المواجهة و الصراع .. !!!!

انها مجرد مواجهه تكشف صراع لاينتهي
صراع يتجدد ولاينتهي .....

معركه تبدأ وتبدأ وحين تنتهي تنتهي لتبدأ
صراع نفسي ونفسي !!!

انا وظلي !!
انا ومرآتي !!
نفسي ونفسي
صراع تخوضه نفسي ضد نفسي
تتمني تهزمها تكسر ارادتها تطوعها !!!
والاخري تقاوم تتمرد تبكي تنسحب تغضب تحزن
وفي النهايه تنهزم سعيده !!!!

صراع لاينتهي !!!
الحقيقه احدا لايتمناه ينتهي ولا يتصور نهايته !!!
انه وقود الوجود !!!!
اشفق علي نفسي من قسوتها !!!
نعم لااخفيكم سرا ، نفسي قاسيه علي نفسي لدرجة مخيفه !!!
لا تبرر لها تصرفا ولا تقبل منها حمقا ولا تتجاوزعن اخطائها
تحاسبها تتشاجر معها تعاقبها علي اصغر الهفوات
تراقبها تحاسبها تتصيد اخطائها تتربص بمواقفها
نفسي تقسو علي نفسي لدرجه تثير حنقي وجنوني في كثير من الاوقات
اكاد اصرخ فيها اتركيني وشأني ، دعيني وحالي ، لاتتدخلي في اموري
دعيني اعيش ايامي مثلما يحلو لي بالطريقه التي تريحيني
لكني لااصرخ واصمت
ربما خجلا من الحنان الذي اشحذه حتي من نفسي
ربما ارهقت من كثره المواجهات حتي مع نفسي
لااصرخ واصمت اراقب نفسي ومايحدث فيها من نفسي

نفسي لا تتمرد علي قسوتها
تستكين للقسوه وتستعذب صرامتها
وتسير الحياه صراع مستمر بين القسوه والاستكانه والخضوع !!!
تسير الحياه وانا اراقب المعركه المحتدمه طيله الوقت بين نفسي ونفسي !!!
وكان كل معارك الحياه انتهت ولم يبقي لي انا المثخنه بالجراح الا معاركي مع نفسي !!!

نفسي قاسيه علي نفسي
كان هذه ليست جزء من تلك
كان هذه القاسيه لاتعرف حال الاخري التي تقسوا عليها !!!
كانها لاتعرف انها مرهقه بشده وتتمني تنسلخ من جسدها وتحلق بعيدا !!!
تفر من القيود والاسر تنجو من الكمائن تهرب من القسوه والبرود !!!
كانها لاتعرف انها تجر اكياس رمل في ساقيها واحمال وهموم !!!
وانها تتعثر في كل طرقها تجذبها الف يد للارض وتتمني وقوعها بابتسامه الشفقه !!
كانها لاتعرف انها ادمنت مذاق دموعها المالحه لاتجد حتي كتف تقاسمه قطرات حزنها !!!
وانها بكت وبكت وحيده في صمت تام بلا صوت بلا نحيب حتي اشتاقت لصوت وجعها !!!

نفسي قاسيه علي نفسي
لكني اشفق علي ....
اتأمل مايحدث حولي في الحياه واشفق علي
بعد سنوات طويله من الصراع ، احبطت احلامي التي كنت اتمناها !!
نعم عشت حياه طويله عريضه لكنها ابعد ماتكون عن احلامي البسيطه التي كنت اتمناها !!!
سرت في طرق لارجوع منها ، مضيت في دروبها بكفاءه ونجاح لكني كنت اتمني الا تطئها قدمي !!!
حققت اشياء كثيرة يفخر بها الكثيرين لكنها عبء يرهقني وارهاق يتعبني وضجيج ماكنت اتمناه !!!
اشفق علي .. علي روحي علي نفسي !!!

انسحب داخل نفسي رويدا رويدا ...
استغني قهرا عن العالم الخارجي فحين احتجته لم اجده
وماوجدته لم يناسبي ومايناسبي لم ياتيني !!!
انسحب داخل نفسي رويدا رويدا وانطفيء !!!
وهجي الداخلي يخفت ، سطوعي يتلاشي ، وجودي ينطفيء !!!
فمامعني تلك الحياه التي نصارعها ولاتمنحنا حضن نبكي فيه
ولاكتف يساندنا ولا كف حان يمسح دموعنا !!!
ما معني تلك الحياه التي تصرعنا بلا شفقه وبمنتهي القسوه
ولا تعطف علينا ولا تتعاطف معنا ولاترثي لحالنا !!!
تدخلنا في معاركها تسرق منا الايام والوقت والسنوات والعمر !!!
وحين يوشك رصيدنا علي النفاذ نكتشف اننا بددنا العمر في اوهام
زينت لنا الحياه انه لاحياه دون الانتصار فيها !!!
نكتشف ان العمر اغلي من ماكنا بعثرناه فيه !!!

اشفق علي روحي ....
انسحب داخل نفسي رويدا رويدا !!!
استغني عن الاخرين .... فهم يوجعوني ، يقهروني ، يذكروني بكل مامررت فيه ولم يعجبني !!!
استغني عنهم واعطيهم ظهري ، بيدي لابيدهم هم ، ظهري لااملك غيره لكل من سيحاول يوجعني !!!
عفوا لااتحمل مزيد من الوجع !!!

انسحب داخل نفسي رويدا رويدا !!!
ببطء ببطء لكني اعرف مايحدث !!!
انسحب داخل نفسي لكني اتوقع اتصور ماسيحدث لي وسريعا مايحدث !!!
اعرف المشاجره التي ستنشب بين نفسي ونفسي
اعرف الصراع الذي سادخله
اعرف حلبه المعركه التي سازج فيها
نفسي القاسيه لاتقبلي مني ذلك الانكسار ذلك الاستسلام ذلك الخضوع
نفسي القاسيه لاتقبلني مثلما اريد
تقاومني تقاتلني
تذكرني بجمال السطوع وبريق التوهج ومعني الوجود
تصارعني ، تكتب اسمي علي الجدران وتطالبني اثبت اني استحق ذلك التكريم
تصارعني ، تصرخ باسمي في كل الاذان وتقهرني لايحق لك الاختفاء لايحق لك الانسحاب
ارجوها اتوسل اليها ، دعيني ، دعيني انسحب داخل نفسي في هدوء
لكنها لاتستجيب لرجائي ولا تتعاطف مع توسلاتي وتقهرني

افيقي ايتها البلهاء
هكذا تصرخ في اذني كلما تهاويت او تصدعت جدراني او تزلزل عالمي
افيقي ايتها البلهاء
انتفضي من وسط احزانك واصنعي من المك وعذاباته قوه تساندك في الايام القادمه الاصعب
تمردي علي وهنك وهمومك والطفله الصغيره التي تحتلك تبكي تبحث عن اب يربت علي كتفها
تمردي عليها ، هي صغيره لاتصلح لتقودك في الايام المقبله
هي صغيره بطله ايام عدت ومرت مهما كانت موجعه لكن الايام مرت وبطولتها انتهت
والمسرح الان لا يخصها ، المسرح الان مسرحك انتي تستعد خشبته لاستقبالك
بسنواتك الخمسين بتجربتك باحزانك بوجعك بدموعه المعلقه بين رموشك لاتسقطيها
المسرح الان ينتظرك ، بطله نهارياته ولياليه القادمه
الحزن يقوي والقهر يدعم والحزن يطهر النفوس والهم يداوي الروح بالداء ذاته فيشفيها !!!

تصرخ في اذني
افيقي ايتها البلهاء
اخلعي مريله المدرسه ولاتخافي من المدرسة وعصاتها
فكي جدائلك الطويله وارمي شرائطها مع سنين الطفولة التي ولت
افيقي لست الطفله التي بكت في الظلام وحيده تخاف الكوابيس
لم تعودي وحيده ولم تعودي طفله والكوابيس تخشاك حتي لو كنت لاتدركي هذا
لاتخافي عقاب فاحد لايملك سلطته عليك
لاتخاف لوم وتبويخ لم تعد طفله يملك الكافه حق توبيخها
كل التجارب التي مرت عليك بكل اوجاعها تؤنسك في الليل تزيل وحشته
كل الشخصيات التي عشت معها ولها بكل نذالتها حصنتك ضد مزيد من النذاله والالم
كل الدموع المالحه التي بكيتها عرفتك المذاق الحلو للايام التي تعيشيها

لاتفكري فيما مضي فقد مضي
لاتندمي علي ما مررت فيه فالندم لايجدي
لاتغضبي علي ماعانيته فلولاه ماكنت انت وماكنت انا
لاتحزني علي مافاتك فماهو قادم اجمل
لاتبددي بقيه العمر في الحزن علي العمر الماضي
فكل لحظه لاتعيشيها كما يجب تعيشيها ستتحول لماضي يوخز
كفاك كنز للاحزان
كفاك جمع للاوجاع
كفاك تنقيب في الجروح المتقيحه التي ردمت الايام فوق عفونتها
كفاك بعثره لامانك باستحضار واستعذاب لحظات الفزع التي عانيت منها
افيقي ايتها البلهاء
لقد كبرت نضجت
كل احزانك ماضي وكل اوجاعك كانت وكل همومك تلاشت
لاتحضري الاشباح وتصرخي خائفه منهم
عليك نسيان وتجاهل كل تلك السنوات التي تحتلك

نفسي القاسيه تحاصر نفسي
نفسي الحنونه تفر من نفسي
تسمع نفسي الدرس ذاته كل يوم من نفسها القاسيه
تتمرد علي الدرس ترفض الحصة تغضب مثل الاطفال
وتنام راسها بين ذراعيها المعقودين
تجمع ملابسها واحلامها وطفولتها تستعد للهرب
لكن الابواب موصده والشبابيك مغلقه والمزاليج قويه وكبيره
نفسها تحتجزها داخلها
تصرخ فيها ، افيقي ، لاتدعي طفله صغيره ترسم معالم بقيه العمر
واتركي تلك الملابس فهي لاتناسبك ، هي لصغيره بجدائل لم ترسم حواجبها
وانت سيده ناضجه يزين الروج شفتيك ويسطع عقد جدتك في جيدك
افيقي ..... افيقي !!!!!!!

الغريب ، المذهل ، المحير
ان النفس الواهمه تعود لرشدها بصراخ النفس القاسيه وحدتها
المدهش ، العجيب ، المثير
ان النفس الراغبه في الفرار تعود لصوابها وتجلس علي مقعدها الوثير
ترسم خطط وخرائط العمر القادم
تغلق كتب التاريخ الماضي بذكرياته وتشخص ببصرها للامام
ترسم علي وجهها جديه ، تلون ملامحها بالخبرة ، تشحذ قواها لاستكمال المسير
تترك طفولتها وبطلتها علي الارفف بجوار الدمي وحكايات الصغر
وتضحك علي هلاوس الكوابيس التي كانت تخيفها طفله ومازالت تخيفها سيده ناضجه
تردد علي مسامعها انها لم تعد صغيره ولم تعد وحيده ولم تعد خائفه
تذكر نفسها بانها خرجت من كل المعارك منتصره
تذكر نفسها بانها داوت جروحها بالصبر والمثابرة
تذكر نفسها انها تحملت كل الاوجاع التي لم تكسرها وقوتها
تذكر نفسها ، ان اجمل ايام العمر التي لم تعيشها ستعيشها
وهي امرأه كبيره ناضجه ، وهي امراه حرة !!!
تضحك نفسي القاسيه فرحه بانتصارها علي الوهن الفطري
تضحك نفسي القاسيه سعيده بدحرها للاستسلام وذكريات الطفوله
تضحك سعيده لانها ذكرت الروح التي تشاركها الجسد الوهن
انها روح قويه وان الجسد سرعان ماسيستعيد قوته
تضحك سعيده لانها ذكرت الروح التي تفتقد الونس والرفقه وتحتاج الحنان
ان الدنيا تدخر لها ماهو اجمل من كل الاحلام واعذب من اسعد الامنيات
تضحك نفسي القاسيه سعيده لان الاخري تذكرت وافاقت
وحتي لم تعد تحتاج قسوتها لتعيش وتقاوم وتبقي !!!
هنا في تلك اللحظه فقط ، تتوحد نفسي مع نفسها ويتصالحا وانام نوما هادئا عميقا !!!!!!!!!!

وحين استيقظ في الصباح ، يحتدم الصراع وتنفجر المعركه
وتشحذ نفسي القاسيه للاخري كل اسلحتها لتفيق وتنتبه !!!!
هذه هي حياتي ونفسي وصراعي المستمر الدائم الذي لا ينتهي واظنه لن ينتهي !!!
امرأه حره قويه عليها دائما الا تنسي ذلك !!!!
تصفيق حاد ...........
نفسي القاسيه انتصرت مثل كل انتصار تحرزه !!!
مازال التصفيق مستمر ..
نفسي التي هزمت مرارا وتكرارا لتنتصر دائما هي التي تصفق لها دائما وابدا !!!!