همست له .......... انت سعادتي ... ابتسم كانه سعيد ... باغتته .......... وعذابي !!!
صمت طويلا وهي تحدق في قسمات وجهه تنتظر رده عليها ...
صمت وصمت ثم تلون وجهه بالحزن وهمس بصوت خفيض .... وانت ...
ابتسعت وكانها تعرف بقيه كلماته .. اكمل حزينا .... وانت عذابي وعذابي ........
لم تصدق ماسمعته وانهمرت دموعها فاخذها في حضنه وصمتا
ظلت تبكي في حضنه تنتحب وهو يهدهدها لا يكف ..
كانت حزينه لاتدري انه اكثر منها حزنا وانه يبكي بدموع جافه بلورات وجع
وانه يشتاق لهدهدتها علي قلبه المتعب بحبها ..............
كانا مستحيلين لاينفع لقاءهما ابدا .......
كمثل كل المتناقضات التي لاتكمل بعضها بل تتنافر لحد الانفجار ..
كانا مستحيلين .... مابينهما من مسافات لاينفع معها اقتراب او مؤائمة ...
مابينهما من اختلافات لايجوز معها التنازل او التقبل ...
ما بينهما من تضاد ينهي امكانيات اللقاء ويلغي تصور وجوده ...
مابينهما من تنافر يفصح عن استحاله المصالحه او التجاوز ...
كانا مستحيلين ....
هي شعواء حمقاء متمردة متفجره بالسخط متفرده بجنونها بجمالها باندفاعها ذات حضور طاغي اخاذ ..
هو عاقل رزين حكيم صامت متأمل خاضع بمنتهي السعاده لكل الموروثات والتقاليد وقيود الاعراف له وجود مشع مبهج ..
هي شابه مازال كل طرق الحياة امامها ، تخطوا خطوتين في هذا الطريق وتتراجع ، تسير قدما في ذلك الطريق وتعود بنفس الاندفاع ...
هو ناضج انتهي من اختيارات حياته التي اصبحت خلفه ، وقتما يخلو لنفسه يحاسبها علي اختياراتها القديمه التي مازالت في عنقه طوقا حديديا ...
كانا مستحيلين ....
هي كمثل الفراشة تحلق تتنقل بين زهيرات الحياة تاخذ احلي رحيقها وترحل ...
هو كمثل النحله اسير المملكه الصارمه ونظامها وقواعدها الامرة ...
هي تضحك صاخبه تقهقه ، تصرخ فرحا وتصرخ حزنا وتنفجر ضحكاتها في اشد اللحظات مأساويه وتبكي وقت الفرح والضحك ..
هو يبتسم ابتسامه رزينه ويحزن وقت الحزن ولا يفرح وقت الفرحه يحسه يلتهم هيبته التي يحرص عليها اشد الحرص ...
كانا مستحيلين ...
هي ترفض الزواج لانه قيد لا تقبل الانصياع لصارم قواعده تحب حريتها بكل اشكالها ..
هو خرج بوفاة زوجته من مؤسسة الزواج لكنه يبحث عن زوجه اخري تعيده للحياه المنظمه التي لايعرف يعيش خارجها ..
هي تؤمن بالحب وتصغي لدقات قلبها سبيلا وحيدا للحياة ....
هو يحترم عقله ويقدسه ويعتبر قواعده المنهاج المقبول في الحياة
كل مابينهما لايجمعهما ... كل ما بينهما يباعدهما وفقط !!!
كان يتعين الا يلتقيا ابدا ..
كل شيء منطقي في الحياه يحول بين لقاءهما ..
كل شيء منطقي في الحياة يفرق بينهما ...
لكن الخطوات العبثيه قادتهما للقاء قصير ، تغيرت بعده حياتهما للابد ....
كان يتعين الا تقابله في الحفله التي ذهبتها خضوعا لابتزاز صديقتها التي طالما قهرتها ولم تكترث بها او بغضبها !!!
كان يتعين الا يقابلها في الحفله التي تورط في حضورها لارضاء صديق عمره الذي لايرفض له طلبا !!!
هي ذهبت الحفله مكرهه .. تانتقت في ثوب لاتحبه وعاقبت نفسها بارتداءه في الحفله التي لم تحب الذهاب اليها ، ثوب داكن اللون ، عاري الكتفين ، القت عليه شالا دانتيلا ساطع حجب نصف ظهرها بطريقه مثيره ، لونت وجهها بالوان لم تألفها ، اعتقلت عينيها بين اسطر كحل ثقيله فازدادوا بهاء لاتقصده ، علقت في اذنيها حلقا طويلا ساطعا وكانها اسقطت فيضانات نجوم لامعه فوق كتفها الوردي .... كانت جميله ملفته للانظار تشع بالاغراء لكنها لم تكن هي نفسها !!!
حدقت في المرأه قبل الذهاب للحفله ضحكت من منظرها ، لاتعرف هذه السيده ، لكن اللعبه استهوتها ، ستذهب للحفله وكانها ستترك روحها في الفراش تستريح من عناء اليوم وتتلبس هي روح وجسد اخري لاتشبهها .. انها لعبه ستسليها في الليله الرتيبه التي ستقضيها ، ستلعب مع نفسها بحثا عن تسليه تبدد زهقها الطاغي من الحفله التي لم تذهب اليها بعد ومن صديقتها المبتزة وليكن مايكون !!!
هو ذهب الحفل سعيدا ... خلع البذله الرسميه والكرافته ، والقي ازرار القميص الذهبيه فوق الترابيزه باهمال لم يعتاده وارتدي بذله كتان سبور لاتصلح لحضور تلك الحفلات ، ضحك ، سيذهب بلاكرافته ، سيرتدي حذاء سبور بلا شراب ، نعم هي حفله في المساء ، لكنه سيتخفف فيها من قيود نفسه ويترك ياقه القميص وبعض ازراره مفتوحه ، سيدس منديلا حرير زاهي في جيب الجاكته الكتان ، رش راسه بالعطر ، وابتسم ، ضحك ساخرا من هيئته ، من هذا الاحمق المبتسم في المرأه ، ضحك مرتبكا ، لابد انه جن ، لن يعرفه صديقه ، فهو لايخلع الكرافته ابدا الا قبل النوم ، سيرتدي بذلته الرسميه ويعقد رابطه العنق الداكنه و....... تمرد علي نفسه وقرر ان يذهب للحفله مع ذلك الرجل الذي لايعرفه !!!!
كانت حفله صاخبه .... مليئه بالبشر ....
صديقتها المبتزه ابنة صديق عمره ....
هو كمثل ابيها ...وهي كمثل ابنته ...
لكنه ليس ابيها وليس ابو غيرها فزوجته الحبيبه الراحله لم تنجب له اطفالا يوئنسوه بعد غياببها الموجع ...
وهي ليست ابنته لان ابيها ذلك الرجل الذي تحمل شهاده ميلادها اسمه رحل عن امها ولم تراه ابدا ولاتشعر بافتقاده ولاتعرف طبيعه تلك المشاعر الغريبه التي تحملها الابنه للاب !!!
في الحفله لم يريا بعضهما ... لم يتقابلا ...
لم تعرفها صديقتها المبتزه بصديق ابيها !!! لم يعرفه صديق عمره بصديقه ابنته !!!
ربما لو التقيا ماكانت المأساه التي عاشاها حدثت ، لكن احدا لم يعرفهما ببعض !!!
لم يتعرفا تحت مظله الاب المفترض والابنه المفترضه ... وياليتهما تعرفا !!!!
جلست في الحفل حتي قبل اخره بقليل ، تخاف من صديقتها المبتزه ، بقيت جالسه مكانها لم تتحرك بابتسامه مرسومه لاتعبر عن زهقها الطاغي !!!
دخل الحفل مرتبكا ، فهو ليس نفسه ، لكن صديق عمره صرخ اعجابا بتحرره من قيوده الخانقه ، دخل حلبه الرقص وسط الفتيات الصغيرات ، راقص الشابات ضاحكا ، يتدللن عليه لكنه ابيهن فلم يتاثر ، احتسي كاسين ثلاثه من نبيذ احمر معتق ادخره له صديق عمره ، ابتسم لسيده تبحث عن زوج ابتسامه بارده لاتعجبه ولن يكون هو الزوج المنتظر ، فر من صديقين اغتنما فرصه الحفل ليحكوا له عن مرض عضال اصاب احد اصدقائهم ، النبيذ لعب براسه ولم يتاثر بكلامهم ، بل اختنق من حزنهما ، قرر يخلع الكرافته ، مد اصابعه ليشدها لم يجدها ، ابتسم وسط حديثهما الحزين ساخرا من نسيانه ، اعتذر لهما ومشي لم يكمل بقيه المأساة ، احتسي كاسين نبيذ دفعه واحده واحس صهدا يخرج من جسده ، انتبه لدوار راسه ، ودع صديقه وخرج من الحفل يبحث عن سيارته في حديقه الفيلا!!!
سار علي غير هدي في الحديقه لايذكر اين وضع سيارته ، راسه خدره ، مبتسما علي غير عادته وبغير سبب ، كانت امسيه دافئه ، حفيف الاشجار هاديء ونجوم السماء تسطع والقمر يتواري خلف سحب لاتحجب بهاءه ، استمتع بالسير في الحديقه ، كاد يخلع حذائه ويسير حافيا فوق العشب النادي ، لكن راسه مازال يعج ببقايا وعي منعه من خلع حذاءه ، سار علي غير هدي في الحديقه الواسعه ، مستمتعا بالليل ، نسي سيارته ورغبته في العوده لمنزله وسار بين الاشجار يحس نفسه حرا ...
كانت تجلس علي اريكه حجريه في الكشك الزجاجي الكبير ، شعرها المتطاير وكتفها العاري والماسات المتلألئه علي كتفها جذبت انتباهه ، لم يصدق عينه ، سيده تجلس في الظلام في الكشك الخشبي وحيده ، اقترب من باب الكشك ووقف مكانه ، حسناء هي جميله ، شعرها اشعث يرسم بخصلاته المتطايره مشهد اغواء باهر ، هكذا قال لنفسه ، وقف علي باب الكشك كانه يستأذنها ، همس بصوت لم تسمعه ودخل ، انتبهت لوجوده ، كانت تجلس في الظلام وحيده ، تدندن بلحن معروف لاتذكر كلماته ، كان منظرها خلاب يلقي القمر الشاحب بعض ضوءه علي وجهها ظلالا غامضه ، كان الشال الدانتيلا فوق واحد من كتفيها والثاني عاري أخاذ ، كانت تدخن سيجاره وحلقات الدخان حولها تزيدها غموضا ....
جلس علي اريكه حجريه مقابله ، نظر بعيدا عنها كانه لايراها ، كانه لم يدخل الكشك الخشبي من اجلها ، لم تلتفت اليه ، كانت غائبه مع افكارها ، مستمتعه بالجو وضوء القمر ودفء الامسيه ، بقيا امام بعضهما لاينطقا ، لم يتجرا هو يبدء معها حديثا يتوق اليه ، لم تراه هي اساسا ، القت سيجارتها تحت قدمها ، نظر لساقيها يتابع حركتهما الرشيقه ، وصمت اكثر !!!
لايعرف كم مر من الوقت فراسه خدر ، لكنه نسي الحفله والمنزل والسياره وبقي مكانه ، ارتعدت فجأ فسحبت الشال علي كتفها العاري فسقط من علي الكتف الاخر ، كانت مغريه جدا ، اخاذه جميله ، كانها داخل لوحة رسمت بكل تفاصيلها لتبين جمالها ، اخرجت سيجاره وبحثت عن قداحتها لكنها لم تشتعل ، بقيت السيجاره معلقه بين شفتيها ، هاهي فرصته اتت ، اقترب منها مشعلا قداحته نارا عاليه ، نورها القي ظلاله علي وجهها ، ازدادت جمالا او هكذا شاهدها بين اطياف الخمر الذائب في شرايينه ، اشعل لها السيجاره مبتسما ، ناولته سيجاره اخذها ، فحصته بنظره عميقه ، عجوز شاب ، هكذا احسته ، عجوز متمرد علي قيود عمره ، بلا كرافته في حفل صاخب ، كادت تبتسم ، تحب الشعيرات البيضاء المتناثره بين شعره البني ، لمعت عيناه في الظلام ، تحب العيون البنيه ، تبادلا حلقات الدخان بلا كلمه واحده ، كان سعيد فسحرها يتخلل مسام جسده فينتشي ، شرحت لها انها كانت في الحفل وفرت لانها تكره تلك الاجواء ، قال لها ان خرج يبحث عن سيارته لم يجدها ، قالا معا ان الامسيه دافئه والجو بديع ، انهي السيجاره وقام مرتبكا ، ضبط نفسه يتسلل لمغامره لن تعجبه حين يستيقظ فائقا في اليوم التالي ، سالته عن اسمه اجابها ، اخبرته عن اسمها دون سؤال ، ودعها ، سالته عن رقم تليفونه ، تلعثم وهو يمليها الارقام ، وفر من امامها لاينتظر رقم تليفونها ، لن يسالها عليه ، لن ياخذه منها ، لانه لن يطلبها !!!
مالذي حدث بينهما ، لانعرف ، طلبته اكثر من مره ، اجاب عليها في واحده منهم ، طلبت لقاءه رفض ثم تراجع مسرعا ، هي شابه مغريه يخاف منها وهو عجوز وقور يستهويها !!!
ربما تقابلا في مساء بارد ، كانت ترتدي جينز وبلوفر واسع وحذاء بلا كعب وبالطو وتدفن شعرها المتناثر تحت قبعه صوفيه ، لم تعجبه وقت راها ، كانت صغيره جدا ، اين فستان الداكن وكتفها العاري ، هي الان في عمر ابنته ، لن يسمح لنفسه بالاقتراب منها ، سينهي مقابلتهما سريعا ويرحل ولن يقابلها ثانيه ، كان يرتدي بذلته الرسميه ورابطه العنق وازرار القيمص الذهبيه ، كان وقورا ، كان عجوزا وقورا ، كادت تفر منه ، لكن عقلها الاهوج زين لها تشاكسه ، سالته لماذا يخنق نفسه برابطه العنق ، اوضحت له انها تحب الحريه وانها مشفقه عليه ، ابدت اعجابها ببذلته السبور ، غازلته صراحه ، كنت شابا وسيما ، ارتبك ، هي في عمر ابنته ولاتقصد مغازلته ، كانت تراه في سن ابيها الغائب وربما اكثر لكن هذا لم يستوقفها ، فالرجال رجال ولو كان في سن ابيها اوجدها ، مدت اصابعها كادت تفك رابطه عنقه ، تراجع مرتبكا ، ضحكت ضحكات صاخبه ، تمني لو يرحل عن المكان ولايراها ثانيه ، اعجبته به وقررت الا تتركه يفر من قبضه شبابها ، انهي المقابله وقام مسرعا !!!
لكنها احتلته ، بقيت تدور في تلافيف راسه ، لايفكر الا فيها ، ينسي هيئتها يوم المقابله ويستعيد جمالها في الكشك الخشبي ، يتمني لو يتخلل خصلات شعرها باصابعه ، يتحسس كتفها العاري ، يتمني لو يراقصها في الظلام ، يشم رائحتها في انفه ، اشتاق لها ، تمني لو تكلمه لكنها لم تكلمه ، لم يعرف انها تعمدت الصمت ، هي شابه ، تلعب معه ، لايعرف انها تلعب ، تمني لو يقابلها ، سيرتدي بذلته السبور وقت المقابله ، لن يربط الكرافته ، سياخذها في مكان رومانسي ويدعوها للرقص ، لكنها لم تتكلم !!! ا
حتللته ، لايفكر الا فيها ، يحدق في تليفونه المحمول طيله الوقت ، وقت يخرج من الحمام يحدق فيه ربما اتصلت في تلك الدقيقه التي غسل فيها وجهه ، يستيقظ من نومه وسط الليل يحدق في التليفون ربما مازالت سهرانه تفكر فيه وطلبته ولم يسمع الجرس لنومه ، لكنها كانت تفكر فيه ولم تتصل به ، تراه عجوزا وقورا تخاف صحبته ، لكن مشاكسته تستهويها ، هي لن تتلاعب بعواطفه ، لانها ستخبره منذ اللحظه الاولي للقاءهما القادم ، انها لا تحبه ، نعم هي لاتحبه ، هي فقط تتأنس بصحبته ، لن تجرحه ، ستقضي معه وقتا لطيفا وحين ترحل لن يغضب منها ، لن يلومها !!! نعم هي لاتحبه لكن مشاكسته تستهويها ، ستطلبه في التليفون ، لن تذكر له اسمها ، ستلهو معه ، ستساله عن اسمها سترسل له قبله عبر الاثير لو عرفها بسرعه ، لن يفهم قبلتها علي نحو خاطيء ، هي مجرد تحيه ليس اكثر !!!
مازال يحدق في التليفون ، رن التليفون باسمها ، انتفض ، تلعثم ، جف لعابه ، لم يرد عليها ، سيتمالك نفسه ويطلبها ، لن يرد عليها فورا ، ستفهمه علي نحو خاطيء ، ستفهم انه ينتظر مكالمتها ، ستتلاعب بمشاعره ، لن يسمح لها ، سيؤكد عليها مع اول كلمه بينهما انها في عمر ابنته ، وانه مثل ابيها ، وان مابينهما صداقه جميله بريئه وفقط !!!!
صمت التليفون فجأ فتسارعت دقات قلبه ، طلبها فورا ، احسها ضاعت من بين يديه ، خاف تغضب من عدمه رده عليها ، ردت بصوت فرح ، رقص قلبه ، فزع من قلبه ، لم يرقص من قبل ، دعته علي العشا ، قبل مصرا علي دعوتها ، سينتقي هو المكان ، وافقت فرحه ، لم تنفذ خطتها ، لم تساله عن اسمها ، لكنها في نهايه المكالمه ودعته وقذفت له قبله في الهواء ، ارتج ، تصور زلالا عاتيا ضرب المكان ، القبله هبطت في موضع الوجع في قلبه ، سخر من نفسه مراهق عجوز نسي الوقار ، سخر من سخريته ، مازال قلبه يرقص ، مازال منتشيا بصوتها ، لكنها مثل ابنته ، سيذهب للعشاء ويراقصها مثل ابنته ... انتظرها طويلا ، ذابت نصف الشمعه الحمراء وهي لم تاتي ، قفذت قطرات العرق فوق جبهته ، كاد يفك رابطه العنق لكنه لايرتديها ، من اجلها ارتدي بذلته السبور ، لن يقابلها عجوزا ، سيقابلها شابا كمثل الشباب في سنها ، سيسالها عن الاغنيه الهادئه التي تحبها ، سيرقص معها علي نغماتها ، تاخرت كثيرا ، احتسي نصف زجاجه النبيذ مللا ، خدرت راسه ، اطلت عليه ساطعه وسط ظلام المكان ، بكتفيها العاريين ، وطلاء شفتاها اللامع ، انتفض مرحبا بها ، لمعت عيناه اعجابا ، الغريب انها بادلته الاعجاب ، شعيراته البيضاء سطعت في ظلمه المكانه جذبتها ، استبقي كفها في يديه لم تسحبها ، اجلسها بمنتهي الرقه ابتسمت ، كان لايصدق تصرفاته ، من يجلس معها ليس انا ، هذا مراهق وانا رجل عجوز وقور ، كان لاتصدق مشاعرها ، سعيده باحتفاءه بها ، لم تعد تلهو ، تعرف دقات قلبها عندما تتعثر ، هل ستحب ذلك الرجل العجوز ، مجنونه هي ، نعم انا مجنونه ، وضحكت ، دعاها للرقص وافقت ، دخلت في حضنه ، كانه قبض علي شعاع من الشمس في حضنه ، ساخن ملتهب يدفء يسعد ينير المكان ، كانها دخلت كهف تحتمي فيه من وحش يطاردها ، تحس طمأنينه غريبه لاتفهمها ، اقتربت منه اكثر ، انفاسها تحرقه ، رائحه عطره تثيرها ، اقتربت اكثر ، تصور انها قبلته قبلة صغيره فوق خده ، لا لا يتصور ، هاهي قبلتها الثانيه تلحق الاولي ، يخاف يقبلها ، هي مثل ابنته ، لكن انفاسها تحرقه ، هي ليست ابنته ، ماله يتصرف بحماقه هكذا ، قبلته للمره الثالثه ، لم يقبلها ، خرجت من حضنه غاضبه ، لم تقل له لكنها ابتعدت ، جذبها لحضنه فقاومته ثانيه ثم اختبأت فيه ، قبلها خلف اذنها ، داست علي قدمه مرتبكه ، قبلها كثيرون لكن قبلته مختلفه ، هل يحبها هذا الرجل ، نعم قبلته تقول لها انه يحبها ، شفتاه دفئتان ، لثمتا رقبتها بسرعه ورقه ، ابتعدت عنه وحدقت في عينه تبحث عن اجابه لسؤالها الاحمق ، هل تحبني ، ابتسمت ، همست له احبك ، احس النبيذ خدر راسه اكثر مما ينبغي ، كاد يعطيها محاضره عن الفارق بينهما وانها مثل ابنته وانه رجل عجوز في سن ابيها ، لكن رائحه انفاسه خدرته ، احتضنها وصمت لكنها فهمت انه يحبها !!!!!!!!
في تلك اللحظه ، عاد شاب مثلها ونضجت بلهب عواطفه مثله ...توحدا ...
اختفت فوارق السن والحكمه والاندفاع بينهما ...
في كل لقاء بينهما توحدا ، كان ليس هناك متناقضات متنافرات لو فكرا تفرق بينهما بسرعه وللابد !!!
في كل لقاء بينهما توحدا وازداد حبهما عمقا ونسيت هي الفوارق بينهما وتناساها هو !!!
وحين يفترقا ، تعود هي لحالها سعيده بالعلاقه بينهما ويعود هو بائسا بل اكثر بؤسا !!!
يتمني لقاءها وتوحدهما ويخاف لقاءهما وفراقهما الحتمي !!!
و................. تشاجرا الف مليون مشاجره ، لايعجبه انفلاتها ، لايعجبها وقاره البارد ، لايعجبه علاقاتها باصدقاءها لايحبها تقبلهم يغار من مقابلتها لهم يتمناها تبقي له وحده ، لايعجبها انضباطه الصارم ينام مبكرا وهي ترغب في الخروج ويستيقظ مبكرا وهي في عز نومها ، لايعجبها رابطه العنق التي يخنق نفسه بها ، في احد المشاجرات صرخت انت عجوز قوي ، ندمت بعدها كثيرا لكن ندمها لم يعالج جرحه العميق ، نعم هو عجوز قوي لكنه يحبها ، وهي لاتقدر ذلك الحب ، تبحث عن شاب رقيع تافه لايفهم في العشق مثله وليس له خبرته في الغرام ، بعد قطيعه طويله قابلها ، لم يعجبها ملابسها ، صرخ فيها غاضبا ، كيف ستخرج معه بتلك الجيب القصيره والصندل الاحمر وشعرها المتناثر ، سيسخر منه الناس ، صرخ فيها ، طالبتك اكثر من مره تتغيري وانت لاتكترث برغباتي ، صرخت بصوت اعلي افزعه ، لن اكون الا نفسي ، تركه دون وداع ، عجز مابينهما عن طمس الحقيقه ، هما مستحيلان لايمكن لقاءهما ابدا وفراقهما حتمي !!!
بقيت في فراشها اسبوعا تبكي تنتظر مكالمته لكنه لم يكلمها ، استيقظ في منتصف الليل علي طرقات متلاحقه فوق باب شقته ، كانت تقف بملابس النوم مجنونه عيناها غاضبتان ، ادخلها مرتبكا ، القت نفسها في حضنه تعاتبه علي هجرها ، احبك وانت لاتكترث بمشاعري ، احتضنها بقوه ، بكت طويلا وهو يهدهدها في حضنه ، تحبه لكنها لن تكون الا نفسها ، لم يكلمها ، يحبها لكنه لايقوي علي حبها ، تهمس احبك وانت لاتحبني ، لاينطق ، لايقوي علي حبها ، هي نيران مشتعله تحرق وقاره نيران مشتعله تحرق قلبه حبها سيدمره ، ترتعش بين ذراعيه كعصفور مبتل في ليله عاصفه ، دموعها تنهمر فوق ملابس نومه يشفق عليها ، يمسح دموعها بكفيه ثم بشفتيه ، ترتعش اكثر ، يحترق شوقا ،يرتبك ، يصمت ، تنام في حضنه ، ينام وذراعيه حول جسدها ، يناما فوق الكرسي المتعب عاشقين انهكهما العشق ويتوحدا وينسيا ويتناسيا كل الفروق بينهما !!!!
لااعرف مالذي حدث ، هل استيقظ هو وحملها علي ذراعه لحجره نومه ، هل استيقظت هي وايقظته فاخذها من ذراعها فطاوعته ، لااحد يعرف ، لكنهما قضيا ليلتهما الاولي والاخيره معا ، في الصباح كانت سعيده ، تحبه ، تدرك كل الفوارق بينهما لكنها تحبه ، هو اسعدها ، اسعدها لدرجه لاتصدقها ، عجوز بقلب شاب ومشاعر جياشه ، هي اسعدته لكنه خاف منها وعليها ، لام نفسه الف مره علي مافعله فيها ، في حضنها بكي حزينا علي ايام عمره التي ذهبت بارده كئيبه مريره بغير وجودها ، هي المرأه التي حلم بها وتمناها وحياته ضاعت خارج حضنها ، تمناها تبقي في حضنه ، سرعان مالام نفسه فنسي او تناسي السعاده التي غمرته ، هي شابه الحياه كلها امامها وهو رجل عجوز يبحث عن سيده وقوره تؤنسه وحدته ، هو لن يقوي علي فيضان مشاعرها ، لن يقوي علي حبها ، لن يقوي علي ارواء عطشها ، لو استطاع اليوم لن يستطيع غدا ، لكنها لاتفكر في الغد ، هي سعيده اليوم وغدا فليحدث مايحدث ، هو لايفكر الا في الغد ولن يفكر الا فيه ......
هكذا حسم امره ، لن يتوحدا بعد اليوم ابدا ، فر منها ، تحجج باعماله واختفي من حياتها ، عندما طرقت باب شقته وسط الليل لم يفتح لها ، عندما ازداد الطرق ارتدي ملابسه وفتح الباب واخذها في سيارته حتي منزلها وتركها هناك وعاد يبكي حبها الموجع !!!
فحسم امره ور منها اكثر ، لكنها جنت بحبه ، جنت من هجره ، طاردته ، لم يقابلها ، بكت في التليفون فبكي لاتراه لكنه افهمها للمره المليون ان حبهما مستحيل لاغد له ، سخرت من الغد وطالبته يعيشا اليوم ، نهرها تتصرف بطيش لايليق بسنوات عمره ، بكت في التليفون واصرت علي مقابلته ، دعاها علي الافطار في مكان مشمس علي النيل ، قابلها بملابسه الرسميه وقابلته بملابسها المبعثره ، بحثت عن اصابعه لكنه كان يخفيها في جيب بنطاله ، شرح لها بنبرات بارده ان علاقتهما مستحيله ، صمتت طويلا ، شرحت له انه اسعدها ، لم يسعدها رجل اخر مثله ، انها لن تضحي بتلك السعاده ، لم يظهر علي وجهه اي تعبيرات تفصح عن حالته النفسيه الحقيقيه ، لم يكشف لها عن انهياره وولهه ، لم يفصح لها عن اشتياق يحرقه ، حتي الليله التي قضوها معا اسعدته وحرقته ، ذكرته بفوارق كثيره ان تغاضوا عنها اليوم ستقتلهما غدا ،الحت عليه بمشاعرها ، سالته الا يحبها ؟؟ضعف واعترف بحبها ، ابتسمت لكنه لم يبتسم ، استقوي عليها وحسم امره للمره الاخيره ، اكد عليها ، حبهما ليس المشكله ، هي تحبه وهو يحبها لكن مابينهما مستحيل ....
وصلتها رسالته ، ماكان صار مستحيلا ، هو كان مستحيلا وصار مستحيلا .....
ركبت معه سيارته ، امام منزلها وقف علي وجهه ملامح بارده ، ودعها بكلمات ممضوغه اوجعتها ، يضن عليها بكلماته الاخيره ، لم تتحرك من مقعدها ، قبضت علي كفه وابتسمت في وجهه ابتسامه جميله وهمست له .......... انت سعادتي ... اشفق عليها من مشاعرها .... ابتسم ابتسامه بلا معني ...باغتته .......... وعذابي ...وسحبت اصابعها من كفه ، انتظرت كلمته الاخيره ، سيصالحها ، سيؤكد عليها انه سيكون سعادتها فقط ولن يكون عذابها بعد اليوم ، صمت طويلا وهي تحدق في قسمات وجهه تنتظر رده عليها ... صمت وصمت ثم تلون وجهه بالحزن وهمس بصوت خفيض .... وانت ...تفاءلت وابتسعت وكانها تعرف بقيه كلماته .. اكمل حزينا .... وانت عذابي وعذابي ........ انهارت حزينه ، هي عذابه وعذابه ، لم تسعده مثلما اسعدها لم تمنحه الا عذابا ، وانهمرت دموعها ، اخذها في حضنه وصمتا ظلت تبكي في حضنه تنتحب وهو يهدهدها لا يكف .. كانت حزينه لاتدري انه اكثر منها حزنا وانه يبكي بدموع جافه بلورات وجع وانه كان ومازال يحبها وانها سعادته وسعادته وسعادته وهو الذي عذب وسيعذب نفسه ، ظلت تبكي وهو يهدهدها حتي صمتت ، فتحت باب السياره ونزلت منها لم تودعه بكلمه واعطته ظهرها واختفت من حياته ....
بقيت كلماتها ترن في اذنه ... انت سعادتي وعذابي ... يبتسم زهوا بالسعاده التي منحتها له ويبتسم فخورا بالعذاب الذي وقاها منه !!! بقيت كلماته تدوي في اذنها .... انت عذابي وعذابي ... فتبتسم ساخره من كذبه المفضوح ، فهي ابدا لم تصدقه !!!
هو كان سعادتها وهي كانت سعادته وقت توحدا وكانا معا ....... وهو عذابها وهي عذابه وقت افترقا فراقهما الحتمي !!!
وغير هذا لن تصدق ابدا !!!!!
هناك تعليق واحد:
لقد قرأت نصا فقد عقله وقلبه وضميره ....وكانت المحاولات الدائمة للبقاء عليه أكثر سحرا وجاذبية ..حتى نصل الى نهاية الجملة الأخيرة وهى الأبتعاد والهجر و تؤكد على شئ وحيد هو عدم القدرة على الأستمرار ...لقد حاولتي أستاذة أميرة بالفعل رسم موقفا دراميا يعتمد على الأحتياج المتبادل بين البطلين لكن العقبة الوحيدة هو الفارق فى السن ...لم يكن الحب شفيعا لهم حتى تكتمل الحياة ..لم تكن لديهم القدرة على الوقوف أمام الزمن وما يفعله بهم ......كان عليها أن ترحل عندما أرادت ذلك لكنها لم تكن قاردة على فعل ذلك أنه الحب ظلت مترددة تقدم قدما وتأخر الأخرى وكانت تعلم أن الفريسة سهلة ويمكن أصطيادها بسهولة لكن ما حدث كان هو العكس عندما وقعت فى حبه لكن للأسف كان الرحيل هو الشئ المتبقى لهم .وكان القرار وكان المستحيل كما جاء فى عنوان القصة لكى تبدأ قصة جديدة لم تكتمل ..لنصل فى النهاية الى نص رائع
إرسال تعليق