24 ديسمبر 2011

صباح مشتعل جداااااااا





( 3 ) 
الساعه الثالثة 
24/ 12/ 2011 


هاهو اشعل عود الثقاب وفجر غضبي وجرني من اصابعي والقاها فوق لوحه المفاتيح لانسج كالعاده لوحه غضب لايقرأها احد ..
والحق ان مدونتي اكثر لطفا وطيبة من كل الاطباء النفسيين الذين قابلتهم ، واقنعتني بسهوله ان الحديث معها ولها يسرب غضبي ويهونه بينما الاطباء النفسيين الذين قابلتهم يزيدوا غضبي ويشعلوني كالقنبله الانشطارية !!! 
ماعلينا ..... ها هو احدهم يشعل عود الثقاب في بنزيني الفياض فيفجر غضبي ويعلن بدايه ساعه الكتابه اليومية ...
ماله هذا الرجل متعالي هكذا ؟؟؟
انه احد قيادات الجمعيه الوطنيه للتغير ، او هكذا قالوا عليه ، واحد الثائرين في الميدان ، او هكذا وصفوه وقتما حيوه ومنحوه الفرصه ليتكلم ، هو يقف في التحرير ممسكا بميكرفون احد الفضائيات  ويسب من شاشتها بوقاحه ولسان مشحوذ المصريين في العباسية !!!!ا
الحقيقه اني لااكترث لا بالتحرير ولا بالعباسيه ، وهذه قصه اخري ، لكن كلماته استفزتني !!! 
استفزتني لانها اوضحت لي قدر " المصيبه السوده " اللي احنا فيها - حسبما اري - فاذا كانت - بعض او كل - النخب الثقافيه والسياسيه تتعالي علي الشعب - او بعض الشعب - الذي يختلف معها وتسبه ، فالي اين المصير ؟؟؟ هل هذه هي الديمقراطية ؟؟ هل سنقبل بعضنا البعض مع الاختلاف ، ام سنتقاتل ، اليوم بالسباب وغدا بالمليشيات والقنابل ؟؟؟
الحقيقه ان كلماته المتعاليه فكرتني بتلك الكلمات المتعاليه الاخري التي قالها بعض الليبراليين بعد صدمه نتائج المرحله الاولي للانتخابات التشريعيه وهم يسبون الشعب الجاهل الذي باع ارادته وصوته بكيس سكر وكيلو زيت لحزب الحرية والعداله ، يسبون الشعب الجاهل الذي لم يفهم حوارهم الانيق المنمق المجدول بالكلمات الانجليزيه الفرنسية والمصطلحات المستخرجه من اضابير الثورة الفرنسيه والبلشفيه ومن كتب جان جاك روسو ولينين وتروتسكي !!! 
كلماتهم المتعاليه وقتها اغضبتني ، ليس لاني منحازه للحرية والعداله بالعكس انا اختلف تماما مع تيار الاسلام السياسي في كل اطروحاته وافكاره ، بل لاني منحازه للشعب الذي افسد النظام السابق عقله بتعليم منحط من ناحيه واعلام اكثر انحطاطا من ناحيه ثانيه ، منحازه للشعب الذي بقي بعيدا عن النخب الثقافيه والسياسيه لا يعرفها ولا يقرأ صحفها ولا يفهمهما وحين فرضت عليه تلك النخب الديمقراطيه والانتخابات وطالبته بالتعبير عن ارادته وقراره وهددته بالغرامه من ناحيه وعدم اعتباره مواطن صالح وطني لانه سيصبح متقاعس ان لم ينتخب ويعبر عن رأيه من ناحيه اخري ، انتخب من يعرفهم ويطمئن لهم ويراهم كل يوم بجواره وفي حارته الضيقه وقريته الصغيره وحيه العشوائي ، انتخب من يعرفهم ، الناس بتوع ربنا ، هؤلاء الشيوخ والائمه الجالسين معهم في دور المناسبات في المساجد تاره للتعزيه والصلاة علي الميت وتاره لعقد القران والاحتفال بزواج الاولاد والمدرسين اللذين اعطوا اولادهم دروسا بلا مقابل في الجامع وخلعوا ضروسهم ب2 جنيه وجاوروهم في صلاة التراويح ومن يوزعوا الصدقات علي فقرائهم في العيد الصغير والعيد الكبير وفي شهر رمضان ، من يتواصلوا معهم سنوات وسنوات لايرغبون في شيء الا خدمتهم لوجه الله تعالي حسب ما يظنون !!!!!!ا
طبعا القصه ليست بالبساطه ولا بالسهوله التي اكتب بها ، اعرف ان الامر اكثر تعقيدا وتداخلت في الوصول للنتيجه التي صرنا فيها عناصر كثيرة اقتصاديه وسياسيه وامنية وتاريخيه وجغرافيه ايضا ، قيود وقوانين وسجون ومعتقلات ، اشياء كثيره حجبت وعزلت النخب الثقافيه الليبراليه واليسارية بالاخص عن الشعب ، وابقت الشعب اسير الشيوخ والائمه والسنية والسلفيين ، لكني الان ، الان بالذات لا احلل ماذا حدث وكيف حدث ، لكني اصف مشهد متكرر مستفز !!! 
المشهد ببساطه ، اننا نعيش الديمقراطيه ، او هكذا مفروض حسبما قالوا لنا  !!!! 
والديمقراطيه تفترض اراء مختلفه ، او هكذا مفروض !!! 
وتفترض ، تقبل الرأي الاخر واصحابه ، او علي الاقل الاختلاف معهم دون اقصاء او انكار او استخفاف وسخريه وتطاول او هكذا مفروض !!!! 
لكن مايحدث شيء والمفروض شيء اخر !!! 
مايحدث يكشف عن استبداد كامن في النفوس والارواح ورغبه متوحشه في اقصاء الاخر والغاءه وليس فقط انكاره ، استبداد يعبر عن نفسه علي السنه ابطال الديمقراطيه من ايام القوائم السوداء وحتي الان ... 
واذا كنت افهم - افهم ولااوافق - موقف الثورة والثوار من من اسموهم " الفلول " بالمطالبه بعزلهم عن الحياه السياسيه ومحاكمتهم عن انتماءهم السياسي السابق الذي افسد الوطن ، لكني لاافهم ابدا ان يمد الثوار مواقفهم الاقصائيه لمن لايوافقهم من الشعب في افكارهم واراءهم وشعاراتهم ، الشعب الذي تحرر في يناير 2011 او هكذا تصور ، اصبح يري من حقه يعبر عن رايه ويختلف مع من يختلف معهم دون خوف من معتقلات ولا امن دوله ولا تشهير وتجريس ومطارده في اكل العيش والحياه كلها ، هذا الشعب ، بعضه او معظمه  لااعرف بالضبط ، وبعدما تحرر بالثورة ، لا يوافق علي كل مايقوله الثوار - او بعضهم - وكل - او بعض - مايرفعه التحرير من شعارات ، ويظنوا ان هذا حقهم لانهم لم يفقدوا الاهليه ولم يمنحوا التحرير وبعض ثواره الوصايه عليهم وعلي افكارهم ، او هكذا يظنوا!!! 
لذا .... حين اسمع او اقرأ تعليق او مقال او جمله ساخره او سباب وشتائم للشعب الذي لايوافق الميدان - ومن يعبروا عنه الان - علي شعارته وافكاره ، حين اشتم رائحه التعالي علي الشعب والسخريه منه ومن جهله ومن غباءه ومن امراضه " الاستكهولمية " يصيبني الغضب الرهيب احيانا والخوف الرهيب احيانا اخري !!! 
مااسهل تبادل الشتائم ، مااسهل تبادل الاتهامات ، مااسهل انكار وجود الاخر والتعالي عليه لانه " غبي وجاهل من ناحيه ، وحمار ومابيفهمش حاجه " من ناحيه تانيه ، مااسهل انكار الاخر وتجاهله والتعالي عليه لانه " متعصب دينيا او كافر ، لانه رجعي او منحل ، لانه تبع السعوديه او تبع امريكا ، لانها منقبه متخلفه لانها متحررة عاهره ، لانه مش مصري وخواجه او لانه مش مصري ووهابي "  
مااسهل التربص بالاخر وسبه واتهامه بالغباء او بالعماله او بالتخلف والتعبير عن احتقاره وكراهيته والسخريه منه ومن افكاره وملابسه وشكله !!! هذا سهل جدا ولكن ..... الي اين يقودنا كل هذا ولاين يقود الوطن !!!! 
كلمات الرجل المتعاليه ذكرتني بالجمله التي كنا نسمعها من الساخرين من الاتحاد السوفيتي وقيود حزبه الطبقي الحاكم التي يفرضها علي كل المخالفين له ومعه " الحريه كل الحريه للشعب ولا حريه لاعداء الشعب " ويكملوا سخريته بأن تحديد مفهوم "الشعب واعداء الشعب " يقع علي عاتق الحزب اللليني الحاكم ، فمن معه هم الشعب ومن ضده هم اعداء الشعب و............ السلام عليكم ورحمه الله وبركاته!!!! 
كلماته المتعاليه ذكرتني بجمله كتبتها احد الفتيات علي تويتر ، وهي فتاه لااعرفها وجاءتني " تغريدتها " بالصدفه عن طريق واحد ممن اتبع تغريداتهم ، قالت تلك الفتاه تعقيبا علي نتائج المرحله الاولي للانتخابات التشريعيه " ماانا قلت لكم الشعب اكبر خطر علي الثورة " وقتها قرأت عبارتها وضحكت ثم بكيت لاني عرفت ان مصيبتنا سوده ومطينه بطين !!!!ا 
قال الرجل المتعالي ان الشعب يعاني " مرض " استكوهولم - نقلا عن الدكتور علاء الاسواني الذي وصف الشعب الذي بكي بعد خطاب مبارك بانه يعاني " متلازمه استكوهولم " - الرجل المتعالي حذف كلمه " متلازمه " حتي يفهمه الشعب الذي يسبه وقال انه يعاني " مرض " استكوهولم الذي يجعل الناس تتعاطف مع الاستبداد والمستبدين وانهم فقدوا ضمائرهم واحساسهم !!!! 
وبصرف النظر عن التحليل المتعالي للرجل ونظرته الدونيه للشعب المختلف معه ومع افكاره ،بصرف النظر عن هذا كله  لكني لو وافقته وسايرته ان الشعب البائس بعد ثلاثين سنه من حكم مبارك اصيب بمرض استكوهولم واصبح يتعاطف مع الاستبداد والمستبدين ، لو وافقته لاحسست بالشفقه علي ذلك الشعب المريض ، لو اني صدقته لاشفقت علي الشعب وحاولت اعالجه لااسبه واهينه واسخر منه واتعالي عليه !!!! 
الرجل المتعالي يسب المصريين ممن ذهبوا العباسية باعتبارهم حيوانات مرضي بمرض استكوهولم ولايحاول يفهم مالذي دفعهم لهناك بعدما كانوا يملئوا الميدان بالمليونيات عقب المليونيات ويصفقوا لكل كلمه يقولها الميدان ويكنسوا الشوارع في نهايه اليوم !!! 
الرجل المتعالي يسب المصريين الذين يخالفوه الرأي ويحتقرهم ويظهر رأيه واضحا في كلماته وتعبيرات الغضب علي وجهه ، يفعل هذا وهو مازال يناضل في الميدان من اجل مزيد من الحريه ، مابال لو حكم مصر واصبح في مقدروه ان يعاقب مخالفيه لانهم يخالفوه ، مالذي سيفعله وقتها ، هل سيسلط امن الدوله او امن الثوره عليهم ويعتقلهم ويحبسهم لانهم خالفوه ولا يشاركوه الراي ، اي راي، هل سيطبق وقتها الشعار السوفيتي العظيم " الحريه كل الحريه للشعب ولا حريه لاعداء الشعب " ويحدد هو ورفاقه وزملائه من هو من وجه نظرهم الشعب الذي يستحق الحريه واعداء الشعب الذين لايستحقوها ؟؟؟؟
هذا الرجل ومعه كل المصريين - حسب تصوره وافكاره - عاني وغضب  من القيود الامنيه والبطش والقهر الذي حاصره به مبارك ونظام وامن دولته سنوات وسنوات حسب تصوره  ، وطالب بالحريه ومعه كل المصريين ، لكنه ومع النسمه الاولي للحريه وقبلما تهب بقيه رياحها ، سب وشتم المخالفين معه ووصمهم بالغباء والمرض وشبههم بالحيوانات ، فمبال لو اصبح هذا الرجل مسئول يمكن ليس فقط سبهم بل حبسهم واعتقالهم ، مالذي سيفعله فيهم وفينا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ 
هذا الرجل الذي لااعرفه قالوا انه استاذ بالجامعه ، هل هذا ماتعلمه لطلابك يااستاذ ، هل هذا ماتعلمه لطلابك ان يستبدوا ويسبوا المخالفين معهم ويسخروا منهم ؟؟؟ هل هذا ماتعلمه لطلابك ، واذا كنت تعلم طلابك تقبل الاخر وعدم انكاره وتقبل الديمقراطيه بقواعدها من وجود اغلبيه واقليه وخضوع الاقليه للاغلبيه واحترامها لحين استطاعتها تغيير موازيين القوي ، هل اذا كنت تعلم طلابك هذا الكلام الفارغ الذي لاتمارسه انت ، وشاهدك احدهم وانت تقول عكس ما تعلمهم ، كيف ستكون نظرته لك وتقييمه لكلامك ودروسك التي لاتطبقها انت في حياتك العمليه بدليل كلماتك الغاضبه وسبابك وسخريتك من الشعب وتعاليك عليه !!!!!!
واذا كانت " العافيه هبله " وكل من امسك بميكرفون سب المخالفين معه ، فعلينا نخاف من سيستطيع ان يمسك مدفع رشاش لانه وقتها لن يكتفي بالسب والشتم !!!! 
اذا كانت " العافيه هبلة " والاختلاف يعني السب والشتم والاحتقار والتعالي والكراهيه والغضب و" اللي يعرف يعمل حاجه يعملها " فوقعتنا بجد سوده ومطينه بطين !!!! 
و....................... ياايها الرجل الذي لااعرفك وحين سمعت اسمك ظللت لااعرفك ، وانا التي اظنني متابعه لما يحدث في مصر منذ سنوات كثيرة ، اذا كنت انا لااعرفك ، فتأكد ان احدا في مصر لايعرفك وهذا من حسن حظك ، لان المصريين سيعتبروا ان نكره سبهم وهو لايستحق حتي عناء الرد عليه !!!! 
و............ صباح الديمقراطيه علي الطريقه المصرية !!!!ا

( اديني من وقتك ساعة - 3 ) 

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

مجدي السباعي
اتفق تماما مع تخوفك الشديد من القادم ومن مفهوم الحريه والديمقراطيه الذي ستشهده مصر الجديده
ولكني اختلف في:
"هذا الرجل ومعه كل المصريين ، غضبوا من القيود الامنيه والبطش والقهر الذي حاصره به مبارك ونظام وامن دولته سنوات وسنوات ، وطالب بالحريه ومعه كل المصريين ""
ماشهدته مصر من حريات هي غير مسبوقه لا علي المستوي المصري ولا علي من يحيط بنا
ولو حصر من هاجم وسب وسجن؟؟؟؟؟ قبل 2010 لتاكدنا
ويمكن يكون ده السبب ""كما هو مخطط""ان تكون الفوضي هي الحريه والديمقراطيه الجديده ""فما زاد عن الحد قلب للضد "
لكن المحصله ان القادم مرعب