28 مايو 2009

رائحه معتاده لم احبها ابدا .......






اعرف رائحه هذا الجو .................
اعرفها ..
رائحه خاصه جدا ... ربما رائحه الوحده رائحه الارق رائحه الهم رائحه الوجع !!
اعرفها حين تتسلل لرئتاي وادرك ان المطر سيسقط وسيبلل ملابسي وشعري ويتسلل لعظامي يكسرها ويكسرني .. اعرفها وادرك ان الشمس ستغيب طويلا واني ساحرم من دفئها وساتوجع من تواريها الطويل وساناديها فلن تسمعني ولن تشفق علي من بروده غيابها الطويل .. اعرف
رائحه هذا الجو الذي يدفع دموعي لمقلتي حبيسه لاتسقط ولا تتلاشي تبقي معلقه تهددني بفضح لحظه ضعفي التي ابذل كل جهدي لتخبئتها ... اعرف رائحه هذا الجو الذي يسحبني داخل نفسي حبيسه يعتقل مشاعري يقبض علي روحي يسارع دقات قلبي يجفف حلقي يبعثر الكلمات فوق شفتي .... انها رائحه الالم القادم لامحال كاعاصير الرياح العاتيه تقتلعني من جذوري وتلقي بي وحيده فوق الطرقات المهجوره الخاويه ، رائحه الالم القادم لامحال كالموجات المتعاقبه العملاقه تدفني تحتها تكتم انفاسي تغرقني بمياهها المالحه التي لاتروي وتطفو بي ثم تلقيني لاعماقها وانها مثل القشه لااملك فرارا ولا املك قرارا .... اعرف رائحه هذا الجو الذي يعدني لمعركه اعددت نفسها لها طويلا ، معركه كنت اهابها فاستعديت لها ودربت نفسي علي تحمل وجعها ضرباتها المها معركه دكت حين تصورتها منذ سنوات كل حصوني فاعدت بناءها بدآب طويل وصبر موجع ودربت نفسي علي الاختباء في كهوفي الامنه وزودت نفسي بكل ما تحتاج النفس في الحصار الطويل والحرام الموجع ...... اعرف رائحه هذا الجو حين تثقل السحب وتكاد تطبق فوق راسك وحين يشح الهواء فلا يمنحك راحه الحياه ولا راحه الموت ويجعلك تسعل تمسكا بحياتك تستجلب لحويصلاتك المنقبضه جزئيات الهواء الفاره بعيدا عن رئتيك ، حين تفر الشمس وحين يغيب القمر وحين تخدر الطيور المغرده فلا تمنحك نغمات صباحك ولا ادعيه ليلك ، وحين تسكن الاشجار فلا تتمايل جذوعها ولا تنتفض اوراقها ولا تسمع حفيف نغماتها الطربه ، وحين تفر الورود المزهره من فوق شباكك وتنتحر من فوق اشواكها هما ، وحين تحس فجآ ان حياتك خاويه لاحياه فيها لاصوت لا معني لا احساس لا وجود وانك تهوي من فوق الجبل الشاهق لا تسقط ولا تطير لكنك تهوي وبسرعه تكاد تخلع قلبك فزعا .. اعرف هذه الرائحه رائحه الالم القادم الذي يكويك ويوجعك ويحتلك وينام بداخلك متجاهلا مشاعرك دموعك المعلقه ضربات قلبك السريعه فزعك خوفك رعبك ، رائحه الالم القادم الذي يعرف انه قدرك وتعرف انت انه قدرك فلا يملك الا حصارك بداخل شرينقاته ولاتملك الفرار من خيوطه العنكبوتيه الواهيه !!!! انها رائحه الالم القادم الذي سيحتلك فتقاومه ثم تسكن له وتدمنه وتعيش معه وبه ...... اعرف رائحه هذا الجو .. رائحه مآلوفه ... رائحه معتاده ... رائحه احتلتني كثيرا في سنوات العمر التي نسيتها او تناسيتها !!! رائحه اعرفها لكني لم احبها ابدا ..........

عثرت علي هذه الكلمات مكتوبه بتاريخ ٢٨ ديسمبر ٢٠٠٨ ولااعرف لماذا لم انشرها ... لكني هاانا ذا انشرها ، رغم ان رائحه الجو قد تغيرت !!!!!!!!

ليست هناك تعليقات: