05 أبريل 2010

انت لاتصدق نفسك !!!!




لست غاضب مني !!!
لست غاضب مني كما تظهر وتدعي !!!
انت غاضب لسبب اخر لايعلمه الا انت !!!
سبب يستفزك !!! سبب يستفزك انك انت شخصيا تغضب بسببه !!!
وتعرف مايستفزك لكنك لاترغب في قوله !!! سبب تتكبر عليه ، لايليق بك كما تري نفسك ، ان تشعر بما تشعر به !!!
لايليق بك كما تري نفسك ان تغضب مما غضبت منه !!!
لكنك غضبت وانتهي الامر !!!
تسعه اعشار غضبك ليس بسبب ما غضبت منه بل بسبب ان ماغضبت منه اغضبك !!!
انت اكبر من هذا ، هذا تقول لنفسك ، تحاول تبدد غضبك ، تسيطر عليه ، تردد علي اسماعك ، لايليق بمثلك ان يغضب من هذا السبب الذي غضبت منه ، لكن كل ماتقوله لنفسك لم يبدد غضبك الذي مازال يحتلك كالسم في العروق والشوك تحت الجلد وسخونه الحمي ، كل ما تقوله لنفسك لم يبدد غضبك ، بالعكس مازلت غاضب وتغضب اكثر واكثر !!!
ستجن !!! هكذا تقول لنفسك ، ساجن ، كيف هانت علي نفسي لحد ان ماحدث علي ضآلته تفاهته سخافته يقلب حالي راسا علي عقب ، يكشف عن هشاشه استقراري ، يفضح ضعف ثباتي ، يظهر ان جذور شجرتي معلقه في الهواء لاتمد اي جذر صغير منها في ذره تراب واحدة ، كيف هانت علي نفسي لهذا الحد ، انا الذي كنت وكنت لم اعد ، بالعكس صرت كبالونه الاطفال تتحرك عشوائيا بفعل نسائم صغيره لم تكن تهز في راسي شعره واحدة ، تلك النسائم الان تقتلعني من ثباتي وتلقيني ريشه في مهب الريح ، صرت كمثل فقاعات الصابون تنفجر تعلو وتنقشع ولاتترك اثرا ، كيف هانت علي نفسي لهذا الحد ، هذا اهم سؤال اغضبك ، اغضبك اكثر من اسباب الغضب نفسها !!!!
لكنك تكابر وتعاند وتكذب ، لم ولن تصارح نفسك بما آل اليه حال نفسك فتقنع بما لديها وترضي بحالها ، تكابر وتعاند وترغي وتزبد وتصرخ وتتشاجر مع الحياه ومع نفسك ، لن ابقي مثلما انا ، بل لست انا كما يخيل للبعض اني هذا الشخص الذي يروه ، لن ابقي مثلما انا ، لن اقنع بالفتات بالحثاله بالتوافه ، لن ارضي بالظلال والمقاعد الخلفيه واخر الصف ، ساكون مثلما كنت واجمل ، ساكون مثلما كنت واقوي ، ساكون مثلما كنت وافضل ، ساكون اي اخر غير هذا الذي انا هو الان !!!
وهكذا نسينا في غمره الغضب من الغضب مااغضبك !!! نسينا في غمره الغضب من الغضب ذلك الحدث الكلمه اللمحه النظره الاحساس الوهم الذي اغضبك واستثار جنونك !!!في زحام الغضب ، نسيت السبب لكن الغضب بقي مشتعلا ، نسيت السبب لكن الغضب مازال متأججا يبحث عن مبرر اكثر منطقيه عن دافع تقبله انت كمبرر لغضبك ، وكنت انا ، انا التي لم اغضبك لكنك واثق اني ساتحمل غضبك ، قررت تفرغ طاقه غضبك صوبي ، نعم هذا منطقي جدا ، فمكانتي عندك كبيره تتحمل كل هذا الغضب مني اذا مااقترفت مايغضبك !!!
هكذا قررت سيناريو غضبك المنطقي !!! هذا هو السيناريو المنطقي الذي تتحمل التعايش معه تتحمل تقبله تتحمل مراراته ، اغضبتك فغضبت !!! امر سهل وبسيط ومنطقي !!!! وسرعان مانسيت مااغضبك وتذكرت وفقط وهمك الذي خلقته وعشت فيه باني المذنبه المجرمه التي اغضبتك وماكنت تستحقق مني هذا !!! لكنك مخطيء !!! لا لست بمخطيء بل انت ظالم !!! انت ظالم وتعرف في قراره نفسك انك ظالم ، لكنك ايضا تتكبر علي هذه المعرفه ، فلو بحت لنفسك حتي بانك ظلمتني لتعين عليك تبحث عن السبب الحقيقي الذي اغضبك ذلك الذي تتناساه ولاتتحمله ولاترغب في تذكره ، لتعين عليك تعترف علي الاقل لنفسك بالسبب الحقيقي لغضبك ، لكنك قررت بحسم ووضوح الا تعترف بهذا السبب وان تتناساه !!!
قررت اكون ضحيتك ، هكذا قررت انت ، اكون ضحيتك واتحملك وسرعان ماسينتهي الامر !!! لكني لااحب دور الضحيه !!! لااحبه ولن اقبله !!! وحين يحكم ذلك الدور المهين مساحاته الضيقه علي نفسي افر واهرب !!! لن اكون ضحيه مره اخري لا لك ولا لغيرك !!! فلا تلاعبني تلك اللعبه المخيفه ، فجميعنا وقتها خاسرون !!!
بح لي بما غضبك ، دعنا نفهم سبب انفعالك الشديد ، دعنا ننقب عن الموجع وننزع اشواكه !!! فبغير هذا سيبقي الشوك في قلبك يدميك ويزيد غضبك !!! دعنا نفهم ولا تخجل من نفسك ولا مآال اليه حالها ، فكما اقول لك دائما ، انت اجمل كثيرا مما تظن ومماتظهر !! صدقني وبح لي بما اغضبك ولا تقل انت !!! فنبرات صوتك المرتعشه الغاضبه تفصح عن انك انت شخصيا لاتصدق نفسك !!!!

ليست هناك تعليقات: