاقه جمالا كآنها اذابت روحها في المياه حبا صافيا ، فتحت لي صندوق ذكرياتي اخرجت الضحكات الملونه والدموع الجافه والقلوب التي تركتها عائلتها في الصندوق تنبض حبا لكل القادمين من بعد ايامهم ، اجلستني تحت النخله العاليه واطعمتني بلحها الاسود المسكر ، اخذتني في حضنها وصمتت تعرفني افهم همسات صمتها البليغ حبا لاتقوي علي التعبير عنه ..ودعتني حين اقترب النهار ومنحتني كل بركاتها وحبها واسرارها وطالبتني بالعوده وحذرتني من نسيانها فالنسيان هو الموت الحقيقي الذي لا تقوي علي تحديه . حلقت فوق السحاب اطارد عصفورا اخضر فر من الجنه ووقف علي شباكي يناديني مغردا وحين منحته حبات القمح منحني قلبي وقبلاته وقناطير السعاده وفر مني ومازلت ابحث لكنه لن يعود لان زاده الذي ترك يكفيني ويزيد ....
وحدي لكني لست وحدي تماما .... فقد جلست علي حافه النهر الهو باصابعي في مياهه العذبه اغسل بها وجهي قدمي بدني واضحك فالماء العذب الذي غسل قلبي ليس الا قصص المحبين وقبلاتهم المنسيه علي ض
فه النهر تركوها ذكري حبهم المتوهج لنشاركهم جميعا في سعادتنا الغامره ...
وحدي لكني لست وحدي تماما ... اجلس فوق قمة
 شجره عاليه وسط الغابه المظلمه انصت لهمس طيورها احتسي من قطرات الندي فوق وريقاتها انام فوق جذعها احلم بنفسي بريعمه خضراء بين اوراقها زهره حمراء فوق جذعها ثمره طازجه تكاد تسقط وتتركها وترحل ، اجلس فوق قمه الشجر اري العالم بعيدا تخطفني اضواءه اللامعه تسرقني احاديثه الخافته تآسرني مشاعره الفياضه ، احسني اقبض علي الحياه بيدي كجمره النيران المشتعله تحرقني تكويني لكني لااتركها لا اقذفها اتوجع منها لكني مازلت اقبض عليها يلفني ضوء القمر بشحوبه كآنه يسلمني للحلم السعيد اقف تحت شلالات البهجه البارده تفيقني تحممني تغسل همومي تجرف احزاني تروي روحي لبهجه الحياه بماءها الصحو...
وحدي لكني لست
وحدي تماما ... اعود لسيجارتي تكاد تنفذ انفاسها انظر لساعتي لااصدق ان الوقت لم يمر وان الدقيقتين التي مرتا علي حملا لي كل هذا الونس الجميل ، اطفىء السيجاره واترك المقعد الهزاز واغلق النافذه واودع النجمه المحبه والطفله الصغيره واصفق للاوركسترا وارسل تحياتي للعصفور الاخضر و قبلاتي للاحباء واقبض اكثر علي الحياه المشتعله وابتسم لجدتي وانام فوق جذع الشجره وفي حضنها سعيده يغمرني ضوء القمر بحنانه يحبني ...
مازلت وحدي لكني متآكده اني لست وحدي تماما !!!!!

هناك تعليق واحد:

مها العباسي يقول...

تفتكرى فى رد ممكن يتقال
انتى كنتى سهرانه معايا امبارح صح مش كدة