11 ديسمبر 2009

ريشة ............. في مهب الحزن !!!!!!!!



ولا هد قلبي العليل غيرك غيرك ....... ياوجع البعاد ....
اه اه اه اه ..
ياوجع البعاد .......
وجع البعاد ............ لااتعرف مالذي ينتابها حين تسمع الاغنيه !!!
تحس كلمات الاغنيه تعصر قلبها ، نغماتها تحاصر روحها ، تحس الاغنيه تطلق عقال دموع حبيسه تنتظر دائما فرصتها للافلات ... اه اه اه ... ياوجع البعاد ...... تغني مع الاغنيه كلمتين وفي الثالثه تتحشرج الكلمات في حلقها وفي الرابع تختنق العبرات وقبل نهايه المقطع الاول تنساب دموعها دمعه اثنتين فيضان سيل نحيب انين و.........تنتهي كلمات الاغنيه ومعها اعصار الحزن !!!

وتفر من الاغنيه ، تنساها ، تتعمد الابتعاد عنها ، انها تفضحها تكشف سترها تبين غابات الاحزان الموحشه التي تحتل نفسها ، تفر من الاغنيه لتفر من احزانها ، لكن الاغنيه تصمت والاحزان تبقي !!!

ولاهد قلبي العليل غيرك ياوجع البعاد !!!

تتذكر كل التفاصيل الصغيره التي اوجعتها ، كل لحظات الفراق التي وشمت نفسها بالعذاب ، كل لحظات الحنين المؤلم الذي يتحول لانصال تمزق طمأنينتها ، تتذكر الرحيل ودموعه والانتظار واوهامه والامل وفقدانه ، تتذكر العوده الشاحبه البارده الثلجيه الشمعيه التي لاتصالحها مع الحبيب الصديق الونيس الذي كان ورحل فلم يعد !!!

لماذا يرحلوا ، وحين يرحلوا لماذا يعودوا ؟؟؟

لماذا يرحلوا ، يبتعدوا ، يغيبوا ؟؟؟ وحين يعودوا يبتعدوا اكثر ويغيبوا اكثر !!!!!!!
لماذا قدرها من قلب الاحزان خلق فعاشته محطات الم موجعه من محطه لاخري تحملها الحياه للوجع وتتركها اسيره قضبانه حبيسه شرنقته تعذبها باعزاء احباء يستحقوا حبها وتستحق وجودهم معها وحين تطمئن لهم وتكاد تخلد للسكينه والفرحه تغدر بها الحياه وتحملها جبرا لمحطه الالم الجديده ، رحيل ووجع والم وبكاء ثم صمت وخرس وجمود وبرود ثم تفقد جزء من نفسها يموت بعض قلبها ومعه بعض نفسها لكنها مجبرة علي المواصله والسير والاستمرار في الحياه في الرحيل في اللقاءات البارده في التألم مجبرة علي البعاد ووجعه !!!!!!!!
اه اه اه .... ياوجع البعاد..
غاضبه هي من احزانها التي عششت في روحها وسكنت ، لماذا لاترحلي انت الاخري ، كل الاشياء رحلت وترحل الا انت !!!
واه اه اه اه ....... ياوجع البعاد ..
كان صديقها الصغير ، انيس ايامها الخاويه ، رفيق صحبتها لهوها ، زميلها في المدرسه الابتدائيه ، تجرأ وقبض علي اصابعها في طابور المدرسه ، اعلن للكافه ان تلك الصغيره بجدائلها الطويله تخصه ، تنتمي اليه ، هو مسئول عنها ، لم يتكلما في الامر لم يتفقا عليه ، حين قبض علي اصابعها الصغيره المزينه ببقايا الالوان الشمعيه التي كانت ترسم بها بيت صغير وكلب وشمس ساطعه ، حين قبض علي اصابعها الصغيره وتركتها له ، اتفقا دون صخب ، علي مساحات مشاعر خاصه داخل نفوسهما الصغيره ، واهداها كتاب اشتراه بمصروفه حارما نفسه من كل المتع الصغيره ، فاهدته ورده انتقتها بعنايه من صحبه ورود جميله القيت باهمال فوق منضده الطعام في منزلهم ، وتشاركا كل الاسرار ، الهروب من الحصه والاختباء خلف الشجره البعيده في اخر فناء المدرسه ، يجلسا علي الارض الترابيه تحت الشجره يضحكان ، تشاركا في كل الاحزان ، قصت له عن ابيها الذي يضرب امها ، حكي لها عن امه التي تكرهه وتحب اخيه الاصغر اكثر ، اكلا مع الايس كريم في عز البرد متجاهلين نصائح الكبار ، وعدها ببناء قلعه كبيره معها علي شاطيء البحر ، سالها هل تعرفي طعم القبله فهزت راسها نفيا فاقترب منها واستأذنها يقبلها لكنها خافت ورفضت فتراجع خجلا مكسورا وندمت هي طيله العمر ، احتضنها يوم ضربتها المدرسه لان امها نسيت تعطيها نقودا لتزيين الفصل ، يومها احبت حضنه واطمئنت ، مسحت دموعه التي انهمرت رغم انفه حين سخر مدرس العربي من تلعثمه في القراءه ، يومها ارتبك غضب انفعل احتلته الاهانه حين ضحك بقيه الصغار وقلدوه يقرأ كلاما ممضوغا بطريقه مضحكه ، بحثت عنه طويلا ، بعد الحصه اختفي ، وجدته خلف الشجر محتقن الوجه لاينطق ، لم تساله عن حاله فهي تعرفه ، كاد ينطق فبكي ، اخرجت منديلها الممهور طرفه بحروف اسمها الاولي ومسحت دمعه وتركت المنديل في يده وعادت للحصه !!! وفي يوم لم ياتي للمدرسه ، تساءلت عن سر غيابه ثم انتظرت ، وفي اليوم التالي لم ياتي فلم تقوي علي الانتظار وسالت المدرسه عن سر غيابه فافصحت لها انه لن ياتي ثانيه ، ابيه نقل لمدينه اخري وهو معه ، ولم تفهم ، سالتها متي سيعود ، اخبرتها المدرسه ببساطه لاتعلم انها تذبحها اخبرتها انه لن يعود ولن ياتي ثانيه !!! وبكت وبكت وسخر من مشاعرها الكبار وسخر من عيونها الحمراء وشعرها المنكوش زملائها في الفصل وهددتها المدرسه بعقابها لو لم تكف عن البكاء في الحصه وعدم الانتباه للدرس !!! بكت وبكت ثم كفت ، وانتبهت للدرس وغسلت عيونها وصففت شعرها ومرت الايام وعدت ومازال صديقها غائبا ، لم يعود ، لم يبارح احلامها ، لكنه لم يعود ، ومازالت تحتفظ بكتابه ومازالت تحس دفء اصابعه ومازالت تفتقده وتتمني لو تركت له شفتيها يعلمها طعم القبله !!!


واه اه اه ......... ياوجع البعاد !!!!!!!!
عاشت حياتها بلا مكان تنتمي له ، كل البيوت لاتخصها وكل الاماكن غريبه ، كل البيوت لاتخصها مهما اقامت فيها وكل الاماكن غريبه مهما ترددت عليها ، احدا لم يزرع جذورها في ارض تنتمي اليها وتستمد حياتها ووجودها منها ، حياتها حقيبه ملابس مرتبه يحملها الاخرون بابتسامات بارده من هذا المكان لغيره ومن هذا البيت لاخر ، وحين يتركوا الحقيبه بجوار الباب ، تفهم الرساله ، هنا سننصب الخيام ونعيش ، وحين تنضب عين الماء ويجف العشب ، مثل الخراف التي يقودها الراعي لمراع اخري ، يدفعوها وحقيبتها لمكان اخر ، لم تحب كل الاماكن ، لم تنتمي اليها ، المكان الذي تبعد عنه لايخصها والبيت الذي تخرج من بابه لاتعود اليه ولاتتذكره ، حياة الرحاله علمتها الا تحب مكان لانه ابدا لن يحبها ، علمتها الا تنتمي لمؤقت زائل لانه لن ينتمي اليه ولن يفتقدها ، حياتها حقيبه ملابس مرتبه ضيقه لاتتسع لكل اغراضها كتبها صورها عرائسها خطاباتها القديمه ، هي ترحل بملابسها وروحها وكل الاشياء الحميمه التي تحبها تتركها خلفها لامكان لها في الحقيبه ، لكن قلبها يتسع لكل ماتحبه ، مهما ابعدوها عن اشياءها الصغيره المحببه هي تحملها في قلبها ولاتنساها ، واتسع قلبها اكثر واكثر ، صار كمثل المجره الشمسيه ، يحمل بين طياته وتلافيه الاف الكتب ومئات الالوف من الصور وكل العرائس وملابسها التي صنعتها لها بحب وكلمات الخطابات القديمه وروائح الاحبه ونكات الاصدقاء وهدايا اعياد الميلاد ، حياتها حقيبه ملابس مرتبه يحملها القدر لاماكن غريبه ، لكنها تحمل معها في قلبها كل ماتحبه ويخصها ، ولم تحب الاماكن ولم تفتقدها ، ولم تحب البيوت ولم تحن اليها ، فهي زائره عابره بلا جذور ستقضي وقتا وترحل ، لم تختار وقت الذهاب ولم توافق علي وقت الرحيل ، والاماكن الدافئه العامره بحب المنتمين لها توجعها ، وغربتها الدائمه التي تصاحبها في كل لحظه توجعها ، وفي مواجهه الاوجاع وحنين الانتماء والم الاغتراب والترحال المستمر خلقت في خيالها عالمها الجميل ، رسمت تفاصيله باقلامها الخشبيه الملونه كوخ علي البحر واشجار موز ومقعد هزاز واشجار حنونه وجهنميات حمراء متسلقه فوق جدران كوخها تلقي بعبقها في انفها رائحه للايام الجميله التي ستاتي تحقق الاحلام ، ورحلت ورحلت واغتربت وتوجعت من الحنين واشتاقت للمرسي والمرفأه لكنها قبلت رضخت لقهر الغربه واسياط المها و..... ياليت الحياه ابتسمت لي ومنحتني بيتا حنون يحتفظ برائحتي وذكرياتي اموت علي فراشه تاركه خلفي للاحباء والورثه الكتب والصور والخطابات والعرائس القديمه ، لكنها لم تبتسم لي وعبرت بي كمثل عربه القطار فوق قضبان الارتحال والغربه بلا بيت ، كل مامنحته لي محطه وصول حين انام فيها تعبه توقظني لانها ذاتها هي محطه الرحيل !!! غاضبه من الحياه هي ولا تكف ابدا عن لومها !!!!


واه اه اه ..... ياوجع البعاد !!!!
لم تكن تعرف معني الحب ، لم تبحث عنه ، لكنه طاردها ، لم تفر منه لانها لاتعرف معناه ، حاصرها قريب لم تعرف درجه قرابته ، كانت تحب شكله طريقته في الكلام ، لكنها لم تحمل له اكثر من هذا ، كانت تضحك وقت يتحدث ، لم تميزه بشيء غير هذا ، لكنه حاصرها ، يحادثها في التليفون عشرات المرات ، يرسل لها ورودا وعصافير وعلب الشوكولاته ، يرسل لها الخطابات الحنونه علي اوراق ملونه مزينه بالقلوب والاسهم ، احبت اشياءه وهداياه ولم تحبه ، اقتحم حياتها واقحم نفسه فيها ، كل مايحدث في حياتها يخصه ، لكن اي شيء يعيشه لايخصها ، حاولت التجاوب مع مشاعره لم تفلح ، حاولت تبتعد عنه لم يمنحها اي فرصه ، حاصرها بكل ماتحلم به الاخريات لكنه لم يحرك ساكنا في قلبها ، ظل الخواء يحتلها في وجوده ، لم يولد في عروقها دفء لم يمنح نفسها ماكانت تتوق اليه ، صارحته لم يفهم ، قرر الا يفهم ، اعتبرها حبه ولو لم تفهم او تقدر او تحسه ، استمر يرسل عصافير مغرده وبغباء لايردد الا كلمه واحده احبك ، كانت تضحك تتصور صوته مثل البغباء ، رفيع مندفع ، احبك احبك ، حاصرها هو وبغباءه ، ويوما سمعت دقه مختلفه في قلبها ، احستها نبضه لها موسيقي مختلفه ، يومها اشتاقت له ، يومها بحثت عنه ، يومها نادته ، حصاره افلح ومدنها رفعت الرايات واوشكت علي فتح البوابه وهدم الاسوار ، جاءها مختالا ، كانه يقول لها الم اقل لكي لن تفري منه ، وقت بحثت عنه ابتعد ، كانه يلهو ، صمت بغباءه عن النطق ، نسي عيد ميلادها ، تركها بجوار الهاتف ليال طويله تنتظره مكالمته ، ولم تفهم لعبته ولم تفهم انتقامه ، من انت للتمنعي علي وترفضيني ، من انت حتي اعرض عليك حبي فلا تحلقي من السعاده فرحا وامتنانا ، لم تفهم لعبته ولم تفهم انتقامه ، بقيت نبضه قلبها توجعها ، تناديه لايسمع ، وفي يوم زارها ، منحها الشوكولاته والورود واخر خطاباته المحبه واخطرها برحيله ، سيسافر للدراسه ولن يعود فلاتنتظره لان مستقبله لن يكون هنا ، هكذا ببساطه اخبرها برحيله ، لاتنتظريني فلن اعود ، لم تصدقه ، تصورته يعبث معها ، لم تفهم انه ينهي العبث القديم ويفصح عن اختياره الحقيقي الوحيد بمنتهي الحريه والوضوح ، لاتنتظريني فلن اعود ، رحل ومعه نبضه قلبها المحبه وترك قلبها يتعثر بنبضاته الناقصه، هل كل هذا كان لهوا ، هل كل هذا كان عبثا ، هل صبر عليها حتي احبته فرحل انتقاما ومعه جزء من قلبها !!! ومرت سنوات وعقود وبقيت تفتقده ، تتذكره كلما سمعت العصافير تغرد وكلمات ذابت الشوكولاته في فمها وكلما اصغت لصوت قلبها وجدته يبحث عن نبضته المسروقه ...وحين عاد اشيب الشعر بارد الاكف لم يصالحها ولم يعيد نبضه قلبها ولم يسعدها ، حين حدقت في ملامحه الحاده حزنت علي كل الايام التي بقيت اسيرته تتمني عودته ، فهاهو قد عاد ونسي نبضه قلبها هناك ، عاد ولم يعد !!!!!

واه اه اه اه .......... ياوجع البعاد ....
مات ثلاث من اعز اصدقاءها ، تفتت قلبها وتبعثرت اجزاءه صراخا ودموعا وحزنا ريشه في مهب الحزن!!!
اولهما كان حلمها في الرجال ، قنعت بصداقته حين عز عليها حبه ، قابلها يحب اخري مشغولا بارضاءها ، لم تتعسف معه وتحاول سرقته من الاخري وهزيمتها ، تركته يحب الاخري لكنه شاركته كل تفاصيل حياته ، دخلت اليه من بوابه الصداقه وسكنت روحه ، هي تؤامه ، يتحدثا نفس اللغه بنفس اللهجه بنفس النبره بذات الكلمات العبارات ، يفكرا في ذات الموضوع في ذات الثانيه ، يقول احدهما ويكمل الثاني ، دخلت اليه من بوابه الصداقه ولم تفارقه وحين مات في حادثه مباغته اليمه لم تدعه يفارقها ، سرقت روحه من النعش واخبئتها في قلبها وعاشت بها ومعها ، حين تتذكره تنهمر امطار حزنها علي الارض البور التي تركها خلفه تعيث فيها الافاعي والعقارب حزنا ووجعا ، لم تسمح له يفارقها ، فلن تجد مثله ابدا اقرب احن اجمل اعطف لن تجد مثله ابدا ينطق مايحس ويحس مايقول ، لن تجد مثله ابدا يفهمها بلا شكوي ، لن تجد مثله ابدا يمنحها ماتحتاجه بالضبط في الوقت الذي تحتاجه بالضبط ، حين ترغب في البكاء يغني فتضحك وتنسي وحين يجتاحها الحنين يخطفها للبحر يتركها تحت رذاذ امواجه تشاكسها ، حين تبحث عنه يزورها يسالها عما بها فقلبه اوجعه واخبره بوجعها ، حين تبحث عن العزله يهديها تذكره سفر لمدينه غريبه وينصحها وهو يودعها في المطار انسي كل ماخلفك وابحثي عن نفسك وحين تبقي وحيده في الشوارع المظلمه تفكر فيه فهو نفسها وتكلمه فيضحك ويطالبها بثمن التذكره التي دفعها يساعدها علي الهروب من عالمها فحملته معها للمدن الغريبه ، لم تتركه يرحل ابدا عنها ، وكيف يرحل وصوته مازال يدوي في اذنها حانيا ونظرات عينه المحبه مازالت ترعاها ، لم تسمح له بالرحيل ابدا ، لكنه حين دفنوا جثمانه وجدوا بين طيات كفنه جزء من قلبها تركته له يبدد وحشه قبره وظلمه لياليه الطويله !!!

ثانيهما ولد اخيها ، ولد من بطن امه اخيها ، حين قابلته وسط الكثيرين احسته اخا وتصورت مشاعرها وهما فافصح لها عن اعتزازه باخوتها ، لم يكن صديقا بل كان اخا ، جرت في عروقهما نفس الدماء ، هو اخيها المسئول عنه الراعي لها المحب القاسي ، اخيها الذي لم تلده امها ولايعرفه ابيها ، اخيها ، لاتخجل منه وهل تخجل الاخت الصغري من اخيها الاكبر ، تشرح له اوجاعها همها ، تقترض نقوده ولاتعيدها ولا يطالبها بها ، في كل المناسبات والاوقات الاجتماعيه هو موجود يشتري لها كعك العيد ويمنح اولادها العيديه ، في عيد الام يسبقها علي بيت امها ويقبل يدها ويعطيها الهديه الغاليه باسمها ويتشاجر معها وقت تكشف الحقيقه لامها ، هو اخيها ، لايعرف مالذي اجري دماءها في عروقه لايعرف مالذي اجري دماءه في عروقها ، كل مايعرفه انه اخيها ، ليس صديق او زميل او حبيب او قريب ، بل اخيها ، تلك الرابطه والعلاقه القويه الفطريه الجبريه ، قبلت اخوته ورحبت بها ، لم تفكر في سببها او مبررها ، هي اخته وكفي ، هي اخته وليست كمثل اخته والفارق كبير ، لم يعرفها ابدا للاخرين قائلا احبها مثل اختي ، بل يقل هي اختي ، فيتعجب الناس ولايكترث باستغرابهم ، هي اختها وكفي !!! هل ستقول انها كانت تحبه ، عجبا وهل حب الاخوه يحتاج قول او اثبات او دليل ، كان اخيها وكفي .... منحها كل مايمكنه منحه لها لم ينتظر مقابل او شكر او امتنان ، وفي يوم زارها دامع العينين ، شاحب اللون ، اسر اليها بمرضه ، ايامه صارت قليله ، سيرحل عن الدنيا ويتركها ، لم تصدقه ، واغتاظت منه لانه لايقدر حجم الالم الذي سببه لها ، اعتذر لها واحتضنها بقوه لاول مره في حياته ولاخر مره وغادرها وسرعان ماغادر الحياه كلها ، مات في المستشفي علي طاوله العمليات ، يومها لم تصدق ،لم تذهب للمستشفي ، لم تبكي عليه ، لم ترتدي ملابس الحداد ، يومها خاصمته ، لانه كان يتحدث بجديه ولم تصدقه ، خاصمته لانه ولو مره في حياتهما يقسو عليها ويوجعها كانه بلا قلب ، يومها خاصمته واعتبرت كل مايحدث لايخصها لانه سيعود اليها ، سيعود فهو ابدا لايتاخر عنها ولا يوجعها فهو اخيها الذي يحميها من الوجع ويراعيها لذا سيعود !!! خاصمته وانتظرت !! وحين دخل العيد ولم يشتري الكحك ولم يتصل بها يعيد عليها ، يومها ، ادركت انه رحل ، فخاصمته اكثر ، لانه رحل دون وداع ولانه قاس رحل لايكترث بحزنها !!! ومازالت تبكي كلما تذكرته وكلما دخل العيد لان اخيها الذي كانت تتصوره حنونا مات وتركها وحيده حزينه متألمه!!! ثالثهما .... احبها في صمت وتألم ، فهمت مشاعره وقررت تبعد عنه كي لاتوجعه ، كان زوجا لاخري لاتعرفها ، لكنها لاتقبل فكره الخيانه ولو كانت نظريه بحته ، حبه لها خيانه لزوجته التي لاتعرفها ، خيانه تشينها ، فقررت تبعد عنه ، هي لاتحبه ولن تحبه ، ووجوده في حياتها عارا لا تقوي علي الدفاع عنه ولا تقبله ، لكنه اقترب منها فاحترق كفراشه القت نفسها في النار ، فرت منه وصارحته باستحاله حبه فالتصق بها وصارحها بحريته في حبها وحريتها في رفض ذلك الحب ، فرت منه اكثر فلاحقها اكثر واقسم لها انه يحبها ولكن لن يجرحها بنظره عابثه ولن ينتهك احترامها برغبه عارمه ولن يخجلها باحساس خاص ، هو يحبها كمستحيل لن يتحقق ، لكن وجودها في حياته مبرر لحياته نفسها ، كانت تشفق عليه من حياته البارده الميته مع السيده التي تحمل اسمه ولا تحمل قلبه ، في نفس الوقت كانت تراه محاطا بالجميلات اللاتي يتهافتن عليه كمثل جيوش النمل فوق قالب السكر تتعجب من اصراراه علي الاحتراق بتجاهلها لكن تجاهلها حتي تجاهلها كان يرويه اكثر من بحار الملح المره التي تمنحها له كل النساء اللاتي لا يفهم اي قيمه لوجودهن في الحياه اصلا ، وهكذا صاغا المعادله ، هو يحبها وهي لاتحبه ، لكنها موجوده في حياته وهو لن يكون موجود في حياتها ، هذه المعادله الظالمه التي قبلها وحرص عليها ، وفي يوم كئيب غائم ، نام ولم يستيقظ ، توقف قلبه المتعب عن النبض وصمتت شرايينه عن دفع دماء حبها ، عرفت من الجريده بموته ، عرفت ميعاد الجنازه فذهبت ، سيده غريبه يتعجب الجميع من وجودها ، فهي كانت حبه السري الذي لم يكشف حقيقته ابدا ، ذهبت للجنازه وشاهدته مسجي داخل الصندق فودعته باكيه ، خيل اليها ان الصندوق يبتسم ، شاهدت زوجته سيده غريبه لاتشبهه ، لاتبكي خلف جثمانه ، عيونها زجاجيه بارده ، اشفقت عليه وبكت اكثر ، عاش معذبا مع تلك السيده التي لا تستحقه ، هي لا تحبه ، اشفقت عليه اكثر واكثر ، زوجته التي منعت حبها عنه من اجلها لاتستحق تضحيتها ، احسته مات مقهورا بجوار تلك السيده في ليله حلم بها ولم تمنحه حتي نفسها في الحلم ، نظرت لزوجته وندمت لانها قتلته بتجاهل مشاعره وحبه وهو الذي كان يستحق يعيش ويموت في حضن سيده تحبه وليس تلك السيده !!!
مات ثلاث من اصدقاءها ، عاشت اعوام طويله اسيرة الحزن الموجع والدموع ، ومرت الايام ورحلت وبقيت احزانها توجعها تفتقد اصدقاء ثلاث رحلوا وتركوها تتوجع غيابهم المرير ...



اه اه اه اه ........ ياوجع البعاد ...
اه اه اه اه ....... ياوجع البعاد ...

هناك تعليق واحد:

عماد خلاف يقول...

ماهذا التلاقى والتناغم والذوبان والقدرة على التعبير بالكلمات والعبارات لا يعنينى ما جاء فى مضمون القصة وأن كان رائع ومتميز لكن كل ما بهرنى هو أحساسك ولغتك العبقرية أحس ان الكلمات تدخلك وتدغدغ مشاعرك أولا .وأختيارك للعبارات ووصفك شئ رائع ...وهذا الأسترسال اللغوى الرائع وأختيارك للعبارات كان موفق لدرجة كبيرة ....حياة الرحاله علمتها الا تحب مكان لانه ابدا لن يحبها ...احبت اشياءه وهداياه ولم تحبه ....تركته يحب الاخري لكنه شاركته كل تفاصيل حياته..شئ صعب ومخيف أن يحدث هذا..أن نحب دون أن نمتلك هذا الحب ...لكن معك لابد من تصديقه فكل قصصك بها الكثير من العطاء دون أن نأخذ شيئا أو تحصل على شئ فكل أبطالك حيارى محرومين من لحظة دفء حقيقى دون خوف أو أحساس بالفقدان ..ولكن بشكل عام هذه القصة أحببت كلماتها ولم التفت كثير الى المضمون دعينى اشكرك أستاذة أميرة لانك منحتينى الفرصة حتى أقرا قصص الى أمام دائما