انهم مجموعه عصافير ... مجرد عصافير ..... عصفورين لونهما اخضر ، وعصفورين لونهما ازرق ، وعصفورين رماديين .... يعيشوا كل زوج في قفص ، جميعهم يعيشوا معا في "جنه العصافير"....
العصفور الاخضر شرس لايحب العصفوره الخضراء ، يكرهها لان احد لم يساله عن رايه وقت حبس معها في نفس القفص ، العصفوره الخضراء طيبه ومستكينه ، وتحاول طيله الوقت ارضاء العصفور المتغرطس ، الذي يهددها طيله الوقت بالطرد من قفصه !!! نعم قفصه هكذا قال لها ، قال ان انه ولد في هذا القفص وورثه عن ابيه العصفور الاخضر الكبير ، وذات يوم وجدها ملقاه بجواره ، طيله الوقت يذكرها انها فرضت عليه وانه لم يختار صحبتها ، لم يكترث من فرضها عليه ، هل لونها الاخضر ، هل امه المتعسفه التي قررت تحرم كل العصافير من ضجيجه وهو وحيد يبكي في القفص يتمني صحبه ، هل سقطت علي قفصه مع امطار الصباح ، هذا كله ليس مهم ، المهم ان العصفور الاخضر الشرس وجدها في قفصه ، يتمني طيله الوقت يطفشها من القفص ، يعاملها بقسوه ، ينقرها في راسها احيانا دون سبب ، يزيحها جانبا وياكل اكلها ، وهي طيبه ومستكينه ، وقتما ياكل اكلها تحلق بعيدا في سقف القفص وتدعي انها ليست جعانه ، فالمعارك معه كلها خاسره ، هكذا كانت تقول لنفسها !!! بل قررت تترك له الاكل طواعيه ربما يحبها ، لكنه ياكل اكلها ولايحبها وحين يراها محلقه في سقف القفص العالي يحلق بسرعه ويرتفع عنها وينقرها في راسها ويضحك ويجري ، وحين يجدها نائمه علي جنبها بجوار جدران القفص ينقض عليها ينقرها في راسها ويضحك ، واكم من مره سالها ، انت ايه معندكيش دم ، وكانت تتحمل ولاترد عليه ، هي عندها دم ، لكن معندهاش قفص تاني تسكن فيه ، ولولا القفص اللعين ماتحملته ، وكانت ضربته فوق راسه ضربات متلاحقه اقوي من تلك التي يضربها لها ، لكنها بلا قفص ، وتعلم جيدا انها ان غادرت ذلك القفص لن تجد مأوي الا الغصن العاري علي الشجره العجوز ، حيث تقف الغربان تنتظر العصافير الفاره من جنه العصافير ، تنتظرها لتضربها وتنزع ريشها ، واكم من مره سمعت صراخ عصافير فاره ، تتبعتها الغربان وضربتها والقت بها تحت الشجره العجوزه ضعيفه قليله الحيله ، لذا ستتحمل العصفوره الخضراء الطيبه العصفور الاخضر الشرس ، ستتحمله لكنها لاتعرف لمتي ، ستتحمله حتي تجد قفصا اخر !!! العصفور الاخضر شرس والعصفوره الخضراء طيبه وتعيسه وتتحمل وتنتظر !!!!!!!!!!!!
العصفور الازرق مدلل جدا ، والعصفوره الزرقاء طيبه جدا ، لكنها صامته لاتغرد ، والعصفور الازرق مدلل يحب التغريد والغناء والرقص ، مالها صامته وكانها حزينه ، افهمته الف مره انها ليست حزينه ، لكنها لاتحب الصخب ، لكنه يحب الصخب ويتمناها تشاركه صخبه ، لكنها لاتشاركه الصخب ، هي هادئه تحب الهدوء وتأمل حياتها داخل القفص ، هي هادئه وكأنها مكتئبه لكنها ليست مكتئبه ، وسرعان ماوضعت العصفوره الزرقاء بيضا ، خرج منه افراخ صغيره زرقاء الريش ، انشغلت العصفوره الطيبه الهادئه الزرقاء بالافرخ الصغيره ، تطعمهم ، تعلمهم الطيران والمشي ، تنظف مكان نومهم ، انشغلت بالافرخ الصغيره ونسيت العصفور الازرق المدلل ، الذي اعتاد يغرد وحده ، لكنه يتمناها تشاركه غناءه ، لكنها لاتنتبه له ، هي تهتم بعصافيرها الصغار ، ويوما بعد يوما نسيها ، اعتاد يغني وحده ، لكنه يتمني عصفوره وياليتها تكون الزرقاء تشاركه الغناء ..... تمني العصافير الصغيره تكبر وتتعلم الطيران والمشي وتاكل نفسها وترحل خارج قفصه ويتركوا له العصفوره الزرقاء لتغني معه ، لكنهم لايكبروا ولا يحلقوا وبقوا في القفص معه صغارا يحتاجون رعايه امهم ، وانشغلت الام بالصغار ونسيت العصفور الازرق ، اسره غريبه ، العصفور الازرق نسي العصفوره الزرقاء واعتاد الغناء وحده ، العصفوره الزرقاء نسيت العصفور الازرق وانشغلت بصغارها ، قفص العصافير الزرقاء غريب جدا ، العصفوره وصغارها في جانب لايراهم العصفور ، والعصفور المدلل يغرد في الجانب الاخر لاتراه العصفوره وصغارها !!!!
العصفور الرمادي طيب جدا ويحب العصفوره الرماديه ، لكنها تكرهه ، الحقيقه هي تكره نفسها ، لايعجبها ريشها الرمادي ، ناقمه علي العصافير الاخري الملونه ، تتمني لو كانت هي اجملهم ، لكنهم اجمل منها العصفوره الخضراء زاهيه والعصفوره الزرقاء ساطعه اما هي فداكنه وكأنه تراب حط علي جسدها ، العصفور الرمادي يحبها علي حالها ، يتغزل فيها لكنها لاتصدقه ، نبضات قلبه لاتصل قلبها ، هي منشغله بذاتها ، تتمني لو انقضت علي العصافير الملونه ضربا ، المراره تحتل نفسها ، قليله البخت هي ، يوم ولدت من اب وام رماديين ولم تمنحها الدنيا حظا اجمل ولم منحتها ريشا ملونا زاهيه ، العصفوره الرماديه غاضبه حانقه علي الحياه ، لاتشعر بالعصفور الرمادي المحب ، تتمناه لو يبتعد عن وجهها ، فهو يذكرها بلونها التي تكرهه ، ماهي الميزه في العصفوره الزرقاء حتي يحبها العصفوره الازرق ، هي اجمل منها بصرف النظر عن الريش الرمادي ، تتمني نظره من العصفور الاخضر الذي لايحب العصفوره الخضراء ، لو وقعت عيناه عليها لاحبها وطرد العصفوره الخضراء من القفص ومنحها هي كل حبه وقلبه وقفصه !!! لكن العصفور الاخضر لايري العصفوره الرماديه وحتي لو رأها مااحبها ، فهي كالحه لن تعجبه ، العصفور الرمادي طيب ويحب العصفوره الرماديه لكنها لاتحبه ، لايعجبها شكله لونه ، تتمني لودارت عجله الزمان للخلف وفتحت عيناها علي الدنيا وجدت ريشها اخضر او ازرق او حتي اصفر ومنقارها احمر ، فالمنقار الاحمر رمز الجمال ، لكن منقارها رمادي شاحب مثل لون ريشها ، العصفوره الرماديه منشغله بنفسها ، لاتري غير شكلها ولاتحس بغير نفسها ، حتي انها نسيت العصفور الرمادي ، نسيت وجوده ، نسيته تماما !!!!
وقف العصفور الازرق يغني وحيدا ، سمعته العصفوره الرماديه ، ردت عليه ، غني بصوت اعلي ، رفعت عقيرتها بالغناء ، هي معجبه بلون ريشه الازرق وهو معجب بغناءها العالي ، ابتسم ، ابتسمت ، القي عليها تحيه الصباح ، ردت عليه باغنيه ، ضحك عاليا ، صفر لها شاكسها عاكسها ، رفرفت باجنحتها ، احس هواء منعشا احاطه ، غني بسعاده ، والقي لها قبله ، ردت عليه بسعاده اكثر وارسلت له قبلتين ، دعاها تزوره في القفص ، تمنت ، لكنها تخاف العصفوره الزرقاء ، اكد لها خرجت وستتأخر ، تعلم صغارها التحليق ، فتحت باب القفص وطارت لقفص العصفور الازرق ، فتح لها المزلاج بسعاده ، جلست علي المرجيحه تغني له ، كل الاغنيات التي يحبها ، يردد خلفها النغمات ويرقص ، نعم رقص العصفور الازرق ، رقص سعيدا ، اخيرا عثر علي عصفوره تحب الغناء مثله ، لم يري ريشها الرمادي ، لم يري منقارها الشاحب ، احسها جميله في عينيه ، صوتها وغناءها جذبه اوقعه في شباكها ، استمرت العصفوره الرماديه تغني والعصفور الازرق يرقص ، ادمن غناءها ، ثم ادمن وجودها ، اقترب منها ، لمس منقارها بمنقاره ودعاها للاقامه الدائمه معه ، تصورها مرحه تحب الغناء لكنها خدعته بغناءها وهو لم يفطن لخديعتها ، و.......... لوحت العصفوره الرماديه للعصفور الرمادي تودعه ، تشير له علي العصفور الازرق ، هو اجمل منه ويحب الغناء ، وهي اوقعته في غرامها وستقيم معه في القفص !!! عندما عادت العصفوره الزرقاء وصغارها من درس التحليق ،وجدت العصفوره الرماديه تحتل قفصها وتجلس علي مرجيحتها ، ضربت العصفوره الزرقاء المزلاج باجنحتها لم تقوي علي كسره ، صغارها حولها فزعين ، اصبحوا بلا قفص ، ترجت العصفور الازرق يفتح لها ، لكن العصفور الازرق لم يسمع رجاءها ، منشغلا بغناء العصفوره الرماديه ،يأست العصفوره الزرقاء ، طارت وخلفها صغارها علي الشجره العجوز ، ستبني عشا قشيا وتحتضن صغارها وتكبرهم وتعيش ، طارت وهي مشفقه علي العصفور الازرق الذي يحب الغناء والرقص وباع صغاره من اجل عصفوره خسيسه لاتحبه لكنها اوقعته في خديعتها !!!!
بقي العصفور الرمادي وحيدا ، القفص خالي عليه ، واسع كبير ، بقي حزين ، فعصفورته هجرته بلا ذنب ، لم يعرف ابدا لماذا لم تحبه مثلما يحبها ، ليس ذنبه ان ريشه رمادي ، وهي اجمل في عينه من كل العصافير الملونه ، لكنها لاتري نفسها في عينيه ، بل لاتري عينيه اساسا ، يشغلها لون ريشها وفقط !!! بقي العصفور الرمادي وحيدا ، انتبه لاول مره لشراسه العصفور الاخضر ، كان العصفور الاخضر ينقر العصفوره الخضراء فوق راسها ، يعاملها بقسوه وهي تتحمل قسوته ، انتظر العصفور الرمادي وقت نام العصفور الاخضر واقترب من جدران قفصه ونادي العصفوره الخضراء بحنان يطيب خاطرها ، العصفوره الخضراء بكت من رقته ، كاد يخرج من قفصه ليمسح دموعها ، ابتسمت العصفوره الخضراء ممتنه لحنانه ، لم تراه قبيحا ، لم تري ريشه الرمادي نقيصه ،بل احست بقلبه الطيب فرأته اجمل العصافير ، واسها ، نامت في تلك الليله سعيده ، وحين حلقت في القفص في اليوم التالي وحلق خلفها العصفور الاخضر ونقرها فوق راسها ، صرخ فيه العصفور الرمادي من قفصه ليكف عن ضربها ، تشاجر معه العصفور الاخضر لانه يتدخل فيما لايخصه ، صمت العصفور الرمادي ادبا ، نعم هو يتدخل بين عصفور ووليفته ، اعتذر للعصفور الاخضر ، لكن العصفور الاخضر شرس ولم يقبل اعتذاره وسبه بكلمات مهينه ، تشاجرت العصفوره الخضراء مع العصفور الاخضر دفاعا عن العصفور الرمادي الطيب ، اغتاظ منها العصفور الاخضر وفتح باب قفصه والقاها في الهواء ، طارت العصفوره الخضراء تبكي ، نادها العصفور الرمادي ، دعاها للاقامه معه في قفصه ، اوضح لها ، لست جميل كالعصفور الاخضر قاطعته انت اجمل منه ، انت طيب وهو مجنون ، والطيبه اجمل صفات العصافير ، ابتسم العصفور الرمادي ، ابتسمت العصفوره الخضراء ، دعاها لدخول قفصه ، واقفت ، دخلت القفص مجروحه فوق راسها ، قبلها العصفور الرمادي فوق جرحها فبكت من حنانه وطابت ، بقي العصفور الرمادي والعصفوره الخضراء متحابين ، هي تحب طيبته وهو يحب طيبتها ، ومازالا معا !!!
بقي العصفور الاخضر الشرس وحيدا ، يتشاجر مع نفسه ، ياكل من شده غيظه ووحدته جدران القفص ، يبحث عن عصفوره تؤنسه ، لكن كل العصافير تخاف منه ، فالعصفور الذي ضرب وليفته وطردها من قفصه لاامان لها ، ظل العصفور الاخضر وحيدا حتي مات ، ويوم مات بقي جثمانه في القفص لم يكترث احد بموته!!!
تجولت العصفوره الرماديه في قفص العصفور الازرق ، عثرت علي بعض ريشات زرقاء سقطت من العصفوره الزرقاء ، فالقتها خارج القفص ، واحست بغيظ من العصفوره التي كانت موجوده ورحلت لكن اثارها داخل قفصها مازالت موجوده ، القت كل الريش الازرق خارج القفص ، لكنها لم تستريح ، مازالت حاقده علي العصفوره الزرقاء ، هي اجمل منها واحلي ، تسال العصفور الازرق كل يوم مائه مره ، من اجمل منا انا ام العصفوره الزرقاء ، يجيبها بصراحه لاتعجبها هي اجمل لكني احبك اكتر ، ياله من عصفور مغفل ، صارحها بحقيقه موجعه ، هي لاتكترث بحبه ، هي تتمني نفسها اجمل العصافير ، انشغلت عن الغناء معه بنفسها ، لابد يراها اجمل من العصفوره الزرقاء ، انا اجمل من العصفوره الزرقاء ، يجيب عليها بطيبه ، لا العصفوره الزرقاء اجمل لكني احبك ، ذات يوم لم تتحمل كلماته ، نقرت مقلتاه ، لن تري اي شيء بعد اليوم عقابا لك علي اعجابك بالعصفوره الزرقاء ، اصيب العصفور الازرق بالاكتئاب والعمي ، انزوي في ركن من القفص لايغادره ، ينتظر الطعام التي تمنحه له العصفوره الرماديه ، وكانت تعذبه ، تضع امامه الاكل تاره وتمتنع عشرات المرات ، تؤدبه علي الاعجاب بالعصفوره الزرقاء ، تتشاجر معه ، انت اعمي لاتري جمالي وهذا عذرك لكني ايضا لا اقبله ، ندم العصفور الازرق علي طرد العصفوره الزرقاء ، كانت طيبه ومنشغله بصغارها ، نعم لم تكن تغني معه ، لكن مميزاتها الاخري كثيره ، ندم لانه طرد العصفوره الزرقاء الطيبه ومنح قفصها للعصفوره الرماديه الشرشه الكاذبه المخادعه ، لكنه ندم لايجدي ، لقد صار اعمي ملقي قليل الحيله بجوار جدران القفص ، والعصفوره الرماديه استأُثرت بالقفص وحدها ، ويوما بعد يوم زهقت منه ، فتحت باب القفص والقت به وحيدا ضريرا قليل الحيله ، في تلك اللحظه ، حلقت العصفوره الزرقاء وحملته قبل سقوطه للهاويه ، اخذته لعشها القشي وسط صغارها ، احسته واحد منهم ، تحبه وتشفق عليه ، تاكله في فمه وترعاه وتنظف تحته ، يبكي العصفور الازرق الضرير حزنا لانه لم يقدر وجودها في حياته ، يبكي حزنا علي القفص الجميل الذي هدمه وشرد صغاره لانه كان يحب الغناء فلم يدرك قيمه كل الاشياء الاخري في حياته !!!
مات العصفور الاخضر الشرس وحيدا !!!
اصيب العصفور الازرق المدلل بالعمي وطرد من القفص بعدما طرد وليفته وصغارها !!!
بقي العصفور الرمادي الطيب والعصفوره الخضراء الطيبه معا في القفص يغردا معا ويضحكا معا !!!
استأثرت العصفوره الرماديه بقفص العصافير الزرقاء ، اخذته لنفسها ، تصورت نفسها ستكون سعيده ، لكن حقدها علي العصافير الملونه افسد حياتها ، ابدا لم تشعر لحظه سعاده ، طيله الوقت كان يشغلها من اجمل هي ام العصفوره الزرقاء ، تبحث عن الاجابه في عيون العصفور الازرق متناسيه انها خزقت عيناه وانه لم يعد يري شيئا ، لكنه فقط يحس بحنان العصفوره الزرقاء وطيبتها فيراها اجمل العصافير قاطبه !!!!!!!!!!!
انها جنه العصافير ............... او نارها .......... الله اعلم !!!!!!!!!!!!!
هناك تعليق واحد:
كعادتك دائما فى أغلب ماقرأت من نصوص لك الأستعانة بالخيال لنقد الحالة الأجتماعية.. لكن المرة الأولى التى أقرا فيها نصا مختلفا لك حيث الهروب الى جنة العصافير .والتجول بالعبارات والكلمات والحكايات وجاءت القصة مليئة باالأحتجاج والسخط على الوضع الراهن وما وصل اليه حال الأنسان مع أخيه الأنسان أذا قمنا بعملية الأسقاط والتباديل والتوافيق بين مايحدث هناك فى دينا الحيوانات ومابين يحدث بيننا نحن لنجد أنفسنا أمام أزمة حقيقية وأعنى بها هى عدم قبول الأخر والتواصل معه...وأنها حقا جنة العصافير ونار العصافير وجنة البشر ونار البشر ...تحياتى لحضرتك ومزيد من الابداع والتميز
إرسال تعليق